رواية عشق مهدور كاملة جميع الفصول

رواية عشق مهدور للكاتبة سعاد محمد سلامة هي حكاية تنبض بالمشاعر وتفيض بالصراعات الداخلية والخارجية، حيث تتقاطع الأقدار وتتشابك المصائر في قصة حب مختلفة لا تخضع للمنطق أو الزمن.في رواية عشق مهدور، يعيش القارئ حالة من الانجذاب العاطفي والتوتر النفسي، وسط أحداث متسارعة تكشف أسرارًا مدفونة وقرارات مصيرية تغير كل شيء. الرواية لا تقدم حبًا مثاليًا، بل واقعيًا، مليئًا بالتحديات والتضحيات.

رواية عشق مهدور كاملة جميع الفصول

رواية عشق مهدور من الفصل الاول للاخير بقلم سعاد محمد سلامة

بإحدي القُرى التابعه لـ.محافظة "كفر الشيخ"

تلك المحافظه التى تقع بمنتصف دلتا مصر، كذالك لديها ظهير يطُل على إحدي شواطئ البحر الأبيض المتوسط

كذالك هى أرض خِصبه

صباحً باكر

بـ سرايا فخمه وعتيقه تتوسط مجموعة من الأفدنه مزروعه ببعض أشجار "عين الجمل" وبعض الأشجار الأخرى المثمره، كذالك حديقة خاصه تُحيط السرايا بها بعض الزهور ونباتات الزينه

على صوت زقزقة تلك العصافير التى تسكُن بأعشاشها على فروع تلك الأشجار...

إستيقظت تلك المرأه التى بمنتصف الخمسين من عُمرها

نهضت تُهندم فراشها، ثم توجهت ناحية مطبخ السرايا، لم يمضي وقت طويل حتى آتت خادمه أخرى بمنتصف الثلاثينات ، ألقت عليها الصباح:

صباح الخير يا "رضوانه"

ردت عليها بإبتسامة موده:

صباح النور يا "إنتصار"،كويس إنك جيتي بدري يلا خلينا نبدأ نجهز الفطور.

تبسمت لها بقبول، ثم بدأن بإعداد الفطور

بعد قليل نظرت رضوانه الى ساعة حائط بالمطبخ ثم نظرت للخادمه الأخري قائله:

الساعه سبعه ونص ميعاد علاج الست "شُكران"

هروح أصحيها تاخد علاجها.

تسألت إنتصار بفضول:

هي الست شُكران عندها أيه،أنا شايفه ماشاء الله شكلها يقول عافِيه.

تهكمت رضوانه قائله:

يا بنتِ بلاش تتغري فى الوشوش والأجسام،ربنا العالم بالبشر بيخفوا قد أيه آلم ورا بسمه على وشوشهم وكمان هدوم بتستر آلام،يلا خلصي الفطور عشان كمان "آسعد بيه"هنا وكمان" آصف" والإتنين دول بيحبوا النظام وبيصحوا من النوم بدري، مش هغيب ورجعالك.

اومأت إنتصار لها

أمام إحدي الغرف

وقفت رضوانه تطرق على باب الغرفه بهدوء ثم توقفت لدقيقه ثم قامت بالطرق مره أخري حتى فتح "آسعد" لها باب الغرفه

أخفضت وجهها بالأرض وقالت:

صباح الخير يا آسعد بيه،أنا جايه عشان أفكر الست شُكران عشان تاخد علاجها.

تثائب آسعد قائلًا:

تمام،تسلمِ هى صحيت خلاص ياريت تحضري الفطور فى الجنينه، وكمان صحي الشباب.

اومأت رضوانه برأسها وإنصرفت.

أغلق آسعد باب الغرفه ونظر نحو شُكران التى نهضت من على الفراش تمدح فى رضوانه قائله:

والله رضوانه دى ولا أخت مبتفوتش ميعاد علاج ليا غير لما الاقها جايه تفكرني بيه.

رد آسعد بمدح لـ شُكران:

وهى كانت هتلاقى بيت تشتغل فيه زي هنا بقت مُقيمه فى السرايا وسابت دارها لبنتها تتجوز فيها.

ردت شُكران:

يعني بنتها كانت طردتها من الدار،

أنا اللى طلبت منها تقعد هنا بعد ما تعبت وهى وافقت حتى بنتها كانت معارضه بس هى اللى صاينه العيش والملح.

تهكم آسعد قائلًا:

آه طبعًا بقالها بتشتغل هنا أكتر من خمسه وعشرين سنه وساعدتك فى تربية الولاد.

ردت شُكران بإعتراف:

فعلًا والله كتر خيرها، بقولك أيه أنا كنت سمعت منها إنها نفسها تعمل حِج أو عُمره أنا بفكر السنه دي وأخدها معايا تحِج وأتكفل بمصاريفها كلها.

تهكم آسعد قائلًا بإستهزاء:

وماله خديها معاكِ أهى حتى تبقى تهتم بيكِ وتخدمك وإنت فى "الحرم".

إستغربت شُكران طريقة رد آسعد وقالت:

ليه إنت مش ناوي تروح تحِج السنه دي؟.

تنهد آسعد قائلًا:

لاء هريح السنه دي،الحِج هيبقى فى موسم جمع محصول المانجه، روحي إنت وإبقى خدي معاكِ رضوانه ونس.

بعد قليل فى المطبخ

طلبت رضوانه من إنتصار:

كده إنتهينا من تحضير الفطور هاخد أنا الصنيه دي أطلعها فى الجنينه، وإنتِ روحي صحي الشباب من النوم.

أومأت إنتصار رأسها وغادرت المطبخ وصعدت الى الدور الثاني بالسرايا، قامت بالطرق أكثر من على غرفتي(آيسر، سامر) الى أن قالا أنهم إستيقظا

ذهبت الى تلك الغرفه الثالثه، قامت بالطرق على باب الغرفه مره واحده وبهدوء، ثم تلفتت حولها تنهدت بإرتياح حين لم ترى أحد فتحت باب الغرفه بهدوء ودلفت الى الغرفه وأغلقت الباب بهدوء وقفت خلفه نظرت نحو الفراش،عضت على شفتيها بإشتهاء تخترق عينيها النظر الى ذالك النائم على بطنه شبه عارِ بالكاد شرشف الفراش يستُر منطقة خصرهُ فقط

إقتربت من الفراش تتأمل جسدهُ المُثير بنظرها يزداد بداخلها رغبة لمس جسده ليس فقط لمسه بل تشتهي الإنتشاء وتظفر بلمسات رجوليه منه...توقفت أمام الفراش تنظر لملامح وجهه الوسيمه والحاده فى نفس الوقت،كذالك تلك الخُصلات القصيره المُتدليه فوق جِبينه،كل شئ به مُثير يقودها رغبة إشتهاء،مدت يدها وكادت أناملها تلتمس ظهره لكن قبل أن تصل أناملها الى ظهره شعرت بيده القويه الذى أطبقها على مِعصم يدها وهو مازال نائم قائلًا بحِده:

أيه اللى دخلك لأوضتي.

شعرت بآلم قوي بيدها وإرتجفت وتعلثمت بالرد :

رضوانه قالتلى أجي أصحي حضرتك وأقولك الفطور جاهز فى الجنينه.

مازال يطبق بيدهُ على معصمها لكن فتح عينيه قائلًا بغضب:

رضوانه قالتلك إتسحبِ وإدخلِ لأوضتي،سبق قبل كده حذرتك ممنوع تدخلِ أوضتي،أنا عارف ظروفك كويس ومش عاوز أقطع رزقك،لو كررتِ دخول أوضتي وأنا فيها مش هراعي ظروفك وهطردك من الشغل هنا فى السرايا.

تعلثمت إنتصار حاولت التبرير بخوف قائله:

أنا خبطت على باب الاوضه كتير وحضرتك مردتش و...

قاطعها آصف بقوه قائلًا بتعسُف:

مش عاوز تبريرات كدابه دلوقتي غوري وإحذري ده آخر تحذير ليكِ.

بمجرد أن ترك معصم يدها هرولت بالخروج من الغرفه، وقفت جوار باب الغرفه تلتقط نفسها تنظر لآثر يده الأحمر الداكن فوق معصمها تنفست بإشتهاء، ثم تتلفت حول نفسها وغادرت تشعر بحسره من نصيبها مع الرجال.

بينما نهض آصف جالسًا على الفراش ومد يده سحب هاتفه من على طاوله جوار الفراش قام بفتحه،لمعت عينيه لتلك الصوره التى ظهرت بخلفية شاشة الهاتف،تنهد بإشتياق قائلًا:

صباح الخير يا حبيبتي.

أنهي قوله وهو يضغط على ذر الإتصال،ينتظر الجواب، الذى لم يآتى بعد تكرار أكثر من إتصال،زفر نفسه بغضب وألقى الهاتف على الفراش ونهض يتوجه ناحية حمام الغرفه...أنعش جسدهُ بحمام بارد،ثم خرج من الغرفه،جذب الهاتف مره أخري يحاول الإتصال،لكن لا جواب أيضًا...تنهد بضجر قائلًا:

أكيد قاصده متردش عليا،ماشى يا بنت "الغتوري".

ـــــــــــــــــــــــــــــ

بعد قليل

بحديقة تلك السرايا على طاوله كبيره أسفل مضله كبيره أيضًا

جلس على رأس تلك الطاوله

آسعد وعلى يمينهُ كانت تجلس شُكران

تبسمت لأولادها الثلاث شباب اللذين بداوا يتوافدوا واحد بعد آخر...كان آخر من وصل آصف

تحدث آيسر بمزح:

دايمًا متأخر يا سيادة المستشار،طبعًا بحُكم شُغلك كـ قاضي دايمًا الحُكم آخر الجلسة.

جلس آصف على مقعده وإبتسم قائلًا:

بلاش إنت اللى تتكلم على التأخير، إنت ناسي ولا أيه،الطيار الوحيد اللى فى العالم كله بيوصل للمطار بعد صعود الرُكاب .

ضحك آيسر قائلًا:

عادي لما الطيار يتأخر عالطياره وقت الإقلاع لو إتأخر مش هيضُر، زى شُغل القضاء دايمًا تأجيل تأخير فى إصدار الحُكم حتى بعد الحُكم وقت على ما يتنفذ القرار.

تثائب سامر... نظر له آيسر قائلًا:

الوحيد المرتاح فينا هو سيادة الدكتور اللى قاعد عالسفره بيتاوب.

نظرت شُكران لـ سامر بشفقه قائله:

والله ده حاله يصعب، دايمًا نبطشيات بالليل.

غمز آصف لـ سامر بمرح قائلًا:

قولى أيه سبب نبطشيات الليل الكتير دي.

إرتبك سامر وتوتر قائلًا:

أبدًا، شغل الليل فى المستشفي بيبقى رايق مش زحمه زي النهار.

اخذت شُكران الحديث من سامر قائله:

بس مُجهد مش شايف وشك الباهت وكمان خاسس كتير.

غمز آيسر وآصف لـ سامر الذى قال:

طبعًا إنت واخد الدلع كله آخر الولاد ولازم شُكران هانم قلبها يبقى ملهوف عليه .

تبسمت شُكران قائله:

والله أنتم التلاته قلبي بيبقى ملهوف عليكم،آيسر قلبى بيبقى زى اللى مسحوب مني طول ما هو طاير بالطياره فى الجو لحد.ما يوصل للبلد اللى هو رايح لها ويتصل عليا يقولى وصلت بسلام،وإنت كمان شُغلك فى القضاء وكل سنه تخدم فى بلد شكل وأهو إنت السنه دي بتخدم فى محكمه فى "أسيوط" يعنى فى الصعيد،والصعيد كفايه عندهم مُشكلة التار اللى بنسمع عنها بتفني عائلات كامله، قولتلك باباك يتوسط لك فى الحركه القضائيه وينقلك لأى مكان يكون هادي.

تبسم آيسر بمزح قائلًا:

والمكان الهادي ده فين يا شوشو، جنبك هنا فى كفر الشيخ، ولا ينقلوه البحر الأحمر ولا الغردقه، هناك الموزز الروسيه أيه مش بعيد يرجعلك برقاصه من هناك،ويقولك المُدام.

ضحك الجميع،كذالك شُكران قالت:

والله أنا نفسي أشوفكم متجوزين وأفرح بولادكم أهو نسوانكم تبقى معايا ونس فى السرايا.

رفع أيسر يديه قائلًا:

لاء يا شوشو أنا مش بفكر فى الجواز أنا أحب أبقى على حريتي زي الطير كده يتنقل بين كل الأغصان.

ضحك آصف قائلًا:

طبعًا سيادة الطيار له فى كل مطار موزه ويمكن أكتر،طبعًا شركات الطيران بتختار المُضيفات بعنايه فائقه عشان الراحة النفسيه للطيارين فى الجو.

ضحك آيسر قائلًا:

فعلًا المُضيفات حاجه فوق الخيال، بس أخوك مش غاوي مُضيفات، أخوك واعي إفرض قامت عاصفه زى الفيلم بتاع فؤاد المهندس كده وإتجمع المُضيفات يحدفونى من الطياره، أنا بحب اللى مالهمش فى الطيران بالك رحلة أسبانيا الأخيره إتصاحبت على بنت بتشتغل فى الإستقبال،وقدمت لى خدمات كبيره،ماما كانت طالبه مني شوية هدوم ماركات جبتها بنص السعر ونفس الماركات كمان،وطبعًا أخوك إتوصى بها وجاب لها هدية شُكر...وقولت لها شُكران هانم مش بعيد لو شافتك

تجوزك الواد آصف.

صفع آصف آيسر على كتفه قائلًا:

بطل سخافه، أنااللى هتخار اللى هتجوزها ومش غاوي رمرمة... خليها تجوزها لـ سامر.

نظر آسعد لـ سامر الذى يأكل ولا يُشارك فى مزح أخويه قائلًا:

سامر مشغول فى الطب واخد كل وقته.

نظرت شُكران لـ سامر وقالت:

بسيطه نفتح له مستشفى خاص ويبقى هو مديرها ووقتها مش هيتعب فى النبطشيات.

نظر آسعد لـ سامر قائلًا:

مش أما يبقى يتخصص فى تخصُص الأول،ده لسه "ممارس عام" زميلته بنت "أيمن الغتوري" اللى كانوا بيذاكروا سوا، إختارت تخصُص أطفال.

نظرت شُكران لـ سامر الذى سآم وجهه ظنت أنه تضايق من حديث آسعد، وقالت:

سامر لسه يادوب مبقلوش سنتين متخرج من كلية الطب وفى دكاتره كتير متخصصوش ولهم شآن وبيفهموا فى المرض أكتر من الدكاترة المُتخصصين ذات نفسهم.

نظر سامر لـ شُكران بإمتنان صامتًا.

ــــــــــــــــــــ

بمنزل بسيط مكون من دورين

بالدور الأرضي.

دخلت سحر الى الغرفه وأشعلت ضوء خافت وتوجهت الى فراش هويدا وإنحنت عليها وضعت يدها على كتفها قائله بصوت مُخفض قليلًا:

هويدا إصحي.

تذمرت هويدا أثناء نومها وهمست بنُعاس سيبني أنام كمان شويه يا ماما.

تنهدت سحر قائله بنفس الصوت:

لاء يلا قومي عشان تجي معايا.

تسألت هويدا بنُعاس:

أجي معاكِ فين،سيبني أنام يا ماما النهارده الجمعه يوم الأجازه.

زفرت سحر نفسها قائله:

قومى وبلاش كسل،خلينا نروح السوق نشتري طلبات البيت.

تنفست هويدا بعمق قائله:

الوقت لسه بدري.

جذبت سحر الدثار من فوق هويدا قائله بإصرار:

قومي يا هويدا وبلاش كسل الساعه قربت تسعه زمان السوق قرب يخلص ومش بعيد نلاقى البضاعه إتنقضت... يلا قومي.

نهضت هويدا جالسه على الفراش قائله بغضب:

مفيش فى الدار غير هويدا عندك سهيله أهى نايمه صحيها تجي معاكِ السوق.

نظرت سحر ناحية الفراش الآخر بالغرفه بشفقه وقالت بتحذير:

وطي صوتك، أختك راجعه من المستشفى وش الفجر.

زفرت هويدا نفسها بسآم قائله:

يعني هى بتشتغل وأنا لاء ما أنا كمان بشتغل طول الأسبوع وعاوزه ارتاح يوم الاجازه وأنام براحتي.

تنهدت سحر بضجر قائله:

قومي يا هويدا شغل أيه اللى بتتعبي فيه،وكفايه إنك بتشتغلِ فى البنك بتاع البلد يعني مش بتركبِ مواصلات،وكمان بترجعى بعد أدان الضهر،غير يومين أجازه فى الأسبوع،قومي يلا وبلاش كسل،وبلاش تنوري نور الأوضه عشان أختك متصحاش.

نظرت هويدا ناحية فراش سهيله بحقد ثم قالت لـ سحر بسخط:

حاضر هقوم ومش هنور الاوضه عشان مسببش إزعاج للدكتورة.

زفرت سحر نفسها قائله:

هستناكِ فى المطبخ بلاش ترجعي تنامى تاني.

اومات هويدا رأسها بضجر ونهضت من على الفراش توجهت ناحية دولاب الملابس تعمدت فتح وغلق باب الدولاب بقوه حتى تُزعج سهيله،لكن سهيله غارقه فى النوم بسبب الإرهاق والإجهاد،كذالك تعمدت إشعال ضوء الغرفه وتركته ثم فتحت باب الغرفه وصفعته بقوه خلفها أيضًا.

ــــــــــــــــــــــــــ

عقب الظُهر

بمنزل أيمن

على منضده أرضيه قامت سحر بوضع طعام الغداء ساعدتها هويدا بضجر،نادت سحر على أبنائها وزوجها جاء الجميع وإلتفوا حول تلك المنضده، وعادت بعد لحظات تُمسك بيد سُهيله الشبه نائمه تستند على كتف سحر، تهكمت هويدا قائله:

إشمعنا صحيتها ساعة الأكل.

ردت سهيله وهى مازالت تشعر بخمول:

والله قولت لها مش عاوزه أكل وسيبني أكمل نوم بس هى مرضيتش، يلا هروح أكمل نوم.

أمسكت سحر يدها قائله:

إفتحي عنيكِ وفوقى خلينا نتغدا كلنا سوا وبعدها إبقى إرجعي نامي تاني بقية اليوم.

غصبًا فتحت سهيله عينيها وجلست أرضًا لكن تعمدت الجلوس جوار إيمن وإتكئت برأسها على كتفه بدلال قائله:

بابا حبيبي أنا بحبك اوى أكتر من ماما عشان هى مستقويه علينا.

تبسم أيمن قائلًا:

وأنا كمان بحبك، وماما كمان غرضها مصلحتك، يلا كُلي وبلاش رغي.

تبسمت سهيله ومدت يديها وأخذت تضع الطعام بفمها الى أن إنتهوا من تناول الطعام، نهضت سحر كي تضب بقايا الطعام، نهضت معها سهيله بينما هويدا سخرت من ذالك هامسه لنفسها:

كويس إنك خليتي عندك دم وشيلتي الأكل.

عادت سحر مره أخري ونظرت لـ هويدا التى مازالت جالسه وقالت:

قاعده كده ليه مش تقومى تساعديني أنا وأختك فى شيل الأطباق وكمان مين اللى هيغسل المواعين.

نظرت لها هويدا بغضب وقبل أن تتفوه تحدثت سهيله من داخل المطبخ:

خلاص يا ماما أنا وقفت عالحوض هغسلهم أنا.

نظرت هويدا لـ سحر قائله:

الدكتوره إتنازلت وهتغسلهم، هقوم أنا أعمل الشاي.

بعد دقائق وضعت هويدا تلك الصنيه المصفوفه بأكواب شاي، على طاوله بالغرفه وجلست على إحدي الآرائك جوار أخيها الأصغر الذى يلهو بالهاتف،

بينما جلست سهيله جوار أيمن وأخرجت من جيب منامتها بعض المال وقالت له:

أنا قبضت مرتبي إمبارح خد يا بابا الفلوس اللى كنت سلفاها منك.

تبسم أيمن قائلًا:

خلي مرتبك معاكِ.

تهكمت هويدا قائله:

خدهم منها يا بابا كلها كم يوم قبل نص الشهر هترجع تستلفهم منك تاني،اللى أعرفه إن الدكاتره بعد التخرج بيبنوا عمارات ويشتروا عربيات على أحدث موديل... شوفتِ سامر شُعيب مش زميلك أهو غير عربيته.

ردت سحر بتوضيح:

سامر أبوه هو اللى إشترى له العربيه، لو بشغله دكتور مكنش قدر فى الفتره دى يشتري بس رفرف فى العربيه،أختك كانت أشطر منه هو دخل كلية طب خاصه بفلوس أبوه.

تهكمت هويدا، وحاولت الإستقلال من سهيله قائله:

وإنت ملقتيش تخصص غير طب الأطفال.

ردت سهيله:

ماله طب الأطفال، أنا كان نفسي أتخصص طب نفسي بس فى مصر الدكاتره النفسين مش بيشتغلوا لانهم بيخافوا من الدكتور عكس فى اروبا وأمريكا وباقى دول العالم بيقدروا الدكتور النفسي جدا لانهم بيعترفوا إنه مفيد مش زى هنا فى مصر بيعتبروا زيارة الدكتور النفسى عيب كبير حتى لو راحوا له بيروحوا متخفيين،لان فى إعتقاد إن اللى بيحتاج لدكتور النفسى هما المجانين اللى لازم يعيشوا فى السرايا الصفره، أو العباسيه.

ضحك طاهر قائلًا بمزح:

فعلًا، وأكتر واحده عاوزه دكتور نفسي هى هويدا، بس بتكابر.

نظرت هويدا بغضب لـ طاهر وقالت له:

إنت بتتريق عليا.

تبسمت سهيله قائله:

لاء طاهر بيهزر معاكِ وهو كده هزار المهندسين بيقى غبي، مبيعرفوش يتعاملوا مع بنات، تدري ليش

عشان بيقولك مهندس الكمبيوتر ميعرفش حاجه أنثي غير مسطرة المسافات بتاع الكيبورد.

ضحك الجميع اشعل غضب فى قلب هويدا ولم تُشارك مزح أخواتها مع والدايهم، الى أن قال ايمن:

آه يا هويدا أنا قابلت عادل فى صلاة الجمعه وقالى هيجي عالعشا، حتى قالى إن خلاص تشطيبات الشقه خلصت وإتفق مع النجار عالعفش هيعمله عموله.

إبتسمت سهيله بإنشراح وهى تنظر لـ هويدا قائله بموده:

يعني هيبقى عندنا فرح قريب، أنا فرحانه أوي.

سخرت هويدا من رد فعل سهيله بداخلها تكره ردود أفعال سهيله هى الوحيده التى تفهم نواياها الحقيقيه أنها تفتعل تلك البراءه رياء منها لتحصل على حب وإعجاب الآخرين.

ــــــــــــــــــــــــــــــــ

عصرًا

بـ سرايا شُعيب

مازال آصف يحاول الإتصال لكن لا رد

تنرفز وألقى هاتفه فوق الفراش بضجر، بنفس الوقت صدح رنين هاتفه، للحظه إنشرح قلبه وتوقع من تتصل عليه، لكن خاب ظنه وهو يرى إسم المُتصل عليه، رد عليه بعد الترحيب تسأل الآخر:

فى مُستجدات حصلت فى قضية المُتهم اللى المفروض كان الحُكم فى قضيته بعد يومين، المُتهم كان تعرض لحالة تسمُم وهو فى السجن.

إستغرب آصف قائلًا:

قصدك أيه، يعني فى حد كان عاوز يموته قبل الحُكم بتاع المحكمه، طب ليه هو مُعترف بنفسه وكمان الأدله كلها ضده من البدايه، أنا راجع بعد بكره أسيوط، عاوز تقرير مُفصل بحالة المتهم ده كمان،كمان عاوز مستندات القضيه من أول توجيه الإتهامات لحد آخر دليل وصل للمحكمه.

أغلق آصف الهاتف وتركه على الفراش وخرج من الغرفه،ذهب الى صالة تلك الآلعاب الرياضيه الموجودة بالسرايا،بدأ بممارسة بعض الرياضات العنيفه،يشعر بغضب من تلك الذى حاول الإتصال عليها مِرارًا

***

دخلت رضوانه الى غرفة شُكران تبتسم لها...تبسمت لها شُكران

تحدثت رضوانه بإهتمام:

ميعاد الحُقنه بتاعتك النهارده والمفروض ده وقتها.

شعرت شُكران بآلم قائله:

مبتنسيش حاجه يا رضوانه،بس سامر عنده نبطشيه ومش هيجي غير بالليل خليها لـ بالليل لما يرجع يبقى يدهالي.

ردت رضوانه:

سامر مش هيرجع غير وش الفجر،تكوني نايمه،نشوف أى ممرضه أو نتصل عالصيدليه يبعتوا لنا حد بيعرف يدي حُقن.

ردت شُكران:

ناسيه إن الحُقنه فى الوريد،مش مهم حتى لو إتأخرت لبكره عادي.

ردت رضوانه:

لاء الحقنه دي لما بتتأخري فى ميعادها بتأثر على رِجليكِ أنا هتصرف.

تسألت شُكران بفضول:

هتتصرفي إزاي.

تبسمت رضوانه قائله:

هيكون فى مين غيرها سهيله بنت سحر.

تبسمت شُكران قائله:

والله وحشتني من زمان مشوفتهاش غير إيدها خفيفه كمان، رقم موبايلها معاكِ، مش يمكن تكون هى كمان فى المستشفى.

ردت رضوانه:

مش هنخسر حاجه أتصل على سحر وأسالها لو سهيله فى الدار تبعتها تديكِ الحقنه فى ميعادها.

أومأت شُكران لها بموافقه.

ــــــــــــــــــــــــ

بمنزل سحر

أنهت حديثها مع رضوانه ثم دخلت الى غرفة سهيله

تبسما حين رأتها مُستيقظه تجلس جوار هويدا تُشاهدان أحد المسلسلات عبر التلفاز

تحدثت لها:

الست رضوانه اللى بتشتغل فى سرايا شُعيب كانت بتسألنى إن كنتِ فى الدار أو لاء عشان الحجه شُكران ليها حقنه ولازم تاخدها،وسامر نبطشيه مش هيرجع غير بالليل.

سخرت سهيله لنفسها قائله:

طبعًا سامر شعيب من هواة نبطشيات الليل،حتى مش فاكر حقنة مامته هيركز فى أيه ولا فى أيه...

بينما نهضت قائله:

هلبس إيسدال على البيجامه وأروح اديها الحقنه بسرعه وأرجع.

تهكمت هويدا قائله:

هتلبسي إيسدال ليه مفكره نفسك رايحه الجامع تصلي العشا جماعه،إلبسي لك طقم حلو،يمكن تزوغي فى عينها مش كنتِ زميلة إبنها الصغير أهو يمكن ربنا يكرمك وتفكر فيكِ لواحد من ولادها.

تهكمت سهيله قائله:

المسافه بينا وبين السرايا مش كبيره،ولو هى عاوزه تفكر فيا لواحد من ولادها مش محتاجه تشوفني متزوقه،هى عارفاني من صُغري ناسيه إنى أوقات كنت بروح أذاكر مع سامر.

تهكمت هويدا قائله:

قصدك كنتِ بتروحي تاخدي دروس تقويه معاه من المدرسين اللى كانوا بيدرسوا له مخصوص.

ردت سهيله:

والله ما كان بيفهم منهم،كنت انا اللى بفهم منه وأرجع أشرحله تاني،والدليل انا كنت جايبه مجموع اكبر منه ودخلت كلية الطب بمجهودي لكن هو دخل كلية طب خاص بفلوس باباه.

قطعت سحر حديث سهيله قائله:

بلاش رغى كتير وكفايه يلا عشان ترجعي بسرعه.

غادرت سهيله الغرفه،بينما نظرت سحر لـ هويدا قائله:

مش عارفه ليه دايمًا بتحاولي تقللِ من شآن أختك.

توترت هويدا قائله:

وهقلل من شآنها ليه،أنا غرضي مصلحتها عاوزلها تتجوز فى الآخر واحد موظف عادي.

ردت سحر:

ماله الموظف مش مكفيكِ فى بيته،بلاش الطمع يعمي عينك وعيشي على قدك هتلاقى الراحه اللى تسوا كنوز،وبصي قدامك الست شُكران برغم الجاه والغني اللى بتملُكه جوزها فى الآخر راح إتجوز عليها،يمكن كانت تتمني تكون فقيره بس جوزها مفيش غيرها تشاركهُ فيها.

غادرت سحر وتركت هويدا التى تهكمت وسخرت قائله:

ماله ما يتجوز طالما عايشه على مزاجها وكل اللى نفسها فيه بيجي لحد رِجليها،مش بتضطر تستغني عن حاجه نفسها فيها بسبب الفقر.

ــــــــــــــ

بسرايا شعيب

تبسمت سهيله لـ رضوانه التى إستقبلتها بحفاوه وإصطحبتها الى غرفة شُكران

لم ترا عين ذالك الحانق الذى رأى دخولها الى السرايا،شعر بغضب لكن لم يستمر طويلًا

بينما إنتهت سهيله من إعطاء شُكران الحُقنه،تبسمت لها قائله بود:

بالشفا يا طنط.

تبسمت لها رضوانه وشُكران التى شكرتها بود:

تسلم إيدك محستش بوجع الحقنه، من زمان مشوفتكيش، ناسيه إنك متربيه هنا.

تبسمت سهيله قائله:

أبداً والله يا طنط حضرتك كنتِ وحشاني، بس إنت عارفه ان كنت بقضى فترة التكليف فر مستشفى فى الفيوم ويادوب لسه راجعه هنا من مده قصيره.

تبسمت لها شكران قائله:

طب إبقى إسألي عليا بقى بعد كده.

تبسمت سهيله قائله:

عيوني يا طنط، هسيبك ترتاحي وأنا كمان النهارده أجازتي وكنت نبطشيه ليل إمبارح.

تبسمت لها قائله:

طيب يا حبيبتي إبقى سلميلي على ماما.

تبسمت سهيله حين نهضت رضوانه كي تصطحبها الى باب المنزل، قالت لها سهيله:

خليكِ مرتاحه يا طنط أنا مش غريبه وعارفه طريق باب السرايا.

تبسمت لها رضوانه قائله:

ربنا يريح قلبك يا بنتِ.

خرجت سهيله من غرفة شكران وسارت بالرواق

لكن

أثناء سيرها ببهو المنزل فوجئت بمن جذبها من عضد إحدي يديها وسحبها الى داخل أحد الغرف،ثبتها خلف حائط جوار الباب وأغلقه، ترك عضدها وحاصر جسدها بين يديه ينظر لها بإشتياق مُبتسمً

بينما هى أثرت الخضه على وعي عقلها للحظات، وإرتبكت حين تفاجئت بنفسها محاصره بين يديه والحائط خلفها، شهقت بإندفاع وقامت برفع يديه تدفعه من صدرها كى يبتعد عنها...لكن لم يتزحزح

ضحك قائلًا:

بتصل عليكِ من الصبح، مش بتردي عليا ليه.

دفعته بيديها أقوي قائله بدلال:

أنا طول النهار كنت نايمه، موبايلى مقفول أساسًا.

ضيق عينيه بلؤم قائلًا:

وموبايلك المقفول بيرد وإنتِ نايمه على إتصال الحجه شُكران.

تبسمت قائله:

لاء.. الحجه شُكران إتصلت على ماما وهى صحتني من النوم عشان آجي أديها الحُقنه فى ميعادها، عشان "سامر" عنده نبطشيه ومش هيرجع غير نص الليل... وبعدين إبعد عني، وخليني أمشى، إفرض حد من اللى فى السرايا شافنا يقول عليا أيه.

نظر لها وتبسم قائلًا بحِده:

يبقى حد فيهم بس يجيب إسمك على لسانه.

مازالت تدفعه بيديها وتهكمت بسخريه قائله:

طب إبعد عني بقى عاوزه أرجع أكمل نوم بقالى كم يوم كنت نبطشية ليل.

تمركزت عيناه على شفاها وهى تتحدث،تملك منه الشوق أن يتذوق شفاها تراخت يديه للحظه لم ينتبه وتزحزح لخطوه بسبب دفعها له ، لكن سُرعان ما عاود حصارها وإنحني وكاد يُقبلها، لكن كانت حَذره وإنحت وخرجت من أسفل يديه سريعًا، فتحت باب الغرفه وخرجت منها تكبت بسمتها حين سمعته يزوم بغضب، لكن خرج خلفها مباشرةً يقول بـ غيظ:

هستناكِ بكره فى البُحيره.

نظرت خلفها له بدلال وتحدي وتبسمت قائله:

بكره مش فاضيه عندي شغل فى المستشفى ومش جايه.

نظر لها وقال بتصميم:

هاتجي، عشان لو مجتيش أنا اللى هجيلك المستشفى وهتشوفي أنا هعمل أيه مش هيهمني حتى وزير الصحه.

تبسمت له قائله:

مغرور بمنصبك يا سيادة المُستشار،بس غرورك ده ميمشيش معايا.

تبسم لها بغرور وزهو قائلًا:

مش مغرور بمنصبِ،أنا آصف آسعد شُعيب، وفعلًا إنتِ الوحيده اللى مش بعرف أتغَر عليها، عشان أنا مغرور بعشقِ ليكِ،وهستناكِ وبحذرك بلاش تتأخري.

خجلت من قوله وقالت بتهرب:

هفكر، وحسب الوقت اللى هفضى فيه، باي.

عاودت السير نحو الخروج من باب السرايا وهو يتابع بعيناه سيرها الى أن غابت عن نظره، تنهد ببسمة إشتياق.

ببينما رأت ذالك إنتصار وشعرت بالبُغض لـ سهيله ولولا خوفها من رد فعل آصف كانت إفتضحت أمر تلك الطبيبه الخادعه من البدايه...كبتت شعور الغيظ بداخلها.

ـــــــــــــــــــــ

باليوم التالى صباحً

بسرايا شعيب

بتلك الغرفه الرياضيه

رغم أنه أصبح كهلًا وتخطي عمرهُ الخامسه والستون

لكن مازال ببُنيه جسديه رياضيه كذالك يمتلك عنفوان الشباب وهو يقوم بالتمرين على تلك الأجهزه الرياضيه

دخل عليه آصف مازحً:

عاش شيخ الشباب.

وضع آسعد ذالك الثُقل الذى كان يتمرن عليه مُبتسمًا

يقول:

تعالي نتمرن سوا.

تبسم آصف قائلًا:

سبقتك وإتمرنت كنت هقولك نادي على آيسر او سامر، بس آيسر سافر القاهره من شويه، وسامر أكيد نايم.

تبسم آسعد قائلًا:

سامر حتى لو مش نايم ميشجعش عالتمرين، يشيل اقل وزن وينهج بعد ما يعمل إتنين ضغط، إنما إنت ما شاء الله، رغم إنك بتدخن بس عندك عزيمه قويه.

تبسم آصف قائلًا:

فعلاً التدخين عادة سيئه بتمني أقلع عنها مستقبلًا.

تنهد آسعد بآسف قائلًا:

التدخين زى الستات تقول هتوب عنهم بس تلاقى نفسك بتنجذب لهم غصب عنك.

همس آصف مازحً:

أفهم من قصدك إن الرابعه عالطريق.

زفر آسعد نفسه مُبتسمً يقول:

لاء للآسف واضح إن التالته تابته، بس إنت متشيك كده ورايح فين عالصبح، أيه رايح تقابل بنت.

تبسم آصف قائلًا:

لاء عندي مشوار مهم لازم أعمله قبل ما أسافر أسيوط بكره الصبح.

غمز آسعد له سائلًا بمرح:

وايه هو المشوار المهم أوي ده؟.

تهرب آصف من الرد قائلًا:

هسيبك تكمل التمرين، عاش يا شيخ الشباب.

غادر آصف وقف آسعد للحظات ينظر له، شعر بغبطه لديه تأكيد أن آصف لديه حبيبه يُخفيها...

شعر بغصه فى قلبه كم تمني أن يعيش شعور شاب عاشق لإمرأه لكن كان نصيبه الزواج من ثلاث نساء لم يقع بحب إحداهن كُن فقط زوجات او بالأصح صفقات، لكن حين هوا قلبه ووقع بالعشق كان مُتاخرًا بعد أن خطفها الموت باكرًا تحت إطارات سيارة دهستها لترحل على الفور تاركه ذكري "إبتهال" فى قلبه.

ـــــــــــــــــــــــــ

بالمشفى التى تعمل بها سهيله.

ذهب أحد العاملين الى غرفة الأطباء وأخبرها أن هنالك من ينتظرها بغرفة الكشف، نهضت وتوجهت الى غرفة الكشف، بمجرد أن خطت قدميها داخل الغرفه، إنفزعت حين أُغلق باب الغرفه وجذبها من يدها وثبتها على حائط جوار الباب وحاصرها بين يديه،

إذردت سهيله ريقها وقالت بصعوبه وغضب:

آصف

مش هتبطل الحركات السخيفه دي، وبعدين أيه اللى جابك هنا دلوقتي، وبعدين إبعد عني إنت ناسي إننا فى مستشفى ودي أوضة كشف.

نظر آصف لعينيها ثم لـ شفاها قائلًا:

جيت أفكرك بميعادنا النهارده عالجزيره وأقولك متتأخريش زي عوايدك.

شعرت سهيله بإرتباك وحاولت دفعه قائله عن قصد:

براحتي، وقت ما أخلص نبطشيتي أبقى أفكر فى هيافات.

نظر لها وضيق بين حاجبيه قائلًا:

هيافات يا دكتوره، واضح إنك متعرفيش بتتكلمي مع مين.

تبسمت له قائله:

عارفه بتكلم مع مين يا سيادة المستشار، بس أنا لو صرخت دلوقتي أكيد أمن المستشفى هيدخل وبالموقف ده تعتبر بتتهجم عليا فى وقت عملي، يعني إعتداء على موظف حكومي.

ضحك آصف بإستمتاع ثم إقترب من أذنها وهمس قائلًا:

بسيطه طالما كده كده فيها قضية إعتداء يبقى أنفذ الإعتدااااا

كاد آصف أن يُقبل سهيله لولا أن صرخ بخفوت من ذالك الآلم وحرر سهيله من أسرها بين الحائط وجسده، نظر لها وجدها تضحك، تضايق قائلًا:

إنت بتشُكيني بـ سِن الحقنه.

رفعت سهيله تلك سِن السرنجه بيدها قائله:

متخافش إنت كنت أول إستعمال للحُقنه، خساره كده لازم تترمي مينفعش أستعملها تانى غير لو قربت مني، ودلوقتي إتفضل إنت معطلني عن أداء وظيفتى.

نظر لها بغضب قائلًا:

تمام يا سهيله كل ده بحوشه ليكِ، بس يتقفل عليا باب واحد هنتقم من ده كله، ومتتأخريش المسا هستناكِ عالجزيره.

تهكمت سهيله قائله:

براحتي، ومش عاجبك تقدر تلغي الميعاد.

نظر لها آصف بغيظ قائلًا:

قدامك شهور وأنهي فترة إنتدابي فى أسيوط وهنتجوز فى الاجازه القضائيه.

ردت سهيله بإستبياع:

قول إن شاء الله، بين لحظه والتانيه كل شئ بيتغير إحنا فى عصر السُرعه يا سيادة المستشار

ـــــــــــــــــــــــــــ

بعد مرور يومان

بـ أسيوط

أثناء سير بالطريق من أجل الذهاب الى المحكمه التى يعمل بها، فجأه ظهرت دراجه ناريه تحاول تضيق الطريق على السيارة الذى يستقلها مع سائق خاص، حاول السائق الإبتعاد عن طريق الدراجه والتجنُب منها، لكن كان قائد الدراجه أصبح يتعمد الإحتكاك بالسياره

كان آصف يجلس بالخلف يُدخن مُنشغل بقراءة ذالك الملف، لكن بسبب تحركات السياره الزائده إنتبه للسائق قائلًا:

فى أيه؟

رد السائق:

مش عارف يا باشا سواق الموتوسيكل يظهر سكران أو متعاطي مخدرات ومش مركز فى طريقه.

بنفس اللحظه سمع الإثنين صوت إحتكاك الدراجه الناريه بـمعدن السياره، ليس هذا فقط بل توقف السائق فجأة حين أصبحت دراجه ناريه تأتى بسرعه قويه تندفع نحو السياره، كذالك دراجه ناريه أخري ظهرت خلف السياره، ليس هذا فقط، بل زاد بأصوات طلق ناري.

نظر آصف للسائق عبر مرآة السياره قائلًا بثبات:

واضح جدًا إن فى عملية إغتيال جديده النهارده ومين المقصود بها سوق العربيه بسرعه ومتوقفش مهما حصل حتى لو إتصادمنا مع الموتوسيكل.
القاهرة

بمنزل فخم

بأحد الاحياء السكنيه الراقية

رفعت جسدها عن الفراش قليلًا تتمطئ وتتثائب وهى تنظر الى آسعد الذى يقف امام المرآه يُهندم ثيابه، تحدثت بتثاؤب:

صباح الخير يا بيبي، هى الساعه كام؟.

رد وهو مازال يُعطى لها ظهره ينظر لها عبر انعكاس المرآه:

صباح الخير يا "شهيرة"

الساعه حوالى تسعه.

تثائبت تتسأل:

إنت خارج، الوقت لسه بدري.

تهكم بحُنق قائلًا:

فعلًا،بالنسبه ليكِ الوقت بدري جدًا كمان،إنتِ يومك بيبدأ من بعد الضهر،بس أنا عندي جلسه مهمه فى مجلس الشعب الساعه حداشر ويادوب أفطر عالسريع وامشى بعدها عشان وقت الجلسه...كملِ إنتِ نومك.

نظرت له للحظه فكرت فعلًا أن تعود للنوم لكن تذكرت رغبتها بشراء أحد محلات الملابس الشهيره والفخمه،ليس لديها مال يكفى لشراؤه،لا مانع من النوم بوقت آخر،نحت غطاء الفراش وجذبت مئزر حريرى مُضاهى للون قميص نومها الشفاف،ونزلت من على الفراش تسير بغنج الى ان أصبحت خلفه مباشرةً،قامت بلف يديها حول خصره وضعت رأسها فوق كتفه بدلال تُجيدهُ تلفح أنفاسها بعُنقه قبل أن تُقبل جانب عُنقهُ قائله برومانسيه:

هاخد شاور عالسريع وأنزل نفطر سوا.

لم يستغرب تلك الرومانسيه،لديه خلقيه سابقه أصبح يعلم خِصالها جيدًا،لابد أن هنالك غرض لديها،لكن لا مانع من الإستمتاع بتلك الرومانسيه التى تُشعرهُ أنه مازال مرغوبً ولم يشيِخ.

تبسم وهو يضع يديه فوق يديها على خصرهُ قائلًا:

تمام بلاش تتأخري فى الشاور عشان جلسة المجلس مُهم أحضرها.

قبلت عُنقه مره أخرى قائله بمغزى:

خساره كان نفسى ناخد الشاور سوا،زى زمان.

تبسم لها قائلًا:

المسا موجود هنا،نبقى ناخد شاور سوا.

غمزت له بعينيها قائله:

هلغي كل مواعيد المسا، نفسى نرجع ليالينا الرومانسيه زى زمان.

تبسم لإنعكاسهم بالمرآه قائلًا:

أنا بقول كفايه عشان الوقت، هستناكِ فى السفره بلاش تتأخري فى الشاور.

ازاحت يديها عن خصره وهو يسير نحو باب الغرفه ألقى لها بسمه وألقت له قُبله عبر كف يدها..

اغلق خلفه باب الغرفه، زفرت نفسها تشعر بحقد من ضُرتها،بل غريمتها بسبب أبنائها الذكور تقول بإصرار:

لازم ابدأ تأمين مستقبلِ، طبعًا ولاد شُكران كبروا ومش بعيد آسعد يميزهم عليا أنا وبناتِ فى الميراث.

بـ غرفة السفره

تبسم آسعد قائلًا:

صباح الخير يا "يارا".

تبسمت يارا ونهضت نحوه تحتضنه قائله:

صباح الخير يا بابي.

ضمها بأبوه قائلًا:

إنتِ مسافره دلوقتى كفر الشيخ.

تنهدت يارا بضجر قائله:

ايوا إمتحانات التيرم الاولانى قربت، وانا لازم أحضر بعض سكاشن العملي عشان أخد الدرجات كامله، مش عارفه ليه يا بابي رفضت إن ادخل اى جامعه خاصه بالاليكترونيات هنا، بدل سفري كفر الشيخ عشان أحضر سكاشن العملي.

تبسم آسعد قائلًا:

مجموعك هو اللى دخلك الجامعه دي، وبعدين إنت أصلًا جذور عيلتك هناك، بلاش كل شويه تقولى ليه،الدراسه فى جامعات الحكومه أفضل من الجامعات الخاصه وكفايه رغى عالصبح خلينى أفطر خلاص وقت جلسة المجلس قرب ميعادها.

تبسمت يارا وهى تعود تجلس خلف السفره،كذالك أسعد،تبسم حين دلفت شهيره الى الغرفه ترتدي زى أنيق وراقى كعادتها دائمًا،أنقاتها أولًا..جلست تتناول الفطور معهم فى جو هادئ،حتى نهضت يارا قائله:

السواق زمانه جهز العربيه،لازم اتحرك عشان ألحق اوصل كفر الشيخ على الضهر،يلا اسيب انا جوز العصافير بلاش ابقى عزول.

نظرت لها شهيره بضيق قائله:

حسني ألفاظك بلاش تبقى بيئه،كل ده بسبب دراستك فى جامعه قريبه من الآرياف،خايفه تنسيكِ الإتيكيت اللى إتربيتى عليه.

تبسمت يارا قائله:

لاء إطمني يا مامي،يلا اشوفك آخر الاسبوع،وإنت يا بابا هترجع كفر الشيخ أمتى؟.

رد أسعد:

انا هفضل هنا فى القاهره تلات ايام عشان جلسات المجلس،يعنى هرجع قبل آخر الاسبوع هنتقابل هناك إن شاء الله.

تبسمت يارا قائله:

تمام يا بابي،هسلملك على آنطي شُكران،سبقت أهو قبل ما تقولى.

تبسم لها وهى تُلقى له قُبله فى الهواء قبل أن تُغادر...بينما شعرت شهيرة بضيق من ذكر "ضُرتها"

لكن تبسمت رغُم ذالك،بينما نهض أسعد قائلًا:

الساعه قربت على عشره لازم أتحرك عشان ميعاد جلسة المجلس.

نهضت شهيرة سريعًا،وقامت بلف يديها حول عُنقه بدلال قائله:

حبيبي كنت عاوزة أتكلم معاك فى موضوع مهم أوي،مش يتآجل.

نظر لساعه عتيقه على الحائط ثم رسم بسمه لها قائلًا:

خلي الموضوع ده للمسا،نتكلم فيه براحتنا وعلى رواقه،دلوقتي لازم أمشى عشان مسافة السكه من هنا لمكان المجلس.

بضجر منها إمتثلت شهيره لرغبته وازاحت يديها عن عُنقه قائله بدلال:

تمام نأجل الموضوع للمسا بس بلاش تتأخر وتقول الوقت خدك ومحستش.

تبسم لها قائلًا:

لاء متخافيش بعد جلسة المجلس عندي كم مشوار كده هيخلصوا قبل المسا هكون هنا فى الڤيلا.

تبسمت بدلال قائله:

تمام وانا هلغي كل مواعيد المسا،عشان إنت واحشني أوي.

تبسم لها وهو يغادر الغرفه،بينما هى كزت على أسنانها بغيظ وضجر.

ـــــــــــــــــــــــــــــ

بأحد المشافي الحكوميه بمدينة كفر الشيخ

كانت سُهيله تُمارس عملها كـ طبيبة أطفال تقوم بالكشف على أحد الأطفال،تبتسم له الى أن إنتهت دلف كشف لطفل آخر،تبسمت له وهى تراه يبكي خوفً من أخذ تلك الإبرة المُعالجه له،وقفت تُمازحه قليلًا الى أن هدأ،وطلب منها هى أن تُعطيه تلك الآبرة...تبسمت له بموافقه،أخذت الإبرة من يد إحدى الممرضات،لكن فجأه إهتزت يديها،شعرت بدوار وزيادة خفقان فى قلبها وسقطت الإبرة من يدها أرضً... نظرت الى تلك الإبره على الأرض مازالن تشعر بزيادة خفقان ومعها إحساس بثُقل يجثم على قلبها،إعتذرت وخرجت من الغرفه وسط تعحب الطفل ووالداته كذالك الممرضه،سارت الى أن جلست بفناء المشفى تحاول التنفس بهدوء تشعر بآلم فى قلبها لا تعلم سبب له ظل هذا لدقائق قبل ان يهدأ خفقان قلبها ويعود للمُعدل الطبيعي،تعجبت من هذا الشعور الذى إنتابها للمره الأولى بحياتها،فكرت فى آصف لا تعلم سبب لهذا،أخرجت هاتفها من جيب مِعطفها الابيض وقامت بفتحه لكن توقفت للحظه تقول بتردُد:

هتصل على آصف دلوقتي بس ممكن يكون عنده جلسه فى المحكمه.

رغم ترددها لكن ليدها كان رأى آخر بالخطأ ضغطت على ذِر الإتصال تنهدت وهى تضع الهاتف على أذنها تنتظر رد آصف لكن إنتهى الإتصال ولم يرُد عليها،زفرت نفسها بعمق تحاول نفض ذاك الإحساس السئ قائله:

أكيد ممكن يكون فى جلسة المحكمه وعامل موبايله صامت،بس معرفش أيه سبب شعور القلق ده اللى سيطر عليا فجأه ،يمكن من الآرهاق،هانت قربنا عالضهر اما أقوم أكمل شُغلِ،وبلاش تفكير كتير،وأخد بكره أجازه أهو أرتاح من إرهاق الشُغل عشان صحتِ.

ـــــــــــــــــــــــ

بـ أسيوط

قبل قليل

نفذ السائق ما أمره به آصف الا يتوقف ويظل يسير بالسياره، لكن

إقترب سائق الدراجه الناريه المجاور لهم وأصبح يحتك بالسياره كذالك أطلق الرصاص على إحدى إطارات السياره، شبه فقد السائق التحكم فى سير السيارة أصبحت تموج بهما كذالك الدراجه الناريه الأخرى التى كانت فى المواجهه أصبحت تقترب من السيارة بسرعه جنونيه مع سُرعة السياره فقد السائق التحكم فى قيادة السياره وهى تدخل الى طريق تُرابي جانبي تتفادى الاصتطدام بتلك الدراجه .

نظر السائق بهلع لـ آصف قائلًا:

مفيش قدمنا حل غير إننا ننط من العربيه يا باشا.

أومأ له آصف قائلًا:

فعلًا مبقاش فى حل تانى، واضح إن المجرمين دول مخططين كويس، والعربيه مش هتتحمل كتير قبل ما تصتدم، يعنى فى كلا الحالتين مفيش هروب من القدر صحيح معايا سلاح بس مش هيفرق كتير، خلينا ننط، بس حاول تهدى سرعة العربيه..

حاول السائق تهدئة سرعة السياره لكن فشل، نظر لـ آصف

قائلًا:

العربيه مش بتستجيب يا باشا ودخلنا على طريق ترابي آخره ترعه،والموتوسيكلين بقوا ورانا.

اومأ له آصف وجذب تلك الحقيبه التى كانت معه وضع الاوراق التى كان يقرأها بها واغلقها جيدًا ، ثم تأكد من وجود ذخيرة بسلاحه وكذالك فتح صمام الآمان قائلًا:

توكلنا على الله.

فتح السائق باب السياره وقام بالقفز منها ثم فعل آصف مثله وهو يحاول تفادي او تقليل عواقب تلك القفزه ربما خلو الطريق كذالك أنه طريق ترابي ساهم فى تقليل الضرر وهو ينجرف بجسده على الطريق بصعوبه حتى إستطاع التحكُم فى جسده رغم ذاك الآلم الذى يشعر به فى جسدهُ بالكامل لكن تمسك بالحقيبه والسلاح معه،نظر خلفه رأى عودة الدراجاتان يقتربان مره أخرى،نظر حوله لا يوجد شئ يحتمى به لكن هنالك جدار منزل مُتهدم ذهب نحوه يحتمى فيه لكن رأى أحد سائقي الدراجتان يصوب سلاحُه على السائق وقام بإطلاق الرصاص عليه،أغمض آصف عينيه يشعر بآسف عليه،ثم إقتربا المُجرمان بالدرجتان من ذالك الجدار،ترجل أحدهما وإقترب من الجدار يقوم بإطلاق الرصاص،

لكن تفاجئ المجرم الذى ظل على دراجته،بإطلاق آصف للرصاص هو الآخر،إرتبك وترجل من الدراجه وشارك زميله إطلاق الرصاص حتى تبسم بتهكم حين علما أن آصف أصبح سلاحه خالي من الرصاص واصبح الظفر به سهلًا،ذهب أحدهم الى خلف الجدار وأشهر سلاحه ناحية آصف،يقول بحِده:

كان لازمن تتنحى عن الجضيه من الاول يا سيادة المستشار،إنت إهنه غريب عنينا ومهتعرفش إن اللى بيلجأ للمحاكم حدانا هما الحريم،وأخوي مستحيل يتحكم عليه بالإعدام حتى لو جتلت سيوط "أسيوط"كلياتها.

تهكم آصف وتبسم بسخريه قائلًا:

ولما المحاكم للحريم،ليه مدارى وشك بالخوذه زى الحريم لما بتخفى وشها بالطرحه، وأنا عرفت إنت مين، بس حتى لو قتلتني،هيجي قاضى تانى مكانى ويقرر نفس الحُكم على أخوك،الإرهابى اللى فكر أنه فوق القانون،بلاش رغي كتير إنجز عاوز تقتلني أنا قدامك أهو أعزل بدون سلاح،بس الأفضل ليك إنك تقتلنى لآنى لو عشت صدقني قبل ما أحكم بإعدام أخوك هعلق رقابتك قبل منه عالمشنقه.

إغتاظ المُجرم من جسارة آصف وخلع تلك الخوذه عن رأسه وأظهر وجهه قائلًا:

عاوزنى أجتلك إكده بالساهل لازمن تكون عِبره لغيرك،عشان قبل ما يفكر يحكم بالإعدام على أخوي يعرف إنى له بالمرصاد.

تهكم آصف بسخريه وإستبياع

أغاظ ذلك المجرم لكن شعر كآن نصل ساخن يخترق عضد إحدي يديه،رفع يده الاخرى وضعها مكان ذلك الآلم،تهكم المجرم،وشعر بزهو وهو يقترب من آصف بخطوات رتيبه، كآنه يتسلى، والآخر يقوم بتصوير ما يحدث على كاميرا هاتفه قائلًا:

بص للكاميرا، عشان تظهر ملامحك فى البث المُباشر، لاه وجههك جميل تنفع نجم سينمائي بس يا خسارة عُمرك جصير.

رغم شعور آصف بالآلم لكن نظر له بجسارة قائلًا:

عُمري مش بإيدك، وبلاش رغى كتير، اللى بيرغى كتير بيبقى قليل الأفعال.

مازال ردود آصف تغيظ المجرم، وكاد يطلق رصاصه أخرى،لكن سمع صوت سرينة الشرطه تقترب من المكان،إرتبك الذى كان يقوم بالتصوير والبث عبر الهاتف وسقط منه الهاتف إنحنى يجذبه، كان آصف أسرع منه وإنحنى هو الآخر جذب جسده وأخذه درع واقى من رصاصات الآخر الذى لم يهتم بقتل زميله بل أراد الفرار قبل أن تصل الشرطه،لكن آصف ألقى جسد ذلك الوغد وجذب الآخر وقام بلكم يده الممسكه بالسلاح حتى وقع منه أرضًا تبادل العِراك معه بضراوة حتى أرداه أرضًا،لكن كان وغدًا وجذب السلاح ووجهه ناحية آصف الذى ينحنى بجذعه يلهث لكن أخطا مكان الرصاصه بسبب دخول أحد رجال الشرطه وقام بقنصه فى رأسه،لكن كانت الرصاصه إنطلقت وإخترقت كتف آصف،وكاد جسدهُ ينهار،لولا أن اسنده أحد رجال الشرطه.

ـــــــــــــــــــ

أثناء خروج آسعد من قاعة المداولات بمجلس الشعب وقف مع زميل له عضو فى البرلمان يتنقاشان حول أحد الشئون الخاصه، لكن إقترب منه عضو آخر يحمل هاتفه وقال له:

آسعد إنت مش ليك إبن بيشتغل فى القضاء؟.

شعر أسعد بزهو وقال بفخر:

أيوه،آصف إبنى رغم صِغر سِنه بس قاضى ومنتدب فى أسيوط.

تحدث الآخر وهو يُعطى له الهاتف قائلًا:

هو ده إبنك.

نظر أسعد الى الهاتف ورأى الفيديو،إنخض وإرتجف قلبه وأخذ الهاتف من يده يُدقق فيه ثم قال له:

مستحيل يكون المجرمين دول قتلوه.

تحدث الآخر قائلًا:

الفيديو كان مُذاع على موقع كبير عالنت وإنقطع البث.

إرتجف قلب أسعد وهرول يخرج من المكان يقوم بالإتصال على هاتف آصف لكن لا رد

قام بإتصال آخر قائلًا بآمر:

دبرلى طيارة خاصه توديني أسيوط دلوقتي.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

بعد صلاة العشاء

منذ أن عادت سهيله الى المنزل، بسبب انها كانت تشعر بإرهاق تناولت أحد الأقراص الطبيه وخلدت للنوم لم تصحو الا الآن

نهضت من النوم جذبت هاتفها نظرت الى ساعته، قالت:

ياه أنا جت عليا نومه زمانهم هيطلعوا من صلاة العشا ، بس غريبه آصف متصلش ولا مرة وسخف عليا النهارده زى عادته، يمكن عشان انا اللى إتصلت عليه الصبح عاوز يعمل تقيل، أو يمكن مفيش عنده أو هنا شبكه، أما أقوم اتوضا وأصلِ يمكن قبضة القلب اللى حاسه بيها دى تروح.

بالفعل نهضت سهيله وخرجت من الغرفه لكن توقفت تشعر بخدر بساقيها حين سمعت قول هويدا لوالداتها:

بيقولوا آصف شُعيب مات الإرهابين قتلوه فى أسيوط.

إهتز صوت سهيله الذى خرج بصعوبه وهى تنفى ذالك:

بتخرفى تقولى أيه ده مستحيل ده أكيد كدب.

تهكمت هويدا ولاحظت وجوم ملامح سهيله وشكت بأمرًا ما وقالت بتأكيد عمدًا:

مش أنا اللى بخرف ده خبر مُنتشر فى البلد كلها بقولك نازل عالنت وفى سلاح متوجه عليه وكمان كان بينزف والفيديو أهو كمان.

أخذت سهيله الهاتف من يد هويدا وتمعنت بالفيديو،حقًا هذا آصف،سقط الهاتف من يدها التى ترتعش،لاحظت سحر ذالك أيضًا وإستغربت.

بينما إنحنت هويدا بغضب قائله بتهجم:.فى أيه

لو مكنش الموبايل وقع عالسجاده كان زمانه إتكسر.

لم تنتبه سحر لـ ملامح سهيله الواضحه، بسبب حديث هويدا الحانق،

فى نفس دخل أيمن الى المنزل ورأهن بعد أن ألقى عليهن السلام قال بآسف:

شوفتوا الفيديو اللى الارهابين فيه بيقتلوا آصف،بس الحمد لله ربنا نجاه منهم.

إزدردت سهيله ريقها الجاف قائله بتسرُع:

هو نجي منهم يا بابا.

رد أيمن ببساطه دون إنتباه:

أيوه ده اللى سمعته وكمان بيقولوا إن الحكومه صفت الإرهابين دول، بس هو متصاب، كان من شويه شئ بيقول مات ودلوقتي الحكومه طلعت بيان إنه عايش وإصابته مش خطيره، حتى سمعت إن الحكومه طلعت أبوه فى طيارة خاصه لحد عنده فى أسيوط، ربنا يلطُف بيه؟.

آمنت سحر على آخر حديث أيمن قائله:

آمين، حتى عشان خاطر قلب أمه الحجه شُكران قلبها تعبان ومش هتستحمل.

رد أيمن:

ربنا أهو لطف بس أيه أحنا هنتساير ولا ايه فين العشا أنا راجع جعان وعاوز اتعشى وانام عندى شغل بكره الصبح، مش ناوين تعشونى وفين

رحيم،وطاهر.

ردت سحر:

طاهر لسه مرجعش من بره،ورحيم كمان عنده تدريب مسائى فى مركز الشباب...طالما جعان،خلينا نتعشى وهما لما يرجعوا يبقوا ياكلوا.

أومأ لها أيمن بموافقه.

تبسمت سحر وقالت:

يلا يا بنات خلونا نحضر العشا.

رغم الخدر الذى تشعر به بساقيها كذالك قبضة خفقات قلبها المتلاحقه والذى يكاد يخرج من صدرها بسبب القلق، لكن حاولت الهدوء وقالت:

انا هصلِ الاول العشا وبعدها المغرب قضا عشان فاتنى وأنا كنت نايمه.

أومأ لها محمود ببسمه كذالك سحر بينما إزداد شك هويدا،وتهكمت بداخلها بسخريه،يبدوا أن أختها تحلم ان ينظر لها"آصف شُعيب"

ماذا تظن هل صدقت كونها أصبحت طبيبه وكانت زميلة أخيه أنه سينظر لها،تبسمت تشعر بإستهزاء.

بينما ذهبت سهيله وأدت ما عليها من فروض تدعوا بقلب خاشع لـ آصف أن يُصبح بخير.

ــــــــــــــــــــــــــــ

بسرايا شُعيب

عبر الهاتف سمعت شُكران لحديث أسعد المُطمئن:

والله آصف بخير،بس هو نايم بسبب إصابته ولما يفوق من العمليه هخليه يكلمه،إطمنى يا شكران.

ردت شكران وهى تبكي:

مش هطمن غير لما اشوفه بنفسى وقدام عنيا،إنت مش بتقول الحكومه هى اللى وصلتك فى طيارة خاصه خليهم يجبوه بالطيارة لهنا فى اى مستشفى قريبه مننا،وحتى لو هندفع إحنا تكاليف الطيارة،أرجوك يا أسعد أرحم قلبي،

خلاص مش هيستحمل.

زفر آسعد نفسه بإستسلام قائلًا:

ناسيه إن فى لسه تحقيقات فى اللى حصل،

وتمام هشوف لو الدكتور سمح بخروجه،هقفل أنا عشان فى كذا إتصال جاين لى.

بعد أن أغلق أسعد الهاتف صدح رنين الهاتف مره أخرى، زفر نفسه بسآم ونظر الى شاشة الهاتف يعلم هاوية المُتصل

للحظه فكر فى عدم الرد لكن رنين الهاتف مره أخري جعله يرد على شهيرة التى إندفعت فى السؤال بلهفه أجادتها:

قولى إن آصف بخير، واللى شوفته عالنت ده فبركة.

تنهد أسعد مجاوبً:

الحمد لله آصف بخير، إصابته مش خطيره.

زفرت نفسها بآسف وقالت بإدعاء:

الحمدلله، انا لما شوفت الفيديو قلبِ كان هيوقف ومصدقتش، أنا عارفه مكانة آصف عندك قد أيه كبيره، وكمان ربنا العالم مكانته فى قلبِ، مش أخو بناتِ وهو وأخواته التانين سند لهم.

تنهد آسعد قائلًا:

الحمدلله حصل خير، لازم اقفل عشان هروح اسأل الدكتور إن كان حالة آصف تسمح ننقله فى مستشفى فى كفر الشيخ؟

تسألت شهيرة:

وليه هتنقله فى كفر الشيخ، آه عشان شُكران تطمن ربنا يكون فى عونها، أنا نفسى قلبى متاخد عليه، هقفل دلوقتي ولما أتصل عليكِ مره تانيه إبقى رُد وطمني.

أغلقت شهيره الهاتف وقامت بإلقاؤه على الفراش بغضب قائله:

زى القُطط بسبع ارواح ياريت كان الإرهابين موتوه وخلصت منه هو وبقية ولاد شُكران.

ـــــــــــــــــــــــــــــــ

بـ أيطاليا

وضع النادل أمامه

كآس من عصير إحد الفواكه الطازج،وللجالسه معه وكآس آخر

به أحد أنواع المُسكرات رفعت الكآس وإرتشفت منه قليلًا بتذوق ثم تحدثت بـ الأيطاليه تسأل:

لما لم تطلب من النادل كآسً من الفودكا.

إمتعضت شفاه أيسر قائلًا:

لاء أنا ماليش فى المُنكرات دى.

بينما جاوب بالإيطاليه عليها بـ دبلوماسيه يُجيدها:

الفودكا دى تبقى أيه جنب عيونك اللى سكرتني.

تبسمت له تشعر بإطراء وبدأت تحتسى كآس خلف آخر،ثم نهضت تترنح وهى تمد يدها له قائله:

أود أن أرقص معك.

وضع يدهُ بيدها ونهض قائلًا :

ومالهُ أهو أحرك جسمي حتى الحركه بركه.

لم تفهم الآخرى ماذا قال،أومأت برأسها وهى تسير تستند عليه وهو يضع يدهُ حول خصرها،الى ان ذهبا الى مكان الرقص وبدأت تتمايل بين يديه وهو مستمتع بذالك ومبتسم،حتى شعرت بإرهاق مالت عليه وقالت له:

لقد تعبت يكفى لنذهب الى مسكنِ إنه قريب من هنا.

أومأ لها ببسمه وسط ذلك الصخب،خرجا من المكان وذهب معها الى مسكنها،دلف مباشرةً الى شقتها التى كانت تقطن فيها مع والدايها اللذان لم يُمانعا عودتها بصُحبة شاب،جذبته معها الى غرفتها وهى تسير بترنُح حتى سقطت فوق الفراش،نظر آيسر لها مُبتسمً يقول بإستهزاء:

مش قد الفودكا بتشربيها ليه ولا هى طفاسه والسلام،يلا كويس أهى جت منك وإتخمدتى بدل ما تتحرشي بيا وأكسب سيئات أكتر.

قال آيسر هذا وإنحني يُقبل وجنتها هامسًا:

Buonanotte mio caro (تصبحِ على خير عزيزتي)

تنهدت وفتحت عينيها تبتسم له

بينما هو غادر بهدوء،كل ما كان يوده هو تمضية سهره لطيفه لا أكثر من ذلك والليلة مرت كما اراد.

ـــــــــــــــــــــ

مرت الليلة وآتى صباح جديد

بمنزل أيمن

لم تتذوق سهيله النوم الإ لوقت قصير خطفًا،وإستيفظت بسبب تلك الهواجس السيئه التى صاحبت نومها الخاطف ، إستيقظت قلبها يبتهل، تشعر بحِيرة تود الإطمئنان على آصف، لكن لا تعرف من الذى تسأله دون أن يشُك بأمر لهفتها عليه، فكرت ان تُهاتف سامر وتسأله، لكن قد يشُك بأمرها

كذالك لو سألت شُكران

حِيرة ولهفة قلب تُشعرها أنها قليلة الحيلة وعليها إنتظار أى خبر يصل لها.

ــــــــــــــــــــــــــــ

بطائرة خاصه تم نقل آصف الى أحد المشافى الخاصه بـ كفر الشيخ

بالمشفى كان بإنتظاره كل من

سامر ومعه شُكران التى

بمجرد أن رأته مازال تحت تأثير المخدر،شعرت بإنخلاع فى قلبها

بمنتصف النهار

أثناء علم سهيله بالمشفى بالصدفه علمت أن آصف تم نقله الى أحد مشافى كفر الشيخ الخاصه،مازال القلق يُسيطر عليها،لكن فكرت للحظه وحسمت أمرها وقامت بإلأتصال على "سامر"

تحججت بسؤاله على أحد المراجع الخاصه بالطب إن كان لديه.

رد سامر عليها:

أيوا المرجع ده عندي،بس فى السرايا وأنا فى المستشفى مع آصف،محتاجاه دلوقتي ضرورى.

خفق قلبها حين ذكر إسم آصف وقالت:

ايوا كنت محتاجه منه معلومه مهمه بس تتآجل، وايه أخبار آصف؟.

رد سامر بهدوء:

الحمدلله إصابته مش خطيره حتى فاق من البنج وماما وبابا معاه فى الأوضه.

إنشرح قلب سهيله وقالت:

ربنا يكمل شفاه على خير،هقفل أنا بقى عشان عندي كشف ومتنساش تجيب معاك المرجع ده،حتى لو متقبلناش فى المستشفى سيبه مع اى حد من الزُمله.

رد سامر عليها:

لاء لما ارجع السرايا هبعته على بيتكم مع صفوانه أو إنتصار.

ردت سهيله:

تمام.

أغلقت سهيله الهاتف وضعت يدها على صدرها تشعر براحه،لكن بداخلها أمنيه مازالت تريد أن تراه بعينيها وتطمئن عليه بنفسها،لكن لا تود الإفصاح عن مشاعرها أمام عائلته...ربما وجب عليه الإفصاح عن مشاعره إتجاهها لهم أولًا.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــ

بعد مرور أسبوع

مساءً

رغم أن آصف هاتف سهيله أكثر من مره لكن لديه غصه لما لم تتحجج بأى شئ وآتت لرؤيته بنفسها والإطمئنان عليها لكن قدم لها العُذر لعدم وجود رابط رسمي بينهم...

بنفس الوقت كانت سهيله عائده من عملها بالمشفى أثناء سيرها بالبلدة مرت من أمام سرايا "شُعيب"

خفق قلبها،تذكرت ذلك المرجع الذى إستعارته من سامر وفكرت ولما لا ربما هو وسيله لها الآن لدخول

السرايا،ربما ترى آصف صدفه...ذهبت الى منزل والداها إستغربت عدم وجود والداتها ولا هويدا،ذهبت نحو غرفتها هى وهويدا وأخذت ذلك المرجع وخرجت من المنزل،توجهت مباشرةً الى سرايا شُعيب،شعرت بتردُد فى دخولها،لكن غلبها الشوق لرؤية آصف دلفت تشعر بإحراج

فتحت لها تلك الخادمه إنتصار

نظرت إنتصار لها بإمتعاض دون ترحيب بينما تنحنحت سهيله وكادت تتحدث لولا مجئ صفوانه من خلفها قائله بترحيب:

دكتورة سهيله منوره السرايا يا حبيبتى واقفه عالباب كده ليه إنتِ غريبه،وسعى يا إنتصار ليها.

تبسمت سهيله بحرج وقالت:

مالوش لازمه أدخل الوقت المسا وانا لسه راجعه من المستشفى ومتقابلتش مع سامر كنت هرجع له المرجع بتاعه.

نظرت لها صفوانه بعتب قائله:

يعنى لو مش المرجع بتاع سامر مكنتيش جيتِ،تعالى إنتِ بنت حلال وجيتِ فى وقتك،أنا لسه جايبه العلاج للحجه شُكران وفيهم نوع حُقن لازم تاخدها دلوقتي،وسامر مش هنا.

ردت سهيله:

الف سلامه عالحجه شُكران.

تبسمت لها صفوانه وجذبتها من يدها للدخول معها،بينما شعرت إنتصار ببُغض لـ سهيله تلك الآفاقه المُتسلقه.

بينما سارت سهيله مع صفوانه التى حكت لها عن سوء صحة شُكران بسبب قلقها على آصف الفتره الماضيه...ثم أنهت قولها بأمنيه:

ربنا ما يعيد الايام دى تانى.

آمنت سهيله على دعاء صفوانه التى دلفت الى غرفة شُكران،وتبسمت حين راتها تجلس على أحد المقاعد بالغرفه وقالت لها بود:

شوفت سهيله بنت حلال ربنا بعتها عشان تديكِ الحقنه.

تبسمت سهيله التى دخلت خلف صفوانه وقالت:

ألف سلامه على حضرتك انا كنت جايه صدفه عشان ارجع المرجع ده لـ سامر، متقبلناش فى المستشفى، قولت أجيبه له هنا.

عاتبتها شُكران قائله:

إنتِ ومامتك سحر ليكِم معزه كبيره والسرايا زى بيتكم،تعالي إقعدى معايا على ما صفوانه تعمل لينا أى مشروب دافى الجو سقعه.

ردت سهيله:

متشكرة يا طنط مش هقدر العشا قربت تأذن،خليني أدي لحضرتك الحُقنه،والمشروب الدافى خليه لوقت تانى.

اومأت لها شكران بموافقه.

بينما قبل دقائق

بغرفة آصف

شعر بضجر من مكوثه بغرفته طوال الوقت بسبب تلك الإصابه

نهض من على الفراش وبحث بأحد الادراج حتى عثر على علبة سجائر خاصه به جذبها لكن لم يجد القداحه،تنهد بضجر وخرج من الغرفه ذاهبًا نحو المطبخ يسأل عن قداحه،لكن لم يجد أحد بالمطبخ وسمع قرع جرس السرايا،إقترب من مكان يُظهر باب السرايا الداخلى،رأى إنتصار وهى تفتح الباب،إنشرح قلبه حين رأى سهيله،لكن ظن أنها تهيؤات أغمض عينيه للحظه ثم عاود فتحها وتبسم ليست تهيؤات بل حقيقه،لكن لديه حدس يؤكد أنها لم تآتى من أجله تسمع على حديثها مع صفوانه التى تمسكت بدخولها الى السرايا،شعر بإشتياق،وفكر بمكر،وذهب نحو غرفته مره أخرى،ذهب نحو حمام الغرفه،بحث بين بعض الاغراض حتى وجد قنينة المُطهر،تبسم بمكر وهو يفتحها وقام بوضع محتواها فوق ملابسه فوق عضده وكتفه،وخرج من الغرفه توجه ناحية غرفة والداته.

إنتهت سهيله من إعطاء الإبره لـ شكران وإستأذنت للمغادره

تبسمت لها شكران تقول بشُكر:

تسلمِ يا حبيبتى،إبقى سلميلى على سحر.

تبسمت لها سهيله قائله:

الله يسلمه هوصل لها سلامك،ومرة تانيه بالشفا.

كادت سهيله تقترب من باب الغرفه لكن تفاجئت بدخول آصف،وقفت أمامه تنظر له كانت الأعين هى ما تتحدث بينهم

بإشتياق من آصف لها

وهى شعرت بإطمئنان عليه.

ظلا للحظات صامتان فقط النظرات بينهم

حتى نهضت شكران وإقتربت منهم بخضه حين رأت ذلك اللون الاحمر على قميص آصف،قالت بخضه:

آصف أيه الاحمر اللى على قميصك ده،أكيد دم،الدكتور قال بلاش تتحرك من السرير.

إدعى آصف الآلم وعيناه مُنصبه على سهيله قائلًا:

معرفش يا ماما أنا فجأة حسيت بآلم بحط إيدى على مكان الوجع لقيت الدم ده ،حتى كنت مفكر سامر لسه فى السرايا،ناديت عليه مردتش قولت أتحمل على نفسى وأروح له اوضته ملقتوش،وكنت لسه هتصل عليه،بس قولت يمكن فى أوضتك يا ماما.

بينما تبدلت نظرة سهيله الى حُنق من هذا الكاذب الذى يدعى الآلم واضح جدًا لديها أن هذا اللون الأحمر ليس دمُ بل هو مُطهر ورائحته واضحه بالتأكيد فعل ذلك لغرض برأسه تبين حين تبسم على لهفة شكران التى نظرت لـ سهيله وقالت برجاء:

الحمدلله الدكتورة سهيله موجودة تشوف سبب الدم ليكون الجرح إتفتح.

أنهت شكران قولها ونادت على إنتصار التى لبت ندائها سريعًا وقالت لها:

بسرعه هاتى شنطة الإسعافات للدكتورة عشان تعاين جرح آصف بيه اللى بينشع دم.

نظرت شكران بلهفه لـ آصف وقالت له تعالى أقعد بلاش توقف كتير.

رد آصف وهو ينظر لـسهيله متقلقيش اوى كده يا ماما.

عادت إنتصار بـ حقيبة الإسعافات سريعًا ومدت يدهت بها لـ سهيله التى

كبتت غيظها من هذا الكاذب وإستسلمت لرجاء شُكران التى قال لها آصف:

خليكِ مرتاحه هنا،هنبقى فى اللى جنبك علطول.

بغيظ سارت سهيله خلف آصف الذى توقف

يفتح مقبض باب إحدى الغرف وإنزاح على جنب وأشار لها بيده للدخول...دخلت الى الغرفه من ثم دخل خلفها وأغلق باب الغرفه

نظرت سهيله خلفها وتسألت بإستخبار:

قفلت باب الأوضه ليه ؟.

تبسم وهو يقترب منها قائلًا بغمز:

ناسيه إنك هتغيري لى على الجرح اللى فى كتفِ.

نظرت له بتهكم وهى تعود نحو باب الغرفه كادت تضع يدها على مقبض الباب لكن سبقها آصف غامزًا يقول:

معندكيش ثقة فيا ولا أيه؟.

تضايقت سهيله من غمزه ووضعت يدها فوق يده التى فوق المقبض وضغطت عليها حتى إنفتح قفل الباب،وقالت بتهكم:

من ناحية معنديش ثقه فيك فده شئ طبيعى،بس بلاش تتغر كل الحكايه إن عندي فوبيا الأماكن المُغلقه،أوعى إيدك من على أُكرة الباب عشان إفتحه.

تبسم بسخريه يقول بوقاحه:

ناسيه إنك هتغيرى لى على الجرح اللى فى كتفُ وهقلع القميص والجو برد يرضيكِ أخد هوا فى صدري،مش كفايه وجع الرصاصتين.

تهكمت سهيله غاضبه تقول:

العشا قربت تأذن، ولازم أرجع للـ البيت،

سيب الباب مفتوح وخلينى اغيرك عالجرح،أوعى تفكر إنى مصدقه كدبك، إن جرحك بينشع دم زى ما قولت لـ طنط شكران وخضيتها،ده مكركروم يا سيادة القاضى الكذاب.

جذاب

هكذا راوغ آصف بالرد على عصبية سهيله

التى ردت بتوضيح:

بلاش تتغر،أنا قصدى إنك كداب

بلاش مراوغة القُضاه دى مش عليا... وخلينى أغيرلك الضماد، أنا هلكانه طول اليوم واقفه على رِجلِ فى المستشفي.

تبسم آصف قائلًا بهدوء وصدق:

وحشتيني، قلبي كان حاسس إنك هشوفك النهاردة.

توقفت سهيله عن هجاء آصف تلاقت عيناهم مره أخرى تحكي بصدق مشاعر كل منهم للآخر... قطع تلك النظرات صدوح رنين هاتف سهيله برساله

إرتبكت وهى تُخرج الهاتف من جيبها ونظرت لشاشته،ثم وضعت الهاتف بجيبها مره أخري،بينما تسأل آصف بفضول:

مين اللى باعتلك رساله.

نظرت له سهيله وقالت:

دى رساله من شبكة الموبايل،وبعدين خلينا نخلص.

تبسم آصف قائلًا:

تمام،بس بلاش عصبيه المفروض إنك دكتورة ولازم تكون أعصابك هاديه وتعاملى المرضى بإبتسامه بشوشه.

تهكمت سهيله قائله بحياء:

إبتسامه بشوشه،آصف كفايه تضييع وقت مامتك ممكن تستغيبنا،إخلص وإقلع القميص.

تبسم آصف للحظه ورفع يده السليمه يحاول فتح أزرار القميص،لكن آن بآلم وتوقف قائلًا:

مش عارف أفتح زراير القميص ممكن تساعدني.

نظرت له سهيله واومأت راسها ثم رفعت يديها وضعتهم على أول زِر شعرت بحياء وإرتعشت يديها.

شعر آصف برعشة يديها،رفع يدهُ السليمه وضعها على يدها وضمهما لصدره ونظر لوجهها قائلًا:

إيديكِ بترتعش ليه.

إرتبكت سهيله وسحبت يديها من أسفل يدهُ وتعلثمت بالرد:

يمكن بسبب الطقس بارد.

تبسم آصف وقال:

فعلاً الطقس اليومين دول بارد أوى.

زفرت سهيله نفسها وعاودت رفع يديها مره أخرى وحاولت تمالك نفسها وقامت بفتح أزرار القميص حتى إنتهت، تحاول السيطره على تلك الرعشه التى تسير بجسدها، من رؤيتها لـ آصف عارِ الجذع

بينما تخابث آصف ولم يستطع التحكم فى تلك الرغبه التى يشعر بها يود ضم جسد سهيله بين يديخ، بالفعل رفع يديه وكاد يضمها لكن سهيله كآنهت قرأت أفكاره وقامت بالضغط بقوه علىذلك الجرح الذى بعضد يدهُ

آن بآلم، بينما تبسمت سهيله بتشفى، لكن شعرت بقبضه فى قلبها حين رأن مكان

تلك الرصاصتان، فتلك التى بكتفه كآنها بالمنتصف قريبه من إحدى الرأتين والقلب

لو أخطأت كانت أصابت إحداهما وأصبح وضع آصف خطير، لكن رأف القدر بهما...

بدأت سهيله بتضميد جرح آصف حتى إنتهت بوضع ضماد آخر نظيف، بينما جذب آصف إحدى يديها وقربها من شفاه وقبلها قائلًا:

شكرًا يا حبيبتي.

إرتبكت سهيله وتوترت وسحبت يدها سريعًا تقول بتهرب:

الجرح نضيف، أنا غيرتلك الضماد،، خلى واحده من الشغالات تجيب لك قميص نضيف، لازم أمشي.

شعر آصف بغصه وينظر لـ سهيله التى توجهت نحو باب الغرفه وخرجت منها دون النظر إليه مره أخرى بعدم إنتباه كادت تصتدم بتلك الخادمه التى نظرت لها بإمتعاض وإمتهان،بينما سهيله غادرت دون حديث،تشعر لو بقيت هنا لثوانى أكثر قد تعود تُلقى بنفسها بين يدى آصف تضمه حتى تشعر بالدفء المفقود بقلبها منذ أن علمت بإصابته.

بينما فتحت إنتصار هاتفها ونظرت الى تلك الصور التى إلتقطتها خِلثه من مواربة باب الغرفه،رغم شعور الغِيره بقلبها لكن تبسمت ربما تلك الصور الرومانسيه يآتى لها من خلفها منفعه،لم تتوانى وقامت بإرسال تلك الصور الى من يستطع عرضها بطريقه أفضل من بقائها حبيسة بمعرض هاتفها.
بشُرفة تلك الغرفه وقف آصف ينظر الى خروج سهيله من السرايا تنهد بقوة يقاوم الإشتياق الذى يشعر به كلما غادرت من أمام عيناه لا يود أن تذهب وتتركه، يُفكر فى تهربُها الدائم منه، تنهد مرة أخرى، لكن سُرعان ما نظر خلفه،يبتسم لـ آيسر الذى قال بمزح:

كل دى تنهيدة،شكل سيادة القاضى عاشق والدكتوره

بتتقل عليه.

تنهد آصف وهو يجلس على أحد المقاعد.

تبسم أيسر بمزح قائلًا بنبرة تريقه:

ولما إنت واقع كده ما قدامك الحل سهل إتقدم لها رسمي.

زفر آصف نفسه قائلًا:

ومين اللى قالك إنى مفتحتهاش قبل كده إننا نتجوز،بس مش عارف أيه اللى فى دماغها كل مره تطلع بسبب شكل

مره مش هتجوز قبل ما أتخرج من الجامعه،حتى بعد ما إتخرجت وقولت لها إتقدم ليها ونكتب الكتاب حتى عشان مدة التكليف تبقى هنا فى أى مستشفى فى كفر الشيخ،قالتلى حابه تشوف أماكن جديده وتاخد خبرات أكتر.

تهكم آيسر قائلًا بإستهزاء:

وإنت طبعًا بتستسلم لرغبتها وهى مبسوطه إنك ملهوف عليها،أقولك خليك تقيل شويه يمكن هى بتستغل إنك مدلوق،إنت مُتأكد إنها بتحبك؟.

أومأ آصف رأسه بمعنى أنه لا يعرف

ضحك آيسر قائلًا بمرح:

بقى "آصف آسعد شُعيب" المستشار بهيئة محاكم مصر مش عارف يسيطر على موزة.

قذفه آصف بعلبة السجائر قائلًا:

إحترم نفسك "سهيله"مش نوعية البنات اللى بتتسلى معاهم فى المطارات.

ضحك آيسر قائلًا:

بسببك سيبت موزة طليانيه أيه طلقه، لما شوفت الفيديو بتاعك عالنت قدمت ميعاد رجوعي، لو كنت أعرف إن إصابتك سهله كده مكنتش نزلت قبل ميعادي.

ضحك آصف قائلًا:

ندل.... تطمن على أخوك ولا صُحبة الموزه الطليانيه، أهو رحمتك من إنك تغلط.

رد آيسر بمزح:

أكيد عارف من غير ما أجاوب، وغلط أيه اللى بعمله آخرى سهرة لطيفه وبوستين عالخد مش أكتر من كده، ده كله تسالي.

تبسم آصف قائلًا:

تعرف أنا بدعي عليك توقع فى الحُب وقتها هشمت فيك، وهى مطلعه عينيك.

ضحك آيسر قائلًا:

قلبك أسود،بس سيبك بصراحه لما شوفت الفيديو قد ما خوفت عليك قد ما كنت فخور بيك وبجسارتك فى مواجهة الحثاله دول،جبت الجرآه دى منين،انا لو مكانك كنت هقول للإرهابى خد الطياره بالرجاله اللى فيها وسيبنى مع الموزز.

ضحك آصف

بينما تسأل آيسر:

يعنى الإرهابى ده أخوه كان هيتحكم عليه بالإعدام،كسب أيه من عملته أهو سبق أخوه لجهنم،وكمان إزاى قدر يوصل للموقع ده وينشر عليه الفيديو بث مباشر كده.

تنهد آصف قائلًا:

الموقع ده مشبوه اساسًا وبيدعم الإرهاب والتطرف فى العالم كله غرضه إظهار مساوئ الشعوب بالذات الشعوب العربيه ومصر على بالأخص،وسهل لما يوصلهم فيديو زى ده ينقلوه عشان يكسبوا نسب مشاهدة عاليه،وكمان له أجندة سياسيه إنه ينشر ويرسخ للعالم الخارجى الشكوك فى نزاهة القضاء المصري،هما كان لهم صِدمات مع القضاء مش فى مصر بس ، كمان سبق تقديم بلاغات فيه وبسببها إتقفل الموقع أكتر من مره وإضطروا يبثوا من خارج مصر بس طبعًا مصر هى الهدف بتاعهم،يبثوا حفلات مجون وشواذ وبيظهر فيها أسماء شخصيات معروفه غرضهم تشويها،مش بقول كلهم مش شُرفاء بس الموقع ده بيتصيد الفضايح عشان يحقق نسبة مشاهدة تعود عليه بملايين الدولارات تدخل فى حساباتهم.

تنهد آيسر بآسف وكاد يتحدث لولا دخول يارا مُبتسمه تقول بإرهاق:

مساء الخير، مالكم سكتوا ليه لما أنا دخلت للأوضة كنتم بتتكلموا فى أمور سريه ولا كلام شباب بس .

تبسم آيسر قائلًا:

مساء النور، لاء مش أمور سريه ولا خاصه بالشباب،بس شكلك وشك مُرهق.

جلست على أحد المقاعد تتنهد بإرهاق قائله:

فعلًا مُرهقه،خلاص إمتحانات نص السنه قربت ولازم أحضر سكاشن العملى وكمان باخد كورس سواقه والإتنين مواعيدهم ورا بعض تقريبًا فى نفس اليوم.

رد آصف:

طب وليه مش بتخلي أى سواق من السواقين يعلمك السواقه فى الوقت الفاضى، أو كنتِ آجلتِ كورس السواقه فى أجازة آخر السنه.

تنهدت بضجر:

لاء أنا بزهق من إنتظار السواق عشان يوصلنى عاوزه عربيه تكون تحت تحكمِ فى أى وقت، كمان أجازة آخر السنه بتبقى للترفيه مع أصحابي هقضيها كورس سواقه...كمان كورس السواقه ده هيطلعلى رُخصة سواقه بدون ما أدخل لإمتحان وأحتاج وساطة بابا عشان أنجح فيه.

تبسم لها أيسر قائلًا:

ذكيه بتحبِ تعتمدى على نفسك.

تنهدت يارا قائله:

لاء طبعًا بس إنت عارف بابا يقولى مش هركب نفسة جمايل على خاجه هايفه زى دى.

نهضت يارا وآيسر حين دخل عليهم آسعد الغرفه ينظر لـ آصف الجالس قائلًا:

مساء الخير متجمعين كده بتتكلموا فى أيه؟.

ردت يارا:

بنتكلم فى كورس السواقه بتاعِ وبقول لهم إن حضرتك صعب تتوسط لى لو دخلت إمتحان فى المرور عشان أخد رُخصة قيادة.

رد آسعد:

ده فعلًا،حاجه متستحقش أتوسط عشانها لأن السواقه سهله،وبعدين ما أنا اللى هجيب لك العربيه لما تاخدى الرُخصه.

تبسمت يارا لاخويها بمغزى أنها كانت مُحقه،لكن نظرت لـ آسعد قائله:

طب إشمعنا آصف هو اللى لغيت حضور جلسات المجلس وجريت عليه فى أسيوط وكمان جبته لهنا فى.كفر الشيخ بطيارة خاصه حتى قبل أخد أقواله فى التحقيقات.

نظر آسعد لـ آصف يتذكر أول مره حمله فيها وهو وليد كم إشتاق لأن يكون لديه طفل "ذكر"

يعلو إسمه وإسم العائله به بعد أطماع رأها من أقرب الاقربين له وكلمة أن نسله كله سيكون إيناث ويضيع كل ما سعى إليه جدهُ وأكمل هو فى توسيع تلك الآراضى وإستردادها أضعاف مُضاعفه وأنشأ بعض المصانع كذالك أصبح له إسم أكبر من جدهُ،لكن كان آصف هو النبته التى إنتظرها ليضع الجميع أطماعه على جنب ولا ينتظر أن يرث ويندثر نسل "آسعد شُعيب". ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

بمنزل إيمن

دلفت سهيله الى المنزل

تبسمت لوالداتها التى نظرت خلفها وقالت:

سهيله، كنتِ فين، إحنا رجعنا من شويه أختك شافت شنتطك محطوطه على سريرك.

تبسمت سهيله وقالت بتوضيح:

أنا كنت جيت من شويه ملقتش حد فى الدار كان عندى مرجع طبي بتاع سامر كان طلبه منى قولت أوديه السرايا والحجه شُكران كان لها حقنه أديتها لها ورجعت،بس إنتم كنتم فين؟.

تبسمت هويدا بتهكم وقالت بإستهزاء:

ومكنش ينفع تاخدى المرجع معاكِ له المستشفى.

ردت سهيله:

للآسف مواعيد نبطشياتنا مش بتتفق غير فى وردية السهر،هو معظم نبطشياته بيسهر،وأنا مبقتش محتاجه المرجع رجعته.

تهكمت هويدا وقالت بمغزى لم تفهمه لا سهيله ولا سحر:

آه طبعًا لازم ترجعيه له السرايا أهو حِجه برضوا.

جعدت سهيله حاجبيها وتسألت بإستفسار:

حِجه لأيه؟.

ردت هويدا بتوريه:

حِجه ترجعى المرجع عشان بعد كده لما تحتاجي أى حاجه من سامر يبقى يعطيها لكِ وهو عارف إنك هترجعيها فى الوقت المناسب.

تنهدت سهيله قائله بإرهاق:

أنا خلاص قدمت على الدراسات العُليا وهختار تآثير الطب النفسي سواء على الأطفال او الكُبار،بس هركز عالأطفال أكتر بالذات أطفال التخاطُب.

تهكمت هويدا قائله:

ربنا يوفقك.

تبسمت سهيله لم تشعر بنبرة الغِيره،وتسالت مره أخرى:

بس إنتم كنتم فين، بابا أكيد لسه بيخلص حسابا الفرن ورحيم وطاهر.

تبسمت سحر رغم ملاحظتها نبرة هويدا المُتحفزه فى سؤال سهيله وأجابتها :

كنا فى محل الأدوات المنزليه،بنشرى شوية رفايع لجهاز هويدا... رحيم نايم من بعد المغرب المدرسه مع تمرينات الكارتيه هده صحته، شويه أصحيه يتعشى ويصلِ وينام تانى

، وطاهر فى المحل بتاع تصليح الاليكترونيات وزمانه على وصول.

نظرت سهيله لـ هويدا وتبسمت قائله:

ربنا يتمم لك على خير يارب،هدخل أغير هدومى وأجى أساعدكم فى تحضير العشا زمان بابا على وصول.

تبسمت لها سحر وهى تتوجه ناحية المطبخ بينما وقفت هويدا تنظر لها وهى تدخل الى غرفتهم وإستهزأت قائله:

كلهم مغشوشين فى وش البراءه اللى بترسميه، وإنتِ شاطرة فى التخطيط، بس عندي شبه يقين إن مستحيل آصف شُعيب يبص لك.

بعد قليل

إنتهوا من تناول وجبة العشاء

إضجع أيمن بظهره على أريكه خلفه وتنهد بشبع قائلًا:

طول اليوم مدوقتش الأكل، طلعت من المصنع على الفرن كنا بنقفل الحسابات وخدنا وقت طويل على ما إنتهت والله محتاج كوباية شاي بعد الأكل أظبط بها راسى.

نهضت سهيله التى كانت تجلس أرضًا جوارة قائله بموده:

عنيا أحلى كوباية شاي لك يا بابا.

تبسم أيمن قائلًا بمزح:

لاء بلاش إنتِ تعملِ الشاي، بيطلع ماسخ ومالوش طعم خلى هويدا هى اللى تعمله هى نفسها فى الشاي حلو.

نظرت له سهيله بعتب قائله:

كده يا بابا.

تبسم لها قائلًا:

دى هِبه ربانيه،بالكم أحلى كوبابة شاي بشربها بتبقى من أيد حماتى عمتى "آسميه"نفسها خطير حتى فى الأكل الميه من تحت إيديها ليها طعم تانى.

تبسم طاهر قائلًا بمزح:

طبعًا لازم تقول كده،عشان حماتك ترضى عنك هى وبنتها.

وافقت سهيله طاهر فى المزح،بينما قال أيمن:

أنا بقول الحق،وبعدين كفايه رغي،يلا يا هويدا قومِ إعملِ لينا دور شاي ندفى الجو بره ساقع أوى،الشتا السنه دى شكله كده هيطول فى السقعه.

نهضت هويدا بضجر تهمس لنفسها قائله:

طبعًا لازم تقول الكلمتين الفاضين دول عشان تريح الدكتوره اللى بتتشرف بيها قدام الناس كآن مفيش غيرها بقت دكتوره.

بينما ساعدت سهيله فى ضب بقية الطعام وتركت سحر تجلس مع طاهر وأيمن، ورحيم الذى يستند بجسده عليها يشعُر بنُعاس...

بعد قليل وضعت هويدا صنيه على أكواب الشاي على الأرض امامهم وجلست، كذالك آتت سهيله قائله:

انا شطبت عالمواعين يا ماما.

تبسمت سحر لها بإيماءه وهى تجلس جوار أيمن تمد يدها تأخذ كوبً من الشاي قائله:

أما أشرب الشاي وهو سخن يدفي إيديا بسبب الميه كانت سقعه.

تبسم لها أيمن، وهو يضع يدهُ على كتفها، بينما تطرق بينهم الحديث الى مواضيع خاصه بهم، الى أن تعمدت هويدا الحديث عن آصف قائله:

رغم مرور أكتر من أسبوع على حادثة آصف شعيب بس البلد كلها ملهاش سيره غير عليه، مع إنه مش بطل خارق، بس أعتقد السبب إنه من عيلة شُعيب لو حد تانى مكانه كان زمان حكايته اتنست

غير كمان أبوه كان فى البنك اللى بشتغل فيه النهاردة وكمان سمعت من زميل لينا فى الجمعية الزراعيه انهم إنتخبوه رئيس للجمعية الزراعيه بالتزكية طبعًا مش سيادة النايب وعنده نص أراضى البلد أو بالأصح المحافظه كلها.

تبسمت سحر قائله:

ربنا يزيد عبيده، والله مره أمى حكت لى إنها كانت صغيرة أوى وشافت جد الحج آسعد كان له هيبه.

تبسم أيمن قائلًا:

فعلًا ابويا الله يرحمه مره حكالى عن شُعيب جد الحج آسعد إنه كان راجل له هيبه وكلمه مسموعه،كمان قالى إنه مكنش بالغنى ده كله،هو كان بيشتغل رئيس عُمال الفلاحه عند واحد من الخواجات ايام الملك ،بس لما ثورة تلاته وعشرين يوليو الخواجه ده عرض عليه يشتري منه أرضه،عشان خايف من رجال الثورة يصادروا أرضه ويطردوه لبلده ويرجع فقير،باع له أرضه بتمن بخس.

تسألت هويدا:

وليه الخواجه باع الارض بتمن بخس.

رد أيمن:

باعها بخس،أحسن ما يرجع لبلده فقير،أهو يقول أرجع باللى حتى يعيشني فى بلدى مكروم...وكمان كان فى دماغه حاجه تانيه.

تسأل طاهر:

وأيه هى الحاجه التانيه دى يا بابا؟.

رد أيمن:

الخواجات كان عندهم أمل إن الثورة تفشل وبعد كم سنه يرجعوا مصر تانى ويستردوا أرضهم دى،بس طبعًا ده محصلش،حتى سمعت من أبويا،إن لما جه التأميم كانوا بيأمموا الفلاحين اللى عندهم أكتر من متين فدان وبعد كده بقى أكتر حاجه مِيت فدان وجد الحج أسعد إتأمم المرتين،بس بعد كده جه الانفتاح والحج آسعد إستطرد الأراضى دى تانى وإشتراها من الفلاحين،حتى كمان السرايا اللى عايشين فيها كان مكانها سراية الخواجه وباعها هى كمان بالاراضى اللى حواليها،بس أبو أسعد كان هدهت وبني سرايا تانيه أفخم من بتاعت الخواجه.

تهكمت هويدا قائله:

يعني الثراء الفاحش ده من البدايه كان من دم الناس الغلابه والحظ لعب مع "شُعيب" هى كده الدنيا حظوظ.

تبسم أيمن قائلًا برضا:

مش حكاية حظ ربنا بيوزع الرزق على عبيدة

لحكمه هو بس اللى عالم بها.

تهكمت هويدا قائله:

آه طبعًا، ناس تاخد الحظ "مال وبنون" وناس تاخد الفقر.

ردت سحر:

ربنا له حكمه،فى فقير ربنا يغنيه يفتري،وفى فقير ربنا يعطيه عشان يحمد ربنا ويحدث بنعمته

مش بيقولوا

"منكم لو أعطيت له المال لأفسد حاله، ومنكم من أخذت منه المال لأصلح حالهُ".

تهكمت هويدا ومصمصت شفاها بإستنكار هامسه:

وأنا من المغضوب عليهم.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

باليوم التالى

بحوالى الحاديه عشر صباحً.

بكلية الحاسبات والمعلومات بـ المنصوره

بأحد ممرات الجامعه بسبب إستعجالها بالسير شبه جريًا كى تلحق ميعاد بداية تلك المحاضرة العمليه

لكن لعدم إنتباهها خبطت فى إحدى زميلاتها سقط من يدها هاتفها وبعض الكُتب،تعصبت وهى تنحنى تجمع تلك الكُتب تسب زميلتها بلغه أجنبيه لم تفهمها،لكن

هنالك من فهم معنى سبها، وهو محني يُجمع لها أشلاء هاتفها النقال،وإقترب منها بهم ومد يديه بتلك القطع،نظرت لها بتغضُن قائله بشبه تعالى:

الفون بتاعى ماركه عالميه مش موجود منها قطع غيار هنا فى مصر،كده معدش ينفع وهيترمى.

رفع عينيه ونظر لملامحها بسبب تبرُجها وزيها العصرى الأنيق ذو الماركات فطن أنه من طبقه فارهه،لكن رد عليها:

على فكره موبايلك ينفع يتصلح

فى هنا فى المنصوره أكتر من مركز لتصليح الموبيلات كمان الماركات العاليه،لو حابه ممكن أديكِ عنوان والرقم الخاص بـ مركز مشهور ممكن تلاقى عنده قطع غيار لموبايلك.

نظرت له رأت شاب رغم بساطة ملابسه لكنه أنيق كذالك وسيم إرتبكت قائله:

تمام ممكن تكتب لى عنوان ورقم المركز ده.

تبسم وهو بجذب منها أحد الكُتب وقام بفتحه ودون على إحدى الصفحات الخاليه،إسم وهاتف ذلك المركز،ثم مد يدهُ لها بالكتاب.

أخذت منه الكتاب بصمت للحظات بينهم،الى أن آتى أحد زُملاؤه وربت على كتفهُ قائلًا:

طاهر خلينا نلحق المحاضرة.

تبسم له طاهر وأومأ براسه لها ثم غادر دون حديث،بينما هى وقفت للحظات الى أن نظر هو خلفه وأومأ راسه يبتسم لها،برد تلقائى منها تبسمت له،وظلت واقفه حتى إختفى عن مرئ عينيها،إنتبهت للوقت هرولت ناحية أحد المعامل الخاصه بالجامعه،لكن هنالك شعور يدلف لقلبها لا تعلم له تفسير غير أنها تريد رؤية

"طاهر"مرة أخرى.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

بعد الظهر

بالبنك الزراعى بالبلدة

إنتهت وقت الدوام

جذبت هويدا حقيبتها ونهضت من خلف ذلك المكتب تُزفر نفسها بسأم،قبل أن تخرج من الغرفه نظرت أمامها بسخط لذلك الذى يقف أمام الباب يبتسم،توجهت نحوه وهو يقول:

هويدا كويس لحقتك قبل ما تمشى من البنك.

تهكمت هويدا بسخط قائله:

خير يا" عادل"؟.

أشار لها بيدهُ قائلًا:

خلينا نتكلم وإحنا بنتمشى فى موضوع مهم.

تهكمت وسارت معه الى أن خرجا من البنك وسار بالشارع الرئيسي للبلده وتسألت بإستعلام:

خير أيه هو الموضوع المهم؟.

رد عادل:

موضوع إننا نكمل جوازنا،خلاص العفش بقى شبه جاهز،مش ناقص غير نحجز القاعه اللى هنعمل فيها الفرح.

تهكمت هويدا:

هو ده الموضوع المهم،عالعموم أى قاعه مش هتفرق كل القاعات اللى سبق وكلمتنى عنهم زى بعض،طبعًا مش هتقدر على تكاليف قاعه كبيره ومحترمة يبقى كله زى بعضه.

كاد عادل أن يتحدث لكن بسبب تلك السيارة التى تندفع بالسير،وكادت تصتطدم به إقترب من هويدا وحَف بكتفها،نظرت له وقبل أن تتحدث رأت تلك السيارة الفارهه التى تمُر من جواره،تحسرت قائله:

كان نفسى أتزف فى عربيه ماركة زى دى،عالعموم بلاش تستعجل وتحجز قاعة سمعت ان فى قاعه كبيرة فى كفر الشيخ هتفتح قريب وأكيد فى البدايه أسعارها هتبقى مش كبيره.

كاد عادل أن يعترض لكن قالت هويدا:

الفرح بيبقى ليله واحده مش كفايه إنى رضيت إنى أتجوزك فى نفس الشقه ومعانا الست الوالدة.

رد عادل:

أولًا إسمها ماما،ثانيًا كتر خيرها فى شباب كتير بيسكن فى شُقق بالشئ الفلانى كل شهر،ثالثًا هى خلاص شطبت اوضة صغيره جنب أوضتها وعملتها حمام خاص بيها،والأوضه بتاعتها فاتحه عالشارع وإحنا هناخد بقية الشقه يعنى هتبقى مقفوله علينا.

لوت شفتيها بسخط قائله:

على إعتبار بقية الشقه عشر أوض دول هما أوضتين وصاله ومطبخ يادوب أقف فيه بطولى ميستحملش حد يقف معايا.

رد عادل:

أهو أحسن من إيجار السكن شهر ورا التانى،وخلينا فى موضوعنا أنا اتفقت مع عمِ أيمن إننا نتجوز فى أجازة نص السنه،وياريت تختاري قاعه عشان نلحق الحجز فى الوقت اللى حددناه.

تهكمت قائله:

طالما مش هتستنى نشوف القاعه الجديده يبقى مش هتفرق أى قاعه والسلام.

تنهد عادل قائلًا:

تمام هروح البيت ارتاح ساعتين وبعدها هروح أحجز القاعه.

أومأت هويدا رأسها قائله بتعالى:

تمام بس ياريت بلاش تسترخص.

بنفس الوقت كانا وصلا الى أمام منزل هويدا،توجهت الى باب المنزل وقالت:

تعالى نتغدا سوا.

رد عادل:

لاء مره تانيه،عشان ماما متاكلش لوحدها.

إستهزأت بنبرة مُبطنه:

آه طبعًا إبقى سلميلى على طنط.

أومأ عادل رأسه وهو يستكمل سيرهُ بينما فتحت هويدا باب المنزل ودلفت إليه نادت على والداتها التى قالت لها انها بالمطبخ...توجهت نحو المطبخ وقفت أمام الباب،تسمع حديث سحر بلوم:

انا كنت شيفاكِ من شباك المطبخ ماشيه مع عادل معزمتيش عليه ليه يدخل يتغدا معانا.

تهكمت هويدا برد بارد:

هيروح يتغدا من الست الوالده عشان متاكلش لوحدها،أنا مرهقه بسبب الشغل فى البنك النهارده كان كتير،هروح أغير هدومى وأمدد جسمي شوية على ما بابا يرجع من الشغل،بس فين سهيله.

ردت سحر:

سهيله عندها نبطشيه مش هترجع غير عالمغرب.

تنهدت هويدا قائله:

طب كويس اهو انام ساعتين بدون ازعاج منها.

نظرت لها سحر بلوم قائله:

على فكره انا ملاحظه طريقة معاملتك لـ سهيله إفتكرى إن دى أختك وإنتِ المفروض أختها الكبيره يعنى تحلى محلى عندها وعند أخواتك كمان.

إستهزأت هويدا قائله:

ربنا يخليكِ دايمًا،محدش بيحل محل حد،هروح أرتاح،قبل ما "جحيم"يرجع من المدرسه ويقلب البيت دوشه.

غادرت هويدا نحو غرفتها بينما هزت سحر راسها بآسف قائله:

ربنا يهديكِ يا هويدا.

بينما هويدا دلفت الى الغرفه نظرت الى فراش سهيله الفارغ إستهزأت،وذهبت نحو فراشها وإتكئت عليه تزفر نفسها وهى تعود لذاكرتها تلك السيارة الفارهه التى كانت تسير بالشارع،زفرت نفسها تشعر بشوق لتجربة الجلوس بداخل تلك السيارة لكن سُرعان ما فاقت تشعر ببؤس.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

بـ" جزيرة البرلُس"

نهضت سهيله قائله:

المغرب قرب يآذن خلينا نلحق المركبه اللى هناك دى توصلنا للبر التانى،قبل الضلمه.

نهض آصف قائلًا:

لسه بدري،خلينا كمان شويه ومتخافيش سهل أتصل على أى مراكبِي يجى ياخدنا.

ردت سهيله:

لاء كده كفايه انا اتأخرت فى الرجوع،يلا فى مركبه أهى واقفة المرسى خلينا نلحقها.

بإمتثال غصبً سار آصف خلف سهيله الى أن وصلا الى المرسى صعدا الى تلك المركبه الصغيره،جلس بأحد الاماكن،أشار آصف للـ المراكبي أن يُبحر بالمركبه دون إنتظار لركوب أحد غيرهم.

بالفعل إمتثل المراكبي وسار بالمركبه

بينما نظرت سهيله الى تلك الأمواج أسفل المركبه تبسمت الى تلك الطيور التى تهبط فى الماء تخطف إحدى الاسماك الصغيره الطافيه على سطح المياه

تتقاتل أحيانًا بمناقيرها على سمكه صغيره

نظر لها آصف سألًا:

بتبصي على أيه فى الميه بصى لى مش كفايه إنى المفروض متصاب وكنتِ تحني عليا وتفضلى معايا أكتر من كده انا المفروض مكنتش أخرج من السرايا قبل أسبوع عالأقل، بس مقدرتش أتحكم فى شوقى ليكِ، إمبارح هربتى منى.

تبسمت سهيله قائله:

ما أنت قدامي بخير أهو، أنا ببص على الطيور اللى بتخطف السمك من مية البُحيرة، وكمان خناقهم مع بعض على سمكه صغيره.

تبسم آصف قائلًا:

السمكه فعلًا صغيرة،بس هى دي طبيعتهم.

تبسمت سهيله قائله:

السمكه فعلا صغيرة بالنسبه لينا بس هى بالنسبه لهم كنز كبير،كمان الجو النهارده كان دفا على عكس إمبارح،وفرصه ليهم السمك ظاهر على سطح الميه.

تبسم آصف،ورفع يدهُ السليمه وكاد يضعها على كتف سهيله يتشوق لضمها،لكن سهيله كانت منتبهه له ونهضت واقفه،تنظر أمامها الى تلك الشمس التى تتوارى من بعيد ثم نظرت الى آصف قائله:

آصف إنت ليه إختارت القضاء وإنك تبقى قاضى.

نهض آصف هو الآخر مستغربًا يقول:

مش فاهم معنى سؤالك،عادى أنى أكون قاضى،ناسيه انى دارس حقوق،وكنت بنجح بتقدير جيد جدًا على مدار الاربع سنين.

تسالت سهيله:

عارفه دى،بس ليه إختارت القضاء،كان سهل تبقى معيد فى الجامعه.

تنهد آصف يستنشق هواء البُحيرة قائلًا:

بصراحه التدريس موهبه إنك تشرح للى قدامك ويفهم منك صعب جدًا، وأعتقد إنى فاشل فى الشرح، بدليل إنك لغاية دلوقتي مش قادره، أو بالأصح مش عاوزه تفهمي حقيقة مشاعري.

إرتبكت سهيله من نظرات آصف لها كيف يظن هذا الاحمق أنها لا تفهمه،ولا تود البقاء معه طوال الوقت ،هى تشعر بنبض قلبها حين تراه لكن هنالك دائمًا حاجز تخشى أن توافق على الزواج به وتُفاجئ بالرفض أو الصد أو الإستقلال بها أو بنسبها البسيط،كذالك أن توصم من بعض الأقليه القريبه من آصف،أن إبنة الموظف البسيط حاكت شباكها علي أحد فِتيان عائلة شُعيب المرموقه، حتى أوقعته فى غرامها،بين قلبها العاشق وعقلها الخائف... عشق.. تخشى أن يخفُت أو يتلاشى قبل أن يسطع تحت وطأة أن الناس طبقات ومقامات حتى إن أنكروا ذالك أمام العامه،مازال بداخل عقولهم مكان لتلك الفوارق الإجتماعيه ، وهى لن تسمح أن يُقلل أحد من شآن والداها ولا شآنها كـ طبيبه.

ـــــــــــــــــــــــــــــ

بنفس الوقت

بـ سرايا شُعيب

بغرفة سامر

نادى بعصبيه وبصوت جهور:

إنتصار.

هرولت إنتصار الى غرفته سريعًا، دلفت الى الغرفه تفاجئت به يُغلق باب الغرفه ويسحبها من يدها خلفه الى أن إقتربا من الفراش قام بدفعها بقوته لتقع فوق الفراش قبل أن تلتقط نفسها، كان يجثوا فوق جسدها يُقبل شفاها بضراوة وختى جذب ملابسها من فوق ساقيها يتحسس جسدها بشهوانيه لكن فجأة نهض عنها يلهث قائلًا بغضب:

قومي غوري من الاوضه وممنوع أى حد يعرف باللى حصل ده.

نهضت إنتصار تشعر بإرتباك ورهبه توجهت نحو باب الغرفه بأقدام مُرتعشه، لكن وقفت قبل أن تضع يدها على مقبض الباب وقامت بهندمة ملابسها، وسمعت تحذير سامر لها:

إياكِ حد يعرف باللى حصل وقتها هكدبك ومش بس هيتقطع عيشك،مش بعيد تنطردي من البلد كلها بفضيحه.

برهبه خرجت من الغرفه تقف جوار الغرفه تلهث لكن لعقت شفتيها تبتسم بإشتهاء.

بينما دلف سامر الى حمام غرفته، وقف على حوض الوجه يبصق على إنعكاسه بالمرآة يشعُر بتقزُز.

ــــــــــــــــــــــــــــ

ليلًا

بمنزل أيمن

إبتسمت سهيله لـ سحر وهويدا اللتان ترتديان ملابس أنيقه، تسألت:

رايحين فين بالشياكه والأناقه دى.

تبسمت سحر لها قائله:

رايحين فرح على راس الشارع ،بقولك أيه ما تغيرى هدومك وتعالي بسرعة أهو تفرجي عن نفسك شويه.

فكرت سهيله للحظه ثم إبتسمت ووافقت قائله:

ثوانى أغير هدومى.

بضجر إنتظرت هويدا مع سحر حتى عادت سهيله تبتسم لهن،ثم ذهبن الى ذالك الصوان المنصوب بداخله شادرًا للعُرس،نظرن الى أحد الاماكن الخاليه وذهبن إليها وجلسن يرسمن بسمه على وجوههن من تلك المظاهر البسيطه لعُرس بسيط.

....

بسرايا شُعيب، كان آصف مُمددًا فوق فراشه يشعر بضجر منذ أن عاد من البحيرة بصُحبة سهيله، كان يود البقاء معها طوال الوقت، فكر عقلهُ ونهض من على الفراش لما لا يخرج يسير بالبلده ربما ذهب عنه ذلك الضجر،بالفعل خرج من السرايا يسير ساقته قدميه الى بداية الشارع التى تقطن فيه سهيله،توقف لأحد أهالى البلده الذى أوقفه يقوم بالتبجيل به وبشجاعته وقام بدعوته لدخول صوان ذلك العُرس البسيط،ببساطه وافق آصف عل مظاهر العُرس تُذهب عنه شعور الضجر،دلف معه الى الصوان،جلس بأحد الاماكن يبتسم على تلك المظاهر البسيطه

لكن

فجأة تسلطت إحدي كاميرات مصوري الزفاف على وجه سهيله الباسم، وإعتلت صورتها شاشه رئيسيه بالمكان ظلت لثوانى معدودة،

اثارت تلك الصورة غيرة ذالك الجالس بنفس المكان تقريبًا

ونظر نحو سهيله شعر بغضب وهو يرى ذالك المصور يجول بكاميراته بين الحاضرين بالمكان وأصبح قريبًا للغايه من سهيله، نهض بغضب متوجهًا الى مكان جلوسها، لكن بسبب زحام حفل الزفاف وهو يحاول السير دون الإحتكاك بين الموجودين

وصل متأخرًا الى ذالك المكان تفاجئ بعدم وجود سهيله، فقط كانت أختها ووالداتها هن من يجلسن ومقعد سهيله لم يظل شاغرًا بل هنالك أخرى جلست عليه، تيقن هى غادرت، تنفس بعُمق وحسم قراره سيذهب الى منزلها الآن.

بينما قبل دقيقه نهضت سهيله وإنحنت على والداتها تُخبرها أنها ستُغادر لم تعُد تتحمل الضجيج، كذالك مُجهده من عملها بالمشفى، تبسمت لها والداتها،

بينما تسألت هويدا بعد مغادرة سهيله:

هى سهيله راحت فين؟.

ردت سحر:

سهيله هتروح البيت بتقول صدعت.

تهكمت هويدا، لكن وقع بصرها على آصف الذى كاد يقترب منهن وعيناه مُسلطه نحوهن للحظات تتبعت سيرهُ بين الجموع الى أن غادر هو الآخر ، تهكمت لديها شبه يقين أن هنالك مشاعر خفيه بين آصف وسهيله، ربما غادر الإثنان ليلتقيا سويًا..

شعرت بالحقد، مالت على أذن والداتها تُخبرها أنها تشعر بصداع وتود العوده للمنزل.

وافقت سحر هويدا ونهضت هى الاخري كى تعودان الى المنزل.

بينما ذهب آصف الى منزل سهيله، وقف أمام ذلك الباب الحديدي الصغير الذى على الجانب الآخر للمنزل، يغلق المنزل مع سور حديقه صغيره بالكاد بضع أمتار تعتبر مدخل آخر للمنزل،

أدخل يده من بين ذاك الفراغ الصغير بالباب وقام بفتح ذالك الترباس الذى يغلق الباب من الداخل، فتح الباب ثم تسلل الى تلك الحديقه ما هى إلا ثلاث خطوات وأصبح أمامه سُلم صغير ، بضع درجات، صعد مباشرةً، تبسم يبدوا أن الحظ يسانده، باب تلك الشُرفة شبه مفتوح بسبب حشر تلك الستارة بين ضفتي الباب، ببساطة دفع الباب، ثم دخل الى الغرفه.
بعد مرور ثلاث أسابيع

بحوالى الحاديه عشر صباحً

بالبنك الزراعي بالبلدة

كان هنالك لفيف من كبار شخصيات المحافظه يُرافق الوزير الذى جاء الى البلده من أجل إفتتاح تجديد مقر البنك، كان من ضمن الحضور "أسعد شُعيب" أو بالأصح على رأسهم فهو من ساهم بدعم وتجديد هذا المقر خدمة منه لأهالى قريته، ظنًا منهم أنه رد جميل لهم على إنتخابه نائبًا عنهم، فبوجود بنك خاص لهم بقريته الذى نشأ فيها، ما هو الا دعايه وتسويق له، تجولوا بالمبني، وبدأوا بدخول مكاتب الموظفين التى أصبحت تُضاهى مكاتب البنوك الأساسيه فى الرقى

لكن توقف أسعد للحظه حين دخل الى أحد المكاتب وقع بصرهُ على تلك الفتاة التى نهضت واققه حين دلف هو وغيره الى المكتب الخاص بها مع زُملائها، تبتسم لكن هى الأخرى تركز بصرها على أسعد، سمعت عنه الكثير ، كذالك رأته من بعيد لكن لم تراه عن قُرب مثل هذه المره، لأول مره تتأمل ملامحه، رغم أنه كهلًا وتعدى عمرهُ الستون بسنوات لكن ييدوا بعُمر أصغر بالكثير شباب بنهاية الاربعينات، فقط شيب شعر رأسه هو الواضح من عُمره،لكن حتى هذا يُعطيه وقارًا،إقترب أسعد منها ومد يدهُ لها بالمصافحه سألًا:

إنتِ من البلد هنا.

ردت بذوق وصوت هادى:

أيوه.

لمعت عينيه ببسمه سألًا:

إسمك أيه؟.

ردت بتوضيح:

أسمِ "هويدا أيمن الدسوقى الغتوري"

تبسم لها،ثم إنتبه الى هؤلاء الضيوف،اللذين تسألوا عن سير العمل كذالك إستمعوا لبعض المُقترحات منها كانت عيناه مُصبه بالنظر لها لفت نظره أيضًا حِنكتها فى الرد على بعض الإستجوابات وكذالك المُقترحات، حاول أن لا يلفت إنتباه الآخرون له وخرج معهم من الغرفه،لكن قبل أن يغادر المكتب رمقها بنظره وإيماءة رأس مُبتسمً،ردها كان إبتسامه حاولت أن تُظهرها بسمة خجل مصحوبه بثقه.

بينما لفت ذالك نظر عادل الذى كان معهم بالمكتب،شعر بغِيره من ذلك المُتصابي فى نظرهُ،لكن ضغط على ذر التحكم لديه حتى لا يُثير غضب ويُصبح هو الخاسر،لكن بعد خروج تلك اللجنه من المكتب إقترب من هويدا ونظر لهيامها بغضب قائلًا:

على فكره اللجنه مشيت من المكتب،ومعتقدش أنهم هياخدوا بمقترحاتك العظيمه،بلاش تنسى إننا هنا فى بنك زراعي وفى قريه،مش بنك إستثماري فى القاهرة.

فاقت من هيامها بضجر من حديث عادل،ونظرت له بسخريه قائله:

عارفه إننا فى بنك زراعي مش إستثماري، وعادي أنا قدمت مُقترحات مش أكتر،ناسى إن الوزير كان من ضمن اللجنه،يمكن يعرف إن فى كفاءات مدفوسه فى بنوك صغيره.

تهكم عادل:

كفاءات،المُقترحات اللى قولتها دى مش من دماغك ولا تفكيرك،ده مُقترحات أنا كنت بتكلم فيها معاكِ،بس مش مهم،لانى متأكد إنها ولا تفرق مع الوزير ولا غيرهُ.

تضايقت هويدا وتسألت:

قصدك بمين غيره؟.

رد عادل بسخريه وإستهزاء:

قصدى اللجنه اللى معاه وعلى راسهم،نايب دايرتنا المحترم اللى مش بنشوف وشه غير فى المناسبات الخاصه،وبمجرد ما طلع من باب المكتب نسى كل نظره وبسمه كان بيجامل بيها عشان طبعًا بسمته دعاية له،خلاص فاضل سنه على الانتخابات ولازم يبدأ يخطط من دلوقتي للدعايه،يعنى كل كلامه اللى قاله هنا كان ناعم وله غرض من وراه مش مدح لوجه الله.

نظرت هويدا له بإستهجان وغضب،وقالت:

كل اللى قولته أنا عارفاه،خلينا نكمل شغلنا،وبلاش ننم كتير.

تهكم عادل قائلًا:

تمام،بس على فكره أنا نسيت أقولك إن خلاص حجزت قاعة الفرح بنفس الميعاد اللى سبق وإتكلمت فيه مع عمِ أيمن،بعد شهر.

نظرت له هويدا بضجر وأومأت برأسها،ترسم أمانى أخرى،مازال لديها وقت.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

فى الجامعه

على عكس ما كانت تفعل سابقًا لم تكُن تذهب للجامعه سوا لحضور المحاضرات العمليه فقط، أصبحت تذهب للجامعه شبه يوميًا تبحث عن ذلك الوسيم "طاهر" لكن كآنه طيف وإختفى لم يظهر بالجامعه مرة أخرى، زفرت نفسها بعد أن تجولت بالجامعه كلها بحثً عنه لم تراه، شعرت ببعض الإرهاق، خرجت من الجامعه،شعرت بسوء مُضاعف من سوء الطقس البارد المصحوب برياح رمليه،لم تستطيع تحمُل دخول بعض ذرات الغُبار بعينيها، توجهت الى ذالك الكافيه القريب من الجامعه، دلفت وجلست خلف إحد الطاولات وطلبت من النادل مشروب ساخن .

بعد دقائق عاد لها النادل بالمشروب ووضعه أمامها، وإبتعد قليلًا

لكن تبسم وقال بترحيب بصوت شبه عالى:

تيتو،جيت فى وقتك،الواي فاي بتاع الكافيه مش شغال،يظهر الراوتر باظ،كمان فى شاشتين من شاشات العرض شكلهم كده محتاجين صيانه.

لفت إنتباهها صوت النادل وإلتفت برأسها تنظر إليه،كان طاهر يُعطيها ظهره للحظات قبل أن يرد على النادل:

تمام،متقلقش جايب معايا شنطة العِده أهى خدها خليها عندك هنا وهاتلى كوباية قهوه تفوقني عشان عندى سكشن عملي بعد ربع ساعه هيخلص عالساعه واحده وأرجعلك نعمل كشف على الراوتر والشاشات كلها.

أومأ له النادل وأخذ منه تلك الحقيبه قائلًا:

تمام،دقيقه راجعلك بالقهوة بس بلاش تنسى تجي بعد السكشن فى ماتش مهم الليله ومش عاوز زباين الكافيه تطفش.

تبسم تيتو قائلًا:

لاء متقلقش مش هنسى،وبعدين شنطة العِدة هنا،يعنى راجعلك، أخلص بش السكشن رغم انه مالوش لازمه بس لازم أثبت حضور عشان درجات العملي .

تبسم له النادل وبعد دقيقه عاد له كوبً بلاستيكيًا، أخذه من يدهُ وغادر تصحبهُ نظرات تلك الجالسه

بعد إنتقلت من مكانها الى مكان آخر بنفس الكافيه لكن بطاوله خلف واجهة زجاجية تطل على الشارع مباشرةً تنتظر أن ترى قدوم طاهر مره أخرى، تنظر بين الحين والآخر الى ساعة هاتفها تشعر ان الوقت لا يمُر كادت تسأم من الإنتظار،كذالك شعرت بإمتلاء معدتها من كثرة تلك المشروبات التى تناولتها كي تُبرر جلوسها وحدها بالكافيه لكل هذا الوقت

تشعر بخجل من طول الإنتظار كذالك ترتبك من نظرات النادل كلما آتى لها بمشروب ربما تخشى أن يسألها إن كانت تنتظر أحدًا ...لكن زفرت نفسها براحه حين رأت سير طاهر بالشارع قريب من الكافيه،لكن شعرت بغصه حين دلف الى الكافيه ورأته يتجاذب الحديث مع فتاة تسير معه الى أن

جلست خلف أحدى الطاولات بينما ذهب طاهر الى ذلك النادل وقف قليلًا معه ثم عاد الى تلك الفتاه مُبتسمً قال لها شئ ثم تركها...تأملت النظر جيدًا الى تلك الفتاة بنظرها هى عاديه،حقًا ترتدى زيًا مُلائم لطالبة جامعيه وحجاب يُخفي شعرها،بينما رأت طاهر يقوم بفحص بعض الشاشات الخاصه بالكافيه،كذالك يتجاذب الحديث بمزح مع النادل،ولاحظت أيضًا أن تلك الطاوله التى كانت تجلس عليها الفتاة آتى آخرون من الجنسين وأصبحوا مجموعه،لكن عادت بنظرها الى طاهر الذى شبه أنهي عمله،يبدوا أن لديه خِبرة فى صيانة تلك الشاشات،نهض مُبتسمً،وذهب نحو طاولة زُملائه وجلس معهم كانت جلسة تألف وصداقه بريئه بين الزملاء دون مُزاح سافر،شاور عقلها عليها أن تنهض وتذهب إليهم تجلس معهم فقط من أجل لفت نظر طاهر،لكن نفضت ذلك الفضول فبأي تبرير تجلس معهم هى لا تعرف أحدًا منهم سوا طاهر وكان لقاء عابر،ربما حتى لا يتذكره،لكن هى مُخطئه هو الآخر رأها منذ أن دلف لأول مره الى الكافيه،وإنشرح قلبه حين رأها حين عاد مره أخرى،بداخله هو الآخر يود التعرُف عليها عن قُرب،لكن يمنعه أنه لا يريد أن تقول عليه فضولي.

طغت مشاعر كل منهما وإنتهى اللقاء،دون أن يقتربا من بعض،لكن ترك هذا اللقاء أمل أن يلتقيا مرة ثالثة عساها تُقربهم من بعض.

ــــــــــــــــــــــــــ

بمنزل أيمن

إستيقظت سهيله بفزع بسبب تلك الأصوات العاليه كذالك بعض الصرخات،ازاحت عنها دثار الفراش ونهضت مُسرعه تخرج من الغرفه رأت والداتها تضع وشاح ثقيل على كتفيها تسألت بإستفسار:

فى أيه يا ماما أيه الصريخ ده.

تنهدت سحر بضجر وأجابتها:

ده من عند الجيران إنت عارفه إن الراجل المفتري مش بيبطل ضرب ولا خناق مع مراته.

زفرت سهيله نفسها:

هو الراجل ده مش هيعقل أبدًا ويحس انه بقى جِِد والمفروض يحترم مراته حتى قدام نسوان عيالها،ليه بيقل بقيميتها وبقيمته هو كمان.

تهكمت هويدا التى دلفت الى المنزل بلا مبالاه وقالت:

بلا وكسه عياله نفسهم كده مع نسواهم، بنفس قلة الإحترام، راحه فين ياماما، بلاش تروحى تسلكِ بينهم، بلاش الراجل ده يقولك كلمه ملهاش لازمه، هما هيعملوا الشبطة والأزعرينا دى شويه وهيهدوا ولا كآن حاجه حصلت، هما ناس بهايم غاوين فضايح.

نظرت لها سحر بتفكير ثم قالت:

حرام الست بتصرخ مره تانيه، أنا رايحه أبعده عنها، وإنتم كملوا تجهيز الغدا زمان أيمن راجع.

تهكمت هويدا ولم تُبالى دلفت الى الغرفه أبدلت ثيابها ولم تفعل شئ،بينما سهيله هى من أكملت تجهيز الطعام.

بعد العصر

ازاحت هويدا الدثار عن رأسها وقالت بضجر:

اوف مش عارفه أنام بسبب الشمس اللى جايه من البلكونه،إقفلى شيش البلكونه.

ردت سهيله التى تجلس على الفراش الآخر تقوم بقراءة بعض المراجع وتدون بعض الملخصات على حاسوبها ذو الأمكانيات البسيطه:

فين الشمس اللى بتقولى عليها دى،الجو النهارده هوا ورياح،ربنا يستر متمطرش غير لما أرجع من النبطشيه...ولو قفلت شيش البلكونه هشغل نور الكهربا بتاع الاوضه إنتِ شايفه،إنى بنقل ملخصات من المراجع عشان الدرسات العُليا،والمراجع دى فى منها انا جيباها إستعارة من مكتبة الجامعه ومن بعض الدكاترة زمايلى،ولازم ارجعها لهم فى أقرب وقت،إنتِ عارفه تمن المرجع الواحد من دول كام، أكتر من مرتب شهرين كاملين،معليشى إستحملي كلها ساعتين وهروح المستشفى.

ضجرت هويدا وقالت بزهق:

يعني عشان حضرتك تاخدى الدرسات العُليا تزعحيني أنا ليل ونهار، ليلة إمبارح بسبب إنك سهرانه طول الليل ونور الاوضه والع معرفتش أنام،وصحيت بدرى الصبح عشان أروح شُغلى وإنتِ نمتِ براحتك لحد بعد الضهر،وطبعًا ميهمكيش راحة غيرك المهم طبعًا راحة نفسك.

شعرت سهيله بالآسى من ضجر هويدا منها،نهضت من فوق الفراش وحملت ذلك الحاسوب وتلك المراجع وقالت لها:

لاء يهمني راحتك إنتِ كمان،أنا هطلع أكمل فى أوضة السفرة وإقفلى شيش البلكونه وإرتاحي،حتى بالليل مش هزعجك هبقى نبطشية سهر يعنى مش هرجع غير بكره الصبح.

تهكمت هويدا على سهيله وهى تخرج من الغرفه ونهضت تغلق الشُرفه،كذالك أغلقت باب الغرفه خلفها وقالت بإستهزاء:

دراسات عُليا وبعدها دكتوراة مفكره نفسها مهما وصلت هتعجب "آصف شُعيب"اللى عندي يقين إنها بتحاول تتلاعب بيه ويمكن كمان بتستدرجه،وعامله فيها الملاك اللى مش بتحب الغلط.

*ــــــــــ*

بينما خرجت سهيله من الغرفه وتوجهت الى غرفة السفره وضعت الكُتب كذالك الحاسوب على المنضده، ثم قالت:

الجو ساقعه أروح اعمل لى كوباية شاي أدفى بيها وأهو أركز شويه عشان أنجز وأرجع المراجع دي لمكتبة الجامعه فى الميعاد اللى قولت عليه.

بالفعل بعد قليل عادت لغرفة السفره بدأت تتفحص تلك المراجع

الى أن دلفت سحر الى غرفة السفره تشعر بضيق من هويدا وقالت لـ سهيله:

مش بتذاكري ليه فى الاوضه جوه دفا عن هنا، وكمان تمددِ جسمك شويه عالسرير بدل

ما إنتِ محنيه كده عالسفره.

تبسمت سهيله وقالت:

لاء هنا أفضل من الاوضه،لما بمدد عالسرير،بحس صحيح بالدفا بس ببقى عاوزه أنام هنا ببقى مصحصه.

وضعت سحر يدها تمسد على كتف سهيله بحنان، تعلم إنها تُبرر كذبً حتى لا تضجر من أفعال هويدا وتبسمت لها قائله:

ربنا يوفقك يارب.

تبسمت سهيله لها قائله:

إدعيلى يا ماما أنا داخله على موال طويل،السنين اللى فاتت كانت سهله،الدراسات العّليا والماجستير والدكتوراه موالهم طويل.

تبسمت لها سحر بحنان قائله:

ربنا يسهلك كل عسير،هروح أدفى لك كوباية لبن وأجببهالك تشربيها تدفيكِ.

تنهدت سهيله قائله:

لاء اللبن ممكن ينيمني،قهوه أو نسكافيه من بتاع الواد تيتو أبو رغوة تلاته فى واحد .

تبسمت سحر وقالت لها: تمام هعملك نسكافيه.

تبسمت سهيله وعادت تنظر الى تلك المراجع لكن فجاة دق رنين هاتفها،للحظه تلهفت وجذبته،لكن خاب أملها حين رأت هوية المُتصل،كانت إحدى زميلاتها بالمشفى،قامت بالرد عليها،ثم وضعت الهاتف على المنضدة جوار الحاسوب وزفرت نفسها بعُمق،تشعر بشعور سيئ فى قلبها،آصف منذ تلك الليله التى آتى بها الى هنا وهو لم يعُد يُهاتفها مثلما كان يفعل سابقًا،حتى إن هاتفته هى يكون رده مُختصر،ذمت نفسها تشعر بغصه فى قلبها كذالك بعض الندم،ربما إحتدت عليه كثيرًا تلك الليله،لكن هو من أخطأ ماذا ظن أن تفعل حين تُفاجئ به فى منزلها وغرفة نومها...تذكرت ما حدث تلك الليله.

[فلاشـ باك]

دلف آصف الى تلك الغرفه تبسم ونظر الى الغرفه لم يكُن دخوله الأول الى منزل والد سهيله سبق وآتى لهنا لإصطحاب سامر من هنا مرة واحده كان يُذاكر مع سهيله بأيام إمتحانات الثانويه العامه وتأخر الوقت،وشكت والداته يومها أنه تعمد السهر،أو ربما لم يذهب الى سهيله كما قال،وقتها إستقبله والد سهيله الذى كان يسهر جوارهما حتى انه كان يساعدهم بالمراجعه،الليله ثانى مره يدخل للمنزل،وبالأخص لتلك الغرفه التى تبدوا غرفة سهيله بسبب الوان الغرفه كذالك فرش الفراشان تبدوا غرفة فتيات

توجه نحو باب الغرفه الذى يفتح على بقية المنزل وضع يدهُ فوق مقبض الباب وكاد يفتحه

لكن قبل أن يفتح الباب سمع صوت عطس سهيله أكثر من مره،إنتظر دخولها للغرفه يترقب رد فعلها حين تراه.

بينما من خلال مدخل المنزل الآخر دلفت سهيله،وأغلقت خلفها الباب تشعر بإرهاق قامت بخلع وشاح رأسها وتركته على كتفيها،لكن أثناء سيرها تعثرت بتلك الحقيبه المدرسيه الكبيره المُلقاة على الارض،تنهدت بإرهاق وإنحنت تحملها قائله:

دي شنطة النادى بتاع رحيم أكيد رجع من النادى وملقاش ماما فى البيت رماها ودخل نام زى عادته.

حملت الحقيبه ودلفت بها الى غرفة أخويها،تبسمت وهى ترا رحيم ينام ببطنه على الفراش غير مُغطى رغم برودة الطقس،وضعت تلك الحقيبه مكانها وتوجهت نحو فراش رحيم وقامت بتعديل وضعيته للنوم،وقامت بدثره بالدثار،فتح رحيم عينيه وتبسم لها قائلًا بموده:

إن شاء الله هتتجوزي راجل محترم مش جلنف زى عادل خطيب هويدا الاتنين زى بعض،وأنا هبقى ظابط ومش هتقدر تضربني ولا تقولى يا جحيم.

تبسمت سهيله وهى تُداعب خُصلات شعره بموده قائله:

عيب تغلط فى هويدا وخطيبها دى أختك الكبيره،وبعدين فاضلك خمس سنين دراسه على ما توصل لكلية الشرطه،يلا نام عشان عندك مدرسه الصبح،عشان تبقى فايق لدروسك يا سيادة الضابط مستقبلًا.

تبسم رحيم لها قائلًا:

تصبحِ على جنه.

تبسمت له وخرجت من الغرفه وأغلقتها ثم توجهت الى تلك الغرفة التى تُشاركها مع هويدا، لكن عطست أكثر من مره،كذالك شعرت ببعض الإحتقاق بحلقها،

أكملت سيرها بإرهاق قائله:

واضح إنى داخله على دور برد، أما أدخل آخد مضاد حيوي قبل الدور ما يشتد عليا.

بمجرد أن فتحت باب الغرفه،جذبها آصف وأغلق باب الغرفه وثبتها على حائط بالغرفه وضع يده على شفاها حتى لا تصرُخ،ينظر لها بعشق يبتسم

بينما سهيله إنفزعت ووقفت صامته تشعر بهلع للدقيقه ظلت واقفه دون رد فعل كأنها فقدت الإدراك...بدأت تعود للإدراك تلتقط نفسها بصعوبه بسبب يده الموضوعه على فمها رفعت يدها تُزيح يدهُ، وهى تنظر له بسخط شديد، بينما آصف شعر برجفة شفاها أسفل يده إزداد الشوق بقلبه وهو يُزيح يده عن فمها وهام بالنظر الى وجهها وتسلطت عيناه على شفاها بتلقائيه منه أحني رأسه يتمنى الظفر بـ قُبلة.

لكن دفعته سهيله بإستهجان وغضب قائله:

إنت إزاي دخلت البيت.

إبتعد للخلف خطوه بعد أن خاب أمله فى الحصول على قُبله،تنفس بعُمق يحاول وئد أشتياقهُ، وظل ينظر لها، بينما نظرت سهيله نحو باب الشرفه وتيقنت انه تسلل عبر باب الحديقه، نظرت له بإستهجان أكثر، قائله بإستهزاء:

حضرة المستشار اللى المفروض مسؤول أمن الناس وعارف حُرمة البيوت وكان لازم عليه يراعيها، داخل بيوت الناس يتهجم زى الحراميه ومش حاسس إن ده مش بس يعتبر إعتداء على أمنهم، لاء كمان إنتهاك لحُرمة أهل المكان إتفضل زي ما دخلت من البلكونه أخرج منها.

نظر لها بإندهاش قائلًا:

إنتِ بتطردينى؟.

تهكمت سهيله قائله بتعنيف:

لاء طبعًا غلطانه المفروض أرحب بيك أقولك تشرب أيه،وإنت داخل البيت من البلكونه زى اللصوص.

شعر آصف بغضب وكاد يتحدث لكن بنفس الوقت سمعا الإثنين صوت آتى من خارج الغرفه، نظرت سهيله

له بغضب،ثم فتحت باب الغرفه بمواربه،رأت دخول كل من سحر وخلفها هويدا،أغلقت الباب سريعًا ونظرت الى آصف تكز على أسنانها من الغيظ وتحدثت بخفوت:

إتفضل أخرج من البلكونه، وبلاش تهز صورتى قدام أهلى، هقول لهم أيه لما حد منهم يشوفك معايا فى اوضتى، كان لازم عقلك يفكر.

شعر آصف بغضب ونظر لها قائلًا:

تمام هخرج بس مش هسمحلك تكلميني بالطريقه دى تانى.

تهكمت سهيله بغضب وقالت بخفوت:

وعاوزني أكلمك بأى طريقه،بعد كده لازم تفكر قبل ما تقتحم بيوت الناس،وإتفضل وبلاش كلام كتير،هويدا ممكن تدخل الاوضه ولو شافتك تبقى مصيبه كبيره صورتى قدام أهلى ثقتهم فيا هتتهز ويفكرونى ماشيه على حل شعري معاك.

قالت سهيله هذا وجذبت وشاح رأسها تستر شعرها الذى أثار بداخل آصف شعور خاص ومد يده السليمه وكاد يتلمس تلك الخُصلات الثائره من أسفل الوشاح.

لكن سهيله صفعت يده بغضب وإستهجان وأشارت له بيدها نحو باب الشرفه، مما أثار

تهكم آصف قائلًا بغضب:

مش هنسالك إنك طردتينى من بيتكم.

ردت سهيله بلا مبالاة:

يكون أفضل وإتفضل إخرج بسرعه.

توجهت سهيله ناحية باب الشرفه وفتحته له كى يخرج،نظر لها بغضب لأول مره تراه على وجهه،غادر من الشرفه كما دلف،بنفس اللحظه نظرت له سهيله وهو يخرج من باب الحديقه الحديدى حتى انه صفعه خلفه بقوة غاضبًا لم يُغلق الباب جيدًا،كادت سهيله أن تذهب خلفه وتُغلق الباب لكن دخول هويدا الى الغرفه أربكها،وأغلقت ضفتي الشُرفه تشعر بتوتر،بينما هويدا شكت بوقوف سهيله خلف تلك الشُرفه وتسألت بخباثه:

مش ده صوت باب الجنينه إترزع،مين اللى فتحه.

توترت سهيله وقالت:

فين الصوت ده،ومين اللى هيفتح الباب،تلاقى الهوا السبب،الهوا جامد النهارده،يمكن ضرب فى الباب،أنا كنت بتأكد من قفل شيش البلكوكه وكمان الإزاز بسبب الهوا هما كمان كانوا بيخبطوا.

إقتربت هويدا من باب الشُرفه وأرادت أن تتأكد من ظنها لكن قبل أن تفتح باب الشُرفه سمعا الإثتين نداء سحر عليهن، توترت سهيله وقالت لها:

ماما بتنادي علينا خلينا نشوفها عاوزه أيه.

إستشفت هويدا إرتباك سهيله وكادت تُصمم على فتح باب الشرفة لكن نداء سحر عليهن جعل سهيله تسحب هويدا من يدها وقالت لها:

خلينا نروح لـ ماما.

بإستسلام مُرغم من هويدا ذهبت معها لخارج الغرفه، رغم زيادة الشك لديها، خرجن من الغرفه، تبسمن لـ سحر التى قالت لهن بإنزعاج:

بنادي عليكم مفيش واحده فيكم بترد ليه.

تهكمت هويدا وردت بـ فجاجه:

معليشِ الطرش جالنا.

نظرت لها سحر بغضب وقالت لها:

بطلي قلة الذوق بتاعتك ومردك الناشف ده، الست فتحيه جارتنا إتصلت عليا وعاوزانى أروح معاها نودي عشا العروسه، هروح وياها ومش هغيب، لو أيمن جه قبلى أبقوا قولوا له.

تهكمت هويدا بحركة شفاها الساخرة، بينما تبسمت سهيله قائله:

حاضر يا ماما بس بلاش تغيبِ معاها.

ردت سحر:

لاء مش هغيب.

غادرت سحر بينما نظرت سهيله ببسمه لـ هويدا وقالت لها:

عقبال ما ماما تودي لك عشا العروسه قريب.

تهكمت هويدا ونظرت لها بإشمئزاز وتركتها وتوجهت الى غرفتهم بداخلها كانت تود كشف رياء سهيله البريئه.

[عـــــودة]

عادت سهيله من تلك الليله تشعر ببعض الندم ربما إحتدت على آصف لكن هو من إخترق حُرمة البيت،ولم يُفكر إذا رأه أحد معها بغرفة النوم بماذا كانت ستبُرر تواجده معها،لكن هو منذ تلك الليله أصبح باردًا معها عكس السابق كان يُهاتفها أكثر من مره فى اليوم، تنهدت حائرة من ردت فعله الجافه تلك الفترة الماضيه، دمعه سالت من عينيها لا تعلم سببها

ـــــــــــــــــــــــ

بنفس الوقت، بمحطة قطار أسيوط دلف أصف الى أحد عربات القطار أسيوط التى ستتوجه الى القاهرة

جلس على المقعد المثبوت برقم تلك التذكره

عدل من وضعية المقعد الخاص به وإتكئ برأسه على مسند الرأس وأغمض عينيه وتبسم وهو يفتح هاتفه ونظر الى تلك الصوره وتنهد هامسًا لنفسه بعد ان إتخذ القرار، هو جاهد طوال الفترة الماضيه وحاول أن يتغلب على مشاعره التى تجرفه شوقًا الى تلك التى دائمًا ما تحتد عليه لن يدع لها فرصه لتبرير بعد ذالك وتأجيل إرتباطهم، سيضعها أمام الامر الواقع بعد أن يقوم بطلب الزواج منها من والداها مباشرةً دون إخبارها سابقًا.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

بـ سرايا شٕعيب

فى حوالى الحاديه عشر مساءً

فجأة شعر آسعد بسُهد وطار النوم من عينيه... نظر جوارة الى شُكران الغافيه وفكر للحظات ونهض من فوق الفراش وجذب مِعطف ثقيل وخرج من الغرفه بهدوء توجه الى غرفة المكتب الخاصه به، فتح بعض المستندات، لكن شعر بضيق منها أغلقها وظل جالسًا لدقائق، قبل أن تعود صورة تلك الفتاة التى قابلها صباحً بالبنك، لا يعلم لما تعمد مُصافحتها، ليرى ذلك الخاتم الخاص بالزواج ببنصرها اليمين ، شعر بضيق منه، لام نفسه على ذلك الشعور الذى يتملك منه يريد رؤية تلك الفتاة مره أخرى، لكن ذم نفسه ونهض قائلًا بإستقلال:

دى حتة موظفه وأبوها كمان موظف على قده مش من مقامك يا

آسعد، نهض من خلف المكتب وذهب نحو المطبخ، قام بفتح الثلاجه بحث عن اللبن، جذب عبوة خاصه وقام بسكب القليل منها فى إيناء وقام بإشعال الموقد ووضع الإيناء عليه وإنتظر قليلًا، ثم سكب الحليب بكأس وجلس على مقعد بالمطبخ يحتسى منه، لكن فجاة كادت صورة تلك الفتاة أن تعود لمُخيلته، لكن قطع ذالك شعوره بيد توضع على كتفه، رفع رأسه ونظر لـ شكران التى تبسمت له قائله بإستفسار:

مالك يا حاج أيه اللى صحاك دلوقتي.

تنهد اسعد قائلًا:

مفيش بس يمكن وجودي بصحبة الوزير طول اليوم أرهقني، وقولت أشرب كوباية لبن تهدى جسمِ شويه، بس إنتِ أيه اللى صحاكِ دلوقتي.

جلست شكران على مقعد مقابل له وتنفست بشعور سيى قائله:

مش عارفه فجاة كده حسيت بحاجه تقيله على قلبِ، زى ما تكون هتخنقني.

رد أسعد:

إنت مش بتاخدي علاجك بإنتظام؟.

ردت شكران:

صفوانه ظابطه الوقت بالدقيقه، بس مش عارفه سبب التُقل ده أيه.

رد أسعد:

يمكن تقلتِ فى العشا.

ردت شكران:

برضوا لاء، مش عارفه، خير يارب

أومأ أسعد لها قائلًا بتبرير منطقى:

يمكن بسبب بُعد آصف وأيسر عنك.

تنهدت شكران بإشتياق لهما وقالت:

يمكن، حتى آصف متصل عليا الصبح ولسه هساله هتجي أمتى الخط قطع، وبعدها لما إتصلت عليه بعت رساله أنه عنده جلسه فى المحكمه، وهيتصل المسا، ومتصلش، هو اكيد إتعمد إنه ميتصلش.

تسأل أسعد:

وليه هيتعمد عدم الإتصال.

تنهدت شكران بسأم:

بيتهرب، كل ما أكلمه على موضوع إنه يتجوز يتهرب مني، حتى قولت له لو فى دماغه واحدة معينه أطلبها له إتهرب مني، وقالى كل شئ بآوان.

رد أسعد بتوافق:

وأمتى الآوان ده هيجى، هو خلاص عدا التلاتين سنه، أما يجي المره دى أنا هتكلم معاه، ولازم يوافق يتجوز.

تبسمت شكران له قائله:

كلمه بس بلاش تغصب عليه، يمكن فى دماغه واحدة معينه بيحبها ومستني يفاتحها هى الأول.

تهكم آسعد قائلًا بغطرسه:

يفاتحها الأول على إعتبار إن فى بنت تقدر ترفض واحد من ولاد

"أسعد شعيب"

أنا هتكلم معاك فى الاجازة الجايه وهاخد منه موقف حاسم فى الموضوع ده.

ـــــــــــــــــــــــــــــ

بحوالى الثانيه عشر صباحً

بـ المشفى

بغرفة الاطباء

جلست سهيله على أحد المقاعد تشعر بإرهاق وتثائبت أكثر من مره، تبسمت لها إحدي الطبيبات قائله بمرح:

إحنا لسه فى أول الليل هتنامى من دلوقتي.

تثائبت سهيله قائله:

والله محتاجه أدخل أى أوضه فى المستشفى وأمدد جسمي على السرير وأنام من إمبارح منمتش غير ساعتين وصحيت مخضوضه كمان.

تبسمت لها الطبيبه قائله بغمز:

وأيه السبب فى تطير النوم من عين الدكتورة أيه بتحبِِ.

تبسمت سهيله، أجل هى تُحب وآصف له نصيب كبير فى سُهادها فى الفتره الأخيرة، لكن قالت بتوضيح:

لاء السهر مش بسبب الحب، بسبب الدراسات العّليا اللى بدأت فيها كم مراجع وأبحاث دماغي قربت تسيح من المعلومات، هقوم أنزل البوفيه أجيب لى قهوه دوبل وأشربها عشان أصحصح وأكمل بقية النبطشيه، أنا المفروض تخصُص اطفال مش عارفه سبب نبطشية السهر دي أيه؟.

تبسمت لها الطبيبه قائله:

وقسم الأطفال اللى فى المستشفى ده اكتر قسم فيه حالات مرضى.

تصعبت سهيله بآسى قائله:

فعلًا والله قلبي بيتقطع لما بشوف طفل بيتآلم، ربنا يشفيهم يااارب، يلا أجيبلك معايا قهوة.

أمائت الطبيبه راسها قائله:

لاء أنا لسه شاربه فنجان دوبل من شويه كُتر القهوة غلط.

تبسمت سهيله وغادرت الغرفه

توجهت نحو البوفيه الخاص بالمشفى طلبت من العامل كوبً مضاعف من القهوه وإنتظرت قليلًا حتى أعطى له كوب بلاستيكي، أخذته منه وغادرت

لكن أثناء سيرها مرت من أمام إحدى غرف الكشف بالمشفى، سمعت صوت عالى كذالك اصوات حركة شئ معدنى بالغرفه، ميزت صوت سامر بوضوح وتلك التأوهات

تنرفزت وشعرت بالغضب منه وقالت بإستياء:

واضح إنه مبسوط بالقذارة اللى بيعملها، بس المفروض يحترم المستشفى أكتر من كده.

لم تهتم سهيله وعاودت السير، لكن توقفت حين سمعت صرخه خفيفه واضحه بتأوه، قالت بغضب:

لاء كدة كتير، ولازم يتحط له حد.

عادت تلك الخطوات وبلا إذن فتحت باب الغرفه

ودلفت خطوة بداخلها تصنمت وتجمد جسدها لم تشعر بسقوط كوب القهوه من يديها ولسعت محتواه لساقها، وهى ترا سامر يترنح يضع يديه حول عُنقهُ الذى ينزف بغزارة قبل أن يسقط أرضًا أمام ساقيها ينتفض جسدهُ، كآن عقلها فقد الإدراك للحظات لم تشعر الا حين سمعت صوت إغلاق باب الغرفه قبل أن تنظر خلفها كانت تشعر بضربه قويه على رأسها من الخلف ثم سقطت أرضًا متآلمة تشعر بغشاوة.
على نغمات تلك الأغنيه التى تتردد كلماتها فى آذانه تفوت مباشرةً الى وجدانه،كآنها تصف حالة قلبه.

"آه على قلب هواهُ محكم

فاض الجوى منه فظلما يكتم

ويحي أنا بحت لها بسره

أشكو لهـا قلباً بنارها مغرم

ولمحت من عينيها ناري وحرقتي

قالت على قلبي هواها محرم

كانت حياتي فلمـا بانت بنأيها

صار الردى آه علي أرحـم

كل القصايد من حلا عينيك

من دفا إيديك كتبتن وقولتن

هودي القصايد مش حكي يا روحي

هو بكي القصايد هو لكِ كلن

كل القصايد"

كان صداها يتردد عبر أثير هاتف أحد رُكاب القطار إمتزجت كلمات

ونغمات الأغنيه معًا تطرب قلبه مباشرةً، أغمض عينيه لتحتل صورة أمنيه يتمنى أن تتحقق فى التو،رأى نفسه بمكان تُحيطه أشجار عاليه تحاوط ذلك الفضاء الواسع ذو الإضاءه الخافته، نظر الى تلك الخيمة المُستطيله ذات اللون الوردي تحتل مكان جانبي صغير

مُزينه بأكاليل الزهور المُنسدله فوق تلك الاعمده التى تحاوطها تلك اللمبات الصغيرة سبب إضاءة المكان كذالك يحاوطها ستائر حريريه تهتز بنسائم الهواء الخفيفه، توجه بخطوات هادئه نحو تلك الخيمه وفتح إحدى أطراف تلك الستائر أزاحها بيديه على جنب

تبسم حين وقع بصره نحو ذالك فراش المُزين بالزهور التى ينتشر عبقها

تحولت نظرته لوله حين وقعت عيناه على تلك الجالسه على طرف الفراش تُخفض وجهها بحياء، رغم أنها تُخفيه خلف وشاح أبيض مُزين بتاج من زهور دوار الشمس البيضاء والصفراء،وترك تلك الستائر تنسدل مرة أخرى خلفه وهو يسير نحوها مع كل خطوة يزداد فى قلبه الغرام والإشتياق،لم يتوقف أمامها بل

إنحنى قليلًا وجثي على ساقيه أمامها ومد يدهُ لها،بتلقاىيه وخجل وضعت يدها بيدهُ، نهض واقفًا، وهى الأخري نهضت واقفه أمامه،

بشوق وتوق ترك يدها ورفع يديه يُزيح ذلك الوشاح الذى يُخفي وجهها عنها...

كانت صوره بديعيه لها أمام عينيه العاشقه،زهره خلابه تسُر قلبهُ قبل عينيه،هى أمامه عروسً كما يتمنى،إنحني برأسه على جبينها طابعًا قُبلة عشق...بخجل تبسمت له،جذبها من يدها وخرجا من تلك الخيمه

الى البراح، رفع يدهُ الاخري ونظر لها مُبتسمً، وهى تضع أناملها بين كف يدهُ يتمسك بها ثم ترك يدها الاخرى سُرعان ما وضعها حول خصرها وضمها لجسدهُ، يدور بها مُستمتعان بتجاوب خطواتهم معًا،

يسمعان صوت تلك الآنغام ممزوجه مع أصوت حفيف الأشجار الهادئ كآنهما توافقا على

معزوفة غرام خاصه بهم، كانت معزوفه رائعه مجهوله الهويه، هما فقط من يعرفان هويتها فهي معزوفة العشق الصافي الذى يسكن قلب كل منهما للآخر.

مع نهاية الأغنيه كانت نهاية الطريق وتوقف القطار بآخر محطه له"القاهرة"

مُرغمًا فتح عينيه كان يود البقاء بذالك الخيال طوال العُمر، يود البقاء هو وهى فقط بمكان واحد دون حواجز تفرضها هى عليه، نهض واقفًا وجذب تلك الحقيبه الصغيره وترجل من القطار

مجرد بضع خطوات على رصيف القطار تقابل مع ذاك السائق الذى إقترب منه وإنحنى يأخذ تلك الحقيبه من يدهُ قائلًا بإحترام:

نورت القاهرة يا سيادة المستشار.

ترك آصف له الحقيبه مُبتسمً بود قائلًا:

شكرًا، كويس إنك متأخرتش بس فين العربيه.

رد السائق:

لما كلمتنى عالموبايل وقولتلى إن القطر خلاص داخل عالقاهرة جيت فورًا، والعربيه راكنها جنب محطة القطر.

تبسم آصف له قائلًا:

تمام هات مفاتيح العربيه وإرجع إنت بيتك تصبح على خير.

أعطى له السائق سلسلة مفاتيح قائلًا:

وإنت من أهله يا سيادة المستشار، توصل بالسلامه.

بعد دقيقتين

وضع السائق تلك الحقيبه بالمقعد الخلفى للسيارة وأومأ لـ آصف الجالس جلف المقود برأسه وغادر

بدأ آصف بقيادة السيارة بداخل قلبه مازال يشعر بإنشراح من تلك الخيال،تنهد بشوق وأخرج علبة سجائره وأشعل إحداها زفر دُخانها الذى نظر له ببسمه وهو يتذكر ضيق سهيله وإستهجانها الدائم عليع بسبب تدخينه،وتجهمها أكثر من مره من ذالك،لكن أكمل تدخين السيجارة،وهو يتذكر ذكري أخرى لـ سهيله،ذكرى أول لقاء بينهم

[فلاشـ باك]

كان شابً يافعًا بعمُر الحاديه والعشرون،كان يدرس وقتها بالسنه قبل النهائيه بكلية "الحقوق"

كان صاحب جسد فاره يُعطيه هيبه

كان يقوم بعمل بعض التمرينات الرياضيه القاسيه بحديقة السرايا

كان يجلس سامر على طاوله قريبه منه يحسب له مدة ذالك التمرين القاسى،حتى آتت إحدى الخادمات ونظرت لـ سامر قائله:

فى بنت واقفه عند باب السرايا الداخلى بتقول إنها زميلتك فى المدرسه وإسمها"سهيله أيمن الدسوقى"

تبسم سامر لها قائلًا:

آه دى فعلًا زميلتي فى الفصل وكانت كلمتني من ساعه كده أنها عاوزه مَلزمه خاصه بالإحياء كمان كان بقالها كام يوم غايبه من المدرسه وطلبت مني أعرفها خدنا أيه فى المنهج فى الأيام اللى فاتت،دخليها الصالون وأنا جاي فورًا.

ذهبت الخادمه بينما توقف آصف عن تلك التمرينات يلهث وغمز

لـ سامر بمزح قائلًا بإيحاء:

مش بدري عالغراميات دى إنت يادوب كملت سبعتاشر سنه من كم شهر.

تبسم له سامر قائلًا:

غراميات أيه،دى زميلتى فى الفصل وبعدين غراميات ومع سهيله،دي

بالذات ملهاش غير فى الدراسه وبس،يلا هروح أستقبلها مش حلوه تنتظر كتير،دى ذكيه جدًا وهتنفعني فى الامتحانات.

غمز له آصف قائلًا:وماله يبقى حب مصلحه.

تبسم سامر له وهو يغادر قائلًا:

سهيله ولا ينفع معاها حُب من أساسه،كمل تمرينك.

توقف آصف للحظات حتى هدأت أنفاسه بعد تلك التمارين،لا يعرف لما هنالك شعور بالفضول لديه أراد رؤية تلك الفتاة،جذب منشفه صغيرة وقام بتجفيف عرق وجهه وتوجه الى داخل السرايا،كاد يمُر من أمام غرفة الصالون،لكن لفت نظرهُ تلك الواقفه تُعطيه ظهرها كانت نحيفه قليلًا ومحجبه رغم صِغر عُمرها،إزداد الفضول لديه لرؤية وجهها،دلف الى الصالون وتنحنح

إستدارت سهيله ظنًا منها أنه سامر،لكن سُرعان ما أخفضت وجهها بحياء حين تفاجئت بشاب يرتدى سروال قطني قصير يمزج بين اللون الأسود والأحمر لمنتصف فخذيه،كذالك فانله بحمالات من نفس ألوان السروال،يضع منشفه حول عُنقهُ،جسدهُ بالنسبه لها ضخم.

بينما هو حين إستدارت ورأى وجهها شعر كآن سهمً أصاب قلبه،لم تكُن جميله للغايه ،لكن وجهها ملائكى برئ رغم أنه يبدوا على ملامحها بوضوح أنها مُجهده أو ربما كما قال أخيه أنها كانت مريضه،رغم أنه رأى فتيات أجمل منها لكن لم تُثيرن لديه أى شعور عكس تلك النحيفه ذات الملامح البريئه التى ظل ينظر الى ملامحها وكاد يتحدث معها،لكن دلف سامر الى الغرفه يحمل بيديه تلك المَلزمه وبعض الكُتب،نظر سامر لـ آصف بإستغراب من وجوده بالغرفه،بينما تنحنح آصف يشعر أنه يريد البقاء والتحدُث معها،لكن مُرغمً سيطر على نفسه وتجاهل ذالك الشعور وخرج من الغرفه وتركهم سويًا،ذهب الى غرفته تدلى مباشرةً الى المرحاض نزع عنه ملابسه ونزل أسفل ذلك الصنبور يشعر بهطول المياه فوق جسده،لكن شعور آخر يغزو عقله،أو بالاصح يُحركهُ قلبه يود رؤيتها مره أخرى الآن،سريعًا إنتهى من الإستحمام وخرج للغرفه يرتدى ثيابهُ ثم خرج من الغرفه وتوجه ناحية غرفة الصالون بفضول كان باب الغرفه مواربً،ظل واقفًا يتأمل سهيله التى مازالت جالسه مع سامر يتحدثان الى نهضت واقفه بعد وقت قليل واخذت من يد سامر تلك المَلزمه وتلك الكُراسات،وتوجهت نحو باب الغرفه،وكادت تخرج منها لكن توقفت لوهله حين تفاجئت بـ آصف أمامها مباشرةً بعد ان حسم أمره يود الحديث معها،رفعت بصرها تلاقت عينايهم للحظات كانت كفيله بإرسال إشارات تخترق القلبان مباشرةً،شعرت سهيله بخجل،لكن هذه المره تبسمت فهو أمامها يرتدى ملابس أخرى شبابيه تستُر جسده،تنحى آصف مُرغمًا حتى مرت سهيله وغادرت لكن ظل ينظر فى أثرها الى أن خرجت من باب السرايا...كان هذا اللقاء الاول الذى ترك بداخل الإثنين رغبة الرؤيه مره أخرى،وبالفعل تكررت اللقاءات

لكن ظل أول لقاء صامت لهما له تآثير قوى عليهما.

[عـــــودة]

تبسم وهو يتذكر ذلك اللقاء الصامت بينهم،شعر بشوق لمعرفة رد فعلها حين يضعها أمام الامر الواقع ويطلب يدها من والدها،حسم القرار لا داعى للإنتظار أكثر من هذا لن يُعطيها فرصه للتحجُج بأى حِجه بعد الآن أى حِجه لن ينتظر من أجلها،

بسبب برودة الطقس كذالك التوقيت المتأخر كان الطريق شبه خاليًا ساهم فى تسريع سرعة السيارة ليصل الى البلده فى وقت قياسي.

ــــــــــــــــــــــــــــــ

بمنزل أيمن

غرفة هويدا

لم تستطيع النوم،لا تعلم سبب لذالك الشعور براحة الذهن،ان كانت من عدم وجود سهيله معها بالغرفه،أم من ذالك الكهل الذى تُفكر فيه ،نهضت من فوف الفراش شعلت ضوء الغرفه وتوجهت ناحية خزانة الملابس فتحت إحدى الضُلف الخاصه بها،وجذبت ذلك الكيس المُعلق وذهبت نحو الفراش أخرجت منه فستان أسود لامع خلعت عنها رداء النوم وقامت بإرتداء ذالك الفستان الذى كان بلا أكمام عاري من فوق الكتفين ينسدل بضيق على جسدها يصل لمنتصف فخذيها، يُبرز أنوثتها وساقيها الممشوقه بسخاء،نظرت لإنعاكسها فى المرآه بإعجاب من أنوثتها التى يُبرزها الفستان،ذلك الفستان التى إشترته من التسوق عبر الإنترنت وأخفته حتى لا تراه والداتها ولا سهيله ويسألان لما إشترت فستان هكذا،وهى لن ترتديه كانت بنصف ثمنه إشترت أكتر من طقم مناسب لها وللحجاب التى تضعه فوق رأسها دون إقتناع فقط تضعه واجهه حتى تُظهر أنها مُتدينه،أسدلت خُصلات شعرها الشبه قصير والتى تداوم على صبغه بأحدث وأغلى المُرطبات التى تقتنيها من راتبها بالبنك،لا تشعر بالمسئؤليه سوا ترفيه عن نفسها فقط،تركت أمر جهازها الى والداها اللذان يُدبرانه دون أن تعرض عليهما المساهمه حتى ولو لجزء صغير،تستمتع براتبها التى تدخره وتُنفقه على ما تشتهيه من أجود وأغلى الماركات،ذهبت نحو الدولاب مره أخرى وجذبت علبه متوسطه وضعتها فوق التسريحه وجلست على مقعد وأخرجت من تلك العلبه الأنيقه الخاصه بأدوات التجميل وبدأت تضع على وجهها تلك المساحيق بعنايه،تُبرز جمال ملامحها، صبغت شفاها بلون أحمر ناري،ونظرت لإنعكاسها،رأت نفسها أيقونة جمال،تآسفت على حالها،فهذا الجمال محكوم عليه أن يبقى مدفونًا وهى تعيش هنا بتلك القريه صغيرة كذالك تعمل بـ بنك وضيع،وآخر ذالك هو خطيبها الموظف مثلها،فكرت ماذا لو كان تبدل الوضع وكان خطيبها يُشبه ذلك الكهل "أسعد شعيب" ليس فى الملامح بل فى الثراء

كانت إستمتعت بجمالها،وأوهام يصنعها عقلها البطار عن حياة ترسمها أن تكون سيدة مجتمع يشهد الجميع بذكائها وأناقتها،لكن حين تعود للواقع تشعر ببؤس وهى مدفونه بتلك القريه النائيه،لكن لو إبتسم لها الحظ وكان شعورها صحيحً أنها اليوم لفتت نظر ذلك الكهل ربما يتغير كل هذا،وأحلام ورديه لو حصلت فقط على دعم منه وإرتقت للعمل بأحد بنوك الإستثمار...

فاقت من تلك الاوهام بسبب سماعها لصوت سُعال خارج الغرفه سريعًا أبدلت ثوبها وعادت لمنامتها مره أخرى ونظفت ملامحها من تلك المساحيق،وعاودت دس تلك الأشياء بتلك الضلفه وأغلقتها وﭢطفأت ضوء الغرفه حتى لا يراه أحد شاعل ويدخل يسألها لم تركت الضوء الليله وتتذمر من سهيله لو أضائته، توجهت نحو الفراش تمددت عليه،تشعر بأمنيات لو واحدة تحققت لإنصلح حالها...أغمضت عينيها تستسلم لأوهامها.

ـــــــــــــــــــــــــــــــ

بالمشفى

إختل جسد سهيله وإنخفضت بجسدها أرضًا إرتزكت على رُسغيها تشعر بدوخه بسبب تلك الضربه التى تلقتها على رأسها،شعرت كذالك بغشاوة بعينيها لثوانى قبل أن تستدير لرؤية من القاتل كان إستغل ذالك وخرج من الغرفه وأغلق خلفه الباب،

لثوانى حتى إستطاعت سهيله السيطرة على وعيها مره أخرى،نظرت لـ سامر المُمدد أرضًا ينتفض جسده ودماء غزيرة تسيل من عُنقه،إقتربت منه لكن لسوء حظها كان ذالك المبضع جوار رأسه مباشرة بلا إنتباه وضعت يدها عليه بالخطأ وهى تحاول إنقاذ سامر،بعد أن أسرعت وجذبت ملآة فراش الكشف وحاوطت عُنقه بها تكتم إندفاع الدماء،ونهضت واقفه تشعر بترنُح لكن سيطرت عليها إنسانيتها وفتحت باب الغرفه وصرخت بقوة حتى يآتى أحد العاملين بالمشفى ويساعدها بنقل سامر الى غرفة العمليات لإنقاذه، آتى أحد العاملين بالفعل ودلف الى الغرفه

إنذهل حين رأى تلك الملآة ملفوفه حول عُنق سامر،وقف مُتصنمًا للحظات،حتى صرخت عليه سهيله قائله:

بسرعه هات ترولى ننقله بيه لاوضة العمليات وشوف دكتور جراحة فى المستشفى.

للحظات مازال العامل واقفًا مشدوه،حتى صرخت عليه سهيله مره أخرى،خرج مُسرع،وظلت سهيله تحاول كتم الدماء وقالت:

سامر قولى مين اللى عمل فيك كده.

همهم سامر ببعض الكلمات لم تستطيع تفسيرها قبل أن ينتفض جسدهُ ويسكُن بلا حركه.

إنصدمت سهيله من ذلك وحاولت إنعاش قلبه بالضغط بيديها لكن بلا جدوى،لقد نفذ الأمر وفاضت روحه،دموع سالت من عينيها وهى جاثيه جوار جسدهُ تشعر بآسى عليه كذالك بفشلها فى إنقاذه،نطقت الشهادتين عليه بقلب مُنفطر،بنفس الوقت آتى ذالك العامل ومعه إثنين من المُسعفين وطبيب آخر ونظروا الى سامر علموا أنه توفى، نظر لها الطبيب ثم للآخرين وتحدث بآمر ونهي:

محدش يلمس أى حاجه،ولازم نبلغ الشرطه فورًا.

بالفعل خلال دقائق كانت شرطة الجنايات تُعاين الغرفه كذالك جسد سامر

جذب أحد الأفراد ذلك المبضع ووضعه بكيس بلاستيكِ خاص،وعاينوا الغرفه بتدقيق ثم أمر المُحقق بأخذ جثة سامر الى المشرحه،ثم خرج من الغرفه،سأل الطبيب الآخر قائلًا:

فين الدكتورة اللى قولت إنها كانت مع القتيل.

رد الطبيب:

موجوده هنا فى المستشفى.

طلب المُحقق:

تمام ممكن فين اوضة المدير المناوب فى المستشفى،كمان لازم نبلغ أهل القتيل.

أشار له الطبيب على الغرفه وذهب معه بعد لحظات دلفت سهيله الى الغرفه بعد أن ذهب آخر لإحضارها الى الغرفه...تسأل المُحقق:

ياريت تحكيلى بالتفصيل أيه اللى حصل؟.

سردت سهيله ما حدث بالتفصيل،كان المُحقق يستمع لها الى أن إنتهت من سردها،فاجئها بالسؤال:

وإنتِ شوفتى مين اللى كان معاه فى أوضة الكشف؟.

ردت سهيله بنفى:

لاء،لأنه ضربني على راسى جامد ودوخت ولما فوقت كان هدفى أنقذ سامر.

لفت نظر المُحقق نُطقها لـ إسم سامر بلا ألقاب وتسأل بإستفسار:

واضح إن فى بينك وبين القتيل معرفه قويه بدليل نُطقك لإسمه بدون لقب دكتور؟.

ردت سهيله ببساطه:

إحنا كنا زملاء من ثانوي وكمان أهل بلد واحده وكنا بنذاكر مع بعض حتى لما دخلت كلية الطب هو كمان دخل لمدة سنه كلية طب خاصه وبعدها حول طب عام وفضلنا زملاء.

أومأ المحقق برأسه قائلًا:

آه تمام.طب إنتِ قولتى إنك سمعتِ أصوات قبل ما تدخلى الاوضه،يا ترا تعرفى مين اللى كان مع الدكتور أو عالاقل تقدري تخمني؟.

تعلثمت سهيله للحظه وهى تقول:

لاء مقدرتش أفسر غير صوت سامر بس.

لاحظ المُحقق تعلثُمها وفاجئها:

للآسف يا دكتورة أنا مُضطر أقبض عليكِ.

إنفزعت سهيله وتعلثمت قائله:

تقبض عليا ليه،أنا كنت بحاول أنقذهُ.

وقف المُحقق وأشار إلى أحد معاونيه،فهم إشارته وإقترب من سهيله وفتح تلك الأصفاد...

نظرت سهيله للمُحقق بفزع وقالت:

أنا قولت اللى حصل ومش أنا اللى قتلته،لو أنا اللى قتلته كنت هفضل معاه فى الاوضه واحاول أنقذهُ.

رد المُحقق بموضوعيه:

للآسف يا دكتورة،واضح جدا أنها جريمه وإنتِ المتهم الاول لحد ما الطب الشرعى يحقق فى الأدله الموجودة،ولحد الفصل فى ده مُضطر أقبض عليكِ،بس طبعًا ليكِ الحق تكلمِ حد من أهلك عشان يقوم لك محامى.

نظرت سهيله بهلع الى المُحقق ماذا يقول،هى بريئه لم تفعل شئ سوا أنها حاولت إنقاء سامر،لكن إمتثلت غصبً وفتحت هاتفها وقامت بالإتصال على هاتف والدها وإنتظرت للحظات حتى رد عليها بهدوء فى البدايه رغم رجفة قلبه بإتصالها وهى بوقت عملها بالمشفى بهذا الوقت المُتاخر من الليل،

لكن نهض من فوق الفراش مفزوع سألًا:

هتبقى فى أي قسم وأيه اللى حصل.

نظرت سهيله الى ذالك المُحقق الذى أشار لها الا تتحدث كثيرًا...وقالت إسم قسم الشرطه بإمتثال:

لما تجي للقسم هتعرف يا بابا.

أغلقت سهيله الهاتف ونظرت الى المُحقق الذى أشار لمعاونه أن يضع بيديها الاصفاد

بالفعل جذب المعاون له يديها ووضع الاصفاد حولهم وأغلقها

شعرت سهيله بفزع وإنقباض فى قلبها حين سمعت صوت إغلاق الأصفاد حول معصميها.

بينما بمنزل أيمن

كل ذره فى جسدهُ ترتعش وهو يغلق الهاتف الذى كاد يسقط منه أرضًا لو ان تمسك به قبل أن يصل للأرض،إستيقظت سحر أيضًا بسبب صوت رنين الهاتف ورأت فزع أيمن إنفزع قلبها هى الأخرى وإنتظرت غصبًا حتى أنهى المكالمه وسألت بترقُب:

فى ايه يا أيمن،سمعتك بتكلم سهيله وبتقول لها قسم أيه،أيه اللى حصلها؟.

رد أيمن وهو يخرج ملابس له من الخزانه ويرتديها بسرعه:

معرفش لما سألتها قالتلى لما تجى القسم هتعرف.

هلع قلب سحر وقالت:

هلبس واجي معاك قلبِ مش مطمن.

رد أيمن بنهي:

لاء خليكِ هنا،وأنا هبقى اتصل عليكِ،يمكن أمر سهل،حد من المرضى إتهجم عليها ولا حاجه،خليك.

بصعوبه وافقت سحر،رغم شعورها السيئ.

****

بـ سرايا شُعيب

للتو وصل آصف الى السريا

كان السكون يعم المكان

قبل أن يُفاجئ بوالده ووالداته الإثنين يخرجان من غرفتهم يبدوان بملامح مُترقبه ومُرتعبه...

تفاجئ هما أيضًا بمجئ آصف ونظرا له بإستغراب، دون حديث وأكملا سير

إستغرب آصف سائلًا:

فى أيه ملامحكم شكلها مرعوبه هو أنا بخوف أوى كده.

ردت شكران:

سامر... توقفت للحظه تبتلع ريقها وأكملت:

إتصلوا على باباك وطلبوا منه يروح لهم القسم بسببه.

لوهله ظن آسعد ان ربما فعل سامر أمرًا تافهًا وتشاجر مع أحد وقال بتهجم:

متخافيش أوى كده، يمكن الأمر بسيط، خليكِ الجو بره برد وهيتعب صدرك، أنا هتصل أقولك فى أيه؟.

وافقت شكران بصعوبه لكن طلبت من آصف الذهاب مع والده.

إمتثل آصف وذهب معه الى مركز الشرطه.

*****

بعد قليل بمركز الشُرطه

بغرفة التحقيقات

بإستثناء من المُحقق ترك سهيله مع والدها لدقائق معدوده لم تتعدا خمس دقائق ودلف الى الغرفه قائلًا:

أنا عملت لحضرتك إستثناء،بس بلاش تضرني،والأفضل إنك تقوم محامى للدكتورة،لأنها للآسف أول المتهمين فى الجريمه،إن مكنتش هى المتهمه الوحيده.

بمضض خرج أيمن من تلك الغرفه شبه تائه بعدما سردت له سهيله ما حدث معها بإختصار،وعلم أنها متهمه بالقتل، ولن تعود معه للمنزل ستبقى الليله بالحجز لحين إستكمال التحقيقات...

لحُسن حظ أيمن أنه خرج من باب آخر للمركز لم يتقابل مع سيارة آصف الذى دخل من باب آخر ومعه آسعد توجها الآثنين الى غرفة المُحقق مباشرةً، دلف آصف أولاً ثم خلفه آسعد الذى ترك آلامر لـ آصف وقام بتعريف والده قائلًا:

سيادة النائب"أسعد شعيب" وأنا

"آصف شعيب" مستشار أول بمحكمة جنايات أسيوط.

صافح المُحقق آصف ثم أسعد وسرد لهم ما حدث عن مقتل سامر..

إنصعق الإثنين ولم يُصدقا فى البدايه لكن ليست كذبه.

رغم ذهول عقل آصف لكن قال بوعيد:

وعرفتوا مين اللى قتله؟.

رد المحقق دون ذكر إسم:

لغاية دلوقتي الأدله اللى لقيناها فى الاوضه مع القتيل هى المشرط اللى إندبح بيه تقريبًا وده إتحول للطب الجنائى لرفع البصمات،وكمان كان فى دكتوره معاه فى الأوضه،بس للآسف أوضة الكشف مفيش كاميرات مراقبه عليها مفيش غير كاميرا فى الممر بعيد شويه ومعرفش هتجيب اللى دخل أو خرج من الاوضه فى الميعاد ده أو لاء،غير كمان أمرت بتفريغ كاميرات المراقبه اللى على أبواب وممرات المستشفى كلها،والتحقيقات مازالت مستمره.

شعر أسعد فجأة كآن ساقيه تهدلت وجلس على أحد المقاعد يشعر كآنه هُرم فجأة،بينما آصف شعر بتوهان أكثر وتسأل:

فين جثة سامر.

رد المُحقق:

الجثه فى مشرحة المستشفى،عشان تكملة بقية إجراءات التشريح.

نظر آصف لـ أسعد ثم للمحقق قائلًا:

تمام أنا عاوز أشوف الجثه.

نهض المُحقق قائلًا:

حضرتك مستشار فى الجنايات وعارف الإجراءات ممنوع قبل إنتهاء الطب الشرعى وتقديم التقرير النهائي.

تعصب أسعد يشعر بنخر فى قلبه ونهض واقفًا بإستهجان قائلًا بإستعلاء:

أيه اللى ممنوع،إنت بتقول إبني إتقتل وكمان عاوز تمنعنى أشوفه إنت متعرفش أنا مين.

حاول آصف التمسُك بالهدوء رغم الحُطام الذى يشعر به وقال:

إهدا يا بابا،الأفضل إنك ترجع للسرايا وأنا هعرف بقية اللى حصل من المحقق.

تعصب أسعد وشعر كآن جسده إختل وقبل أن يسير ترنح أسرع آصف بإسناده،وهو يكبت الحزن فى قلبه،نظر للمحقق وقال له:

دقايق وراجعلك.

أومأ له المحقق برأسه...بينما ذهب آصف مع أسعد نحو السياره،لايعلم أى منهم يحاول دعم الثانى حتى لا يسقط ارصًا فالمصاب آليم..فتح آصف السياره لـ أسعد الذى دلف بها ونظر لـ آصف قائلًا:

خلينا نروح المستشفى،أنا بعلاقاتى هخليهم يفتحوا المشرحه.

حاول آصف معه أن يعدل عن ذالك وينتظر سماح القانون الذى يدافع عنه لكن رنين هاتف أسعد الذى لا يهدأ جعله يمتثل وذهب معه الى المشفى.

بعد قليل

بغرفة المشرحه

فتح أحد العاملين لهم الغرفه خِلثه

دلف الإثنين الى الغرفه جذب العامل أحد التوابيت،كانت لجثه مُغطاة بملأه بيضاء لكن عليها أثار دماء،لوهله شعر أسعد بأمل وجذب الملآة من فوق وجه سامر،لكن ضعف قلبه أكثر،إنها جثه هامده لا روح فيها،لكن لفت إنتباة آصف ذالك الضماد الملفوف حول عُنق سامر الذى كان شبه مُدمي،شعر كآن فجأة تحجر قلبه ليس فقط قلبه بل الدمعه أيضًا تحجرت بعينيه التى أصبحت شبه داميه كآنها تنصهران، بينما أسعد لم يستطع الوقوف أكثر من ذالك، خرج يسير بترنح يستند على حوائط الغرفه، بينما آصف مازال مُتصنم أمام جثمان سامر، يتآمل ذالك الجرج العميق بعُنقه يتسأل عقله من صاحب القلب الحاجد الذى فعل ذالك وسفك عُنق إنسان،لام نفسه لما لم يسأل المُحقق عن هوية من فعل ذلك، او بالأصح من فعلت ذالك المحقق ذكر أن المتهم طبيبه،بآى حق هى طبيبه.

خرج من الغرفه بغضب ساحق تاركً الزمام لغضبه المهدور، سمع رنين هاتف أسعد الذى لا يهدأ،نظر الإثنين لبعضهما يعلمان هوية المتصل إنها "شكران"

نظر أسعد لـ آصف بإنهزام قائلًا:

هرد عليها أقول لها أيه؟.

رد آصف بتعسف وغضب:

قبل ما نرد عليها لازم أعرف مين الدكتورة اللى المحقق قال إنها المتهمه.

بعد دقائق عاد آصف الى مركز الشرطه ترجل من السياره وترك أسعد المكلوم، ودلف الى المركز مباشرة الى غرفة المُحقق وفتحها دون طرق على الباب، وسأل المحقق مباشرةً:

مين الدكتوره اللى قولت إنها المتهمه فى قتل أخويا.

فتح المحقق ملف أمامه وقرأ الأسم قائلًا:

إسم الدكتوره"سهيله أيمن الدسوقى الغتوري" وهى محجوزه هنا فى الحجز على ذمة القضيه.

مين!؟.

هكذا كان رد آصف بصدمة... كآن هولها أفقدهُ عقلهُ.
بـعد مرور يومان

قبل سطوع الشمس بـ سرايا شُعيب بغرفة آصف

كان يجلس على ذلك المقعد الهزاز بأحد زوايا الغرفه يتكئ برأسه على مسند الرأس، يُزفر دخان تلك السيجارة الذى لا يخترق عتمة ظلام الغرفه سوا بصيصها الناري، أغمض عينيه للحظه، سُرعان ما فتحهما بإتساع يحاول نفض تلك الصوره عن خيالهُ صورة أخيه المغدور، أجل هو مغدور، لكن هنالك سؤال لا يجد عليه جواب،

لما سهيله فعلت ذلك، وهل فعلت ذلك حقًا، أيُصدق ما قاله له المُحقق أنها أدلت بأقوالها،وأكدت أنها كانت تحاول إنقاذهُ، أم يُصدق تلك الأدله التى تضعها بمكان المتهمه ، لأول مره بحياته يشعر أنه تائه،يود أن يكون هذا كابوسً ويسطع الصباح ويفتح عينيه وينتهي،لكن فاق من تلك الأمنيه الواهيه حين شعر بلسعة عُقب السيجارة لإصبعيه،قبل أن يضعها بالمنفضه قام بإشعال سيجارة أخرى منها يُزفر دخانها،يتذكر أمنيته قبل يومين كان هنالك أمل يسعى إليه بقلبه،الآن يشتعل صراع غاضب بين قلبه الذى يرفض تصديق أن حياة أخيه الأصغر إنتهت بطريقة بشعه

وبين عقله الذى لا يُصدق أن حياة أخيه إنتهت على يد من!

حبيبة قلبه التى دائمًا كانت بالنسبه له رمزًا للملائكيه،بغض النظر عن تحفُظها معه دائمًا،كذالك تهجمها عليه أحيانًا تتهمه بالغرور والتعالي، وحتى إن كان صِدقًا، معها لم يكُن هكذا أبدًا،حتى أنها أحيانًا كانت ما تحاول لفت نظرهُ الى أنه لولا ثراء إسم "شعيب"

ربما ما كان "سامر" أصبح طبيب

المال هو من صنع له كِنية طبيب عكسها هى أصبحت طبيبه عن إستحقاق،كما أنها لم تلجأ يومً لوساطة أحدًا،حتى وساطته رفضتها وذهبت الى الفيوم قضت عامً بمكان نائي دون تذمُر منها،تُظهر أمامه أنها تستطيع التكيُف مع إمكانياتها بجداره،تفرض قوتها...

قوتها!

هل قوتها تلك هى ما تحكمت بها وسفكت دم أخيه؟.

رفض قلبه كل هذا سهيله أرق من هذا الجبروت...

ذم عقله...هى طبيبه وليس صعبًا عليها أن ترى أحدًا يُنازع دون الإهتمام به.

حرب ضاريه بين قلبه الذى يرفض تلك الأدله المبدئيه التى تُدين سهيله

وعقله كـ "قاضي" عليه الآخذ بتلك الأدله التى علم بها سابقًا من المُحقق الخاص بالقضيه

سهيله المتهم الأول،بل والوحيد..

لامه قلبه يلح عليه

لما لا تذهب إليها وتسألها مباشرةً

عقله ينهرهُ:

أول ما هتبص فى وشها هتضعف وهتصدق أنها بريئه حتى من غير ما تدافع عن نفسها قدامك،بلاش مشاعرك لـ سهيله تخليك تضعف وتضل عن طريق العقاب.

حُسم الآمر الآن بيد سهيله سُفك دم أخيك،بالغد ستخرج نتيجة تلك الادله،وستكون قاطعه لتلك الحِيرة إما تؤكد براءة سهيله أو...

أو ماذا هل تمكن الحجود من قلب سهيله لدرجة أن تذبح إنسانً،لامه قلبه وأشار عليه... عليك الإنتظار قبل أن تتسرع.

ـــــــــــــــــــــــــــــــ

بمنزل أيمن فجرًا

أنهي صلاة الفجر ونهض يحمل سجادة الصلاه وقام بثنيها ثم وضعها على مقعد بالغرفه، دلفت سحر بنفس الوقت شعرت بآسف وقالت له:

حرمً، برضوا صليت الفجر هنا، على غير عوايدك قبل كده حتى لو الدنيا برد جدًا كنت لازم تروح تصلِ الفجر فى الجامع، وتقول هكسب ثواب بكل خطوه للجامع غير ثواب الجماعه.

تدمعت عين أيمن، وجلس على الطرف الفراش يُخفض وجهه يتنهد بآسى،جلست سحر لجوارة هى الآخرى تشعر ببؤس وضعت يدها فوق يدهُ وقالت:

عارفه إن مضايق من نظرات الناس عيونهم بتجرح، إدعى

ربنا يزيح الغُمه دى وتظهر براءة سهيله،وقتها تواجه أهل البلد بقلب جامد ببرأتها.

تنهد أيمن قائلًا:

يارب...

قبل أن يُكمل حديثه سمع الإثنين

رنين جرس باب المنزل...شعرا الأثنين برجفه فى قلبيهم،ونظرا لبعضهما تسألت سحر بفزع:

مين اللى هيجي لى لينا دلوقتي،دول لسه مطلعوش من صلاة الفجر.

نهض أيمن برعشه قائلًا:

هروح أشوف مين؟.

بالفعل ذهب محمود نحو باب المنزل يشعر بإرتجاف جسده بالكامل كذالك ترقُب،وهو يفتح باب المنزل،لكن تنهد يأخذ نفسه حين دفعته من كتفه ودلفت الى المنزل مباشرةً تقول بغضب:

إنت نايم وسايب البت مرميه فى السجن،قلبي مش مطمن عليها.

تنهد أيمن قائلًا:

ومين اللى جايله نوم يا عمتِ.

بنفس الوقت كانت سحر تخرج من الغرفه كذالك طاهر ورحيم،اللذان خرجامن غرفتهم كى يعلمان من الذى آتى بهذا الوقت الباكر،

خرجت هويدا بعد قليل من غرفتها تنفض النوم عنها نفخت أوداجها وزفرت نفسها بتذمُر..

بينما نظرت لهم"آسميه"

بإستعلام قائله:

مالكم كلكم طالعين من الأوض ورا بعض،كآنى جايه فى رد دين،ولا الوقت لسه بدري ،الفجر خلاص إدن وكمان خلصوا صلاته وطلعوا من الجامع،وبعدين أنتم نايمين ومرتاحين،مش حاسين بالغلبانه اللى مرميه فى السجن حالها أيه.

تنهدت سحر بآسى،بينما زفرت هويدا نفسها بحقد قائله:

يعنى هنعمل لها أيه هنروح نتسجن بدالها.

نظرت لها آسميه بسخط وقالت بأمنيه:

ياريت ياخدونى بدالها مش همانع.

نظرت لها هويدا بحقد،بينما وضعت آسميه يدها بداخل ملابسها وأخرجت رزمه كبيره من المال ومدت يدها بها نحو أيمن قائله:

خد دول وقوم محامى شاطر خليه يطلعها من الحبس حتى لو بكفاله وأنا هدفعها لها.

نظرت هويدا الى ذلك المبلغ الكبير،سال لُعابها ودت أن تحصل عليه لكن تعلم جدتها جيدًا من ناحيتها لا يوجد تآلف بينهم عكس تآلفها مع تلك الحمقاء التى زجت بنفسها بذلك الإتهام تعلم جيدًا أنها بريئه من ذلك الإتهام لكن بداخلها تريد أن يثبت عليها حتى يعلم الجميع الوجه الحقيقي خلف تلك المثاليه والبراءه التى تدعيها وتعثر على محبتهم.

بينما نظر أيمن للمال قائلًا:

كتر خيرك يا عمتِ إنتِ عارفه إنى قومت لها محامي،وإطلع على القضيه ولسه تقرير الطب الشرعي هيطلع بكره،قصدى النهارده،ويمكن يكون هو سبب برائتها،إدعى لها.

تنهدت آسميه قائله بتمني قائله:

ربنا عالم،قادر يفُك كربها.

آمن الجميع على دُعاء آسميه عدا هويدا التى بداخلها إرادة أخرى تتمنى أن تتحقق.

ــــــــــــــــــــــــــــــ

صباحً

بـ سرايا شُعيب

كان الكرب يسود بين جُدران السرايا نساء، تنوح برياء،وآخرون يثرثرون فى مقتل ذلك الطبيب الشاب على يد زميله له وإحتجازه بمشرحة المشفى لأكثر من يومين دون دفنه...

هنالك أخرى حاقده،تجلس بغرفة ضرتها تدعى الآسى على حالها،بينما بالحقيقه قلبها شامت وسعيد لكن تحاول رسم الحزن برياء،بداخلها كانت تتمنى أن كان أبناء شكران الثلاث شباب معًا...

مثلت الدموع حين دلف آسعد للغرفه ونظر الى تلك النائمه على الفراش شبه غائبه عن الوعى،شعر بآسى، بينما نظرت له شهيرة ومثلت الحُزن:

لابس ورايح فين دلوقتي.

بآسى رد آسعد:

جالى إتصال من النيابه خلاص سمحت بدفن...

توقف لسانه عن النُطق للحظه يشعر بقسوة تلك الجمره فى قلبه لم يكُن يتخيل أن يعيش مثل هذا الموقف يومً، يشعر بداخله كآنه هرم فى العمر فجاةً تضاعف عُمرهُ.

بنفس اللحظه دلف كل من آصف،وآيسر يتشحان بالحُزن،وهما ينظران الى والدتهما التى منذ ان علمت بمقتل أخيهم،رقدت بالفراش مريضه شبه غائبه عن الوعى لمعظم الوقت بسبب تلك الادويه التى يٕعطيها لها الأطباء،لكن اليوم لابد أن تصحو،فاليوم هو يوم وداع "سامر" نهائيًا.

نظرت شهيرة لهم بداخلها حقد كم تود لهذان الإثنان ذلك المصير أيضًا،لكن رسمت الدموع وقالت:

كنت لسه بقول للممرضه الخاصه اللى بتهتم بالحجه شكران بلاش تديها الإبرة اللى بتنيمها طول الوقت دى،غلط على صحتها.

تنهد أسعد بآسى قائلًا:

فعلًا كفايه كده،خلاص لازم شكران تتقبل اللى حصل، وتقعد فى وسط الحريم تاخد عزا إبنها.

نظر كل من آصف وآيسر، لوالداهم، يشعران بقسوته ليس لأول مره يلاحظان ذلك،لكن صوت ذلك الهاتف جعلهم يصمتان،حين قام آسعد بالرد بنغزه يشعر أنها قاتله:

تمام ساعه بالكتير وهنوصل للمستشفى.

أغلق آسعد الهاتف ونظر لها قائلًا بوجع:

خلونا نروح ناخد جثمان سامر عشان ندفنه بعد صلاة الضهر .

نظرا له الإثنين بآسف وآسى، وكاد يذهبان خلفه لكن فى نفس اللحظة فتحت شكران عينيها وعادت للوعى وقالت بدموع ونحيب:

بلاش تاخد الإتنين معاك يا أسعد كفايه واحد راح منهم،خلى آيسر هنا وخد معاك آصف.

وافق آيسر على البقاء جوار والداته يحاول مواساتها، بينما ذهب آصف مع آسعد.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

بعد قليل

أمام مشرحة المشفى

إقترب أحد العاملين بالمشفى من آصف ونظر حوله بترقُب ثم أخرج ذلك المُغلف وأعطاه لـ آصف الذى أخذه منه وكاد يفتحه، لكن العامل وضع يدهُ على يد آصف قائلًا، برجاء:

بلاش تقراه هنا يا باشا بلاش تضرني، حضرتك قاضى وعارف تسريب معلومات زى دى فيها رفد من وظيفتي.

كاد آصف أن يتجاهل رجاء العامل ويفتح المظروف بفضول وتلهف منه،لكن خروج آسعد ومن خلفه ذاك التابوت جعله يُرجئ الآمر لفيما بعد،لكن تلك اللحظه كانت قاسيه جدًا عليه، لولا تلك النظارة الشمسيه التى تحاوط عيناه لرأى الجميع

عينياه اللتان تحولتا الى حمراء مثل عيني الذئب، ليس من السهر فقط بل من هول الموقف عليه، أمامه جثمان أخيه بتابوت موتى، والمتهم بقتله من؟!.

يتمنى أن يصفعه أحدًا على وجهه عله يفيق من هذا الكابوس.

بعد قليل بمدافن العائله

تجمع بعض أكابر البلده وأجوارها للمشاركه فى تشييع جثمان سامر، حتى كان هنالك بعض النساء وعلى رأسهن كانت شهيره وبنتي آسعد من زوجته الاولى، كانت إحداهن تساند شُكران التى أصرت على حضور الوداع الأخير لأصغر أبنائها،كان قريب منها دائمًا منذ صغره لكن بعد أن أصبح شابً يافعًا إبتعد عنها بسبب دراسته كذالك عمله بالمشفى لأوقات طويله،لكن كان الوحيد الذى كانت دائمًا تراه يوميًا عكس أخويه.

إقترب آيسر من مكان دفن سامر وساعد مع آصف بذالك،ثم وقف الإثنين جوار بعضهم،يتلقيان بعض التعازى،لكن إنحنى آصف،وهمس لـ أيسر:

ليه جبت ماما هنا المدفن،مش شايف حالتها.

رد آيسر بآسف:

حاولت معاها بس هى أصرت وصعبت عليا.

تنفس آصف بآسى وبؤس،يحاول التحمل يتمنى أن يُمر هذا الوقت الكئيب والمُضني.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــ

بالنيابه العامه

إستلم النائب تقرير الطب الشرعى وقام بفتحه وقرائته بتمعُن،لا يعرف لما شعر بآسف

أهو آسف على ذلك الطبيب المغدور الذى إنتهت حياته ببشاعه،

أم آسف على تلك الطبيبه التى قتلته،أم هل صدق ما قرأوه بأقوالها فى التحقيقات الأوليه كان صدقًا

لكن أىً كان هو ليس سوا جهة توجيه الإتهام والتحقيق فيما معه من أدله ،وبقية النتائج تتكفل بها المحكمه...وضع المُغلف أمامه وقام بإستدعاء أحد معاونيه قائلًا:

هاتلى المتهمه فى قضية قتل

"سامر شُعيب"من الحجز.

أومأ له المعاون وذهب لتنفيذ أمره.

زفر النائب وظل ينتظر الى أن دلف المعاون ومن خلفه سهيله

نظر له قائلًا:

فُك الكلابشات عن إيديها.

شعرت سهيله بإختناق من تلك الأصفاد صوت فتحها كان مثل صرير رياح قويه بليلة شتاء عاصفه تخترق الأذن تترك الرعب والهلع

إزدردت ريقها بعد أن إزالة المعاون الاصفاد عن يديها،نظر النائب للمعاون قائلًا:

تمام إستنى إنت بره لحد ما أنده لك.

خرج المعاون بينما نظر النائب بتمعُن لـ سهيله كانت هيئتها سيئه عيناها الحمراوتان كذالك ملابسها التى مازالت عليها بقايا دماء القتيل،تبدوا ملامحها مُجهده،الخبرة التى إكتسبها من عمله كـ وكيل نيابه وتعامله مع المجرمين ربما أصبح لديه فراسه بوجوه المجرمين،وتلك ليست مُجرمه

لكن هنالك الشِق الآخر لتلك الفراسه وهى أن تكون الوجوه خادعه،وهو مُلزم بحيثيات القضيه...

أشار النائب لـ سهيله على أحد المقاعد قائلًا:

إتفضلي أقعدي.

بتوتر وترقُب وقلب يرتجف جلست سهيله على المقعد،نظر لها النائب قائلًا:

فى كَم سؤال لازم أسألهم ليكِ،هتجاوبي عليا ولا ننتظر حضور المحامى الخاص بيكِ.

تنهدت سهيله

بتوتر وأجابته وهى تزدرد ريقها وحاولت إظهار ثقه وشجاعه :

أتفضل إسأل.

وجه النائب لها حديثه مباشرةً يخبرها بما آتى له فى التقرير الطب الشرعى:

تقرير الطب الشرعى بيقول إن سبب وفاة المجنى عليه هو حرج غائر فى الرقبه أو بمعنى أصح "بتر" بمشرط طبي أدى لنزيف حتى الوفاة،كمان فى المعاينه تحفظنا على مشرط طبي،وراح فحص الجنايات عشان تحديد البصمات اللى على المشرط،وتقرير البصمات....

توقف النائب للحظه وجذب كوبً من المياه وإرتشف منه القليل ثم وضعه ينظر لـ سهيله بترقب حين أكمل بقية الحيثيات:

تقرير البصمات اللى على المشرط بيوضح وجود بصمات المجني عليه،وكمان بصماتك.

تحولت نظرة سهيله له من تماسك الى فزع ونفت ذالك سريعًا قائله:

مستحيل أنا كنت بحاول أساعد سامر.

نظر النائب لها قائلًا:

للآسف يا دكتورة إنت المتهمه الوحيده فى القضيه،لأن جميع كاميرات المراقبه الموجودة بالمستشفى فى الوقت ده مجابتش خروج أى حد نهائى من المستشفى.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

بعد إنتهاء عملهما بالبنك

خرج كل من هويدا وعادل معًا من باب البنك سارا الإثنان يتحدثان معًا بإقتضاب، الى أن مرا أمام ذلك الصوان الخاص بالعزاء أمام سرايا شُعيب، تنهدت هويدا بنرفزه وتذكرت أختها كم بغضتها فى هذه اللحظة هى بغبائها أضاعت منها فرصه، ليتها لم تُخبر آسعد بإسمها كاملًا ذلك اليوم بالبنك، ربما كان ساعدها بالعثور على وظيفه مُلائمه وأعلى شآنًا من عملها بهذا البنك الحقير، الذى تتقاضى فيه مرتب ضئيل، لاحظ عادل زفر هويدا، وسألها:

باين إن النيابه سمحت بدفن إبن أسعد شعيب، ها وسهيله عملوا معاها أيه؟.

تهكمت هويدا وقالت:

معرفش أنا كنت معاك فى البنك من الصبح،بس طالما النيابه سمحت بالدفن يبقى وصلت لقرار نهائى فى القضية.

تسأل عادل:

مش المفروض كنت تتصلِ على عم أيمن تسأليه عن اللى حصل،سهيله تبقى أختك.

ردت هويدا بسخط:

للآسف مش معايا رصيد على موبايلى ونسيت أجيب كارت أشحنه،وياخبر بفلوس دلوقتي لما أرجع للبيت هعرف أيه اللى حصل مع سهيله.

إستغرب عادل من برود هويدا،للحظه شعر بالرهبه منها،وشعر أن قلبها جاحد،وكاد يتحدث لكن هويدا تملصت منه قائله:

أنا هدخل للصيدله أشتري شويه مستلزمات خاصه.

كاد عادل أن يقول لها سينتظرها حتى تنتهى لكن وقع بصره على إحداهن تسير من بعيد فقال لها:

تمام براحتك،هبقى أتصل على عمِ أيمن أطمن منه على سهيله.

زمت هويدا شفتيها بإمتعاض ودلفت الى الصيدليه لم تبقى سوا قليل ثم توجهت الى المنزل...

بينما عادل توجه الى منزله ذلك المنزل الصغير ذو الطابق الواحد،ودلف مباشرةً ينادي:

ماما.

خرجت له والداته من تلك الغرفه ببسمه ودوده قائله:

حمدلله عالسلامه،تعالى سلم على

"عفاف"بنت خالك قاعده معايا فى الاوضه جوه.

دلف عادل الى الغرفه وتبسم بإنشراح يخفق قلبه حين رأى تلك"عفاف"لكن سُرعان ما غص قلبة وهو يتذكر أنه فضل فتاة أخرى عليها،بقى حُبه لها حبيس قلبه،فهو لا يستطيع البوح بحب محكوم عليه بالإفلاس

عفاف ذو تعليم متوسط تعمل

كـ بائعه بأحد محلات أدوات التجميل ليس لديها مرتب ثابت شهريًا يستطيعان به تحمل نفقات الزواج،كان إختيار العقل لتلك المتغطرسه الجاحده،التى تعمل معه بالبنك يتحمل سخافتها فقط كى يستطيع الزواج وتساعده مستقبلًا فى تدبير نفقات المنزل بينهم مناصفه،رغم أن لديه فِكر عالى برأسه كذالك بعض المهارات ،لكن تُعدم تلك الافكار والمهارات أمام الفقر.

****

بينما دلفت هويدا الى منزل والداها

لم تحتاج لسؤال عن سهيله حين رأت والداتها تجلس وتبكي بصِحبة جدتها،لم تقف ذهبت مباشرةً الى غرفتها،ألقت حقيبتها على الفراش وجلست جوارها،لا تشعر بآى شئ سوا أنها بسبب سهيله فقدت فرصه مع ذالك الكهل أسعد...تهكمت وفتحت حقيبة يدها وأخرجت ذلك الهاتف الخاص بـ سهيله والذى آتى به زميل لسهيله بالمشفى وجده بالصدفه بأحد ممرات المشفى ليلة الحادث،وللصدفه وقتها لم يكُن أحد سواها بالمنزل أخذت الهاتف ولم تُخبر أحد به

بتلقائيه منها قامت بفتح نمط الهاتف بسهوله هى رأت سهيله ترسم ذاك النمط أمامها أكثر من مره

آتت بجهات الإتصال

فوجئت برسائل آصف الغراميه الذى كان يُرسلها لها،عكس ما توقعت أن تكون سهيله هى من تحاول لفت إنتباهه،كانت المفاجأة

آصف هو المُغرم،وسهيله كانت تتخذ الدلال الحذر فى ردها عليه،شعرت بالبُغض من سهيله،لكن سُرعان ما تبسمت قائله:

طبعًا آصف المُغرم مستحيل يقبل إن حبيبته تكون هى اللى قتلت أخوه...

توقفت للحظه تُفكر بصوت:

بس مش يمكن ميصدقش ويحاول يساعدها ويطلعها براءة.

زمت نفسها وقالت:

معتقدش ده يبقى غبي...لو صدق كُهنها.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

مساءً

سرايا شعيب

إنفض أول يوم للعزاء

دلف آصف وآيسر الى غرفة والداتهم شعرا الإثنين بآلم حاد وهما ينظران لوالداتهما الراقده بالفراش غافيه.

نظرت لهم شهيرة وهى تمثل برياء:

صعبت عليا مش مبطله نحيب وعياط على المرحوم، قولت للمرضه تديها إبره تنيمها كم ساعه ترتاح شويه، صحيح مفيش حاجه تقدر تنسيها ولا تسليها وجع فراق سامر، بس فى الاول وجع القلب بيبقي شديد ربنا يهون عليها وعلينا،منها لله اللى كانت السبب فى وجع قلوبنا على سامر،إستفادت أيه لما قتلته بقلب جاحد كده،كان عمل لها أيه ده سامر طول عمره محترم وطيب...أنا لو أطولها كنت دبحتها زى ما دبحته..

ولا لاء انا مقدرش أشوف منظر الدم،إنما دى بدل ما تكون دكتورة وتساعد الناس،لاء بتقتل بدم بارد،أنا مشوفتهاش ولا أعرفها بس سمعت إنها كانت بتيجي هنا كتير وكانت زميلته وأكيد كان بيعطف عليها وهى بدل ما تشكره قتلته،كان عملها أيه،يمكن كانت عاوزه منه حاجه وهو رفض.

بغضب نظر آصف لـ شهيره،بينما تسأل آيسر :

هتكون كانت عاوزه منه أيه،ولما رفض قتلته.

نظرت شهيره لـ آصف الذى عيناه مُنصبه على والداته الراقده وقالت بإيحاء:

يمكن كانت بتغويه عاوزه توقعه فى شباك غرامها،وهو محترم ورفضها و....

قاطعها آصف بغِل قائلًا بغضب:

أعتقد كتر خيرك إنك كنت جنب ماما اليوم كان طويل وأكيد تعبك ،تقدري تروحى ترتاحى وأنا هفضل هنا مع ماما فى الاوضه وإن إحتاجت حاجه الممرضه موجوده.

كادت شهيره أن تتحدث،لكن قاطعها أيسر الآخر بحسم:

كتر خيرك،إحنا موجودين.

شعرت شهيره بالبُغض لهما وغادرت لكن بداخلها تشعر بشماته.

بينما جلس آصف على أحد مقاعد الغرفه،جلس آيسر جواره وضع يده على فخذه قائلًا بضنين:

لغاية دلوقتي مش قادر أصدق إن سامر مات وخلاص إندفن ومش هشوفه تانى.

أغمض آصف عينيه يتمنى أن تدمع عينيه المُتحجره عساه يشعر بهدنه نفسيه،لكن تحولت عيناه الى وهج دموي،قائلًا:

روح إنت كمان إرتاح،أنا محتاج أفضل لوحدي.

إعترض آيسر،يشعر بقلب آصف المُمزق،وقال:

لسه التحقيقات شغاله يا آصف،ويمكن سهيله بريئه بلاش تتسرع....

نهض آصف واقفً يقول بحِده:

مش عاوز أتكلم فى الموضوع ده،إرحمني وسيبنى لوحدي.

شفق آيسر على حال آصف ونهض وإقترب منه وضع يدهُ على كتفه قائلًا بمواساه:

هسيبك مع ماما وهروح أشوف بابا فين، بس

بلاش تتسرع الحُكم يا سيادة المستشار.

نظر آصف له بإستهزاء مؤلم وهو يتذكر سهيلة كثيرًا ما كانت تنعته بـ "سيادة المستشار".

غادر آيسر وظل آصف مع والداته بالغرفه سمع تنهيداتها المؤلمه وهمسها بإسم"سامر"

تذكر ذلك المُغلف الذى أعطاه له العامل،زفر بضيق وهو يتذكر أنه تركه بالسيارة بسبب تلقى العزاء.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

بين حيطان بارده

كانت سهيلة تشعر ليس فقط ببروده السجن بل تشعر بالإختناق،

للـ الليله الثالثه تقضى الليل بين تلك القُضبان، مع بعض المجرمات

تحاول التجنُب منهن حتى لا تأذيها إحداهن، فكرت بـ آصف ودموع تسيل من عينيها، هل سيصدق أنها قتلت سامر، والجواب يعطيه عقلها:

أكيد مصدق بقالى تلات ليالى هنا فى السجن مش معقول معرفش ومجاش من أسيوط.

حاول القلب أن يرسم أمنيه أخرى:

أو يمكن مش مصدق أكيد الحجه شكران تعبت وهو قاعد جنبها.

تاهت بين عقلها الذى لا يريد الإنصياع فى أمانى

وقلبها الذى يعلم بمدى عشق آصف لها، لكن هنالك حدس بقلبها يخبرها بآن هذان الشعوران مُخطئان،لتنتهى ليله أخرى عاشتها بظلام يخنقها خلف تلك القُضبان.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

قبل الظهر

بمقر النيابه

دلفت سهيله الى تلك الغرفه

شعرت بغصه حين رأت والداها الذى كان يجلس مع ذلك المحامى الخاص بها، نهض من أجل أن يستقبلها ويضمها الى صدره قبل حتى أن يفتح العسكري لها تلك الأصفاد،ضمته هى الأخرى وسالت دموع عينيها وقالت بصدق:

والله ما قتلته يا بابا.

رفع أيمن يديه يُجفف دموعها قائلًا:

مصدقك يا سهيله،حاولى تجمدى.

تنهدت سهيله بإستهزاء من نفسها ليس من قول أيمن الذى يحاول أن يزرع الامل وقوة واهيه بداخلها

هى أصبحت أضعف بكثير تتماسك غصبًا.

بينما فتح العسكرى الأصفاد من يديها وخرج من الغرفه،جذبها أيمن من يدها لتجلس

تحدث المحامى:

الوقت قدمنا قليل

خلونا ندخل فى المهم مباشرةً، طبعًا إنتِ عرفتِ بمستجدات القضيه وإن خلاص كده إنتِ المتهمه الوحيده فى القضيه دى، والقضيه إتحولت لقتل عمد.

نظرت له بذهول سأله:

قصدك أيه؟.

رد المحامى بتوضيح:

أنا أطلعت على حيثيات القضيه تقرير الطب الشرعي بيقول إن البصمات اللى على المشرط، بصماتك إنتِ والقتيل فقط، ومش معقول القتيل هو اللى هيكون دبح نفسه.

إستغربت فى البدايه من نبرة المحامى الذى شبه يؤكد إتهامها هو الآخر، لكن فجأه تذكرت أنها رأت المبضع كان جوار رأس سامر، ربما وضعت يدها عليه بالخطأ دون إنتباه وقالت بتبرير:

أظن أى عقل يميز لو أنا اللى كنت فعلًا دبحته بالمشرط، كان أبسط شئ سيبتهُ ينازع ويموت وخرجت من الاوضه قبل ما حد يشوفنى، مش كنت حاولت أنقذه وصرخت كمان عشان أي حد من المستشفى يساعدنى.

بآسف نظر لها المحامى قائلًا:

ياريتك كنت عملتِ كده فعلًا، لآن للآسف الأدله بدِينك، ومفيش قدامك غير حل واحد بس وده كمان مش مضمون إنك تاخدى براءه بس ممكن يخفف الحكم ونبعد عن سكة الإعدام.

إنصعقت وتلآلات الدمعه بعينيها قائله بآسى وآسف:

إعدام!

أنا كنت بحاول أنقذه.

رد المحامي بتوضيح:

للآسف يا دكتوره النيابه لها حيثيات تقرير الطب الشرعى مش بياخدوا بالنوايا الطيبه، إنت متهمه بقتل عمد، ومفيش قدامنا غير إننا نحول القضية، ونقول إن اللى حصل كان دفاع عن النفس، أو بالأصح دفاع عن الشرف.

شرف!

قالتها وهى تنظر له بذهول حين أكمل:

كمان الخبطه اللى فى دماغك ممكن تساعدنا، ونقول إنك حاولتِ تقاومِ بس بعد الخبطه دى محستيش بنفسك... كمان أنا إطلعت على أقولك فى التحقيقات وكويس إنك نفيتي الإتهام، ده أفضل عشان لما تغيري أقوالك ميبقاش فى تضاد.

شعرت سهيله بتوهان ونظرت لوالداها، الذى تلآلآت الدموع بعينيه، وأخفض وجهه بآسف كآنه موافق على قول المحامى،للحظه تحكم ضميرها وكادت ترفض ذالك لكن جائها

آمر آخر ربما يكون هو طوق النجاة لها نظرت لوالداها برجاء وقالت :

بابا أنا عاوزه أقابل"آصف شعيب".

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

بـ سرايا شُعيب

إختلس آصف بعض الوقت وترك صوان العزاء

وذهب الى مكان صف سيارته، وفتحها وجذب ذلك المُغلف، وقام بفتحه وقراءة محتواه

شعر بإنصهار خلايا جسدهُ

التقرير يُدين سهيله بوضوح

ثار عقله عليه يشعر كآن عقله أصبح كتله معدنيه تنصهر تُشعل رأسه،

أخيه قُتل، ومن قتله؟!

سهيله:!

عشق روحه.. يشعر بآلم يتقاسم قلبه يشعر كآنها غدرت به وذبحته هو ،لا ربما لو كانت ذبحته هو كان أهون عليه، ما كان شعر بكل هذا الضنين والبُغض

البُغض، أجل البُغض منها

كل ما يريده الآن سؤالها

لما فعلت ذالك... أو هل فعلت ذالك؟ لابد من مواجهتها والآن

حسم عقله الآمر ودلف الى السياره وقام بتشغيلها، لا يفكر فى شئ سوا مواجهة سهيله الآن بتلك الأدله،ويسألها لما ذبحت عشقه لها هكذا بنصل حاد بتر أمانيه..

تغيب قلبه وترك الزمام لعقله يسوقه نحو هاويه قد تسحقه هو قبلها.
بعد مرور يومين

ليس كالعاده خرجت يارا من السرايا بلا هدف داخلها أخذتها قدميها الى

ذاك الكافيه القريب من الجامعه تستغرب ذلك الشعور التى تشعر به

رغم أن سامر نصف شقيق لها كذالك لم يكن بينهم إنسجام أخوه فقط كانت بينهم مُحدثات عاديه مثل رُفقاء يتشاركون المنزل لبعض الوقت ،بالنهايه هم أخوات نصف شقائق،ربما تشعر بزيادة مشاعر قليله فى شعورها نحو آصف وآيسر لكن بداخل قلبها أكثر إقتراب لكن

حزنت كثيرًا على موته شابً، عقلها يخبرها أن ربما هنالك سبب آخر هو بشاعة موتته كذالك حال والداته زوجة أبيها،لا تنكر معاملتها الحسنه لها وبالأخص منذ أن جاءت للبقاء فى كفر الشيخ من أجل إستكمال دراستها الجامعيه،لم تجد منها نفورًا عكس والداتها تشعر دائمًا أنها تبغض أخواتها سواء البنتان اللتان كُن من زواج أبيها الأول،وأكثر بُغضًا ناحية أبناء "شُكران"، لأول مره تشعر بهذا الشعور المُحزن والصعب

بداخلها لا تعلم لما أرادت ان تخرج من السرايا اليوم،تود الخرج من تلك الحاله التى تسيطر عليها، أو ربما لسبب آخر بداخلها أمنية علها ترا طاهر حتى من بعيد دون حديث بينهم

جلست خلف إحدى الطاولات القريبه من رؤية الماره بالشارع طلبت من النادل قدحً من القهوه دون سُكر

عينيها تنظر للـ الشارع من خلف نظارتها الشمسيه التى تُخفي عينيها الحزينه، حتى آتى لها النادل بقدح القهوه إنتظرت لدقائق حتى هدأت سخونتها، جذبت القدح وبدأت ترتشف منه برويه بعدم إستطعام حتى إنتهت منه،ظلت جالسه لوقت حتى شعرت بالملل من رتابة الإنتظار كذالك رأت بعض زخات المطر الغزيرة خارج الكافيه،كادت تنهض لولا أن رأت طاهر،يهرول للدخول الى الكافيه هو وبعض زُملائه إحتمائًا من المطر...بينما هى نهضت بداخلها رغبه تود السير أسفل ذالك المطر ربما يغسل عن كاهلها ذلك الشعور السئ،توجهت نحو مكان الخروج من الكافيه،بنفس اللحظه كان يقف طاهر قريب من ذلك المكان،ورأها وكادت تخرج،بتلقائيه منه مد يدهُ وأمسك معصمها قائلًا:

المطره شديده أوى بره.

توقفت اللحظات وسادت النظرات بين الإثنين لثوانى قبل أن يسمعا صوت سرج الشتاء

فاق طاهر وترك معصمها مُتآسفًا:

آسف إنى مسكت إيدك بدون ما أقصد.

نظرت نحو مِعصمها شعرت برعشه تسير بجسدها،لا تعلم سببها أهو

ذلك الهواء البارد الذى يسود الطقس،أم إزدادت البروده فى جسدها بسبب إقصاء يدهُ عنها...لكن أمائت رأسها بإمتثال وبسمه خرجت مغصوبه منها.

بينما هو شعر بأنه أخطأ وتسرع بمسك يدها كان من السهل تحذيرها شفهيًا فقط دون ذلك،لكن لا يعلم لما تلهف وفعل ذلك، كذالك شعر بغصه من ملامحها التى تبدوا حزينه كذالك ود رؤية عينيها اللتان تختفيان خلف تلك النظاره القاتمه.

بخفوت أجلت صوتها:

شكرًا،فعلًا المطره شديده،ولو خرجت ممكن أخد برد،بس إنت كمان هدومك مبلوله.

خلع ذلك المعطف الجلدي الذى كان يعلو ثيابه قائلًا:

لاء المطر عالجاكيت بس.

تبسمت له... عينيها تتمعن لكن إنش به من أسفل تلك النظارة التى تُخفى نظرات عينيه عنه،بينما هو الآخر يود التمعن بالنظر لها لكن يشعر بإستحياء وقبل ذالك إستحرام...

تبسم لها قائلًا:

بلاش الوقفه دى هنا الجو عاصف،إدخلى لجوه الكافيه دفا عن هنا.

لا تعلم أهى جرآه منها،أو تلقائيه حين قالت:

تمام خلينا ندخل نقعد على أى طرابيزه نشرب نسكافيه أو أى مشروب دافي.

تبسم لها بموافقه قائلًا:

تمام...بس أنا اللى عازمك.

أومأت له ببسمه قائله:

تمام.

ذهب الإثنين وجلسا خلف إحدى الطاولات،أشار طاهر للنادل الذى

آتى مُبتسمً ودون ما طلبه الإثنين.

وضع طاهر مِعطفه على مقعد ثالث بالطاوله،نظر الى صمت يارا،أراد أن يتحدث معها وسألها يفتح معها حوارًا:

آه صلحتى موبايلك فى المركز اللى كتبت لك إسمه.

ردت ببساطة:

لاء،معرفتش أوصل للمكان،بس إشتريت موبايل جديد،بس مش نفس الماركه،ولا حتى نفس إمكانيات الموبايل ده،بس أهو بيقضى والسلام.

تبسم لها قائلًا:

غريبه العنوان بتاع مركز التصليح ده مشهور هنا فى كفر الشيخ، واضح إنك مش من هنا عشان كده يمكن معرفتيش توصلى لمكانه.

ردت يارا:

فعلًا

أنا عايشه فى القاهره أنا هنا بس عشان الجامعه،جواب التنسيق جابنى هنا.

إبتسم طاهر قائلًا:

مالها كفر الشيخ دى مميزه جدًا.

تبسمت يارا قائله:

فعلًا، كمان دى تعتبر بلدى لأن بابا كمان من هنا من كفر الشيخ.

تبسم طاهر وكاد يسألها عنه لكن بنفس اللحظه صدح رنين هاتفها..فصمت،بينما هى إستأذنت منه وفتحت حقيبة يدها أخرجت هاتفها نظرت للشاشه ثم لـ طاهر وقامت بإغلاق الهاتف دون رد.

لم يهتم طاهر لذالك،بينما هى عاودت النظر خارج الكافيه،ثم قالت:

المطره باين هديت.

نظر طاهر نحو الشارع وقال:

واضح كده فعلًا.

مازالت تود البقاء معه لكن نهضت قائله:

كويس حتى عشان ألحق سكشن العملى قبل الدكتور ما يدخل المعمل ويقول كلام مش لطيف.

نهض هو الآخر،لكن نظر لها بعتاب حين أخرجت نقود من حقيبتها وكادت تضعها أسفل القدح الخاص بها أمسك يدها مره أخرى بنهى قائلًا:

سبق وقولت إنى عازمك عالنسكافيه .

نظرت له ببسمه وقالت:

تمام،بس المره الجايه أنا اللى هعزمك.

أومأ لها بموافقه وترك يدها وأخرج مال من جيبهُ وضعه على الطاوله وأشار لها بالسير أمامه...سارت أمامه،لكن توقفت للحظه ونظرت له قائله:

على فكره إحنا متعرفناش على بعض أنا

"يارا آسعد.."

كادت أن تُكمل بقية إسمها لكن لا تعلم لما توقفت عن ذلك،ربما ظنت أن يعرف إسم والدها فهو صاحب سطوه كبيرة فى المحافظه،أرادت أن يتعرف عليها هى فقط.

تبسم طاهر قائلًا:

وأنا "طاهر أيمن "

تبسمت له،سار الإثنين وخرجا من الكافيه،كان مازال هنالك رذاذ خفيف للمطر تبسم طاهر لها قائلًا:

واضح إن العاصفه لسه مهديتش والمطر مستمر،بس على خفيف.

تبسمت له بداخلها شعور غريب أو كآنها تآثرت بمشهد رومانسى رأته بأحد الأفلام

عاشقان يسيران أسفل زخات المطر يُمسكان بأيدي بعضهما،بالفعل تحقق ذالك بإختلافات بسيطه انها لا تُمسك بيدهُ،

حتى انها سرحت بخيالها ولم تنتبه الى تلك الحُفره الضحله التى كادت تتعثر بها لولا أن أمسك طاهر يدها وجذبها بعيد عنها قائلًا:

مش تخلى بالك وإنتِ ماشيه،أكيد النضاره مُعتمه مش شايفه منها.

قال طاهر هذا بدافع داخله أن تخلع تلك النظارة وينظر الى عينيها،لكن هى وضعت سبابتها على النظارة وعدلتها حول عينيها لا تود أن يرى عينيها الذابله بسبب الحُزن،أو تفضحها نظرات عينيها له أنها مُعجبه به.

ترك يدها حيت إبتعدت عن تلك الحُفره وسارت جوارهُ الى أن دخلا الى الحرم الجامعي، توقف فجأه حين إقتربت منه إحدى زميلاته تبتسم له، تبسم هو الآخر لها ثم وقف يتحدث معها بود كآن المطر لا يهطل فوق رأسيهم، شعرت بغِيره، لكن إستأذنت وتركتهم رغم انها تبتعد عنهم لكن كانت تراقبهما خلال إنعكاسهم بنظارتها الشمسيه الى أو دلفت الى المعمل الخاص بالمحاضره، جلست تزفر نفسها تشعر بغضب،لكن سُرعان ما تنهدت ببسمه طفيفه.

بينما طاهر ظل ييتبعها الى أن غابت عن عينيه داخل المعمل زفر نفسه ببسمه يشعر بسعاده، لمجرد ان بقى معها ذلك الوقت القليل، سعاده ربما ساهمت فى إزاحة ذلك الحُزن الذى يتملك قلبه بسبب قضية أخته.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

بالسرايا

قبل قليل

دخلت شهيرة من غرفة شكران تشعر بإنتشاء فى قلبها من رؤيتها لـ شكران بهذا المنظر "بائسه" هى

تستحق ذالك،تعلم أنها هى من تزوجها آسعد عليها،لكن لديها يقين أن تلك المَكانه الخاصه التى لديها لدى آسعد هى أنها أُم أبناؤه الذكور،لو كانت أنجبت له ذكرًا كان سهل عليها أن تُسيطر عليه أكثر،لكن لسوء قدرها أنجبت فتاتين وبعد الفتاه الثانيه تعرضت لمرض أضطرت بسببه إستئصال الرحم دون عِلم آسعد حتى لا يراها ناقصه،ويبحث عن أخرى غيرها وإدعت إكتفائها بإنجاب البنتين،تربطان بينهم،تحملت كثير أنها زوجه ثانيه هى من إختارت البقاء بالمكوث بالقاهره،بحجة أن لديها عملها الخاص بعروض الأزياء كان سهل مُتابعت ذالك من أى مكان، لكن ودت أن تكون بعيدًا عن شكران حتى لا تشعر بأن هنالك أخرى تمتلك قيمه أكثر منها لدى زوجها،كذالك تتلاعب على إشتياق آسعد لهت ، هى تعلم أن شُكران بسبب مرضها المُزمن، قد تُقصر ببعض المشاعر الرجوليه الذى يحتاجها...لولا هؤلاء الفِتيه ربما كانت إستحوزت على آسعد وحدها...ها هو واحدًا منهم قد فارق الحياة،ليت الإثنان الآخران يلحقان به بأقرب وقت،وقتها هى من ستضع يديها على كل ما يملكه آسعد،بغض النظر عن إبنتاه من زوجته الاولى لكن حتى هاتان لديها لهن حل،لو أعطت لهن الطفيف سيرضيان به،فهو يضع لكل منهن مبالغ طائله بإسمهن بالبنوك كذالك كتب لهن قطع أرض بأسمائهن،يكفيهن هذا،هى فقط وإبنتاها لم يكتب لهن شئ،فقط مبالغ مالية لا تُحسب،يكفى لقد تحملت كثيرًا.

وهجت عينيها بنظرة تشفي وتمني سُرعان ما أخفتها بنظرة تصعُب حين دلف آسعد الى الغرفه،مثلت أنها كانت تبكى وهى تُجفف عينيها بمحرمه ورقيه...نظر آسعد نحو الفراش وشعر بآسى على تلك الراقده غافيه بفعل بعض الادويه.

تنهدت شهيره بإدعاء الآسى قائله:

صعبانه عليا ربنا يصبر قلبها،هو كده الفُراق صعب فى أوله،وده إبنها وموته صعبه علينا كلنا،ما بالك هى قلب أُم غير مرضها كمان.

تنهد أسعد يشعر بآسى هو الآخر،

ثم نظر الى شهيره سألًا بآستخبار:

إنت لابسه كده ليه، رايحه فين.

إزدردت شهيره ريقهها وأجابته:

أنا مسافره القاهرة، "رامز" أخويا

إتصل عليا وبيقولى فى مشكله فى الآتلييه ومش عارف يحلها هسافر القاهره، أحلها وهرجع آخر النهار تانى.

نظر لها أسعد سآلًا:

وأيه هى المشكله دى بقى اللى ميعرفش يحلها؟.

ردت شهيره بتفسير:

كان فى زبونه مهمه إختارت مجموعة فساتين من الديفليه اللى كنت عملاه آخر مره وهو غلط وحط لها مجموعه تانيه وهى زبونه مهمه للآتلييه، ولازمن أنا أحاول أصلح الغلط ده معاها عشان مخسرهاش، دى من أهم زباين الآتلييه،وهو من غير ما يسألنى إداها ميعاد النهارده بعد الضهر، هروح ومش هغيب يادوب هراضيها، ومسافة السكه، يعنى المسا هكون هنا.

نظر أسعد لـ شهيره بداخله شعر بغصه يعلم أن شهيره بالتأكيد ملت من البقاء هنا، لكن تنهد بإستسلام قائلًا:

تمام، بلاش ترجعى فى نفس اليوم، كده كده فى هنا اللى يراعى شُكران، وكمان آصف وآيسر هنا، وكتر خيرك الايام اللى فاتت كنتِ معانا.

وضعت شهيره يديها حول خصر أسعد ورفعت وجهها تنظر له ومثلت الحُزن قائله بعتاب:

أنا مش غريبه يا آسعد، المرحوم سامر يبقى أخو بناتِ وكان له مكانه خاصه عندى، ربنا يعلم حِزنت عليه قد أيه، وكمان زعلانه أوى على حالة شُكران هى صحيح ضُرتى وبتشاركني فيك بس ربنا العالم حزينه على حالها قد أيه وقلبى متقطع عليها، لو كان رامز كلمنى قبل ما يحدد مع الزبونه الميعاد كنت قولت له أجله الفتره دى،أو حتى خد منها المجموعه وأما ارجع أبقى اتفاوض معاها، بس هو قالها إنى أنا اللي هقابلها فى الأتلييه...ومن الذوق والصدق إنى اقابلها بنفسى زى ما قال لها.

إستسلم أسعد قائلًا:

تمام... بس لو الوقت إتآخر بلاش ترجعى فى الضلمه باتى هناك فى القاهره وإبقى تعالى بكره.

اومأت شهيره برأسها وهى تسحب معها آسعد للخروج من الغرفه قائله:

شكران نايمه،بلاش تزعجها،إتمشى معايا لحد مكان العربيه.

توقف الإثنان أمام سياره تصف بالحديقه،نظر آسعد للسياره سائلًا

فين السواق.

ردت شهيره:

راح يوصل يارا للجامعه.

أخرج آسعد هاتفه وكاد يهاتف سائق آخر،لكن وضعت شهيره يدها على الهاتف قائله:

هتكلم مين؟.

رد آسعد:

هكلم أى سواق تانى يجي يوصلك للقاهره.

ردت شهيره:

لاء،مالوش لازمه إنت عارف إنى بعرف أسوق عربيات كويس ومعايا رُخصة قيادة،كمان مش أول مره أجى للبلد وعارفه الطريق،كمان العربيه فيها Gps هيوجهنى عالطريق بسهوله.

كاد أسعد أن يرفض ذلك لكن هى أصرت،إستسلم لها قائلًا:

تمام،بس زى ما قولتلك لو إتأخرتى باتى فى الڤيلا.

أومات شهيره برأسها وتوجهت نحو باب السياره وفتحته وصعدت إلي داخلها ثم فتحت زجاج الشباك وأشارت له بيدها،وقامت بتشغيل السياره وغادرت،تتنهد بإرتياح بعد أن خرجت من باب السرايا،قادتها تشعر كآنها كانت حبيسه وتحررت لكن فجأة توقفت بالسياره حين رأت أمامها أكثر من تشعيبه للطريق،إحتارت أى طريق تسلك حتى يوصلها الى الطريق الرئيسى للبلده الذى يوصلها ببداية الطريق السريع،زفرت نفسها بغضب وهى تنظر نحو جهاز الخريطه الخاص بالسياره،لم يُعطى لها إشاره لأى طريق،زفرت بغضب قائله:

حتى Gpsمش شغال هنا،مفيش قدامى غير إنى أسأل أى حد ماشى عالطريق،عاودت السير بالسياره الى أن رأت شابً يسير على جانب الطريق

فتحت زجاج باب السياره ونظرت على الطريق توقفت حين رأت واشارت له قائله:

لو سمحت... من فضلك.

نظر لها الشاب ثم ذهب نحوها.

سألته:

لو سمحت أنا مش من البلد هنا ومش عارفه أخد أى طريق قدامي يوصلنى للطريق السريع.

وقف للحظه مأخوذ من تلك المرأه التى تبدوا راقيه كذالك خُصلات شعرها التى تدلت وتطايرت بسبب هواء الطقس السيئ من أسفل وشاح رأسها الذى إنزاح للخلف للحظه صمت،لكن أجابها حين عاودت سؤاله ودلها على بداية الطريق،شكرته ثم عادت تقود السياره نحو الطريق الذى وصفه لها غير مُباليه،

بينما هو ظل مكانه مُتصنمًا للحظات ينظر فى آثر السياره التى بدأت تبتعد عن مرأى عيناه تنهد بحسره قائلًا:

عربيه زى دى كفيله بحل كل مشاكلك يا عادل وتقدر وقتها تحل نفسك من الإرتباط بـ هويدا،اللى بتتحمل عجرفتها عشان مرتب ملاليم.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

بعد الظهر

بمنزل أيمن

نفضت سحر بقايا ذلك الطعام الذى شبه لم يأكل أحد، بنفس الوقت صدح رنين جرس باب المنزل ذهب

رحيم وفتح الباب للطارق،ثم عاد بصُحبته

نظر أيمن ورسم بسمه خافته قائلًا:

أهلًا يا عمتى.الدار نورت.

ردت آسميه:

الدار هتنور لما ترجع سهيله قريب يارب.

تبسم ايمن بغصه،بينما قال رحيم:

أكيد سهيله هترجع يا تيتا تعرفى عيل رذل زميلى النهارده بيقولى أختك هتكمل بقيه حياتها فى السجن كنت هضربه، وقولت له سهيله قلبها أبيض وبكره هتطلع وترجع للدار، وأنا هبقى ظابط وهدافع عنها.

تبسمت سحر بدمعه وهى تربت على شعره، كذالك قالت آسميه:

أيوه يا حبيبى أى حد يتكلم على سهيله بسوء ربنا ينتقم منه.

تهكمت هويدا قائله:

البلد كلها بتتكلم عنها يا تيتا، أنا بقيت أنكسف أبص فى وش زمايلى فى البنك نظراتهم كلها إتهام،كآنى أنا اللى قتلت مش هى.

نظرت لها آسميه بغضب قائله:

سهيله مش مجرمه وتبقى أختك،واللى يسمعك يقول مصدقه أنها تقتل،مع أن المفروض إنتِ اللى تدافعى عنها.

تهكمت هويدا قائله:

أدافع عنها،

طب أقول أيه،أنا نفسى مش فاهمه أيه اللى حصل لعقل سهيله طب لو هى بريئه ليه الأدله بتقول عكس ده.

نظرت لها آسميه بغضب وقالت:

حتى لو مش واثقه فى برائتها،هى أختك والمفروض مكنتيش تقولى كده.

نظرت هويدا لها بإستهزاء،بينما نظر أيمن وسحر لبعضهم يشعران بآسف من رد هويدا،لكن دلف الى الغرفه طاهر،بعد ان ألقى عليهم السلام،أخرج من جيبه مبلغ مالى ووجهه ناحية أيمن قائلًا:

بابا أنا كنت عامل جمعيه مع أصحابى فى الجامعه كنت هشترى لابتوب جديد،بس اللى عندى حالته كويسه ويستحمل،خد الفلوس دى وخلى المحامى حتى يطلع سهيله بكفاله لحد برائتها ما تظهر.

تبسمت آسميه ووضعت يدها على كتف طاهر بمحبه ثم نظرت لـ هويدا التى شعرت بخزي،لكن لم تهتم بنظرات آسميه لها.

بغضت نظرات آسميه لها،تعلم دائمًا أنها تُبادلها نفس الشعور لكن لم تهتم الا لذالك المال الذى وضعه طاهر فوق فخذ والده،كادت تقول له يكفيك غباءًا إحتفظ بمالك قد ينفعك مستقبلًا.

ــــــــــــــــــــــــــــــ

ليلًًا

بسرايا شُعيب

بغرفة شكران، على ضوء شبه خافت

كان آصف يجلس على أحد المقاعد بالغرفه، يُغمض عينيه،

سمع هزيان شكران وهى نائمه كذالك همسها كآنها تنتحب

نهض من مكانه وذهب نحو الفراش نظر لوجه شكران،رأى لمعة تلك الدمعه التى سالت من عينيها على وجنتبها،تنهد ببؤس، حتى وهى غائبه عن الوعى تبمي، إنشطر قلبه،رؤية والداته هكذا هزيله وطريحة الفراش نائمه معظم الوقت بسبب الأدويه،رغم ذالك تشعر بالآسى.

توجه ناحية باب الغرفه وخرج بهدوء،توجه الى شُرفة كبيره قريبه من غرفة والداته،وفتح بابها، وتقدم للأمام يتنفس ذلك الهواء البارد يلفح وجهه،يشعر أنه مثل الشرد،أخرج علبة سجائره والقداحه أشعل واحده وزفر دخانها ينظر الى

ذالك الضباب الذى أمامه يُخفى آثر المكان،يشعر أنه داخله مُعتم مثل هذا الضباب،تذكر قبل يومين أنه كان قرر الذهاب الى سهيله وسؤالها: هل فعلت ذلك.

لكن توقفت أمام سيارته الخادمه وأخبرته أن والداته سقطت مغشيًا عليها وهى تجلس بين النساء الاتى آتين للعزاء،نسى أمر الذهاب لـ سهيله أو بمعنى أصح أرجأ ذلك لحين يطمئن على صحة والداته التى تم نقلها الى إحد المشافى وظل مرافق معها الى صباح اليوم حين أصرت على الخروح من المشفى،غصبًا وافقها...لكن لابد من مواجهه بينه وبين سهيله

قرر لن يكون هنالك تآجيل بالغد سيذهب لها.

ذمه عقله:

إذهب لها لكن إحذر، قد يلين قلبك أمامها.

تهكم على حاله أى قلب يلين وهو يرى كل ذلك البؤس حوله.

أخرجه من دوامة أفكاره شعوره بمعطف وضع على كتفيه، كذالك يد تربت عليه قائلًا:

آصف أيه اللى موقفك فى التراس كده وكمان فاتح الباب الجو برد جدًا.

إستدار ينظر لصاحب الصوت،قائلًا:

بابا أيه اللى صحاك دلوقتي.

بآسى رد آسعد:

مين اللى قالك إنى كنت نايم،تعالى ندخل لجوه الجو برد،ممكن تاخد لطشة هوا فى صدرك.

إمتثل آصف لوالده ودخل معه الى داخل السرايا وأغلق باب الشرفه، جلس الإثنين معًا، تحدث آصف بسؤال:

بابا إنت بتحب ماما؟.

إستغرب آسعد من السؤال وتسأل:

قصدك أيه مش فاهم أكيد بحبها والأ مكنتش عشت معاها الفتره دى كلها.

رد آصف بتفسير:

مش قصدى حب العِشره اللى بينكم قصدى حبيتها كـ حبيبه..إنت فاهم قصدى.

تنهد آسعد قائلًا:

مش عارف قصدك،بس أكيد حبيتها وإتفاهمنا وولفنا مع بعض.

تهكم آصف وفجأه بقوله:

طب طالما حبيتها ليه إتجوزت عليها طنط شهيره.

إرتبك آسعد وأجابه بهدوء:

كل شئ نصيب.

ردد آصف نفس الجمله:

كل شي نصيب

زى ما أتجوزت ماما وإنت على ذمتك زوجه أولى، كمان روحت إتجوزت عليها زوجه تالته.

إستغرب آسعد حديث آصف وقال بتوضيح وتبرير:

أنا لما أتجوزت من شُكران مراتى الاولانيه كانت مريضه والدكاتره قرروا أنها أصبحت فى مراحل مرضها الأخيره ومبقتش تقدر تدينى حقى كزوج،وإنت فاهم انا أقصد أيه، وأنا كنت شاب وقتها ودورت على اللى ناقصنى فى الحلال.

تهكم آصف قائلًا:

فى الحلال!

طب ولما إتجوزت من الليدى شهيره كانت ماما ناقصها أيه.

زفر آسعد نفسه ببداية غضب قائلًا:

مكنش ناقصها حاجه،بس سبق وقولت ده النصيب،وأنا مآثرتش فى حق شكران، وعدلت بشرع ربنا،يمكن كمان كتير بميز مامتك عن شهيره.

تهكم آصف وكاد يتحدث ويسأله بأي شئ ميزها،لكن صدوح رنين هاتف آسعد جعله يصمت حتى إنتهى من الرد على الهاتف قائلًا:

تمام يا شهيره باتى عندك مش مشكله،تصبحِ على خير.

أغلق أسعد الهاتف ونهض واقفًا يقول:

أنا حاسس بصداع هيفرتك راسى،هروح أخد منوم يمكن يعمل مفعول وأقدر أنام،كل ده بسبب المجرمه اللى قتلت أخوك بدم بارد بس أنا مش هسيبها قبل ما أخد حق سامر منها مُضاعف هخليها تتمنى أنها كانت تموت قبله.

للحظه إرتجف قلب آصف وكاد يبيح له أن تلك هى من يهواها قلبه،لكن حاول الهدوء قائلًا:

سيب لى أنا الموضوع أنا هتصرف فيه.

أومأ له أسعد بموافقه وتركه وغادر،ظل آصف جالسًا،يزفر سيجاره خلف أخرى وأفكار تتداول برأسه حتى تنهد بعين تنضخ بقسوة هامسًا :

"سهيله".

ــــــــــــــــــــــــــــــ

على الحانب الآخر بزنزانه مُظلمه

كانت سهيله جالسه على فراش شبه بالى تدفس وجهها بين ساقيها تبكى تشعر بضياع

يعود لذاكراتها تلك الزياره الصباحيه لوالداها حين أخبرها أنه ذهب للقاء آصف لكنه رفض مقابلته، شعرت بآسى وبؤس، هل صدق آصف أنها قتلت حقًا وتخلى عنها

كان الجواب سهلًا

أجل صدق ذلك والدليل رفضه مقابلة والدها... لم يعُد هنالك طوق آخر لديها كانت تتمنى أن يكون آصف هو ذلك الطوق حين تخبره أنها بريئه ويُصدقها ولكن إنتهى ذلك، وعليها أخذ القرار الذى فى مصلحتها كما طلب منها المحامى، فطول الوقت ليس فى مصلحتها... تنهدت بندم وآسف تهمس:

"آصف"

ــــــــــــــــــــــــــــــ

صباح اليوم التالى

بمركز الشرطه

دلفت سهيله الى غرفة وكيل النيابه

نظرت الى ذلك المحامى الذى يجلس معه اومأت رأسها له

كذلك فعل المحامى،بينما نظر وكيل النيابه الى ذالك العسكرى وأمره قائلًا:

فُك الكلابشات.

فعل ذالك ثم غادر،بينما نظر وكيل النيابه لها قائلًا:

المحامى بتاع حضرتك بيقول إن عندك أقوال جديده عاوزه تدلى بيها،أتمنى تكون فى مصلحة القضيه.

توترت سهيله للحظه،لكن نظرة المحامى لها جعلتها تومئ برأسها بموافقه.

تحدث الوكيل لها قائلًا:

تمام إتفضلى إقعدى عشان أسمع أقوالك الجديده.

جلست سهيله بمقعد مقابل للـ المحامى صامته حتى سألها وكيل النيابه:

وأيه هى أقولك الجديده؟.

إزدردت سهيله ريقها الجاف وقالت:

بصراحه أنا مقتلتش سامر.

قالت هذا وتوقفت للحظات حتى حثها وكيل النيابه على مواصلة اقوالها قائلًا:

سبق وقولتى كده،وتقرير الطب الشرعى أكد بصماتك إنتِ والقتيل عالمشرط.

إبتلعت سهيله ريقها وحاولت الثبات قائله:

أقصد يعنى إن اللى حصل كان دفاع عن النفس،وبالغلط المشرط وصل لرقبة سامر.

إستغرب الوكيل سألًا:

قصدك أيه؟.

ردت سهيله بعد مُعناة مع ضميرها لكن إيماءة المحامى لها وقوله:

دكتوره سهيله، ياريت توضحى لوكيل النيابه اللى حصل بالضبط.

حثها بتردد منها تفوهت بتسرُع:

أنا كنت بدافع عن شرفي.

ـــــــــــــــــــــــــــ

بنفس الوقت بـ سرايا شُعيب

دلف آصف الى غرفة والداته كى يطمئن عليها قبل أن يخرج من السرايا، وجدها تجلس على الفراش مُستيقظه لكن صامته فقط تسيل دموعها، من يراها يشعر بالآسى، زفر نفسه بغضب، لكن بنفس الوقت دلف أسعد الى الغرفه، بمجرد ان راته شكران بكت أكثر

غص قلب آصف من ذالك وكاد يجلس جوارها يواسيها لولا أن صدح رنين هاتفه،نظر الى شاشته سُرعان ما خفق قلبه

قام بالرد يسمع حديث الآخر له حتى إنتهى

بعصبيه مُفرطه أغلق الهاتف يديه تكاد تكسر الهاتف من الغضب.

تسأل اسعد:

مين اللى كان بيتصل عليك.

نظر آصف الى والده بإستهجان قائلًا:

زي ما توقعت القضيه هتتحول لدفاع عن النفس، المجرمه غيرت أقوالها وقالت إن سامر حاول يعتدي عليها... وقتلها له كان دفاع عن شرفها،دلوقتي ممكن تخرج من السجن إخلاء سبيل على ذمة القضيه،وتتحاكم وهى خارج السجن ومش بعيد تاخد براءه أو حتى أقصي حُكم سجن مع إيقاف التنفيذ.

وقف أسعد بغضب قائلًا:

مستحيل ده يحصل مش هسيبها تنفد بدون عقاب،لو وصلت هبعت لها اللى يقتلوها قبل ما تطلع من السجن،أو ليه يقتلوها يبقى رحمتها أنا هخليهم يغتصبوها وتقتل هى نفسها خوف من نظرات الناس ليها زى ما هى بتدعى على المرحوم بالكذب.

بينما آصف

رغم تأجُج النيران بقلبه، وهو يرى دموع ونحيب والداته ، لكن بلحظه آتت له فكره يستطيع بها أخذ القصاص ويثأر ليس فقط لأخيه المغدور بل أيضًا للعداله الضائعة خلف أكاذيب وإفتراء تلك المجرمه...ونظر لوالده بغضب يسحق قلبه دون رد...وحسم قراره لم يبقى داعى للمواجهه مع سهيله هى من حسمت مصيرها معه.
وحشتيني!.

سمعتها وهى تلتفت خلفها تنظر له سُرعان ما شعرت بإنشراح فى قلبها وبخطوات سريعه كانت تقطع تلك المسافه القليله بينهم وققت أمامه تلتقط نفسها تهمس إسمه بشوق:

آصف،كنت متأكدة...

قطعت بقية حديثها حين إستدار وأعطى لها ظهره، يسير يبتعد عنها بالسير بين أشجار تلك الحديقه

إستغربت ذلك لكن سارت خلفه لكن فجأة شعرت كآن أغصان تلك الأشجار تمدد بعروشها أمامها كلما حاولت إزاحتها عن طريقها جرحت يديها بأشواكها الحادة توقفت تشعر بآن تلك الاشواك أصبحت تغزو جسدها ودماءها أصبحت تسيل فوق تلك الأشواك، نظرت أمامها حاولت الإستنجاد بـ آصف نطقت إسمه بصعوبه، توقف للحظه وإستدار ينظر لها لكن فجأة خافت من عينيه اللتان نظر لها بهن، شعرت كآنهن فرحان بما أصابها من جروح بسبب تلك الأشواك

نهضت مفزوعه تنظر حولها كانت المكان شبه مُظلم ضوء يكاد يكون مُعدم بالزنزانة،

ظلت لدقيقه غير مستوعبه ذلك الحلم،لكن كان تفسيرهُ واضحًا،رفض آصف لـ مقابلة والداها ليس لها تفسير آخر غير أنه صدق أنها ليست بريئه وتخلى عنها

سالت دموع عينيها تشعر أن قلبها هو من يآن ويبكى بآلم،تذكرت حديث وكيل النيابه لها وهو يسألها صباحً

كيف قتلته؟

أجابته أنها لم تدري بشئ بعد أن تلقت تلك الضربه على رأسها وحين عادت للوعى وجدت سامر ينزف من عُنقه حاولت إنقاذهُ،لكن كانت الصدمه الكبرى لها حين قرر وكيل النيابه إعادة تمثيل الجريمه بنفس المكان بالمشفى بالغد...شرد عقلها ماذا ستمُثل...تنهدت بآسى تشعر بضياع فجأة إنقلبت حياتها دون سبب...والسؤال الأسوء التى تخشى إجابته:

هل من الممكن أن يكون كل ما تعيشه كابوسً،أو ربما أنها تشاهد فيلمً لبطلة غيرها مقهورة...لكن الجواب كان صعبًا

هى بطلة تلك القصة التى دلفت لها بقدميها،ليتها تجاهلت كل ما سمعته و تركت سامر لشآنه طالما أنه بعيدًا عنها... نظرت حولها إزداد هطول دموعها، حين أدركت أن الليل مازال بأوله، وما أطول ليالى الشتاء أمام بؤس قلبها.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــ

بـ سرايا شُعيب

على طاولة سفرة العشاء

ترأس الطاوله آسعد وعلى أحد جانبيه جلس آصف وجواره آيسر وعلى الناحيه الأخرى كانت تجلس كل من يارا الشارده وجوارها شهيرة التى كانت عينيها مُنصبه على آصف العابس الذى يعبث بالملعقه بالطبق الذى أمامه يبدوا شارد الفكر،تعمدت الحديث عن قصد منها تُمثل الآسى والحزن:

الحجه شُكران الله يكون فى عونها لما ببص لها قلبي بيتقطع عليها، مش عارفه المجرمه اللى قتلت سامر دى معندهاش قلب، أزاي خانت العِشره، ونسيت عطف الحجه شُكران عليها.

رفع آصف وجهه عن الطبق ونظر لـ شهيره بعبوس قائلًا بإستفسار:

وعرفتِ منين إن ماما كانت بتعطف عليها؟.

إرتبكت شهيره وأجابته:

أنا سمعت بعض النسوان اللى جُم للعزا وهما بتكلموا إن سهيله،مش إسمها سهيله برضوا.

أومأ آسعد رأسه بـ نعم

بينما إستطردت شهيره الحديث تود إثارة غضب آصف:

سمعتهم بيقولوا أنهم كانوا بيشوفها تجي للـ السرايا كتير،كمان كان ليها مكانه خاصه عند الحجه شُكران،بس هو فى نوعيه كده بتبقى خسيسه وتنكر المعروف.

شعر آصف بالغضب ورمقها بحُنق قائلًا بسخط:

مكنتش أعرف إن الليدي شهيرة بتسمع لنم النسوان اللى المفروض إنهم جايين يعزوا مش يتهامسوا على مين يستاهل أو مين خان المعروف، وماما مكنتش بتعطف على سهيله من الأساس، بلاش تصدقي همس الحريم الفارغ.

تفاجئت شهيرة من رد آصف الذى شبه دافع عن تلك المجرمه، لكن لم تستلم وقالت بإيحاء:

اللى يسمعك يقول بدافع عن المجرمه اللى بسببها فقدنا سامر غير زيادة مرض الحجه شُكران.

نظر لها آصف بتهكُم وصمت لدقيقه، ثم نهض من على مقعده دون رد.

بينما إستغرب آسعد ذالك سائلًا آصف:

رايح فين مش هتتعشى.

نظر آصف لـ شهيرة بإمتعاض ثم قال ببرود:

شبعت،هطلع الجنينه أشرب سيجارة.

رغم شعور شهيرة ببُغض آصف لها لكن تشعر بداخلها بإنشراح ليس غريب عليها، بينما نهض آيسر هو الآخر مُتحججًا:

أنا كمان شبعت، هطلع أطمن على ماما وبعدها هنام من بُكره هرجع إستأنف شغلي فى الطيران، تصبحوا على خير.

شعرت شهيرة بالحقد سواء على آصف كذالك آيسر، نظرت نحو يارا التى تبدوا شاردة وتهكمت عليها قائله:

وإنتِ مش عندك محاضرات فى الجامعه بكره.

نهضت يارا كآن شهيرة اعطتها حجه للنهوض هى الأخرى وقالت:

فعلًا، عندى بكره سيكشن عملي وكمان إمتحانات نص السنه قربت، هطلع أنام تصبحوا على خير.

شعرت شهيرة بالضجر من رد فعل يارا ونظرت لـ آسعد الذى يظهر على ملامحه هو الآخر الحُزن الشديد، شعرت بإمتعاض من ذالك،لكن أكملت عشائها تحاول جذب آسعد للحديث معها رغم عدم رغبتها بالطعام.

***

بينما خرج آصف الى حديقة السرايا،شعر بنسمة هواء بارده إخترقت جسدهُ،زفر نفسه بسخونه تخرج من قلبه عكس تلك البرودة توقف للحظات ثم نظر نحو إحدى تلك الغرف الموجودة بالحديقة ذهب نحوها مباشرةً قام بفتحها ودخل إليها،نظر الى تلك الأجهزه الرياضيه الموجودة بالغرفه،شعر بغضب يزداد فى قلبهُ، خلع عنه سُترتهُ الثقيله وخلفها باقى ثيابهُ ظل فقط بسروال حول خصره،وتوجه ناحيه ذلك الكيس الرملي المُعلق، جذب قفازين للملاكمه وضعهم بيديه، ثم بدأ بلكم ذالك الكيس الرملي، لكمات تزداد عنفوان وقوه مع الوقت يشعر برغبه أقوي للتنفيس عن مكنون قلبه الغاضب ظل لوقت يلكم الكيس الرملي حتى شعر ببوادر إرهاق، ترك اللكم وجلس على أحد المقاعد بالغرفه، يلهث يتصبب العرق بكامل جسده وبغزارة أقوى فوق جبهته يسيل على عينيه اللتان تحجرتا، ربما يود البُكاء عل ذالك الشعور القاسى فى قلبه يهدأ، لكن مُقلتيه كآنهن أصبحن من صخر، أغمض عيناه يعتصر ذالك العرق الذى وصل لأهدابه،جالت أمام عيناه صورة سهيله وآخر لقاء بينهم تذكر حديثها،للحظه شعر كآن هذا اللقاء كان مثل "لقاء الوداع" بينهم

تذكر بقية حديثها الحاد معها ذلك اليوم

[فلاشــــ/باك]

ألقت سهيله تلك الفتافيت من العيش على طول يديها فوق مياه البُحيرة،تبسمت على صراع تلك الطيور التى تهبط للمياة تلتقط تلك الفتافيت،تهكم آصف على تلك الطيور قائلًا:

مش عارف بيتخانقوا على أيه دى فتافيت عيش؟.

عادت سهيله بنظرها له وقالت له:

بالنسبه لك فتافيت عيش،بس بالنسبه للطيور دى مش حاجه ضئيله دى كنز هتسد جوعهم لحد بكره،بعدين مجاوبتش على سؤالي.

نهض يقف جوارها وضع يدهُ فوق يدها الموضوعه على صاري بالمركب قائلًا بإدعاء التذكُر:

سؤال أيه مش فاكر؟.

نظرت له سهيله بضيق وسحبت يدها من أسفل يده وضيقت عينيها تعلم أنه يتخابث عليها وقالت بتكرار:

مع إنى متأكده إنت فاكر كويس أوى سؤالى بس مفيش مانع أسأله تانى...ليه إختارت تبقى قاضي فى المحكمه؟.

فى البدايه شعر آصف بضيق من سحبها يدها،لكن نظر لها ببسمه عيناه تنضخ عشقًا لها مجاوبً:

بس أنا جاوبتك وقولت لك إن مكنش قدامى غير التدريس فى الجامعه،وده مكنش من أهدافي،أنا مش بحب التدريس،كان المُتاح قدامى آخد سلك القضاء،وده كمان الأفضل ليا،بغض النظر عن التنقُلات فى أماكن كتير،بسبب طبيعة وظيفة القاضي،ده غير مشاكلها،أخرها إنى كنت مُعرض للإغتيال والدليل قدامك أهو إيدي المرفوعة على صدري فى قلب حامل طبي.

نظرت له وفكرت قليلًا،ثم قالت:

بس معتقدش ده السبب الوحيد إنك أختارت تبقى قاضي،عندى يقين فى سبب تاني.

أزاح آصف يده التى كانت على الصاري،ومدها ناحية وجهها كى يقون بإزاحة طرف وشاح رأسها الذى تطاير بسبب هواء البحر يُخفى وجهها قائلًا بمغزى:

يمكن التواصل العاطفي بينا خلاكِ تفهميني أكتر من نفسي.

تراجعت بوجهها للخلف بعيدًا عن يدهُ ورفعت طرف وشاح رأسها عن وجهها وقالت له:

مغرور، بس هقولك سبب إختيارك للقضاء السبب هو

"السُلطة"

إنت بتحب السُلطه يا آصف

بتحب يكون لك آمر واجب النفاذ على غيرك.

ضحك آصف وهو يعود للجلوس، بينما إستطردت سهيله الحديث بتوضيح:

بس فى رأيي إنت إختارت الطريق الأصعب،يا سيادة القاضى،الحُكم على الناس مش سهل زى ما أنت فاكر.

تبسم آصف قائلًا:

وأيه الصعب،انا بحكُم بالأدله والبراهين والمعطيات اللى قدامي.

تسألت سهيله:

كل ده مش عملية حسابيه مضمون نتيجتها،

وفين روح القانون، أوقات الادله والبراهين والمعطيات مش بيبقوا كفايه عشان تحكم بيهم،سمعت مره جدتي "آسميه" بتقول مثل شعبي

(كدب مساوى أحسن من صدق منعفش).

ضحك آصف قائلًا:

مش فاهم معنى المثل ده أيه، وأيه دخله فى القضاء.

فسرت سهيله له المثل:

يعنى أوقات الكداب بيعرف يسبُك كدبه كويس يخلى اللى قدامه يصدقه وهو مُقتنع أنه صادق،والصادق لانه على نياته معرفش يبقى يسبُك كلامه كويس فيبان أنه مهزوز أو مش صادق...

أوقات بنشوف حقايق بشكل غلط،حاذر يا آصف تتعمي عينيك عن الحقيقه وغشاوة الكدب تخدعك.

ضحك آصف

قائلًا:

لاء إطمني أنا منتبه كويس،

وبمناسبة إنك قولتى،عـ الآمر النافذ اللى أنا بحبه،أمتى هتوافقي إنى أتقدملك ونتجوز وتبقى ليا ومعايا طول الوقت ومتتحججيش إنك هتتأخري،أو تبعدي عني؟.

نظرت له بتفكير ثم قالت بهدوء:

بعد ما أخد الماستر، يعنى قدامك سنه عالأقل تفكر فيها كويس يا سيادة المستشار.

إندهش آصف قائلًا:

سنه بحالها، لاء أنا هستخدم سُلطتي كـ قاضى وهصدر قرار مُلزم التنفيذ إننا نتجوز فى الأجازة القضائيه فى الصيف الجاي، وإبقى كملى الماستر وإنتِ مراتى.

هزت رأسها بنفي.

تبسم لها قائلًا بتحدي:

هتشوفي قبل السنه ما تخلص هتكونى حرم

سيادة المستشار "آصف شُعيب".

تهكمت سهيله بمرح وكررت كلمة آصف بإستهزاء:

حرم... الكلمه دى قديمه أوى بقت أولد فاشون، بتتقال للناس العواحيز.

تبسم لها آصف قائلًا:

طب بلاش حرم، أظن كلمة" مدام" أفضل بكتير.

شعرت سهيله بالخجل وإحمرت وجنتيها وأخفضت وجهها بحياء.

تبسم آصف على حيائها الذى فتنه وهام أكثر بها ود لو كان معها وحدهم فقط فوق ذالك المركب ربما وقتها كان قَبلها وما إهتم برد فعلها بعد ذالك حتى لو صفعتهُ على وجهه، لكن وجود المراكبي منعه من تحقيق أمنيته...

أدار دفة الحديث لناحيه أخرى يستمتع بالحديث معها سألًا:

طب وإنتِ ليه إختارتي تبقى دكتورة أطفال.

جلست سهيله قريبه من آصف وأجابته وهى تنظر ناحية مياة البُحيرة،تشعر كآن آلم تلك الفتره عادت تشعر به يضرب بطنها.

أنا لما كنت صغيرة كنت بحب شُغل الديكور، وكان نفسى أبقى مهندسة ديكور، بس فى أولى ثانوي إتغيرت أمنيتي.

إستغرب آصف سألًا:

وأيه سبب تغير أمنيتك من مهندسة لـ دكتورة أطفال بالذات.

شعرت بآلم وأجابته:

تعرف إنى كمان كان نفسى أدرس طب نفسي جنب دراسة طب الأطفال.

تبسم آصف قائلًا:

فعلاً منكرش تنفعى دكتورة نفسيه بتعرفي تحللي طبيعة الشخصيات ،بس أيه السبب اللى خلاكِ تغيرى أمنيتك.

تنهدت سهيله تشعر بنغزه فى قلبها قائله:

لما كنت فى أولى ثانوي كان جالى حالة تسمُم بسبب جُرعة دوا زيادة أو كانت علاج غلط من الأساس،وآثر عليا جامد وقتها،وكنت تقريبًا بموت بس كان فى دكتور أطفال فى المستشفى هو اللى عِرف سبب سوء حالتي وقتها وهو اللى إتعامل مع حالتي لحد ما عديت مرحلة الخطر وشبه خفيت،بصراحه أنا وقتها أُعجبت بالدكتور ده جدًا، وإتحولت أمنية حياتي من مهندسة ديكور لـ دكتورة أطفال عشان أبقى زميله له فى يوم من الايام وأقول له إنى كنت ومازالت مُعجبة بيه وكنت....

قاطعها آصف يشعر بغِيره قائلًا بحِدة:

وكنتِ أيه كمان نفسك تتجوزيه.

تبسمت سهيله بإيماءة رأسها بمعنى ـ يا ريت.

ود آصف لو صفعها لكن حاول التحكم فى غضبه وغِيرتهُ سائلًا:

والدكتور ده فين دلوقتى.

تنهدت سهيله بآسى:

للآسف الدكتور توفى من سنتين يعنى قبل ما أتخرج من كلية الطب،بس تعرف إن إبن الدكتور ده دلوقتي بقى دكتور نفسي معروف غير إنه أستاذ فى الجامعه،وأعتقد انه ممكن يكون من ضمن اللجنه اللى هتناقش معايا الماستر.

تنهد آصف بضجر قائلًا:

مش عارف ليه مستعجله على الماستر إنتِ لسه صغيرة، يعنى سامر زميلك ومش بيفكر فى الماستر.

ردت سهيله:

على فكره سامر أكبر منى بسنه هو عاد سنه فى الإعدادي.

تبسم آصف قائلًا:

فعلًا،بسبب وقت الإمتحانات كان وقع من على سلم السرايا وكان عنده الناحيه اليمين من جسمه كل ضلوعها مكسوره تقريبًا ومحضرش الإمتحانات وعاد السنه،مع إن كان سهل يحضر وقتها الإمتحانات بس ماما رفضت،وقالت مجتش من سنه تتعوض.

تهكمت سهيله قائله:

طنط الحجه شُكران بدلعكم أوى،وممكن الدلع ده يفسد سامر متهيألى إنه محتاج شوية يعتمد على نفسه،ويختار طريقهُ،يحس إنه مسؤول عن حياتهُ ويصلح من نفسه شويه قبل فوات الآوان،يجيب لكم مصيبه.

إستغرب آصف من حديث سهيله وكاد يسألها،لكن المراكبي إقترب منهم قائلًا:

حمدالله عالسلامه وصلنا الشط.

نهضت سهيله واقفه وتوجهت نحو سلم المركب،سار خلفها يشعر بفضول أن تُكمل بقية حديثها معه عن سامر، لكن إنتهى آخر لقاء بينهم بعد أن أصرت كالعادة أن تعود للقريه وحدها،بينما هو تغافل ولم يضع الآمر برأسه إلا الآن

[عـــــــــــودة]

ظل للحظات يُفكر فى معنى حديث سهيله، لماذا لمحت بذالك، ماذا كانت تقصد

هل تحرش بها سامر حقًا، لا سامر كان يعتبرها زميله فقط،رأى جلوسهم معًا سابقًا كان بحدود،إذن مستحيل

هكذا جاوبه عقله.

وضع أنامله حول جبهته يفركها بضيق يشعر بصداع يفتك برأسه يكاد عقلة يشت، لما إدعت سهيله بالكذب على سامر، لديه يقين أن سهيله كذبت حين قالت أنه حاول الإعتداء عليها، إزداد تحجُر عيناه وتحجر معها قلبه يشعر أنه كُتله مُنصهره تحرق فؤاده ليتها قتلته هو وما كان عاش يشعر بكل هذا الآلم الذى ينهش كيانه بالكامل.

ـــــــــــــــــــــــــــــــ

بإحدى غرف السرايا

تمددت شهيرة فوق الفراش الناعم الوثير رغم ذالك تشعر بضجر تود العوده للقاهرة والبقاء هناك تشعر بحريتها عن البقاء هنا بين حوائط تلك السرايا القديمه،كذالك تبتعد عن ذلك البؤس والحُزن المُسيطر على السرايا ومن فيها،جذبت هاتفها تتصفح بعض الرسائل الخاصه المُرسله لها من أصدقائها،لكن رأت تلك الرساله القديمه التى مازالت تحتفظ بها

فتحت الرساله ورأت تلك الصور التى كانت مُرسله لها...صور تجمع آصف مع تلك الفتاة المُتهمه بقتل سامر،تبسمت بإنشراح وهى ترى نظرات عين آصف لتلك الفتاة تبدوا بوضوح نظرات عاشق،تنهدت بسعادة،آصف يعشق قاتلة أخيه

هو الآن مُشتت بحرب ضاريه بين حبيبة قلبة وبين أخيه الذى قتلته تلك الفتاة،هدرت قلبه مع دماء أخيه،بالتأكيد يشعر بآلم جم فى قلبه،واضح على ملامحه وتصرفاته العصبيه دائمًا.

ألقت شهيرة الهاتف على الفراش وإتكئت بجسدها فوق الفراش تتمطئ بحُريه وراحه نفسيه رغم ضجرها من البقاء هنا،لكن رؤيتها

لـ آصف بهذا التشتُت خفف من ذلك الضجر...إنتبهت لصوت فتح باب الغرفه،نظرت بإتجاهه رأت دخول آسعد الذى دلف وجلس على طرف الفراش يتنهد بآلم،نهضت تجلس على رسغى قدميها خلف آسعد وضعت يديها فوق كتفيه تقوم بتدليكم بخفه قائله:

إطمنت عالحجه شُكران.

تنهد آسعد بآسى قائلًا:

أيوه آيسر طلع ينام، سيبت معاها صفوانه هتفضل معاها بنفس الاوضه.

رغم تلك البسمه التى فوق شفاه شهيرة ولم يراها أسعد لكن إدعت الحديث بنبرة حُزن:

ربنا يرآف بقلبها مش سهله عليها أنا لو مكانها كنت روحت السجن للمجرمه دى وقطعتها بأسنانى لاء وكمان المجرمه عشان تطلع نفسها من الجريمه بتدعي عالمرحوم سامر أنه كان هيعتدي عليها.

تعصب آسعد بشده وإنتفض جسده.

شعرت شهيرة بإنتفاضة جسد أسعد أسفل يديها تبسمت وإزدادت فى صب غضبه:

المفروض تتصرف مع البنت دى، كده ممكن تنفد من العقاب اللى تستحقه.

تنهد آسعد قائلًا:

أنا فعلًا كنت هدخل وهعرف البت دى قيمتها كويس، بس آصف قالى هو اللى هيتولى أمر سير التحقيقات.

تسألت شهيرة بفضول:

يعنى أيه آصف هو اللى هيتابع سير التحقيقات، إنت اللى قلبك مكسور على موت إبنك، وآصف...

قاطع آسعد شهيرة قائلًا:

ناسيه آصف قاضي وأكيد عارف طريقة سير التحقيقات دى، وكمان مش عاوز ينتشر فى البلد إنى بفتري عالبت دى بسبب سُلطتِ كنائب مجلس الشعب،سايبها تجيب آخرها...لآنى لو تدخلت فى الآمر مش هيكفينى موتها.

تهكمت شهيرة بين نفسها،آسعد ترك القضيه لـ آصف "العاشق المُتيم" ألم ينتبه أنها حين آتت بسيرتها بسوء أمامه دافع عنها،لكن لن تهتم آصف يستحق ذلك العذاب الذى يعيشه

دم أخيه على يد حبيبته.

ــــــــــــــــــــــــــــــ .

مع سطوع نهار جديد

فى حوالى العاشرة صباحً

بالمشفى التى كانت تعمل فيها سهيله

دلفت بين إثتين من العساكر بيديها أصفاد

حاولت إخفائها أسفل كُم كنزتها،لكن حتى لو أخفتها،فكل عيون من بالمشفى تنظر لها

تنهشها وبالتأكيد تنعتها بالقاتله

كان الطريق من باب المشفى الى تلك الغرفه التى قُتل فيها سامر بالعادة قصير،لكن الآن كان بالنسبه لها كآنه طريق طويل لا ينتهى،تسير وهى تشعر أن قدميها مثل الهُلام،أعين زُملائها بالمشفى سهام تخترق جسدها تُدمي قلبها

توقف العساكر حتى آتى من خلفهم وكيل النيابه وشخص آخر معه كاميرا مُعده للتصوير،كذالك مدير المشفى ومعه المحامى الخاص

بـ سهيله،

تحدث وكيل النيابه بهدوء:

دلوقتي هنعيد تمثيل الجريمة زى ما حصلت من البدايه،ياريت بلاش تنسي أى تفصيله حتى لو صغيرة.

أومأت سهيله رأسها تشعر كأن روحها تنسحب من جسدها،ظلت مُتصنمه مكانها يُعيد عقلها ما حدث بالغرفه قبل أيام ،بينما نظر وكيل النيابه لـ العساكر آمرًا:

فكوا الكلابشات من حوالين إيديها.

إمتثل العساكر لذالك،بسبب توتر سهيله ورعشة يديها أثناء فك الأصفاد ضغط العسكري على يديها ترك آثر لهما فوق معصميها.

أشار لها وكيل النيابة قائلًا:

إتفضلى إبدأي أيه اللى حصل من بعد ما دخلتِ الأوضه.

ظلت سهيله مُتصنمه لبعض الوقت حتى أشار لها مره أخري،توجهت نحو باب الغرفه تسير بترنُح تشعر أنها تفقد جزءً من روحها بكل خطوه قبل أن تصل الى باب الغرفه تهاوت بجسدها أرضًا،تشعر بإنسحاب عقلها الذى لم يعُد يتحمل تركت له الزمام يقفدها الوعى،وتمددت أرضًا مغشيًا عليها.

بتلقائيه إنحنى مدير المشفى يجث العرق النابض لها،تنهد براحه قائلًا:

واضح إن الدكتورة مقدرتش تتحمل إعادة تمثيل اللى حصل وأغمى عليها ولازم تتنقل لأوضه خاصه عشان نتعامل مع حالتها.

أومأ له وكيل النيابه بموافقة

بعد لحظات وضع إثنين من المُسعفين جسد سهيله فوق نقاله طبيه خاصه وذهبا الى إحد غرف المشفى،تغافل الجميع عن رؤية آصف الذى كان بالمشفى ورأى جزء من ما حدث،شعر بإنخلاع فى قلبه وهو يرى سهيله تبدوا غائبه عن الوعي فوق تلك النقالة،سُرعان ما نهر نفسه على ذلك الشعور وغادر المشفى قبل أن يرق قلبه أكثر.

ــــــــــــــــــــــــــــــ

بالبنك الزراعي.

لو غيرها لكانت تشعر بآسى على مستقبل أختها الوحيدة التى تواجه أزمه شبه أطاحت بمستقبلها لكن هى هادئه كآنها لا تعنيها،إقترب عادل بمقعده من مقعد هويدا،وإنتهز وقت فضاء العمل قائلًا:

أنا أتكلمت مع عمي ايمن إمبارح وقالى إن النيابه أمرت بإعادة تمثيل الجريمة النهارده،متعرفيش أيه اللى حصل.

ردت هويدا بلا مبالاة:

وأنا هعرف منين وأنا هنا فى البنك من الصبح،والمثل بيقول يا خبر بفلوس.

تفاجئ عادل بجواب هويدا البارد الجاحد...لكن عاود الحديث يُخبرها:

إمبارح وأنا مع عمي أيمن أقترح عليا إننا نأجل زفافنا شويه على ما نشوف موضوع سهيله هيوصل لأيه ،وأنا وافقت مش معقول هـ..

قاطعته هويدا بغضب:

إزاي تقرر توافق على تآجيل زفافنا بدون ما تقولى،وبعدين أيه اللى مش معقول،عالعموم مش مهم،طالما واقفت على تآجيل الزفاف مترجعش تضايق لما أنا كمان أطلب تغير قاعة الفرح.

شعر عادل بإستغراب من رد فعل هويدا لو كانت أخرى هى من كانت طلبت منه ذالك لكن هويدا لديها قلب جاحد،بينما هويدا بداخلها تشعر بإنبساط من تآجيل زفافها،لكن مصحوب بضجر بسبب تآجيله من أجل تلك الحمقاء سهيله،لو كان لسبب آخر ما كانت تضايقت بل كانت رحبت بالأمر.

ــــــــــــــــــــــــــــــــ

بالمشفى أقر الأطباء أن سهيلة دخلت بحالة إنهيار نفسى وأنهم أعطوها بعض الادويه الخاصه بالتهدئه النفسيه وبسبب آثرها الطبي ستظل نائمه لوقت،يتحتم بقائها بالمشفى الليله من أجل متابعة حالتها.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ليلًا

بـ سرايا شعيب

إنتصف الليل وهو مازال ساهدًا كما بالليالى السابقه، لم يتذوق النوم سوا لأوقات قليله خطفًا ثم يصحوا وهو يشعر بسُهد

نهض من فوق فراشه قرر أن يأخذ حمامً دافئًا عل هذا الشعور يزول عنه، لكن هيهات، وقف أسفل تلك المياة تتناثر المياه فوق جسده يشعر، بحرارة تغزو جسده، أدار مؤشر درجة حرارة المياه من دافئه الى بارده، لكن إرتعش جسده فقط للحظه سُرعان ما عاد نفس الشعور يُحركه قلبه الذى يود الإطمئنان على حال سهيله، أغلق المياه وخرج الى الغرفه ترك الزمام لقلبه يتحكم به، إرتدى ثياب أخرى وخرج من السرايا متوجهًا الى المشفى، دخل بخطوات ثابته، لكن توقف بالممر حين رأى شُرطي يقف أمام تلك الغرفه، تردد للحظات قبل أن يحسم الصراع قلبه، توجه نحو ذلك الشرطى، وأخرج هاويته القضائيه.

هاويته القضائيه تلك كانت كفيله بجعل ذلك الشرطي الذى يقف حارسً على باب الغرفه يسمح له بالدخول الى الغرفه دون إعتراض بل ويفتح له بنفسه باب الغرفه

دلف الى داخل الغرفة يشعر بغضب سُرعان ما تحول لوخزات قويه تضرب قلبه حين وقع بصرهُ على تلك الراقده فوق الفراش ملامح وجهها الشاحبه، كذالك تبدوا أنها فقدت القليل من وزنها بعدة أيام

للحظات رآف قلبه حين رأى يدها المغروز بها إبر طبيه تتصل بآنابيب

تُغذي جسدها بمحلول طبي، إنحنى قليلًا وكادت آنامله تلمس يدها، لكن سُرعان ما تحجرت عيناه وقلبه حين رأى آثار تلك الأصفاد حول يدها الأخرى، سُرعان ما إستقام يضم أصابع يدهُ يضغط عليها بقوة تكاد تنفُر الدماء من أوردتها، نفض عن قلبه تلك الشفقه التى تملكت منه للحظات ، ذمهُ عقله

وصراع محتدم بأشد أوجهُ بين مشاعر متناقضه بين العقل والقلب الذي ينزف قهرًا أمام حِيرة العقل، وضميرهُ كـ قاضى وقبل كل ذلك "حق الأخوة " هي كذبت وشوهت صورة أخيه المغدور،إبعد عينيه عنها وإستدار بجسده وكاد أن يُغادر الغرفه لكن توقف قبل أن يصل لباب الغرفه للحظه حين سمع همس ضعيف من سهيله كآنها تنطق إسمه برجاء :

آصف.
ليلًا

بعد مرور ثمانية أشهُر

تبدلت المواسم من الشتاء، وها هو الصيف يقترب على الرحيل يُنذر أحيانًا بنسمات خريفية.

بمنزل أيمن ليلًا

على تلك الحشائش النديه الصغيرة بتلك الحديقه الصغيرة المُلحقه بالمنزل، كان يضجع بظهره على جدار المنزل يرفع رأسه نحو تلك النجوم المُتراصه بالسماء التى مازالت صافيه، شارد بـ سهيله إبنتهُ الرقيقه المسجونه منذ ثمانِ أشهر بين جُدران مُعتمه،يعلم أنها لا تخشى الظلام،لكن لديها رُهاب الأماكن المغلقة، حتى أن ذلك دائمًا ما كان يُسبب شِجار بينها وبين هويدا، كانت سهيله أحيانًا كثيره تترك لها الغرفه وتنام على أحد أرائك غرفة المعيشه، أو تمتثل هويدا غصبًا وتترك باب الغرفه مواربًا،تنهد قويًا يشعر بغم...بنفس اللحظه وضعت سحر أمامه صنيه صغيرة عليها كوبان من الشاي،وقالت بحُزن:

الطقس بدأ يتغير،الخريف راجع تاني،قلبي بيوجعنى أوى يا أيمن،سهيله مش عارفه عملت أيه عشان يبقى جزائها تتحبس فى زنزانه من أربع حيطان مع المجرمين وأرباب السوابق أنا كل ليله بفكر هى حالها أيه ،أنت عارف أنها بتخاف من الأبواب المقفوله،قلبي حاسس إنها مش بخير،ومعرفش ليه النيابه مرضيتش تطلعها بكفاله حتى كانت تتحاكم وهي بره السجن،صحيح خيرًا تعمل شرًا تلقى هى قالت الحقيقة من الأول،والله من كام يوم قابلت صفوانه بالصدفه وأنا راجعه من عند أمى،إتكسفت أبص فى وشها أو أكلمها،بس هى والله هى اللى قربت منى وكلمتني،وكنت عاوزه أسالها عن الحجه شُكران،بس خوفت تفهمني غلط،بس هى لمحت لى إنها مع الوقت بتتقبل وربنا مديها صبر فى قلبها،وكمان هتروح تحج وتاخد معاها صفوانه،ربنا يخفف على قلبها، فُراق الضنا نارهُ فى القلب مش بتبرد،بس ربنا يصبرها،وكمان يصبرنى على غياب بنتِ المسكينه اللى مستقبلها ضاع،ويا عالم هترسى على أيه،أنا خايفه القضيه كانت محجوزه للحُكم وخلاص الجلسة فاضل عليها أربع أيام.

زفر أيمن نفسه يشعر ببؤس من حاا إبنتهُ، لكن رغم مشاعرهُ المُتآثرة، حثها أن تتمسك بأمل يود أن يصدق هذا الأمل:

إن شاء الله خير،المحامى طمني وقالي عنده أمل إن سهيله تاخد حُكم مُده مش كبيره بعد ما النيابه سجلت القضيه دفاع عن النفس.

آمنت سحر على قوله بتمني:

يارب القاضى يكون عنده رآفه فى قلبه.

تنهد أيمن قائلًا:

مفيش قاضى فى قلبه رآفه يا سحر ده مش جلسه عُرفيه،ده جلسة محكمه وليها بالأدله.

قبل أن تتحدث سحر،سمعوا صوت هتاف قوى يمُر من أمام منزلهم،كذالك سمعوا فتح ذلك الباب الحديدي،ودخول طاهر يتشاهد قائلًا براحه:

الحمدلله أخيرًا وصلت لباب البيت،أيه الزحمه دى البلد كلها بره بيوتها.

تبسم له محمود قائلًا:

ده تجمُع لزوم الدعايه الإنتخابيه.

تنهد طاهر قائلًا:

هو مش المفروض أول يوم فى الإنتخابات خلاص بكره، والليله يبقى فى صمت إنتخابي.

رد أيمن بسخريه:

آه ما هو المُرشح بيبقى صامت لكن أتباعهُ وحبايبهُ لازم يجملوه ويشدواة من أذر الأهالى عشان ينزلوا ينتخبوه...ربنا يوفق اللى يصلح حال البلد

ردت هويدا وهى تنزل درجات السلم:

ده تجديد نصفي للإنتخابات وأكيد محسوم إن آسعد شُعيب هو اللى هيفوز،كل اللى بيحصل ده بروباجندا مش أكتر،أنا نفسي هروح بكره لجنة الإنتخابات وأعطي صوتى له.

نظر لها طاهر بآسف قائلًا بلوم:

أنا عن نفسى المفروض لأول مره يحق لى أنتخب،بس مش هروح ولا هنتخب أى مُرشح مش مُقتنع بيه،وبالذات أسعد شعيب،طبعًا إنتِ مشفتهوش فى آخر جلسة محكمه

وهو بيهدد سهيله إنها حتى لو خدت براءة من المحكمه هو مش هيخليها تتهنى بيها،الراجل ده حسيت إنه منافق وعكس الصوره اللى بيحاول يجملها قدام أهل البلد أنه بيدور لهم عالمصلحه وبيجيب لهم الخير، ويستحق يمثلهم عند الحكومه، كفايه أنه متجوز إتنين،معرفش الإتنين قابلين إزاي،طبعًا قادر يسيطر عليهم،مش عارف إزاى بيتعامل مع ولاده من كل واحده فيهم،أنا مكنتش أعرف حد من ولاده غير سامر...وكمان آصف وآيسر غير كده معرفش بقية ولاده التانين،والله بشفق عليهم من أب زى ده يمكن أكيد ميعرفهمش من بعض.

ردت سحر بنفي:

لاء صفوانه مره قالتلى إنه معندوس أغلي من ولاده من نسوانه التلاته وكمان على تواصل مع البنتين اللى أمهم ماتت الاتنين متجوزين إتنين أخوات ولاد عضو مجلس شعب صاحبه، وعايشين فى مصر،وعالدوام واصل الود معاهم.

أخذت هويدا الحديث من سحر وقالت ببساطة:

وفيها أيه لما يكون متجوز إتنين طالما عادل بينهم،كمان أنا شايفه إن الحجه شُكران عالدوام مريضه وهو من حقهُ يلاقى اللى بصحتها تكون واجهه له قدام زُملاؤه بقية أعضاء مجلس الشعب،ومش معنى إنه هدد سهيله فى المحكمه يبقى شخص سيئ،ناسى إن اللى سهيله قتلته ده يبقى إبنه.

نظرا كل من أيمن وسحر لها بضيق وعتاب،بينما قال طاهر بيقين:

سهيله متقلتش سامر،والمفروض إننا أخواتها وندافع عنها اللى يسمعك يقول خلاص صدقتِ إن سهيله مجرمة.

إرتبكت هويدا وشعرت بخزي وقالت بتبرير مُبطن:

آه طبعًا،أنا مقصدش والمثل بيقول أنصر أخاك ظالمً أو مظلوم.

رمقها طاهر بآسف قائلًا:

سهيله مظلومه.

أومأت هويدا رأسها بتوافق دون إقتناع وتهربت قائله:

أنا هروح أنام عندي بكره شغل مهم فى البنك تصبحوا على خير.

أومأ الجميع لها برأسهم وردوا عليها بود، رغم إستيائهم من طريقة حديثها عن سهيله،

بينما جلس طاهر جوار أيمن أرضً ونظر الى أكواب الشاي وجذب كوب وقام بإرتشاف بعض قطرات منه قائلًا:

أنا مدوقتش طعم الزاد طول اليوم.

نهضت سحر تنظر له بعتاب قائله:

إتلهيت فى الشغل طبعًا ونسيت تاكل زى العادة.

أومأ لها طاهر برأسه قائلًا:

هو ده فعلاً اللى حصل، وكمان أنا بحب أكل من إيديكِ الأكل له طعم تاني.

تبسمت له بحنان قائله:

دقايق هروح أجيبلك تاكل.

أومأ طاهر برأسه ونظر فى آثر سحر حتى دلفت الى داخل المنزل، عاد بنظرهُ الى طاهر وأخرج من جيبه مبلغ مالى ومد يدهُ به لـ أيمن قائلًا:

خد يا بابا، أنا قبضت من مركز الصيانه اللى بشتغل فيه، أدي للمحامى أتعابهُ.

نظر أيمن الى ذلك المبلغ وربت على يد طاهر بحنان قائلًا:

خلي فلوسك معاك ياطاهر بكره تحتاجها وأنت فى الدراسه تشتري كُتب ومستلزمات الجامعه، ناسى إنك هتبقى فى آخر سنه فى الكليه، وهتحتاج لمشاريع تخرُج وهتتكلف، يمكن وقتها أكون أنا مش معايا فلوس، النهاردة الحمدلله أنا دفعت للمحامي أتعابهُ،سحر كانت عامله جمعية عشان نبقى نكمل بها بقية جهاز هويدا، والفرح خلاص إتأجل ميعادهُ،أهو كويس نكون عملنا جمعية تانيه ونقدر نتصرف بيها...كفايه إنك شايل مصاريفك عني وبتشتغل جنب دراستك،غير كمان إنت اللى بتشجع رحيم إنه يكمل فى ممارسة البوكس والتايكوندوا فى النادي وبتدفع مصاريفهم الكتير.

تبسم طاهر وهو ينحني يُقبل يد أيمن قائلًا بإمتنان:

بابا إنت اللى فى البدايه وجهتني إنى أتعلم شغل الصيانه لما لقيت عندي هواية تصليح التلفزيونات وكمان الموبيلات حتى إنت اللى كنت بتدفع تمن الكورسات اللى كنت باخدها فى مركز الصيانه، وبسبب شطارتى فى الكورسات دى إشتغلت معاهم فى نفس المركز غير كمان بيجلي شغل تانى بعيد عنهم، أهو بسترزق.

تبسمت له سحر التى آتت بصنية طعام متوسطه وضعتها أمامه وجلست جوار أيمن تنظر له بمحبه قائله:

ربنا يوسع رزقك بالحلال دايمًا.

تبسم طاهر وهو ينظر الى ذلك الذى دلف الى المنزل وقام بإلقاء تلك الحقيبه الرياضيه أرضًا كان يشعر بإنهاك لكن حين وقع بصرهُ على الطعام نسي ذلك وهرول سريعًا نحو صنية الطعام وبدأ يقتات منها بلهفه

حذرهُ بمرح:

كُل بالراحه محدش هيحوش عنك الأكل، إنت جاي من مجاعة المفروض كنت تغسل إيدك قبل ما تاكل.

لم يرد رحيم وإستمر فى تناول الطعام.

رغم غصات قلب سحر لكن تبسمت له بحنان وقالت:

كان قلبي حاسس إن هترجع من مركز الشباب جعان وعملت حسابك وجبت لك أكل مع طاهر.

رفع رحيم رأسه ونظر لـ سحر قائلًا برجاء:

والنبي ياماما خلي قلبك يحس برجوع سهيله تانى للبيت عشان هى وحشتني أوى.

ردت سحر بأمنيه تخرج من قلبها:

إن شاء الله سهيله هترجع للبيت تاني قريب.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــ

بـ سرايا شُعيب

بغرفة المكتب

تداول آسعد مع أحد مُساعديه سير الدعايه الإنتخابيه... تنهد بهدوء قائلًا:

تمام كده، بكره خلاص بدأ الجوله النهائيه مش عاوز مفاجأت.

رد مُساعده:

إطمن يا باشا المنافسه سهله الخصم تقريبًا مالوش أى شعبيه قصاد شعبية ساعتك، النجاح مضمون.

أومأ له أسعد برأسه قائلًا:

تمام،إنت عارف إن ده وقت الصمت الإنتخابي،وإنى المفروض كل الدعايه تتوقف.

تبسم المساعد قائلًا:

حضرتك إحنا ساكتين ومُلتزمين بالصمت،الأهالى هما اللى حابين يعبروا عن محبتهم لسيادتك.

نهض أسعد واقفًا بثقه قائلًا:

تمام،نتقابل بكره قدام لجنة الإنتخابات،عاوزك تنبه عالرجاله مش عاوز شغب مع المُرشح المنافس،هو شخص إستفزازي،وعارف مقدمًا إنه مش هيقدر عالمنافسه قصادي وممكن يلجأ للشغب.

رد المُساعد:

متقلقش يا باشا،أنا منبه عالرجاله مهما عمل أو قال هو يطنشوا.

صافح أسعد المساعد الذى غادر المكتب،بنفس الوقت صدح رنين هاتفه،جذبه من فوق المكتب ونظر الى شاشته،وقام بالرد بعد التحيه سمع الآخر يقول له:

بتصل على حضرتك أفكرك إن قضية المرحوم سامر بيه بعد أربع أيام ودى جلسة النُطق بالحُكم،عشان اعرف حضرتك هتحضر الجلسه زى الجلسات اللى فاتت.

سهم أسعد للحظات ثم زفر نفسه بغضب وفكر قائلًا:

لاء أنا مش هحضر الجلسه دى إنت عارف إن اليومين الجاين هبقى مشغول فى الإنتخابات واللف على دواير المركز وكمان نتيجة الإنتخابات، بس طمني ممكن القاضى يحكم ولا يآجل القضيه تاني.

رد المحامى بتوضيح:

معتقدش هيبقى فى تآجيل تاني، القضيه تعتبر مؤجله من الدوره القضائيه اللى فاتت وإحنا فى أول الرول، والقاضى هيبقى عاوز ينهي القضيه عشان لو فى إستئناف.

نفخ آسعد وجنتيه بغضب ثم زفر نفسه سائلًا:

ومتوقع القاضي هيحكم عليها بأيه؟.

إزدرد المحامى ريقهُ قائلًا:

هو فى ثوابت وظوابط قانونيه لنوعية الجرائم دى

بس أحيانًا الحُكم بيختلف من قاضى للتانى، حسب رؤيته للقضيه، بس بناءًا على أقوال المتهمه والحيثيات، بصراحه مش متوقع حكم القاضي، بس أكيد هتاخد حُكم مُخفف،كم سنه فى السجن.

إغتاظ آسعد قائلًا بغضب:

قصدك ايه بحكم مخفف كم سنه؟.

رد المحامى:

ده قوانين يا أفندم،وإحنا ممكن نطعن فى الحُكم بعدها لو مكنش يرضي ساعتك.

زفر آسعد نفسه يشعر بغليل قائلًا:

لو بأيدي عاوز ليها الإعدام فورًا،بس تمام خلينا ورا القانون نشوف هيوصلنا لأيه.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

بـ شقه خاصه بالقاهرة

زفر آصف دخان تلك السيجاره التى بيده ثم جذب ذلك الملف وقام بفتحه وقراءة محتواه يُدقيق

بكل حرف يقرأوه، أثناء تدقيقه صدح رنين هاتفه، جذبه من أمامه وتبسم حين رأي إسم أيسر، وضع بقايا السيجارة بالمنفضه ثم قام بالرد عليه قائلًا:

الساعه دلوقتى عندك كام فى "ستوكهلم".

تثائب آيسر ونظر الى ساعه موجوده بالغرفه قائلًا:

ياعم فرق التوقيت بين ستوكهلم ومصر هو ساعه يعنى الساعه هنا دلوقتي تسعه ونص عندك فى مصر عشرة ونص،يعنى لسه الليل فى أوله.

تهكم آصف قائلًا:

الليل فى أوله بالنسبه لشخص فاصي زى جنابك مقضيها طيران من بلد لبلد تانيه، أنت مش كنت مكلمني من يومين إنك فى سويسرا، الصبح تبعتلى رساله إنك فى السويد.

تبسم آيسر قائلًا:

الحق عليا بقولك على تحرُكاتي عشان أجيبلك هديه من كل بلد أنا بروحها،معايا ليك علبة شيكولاته سويسري هتنسيك السجاير اللى بتحرقها وتضر صحتك،شيكولاته ماركه أصليه.

تهكم آصف قائلًا:

ومين بقى اللى جابت لك علبة الشيكولاته دى،وأيه كان المُقابل قصادها.

ضحك آيسر قائلًا:

لاء إطمن أخوك عنده حدود،هما بوستين بس،بس والله البت صعبت عليا أوى كان نفسها فى ليله مُميزه وشموع ورقص،بس أنا قلبي حنين رقصتها لحد ما أتهدت ونامت.

ضحك آصف قائلًا:

لاء محترم،يا بني توب عن اللى بتعمله ده،تعرف أنا نفسى تقع فى بنت تعلمك الأدب.

تنهد آيسر بإشتياق قائلًا:

والله أنا كمان نفسي،نفس أشوف بنت وتعلم فى قلبي،بس لحد دلوقتي كلهم مفيش واحده فيهم ملت عيونى،وعلمت فى قلبي،أهو بتسلى،يمكن فى يوم تظهر نجمة حياتي...نفسى أعيش إحساس الحب الشوق واللوعه.

على ذكر "الحب الشوق اللوعة"

شعر آصف بنغرات قويه فى قلبه لكن قاوم ذلك قائلًا:

على فكره بابا كان زعلان منك،وقالي بدل ما كان يسافر يصيع فى أوربا كان وقف جنبي فى الإنتخابات حتى يظهر قدام الناس إن عنده رجاله.

رد آيسر:

هو كده كده ضامن ينجح، مفيش مُرشح يقدر يسد قصاد سطوته، وكمان

أنا ماليش فى لعبة السياسه والإنتخابات، أنا مصدقت خلعت من المدرسه العسكريه اللى كنا فيها، والنظام العسكري اللى كله أوامر،أنا مش زيك مقدرش أتحمل أبقى مُلتزم بقوانين صارمه،أنا بحب الحريه، وبعدين سيبك من موال الإنتخابات، إنت مش مُنتدب السنه دى فى محكمه فى القاهرة، قولى ليه ساكن فى شقه خاصه، ورغم إنك المحكمة اللى مُنتدب فيها قريبه من الڤيلا اللى عايش فيها بابا،مع حرمه المصون شهيره.

تهكم آصف بسخريه قائلًا:

هى المحكمة فعلًا قريبه من الڤيلا،بس أنت عارف إن أنا والليدى شهيره مش بنطيق كلمة لبعض،وأنا بكره سماجتها،ومقدرش أتحملها عاوز الهدوء عشان أركز فى القضايا،والشقه بالنسبه لى مُريحه جدًا وفى منطقه هاديه.

تبسم آيسر قائلًا:

فعلًا البُعد عن الليدي شهيره غنيمه،يلا بقي كفايه رغى عندي راندڤوا مع موزه سويديه ومحتاج أبقى دماغي رايقه،أشوفك بعد يومين فى مصر يكون موال الإنتخابات ده خلص.

تبسم آصف وهو يُغلق الهاتف وقام بوضعه أمامه على المكتب،ونهض للحظات ثم عاد يضع كوبً من القهوه الداكنه على الطاوله أمامه وجذب علبة السجائر وأشعل إحداها،نفث دخانها،وجذب ذلك الملف مره أخري عاد يُدقق به،حتى إنتهي وأخذ القرار مع نهاية إحتساؤهُ لكوب القهوة،جذب تلك الحقيبه الصغيره الخاصه بالملفات وقام بفتحها وجذب الملف وكاد يضعه بالحقيبة لكن توقف حين وقع بصرهُ،على ذاك الملف الموجود بالحقيبة،،قام بجذبه ووضعه على المكتب أمامه ثم ترك الحقيبة والملف الآخر،للحظات تردد فى فتح ذاك الملف لكن مُرغمً من قلبه،شعور جعله يفتح الملف،شعر بوخزات قويه فى قلبه حين وقع بصرهُ على تلك الصورة الملصوقه بأعلى أول صفحة بالملف

بتلقائيه وضع يدهُ على تلك الصورة كاد يتلمسها،لكن شعر بمشاعر مُتخبطه ومتناقضة

بين إشتياق ولوم

لكن غلبت مشاعر الغضب لديه وتحجرت عيناه وهو يحاول تغاضي النظر لتلك الصورة البريئه عكس حقيقة صاحبتها،طوى الصفحه وبدأ بقراءة الملف الى أن إنتهى أغلقهُ مباشرةً،يشعر بغضب يتوغل الى قلبه،بخبرته القضائيه توقع حكم القاضي فى تلك القضية بناءً على ما هو أمامه من أدله وحيثيات،لكن إتخذ قرار آخر برآسه لن يدع تلك الجلسة القضائيه تفوته.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

باليوم التالى داخل إحد لجان الإنتخابات بالبلده كانت هويدا

تقف بمكان قريب تستطيع منه رؤية القادمين للإدلاء بأصواتهم،بترقُب منها تتمنى أن يتحقق ما تود الوصول إليه

شعرت بإنشراح حين تحقق ما أرادته ها هو آسعد يقترب للدخول الى مقر الإنتخابات... حسمت أمرها وإستجمعت ذكائها مع نِفاقها، ورفعت صوتها تُجاهر بالقول تحاول إقناع الواقفين للإدلاء بأصواتهم:

يا جماعه إنتخبوا'"المهندس آسعد شُعيب"هو أفضل شخص يمثلنا فى البرلمان،كلنا شايفين إنجازاته فى البلد،وتطويرها، مش بس مساهمته فى تطوير البنك الزراعي،لاء وكمان طور فى مدارس البلد حتى المدرسه دى اللى بتتم فيها الإنتخابات هو اللى طورها،عشانكم وعشان أولادكم يلاقوا رفاهيه،هو قلبه دايمًا على مصلحة البلد،أقل شئ نقدمه له ونشكره بيه إننا نعطي له صوتنا الإنتخابي.

هلل بعض الموجودين بالمكان بإسم

آسعد الذى دلف الى المقر وسمع حديث هويدا التى كانت تقصد ان تُعطي لها ظهرها حتى لا يظن أنها تعمدت قول ذلك حين رأته،لكن سُرعان ما أدارت وجهها له،بعد تهليل الناخبين له،إقترب أسعد منهم بود ظاهري،لكن عيناه كانت مُنصبه على هويدا التى يعلم كنيتها جيدًا هى أخت قاتلة أحد أبناؤه،لكن فكر عقلانيًا،حتى إن كانت أخت القاتله فهو لن يأخذها بذنب غيرها،إقترب منها وإنحني قليلًا وهمس لها:

مُتشكر جدًا،ممكن تستنيني بره اللجنه خمس دقايق بس على ما أحط أنا كمان صوتى الإنتخابي.

أومأت رأسها تدعي الإهتمام قائله:

بالتوفيق.

بعد عدة دقائق،بزاويه قريبه من فناء أمام ذاك المقر الإنتخابى،إقترب أسعد من مكان وقوف هويدا التى كانت ترتدي نظارة شمسيه،

وقف آسعد صامتً للحظات،إدعت البراءة وقالت:

أنا عارفه إنى أختي تستحق العقاب،أنا مش عارفه إزاي جالها قلب تقتل إنسان حتى لو كلامها صحيح إنه حاول يعتدي عليها...كان أبسط شئ صوتت وهو وقتها مكنش هيغصبها،بس أختى يظهر دراستها للطب حجرت قلبها وخلتها تسفك دم إنسان.

لم يهتم أسعد بقولها،كان رده نظرة إعجاب منه لها،يري بها صورة أخرى لفتاة بالماضى عشقها،لكن سُلبت منه مرتين.

توقف الإثنين يتحدثان دون ملاحظة عادل الذي رأهما أثناء دخوله للإدلاء بصوته... تهكم بسخريه، رغم شعورهُ البغيض إتجاهما الإثنين.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

القاهرة

بـ آتلييه خاص بالأزياء

كانت شهيره تجلس برفقة أخيها "رامز"

يتحدثان حول الترتيبات النهائيه لذلك العرض الخاص بمجموعة الأزياء الجديدة

سمع الإثنين طرقً على باب المكتب سمح له بالدخول

دلفت فتاة ليست صاحبهة جمال فائق، مقبولة الملامح لكن تمتلك جسد طويل ورشيق كما ينبغي مثل عارضات الأزياء... نظر لها رامز بنظرة وقحه

شعرت الفتاة بتلك النظره لكن لم تُبالي فهى هنا من أجل أن تنال العمل كـ عارضة أزياء

بينما نظرت لها شهيرة بتمعُن سائله:

إنتِ "نوران"

أومأت الفتاة برأسها قائله:

أيوه أنا مدام أمل كلمتك عني.

نظرت لها شهيرة سائله:

تمام، مدام أمل قالتلى إن عندك خبرة فى عروض الأزياء.

أومأت الفتاة برأسها...بينما قال رامز:

تمام تعرفى طبعًا إن فى ماشيه خاصه لعارضات الأزياء عالبيست

" Cat walk "

ياريت تمشيها دلوقتي قدمنا.

إستجابت الفتاة لذالك سارت بالمكتب ذهابً وإيابً بغنج مثل العارضات

كانت عيناه تفترس كل ذره بجسدها،قام بالتصفيق لها بتشجيع قائلًا بحماس:

لاء واضح فعلًا إنك مش مبتدأه،لاء مُتمرسه.

إبتسمت الفتاة قائله:

من صُغري بحب أتفرج على عروض الأزياء وكمان كنت بركز فى مشية العارضات عالبيست.

غمز رامز لها بوقاحه قائلًا:

تمام كده بس لازمك شوية فنيات بسيطه وأنا هعلمهالك وإن شاء الله هتبقى سوبر موديلز.

تبسمت الفتاة بإنشراح تنظر الى شهيره سائله:

أفهم من كده إن حضرتكِ وافقتِ إنى أكون من ضمن الموديلز اللى بيشتغلوا تبع الآتلييه.

تضايق رامز من سؤال الفتاة لـ شهيره كآنها تُلغي وجوده،تعصب قائلًا:

أنا هنا المسؤول عن العارضات،ولو مش شايف فيكِ مميزات العارضة

صدقني بعد الموقف ده كنت أبسط شئ طردتك،بس عشان شايف الموهبه زائد كمان جسمك مليكان،هتغاضي عن قلة الذوق دى.

إرتبكت الفتاة قائله:

متآسفه حضرتك بس.

تنرفزت شهيره قائله:

خلاص محصلش حاجه،شغلك مع مستر رامز،العرض فاضل عليها فتره بسيطه،ومش عاوزه أى أخطاء،دلوقتي إتفضلى روحى لمكتب الإستعلامات الموظفه اللى فيه هتديكى مواعيد تدريبات العارضات.

وافقت الفتاة وغادرت المكتب بينما عيني رامز مازالت تنظر لها،إستهجنت شهيره على رامز قائله:

رامز بحذرك بلاش حركاتك دى مع العارضه دى بالذات،أمل ليا معاها شُغل كتير وأهم زبونه تقريبًا للآتلييه والبت دى تقريبًا قريبتها،وكمان مش جميلة أوى ولا جذابه،ولا إنت خلاص نظرك راح من البص عالبنات.

توتر رامز قائلًا بتبرير:

أنا أكتر واحد فاهم فى شعل العارضات كويس وبعرف اتعامل معاهم،وإطمني النوعيه دي بتبقى مركزه على هدف معين ومش فى دماغى أوصل للهدف ده دلوقتي.

تهكمت شهيره سائله:

وأيه هو الهدف ده؟.

رد رامز:

نفس هدفك زمان مع آسعد،النوعيه دى مش بتفكر غير بعقلها وبس إزاي توصل لهدفها مش مهم الطريقه،حتى لو تخلت عن حلمها كـ عارضه عالميه مقابل إن يبقى لها إسم تانى فى مجال الشُهرة والنجوميه...وتبقى سيدة مجتمع راقيه،لأنها عارفه إن شغلها كـ عارضه مرهون بفترة قصيرة،وهتيجي غيرها تاخد نفس الشهره ويمكن أكتر،فتعوض ده بإنها توقع اللى يوصلها لهدفها وتفضل ايقونه مشهورة علطول فى الصدارة.

ــــــــــــــــــــــــــــ

بعد مرور يومين

ليلًا

بظلام تلك الزنزانه

كانت سهيله تجلس القرفصاء تدفن وجهها بين ساقيها تشعر بأنها مثل التائهه بالغد لديها جلسة بالمحكمه لا تعلم ماذا سيكون مصيرها

هل سيستمر بقاؤها سجينه لمدة أطول من ذالك، هل ستبقى بهذه الزنزانه ام سيتم تحويلها لسجن آخر أكبر، تقضي فيه بقية عقوبتها على ماذا لا تعرف لما هذا حدث لها ذلك، مستقبلها ضاع، هل سيضيع شبابها أيضًا فى زنزانه بين مُعتادِ الإجرام...

بأوج أفكارها المُعتمه كان هنالك صوت ربما أعطي لها جزءً كبير من الأمل، هو صوت المذياع الخاص بإحدي السجينات معها، كان يقرأ آيات من "القرآن الكريم"

شعرت بهدوء وراحه فى قلبها،تمددت فوق الفراش،تشعر بوجود أمل قد يُنقذها من براثن ذالك اليآس...حاولت إغماض عينيها

لوقت قليل لم تنعس،لكن تشعر براحه نفسيه،لكن فجأة شعرت كآن هنالك من تمددت جوارها على الفراش،ليس هذا فقط بل كادت أن تلمس جسدها،إنتفضت سهيله سريعًا من فوق الفراش، وذهبت نحو ذر الإناره ونظرت لتلك الراقده فوق فراشها قائله بإستهجان:

فى أيه.

لم تخجل الأخري وجاوبت بفجاجه:

فى أيه يا حلوه إحنا بنتسلى.

نظرت سهيله بذهول قائله:

بنتسلي،بنتسلى بأيه،إنتِ إزاي تفكرى فيا بالشكل ده،وكمان إزاي مش مكسوفه من نفسك،ولا هتنكسفِ ليه أساسًا وإنتِ بتشتغلي فى الدعارة فمش فارق معاكى لا أى أخلاق ولا دين،ولا ستات من رجاله.

تعصبت تلك المراه ونهض من فوق الفراش تقترب منه تنظر لها بسخط وقالت بإستقلال:

مفكره نفسك ست يا بت،أنت مش شايفه جسمك مفيش فى ريحة الانوثه،إنتِ شبه عود الحديد.

رغم رجفة قلب سهيله لكن إدعت القوه كي تُرهب تلك القذره وتبتعد عنها قائله بغضب:

ولما أنا شبه عود الحديد ليه جايه لى لعند سريري،إبعد عني،إنت مفكرة إنى جايه فى قضية شيكات بدون رصيد،أنا هنا فى قضية قتل،وكمان زيادة معرفه أنا دكتوره وسهل أشوف الدم قدامى ولا يتهز فيا شعره،لمي نفسك وعندك فى الزنزانه اللى قابلين بقذارتك يبقى تبعدي عني أفضلك.

للحظه إرتجفت تلك المرأة وشعرت بالرهبه،لكن قالت بوقاحه:

يعني بتعترفي إنك قتلتِ،طب ليه يا حلوة تلوثى إيدك بالدم،وبعدين أنا غلطانه الحق عليا كنت هسليكِ وهخليكِ تنسي الواطي اللى كل ليله تهمسي بإسمه وإنتِ نايمه،مالكيش فى الطيب خليكِ كده عايشه فى بؤس وإحلمِ باللى باعك ويمكن هو السبب إنك هنا فى السجن.

نظرت سهيله لتلك المرأه بسُحق لكن حاولت السيطرة على غضبها،وعادت تجلس على فراشها تضم ساقيها لصدرها،تسيل دموعها تحاول كتم صوتها تترجي أن يرفق بها القدر بالغد وتخرج من ذالك المكان البائس قبل يؤد بداخلها إنسانيتها. ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

صباح اليوم التالى

بالمحكمه

وسط تجمع إعلامى لبعض القنوات الفضائية وبعض المواقع الالكترونيه،مثلما يحدث،لكل جلسة من جلسات تلك المُحاكمه الخاصه بالطبيبه التى قتلت زميلها،بين مؤيد ومعارض،كذالك ذُكر أن القتيل كان إبن أحد أعضاء مجلس الشعب،الذى لم يستخدم سطوته وترك القصاص للقانون،كذالك ذُكر أن القتيل كان زميل دراستها،وهى غدرت به

بفناء المحكمه

دلف آصف بسيارته وصفها بمكان خاص بالسيارات، رأى دخول سيارة الترحيلات الآتيه ببعض السيجينات، إنتظر ينظر لتلك السياره وهي يترجل منها نساء واحده خلف أخرى مُقيدة أيديهن بأصفاد حديديه، لم يهتم لرؤيتهن فهذا ليست أول مرة يرى ذالك، لكن شعر كآن سيخ مُلتهب أصابه فى قلبه مباشرةً حين ترجلت من تلك السيارة سهيله،

رأى دفع إحدى المُرافقات لها بقوه وكادت تسقط أرضًا لولا أن أمسك بيدها أحد العساكر الموجودين بالمكان، يحاول إبعاد مراسلين تلك القنوات من الوصول لها ، رغم أسئلتهم الفجه بعض الشئ لها، إلتزمت الصمت غُصبانيه.

طغي علي آصف شعور بالغِيره من مسك ذلك العسكري ليدها،ود أن يترجل من السيارة ويلكمه كيف سمح لنفسه بلمس يدها، كذالك شعر بغضب من تلك المرأة التى دفعتها،وهؤلاء المراسلين وفضولهم وأسىئلتهم الحمقى دون مُرعاة شعور البشر، لكن عاد عقله يتحكم به وقام بوئد تلك الشفقه والمشاعر التى مازالت تتحكم بها إتجاهها، يلوم قلبه الذى يضعف كلما إقترب منها، تحمل أن يظل دقائق جالسًا بالسيارة عيناه تُراقب دخول سهيله الى داخل المحكمه،كذالك تلك الكاميرات التى تتبعها،وتلتقط لها الصور، تنفس بغضب، أخرج علبة سجائره وأشعل إحداها يُنفثها بغضب، عله يحاول تهدئة شعور الذى إنتابه بالرآفه إتجاه سهيله.

بينما دلفت سهيله خلف ذالك القُضبان الموضوع بقاعة المحكمة

تبسمت بغصة قويه حين إقترب كل من أيمن والمحامى ومعهم آسميه التى تدمعت عينيها وهى تمسك بيدي سهيله من خلف أسياخ ذالك القُضبان ودت أن تستطيع تحطيمها وتُخرجها من خلف القُضبان، بينما سهيلة إنحنت وقبلت يديها قائله:

وحشتيني أوي يا تيتا، ليه تعبتِ نفسك وجيتِ النهارده.

سالت دموع آسميه قائله:

قلبي حاسس إن ربنا هيفُك كربك والقاضى هيبقى فى قلبه رحمه ويحكم بالحق.

نظرت سهيله بغصه تحاول كبت دموعها،بينما تحدث المحامي معها ببعض النقاط سريعًا قبل دخول القُضاه كذالك أيمن لكن كانت لحظات فقط

قبل أن يقول حاجب المحكمه كلمته الشهيره:

محكمه.

وقف الجميع، الى أن جلس أعضاء لجنة المحكمه

بدأت مدولات القضيه بين الإتهام وسماع الدفاع كذالك بعض التساؤلات الخاصه.

لكن شعرت سهيله كآن كل شئ حولها توقف حين رأت دخول آصف الى قاعة المحكمه،راقبته بعينيها الى أن جلس بمقعد بعيد عنها،ظلت تشعر بالصمت حولها رغم صخب القاعه،فاقت من ذالك على قول أحد القُضاه:

إستراحه نص ساعه للمداولة بين القضاة وبعدها هنصدر قرار الحُكم.

لم تعرف سهيله كيف إنقضت تلك النصف ساعه عليها،كآنها عِقد من الزمن، كانت ترتقب ليس قرار القاضي،بل رد فعل آصف حين

سمعت أحد القُضاة يقول:

النُطق بالحُكم بناءً على حيثيات القضه وأقوال المُتهمه...

لم تكُن تنصت الى قرار القاضى كانت تختلس النظر ناحية آصف الواقف مثل البقيه

كانت تود أن يخلع عن عينيه تلك النظارة المُعتمه علها تستطيع معرفة رد فعله على قرار القاضي من نظرة عيناه.

بينما أسفل عدسات تلك النظارة أغمض آصف عيناه بقسوة، كما توقع قرار القاضي لم يكُن عكس توقعهُ... والآن لا يوجد طريق ثالث للقصاص منها.
بالكافيه القريب من الجامعه

ترك طاهر ذلك النادل الذى كان يتحدث معه حين رأى دخول يارا الى الكافيه،توجه ناحية إحد الطاولات وظل واقفًا ينتظر ببسمه على وجهه،يشعر بزيادة خفقان فى قلبه ، تبسمت هى الأخرى بتلقائيه يخفق قلبها بشده، بكل خطوه تقترب من طاولته ، شعور مختلف لأول مره بحياتها تتخلى عن غرورها وتكذب كي تلتقى بشخص شعور يتمكن من قلبها مع الوقت يجعلها تود أن يتوقف الوقت ويبقى الإثنين هنا، توجهت الى تلك الطاوله تبسمت له قائله:

إتأخرت عليك.

أشار لها للجلوس وجلس هو الآخر قائلًا:

مش كتير أنا يادوب واصل من دقايق.

جلست تشعر بتوتر وإرتباك لا تعلم كيف تبدأ حديث معه كآنها نسيت كل ما كانت تُفكر به طوال الطريق، بينما شعر طاهر بإستغراب من صمتها، للحظات، تنحنح يقطع الصمت قائلًا:

تشربي أيه؟.

إرتبكت أكثر وقالت بتسرُع:

أى حاجه.

اشار بيدهُ للنادل الذى إقترب منه قائلًا بمزح مع النادل:

إتنين عصير فريش، فريش مش مُعلبات.

تبسم له النادل وغادر، بينما مازالت يارا متوتره، كآنها لاول مره تجلس معه بهذا الكافيه، حاولت ان تتغلب على هذا التوتر وأرجعت ذالك ان سابقًا كانت اللقاءات بينهم مجرد صُدف وحتى إن كانت مقصودة منها لكن لم تكُن هى من تطلب اللقاء... ظلت صامته لدقيقه الى أن عاد النادل بكآسين من العصير وضعهم أمامهم، ثم غادر، لاحظ طاهر صمتها كذالك ملامحها المتوتره التى زادت وجهها ببعض الإحمرار البسيط، قرب كآس العصير الخاص بها امامها قائلًا:

إتفضلي.

تبسمت بتوتر تشعر أن الحديث الآن مجازفه، وقالت بهدوء:

شكرًا

تبسم لها.

لفت نظرها نظره للهاتف الخاص بها، ظنت انه تضايق من صمتها، جلت صوتها وقالت بهدوء:

أنا آسفه إن كنت معطلاك، بصراحه انت عارف إنى أتصلت عليك النهارده، عشان الفون بتاعى وقع منى فى الميه وهو نفس الفون اللى كنت أخدته صلحته قبل كده فى مركز الصيانه اللي سبق وصلحت لى الفون فيه ، أنا لو اعرف مكان مركز الصيانه مكنتش طلبتك، واضح إنى عطلتك.

تآسف منها قائلًا:

أبدًا مش معطلاني،بالعكس.

تبسمت له وهى تُخرج هاتفها من حقيبة يدها،ومدت يدها نحوه قائله:

الفون أهو.

مد يدهُ هو الآخر يآخذ منها الهاتف تلامست أناملهم معًا،رفع عينيهم ونظرا الى بعضهما ثوانى كانت تُرسل إشارات الى قلب كل منها

كل منهما لديه شعور خفي لا يعلمه

أهو مجرد إرتياح صداقه،أم مشاعر أخري عابرة غير مفهومه،لكن قطع تلك النظرات والإشارات رنين هاتف

طاهر،إنتبهت يارا وسحبت يدها وتركت الهاتف لـ طاهر الذى نظر لشاشة الهاتف،وقرأ إسم المُتصل،لقطت يارا شاشه الهاتف دون قصد منها،علمت ان والداته هى من تُهاتفهُ،بينما طاهر شعر برجفه فى قلبه ان تُخبرهُ والدته بخبر سيئ،اليوم مُحاكمة سهيله كان سيذهب للمحكمه،لكن أرجأ ذلك بسبب مُهاتفة يارا له وطلبها منه اللقاء من أجل تصليح هاتفها،وافق بسبب إشتياقهُ للقائها منذ عدة أشهر بعد نهاية أمتحانات الجامعه لم يلتقى بها فقط يُتبعان بعض عبر وسائل التواصل الأجتماعي عبر الهواتف،مجرد تعليقات كل منهم للآخر على بعض المنشورات التى يضعها على حسابه الخاص،كآنها كانت مُتنفس لهما لمجرد المُتابعه فقط،كذالك هى كانت نفس الشئ،لكن إتخذت خطوة،وأسقطت هاتفها عنوه بالماء كى تستطيع اللقاء به.

تنحنحت بإرتباك وقالت له:

مش هترد على اللى بيتصل عليك.

نظر لها ثم جذب هاتفه وقام بالرد يشعر برهبه أن يسمع خبر عن سهيله يجعله يحزن،لكن مجرد أن قام بالرد سمع والداته تتحدث بصوت يبدوا سعيد،إنشرح قلبه قليلًا،لكن سُرعان ما سأم وجهه ،للحظات وهو يسمع باقى قولها :

سهيله القاضي حكم عليها بتلات سنين سجن مع إيقاف التنفيذ،يعنى هتخرج من السجن.

إنبسطت ملامحه،وقال بإنشراح:

بجد يا ماما،بابا قالك كده أخيرًا،يعني سهيله هترجع البيت.

أجابته سحر بفرحه عارمه:

أيوا،باباك قالى المحامي هيحاول يخلص الإجراءات النهارده،وإن شاء الله ترجع للبيت النهارده.

تبسم طاهر قائلًا:

إن شاء الله هرجع المسا والقاه فى البيت، عندي شوية شغل فى مركز الصيانه هخلصهم وأرجع عالمسا مش هتأخر، سهيله وحشتني أوي.

أغلق طاهر الهاتف ونظر الى وجه يارا التى لا تعلم سبب لشعورها بغصه فى قلبها، بعد ان سمعت إسم سهيله، ماذا تعني له ليفرح كل هذه الفرحه الظاهره على وجهه، كذالك بداخلها ترقُب ودت سؤاله لكن هو نظر لها قائلًا:

تعرفي إن وشك حلو عليا أوي... ياريتك كنتِ كلمتني من زمان.

تبسمت له بترقُب وسالت بإستفسار:

مش فاهمه.

تبسم لها قائلًا:

جالي خبر كنت مستنيه من فتره طويله.

شعرت بفضول وسألت:

وياترا بقى خبر حلو ولا...؟.

تبسم لها قائلًا:

خبر حلو جدًا، سهيله دى تبقى أختي وكانت....

توقف للحظه قبل ان يزلف لسانه ويُخبرها انها كانت محبوسه، بالسجن، ثم أكمل:

كانت غايبه من فتره وهترجع للبيت النهارده.

إنشرح قلبها بإرتياخ، إذن "سهيله" هى أختهُ...تبسمت له بموده قائله:

ترجع بالسلامه،واضح إن ليها عندك مكانه كبيره أوي.

تبسم طاهر قائلًا:

فعلًا...سهيله أختى قريبه رغم إنها أكبر مني، بس بحس أوقات إن أنها بتبقى ضعيفه، وهى اللى محتاجه لأخ كبير.

ظلت يارا تسمع له عن مدحهُ، بأخته، شعرت بغصه، رغم أن لديها أخوات أكبر منها لكن لم تشعر بأن لهم وجود طاغي بحياتها لا يتشاركون سوا إسم الأب فقط

دخل لقلبها شعور لاول مره تتمناه أن يكون أحد أخويها مثل طاهر ويتحدث عنها بهذه الطريقه المُقربه...ظل بينهم حديث دون شعور منهم مر وقت طويل تحدثا بمواضيع كثيره،لكن لم تستطيع ان تتحدث عن اخواتها أمامه فماذا تقول له عنهم هم مجرد أخوه بالكِنيه فقط...لكن ولدت تلك الساعات مشاعر ربما مع الوقت تنكشف حقيقتها.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

فى المحكمه

قبل دقائق

نطق القاضي الحُكم

«بعد المدولات والإستجوابات، كذالك أقوال المتهمه وإستنادًا الى الأدله الخاصه بالجنايه، قررنا لجنة المحكمه، الحُكم على المتهمه

" سهيله أيمن الدسوقى "

بالسجن ثلاث سنوات مع إيقاف التنفيذ»

فى البداية كادت آسميه أن ترفع صوتها وتصيح بأن هذا ظُلم، لكن تحكمت فى غضبها حين إستدار لها المحامى مُبتسمً ، عقدت حاجبيها بإستغراب من بسمته، ولت نظرها

لـ أيمن تفاجئت بأنبساط على ملامحه هو الآخر، لحظات لم تفهم سبب لإبتسامتهم ولا مغزى الحُكم، وجهت بصرها نحو سهيله الواقفه خلف قفص الإتهام ترى رد فعلها هى الأخرى على قرار القاضى،لم تندهش حين رأت ملامحها لا تُعطى أى ردة فعل، تبدوا عينيها تنظر نحو مكان آخر بالقاعه، بتلقائيه منها نظرت الى ما تنظر إليه، سريعًا تعرفت على هاويتهُ من تنظر له سهيله، إنه الأبن الأكبر لـ أسعد شُعيب، شقيق القتيل، تسأل عقلها هل أرسله والده مكانه كي يقوم بذم وتهديد سهيله كما كان يفعل هو بعد كل جلسة قضائية، يقترب من قفص الإتهام ويتوعد لها أنها لن تفلت دون عقاب يشفى حسرته على فُقدان ولده... لكن ذلك لم يحدُث حين إبتعد آصف، وأعطى ظهره لـ سهيله وبدأ بالسير نحو باب الخروج من القاعه،زفرت نفسها بإرتياح،

بينما قبل لحظات من مغادرة آصف من أسفل تلك النظاره تحاشى النظر نحو سهيله الى أن قال القاضي قراره،الذى كان يتوقعه،نظر نحوها توقع أن يرى الفرحه على وجهها فهي بهذا الحكم المُخفف أصبحت حُره وستخرج من السجن،لكن تفاجئ بملامحها التى لا تُعطي أى رد فعل،رمقها بنظره ناريه غاضبه، فسر عقله ذلك أنه ثقه منها بعدما برأت نفسها بكذبه قذرة،بنفس اللحظه إمتلأ قلبه شعور بالحقد والجمود، حسمه عقله لو بقيت أكثر بالقاعه ربما شفقت عليها،بالفعل توجه نحو باب الخروج من القاعه.

بينما سهيله كانت تنظر له بأمل أن يقترب من قفص الإتهام وينظر لها دون تلك النظارة،ودت أن يتحدث لها ويقول أى شئ حتى إن قال أنه على يقين أنها قاتله،لكن كان صمته قاتل بالنسبه لها،كذالك رؤيته وهى يكاد يخرج من باب القاعه،أغمضت عينيها بقوه وآسف،تشعر كآن قلبها ينزف...

لوهله همس قلبها إسمه آصف

للحظه توقف آصف عن السير كآنه سمع همسها بإسمه

لوهله هى الأخرى ظنت أنه لم يكُن قلبها هو ما همس بإسمه بل نطقها لسانها..

لكن إنتهت تلك اللحظه حين نفض آصف عن رأسه تملكه الجمود وشعر أنه فقط توهم همسها بإسمه، أخذ نفس عميق يشعر بالإختناق ثم أكمل سير وخرج من القاعه.

بينما بدأ كل من بالقاعه بالخروج منها،كذالك كاميرات التصوير،التى تهافت البعض منها نحو قفص الإتهام،يسألون سهيله عن شعورها بهذا الحُكم المُخفف،وهى لا تشعر بهم،فقط تشعر بإنسحاب فى قلبها قبل أن يسحبها أحد العساكر ويخرج بها من ذلك القفص.

.............

بعد قليل بأحد ممرات المحكمه،لم تستطيع آسميه التحكم فى دموعها وهى تقول:

وشكم ليه بيضحك والقاضي حكم على سهيله بالسجن تلات سنين.

تبسم أيمن لها وقبل أن يُفسر لها،صدح رنين هاتفه،أخرجه من جيبه ونظر للمحامى مُبتسمً يقول:

دى سحر اللى بتتصل أكيد. قلبها ملهوف تعرف قرار القاضي... أنا هرد عليها أطمنها وإنت فهم عمتي قرار القاضي.

تنهد المحامي بإرتياح وفسر لها:

بصى يا حجه،قرار المحكمه صحيح تلات سنين سجن بس مع إيقاف التنفيذ،يعنى سهيله هتخرج من السجن خلاص،لأن الحكم ده يعتبر لاغي، زي إفراج بس يتنفذ لو هى إرتكبت جريمه تانيه وخدت حُكم تانى وقتها هتنفذ الحُكمين،دلوقتي هندفع للمحكمه مبلغ زى كفالة، كمان هنقدم إستئناف عالحُكم وإن شاء الله ربنا يسهل.

شعرت آسمية بإنشراح فى قلبها وآمنت على حديث المحامى وقالت بلهفه:

اى كفاله إدفعها لها،من جنيه لـ ميت ألف وأنا اللى هجيبهالك حالًا،المهم أنها تطلع من السجن،كفايه كده.

تبسم المحامى،مع أغلاق أيمن الهاتف وهو يبتسم قائلًا:

سحر مش مصدقه،وبتقول مش هتصدق غير لما تشوف سهيله قدامها... تدمعت عين آسميه، لكن إستأذن المحامي منهم قائلًا:

هستاذن أنا هروح أكمل إجراءات خروج سهيله، وكمان أعرف مبلغ الكفاله اللى حدده القاضي.

أومأت له آسميه قائله:

على ما تخلص الإجراءات هروح أنا وأيمن نسحب فلوس من البنك ونرجع بسرعه.

ــــــــــــــــــــــــــــ

بمقر خاص لـ أسعد بالبلده يُدير منه بعض الشؤون الخاصه

جذب ذالك الملف وقام بفتحه تلمس بآنامله تلك الصورة، القريبه الشبه من المرأة الوحيدة الذى خفق لها قلبه لكن عثر عليها متأخرًا كانت مرتبطة برجُل آخر، كما أنها توفت بريعان شبابها، همس إسمها"إبتهال"

طوى الصفحه وبدأ بقراءة باقى محتويات الملف،لفت نظره تاريخ ميلادها،كذالك شهادتها الجامعيه، لكن توقف للحظه غير متوقع قائلًا:

مكتوب كتابها!.

عبس وجهه وأغلق الملف يزفر نفسه بغضب، قطع تفكيره رنين هاتفهُ الجوال، ترك الملف وقام بالرد يسمع للمتصل، فجأة نهض مُتعصبًا يقول بغضب:

مستحيل أقبل بقرار المحكمه ده، دى مستحيل كان يحصل الا لو إنها إشترت لجنة القُضاه... كمان بتقول إن آصف حضر جلسة المحكمه ومكنش له أى رد فعل، تمام إقفل دلوقتي.

أغلق أسعد الهاتف وألقاه بغضب فوق المكتب، وبعصبيه منه أزاح تلك الأوراق التى كانت فوق المكتب، نهض واقفًا يسير بغضب لم ينتبه أنه دهس بحذاؤه على ذالك الملف يشعر بغضب ساحق، بنظره أن قرار المحكمة قرارًا مُخيب، ليته ما ترك للمحكمه حق القصاص وأخذهُ من البدايه كما يليق به وأخذ حق غدرها بإبنه، لكن الآن فات الوقت، زفر نفسه بعُمق وغضب سحيق، وهسهس بجحود:

لاء مفتش الوقت، مش هتفلت من عقابي ولا هتتهني بحريتها.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

عصرًا

بحديقة سرايا شُعيب

طوى آصف صفحات تلك الجريدة الذى لم ينتبةحتى لحرف سقطت عيناه عليه، كل ما يجول برأسه ملامح سهيله نظرة عينيها له، لأول مره لم يكُن يرغب النظر الى عينيها ولا لملامحها حتى لا يسقُط ببراثنها ويصفح عن إدعائها الكاذب مُتأثرًا بصفو عينيها وبراءة ملامحها.

وضعت أمامه إحدى الخادمات

كوبً من القهوة وآخر من المياه قائله بإحترام:

قهوتك يا آصف بيه تؤمرنى بحاجه تانيه؟.

هز رأسه بنفي،قائلًا:

لاء مُتشكر.

إنصرفت الخادمه، طوى الجريده للحظات،وأشعل سيجاره،نفث دخانها، وعاود يتصفح تلك الجريدة، حاول نفض سهيله عن رأسه، لكن هيهات هى أصبحت محور هام بحياة من بالمنزل

وبالأخص والده الذى دلف الى السرايا وترجل من السياره يسير نحوه بغضب سُرعان ما قال له:

قولت لى أمشي قانونى مع الحقيرة اللى قتلت سامر، وفى الآخر القانون عمل أيه، أهو القانون اللى قولت عليه،هيخرجها من السجن خلاص،ولا كآنها مش بس قتلته لاء وكمان شوهت صورته قدام الناس وطلعت هى الشريفه اللى دافعت عن شرفها،ومش بعيد كمان تاخد براءه،وترجع تاني دكتورة،أنا لازم أطعن فى الحُكم ده،ظُلم دى تستحق مش بس الشنق،لاء كمان يتمثل جتتها قدام الناس.

شعر آصف بغضب من حديث والده المتهجم على سهيله، وقال له بحِده:

بلاش تخلي غضبك،يخرج عصبيتك وتغلط، أيً كانت مجرمه أو لاء أنا اطلعت على القضيه وبصفتِ قاضى كنت هحكم نفس الحُكم ده بناءً على الدلائل والاقوال اللى إتقدمت للمحكمه،وكمان بصفتِ قاضى أحب أقولك إن سهل لو قدمت طعن عالحُكم يترفض،القضيه فيها أركان كتير ناقصه،وأي قاضي هيحكم عالادله اللى قدامه بنفس الحكم.

أنهي آصف قوله وهو يطوي تلك الجريده ووضعها فوق الطاوله وأشعل سيجاره أخري

أخذ أسعد السيجاره من يد آصف بغضب وسحقها بالمنفضه قائلًا بإستغراب:

بطل حرق سجاير،وقولى قصدك أيه،ولما إنت كنت عارف بكده ليه مسبتنيش أتصرف معاها من البدايه،كنت هخليها تتمني الموت ومطلوش،بعد ما أفضح حقيقتها وإنها مش شريفه.

تهجم وجه آصف يشعر بغضب قائلًا:

بابا بلاش أسلوب الهمج والمجرمين ده.

تهجم أسعد ورفع صوته بغضب قائلًا:

أسلوب الهمج ده اللى ينفع مع نوعية المجرمه اللى قتلت وشوهت صورة أخوك،أيه يا سيادة القاضى نسيت إن سامر يبقى شقيقك.

رد آصف:

مش ناسى ولا قادر أنسي،بس أسلوبك ده...

قاطعه أسعد قائلًا:

أسلوبى ده هو اللى هيرجع حق أخوك لما البنت دى تتفضح إنها مُدعيه كدابه وإن معندهاش شرف

وأنا هعرف أثبت ده.

تهجم أصف قائلًا بغضب:

وده هتعمله إزاي، هتبعت لها اللى يغتصبها، زى ما بعت لها عاهره فى السجن، ولا بالتهديد زى ما كنت بتهددها بعد كل جلسه فى المحكمه.

ذُهل أسعد من قول آصف وقال له ببجاحه:

إنت متابع بقى، هى البت دى كانت داخله مزاجك ولا أيه؟.

تعصب آصف قائلًا:

كل عصبيتك دى مش هتجيب نتيجه، القضيه خلاص شبه إنتهت، بس أنا هقدر أرجع حق إدعائها على سامر بالكدب.

تهكم أسعد قائلًا بإستهزاء:

وده إزاى بقى، بالقانون اللى فى الآخر خرجها شبة براءة كآنها بيكافأها.

نهض آصف واقفًا بسخط ونظر له بثقه قائلًا بحسم:

هقولك إزاي فى الوقت المناسب، أنا صدعت من الشمس هنا، كمان علبة السجاير خلصت هروح أجيب غيرها كمان عندى قضيه بعد يومين ولازم أدرسها كويس.

تهكم أسعد بغضب يذم نفسه ليته ما ترك الأمر للقانون كما طلب منه آصف.

بينما آصف خرج من السرايا سيرًا على قدميه، اللتان أخذاه الى منزل والد سهيله، ليراها وهى تدلف مع والداها وجدتها كذالك المحامى الخاص بها، شعر بغضب وإبتعد عن المنزل، تجول بالطريق دون هدف قبل أن يعود للسرايا.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــ

بمنزل أيمن مساءً

دلف طاهر بإشتياق سائلًا:

فين سهيله.

تبسمت له سحر قائله:

سهيله قاعده فى أوضة الجلوس جدتك آسميه مش مكلبشه فيها.

تبسم طاهر وهو يتوجه الى غرفة الجلوس، وقف يشعر بغبطه وهو ينظر الى سهيله التى كانت ملامحها شاحبه، كذالك نحفت أكثر، لكن كل هذا مع الأيام سينتهي، إقترب منها حين نهضت تنظر له بدمعه تلألأت بعينيها، شعر بغصه فى قلبه سُرعان ما جذبها وضمها الى حضنه هامسًا بأخوه:

حمدالله عالسلامه.

ضمته ببسمه وأخوه قائله بمزح:

فى الحاله دى بيقولوا "كفاره"

أو تتذكر ومتتعادش.

ضمها قويًا يقول:

"كفارة" دى للمجرمين مش للمظلومين.

جذبت آسميه سهيله من يدي طاهر،لتجلس بحضنها قائله بحنان:

ربنا ظهر الحق، وإن شاء الله فى الإستئناف تاخد البراءه.

تبسم طاهر لها كذالك سهيله، وسحر التى قالت بتمني:

وكمان ترجع من تانى تمارس الطب.

شعرت سهيله بغصه، وكادت تتحدث بيأس لكن دلف أيمن يقول:

إن شاء الله هترجع وتبقى أشهر دكتورة أطفال فى كفر الشيخ، المحامى قالى ممكن نقدم إلتماس فى وزارة الصحه، ونقدم حيثيات الحكم وإنه كان دفاع عن النفس وقتها أكيد هترجعى تمارسي الطب من تانى.

تبسمت سهيله بأمل بينما تهكمت هويدا التى دخلت تشعر بالبُغض من إحتواء وفرحة الجميع بخروج سهيله من تلك القضيه، هذا الحكم وخروج سهيله الآن من السجن،بالتأكيد أفسد عليها بعد ان كانت تقدمت خطوه نحو الوصول الى إمتيازات من "اسعد شعيب"

بهذا الحُكم تراجعت فرصتها لديه...

شعرت بغضب وقالت بإستهزاء:

وإزاي بقى هيقبلوا يشغلوا دكتوره وهى ليها صحيفة سوابق،وكمان قتل.

نظرت لها آسميه بغضب وقالت:

سهيله مقتلتش، وكفايه رغى فارغ فى الموضوع ده، وخلونا نفرح المهم إنها رجعت تانى للدار.

أنهت آسميه حديثها وضمت سهيله لصدرها تُقبل وجنتها.

شعرت هويدا بالبُغض وقالت:

طبعًا، فرحتك بيها متتوصفش مش أول حفيدة تشيليها بين إيديك،ليها مَعَزة.

نظرت سحر لـ هويدا وقالت بضيق:

وشالتك إنتِ كمان،ومعزتكم كلكم واحده فى قلبها .

تهكمت هويدا قائله:

لاء طبعًا، سهيله نصيبها كبير، دى إتولدت على إيديها... إنما أنا اتولدت وهى كانت في وقتها بتعمل عُمره

المَعَزه تختلف.

نظرت آسميه لـ هويدا، وقالت:

كلكم معزتكم عندى فى قلبي واحده، إن كان إنتم ولا ولاد خالكم.

تهكمت هويدا قائله:

خالى وولاده عايشين فى السعوديه مش بينزلوا مصر غير فى أجازة الصيف.

نظرت آسميه لها بلا مبالاة وضمت سهيله بمحبه، بينما جلس أيمن جوارهم قائلًا:

والله يا عمتي مش عارف أودى جمايلك فين، إنتِ اللى دفعتي الكفاله اللى حددها القاضي.

ضمت آسميه سهيله وقالت:

كفالة أيه اللى بتتكلم عنها ده ولا كنوز الدنيا تكفي لحظة وجود سهيله وسطنا.

إزداد البُغض فى قلب سهيله وهمست لنفسها وقالت بغيظ:

كنتِ وفرتى فلوسك الكتير لحاجه تنفع... فلوسك مظهرتش غير عشان الغبيه دى، لكن طبعًا لو كانت ليا أو مساهمه فى جوازي مكنتش ظهرت... طبعًا الملاك البريئه لها حظ، بس نفسى أعرف رد فعل آصف أيه، وإزاي الشهور اللى فاتت دى كلها مستخدمش سُلطته وجابلك إعدام، ولا يكون...

توقفت هويدا تُفكر، وأكملت بغضب!

لا يكون هو كمان لسه مخدوع فى براءتها، ولا يمكن هو اللى طلب من القاضي، يحكم بالحكم ده، عشان تخرج من السجن.

تراجعت هويدا عن ذالك قائله:

مستحيل ده يحصل، أسعد لما كلمته عن قضية سهيله من كام يوم حسيت أنه محروق ومغلول أوى، وأكد لها إن آصف كمان زيه،بس أيه اللى حصل وخلى القضية ترسى على حُكم زى ده،مش معقول يعنى آصف كان بيتلاعب بـ أسعد عشان يخرج حبيبة القلب من السجن.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

بعد مرور شهران

بمحكمة الإستئناف

خلف قفص الإتهام كانت سهيله تشعر بإختناق بسبب أنها عادت مره أخري لذلك القفص مره أخرى غصبًا من أجل الحُكم بقرار إستئناف الحُكم السابق

لكن قرار القاضي جعلها تنسى ذلك الرهاب قليلًا، حين قال

بعد مداولات من لجنة القُضاه فى قضية الإستئناف

قررنا منح البراءة لـ

"سهيله أيمن الدسوقى" من قضية القتل الخطأ الى الدفاع عن النفس.

أصبح هنالك تهليل بعدالة القضاء من ناحية، لكن هنالك ناحيه أخرى إزداد الغضب لديها.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

بعد مرور أكثر من ثلاث أشهر.

صباحً، أمام المشفى التى كانت تعمل بها سهيله.

توقفت تستنشق الهواء بعُمق قبل أن تدلف الى المشفى بخطوات ثابته، تشعر بأنظار بعض العاملين بالمشفى تخترق جسدها يتهامسون، قبل عِدة أشهر تقترب على عام خرجت من هنا يُقيد يديها أصفاد معدنيه، بتهمة قتل حدث مُعجزه وتبرأت منها، وها هى تعود مره أخرى تستأنف حياتها مره أخرى، لن تنهزم لكبوة حدثت بحياتها، تشعر من عيون البعض بالإتهام أنها قاتله، لكن أدلة القانون برأتها، والبعض الآخر تعامل معها سابقًا ولديه شبه يقين أنها ليست قاتله، وهنالك من يستهزؤن منها كيف لا تستحي أن تعود للعمل كـ طبيبه بعد إتهامها بقضية قتل، لكن الخطأ ليس عليها بل على من قبلوا ذلك ووافقوا على عودتها لممارسة، ربما قامت برشوتهم.

تغاضت بكبرياء وثقه عن كل تلك النظرات وتوجهت الى غرفة مدير المشفى مباشرةً دلفت بعد أن طرقت على باب مكتبه وسمح لها بالدخول، بمجرد أن رفع وجهه عن تلك الأوراق الذى كان يُطالعها ونظر لمن دخل، سأم وجهه ونظر لها بمقت.

شعرت سهيله بنظرته لكن حاولت الثبات، هى تعلم انها بريئه لن تهتز ثقتها ببرائتهت، حتى لو كان مازال البعض يُشكك فى إرتكابها للجريمه، تحدثت بثبات بعد أن ألقت عليه السلام:

أكيد وصل لحضرتك قرار من وزارة الصحه إن أرجع أمارس الطب.

جذب مدير المشفى ملف خاص وفتحه قائلًا:

أيوه وصلنا قرار وزارة الصحه بموافقتها أنك ترجعى لممارسة عملك كـ طبيبة أطفال بالمستشفى، رغم إن ليا تحفُظات عالقرار، لو القرار كان فى أيدي أكيد كنت رفضت تنفيذهُ بس مُرغم إنى أنفذ القرار حتى لو مش مُقتنع ببرائتك يا دكتورة.

ــــــــــــــــــــــــــــــ

بـ سرايا شُعيب.

بالصالون كان يجلس آصف برفقة

أسعد وشُكران

نظر له أسعد قائلًا:

كنت بتقول عندك حاجه مهمه عاوز تقول لينا عليها.

نظر آصف لـ أسعد بترقب قائلًا:

أنا قررت إنى أتجوز.

رغم غصة قلب شُكران لكن تبسمت له، بينما تبسم أسعد سألًا بلهفه: ويا ترى عندك عروسه خاصه حاطط عينك عليها، ولا عاوزني أرشح لك عروسه، بنت...

قاطعه آصف قائلًا:

لاء فى عروسة خاصه.

تبسم أسعد سألًا:

ويا ترى مين العروسه، أكيد بنت قاضى ولا شخصيه مهمه.

نظر له آصف بإستهزاء

بينما قالت شُكران:

مش مهم هى بنت مين، الواضح إن ليها مكانه خاصه عند آصف بدليل إنه أخيرًا أقتنع وهيتجوز.

سخر أسعد من حديث شُكران، لكن نظر لـ آصف بتساؤل:

ومين بقى العروسه اللى أقنعتك أنك تتجوز.

نظر له آصف بترقب قائلًا:

"سهيله أيمن الدسوقى".
إتأخرت.

قالتها شهيرة بدلال وهى تنهض من أمام مرآة الزينه وضعت فُرشاة الشعر تاركه تصفيف شعرها،من ثم سارت نحوه بخطوات تتهادى بالغنج التى تُجيدهُ... رافعه يديها تُعانقهُ تضع ثغرها على شِفاه تُقبلهُ، بادلها القُبل بإستمتاع، ترك شِفاها ورفع إحدى يديه أمسك طرف خُصلات شعرها قائلًا بإعجاب:

قصيتي شعرك كمان غيرتي لونه.

تبسمت بدلال قائله:

تغيير يكسر الملل بقالى مدة كنت بطوله، وكمان كان أسمر، قولت أقصه وأغير لونهBlonde(اشقر)

، أيه مش عاجبك اللوك الجديد،ولا مش لايق عليا.

فرك طرف خُصلات شعرها قائلًا:

بالعكس اللوك الجديد حلو أوي ومصغرك عشر سنين.

لوت شِفاها تدعى أنها مقموصه قائله:

قصدك أيه إنى كبرت، لاء هو عشان بقى عندي بنت فى الجامعه أبقى كبرت إنت عارف إني إتجوزت بدري وإعتزلت شُغل المودلينج وأنا فى عِز شُهرتى... إنت عارف إن كان فى دور أزياء عالمية مشهورة كانت ومازالت تتمنى مني بس إشارة، أنى أرجع من تانى للموديلز، بس أنت لما خيرتنى رغم شهرتى وكمان حُبِ للمودلينج، قلبي أختارتك... ومشيت ورا قلبي.

رغم أنه يعلم أن نصف حديثها كاذب لكن ذلك الإطراء جعلهُ يزهو،وهى تتغنج بدلال تُقبلهُ بإغراء

إستجاب له،يقضي وقت مُمتع معها،

ينتهي بإنتشاء للإثنين،إضجع على الفراش بظهره، بدلال منها إقتربت منه وضمت نفسها له وضعت رأسها على صدره تعبث بآناملها برقه على صدره، سأله:

قولي بقى إتأخرت ليه، إنت فى القاهرة من الصبح.

رد ببساطه:

أنا فعلًا فى القاهرة من بعد الضهر جيت مع آصف، كان عندي شوية مشاوير ومصالح.

إدعت الدلال سأله بعتاب:

يعنى لو مكنتش جاي مع آصف، وشوية المشاوير بتاعتك دى

مكنتش شوفتك،يعنى مش جاي عشان شوشو حبيبتك وحشتك حتى نص إنت ما وحشتني، أنا زعلانه منك، إنت بقيت تغيب عليا أوى وإنت عارف إنت قد أيه بتوحشني.

قالت هذا ورفعت رأسها عن صدره تنظر لوجهه قائله بدلال:

إنت قلبك تقيل، بس بقى

ياترا أنا كمان مش بوحشك؟.

جذبها لصدرهُ مُبتسمًا يقول:

أكيد بتوحشيني جدًا، بس

إنتِ عارفه طبيعة مشاغلي الكتير الفتره اللى فاتت كنت مشغول جدًا، سواء فى جولة ألانتخابات النصفيه، كمان أنشغلت بقضية المرحوم سامر

بس خلاص الفترة الجايه هعوضك.

إبتسمت بدلال وعادت تعبث بآناملها على صدرهُ وإدعت الحُزن وهى تقول بنبرة تحريض:

أنا لسه قلبي بيوجعني لحد دلوقتى على المرحوم سامر واللى مضايقني كمان إن البنت اللى قتلته نفدت من العقاب، دى كانت تستحق حبل المشنقه،بس طبعًا القانون سهل يتخدع،وفلتت من العقاب،بسبب قلبك الطيب.

نظر لها بغصه تقسم قلبه،لكن قال:

مين اللى قالك إنها نفدت من العقاب،أنا متأكد إنها هتاخد العقاب المناسب وقريب جدًا،مستحيل تتهني بعد ما شوهت صورة إبني.

رفعت رأسها عن صدره وسألت بذهول:

قصدك أيه؟.

رد أسعد بهدوء:

بكرة تعرفي دلوقتي انا حاسس إنى مُرهق ومحتاج أنام عشان عندي بكره جلسة حلفان اليمين فى المجلس ولازم ابقى فايق ليها.

رغم فضول شهيرة لكن تبسمت له وعادت تسكُن صدرهُ تشعر بإنشراح فى قلبها،رغم كتمان أسعد لكن تعلم أنه مازال بقلبه الإنتقام من تلك الفتاة،شار عليها عقلها أن تجذب هاتفها وتُخبر اسعد عن تلك الصور الخاصه بـ آصف مع تلك الفتاة،لكن تراجعت،ماذا ستفسر له كيف وصلت تلك الصور لها،لكن شعرت بسعادة وشماته فى آصف الذى دومًا يُظهر البُغض لها.

بينما ضم أسعد جسد شهيره بين يديه،يتذكز بالأمس

[فلاشـــــــــ/باك]

إكتسب من خبرته كـ نائب فى البرلمان أن يسمع الحديث الى النهايه بعدها يُقرر

أيعترض

أم يوافق

أو يلتزم الصمت ولا يُبالي

أو أخيرًا يمسك العصا من النصف.

هكذا فعل بعد أن سمع قول آصف

بينما تسرعت شُكران وقالت برفض:

لاء، مستحيل، شاور على أى بنت تانيه غير سهيله.

نظر لها آصف قائلًا:

إنت مش كنتِ نفسك إنى اتجوز وكنت بتلحِ عليا كتير، أنا أهو هحقق لك رغبتك.

تنهدت شُكران بغصه ودمعه تتكون بعينبها وقالت برفض:

لاء، يا آصف مستحيل، أنا حاسه بشويه تعب هقوم أنام.

لم يستغرب آصف من رفض شُكران، لكن إستغرب من صمت أسعد،نظر له قائلًا بإستخبار:

وحضرتك كمان رأيك أيه هترفض زى ماما؟.

صمت أسعد للحظات يُفكر قبل أن يُرد على آصف عكس توقعه:

لاء أنا موافق طالما دى رغبتك،مقدرش أفرض عليك قرار متأكد إنك مش هتمتثل ليه،إنت حُر فى حياتك،بس أنا مش هقدر أستقبل البنت دى هنا فى سرايا شعيب.

قصدك أيه؟.

هكذا تسأل آصف بإستغراب.

حِنكته كـ سياسي وقبل ذالك معرفته بـ آصف،لديه يقين أن آصف سيستغل زواجه من تلك الفتاة ويأخذ قصاص أخيه، بالتأكيد لديه هدف من هذا الزواج

آصف سبق وأخبرهُ انه كان يعلم قرار المحكمه وان لديه العقاب المناسب لها، أخبره بذالك سابقًا، والآن حسم آصف قراره، الزواج من تلك القاتله له هدف لديه، ربما كي يُظهرها على حقيقتها مُدعية الشرف وهى ليست سوا مُتسلقه عديمة الشرف.

لكن أخبره بدهاء كى لا يشعر أنه يفهم مآربه من خلف ذالك الزواج:

إنت حُر فى حياتك وإختيارك للى تناسبك وتشاركك حياتك،عشان إنت اللى هتشيل عواقب ده بعد كده.

إستغرب آصف رد والده الذى خيب توقعه،لكن لديه هاجس أن أسعد يفهم نواياها من خلف ذلك الزواج،ربما بداخله أراد أن يقنعه أن يتراجع عن ما برأسه،ربما وقتها كان شعر بأن أسعد لديه قلب،لكن إمتثل لقراره قائلًا:

تمام أنا هنتظر إن تقنع ماما توافق.

أومأ أسعد برأسه قائلًا:

إنت مش محتاج موافقة مامتك،لآنها مش هتعاشر مراتك معاها هنا.

إستغرب آصف سائلًا:

مش فاهم قصدك أيه،ياريت توضح.

رد أسعد:

يعنى إنت أكيد مستحيل تدخل البنت دى هنا السرايا كـ زوجه ليك،وانا ومامتك أكيد من هنستقبلها بالورود، زى أى كنه تدخل للسرايا، البنت دى مقامها بدرون السرايا.

للحظه تفاجئ آصف من رد أسعد، وقال بخشونه:

تقريبًا، إنت بترفض بس بطريقه إنك متفرضش رأيك عليا؟.

رد أسعد :

لاء غلطان قولتلك إنت حُر، بس انا يوم ما أستقبل لك زوجه هنا فى السرايا تكون بنت ناس محترمين ومن مقامنا الأجتماعي، لكن إنت عاوز تتجوز البنت دى مقدرش أمنعك، بس مُتأكد إنك مع الوقت هتمِل منها ومش بعيد تطلقها، وتختار اللى تناسبك، انا مش ضد إنك تجرب وتفشل.

ذُهل آصف من رد والده المجحف، ماذا يقصد بـ تجرب وتفشل، لكن صمت لا يود الجدال بأمر محسوم لديه، سيتزوج من سهيله عقابً على كذبها.

[عوده]

عاد اسعد يبتسم وهو يشعر بالهدوء النفسي...تلك المُدعيه رسمت نهايتها بغباء منها،هى بالتاكيد لن ترفض زواجها من آصف طمعًا فى المغفرة التى لن تنالها...بل سيتضاعف عقابها.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

بمنزل أيمن

بغرفة الجلوس

على تلك الطاوله وضعت سهيله بعض الكُتب والمراجع أمامها تنظر لها بشرود تتذكر مواقف زُملائها بالمشفى ونظراتهم لها اليوم كذالك حديث مدير المشفى الفج لها، سالت دمعه من عينيها

دمعة حسره هى لم ترتكب أى جُرم، الا يكفى عقابها بالسجن لآشهر ذاقت فيها جُرعات مريره من العلقم، كذالك الا يكفى آنين قلبها بمن تخلى عنها وتركها تواجه مصير مُعتم دون حتى ان يسألها مرة واحده حتى لو وجه لها الإتهام مثل الباقين، لكن إتخذ الصمت حتى نظرات عيناه لم تراها.

أثناء شرودها شعرت بيد وضعت على كتفها،سُرعان ما إنتفضت واقفه بخضه مُتحفزه...لكن سُرعان ما تنهدت براحه قائله:

بابا.

إستغرب أيمن من ردة فعلها المُبالغه...وقال بود:

ايوا بابا مالك إتخضيتى كده ليه.

إذدردت سهيله ريقها وقالت بتبرير كاذب:

مفيش يا بابا بس كنت مركزه فى قراية المراجع،ومش مُنتبه لخطوات حضرتك.

نظر أيمن الى تلك الكُتب والمراجع الموجوده فوق الطاوله كان معظمها مُغلق الا من مرجع واحد مفتوح على أول صفحه،لكن شعر بوخزات قويه فى قلبه وضم سهيله قائلًا بحنان:

ربنا يوفقك،هسيبك تكملي مُذاكره وهروح أعملك شاي.

ضمت سهيله نفسها لـ أيمن تحاول أخذ الأمان المفقود منه وقالت:

لاء شكرًا يا بابا، أنا حاسه بإرهاق ومش هقدر أكمل مُذاكره هأجلها لبكره.

تبسم لها بحنان قائلًا:

كنت هقولك كده، بس قولت سهيله مش بتتعب من المُذاكره، بس..

أكملت سهيله بقية حديث أيمن بآسف:

بس كل شئ بيتغير يا بابا، هروح أنام تصبح على خير.

رد أيمن يشعر بآسى:

وإنتِ من أهله.

دخلت سهيله الى الغرفه الخاصه بها مع هويدا،سابقًا كانت تشعر بخوف من إغلاق باب الغرفه،لكن الليلة أغلقت الباب وذهبت نحو فراشها أزاحت الدثار قليلًا وتمددت على الفراش سامحه لعينيها أن تزرف دموع تحاول بها إخراج مكنون قلبها الذي يآن

تشعر انها مازالت سجينه بين جُدران أعيُن الناس ترى بأعينهم سهام إتهامات قاسيه تخترق قلبها،

لكن همست لنفسها بإصرار لن تستسلم ستعود لحياتها وتبدأ من النهايه،وما كانت تُخطط له دومًا.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

بعد مرور شهر ونصف

ظهرًا

بالقاهرة

بشقة آصف

بـ غرفة نومه وقف أمام المرآه نصف عاري

ينظر الى إنعكاسه،تمعن النظر الى ذقنهُ بعد أن قام بتهذيبها،

بنفس الوقت سمع رنين هاتفه، وضع ماكينة الحلاقة التى كانت بيده فوق طاولة مرآة الزينه وتوجه نحو طاوله جوار الفراش،نظر للهاتف تبسم وهو يقوم بالرد:

سيادة الكابتن طيار بتكلمني منين النهارده.

تثائب أيسر وهو يقول بإرهاق:

إحنا فى موسم الحِج وشغال على خط الطيران المصري السعودى.

تبسم آصف قائلًا:

طب كويس،روح حج وإطلب من ربنا يهديك.

ضحك آيسر قائلًا:

آمين، حتى ماما وصفوانه كمان طالعين الحِج السنه دى، هبقى مرافق لهم وأقولهم يكثفوا الدعا، ربنا يهديك إنت كمان، ويرتاح قلبك.

فهم آصف فحوى حديثه ولم يرد الحديث بهذا الشآن بدل الحديث لدفه أخرى الى أن إنتهى الحديث بينهم، كاد يضع الهاتف على الطاوله لكن إهتز بصوت رساله

فتحها شعر بغضب وغِيره من محتوى الرساله الذى كان صوره

لـ سهيله تقف ومعها شخص آخر يمد يدهُ لها بكتاب كذلك خلفهم بعض الكُتب، فطن أنها ربما مكتبة الجامعه... لكن لما تقف مع هذا الشخص،إجتاحته مشاعر الغِيرة،وجزم لنفسه لابد من الآسراع فى قرار الزواج منها بأقرب وقت،والليله ستكون البدايه.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

بالجامعه

كانت يارا تسير برواق الجامعه مع إحدى صديقاتها يتحدثن عن رايهن بأحد الاساتذة وطريقته السيئه فى شرح المادة الدراسيه، لكن للحظه توقفت حين رأت طاهر يقترب من،شعرت بغِيره حين رأته يسير يتحدث مع إحدي زميلاته،فى البدايه ظنت أنه سيُحدثها لكن تجاهلها، وسار من جوارها حتى دون النظر لها،شعرت بغضب يملأ قلبها،نظرت لزميلتها وقالت لها،لسه فى وقت أكتر من نص ساعه عالمحاضرة التانيه،خلينا نروح الكافيه اللى قدام الجامعه نشرب قهوة تصحصحنا شويه.

وافقت زميلتها وذهبن الى الكافيه

دلفن

نظرت يارا الى طاولات الكافيه،لكن إذداد الغضب لديها حين رأت طاهر يجلس مع تلك الفتاه يبدوان مندمجان وأمامهم بعض الكتب كذالك كوبان من القهوة،أشارت لصديقتها قائله:

خلينا نقعد شويه.

تبسمت لها صديقتها وقالت بمرح:

إعملى حسابك إنك إنت اللى عازمانى عالقهوة.

اومأت براسها

جلسن لبضع الوقت إحتسين القهوه،نظرت لها زميلتها قائله:

خلاص مبقاش فاضل عالمحاضره غير عشر دقايق على ما نرجع للجامعه كمان أياك نلاقى مكان قريب من منصة الدكتور.

لم تنتبه يارا لحديث زميلتها بسبب عينيها اللتان تنظران نحو طاهر الذى كآنه تغاضى عن رؤيتها وهو مُنسجم مع تلك الفتاة،لكن الاغرب انه إنضم لهم بعض من زُملائهم ربمت هذا ما جعل قلبها يهدأ قليلًا.

بينما إستغربت صديقتها ووكزتها على يدها قائله:

سرحانه فى أيه.

نظرت يارا لزميلتها وقالت ببساطه: مش سرحانه،بس كنتِ بتقولى أيه.

ردت زميلتها ببسمه:

آه..فعلاً مش سرحانه،عالعموم بقولك خلينا نقوم نرجع للجامعه المحاضره خلاص فاضل عشر دقايق،على ما نوصل للمُدرج.

نهضت يارا بمضض وسارت مع زميلتها تعمدت المرور من جوار تلك الطاوله التى يجلس خلفها طاهر،لكن لم يرفع راسه وينظر لها شعرت بغضب كذالك وخز فى قلبها بسبب إنشغاله بالحديث مع زميلته...غادرت تشعر بشرود تسأل نفسها ماذا تعنى له تلك الفتاة التى بسببها حتى لم ينظر لها ،بينما بالحقيقة بسبب إنشغاله مع زميلته بمراجعة ومناقشة بعض الدروس سويًا لم ينتبه لها.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

بـ المكتبة التابعه لكلية الطب.

تجولت تقرأ عنوانين تلك الكُتب المصفوفه على أرفُف المكتبه تبحث بينها عن ذلك المرجع الطبي التى تريده، إنشرح قلبها حين وجدته موضوع على أحد الرفوف، مدت يدها كى تجذبه، لكن تفاجئت بيد أخرى سبقتها وجذبت المرجع وأخذهُ...

إستدارت تنظر خلفها، كان شخصً يبدوا عليه الوقار، تنحنحت قائله:

المرجع ده بيناقش بعض الظواهر النفسية.

رد الآخر قائلًا:

عارف، انا كنت بدور عالمرجع ده من فترة حتى سألت أمين المكتبه وقالى إن كان فى طالب مُستعيره وكويس إنى جيت النهاردة ولقيته.

شعرت سهيله بآسف وخجل أن تُخبره انها تود إستعارة هذا المرجع لحاجتها الضروريه إليه، لكن سألته:

وهترجع المرجع تانى للمكتبه إمتي؟.

رد بإحترام:

بصراحه مش عارف،بس...

توقف ينظر لها وسأل بفضول:

إنتِ محتاجه للمرجع ده.

إلتزمت الصمت قليلًا،بينما هو شعر أنها مآلوفه لديه،سألها:

إنتِ بتدرسى طب نفسي.

ردت سهيله:

لاء،أنا خلصت دراسة طب أطفال،بس بعمل رسالة الدراسات العُليا وكنت واخده موضوع تآثير الطب النفسي مش بس على الأطفال على البالغين كمان.

ضحك مازحً يقول:

قصدك طب المجانين،مفيش حد فى مصر بيعترف بالطب النفسي.

تبسمت له قائله:

فعلًا ده صحيح،أنا كان نفسى ادرس طب نفسى من البدايه بس طبعًا الطب النفسى فى مصر مالوش مستقبل.

ضحك مازحً يقول:

بالعكس الطب النفسى له مستقبل كبير فى مصر،كلنا أوقات بنبقى محتاجين نفضفض بس طبعًا مش لدكتور المجانين.

تبسمت له قائله:

هو ده اللى خلانى أدرس طب اطفال،بس ناويه أعمل رسالة الماستر والماجستير والدكتوراه عن تأثير الطب النفسي،جتب طب الأطفال.

ضحك قائلًا:

يعني تمسك العصايه من النص،للآسف انا معملتش كده،درست طب نفسي وكمان اخدت الماستر والماجستير والدكتوراه فيه بس طبعًا مش فى مصر،أنا يادوب راجع من بعثه من فرنسا كم شهر،بصراحه هناك عندهم إمتيازات للطب النفسي ومش بيخجلوا أنهم يزوروا طبيب نفسي من فترة للتانيه عكس هنا طبعًا.

للحظه تذكرت سهيله سامر وأكم من مره نصحته باللجوء لطبيب نفسي،لكن هو إمتنع وسار بعقله خلف مغامرات أودت بحياته وكاد يضيع مستقبلها بسببه.

لاحظ الآخر،شرود سهيله سألها:

على فكره متعرفناش،انا دكتور

"بيجاد وحيد"دكتور نفسي.

نفضت ذكرى سامر وإبتسمت له قائله:

أنا سهيله أيمن،دكتورة أطفال.

مد بيجاد يدهُ لها للمصافحه قائلًا بود:

إتشرفت بيك يا دكتورة،إتفضلي.

صافحته سهيله بإستحياء ونظرت الى يده الاخرى الممدوده بالكتاب قائله:

إنت مش محتاج للمرجع ده؟.

رد بيجاد:

هقولك الصراحه أنا كنت محتاج ليه عشان كنت هعمل بحث طبي،سهل أجيب اللى لازمنى عنه من مواقع طبيه عالنت،بس كنت هستسهل وأخد المعلومات اللى عاوزها من المرجع ده،واضح إنك محتاجه له أكتر مني،كمان انا مش مستعجل عالبحث بتاعي.

بحياء مدت يدها وأخذت المرجع قائله:

تمام طالما مش مستعجل عالبحث بتاع حضرتك،أنا ممكن أخد المرجع وخلال أسبوع بالكتير هرجعه هنا للمكتبه تقدر وقتها تستعيره.

أومأ لها ببسمه قائلًا:

تمام أسبوع مش كتير،بس أتمنى أن الكتاب يفيدك يا دكتورة.

تبسمت له وهى تنظر له بُشكرثم عادت بنظرها الى المرجع تبتسم،بينما بيحاد ظل ينظر لها بنظرة شغف،لكن قطع نظره لها رنين هاتفهُ.

أومأ لها وتجنب منها للرد على الهاتف، بينما سهيله فتحت المرجع قرأت بعض السطور، ثم غادرت دون إنتظار، بينما بيجاد بعد أن أنهى الحديث على الهاتف، عاد مره أخرى للمكان نظر حوله يتلفت بالمكتبه، لم يراها كآنها إختفت، تبسم وبداخله أمنية لقائها مره أخرى.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

مساءً

بمنزل أيمن

وضعت سحر تلك الصنيه على طاولة أمام عادل ورحبت به قائله:

نورتنا يا عادل.

تبسم لها بموده،بينما نظر لـ أيمن قائلًا:

بصراحه كده يا عم أيمن موضوع زفافِ أنا وهويدا.

توقف عادل للحظه خين رأى إعتدال هويدا ونظرها له بتحفُز، لكن قبل أن تتحدث تحدت أيمن قائلًا:

أنا عارف إن زفافكم إتأجل كتير بسبب الظروف اللى مرينا بيها فى الفتره الأخيره بس الحمدلله ربنا كشف الغُمه، وبصراحه كده الواحد نفسه يفرح، انا بقول بلاش تأجيل أكتر من كده، كفايه.

قاطعته هويدا بتسرُع:

وليه نتسرع يا بابا، كمان انا معنديش أجازات دلوقتي خلى الزفاف للصيف الجاي.

نظر عادل لها بإستغراب، بينما قالت سحر:

ليه نآجله ده كله، الحمدلله الجهاز كله موجود، خلونا نفرح شويه، كفاية غم، ومفيهاش حاجه لو أخدتى أجازة أسبوع ولا إتنين بدون مرتب.

رد أيمن هو الآخر بتوافق:

أنا بقول كده كمان، كفايه مدة الخطوبه طولت أوى، والظروف الحمد لله أتعدلت خلونا نفرح، على بركة الله يا عادل من بكره روح إحجز قاعة الفرح فى أقرب وقت.

نظرت هويدا لـ عادل بسخط، بداخلها نفور تكره أن يضعها أحد امام الامر الواقع، كذالك بداخلها غضب بسبب تشتُتها بعد تجاهل أسعد لها، وأجزمت ان السبب هو براءة تلك السخيفه سهيله، ودت لو تُنهى هذا الموضوع وتنفصل عن عادل لكن بداخلها هاجس يمنعها من ذلك خوفًا أن تشمت فيها سهيله كذالك تخشى الا تتزوج بسبب سُمعة أختها التى أصبحت كالعلكه بفم الناس، حتى لو كانت حصلت على البراءه لكن مازال هنالك البعض الذى لا يُصدق أنها بريئه من دم زميلها، صمتت تتقبل الأمر غصبًا بغضب جم.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

بـ سرايا شعيب

بغرفة آصف

كان يتمدد على فراشهُ يضع يديه أسفل رأسه، ينظر الى سقف الغرفه،

شاردًا،بتلك الصوره التى وصلت لهاتفه ظهرًا،تخُص سهيله وهى واقفه مع شخص آخر تذكر حين سأل الذى أرسل له الصوره من هذا،أجابه بأنه لا يعرفه،لكن سيأتى له بمعلومات عنه بأقرب وقت،كذالك أخبره أنها وقفت تتحدث معه لبعض الوقت،قبل أن تتركه وتغادر،قطع عليه ذالك التفكير،صوت طرق على باب الغرفه،سمح بالدخول

إعتدل جالسً على الفراش يبتسم حين دلف الى الغرفه والداته تحمل بيدها كوبً من اللبن

قائله:

كنت متوقعه إنك لسه سهران

جبت لك كوباية لبن دافيه إشربها وبعدها هتنام مرتاح.

تبسم لها وهو يأخذ منها الكوب،وإرتشف بعض القطرات،بينما جلست شكران على طرف الفراش جواره ومدت يدها على خصلات شعرهُ وقالت بأمومه:

شعرك محتاج يتقصر شويه يا سيادة المستشار.

"سيادة المستشار"

تلك الكلمه التى كانت دائمًا تقولها له سهيله،شعر بالجمود.

بينما تنهدت شُكران قائله له بنُصح:

بلاش يا آصف.

لم يفهم آصف مقصدها وسألها:

بلاش أيه يا ماما؟.

ردت عليه شُكران بهدوء،رغم ثوران قلبها النازف:

بلاش تتجوز من سهيله.

فهم آصف لكن سألها:

إنتِ رافضه سهيله عشان زعلانه إنها طلعت براءة.

أومأت شُكران برأسها وفجأته:

أنا فعلًا متأكدة إن سهيله بريئه من دم...

توقف لسانها عن ذكر إسم سامر الذى أصبح نُطقه يؤلم قلبها.

بينما تفاجئ آصف من قولها وقال بإستغراب:

مش فاهم قصدك أيه.

ردت شُكران:

سهيله أنا أعرفها من وهى طفله كانت هاديه وملهاش فى الشر،ومعتقدش إن قلبها يستحمل إنها تقتل.

إستغرب آصف قائلًا:

بس ممكن تدعي بالكذب عشان تنجي نفسها من حبل المشنقه.

ردت عليه شُكران:

إنت قولتها،كذبت عشان تنجى نفسها،الروح غاليه يا آصف،عشان كده بقولك بلاش تتجوز سهيله،خليها بعيد عنك،أفضل ليها ولـ ده.

أنهت شُكران قولها وهى تضع يدها على قلب آصف

آصف الذى نظر لها بإستغراب وتسأل:

مش فاهم؟.

ردت شُكران:

لاء فاهمني يا آصف مفكرنى مكنتش ملاحظه نظراتك لما بتشوفها هنا فى السرايا،فاكر كتير قبل كده كنت بطلب منك إنك تتجوز حتى أوقات كنت بقولك على عرايس بنات ناس أنا أعرفهم،كنت منتظره منك تقولى أنك عاوز سهيله،بس إنت كنت بتخيب ظنِ،بس النهارده بقولك بلاش يا آصف...خايفه عليك تندم بعد كده.

نهضت شُكران ونظرت لـ آصف بحنان قائله:

أنا مسافره بكرة السعوديه هدعيلك فى الحرم ربنا يريح قلبك.

غادرت شُكران الغرفه وتركت آصف يشعر بتخبُط،ما بين قلبه وعقله وزاد التوهان بعد حديث شُكران له

رغم وجع قلبها المُدمى دافعت عن سهيله

سهيله التى لا تستحق منها شفقه

كاد عقله يُسلم الدفه لقلبه يتحكم ويتراجع،لكن صدح رنين هاتفه

جذبه من جوارهُ،ونظر له،فتح تلك الرساله المُرسله له

قرأها وعلم من فحواها، أن سهيله غادرت المشفى قبل قليل،لكن سُرعان ما شعر بغضب وعاود قلبه للجمود حين قرأ تلك الرساله الأخرى المُرسله بمعلومات عن الشخص التى كانت تقف معه ظهرًا بالمكتبه، أنه أحد الدكاترة اللذين يشرفون على رسالة الدراسات العُليا الخاصه بها،والتى سبق وأخبرته أنه إبن طبيب عالجها وكانت مُعجبه به،شعر بغضب قوى يهُسهس من بين أسنانه قائلًا:

طبعًا الإعجاب سهل يتنقل من الأب للإبن بس ده مستحيل أسمح بيه؟.

نفض دثار الفراش عنه ونهض بغضب يتوجه ناحية خزانة الملابس،أخرج زى خاص له،وبسرعه إرتداه وبثوانى خرج من السرايا،ذهب الى مكان قريب من موقف السيارات الخاص بالبلده وقف خلف أحد الزوايا يُراقب حتى وقع بصره على سهيله التى للتو ترجلت من إحدي السيارات،تتبعها.

كان ذالك

بعد منتصف الليل

حين ترجلت من سيارة الأجره على مشارف البلده،ما هى إلا لحظات رأت خيالًا خلفها

تيبس قلبها خوفً وشعرت بأن هنالك من يتعقبها، حاولت الإسراع بالمشي، تبتهل

أن يخيب ظنها، أو تصل الى منزل والداها بسلام،دون أذى، يكفى ما مرت به على مدار العام والنصف المُنصرم، والذى كانوا مثل كابوس مستمر بالكاد فاقت منه وعادت مره أخرى لعملها كـ طبيبه مره أخرى، لم تحاول المراوغه أو السير بشوارع جانبيه تصلها للمنزل أسرع أختارت الشوارع الرئيسيه بالبلده الى أن وصلت الى أمام مُنعطف شبه مُظلم قريب لمنزلها لكن إرتعبت حين شعرت بيد تسحبها من مِعصم يدها

إنخضت وإرتعشت أوصالها تخشى أن تصرُخ مازال عالق برأسها نظرة البعض لها رغم برائتها من تلك الجريمه لكن هنالك من شكك بشرفها، والآن تخشى أن يُقال أنها كاذبه تدعي الشرف، لكن كان لابد من رد فعل منزل والدها بعد بضع خطوات لو صرخت هل هو أول من سيخرج ويُنقذها دون إثارة فضيحه؟، لكن ربما ذلك المُتعقب لها لا يهاب، لا يوجد حل آخر، بالفعل حسمت القرار وكادت تصرُخ، لكن ذلك المُتعقب كآنه قرأ فكرها، بسرعه وضع يدهُ الأخرى فوق فمها يسحبها بقوة خلفه الى أن دخل ذالك المُنعطف الشبه مٕظلم وثبتها على حائط إحد المنازل،

وقف ينظر لها بإستهزاء هل حقًا لديها قلب يخاف بعد أن قتلت، إستمتع وهو شعر بإرتعاش يدها أسفل يدهُ كذالك نظر لملامح وجهها المشدوهه قبل أن ترفع عينيها وتنظر له على ذاك الضوء الخافت،

للحظه حين علمت هويته شعرت بآمان.... لكن

عاد شعور القلق لقلبها حين أزاح يدهُ من على فمها إلتقطت نفسها بصعوبه وقالت بخفوت:

آصف!.

للحظه توحشت عيناه يشعر بوهج يغزوا قلبه، ود لو يقتص من كذبها الآن، لكن تمالك أعصابهُ، وقال لها ببرود أجادهُ:

هستناكِ بكره بعد الضهر عالجزيرة، بلاش تتأخري.

قال هذا وترك مِعصم يدها إبتعد عنها لكن تلاقت عيناهم كل منهم لديه شعور مختلف...

هى رغم رجفة جسدها لكن إنزاح الخوف من قلبها

هو رغم رؤيته للخوف الذى كان مرسوم على وجهها لكن شعر بطوفان ناري فى قلبهُ ولم يهتم

لديه هدف سيصل له مهما تنازل وتظاهر بعكس ما يشعر به.

لم تتحدث تشعر أن صوتها إنحشر، أومأت برأسها بموافقه وذهبت سريعًا نحو باب منزل والدها وقفت للحظه تلتقط نفسها قبل أن تُخرج مفاتيح المنزل من حقيبتها ولرعشة يديها سقطت منها، إنحنت بسرعه وجذبتها بنفس الرعشه إستقامت تضع المفاتيح بمقبض الباب، بمجرد ان فتحت الباب دلفت الى داخل المنزل وأغلقت الباب وقفت خلفه تستند عليه، تلتقط انفاسها الهاربه بتسارُع، وضعت يدها على موضع قلبها حتى هدأت مره اخرى خفقاتها، تذكرت وجه آصف شعرت بهدوء وتبسمت وهى تتذكر طلبه مقابلتها بالجزيرة، المكان الذى دائمًا ما كانا يتقابلان فيه بعيدًا عن الأعين، تنهدت تُخبر نفسها تشعُر بأمل جديد :

بكره هقوله عالحقيقه كامله، وقلبي حاسس أنه هيصدقني.

بينما هو ظل ينظر لها الى دخلت الى داخل منزلها بإستخفاف وإستهزاء من تلك المُدعيه هل حقًا مازال لديها قلب يخاف!.
شعرت بزيادة خفقان قلبها حين دلفت الى الغرفه،ورفعت يدها تضعها على ذر الإناره كى تُشعل الضوء لكن شعرت بـ شئ هين أسفل يدها،سُرعان ما سحبت يدها وشهقت بخضه قبل أن يسطع ضوء الغرفه

وترا هويدا أمامها،تنهدت تضع يدها فوق صدرها تستنشق بعُمق.

تهكمت هويدا تلوى شِفاها بسخريه وإستهزاء قائله:

مالك،وشك إتخطف كده ليه، شوفتي عفريت، ولا لسه عايشه تحت تأثير الفترة اللى قضيتها فى السجن.

نظرت سهيله لها بغصه وقالت:

لاء بس إتخضيت ومتوقعتش تكوني لسه صاحيه لدلوقتي.

تهكمت هويدا قائله:

معليشي خيبت توقعك أصلي كنت نايمه وفجأة حسيت إن ريقي ناشف صحيت، وكُنت رايحه أشرب من المطبخ، بس مالك بتنهجي كده زى ما تكوني كُنتِ بتجري،ولا حد قاطرك.

إرتبكت سهيله وأجابتها بهدوء:

قولتلك إنى بس إتخضيت كُنت متوقعه تكوني نايمه، مش كُنتِ رايحه المطبخ تشربي.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ألمانيا.

"حرب قتلى مدنين أبرياء تتساقط منازل تُهدم على قاطنيها بسبب غارات غاشمه من عدو لا يعرف الإنسانيه، مشفى ميداني ووالداتها به تحتضر بعد أن أصابتها إحدى قذائف بارود العدو الغاشم"

إستيقظت من غفوتها، تشعر كآن هذا مازال يحدث الآن ليس من سنوات مرت، تمُر الذكريات أمام عينيها، مازال نفس شعور الخوف يتملكها حتى بعيدًا عن وطنها، ظلت شارده بماضى آليم

للحظات حتى عادت للواقع، جففت ذلك العرق الذى كان يغزو وجهها، كذالك تلك الدموع كذالك إبتلعت مرارة تلك الغصات القويه...

نهضت تلك الشقراء من فوق فراشها تحاول نفض تلك الذكريات المريره تواسى نفسها من أجل أمل بمستقبل،كذالك من أجل والدها الشخص الذى بقي لها وظل معها بمشوار لم يكُن سهلًا بالغُربه بعيدًا عن موطنهم اللذان تركوه قسرًا،لو ظلت تتذكر تلك الايام أكثر قد تُصاب بالإحباط،تحاول التعايش مع حياة الغُربه ترسم أماني ومستقبل تريد أن يكون أفضل قد يواسي جراح الماضي التى لم ولن تلتئم،لكن كمان يقولون

"الحياة تستمر"

بعد دقائق وضعت آخر طبق قامت بطهيه على طاولة صغيرة بالمطبخ،رغم الألم الساكن بالروح لكن سُرعان ما تبسمت كعادتها وهى تنظر خلفها لذالك الكهل الذى دلف الى المطبخ قائلًا:

صباح الخير "رومس".

ردت بمودة:

صباح الخير بابا.

نظر الى طاولة الطعام التى أصبحت مُمتلئه للحظة تملك منه شعور بالغصه لكن تبسم قائلًا:

بقالنا أكتر من إتناشر سنه فى ألمانيا كل يوم بفيق من النوم على الصبح باكير عـ ريحة طعام الفطور الطيبه من إيدك،يا هناه اللى بتكونِ من نصيبه، مش بس راح يفيق على وجه چميل،لاء كمان راح يسيل لُعابه من ريحة ومنظر الطعام الطيبه غير الطعم الشهي.

تبسمت وهى تقترب منه تحتضن يده بيديها قائله:

كل يوم بتقولى هدول الكلمات بابا،وأنا بقولك إنى ما راح إتركك وفِل،راح ضالني عقلبك هيك، ما بنسى بابا كيف حملتني وقت الحرب على كتافك،وقتها كان حدي إتناشر سنه وهلأ صاروا أربعة وعشرين.

تلألأت الدمعه بعينيه يشعر بغصه قائلًا:

إتناشر سنه مرؤوا بدون "ياسمين"... منزلتش لبنان حتى مرة واحدة مشان زور قبرها وإقرا لها الفاتحة عروحها.

شعرت هى الأخرى بغصه قويه ودمعت عينيها لكن حاولت التخفيف عنه قائله:

إقرأ لها الفاتحه من هون بابا بتوصل لها من أى مكان ، بابا أنا اليوم عندي مقابلة عمل، إدعيلى بابا إنى بقبل العمل فى هيك الشركه،هدي تبقى فرصه كبيرة إلي،هيك الشركه كتير كبيرة وليها تعاملات مع مطارات ألمانيا كلها.

ضمها مُبتسمً يقول بتشجيع:

متأكد راح يقبلوكِ بها الشركه، إنتِ عيندك إمتيازات كتير، أولها تقديرك الجامعي الجيد جدًا،غير كمان تقدير رسالة الماستر اللى أخدتيها بإمتياز، وقبل من هيك كله هوايتك وحُبك لقطع الغيارات الخاصه بالطيارات، فاكر وقت ما كنت فى الجامعه كانوا عم ياخدكم للتدريب بالمطارات كنتِ عم تحصلِ على تقدير وإشادة كبيرة من المهندسين اللى عم يشرفوا عليكن, حتى إنت كنت تحكي لى إنهم عم يستغربوا إن بنت تحب هندسة الطيارات.

تبسمت رومس بأمل قائله:

أنا كِنت من صغرى بهوا هالطيارات، ناسى إن الماما كانت بتشتغل مُضيفة داخليه بالمطار وكانت تاخدني معها كانت تبحث عنى فى غُرف صيانة الطيارات فى المطار.

تبسم لها قائلًا:

إنتِ ورثتِ جمال الماما، وكنت راح تكونى أجمل مُضيفه بالعالم، بس حبستِ حالك ورا هدول العوينات اللى حوالين عيونك،رغم هيك عُمر العوينات ما أخفوا جمال عيونك، كمان جمالك اللى دايمًا بتخفيه بلبس الصبيان اللى عم تلبسيه، لكن إنتِ حابه تثبتِ عكس مقولة

" ان المرأة الجميلة فارغة العقل"

بتجمعى بين الجمال الطاغى ومعاه كمان الذكاء الفني،بس ضعيفة فى الذكاء الإجتماعي كتير ، ورغم هيك متأكد إن الشركه راح تقبلك بترحيب.

آمنت على دعمه لها قائله بأمل:

بس بقبل قى الشركه بابا راح كمل من بعدها رسالة الماجستير والدكتوراة،بتطبيق عملي.

ــــــــــــــــــــــــــــــ

بمطار القاهرة

قبل أن يدلف آيسر الى قُمرة قيادة الطائرة توقف يمدح تلك المُضيفه كعادته مع أى مُضيفه تكون معه على الطائرة قائلًا:

أيه الإحتشام والرقه دي كلها.

تبسمت له تعلم طبعهُ المرح.

بينما إستنشق الهواء يشعر بصفاء من تلك الروائح الطيبة قائلًا:

أيه الروايح الجميله اللى فى الطيارة دى؟.

تبسمت له المُضيفه قائله:

دى ريحة الرُكاب "مسك وعنبر"

مش الطيارة رايحه السعوديه ومعانا الحُجاج.

تبسم لها بإنشراح قلب قائلًا:

يعنى الإحتشام والرقه دى عشان كده بقى، أنا بقالي تلات سنين بشتغل طيار وبنقل رُكاب بس دى أول سنه أنقل الحُجاج،ربنا يتقبل منهم ومني،كمان خدي بالك الحجه مامتي هنا معانا عالطيارة عاوزك تتوصي بيها بزيادة عشان خاطري.

تبسمت المضيفه قائله:

عنيا،خاطرك غالي بس إنت قولي هى فين وأنا هتوصى بها لحد ما نوصل للمدينه المنورة.

بعد لحظات عبر مُكبر الصوت الخاص بالطائرة، تحدث آيسر بمرح:

صباح الخيرات للسادة الرُكاب بتمنى لكم رحله لطيفه فى الطيارة،عارف إنكم جميعًا رايحين السعوديه لتأدية فريضة الحِج،ربنا يتقبل منكم ويغسل ذنوبنا جميعًا،بطلب منكم تفتكرونى بالدُعاء معاكم،وبالمناسبه كمان ترحيب خاص مني لـ ست الحبايب وست الكُلاللى منورة الطيارة

"الحجه شُكران" أمي

صباح الانوار يا حجه شُكران، كمان الست اللى شاركت فى تربيتي وكانت بتوالس عليا كتير لما بغلط

صفوانه

ربنا يتقبل منكم جميعًا متنسونيش فى دعواتكم

إدعولى ربنا يبعد عنى مطبات الهوا وكمان الإرهابين اللى كيفهم يخطفوا الطيارات، طب قولولى لما يخطفوا الطيارة هيستفادوا أيه، ولا حاجه،إحنا الطيارين غلابه والله هما مفكرين الطيار ده اساسًا سوبر مان،طب أنا هشهدكم،احنا أهو فى الهوا حسيتوا بأى حاجه،انا بقى سايق على سُرعه هاديه محافظ على مطبات الهوا عشان راحتكم.

رغم حُزن قلبها لكن تبسمت على حديث هذا الثرثار الذى يمزح من أجل أن يجعل قلبها يهدأ من الحُزن قليلًا،لكن الحُزن ساكن الروح وصعب أن يهدأ.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــ

بالجامعه ظهرًا

قبل قليل أثناء خروج يارا الى فناء السرايا تقابلت مع أسعد الذى وقف ينظر بساعة يدهُ ثم نظر لها بتبسم سألًا:

الساعه حداشر عندك محاضره فى الجامعه.

ردت له الإبتسامه وهى تقترب من مكان وقوفه:

أيوا عندى سيكشن عملي ولازم أحضرهُ.

تبسم لها قائلًا:

طب بلاش تاخدى السواق وتعالى معايا فى عربيتِي أنا عندى مشوار قريب من الجامعه هوصلك فى طريقى.

تبسمت له بترحيب قائله:

طبعًا شرف كبير ليا إن اللى يوصلني سيادة النائب فى سكته.

تبسم وهو يضمها أسفل يده ثم تركها تصعد للسياره،كان بينهم حديث عائلى أثناء الطريق الى أن وصلت أمام الجامعه ترجلت من السيارة،لكن وقفت للحظات تتحدث مع أسعد الذى فتح شباك السياره وتحدث لها قليلًا بأبوة.

بينما بنفس وقت وصول السياره أمام الجامعه كان طاهر بالصدفه يخرج من الجامعه لكن اوقفه زميل له يسأله عن بعض المواد الدراسية،وقف يرد عليه الى أن إنتبه الى تلك السيارة التى يعلم هوية صاحبها هو رأها أكثر من مره تسير فى البلده وعلم أن صاحبها هو "أسعد شُعيب" للحظه إستغرب نزول يارا من تلك السيارة، لكن تذكر سابقًا أنها أخبرته أن والداها من كفر الشيخ، ظن فى البدايه أنه ربما أسعد صديق قريب لوالدها لكن سمعها تقول:

باي باي بابي أشوفك المسا فى السرايا.

إذن يارا هى إبنة أسعد،وأخت" سامر"كيف لم ينتبه لذالك سابقًا،سيارتها الفارهه التى سبق وترجلت منها أمامه،كذالك هواتفها ذات الماركات العالمية والغاليه، ربط كل هذا بعقله،شعر لأول مره أنه أخطأ وعليه التوقف وعدم الإستمرار بذالك الخطأ،خطأ شعورة بمشاعر خاصه حين يرا يارا أو يتحدث معها حتى برسائل هاتفيه.

لحُسن الحظ لم تراه يارا أثناء دخولها الى الجامعه، ظن أنها ربما رأته وقصدت تجاهله عن عمد منها، لكن حسم أمره عليه أن يُلجم تلك المشاعر، كذالك يُقلل الحديث مع يارا، أو حتى يمنعه نهائيًا، فهو لم ينسى إتهامات ولا تهديدات أسعد لأخته بالمحكمه، أو نظراته لها الدونيه، وهو لن يسمح بذالك مره أخرى، لتنتهى تلك المشاعر قبل أن ينجرف نحو هاوية "الطبقات الإجتماعيه".

ـــــــــــــــــــــــــــــــ

قبل العصر بقليل

بـ جزيرة البُرلس

ذلك المكان الذى شهد على قصتهم من البدايه هنا كان أول حديث دار بينها وبين آصف،هنا أيضًا إعترف لها أول مره بتلك المشاعر الذى يكنها لها،هنا كان مكانهم السري للقائهم بعيدًا عن الأعين...

ترجلت من ذالك القارب وبدأت السير نحو ذالك المكان اللذان كان يتقابلان به، سارت

رغم حرارة الطقس اليوم دون عادتها فى هذا الوقت من العام توقفت فى ذلك المكان بالجزيرة ظلت لوقت قليل عينيها تُراقب الطريق

بإندهاش لأول مره يُخبرها بميعاد ويتأخر، كان دائمًا يصل قبلها ينتظرها هو، للحظه شعرت بهاجس أن لا يآتى،سأم قلبها لكن سُرعان ما عاد لها الأمل حين لمحته يقترب.

بينما هو بالفعل كالعادة وصل قبلها لكن توارى خلف إحد الكافيهات القريبه من المكان يراها بوضوح

تهكم بإستهجان ساخرًا تلك المُدعيه لأول مره تآتى فى الميعاد، إذن سابقًا كانت تتعمد التأخير، حتى أنه أحيانًا كثيره كان يضجر وهو ينتظرها، يبدوا أنه كان سابقًا يُدللها أكثر من ما تستحق.

أصبحت آشعة الشمس أكثر قسوه

كآن قسوة تلك الآشعة تسلطت على قلبهُ مباشرةً

فكر للحظات قبل أن يتخذ القرار ويُظهر نفسه أمامها يسير نحو مكانها بخطوات بطيئه

إنبسط قلبها وشعرت بعودة النبض حين رأته يآتى نحوها

رسمت إبتسامه طفيفه بداخلها مشاعر تتسم بالأمل والعشق الذى مازال يسكُن قلبها رغم ما حدث...رغم تجاهلهُ لها تلك الفتره الماضيه،لكن عاد بداخلها ينبُض الأمل.

بينما هو إنقبض قلبهُ وهو يقترب منها بخطوات بطيئه بكل خطوه يُخضع قلبهُ لقسوة عقلهُ

العشق وقمة الكُره يتصارعان بوتين واحد والقرار المُسيطر هو الإنتقام

إن كانت الدلائل برأتها وأعطتها حُريتها لن تفلت بلا عقاب، هنالك سجن آخر أقسى ينتظرها بين جُدران قُضبان قلبهُ التى لن ترأف بكذبها، لن يهتم حتى إن كانت تلك القُضبان ستشهد هلاكهما الإثنين معًا.

رغم وجود بضع خطوات بينهم قطعتها هى ترسم بسمة أمل مُشرقه على وجهها تعكس ما تشعر به بداخلها، وقفت أمامه تنظر لوجهه الذى إختفت عيناه خلف تلك النظارة الشمسيه، ودت أن يخلعها وترى تآثير إنعكاس رؤيته لها تحدثت بعتاب:

إتأخرت ليه أنا فكرتك مـ...

قاطع حديثها قائلًا:

فكرتِ أيه، إنى مش جاي، بس أنا اللى طلبت إننا نتقابل، يبقى إزاي مش جاي، كل الحكايه إنى جاي فى اليخت وإتأخرت على ما عرفت أركنه فى مكان قريب من الشط.

تبسمت له تشعر بحِيره لا تعلم من اين تبدأ سرد حديثها، ظلت صامته لكن عينيها حادت عن وجهه ونظرت نحو المكان اللذان كان يجلسان به أسفل تلك الشجرات.

نظر الى ما تنظر اليه عينيها،تهكم بداخله ساخرًا قبل أن يقول:

خلينا نروح نقعد تحت الشجر.

أومأت له وسارت أمامه،لكن لسوء حظها كادت تتعثر برمال الشاطئ لكن قبل أن تسقُط إلتقطها آصف من إحدي يدها حتى عاد توازن جسدها وإستقامت واقفه،لكن شعرت بآلم بسبب ثني إحد ساقيها،لم تُخبرهُ بآلم ساقها، وتركت يدها لوقت بيدهُ دون إنتباه منها الى أن ذهبا الى مكان جلوسهم،رغم وجع ساقها لكن مازالت تتحمل ذالك وجلست أرضًا،جلس آصف بالمقابل لها مُستغربً من عدم سحبها يدها من يدهُ كعادتها سابقًا،لكن إنتبهت لذالك شعرت بحياء وسحبت يدها،ظلت صامته لوقت قبل أن تقول:

رغم إننا فى آخر الخريف والجو خلاص المفروض يسقع بس واضح إن الشتا هيجي متأخر السنه دي،الجو لسه دافى،حتى النهاردة درجة الحرارة عاليه على غير الطبيعي فى الوقت ده.

مازالت عينيه مُسلطه على وجهها من أسفل نظارته الشمسيه المُعتمه، تهكم بداخله، حين تحدثت هو من كان يبدأ بفتح مجال للحديث بينهم، رسم بسمة خباثه على وجهه قائلًا:

بالعكس ده أفضل طقس فى السنه الجو بيبقى لطيف لا هو حر صيف ولا برد شتا... بس أنا مش جاي النهاردة عشان نتكلم عن الطقس.

سأم وجه سهيله للحظات قبل أن ترد بتوتر:

آصف فى حقيقة لازم تسمعها مني، أنا مقتلـــ...

قاطعها مره أخري قبل أن تسترسل بقية كلمتها قائلًا بنبرة ظهرت أنها حقيقيه حين قال:

سهيله أنا مش جاي أحقق معاكِ،أنا متأكد إنك بريئه.

بسمة فرح ظهرت على وجهها ومدت يديها بتلاقيه تُمسك يديه قائله بتسرُع ورجاء:

والله أنا بريئه يا أصف كان قلبى حاسس إنك مش مصدق إنى ممكن أقتل سامر.

ترك آصف النظر لعينيها ونظر ليديها اللتان تُمسك يديه،بداخله سخر من ذالك،لكن هنالك شعور آخر يتوغل لقلبه،حين قبض بيديه فوق يديها،لكن سُرعان ما نفضه عقله وهو يتغلب على ضعف قلبه أمام برائتها الخادعه، وضغط بقوة على يديها وقال بهدوء:

سهيله أنا خلاص قفلت الموضوع ده إنتهي وخلينا ننسى.

إستغربت سهيله رد آصف كذالك سحبت يديها من يديه،بعد ان تآلمت قليلًا من ضغط يديه على يديها، وسألته:

نتسى أيه، آصف أنا...

قاطعها بنبرة عصبيه ونهي:

سهيله الموضوع ده إنتهى خلاص،فى الأهم منه خلينا نفكر فى مستقبلنا.

إندهشت سهيله من رد آصف، وقالت بإستفسار:

قصدك أيه بإنتهى، وأيه اللى يخص مستقبلنا أهم من الموضوع ده؟.

تمثل آصف بالبرود وأجابها وعينيه مُسلطه على عينيها... يود معرفة رد فعلها حين فاجئها:

مستقبلنا مع بعض، أقصد إننا لازم يكون بينا إرتباط رسمي.

لم يستوعب عقلها ما قاله، كآنها فقدت الإدراك للحظات قبل أن تبتسم بلا وعى وتقول ببلاهه:

قصدك أيه بإرتباط رسمي بيا؟.

البسمه التى ظهرت على ملامحها كانت كفيله بؤد قلبه، هى الآن تبتسم وتدعى البلاهه عليه كي يُعيد طلبه منها برجاء أكثر كما فى السابق،لا مانع من بعض المراوغه معها كما تريد، زفر نفسه قائلًا:

يعنى كفايه كده إحنا لازم نتجوز فى أقرب وقت، أنا إنتدبت الدورة القضائية السنه دي فى محكمه فى الجيزة قريبه من الشقة اللى كنت عايش فيها من الفترة اللى فاتت، خلينا نتجوز قبل ما المحاكم ترجع تشتغل بقوتها من تانى.

للحظه صمتت سهيله،تستوعب،تُفكر ماذا ترد عليه، أتتحجج كما فى السابق، وتطلب منه التأجيل.

حاولت سهيله الرد بهدوء قائله:

بصراحه إنت فاجئتني يا آصف،أنا كنت جايه وراسى فيها هدف تانى...

قاطعها ببرود:

وأيه الهدف التانى اللى كان فى راسك،موضوع سامر،قولت لك خلاص الموضوع بالنسبه لى إنتهي،أنا قاضى وأقدر أميز كويس وكنت متأكد من برائتك وده السبب اللى خلانى كنت واخد دور المُحايد لحد ما المحكمه عطتك برائتك.

للحظه كادت تعتب عليه بهذا الشأن،لكن ردهُ المُقنع جعلها تتغاضي عن عِتابه وتبسمت،

بينما نظر لها بخباثه وتبسم هو الآخر سألًا:

أفهم أيه من البسمه دى.،موافقه إننا نتجوز.

كادت تقول له أن تُرجأ هذا لوقت، لكن عاود آصف الحديث بإلحاح ومكر وتلاعُب:

سهيله كفايه كده، خلينا نرتبط ونتجوز، مش هسمح لك بأي حِجه، الا لو قولتِ إن معندكيش ليا أى مشاعر، وقتها هتمني لك السعاده حتى لو مع غيري.

تلاعب آصف جيدًا بمشاعر سهيله شعرت بإستغراب من حديثه كيف يقول أن هنالك آخر غيرهُ،رغم ما مرت به تلك الفترة السابقه وعدم سؤاله عنها لكن مازال قلبها ينبض ويخفق بقوه حين تراه أو حتى تسمع إسمه، تسرعت قائله:

موافقة.

قالتها بإندفاع سُرعان ما إنصهر وجهها خجلًا وأخفضته بحياء منها.

بينما تهكم آصف بحُنق من تلك المُدعيه بإمتياز،لكن راقه ذالك قائلًا:

تمام أنا مستعد أرجع معاكِ دلوقتي من هنا على بيت والدك أطلب منه إيدك.

رفعت وجهها ونظرت له بتفاجؤ قائله بتعلثم:

دلوقتي!

لاء طبعًا، الموضوع محتاج تمهيد لازم أقول انا لـ بابا الأول وبعدها هقولك إمتى تجي لينا البيت.

عادت للـ الدلال السابق لابآس هكذا أخبرهُ عقله، لكن قال بآمر:

ياريت تقولى لهم بسرعه، والأفضل يكون النهاردة، لآنى المفروض أسافر للـ الجيزة بعد يومين عندي أول قضيه هناك، وعاوز أبقى مطمن إن خلاص أمر إرتباطنا وجوازنا بقى واقع.

إرتبكت سهيله، وقالت له:

تمام هحاول أتكلم مع بابا الليله.

رسم بسمة نصر على شِفاه قائلًا بنبرة يُحرضها على التسرُع:

مش هنام قبل ما تتصلِ

عليا وتقولى لى رد باباكِ أيه؟.

نظرت له تشعر بحِيره ممزوجه بخوف،مازالت تود أن يخلع تلك النظارة عن عينيه.

بينما هو شعر بزهو وإنتصار، ظل بينهم أحاديث فرعيه، كانت تحاول أن تذكر إسم سامر حتى يسمع منها تلك الحقيقة، وأنها حذرته سابقًا كثيرًا، لكن كان يُغير دفة الحوار بينهم لموضوع آخر، حتى غابت الشمس تقرييًا، كان هذا أطول لقاء بينهم، لم تفعل مثل عاداتها السابقه، كانت تدعي الإنشغال بأي آمر آخر هام لديها وتنهض بعد وقت قليل.

تبسمت ببراءة وهى تنظر نحو قُرص الشمس الذى بدأ يتواري خلف تلك أشجار الجزيره نهضت واقفه تُمسد كتفيها قائله:

أنا بردت

الطقس جاب نسمه بارده كمان

الكلام سحب مننا الوقت ومحسيناش،والدنيا خلاص هتضلم،خلينا نلحق آخر مركب.

نهض واقفًا بداخله يستهزأ، الآن فقط لاحظت ذالك لكن قال لها بتوريه:

متخافيش قولتلك قبل كده إني جاي باليخت.

تبسمت سهيله وقالت:

تمام خلينا نرجع برضوا كفايه كده.

نهض آصف واقفً يقول بتكرار وإيحاء:

تمام كفايه كده، خلاص قرب إرتباطنا خلاص، وقتها مش هتبعدي عني ولا هيفرق معانا ضلمه أو نور.

تبسمت له بخجل،قائله:

تمام فين اليخت ده،

خلينا نروح لمكانه عشان نرجع

للـ البر التاني.

أشار لها بيدهُ أن تسير جواره الى أن وصلا الى مكان رسو القارب الخاص به،صعد هو أولًا اليه،ثم مد يدهُ لها،للغرابه لم تتغاضي عن يدهُ الممدوده، رغم تحفُظها لكن هنالك آلم بساقها، لم تستطيع أن تتحمل عليها وتصعد دون مساعدته، تمسكت بيدهُ وصعدت الى القارب، بمجرد أن وضعت قدميها فوق القارب تركت يدهُ ظل بينهم حديث عابر لأشياء كثيره، الى أن وصلا الى البر الآخر ترجل هو أولًا، وفعل مثلما فعل أثناء صعودهم تمسكت بيدهُ وهى تنزل من القارب...

تبسم لها قائلًا:

هنتظر ردك على طلبِ الليله، لو إتأخرتى فى الرد هعرف إن...

قاطعته بسرعه:

لاء أكيد هرد عليك الليله، سلام.

غادرت سهيله رغم عينيه التى تتبعها لكن لم يُلاحظ تلك العرجه التى تسير بها، بداخله فقط يتهكم ويسخر من نفسه وهو يتذكر سابقًا طريقة تحفُظها معه حتى بلمس يديها... عاد لذاكرته أول حديث دار بينهم كان على هنا على متن هذا القارب قبل سنوات،

[فلاش/باك]

كان يوم خريفي قبل أيام من موعد بدأ الدراسه،سمع آصف سامر وهو يتصل على أصدقاؤة المُقربون بالمدرسه سواء بنات أو فِتيان ويقترح عليهم قضاء يوم ترفيهى على "بحيرة البرلس"

سمع إلحاحه على سهيله للمجئ وإخبارها أنه مجرد فسحه لأصدقاء الدراسه قبل أن ينشغلوا كل منهم بطريق بعيد عن الآخر،واقفت بصعوبه بالغه بعد أن توسطت لها هويدا وقتها وقالت أنها رحله عاديه بين الزملاء كما أن البُحيرة ليست بعيده،جاءت لكن لم تندمج كثيرًا مع مرح أصدقائها،بتلقاىيه منها هبطت عبر ذالك الدرج الى أسفل القارب وأصبحت قريبه من مياة البُحيرة،جذبت إحدي قطع العيش التى كانت موضوعه على أحد الرفوف بالمكان وبدأت بتفتيتها ثم مدت يدها الى الأمام كى تآتى تلك الطيور وتلتقط منها الفتافيت تقتاط بها،لكن سُرعان،ما شعرت بخضه حين

جذب آصف يدها قائلًا بتحذير:

حاسبى بلاش تمدي إيدك كده الطيور دى طيور جارحه ومُنقارها حاد ممكن يجرح إيدك، أرمي لها فتافيت العيش على ماية البُحيره وهما هيلتقطوها.

شعرت بخضه كذالك سار شعور آخر يسري بقلبها، لكن سُرعان ما جذبت يدها من يدهُ، تشعر بخجل من نظرة عينيه، تبسم على ذلك الخجل الذي دائمًا يراه على ملامحها.

بينما هى ألقت تلك القطع من العيش على مياة البُحيرة، وكادت تترك المكان، لكن هو أراد الحديث معها، بتسرُع منه جذبها من معصمها قائلًا بفضول:

عرفت إنك قبلتِ فى كلية الطب.

لوهله شعرت بضيق من إمساكه

لمعصمها، لكن سحبت معصمها وردت بهدوء:

أيوا هدرس طب أطفال، بصراحه كان مجموعي يدخلني طب جراحه أو أى تخصص تاني بس أنا كان نفسى أدرس طب نفسي، بس للآسف الطب ده مالوش مستقبل.

ضحك مازحً:

طب المجانين.

تبسمت على قوله وأكدته قائله:

فعلًا، نفس الجمله إتقالت لى،عشان كده إختارت طب الاطفال بديل.

ليه؟.

هكذا سألها واكمل بمديح:

فعلًا، شخصيه رقيقه زيك مكنش ينفع تدرس طب جراحه، بس

اللى أعرفه معظم البنات بتميل لدراسة طب النسا.

شعرت بخجل لكن سألته بفضول:

وإشمعنا طب النسا.

نظر الى ذالك الخجل الواضح على وجهها، كذالك عينيها اللتان تُحايد النظر له وتنظر نحو مياة البُحيره وأجابها:

يعنى عشان بتبقى شغلها كله مع ستات.

مازالت تنظر ناحية تلك الطيور وأجابته ببساطة:

دراسة الطب أو ممارسته مش مرتبط بالنوعيه ولا بالتفرقه العنصريه سواء راجل أو ست، مش بيقولوا لا حياء فى العِلم.

إبتسم قائلًا بمفاجأة عن قصد منه:

بصراحة لو مراتي دكتورة أفضل يكون شغلها مع سِتات، عشان أغير إيديها تلمس أى راجل غيري،

وطالما إنتِ مُعترفه إن لا حياء فى العِلم،ومفيش تفرقه بين راجل وست، ليه مش بتبصى لى وعينيكِ مركزه ناحية طيور البُحيرة.

شعرت بخجل وأرادت التهُرب من نظرات عيناه التى تُربكها، وقالت:

ممكن زمايلى يسالوا انا روحت فين لازم أرجع لهم.

قالت هذا ولم تنتظر رده وغادرت المكان تشعر بذبذبات قويه تضرب قلبها

كذالك آصف هام بذالك الخجل الواضح عليها، كاد يجذبها قبل ان تصعد ويقول لها إبقى معى لكن خشى أن ترفض وذالك.

[عودة]

عاد من تلك الذكرى يقارن عقله بين لقاء اليوم وذالك اللقاء القديم، سهيله كانت أذكي مُدعيه، وهو سقط بفخ برائتها وتحفُظها الذى كان مجرد واجهه مُزيفه لها.

،،، ــــــــــ

ليلًا

بمنزل أيمن.

هى الأخرى ساهده تتضارب بداخلها المشاعر كذالك لأول مره تشعر بتردُد فى أخذ القرار الحاسم

تذكرت قول آصف لها أنه ينتظر الرد منها الليله، شعرت بغصه قويه لما لا تتجاهل ذالك، لكن تحكم قلبها، قد يفهم آصف ذالك في خطأ ويظن أنها لا تريد الإرتباط به.

حسم قلبها التردُد ونهضت من فوق فراشها وخرجت من الغرفه

ذهبت نحو غرفة والدايها، للحظه عاد التردُد لكن حسمه سمعها لصوت شئ سقط خلفها نظرت له ما كان سوا قطعة ديكور، قامت بالطرق على باب الغرفه وإنتظرت لحظات حتى سمعت صوت والداها يسمح بالدخول... فتحت باب الغرفه ونظرت نحو الفراش، تنحنحت بآسف:

صحيتكم من النوم .

رد أيمن ببسمه:

تعالي يا سهيله إحنا كنا لسه صاحين.

تبسمت له بخجل وقالت:

بابا فى موضوع خاص كنت عاوزه أقوله لحضرتك.

تبسم أيمن وهو يُشير لها بالإقتراب من الفراش قائلًا:

تعالي إقعدي جنبِ عالسرير وقوليلى الموضوع اللى شغل عقلك ده.

تبسمت وهى تقترب حتى جلست جواره على الفراش وجوارها سحر التى مسدت على شعرها ببسمه تحثها على الحديث بما تود قوله:

خير أيه الموضوع الخاص ده.

للحظه ترددت سهيله لكن إستجمعت شجاعتها وقالت بهدوء وإرتباك مصحوب بخجل:

فى شخص طلب إنى أحدد له ميعاد مع حضرتك عشان يجي للبيت ويتقدم ليا.

تبسم الإثتين بإنشراح، تسأل أيمن:

ومين بقى الشخص ده حد احنا نعرفه.

كذالك سحر قالت بتخمين:

دكتور زميلك.

توترت سهيله وهى ترد عليهما:

لاء مش دكتور زميلى

الشخص ده هو "آصف شُعيب"

سُرعان ما خفتت بسمة الإثتين وإنسأمت ملامحهما.
منذ أن عادت سهيله بعد منتصف ليلة أمس من المشفى وهى تُلاحظ أن هنالك خطبِِ ما تحاول إخفاؤهُ، كذالك ملامحها وشرودها منذ عادت مساءً يؤكد حدسها، إدعت النوم، رغم ضجرها من صوت ضجيج الفراش بسبب تقلبات سهيله عليه،شعرت بها حين نهضت من فوق فراشها وخرجت بهدوء من الغرفه،ظلت لحظات قبل أن تنهض كي تعلم الى أين ستذهب،بعد لحظات وقفت خلف باب الغرفه تنتظر حتى سمعت صوت وقوع شئ على الأرض كذالك سمعت صوت طرق سهيله على باب غرفة والدايهم ظلت لحظات قبل أن تخرج من الغرفه وتسحبت تنظر ناحية غرفة أخويها تنهدت براحه وهى تقف خلف باب غرفة والدايها تتسمع على ما تُخبرهم به سهيله بهذا الوقت والتى لم تعُد تستطيع إخفاؤهُ للصباح، للحظه تهكمت بإستهزاء حين سمعت بوضوح إخبار سهيله لهما أن هنالك من يُريد الزواج بها لكن سرعان ما ذُهلت حين أجابتهم بهوية ذلك الشخص أعادت لفظ إسمه بعدم تصديق:

"آصف شُعيب"!

مش معقول.

تهكمت بحقد وهى تُفكر وتذكرت تلك الرسائل الغراميه التى قرآتها سابقًا على هاتف سهيله ثم همست:

حتى لو المحكمه برائتها

معقول يكون مُغرم بها للدرجه الكبيرة اللى تخليه ينسى إدعائها بالكدب على أخوه عشان تطلع من القضيه.

تحير عقلها لكن توقفت عن الهمس لنفسها تسترق السمع كى تسمع رد والداها

بتلقائيه من سحر قالت سريعًا:

لاء، مستحيل.

عبس وجه سهيله،

لاحظ أيمن تبدُل ملامح سهيله من البدايه من مُترقبه وهى تُخبرهم الى عابسه بآلم بعد رفض سحر السريع فكر للحظات ثم قال بهدوء:

تمام إديني يومين أفكر يا سهيله.

رغم أنها كانت تود أخذ الرد فى الحال لكن إمتثلت لقرار والداها ونهضت من فوق الفراش قائله:

تمام يا بابا، تصبحوا على خير.

تبسم لها أيمن قائلًا بأبوه:

وإنتِ من أهلهُ.

خرجت سهيله من الغرفه وأغلقت خلفها الباب بينما تتبعت سحر خروجها حتى أغلقت الباب ونظرت لـ أيمن بإعتراض قائله:

ليه مرفضتش ونهيت الموضوع من أساسهُ.

أشار لها أيمن بيدهُ أن تذهب جواره على الفراش، بالفعل إمتثلت لذالك وجلست جواره وعاودت سؤالها:

ليه مرفضتش وخلصنا، إنت عارف مين" آصف شُعيب "... يبقى أخو...

قاطعها أيمن قائلًا:

عارف إنه أخو سامر اللى هى أتهمت فى قتله، ويمكن ده السبب اللى خلاني أنتظر قبل ما أقول قراري أيًا كان... سواء قبول، أو رفض.

تسرعت سحر:

ترفض طبعًا.

تنهد أيمن قائلًا:

بلاش تسرُع يا سحر.

نظرت له سحر بإستغراب سأله:

أوعي تقولى إنك هتوافق.

رد أيمن بتردُد:

والله حيران وقبل الحِيره كمان خايف على سهيله، سهيله عندها تخبُط وكمان حاسه بقهر فى قلبها من نظرات الناس وزُملائها فى المستشفى، اللى فى منهم رغم إن المحكمه ظهرت برائتها بس هما مش مُتقبلين ده، سهيله ضعيفه وخايف أخد قرار وأرفض آصف وهى شكلها مواقفه عليه، والا مكنتش جات وقالت لينا فى وقت زى ده كان بسهوله تقدر تستنى للصُبح...بحاول أفكر بدماغ سهيله...

سهيله ممكن فى دماغها إن موافقتها عالجواز من آصف شُعيب

فرصه تظهر برائتها للناس واللى مش مصدقها او مش مُتقبل برائتها لما تتجوز من آصف هيتقبلها غصب،ما أهو مش معقول واحد هيقبل يتربط بجواز من واحده قتلت أخوه الا لو كان مصدق فعلًا إنها بريئة.

فهمت سحر تبرير أيمن شعرت بوخز قوى فى قلبها وقالت بآلم:

فعلًا بحس سهيله رغم إنها خرجت من السجن وكمان خدت براءة بس بتخاف تبص فى عيون اللى حواليها،بس ممكن يكون تفكيرها غلط،وموافقتنا على جوازها من آصف تخلى الناس تفكر إن ممكن يكون فعلًا المرحوم سامر غصبها وإن جوازها من أخوة تصحيح غلط،رأيي بلاش نفكر كتير سهيله لسه صغيره وكده كده الناس كلامهم مش هيخلص وهيجي وقت ويتنسى اللى حصل.

نظر لها أيمن وأومأ رأسه مازال يشعر بحِيرة ممزوجه بخوف.

بينما عادت سهيله الى غرفتها تشعر بخيبه كانت تظن أن والدايها سوف يفهمانها ويوافقان،كذالك شعور آخر بالترقُب من ناحية آصف هى ليس لديها قرار تقوله له الآن.

حسمت أمرها وتنهدت تشعر بتوهان حاولت النوم،لكن جفاها،حتى بعد وقت قليل سمعت صوت رسالة آتيه لهاتفها،دون أن تمسك الهاتف تعرف أن تلك الرساله آتيه من آصف فكرت فى عدم الرد فبماذا سوف تُخبرهُ، حاولت التغاضى عن تلك الرسائل،التى توالت خلف بعضها،

لكن غصبً سحبت الهاتف من فوق تلك الطاوله مُرغمه بعد تكرار الرسائل كذالك ضجر هويدا التى سمعت كل حديثها مع والدايهم وقبل خروج سهيله من الغرفة أسرعت بالعوده لفراشها، ، نهضت بتأفُف أشعلت ضوء أباچوره جوارها، ونظرت الى سهيله بإدعاء الإزعاج قائله:

أيه الرسايل الكتير اللى جايه لموبايلك فى وقت زى ده إعمليه صامت، صوت الرسايل عمل دوشه وصحانى من النوم...وبعدين مين اللى بيبعتلك رسايل فى وقت زى ده،أيه ده كمان بيرن.

إرتعشت يد سهيله حين أمسكت الهاتف الذى لسوء حظها تعالى صوت رنينهُ...بسبب رجفة يدها بالخطأ أغلقت الإتصال.

تهكمت هويدا قائله:

مين المُزعج اللى بيبعت رسايل وكمان بيتصل عليكِ وليه قفلتِ فى وشه.

ردت سهيله بإرتباك:

مفيش الرسايل من شركة الإتصالات واللى بيتصل رقم معرفوش وأهو قفلت صوت الرسايل عشان تعرفى تنامِ تصبحى على خير.

تهكمت هويدا ساخره بحركة شفاها وأطفأت الإنارة، ثم عاودت التسطح فوق الفراش تشعر بإنشراح غريب عليها،بينما سهيله مازال الهاتف بيدها رغم عودة ظلام الغرفه وكتم صوت الرسائل لكن كان الهاتف يضوي بيدها،بسبب تلك الرسائل،إرتجف قلبها،لا تعرف ماذا تفعل،هل ترد عليه وتقول له أن والدها طلب مهله يومين للتفكير،تحير عقلها ماذا لو ظن آصف أن هذا رفض مبدئى،لكن ليس أمامها شآن آخر،قامت بإرسال رساله له بقرار والدها برغبتهم أخذ مُهله يومين قبل الرد وللغرابه سريعًا أرسل لها آصف رساله بتقبُل الأمر ببساطه، لكن هنالك إيحاء بآخر كلمتيين بالرساله:

ياريت بلاش يكون ده تمهيد للرفض.

ماذا ترد عليه... هى بحِيرة،لكن أرسلت له رساله، مفادها أن يتفائل بالخير.

أغلقت الهاتف بعد تلك الرساله الهادئه من آصف:

أنا مُتفائل يا حبيبتي وهنتظر إتصالك بقرار والدك.

"حبيبتي"

تلك الكلمه التى أصابت قلبها مباشرة، أشعلته وبنفس الوقت هدأت إرتجافه،تبسمت وهى تُغمض عينيها تحتضن الهاتف كالمراهقات ،سُرعان ما غاصت بالنوم.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ

بينما بسرايا شُعيب

مازال ساهدًا للنوم كان ينتظر رد سهيله بقرار مواققة والداها،أخفق فيما كان يتوقع،كان يتوقع موافقه مباشرةً،

فى البدايه شعر بعصبيه،لكن سُرعان ما أوحى له عقله أن هذا بالتأكيد تعزيز لها من والداها،ومجرد وقت والموافقة مضمونه،تلاعب بذكر كلمة

"حبيبتي"

رغم أنه قصد بها التلاعُب على مشاعر سهيله لكن خرجت فعلًا من قلبهُ،الذى بصراع، كل شئ يظهر أمام عقلهُ بصورة عكسية يعتقد أنها صحيحه.

ــــــــــــــــــــــــــــــ

بعد مرور يومين

ظهرًا

بـ القاهرة

آتلييه شهيرة

بغرفة خاصه للتمهيد وتدريب العارضات للسير عبر مسرح العرض بطريقة المحترفين

كان رامز هو من يتولى ذلك الشأن، مع هؤلاء الفتيات الاتى

كُن يستوعبن ما يدربهن عليه بقبول منهن لبعض التحرُشات منه بمفاتنهن، يتغاضين عن ذلك من أجل أن يآخذن فُرص القبول فى العرض النهائى، الى أن دلفت تلك الفتاة، تلهث وهى تعتذر:

آسفه، بس كان عندي محاضرة فى الجامعه وإتأخرت.

نظر لتلك الساعه الأنيقة بساعد يدهُ، ثم لها قائلًا بنبرة حاده بعض الشئ:

المفروض ده أول ميعاد ليكِ عشان تبدأي التدريب على ماشية العارضات عالبيست وقت العرض وجايه متأخرة نص ساعه، أنا مش بقبل أى أعذار.

تحدثت الفتاة برجاء:

متآسفة وأوعد حضرتك تكون آخر مره أتآخر.

تهكم على قولها:

حضرتك دى تقوليها للدكتور بتاع الجامعه، هنا تقولى لى "مستر أو مسيو" رامز...

توقف للحظات ينظر لجسدها بتمعن ثم بإعجاب بجسدها المثالي لعارضة الأزياء، هذا ما غفر لها عنده قائلًا:

أول وآخر مرة هتنازل بس عشان فعلًا، مقاسات جسمك كعارضه مظبوطة،مش زى بعض اللى هنا بتفطر بحلة المحشى وإحنا نكلف جيم عشان تخس الكام كيلو اللى زادتهم قبل العرض،إتفضلي إدخلى غيرى البنطلون الجينز والجاكيت اللى عليكِ وإلبسى اليونيفورم المناسب للتدريب، بسرعه قدامك تلات دقايق مش أكتر،تأخير ثانيه زيادة يبقى...

ردت بتسرُع:

قبل التلات دقايق هكون جاهزة.

بالفعل بعد أقل من ذالك عاودت الى الغرفه بعد أن بدلت ثيابها بذالك الزي الضيق الذى يُبرز جسدها الشبه نحيل شبه خالي من الأنوثه لكن ممتاز لعارضة أزياء

إقتربت من رامز الذى مدحها:

كويس رجعتِ قبل التلات دقايق،إتفضلي خلينا نبدأ التمرين على ماشية البيست.

بدأت بالسير أمامه بطريقه قريبه من تلك الماشيه الخاصه بالعارضات المُحترفات،زاد إعجابه بها لكن لابد من إبراز خبرته،قال بمدح مصحوب ببعض التعديل:

براڤوا، إنت أفضل بنت فى المجموعه بس محتاجه شوية تمرينات، هنبدأ فيهم دلوقتى، أتمني بقية البنات تنتبه للتمرينات دى لأن خلاص قربنا على ميعاد الديفليه والبروڤات وقتها هتبقى على فساتين الديفليه قربي منى.

إقتربت منه وبدأ ببعض التوجيهات الخاصه فعل مثلما كان يفعل مع الأخريات بل أحيانًا كان يزداد العبث بجسدها قصدًا وهى لا تُبالي.

بعد قليل وقف يُصفق لها قائلًا:

كده بريفيكت،أعتقد إنك هتبقى الموديل الرئيسى للعرض الجاى.

بنفس الوقت دلفت شهيرة الى الغرفه،تبسمت وهى تراهن بدأن فى الوصول الى صورة العارضات

رغم رؤيتها لتحرُشات رامز لم تُبالى هى الأخرى طالما لم تشتكي إحداهن،مدحتهن،وقفن ينظرن لها برغبه وامل أن يُصبحن مثلها يومً هى كانت مثلهن الى أن آتت لها فرصه،لكن تحدثت إحداهن بحزن وذكرت إسم شهير لـ مُصمم أزياء وأتبعت قولها بآسف:

الخبر بيقول إن الشرطه لقت جثته فى الڤيلا بتاعته وبقاله يومين تقريبًا ميت.

إنصدمت شهيرة وشعرت بخفقان فى قلبها،إستأذنت وغادرت الغرفه،ذهبت الى مكتبها،دلفت جلست على مقعد الإداره أخفضت رأسها وضعتها بين يديها،تشعر بوخزات قويه فى قلبها،حتى أن دمعه سالت من عينيها،لكن سُرعان ما جففتها بعد أن سمعت صوت فتح مقبض باب الغرفه،رفعت رأسها وأنزلت يديها فوق المكتب،نظرت لـ رامز حاولت إجلاء صوتها كذالك إخفاء مشاعرها قائله:خلصت تمرين البنات.

نظر لها مُتهكمً بسوال يستهزئ بملامح وجهها الواضح عليها التآثُر :

أيه كان لسه عندك مشاعر له،رغم إنه زمان خذلك ورفض يتجوزك بعقد.رسمي ويديكِ الشهرة والسطوة اللى كنتِ بتتمنيها،ولو مكنش آسعد ظهرلك فى الوقت المناسب،يمكن كان زمان زهوة إسم

"شهيرة صفوت"

إختفت زى أى عارضة أزياء بتاخد شهره مجرد وقت بس تظهر غيرها تاخد مكانها بسهوله وتبقى اللى قبلها مجرد عارضة عادية.

نظرت له بغيظ وقالت بغضب:

أعتقد أنت كنت من ضمن إستفاد من جوازى بـ أسعد كان زمانك صايع أو حتى يمكن إنتحرت بعد إفلاس بابا،بسبب جوازى من أسعد بقيت مدير آتلييه أزياء له إسم وشهرة كبيرة،غير البنات اللى بتتحرش بيهم وهما ساكتين،كان زمانك بائس.

جلس على مقعد أمامها وقام بوضع ساق فوق أخرى قائلًا بهدوء:

أنا بعترف بفضلك عليا،بس حبيت أسليكِ الحُزن على المرحوم اللى زمان غدر بيك،بعد ما إتجوزك عُرفي لشهرين ولما بقيتِ حامل رفض ده وأجبرك على عملية إجهاض وإنتِ حامل فى الشهر الرابع مصعبتيش عليه لا إنتِ ولا إبنة،إبنه اللى يمكن لو كان مكتوب له الحياة كان ورث إسمه وكمان ثروته،يا حرااام هتروح للجمعيات الخيريه،يمكن يستنفع بيها اللى يستحق أكتر،يبعتوا له رحمه تغفر له جزء من ذنوبه،أنا بقول بلاه الحُزن ميستهلش،وخلينا نركز فى الديفليه الجاي،ويمكن موته فى الوقت ده ينفعنا هو تقريبًا كان المنافس الأكبر لينا ودى فرصتنا إننا نحول الأتلييه لـ دار أزياء وخط موضه خاص بينا ونبقى توب وان فى مصر.

تبدلت بلحظه ملامحها الحزينة الى أخري مُتطلعه ومتأمله ومتمنية بشدة.

ــــــــــــــــــــــــــــــ

بالجامعه

قبل قليل

أثناء سير يارا بأحد ممرات الجامعه رأت طاهر يسير مع أحد زُملاؤه ومعهم فتاتان أيضًا، سُرعان ما رسمت بسمه واضحه على وجهها،رغم أن طاهر يراها لكن تجاهل بسمتها له عمدًا وأكمل سير دون النظر لها... شعرت يارا بغضه فى قلبها، حاولت كبت تلك الدمعه بين أهدابها، وتركت صديقتها التى كانت تسير معها، وأخذت قرار تنازلت عن غرورها ذهبت خلف طاهر وقامت بالنداء عليه.

نُطقها لإسمه كأن صداها يدلف لقلبه مباشرةً، فى البدايه تجاهل ندائها، لكن ندائها مره أخرى كذالك ملاحظة زُملاؤه جعله يقف بينما أكمل زملائه سيرهم...

بصعوبه إستدار بجسده ينظر له وهى تقف أمامه قائله بعتاب:

مالك فى أيه بقالك كم يوم مش بترد على رسايلى كمان شوفتنى كذا مره فى الجامعه وفى الكافيتريا وبتتجاهلني، كمان دلوقتي،فوتت فى الممر من جانبِ.

حاول عدم النظر لها وقال بنبرة جمود:

وأنا ليه هتجاهلك كل الحكايه إنى مأخدتش بالى منك،وعامل كل رسايل الموبايل صامت عشان مشغول الفترة دى.

لا تعلم كيف تنازالت وسألته:

ويا ترا كل إشعارات الرسايل عندك صامته ولا رسايلي أنا بس.

إستغرب قولها سألًا:

مش فاهم قصدك،بس أكيد للرسايل كلها،محتاج أركز كمان مشغول بين الدراسه وشُغلِ فى مركز الصيانة،عارفه إنى فى آخر سنه وبينطلب مننا مشاريع تخرج كتير...عن إذنك عندى سكشن عملي دلوقتي ومش لازم أتأخر عليه.

تركها وذهب يشعر بوجع كآن هنالك سكين إنغرس بجزء من قلبهُ.

بينما يارا لم تستطيع كبت دمعة عينيها من تلك الطريقه الجافه التى تحدث بها معها،كآنها لا تعني له أي شئ،لاول مره تشعر أنها لا شئ،هربت سريعًا وخرجت من الجامعه تسير بلا هواده الى أن وجدت نفسها تجلس بحديقه عامه

تنظر الى هؤلاء الأطفال اللذين برفقة أبويهم يلهون ببعض الألعاب البسيطه لكن كانت أصوات ضحكاتهم تُجلجل بسعادة،لما لم تحظى بلحظات مثل تلك،تنهدت تشعر ليتها كان والداها مثل هذاين الابوين البُسطاء لكن بينهم دفئ عائلى هى ولدت لأب لديه زوجه وأبناء من أخرى يقتسم بينهم الوقت،تبسمت لتلك الصغيره التى إقتربت منها وأعطتها جزءً من شطيرة طعامها قائله:

إنتِ قاعدة هنا زعلانه عشان جعانه.

تبسمت بدفئ لتلك الصغيره وأخرجت من حقيبتها قطعة من الشيكولاتة المُغلفه، لكن الصغيرة آبت أخذها،تبسمت لها وقامت بقطع التغليف وقضمت منها قطعه ومضغتها تبسمت لها الصغيره وجلست لجوارها يتشاركان الشطيرة وقطعة الشيكولاتة،وبدأن بالثرثره معًا كآنهن الإثنتين بعمر واحد،شعرت بهدوء،بينما تبسم ذالك الذى غص قلبه بعد حديثه الجاف معها وذهب خلفها،شعر بندم لما يتعامل هكذا،يارا رغم أنها إبنة ذلك المُتغطرس الذى هدد أخته مرات مستقويًا بسُلطته البرلمانيه،شفق قلبهُ عليها لابد أنها تُعانى من زواج والدها بأخرى غير والداتها. ــــــــــــــــــــــــــــــــ

ليلًا

منزل أيمن

وضعت سحر طعام العشاء على تلك الطاوله الأرضيه،ثم قامت بالنداء على الجميع الى أن آتوا جميعًا وإلتفوا حول تلك الطاوله... شرعوا فى تناول الطعام لاحظ أيمن عبث سهيله بالملعقه بطبق الطعام الذى أمامها دون أن تآكل، كذالك لاحظت هويدا ذالك تبسمت وقالت بقصد:

بابا عادل قالى إنه حجز قاعة الفرح بعد شهرين ونص.

إستغربت سحر ذالك وقالت بإستفسار:

وليه التأخير ده كل شئ جاهز.

ردت هويدا:

هو ده الميعاد اللى عرف ياخده بسبب زحمة الأفراح الفتره الجايه فى القاعه دى.

ردت سحر:

وهو مفيش قاعات غير دى، كان شاف غيرها كل القاعات زى بعض.

ردت هويدا:

فعلًا، قولت كده بس هو إختار القاعه دى وشهرين ونص مش كتير حتى يكون الشتا قرب ينتهي.

مازالت عين أيمن على سهيله التى تبدوا شاردة، شعر بغصه، بينما قصدت هويدا القول:

كمان تأخير الفرح يكون مر وقت طويل والناس نسيوا موضوع سهيله.

نظرت لها سهيله بعتب ولم تتحدث بينما قال طاهر بدفاع:

وأيه دخل موضوع سهيله فى تأخير فرحك، وبعدين سهيله خلاص خدت براءة واللى يصدق برائتها أو ميصدقش فهو حر شئ يرجعله المهم إنها أخدت البراءة اللى تستحقها من البدايه.

تبسمت سحر لـ طاهر ونظرت لـ هويدا بآسف، كادت هويدا أن تُبرر قولها لكن الجمتها سحر قائله:

بلاش كلام عالأكل خلونا نتعشى فى هدوء.

بعد قليل،إنفض الطعام ونهض الجميع،دخل أيمن الى غرفة سهيله وهويدا،تبسم لـ سهيله قائلًا:

سهيله إعملِ لى كوباية شاي وهاتيها لى فى أوضة الجلوس.

أومأت سهيله برأسها ونهضت قائله:

حاضر يا بابا.

تهكمت هويدا بداخلها أن والدها له غرض آخر من ذلك الطلب والأ كان طلب من والدتهم.

بالفعل بعد قليل دلفت سهيله الى غرفة الجلوس وجدت أيمن يجلس يقرأ إحدى الجرائد الورقيه،تنحنحت قائله:

الشاي يا بابا.

طوي أيمن الجريده ووضعها على الاريكه جواره وتبسم وهو يقول لها:

حُطِ الصنيه عالترابيزه وتعالى إقعدى هنا جنبي عالكنبه.

وضعت سهيله الصنيه وذهبت نحوه جلست جوارهُ،وضع يدهُ على كتفها قائلًا دون مقدمات:

سهيله أنا فكرت فى طلب آصف

وموافق أقابله،بس مش معنى كده إنى موافق على طلب الجواز،لازم أقعد معاها الأول قبل ما أقول قرارى الأخير،وكمان يجي ومعاه أبوه.

فى البدايه إنشرح قلب سهيله لكن خفت قلبها مره أخري بعد إسترسال حديثه، كانت تتمنى أن يُعطيها قرارًا نهائيًا حتى لو كان بالرفض،أفضل ربما ينتهى هاجس الخوف التى تشعر به، تقع بحِيرة بين قلبها أن تفقد آصف وعقلها الخائف من أن يظل شآن ما حدث مع "سامر" عائق بينهم، لكن آصف لا يُعطي لها فرصه لإخباره بما حدث، وكذالك عاود يُلاحقها ويُشغل قلبها وعقلها برسائله وإتصالاته عليها بإلحاح كما كان فى فى السابق

تقبلت حديث والدها بتردُد قائله:

تمام يا بابا.

تبسم لها قائلًا:

اللى فيه الخير ربنا يقدمه.

بعد قليل

عبر رساله هاتفيه أرسلت سهيله رد والدها علي طلب آصف بإيجاز... وإنتظرت رده الذى كان مفاجئًا حين تقبل الأمر ببساطة وأخبرها أنه بالغد سيأتى لمقابلة والدها ومعه والدهُ.

تنهدت براحه ووضعت الهاتف فوق الطاولة وإضجعت بجسدها على الفراش تُغمض عينيها تود أن ترسوا على قرار يُبدل تلك الحِيرة وأيضًا تنهى تلك الهواجس التى تُخيف قلبها.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

بالجيزة

رغم ضيق آصف من رسالة سهيله فهى ليست موافقه نهائية، لكن راوغ فى الرد حتى لا يُثير لديها انه يضغط عليها لقبول الزواج، تنهد بضجر ثم فتح هاتفه وقام بالإتصال على والده الذى سُرعان ما رد عليه وأخبرهُ بضرورة الذهاب معه بالغد الى منزل والد سهيله، وافق على مضض منه.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــ

بـ ڤيلا شهيرة

كانت نائمه فوق الفراش تنظر الى سقف الغرفه شارده قليلًا الى أن شعرت بـ أسعد الذى إضجع جوارها على الفراش،رسمت بسمه برياء،وسألته:

آصف كان بيتصل عاوز أيه؟.

تبسم أسعد قائلًا:

عاوزني أروح معاه بكره البلد عشان خلاص هيتجوز.

ضيقت شهيرة بين حاجبيها وسألته:

ومين بقى اللى هيتجوزها من البلد؟.

رد أسعد ببساطة:

سهيله.

إستغربت شهيرة سأله:

سهيله بنت مين هناك؟.

رد أسعد:

سهيله اللى قتلت سامر.

ذُهلت شهيرة وغرت فاهها بعدم تصديق قائله:

مستحيل،إزاى تقبل بكده،دى قتلت المرحوم سامر ومش بس كده،لاء كمان شوهت صورته انه مغتصب،إزاى آصف يقبل على نفسه يتجوز اللى قتلت أخوه معقول نسى بالسرعه دى،وإنت إزاى توافق طب هقول هو متحكم فيه قلبه،إنما إنت...

قاطعها أسعد باستغراب سألًا:

قصدك أيه بـ أنه متحكم فيه قلبه وبيحبها.

إرتبكت شهيرة وتوهت بالحديث:

وأنا هعرف منين إن آصف بيحب المجرمه دى،بس مفيش تفسير تانى غير كده يخليه يقبل يتجوز اللى قتلت،كمان شُكران هترضى بكده.

تفهم اسعد تفسير شهيرة الخاطئ، وتقبله ببساطه، ثم قال لها

شُكران فعلًا مش موافقه، بس أنا وآصف وموافقين وده الأهم،والموضوع منتهى وكفايه نقاش فيه،أنا ملاحظ كده إنك مزاجك متعكر.

بررت شهيرة ذالك بكذب قائله:

أنا فعلًا مش فى المود، بسبب الديفليه اللى ميعادة قرب حاسه أنى متوترة.

تهكم أسعد قائلًا بإستخفاف:

هو ده أول مره تعملى ديفليه، عادى جدًا، عالعموم خلينا هنا وإنسى أى شئ برة الأوضه دى الليله.

أنهي حديثة بقُبلات يحثها على الإستماع معه تتخيل آخر عاشت معه نفس المشاعر وجنت الخذلان بالنهايه، لكن عوضت خسارتها لاحقًا.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــ

بعد مرور أكثر من شهر ونصف.

ما بين شد وجذب صد ورد

ها هو اليوم يحصل على ما خطط له وتحمل الكثير وتنازل عن بعض الغرور من أجل أن يصل الى هذه اللحظه، ها هو يقف أمام مرآة غرفته يُهندم ثيابه كـ عريس من أجل أن يذهب الى أخذ عروسه من منزل أبيها، قام بإستنشاق رذاذ ذلك العِطر الخاص به والتى سبق وقالت له أنها لا تهواه تشعر بالغثيان منه سابقًا تخلى عنه بعِطر آخر لكن الليله يفعل عكس ما هى تُريد.

بعد قليل

أمام منزل أيمن الدسوقى

صف آصف سيارته وترجل منها لبضع خطوات ثم توقف قليلًا حتى رأى إقتراب أيمن وسهيله التى تتشبث بعضد يدهُ يُخفي وجهها وشاح أبيض،خفق قلبه بشده كم تمني هذه اللحظه وحلم بها كثيرًا،وها قد آتت لكن ذمه عقله على تلك المشاعر الضعيفه، وأخبرهُ أن هنالك عقاب لكذبها لابد من أخذه أولًا،رسم بسمه هادئه وهو يستقبل يد سهيله من والدها، رغم وجود قُفاز بيدها لكن شعر ببرودة يدها،تغاضى عن ذالك ظنًا أنه ربما بسبب الطقس البارد، سريعًا رفع ذلك الوشاح عن وجهها إستهزأ من نظرة عينيها اللتان كانتا ينظران الى أيمن،الذى تبسم لها بدعم،عاودت النظر ناحية آصف كان لا يرتدى تلك النظارة المُعتمه التى كان يضعها حول عينيه طوال الفتره الماضيه،لأول مره تنظر لعينيه منذ وقت طويل،لأول مره ترا بهن نظرة لا تستطيع تفسيرها،لأول مره تشعر بالبرودة فى قلبها من نظرات عينياه لها،لاحظ آصف نظر سهيله لعينيه...

أحاد بنظره عنها وجذب يدها كى تسير معه نحو سيارتهُ، سارت معه تشعر بزيادة خفقان فى قلبها فتح لها باب السيارة، نظرت نحو وقوف والدها الذى إنضمت له سحر وبرفقتها آسميه تبسمت لهم ورفعت يدها لهم تشير بوداع....

أبتسمت حين أشاروا لها نفس الأشارة... صعدت الى السيارة، لم ينتظر السائق قاد السياره سريعًا نحو سرايا شُعيب كان هنالك حديث مُقتضب بين آصف وسهيله بالسيارة كما أنها لفتت نظره الى أنها تبغض هذا العِطر، تغاضى عن ذالك الى أن دلفت السيارة الى فناء السياره، أمر آصف السائق أن يتوقف بالقُرب من تلك الغرفه الموجودة بالحديقة، توقف السائق، ترجل آصف من السياره وإنحنى يمد يدهُ لها كى تترجل هى الأخرى، بالفعل إبتسمت وهى تضع يدها بكف يده التى شعرت به شبه ساخن عكس برودة يدها كذالك الطقس، ترجلت من السيارة وقفت مُستغربه للخظات توقعت أن تجد والدى آصف يقفان بإنتظارها للترحيب بها كآي عروس لكن تعجبت عدم وجودهم، كذالك وقوفهم بالقُرب من تلك الغرفه الموجودة بالحديقه مُنعزله عن السرايا، رأت إشارة آصف للسائق أن يذهب بالسياره بينما جذبها آصف للسير معه رغم عدم إرادتها الى أن وصلا أمام تلك الغرفه توقف عن السير، وترك يدها وأخرج من جيب مِعطفه سلسلة مفاتيح وضع إحدى المفاتيح بمقبض باب الغرفه وقام بفتح بابها

إستغربت من فتحه لباب تلك الغرفه المزويه بأحد أركان حديقة السرايا ،ودخوله الى داخلها وأشارة يدهُ لها قائلًا بإستهزاء :

واقفه قدام الباب ليه

إدخلي برِجلك الشمال يا عروسه.

شعرت برعشه قويه بجسدها كله، وكآن ساقيها تيبسن ولم تستطيع الحركه، وظلت واقفه مكانها.

زفر نفسه بغضب وخرج من باب الغرفه وقبض بيده على مِعصم يدها وسحبها عنوه خلفه الى أن دخلا الى الغرفه وصفع بساقهُ باب الغرفه بقوه، إرتج صداها بالغرفه، الشبه خاليه، كذالك دب الرعُب بقلبها وهى تتجول بعينيها بالغرفه التي تُشبه غُرف

"العزل الطبي القديمه" التى كانوا يستخدمونها لعزل المرضى النفسيين اللذين يخشون خطورتهم.

فقط يوجد بالغرفه

بعض المقاعد الخشبيه وفراش حديدي يُشبه فراش المشافي متوسط الحجم عليه مرتبه وبعض الوسائد الصغيره، يحتلون جزء صغير من الغرفه التى تُشبه "البدرون"، وباقى الغرفه خالي، كذالك أرضية الغرفه رغم أنها نظيفه لكن أرضيتها تُشبه خرسانة الأسقُف.

إزدردت ريقها الذى جف قبل أن تتحدث، سبقها بالحديث مُتهكمً بجمود وتلذُذ وهو ينظر الى ملامح وجهها الظاهر عليها الرعب:

أيه يا عروسه، أوعي تكون الأوضه مش عجباكِ دي متشطبه ومفروشه وِصايه عشانك.

شعرت بهلع فى قلبها، بلحظه حسمت أمرها عليها الخروج من هذه الغرفه لو ظلت لدقيقه واحده ستختنق رغم شعورها بتبُس جسدها بالكامل لكن إرداة البقاء بداخلها تحكمت وأعطتها قوه واهيه،رفعت ذيل فستانها بيديها، وحاولت السير نحو باب الغرفه بخُطى بطيئه مثل الطفل الذى يسير لأول مره... وكادت تصل الى باب الغرفه، متجاهله نظرهُ الى ضعفها أمامه بتلذُذ وهو يراقب خطواتها البطيئه وكان هو الأسرع حين أصبحت خلف باب الغرفه وكادت ترفع يدها وتضعها على مقبض الباب جذبها من يدها خلفه بقسوه حتى توقفا أمام الفراش ينظر لها وللفراش بتسليه، بصعوبه رفعت وجهها ونظرت لوجهه،ملامحه أصبحت حاده كذالك نظرات عيناه لها تحولت لقاتمه،

إرتعشت شِفاها حاولت الحديث لكن كآن صوتها ضاع.

بينما هو للحظه شعر بنغزه فى قلبه وهو ينظر الى ملامح وجهها الذى فقدت رونقها لكن بنفس اللحظه جاء الى خياله صورة أخيه الأخيره وذالك الضماد الدامي موضوع حول عُنقه.

نفض تلك النغزه بقلبه وحولها الى تجبُر ونظر لها قائلًا بإستقلال :

أيه كنتِ مفكره إنى هتجوزك وتدخلي

لـ"دار شُعيب"

عروسه،إنتِ مقامك هنا البدروم ده،أنا جهزته مخصوص على قد مقامك عندي ولا عشان بقيتي دكتوره هتنسي إنك بنت موظف كحيان.

رفعت رأسها ببطء وعادت تنظر له بخيبه وندم،وحاولت الحديث لكن خرج صوتها مُتحشرًا بكلمات غير مفهومه.

إبتسم بزهو قائلًا بإستهزاء:

أكيد مش هنقضي الليله فى نظرات ملهاش معني ولا لازمه.

قبل أن تستفهم عن سبب كل هذا شعرت بيديه حول عُنق فستانها وسمعت صوت تمزيقه للفستان قائلًا بعنف:

قولتي فى تحقيقات النيابه إن أخويا حاول الإعتداء عليكِ،عندي يقين إنك كدابه وكان إفتراء منك،بس إن كانت المحكمه بتاخد بشويه أدله وسهل خداعها أنا من الليله هيعشك فى سجن تتمني الإعدام يخلصك منه.

لم تشعر بدفعه جسدها لتهوى على الفراش الأ حين أمسك إحدي يديها وألقى تلك الوسائد الصغيره من فوق الفراش على الأرض،وصوت زمجرة شئ معدني،علمت ما هو حين أدخل إحدي يديها وأغلقهُ على معصمه ثم أمسك اليد الأخري وفعل نفس الشئ،تيقن عقلها إنها تلك

"ألاصفاد الحديديه"مثل التى توضع بأيدي السُجناء،والتى وضعت بيديها سابقًا،كانت تود الصُراح علها تجعله يستفيق من غلظة غليلهُ الواضح، لكن حتى هذا غيرقادره عليه، إنحشر صوتها...وهي تشعر به يُكمل تمزيق ثيابها يهزي بوعيد لها قائلًاّ:

أنا بقيد إيديكِ عشان مش هطيق لمسة إيديكِ على جسمي.

كان يتوعد بالقسوه ثم يعود يتحكم قلبه ثواني يهزى بقوة عشقها فى قلبه، لكن هى كل تشعر به وهو ينتهك جسدها بعنف مُبالغ، ودمعه تفِر من عينيه ساخنه تسقُط على عُنقها وهو يهزي بعتاب قاسي قائلًا:

اليوم ده حلمت بيه كتير،كنت بستني الوقت اللى يجمعنا فيه مكان واحد وباب مقفول علينا،كنت بتخيلك أحلى عروسه بالفستان الأبيض،إزاي جالك قلب وقدرتي تدبحي أخويا،وياريت فعلًا دبحتيه،إنتِ دبحتيه بعد موته شوهتي صورته عشان تنفدي من عقاب السجن أو الإعدام، لكن مش هتقدري تنفدي من عقابي.

قال هذا ورفع رأسه عن عُنقها بوعيد ونظر لشفاها اللتان ترتعشان مُبتسمً بسخريه، ثم قبض على وجنتيها بقبضة يده وضغط على شفاها بقوه قائلًا:

شفايفك دول اللى كنت بحلم بطعمهم هما اللى نطقوا بكذب.

قال هذا وإنقض على شفاها بقبلات قويه تترك آثر مدمي...

هزيان... لوم...إعتداء عنيف...إنتقام قاسي

لم تشعر به وهو ينهض عنها كل ما تشعر به فضاء مُعتم وآلم يُشبه خروج الروح من الجسد،هى فعلًا كذالك تموت بالبطئ،داخل عقلها تظن أن ما تشعر به ليس سوا كابوس لو فتحت عينياها سينتهي كل هذا الآلم،

بالفعل حاولت فتح عينيها لكن عينيها لا تستجيب لها هنالك هاتف آخر برأسها يقول لها يكفي مقاومه

"إستسلمي وإرحلي".

بينما هو نهض عنها وإتكئ بظهره على العمود الآخر للفراش وبصق طعم تلك الدماء التى يشعر بها فى فمه،يشعر بالتقزُز من نفسه ومن ما فعله،نظر نحو وجهها ورأى ذالك العرق الغزير الذى يتصبب منها يُخفي ملامح وجهها،حتى عينيها أهدابها فقط ترمش كآنها تحاول فتحها،وشفاها المتورمه ترتعش،نظر نحو يديها الموضوعه بالأصفاد تنزف دماء،إقترب من تلك الأصفاد وقام بفتحها إرتخت يديها البارده مثل الموتي... فجأه شعر بإنخلاع فى قلبهُ حين سقطت عيناه على الفراش الذى تحول لونه الى دموي رأي دمائها تنزف وهى تُشاحب الموتى... شعر كآن صاعقة بارود تضرب جسده بالكامل لكن

لم يكن القرار صعبً عليه

أيتركها تنزف حتى تتصفى آخر قطره من دمائها قصاصً لما فعلته وشوهت صورة أخيه المغدور...

أم ينقذها، لا هو لم يكُن يتمنى أن يراها بهذه الصورة أبدًا، فقط أراد القصاص

إتخاذ القرار كان سهلًا سينقذها...ربما إنتهي الآن القصاص

القصاص الذى وضعهم الإثنين بين حجري راحا...سحقت قلبيهما ولم يتبقى منهما سوا فتات عشق سفكهُ بحماقة قسوة إنتقام بلا وعي وغياب ضمير قاضي برتبة عاشق أحمق.
ـــــــــــــــــــــــــــ

بمنزل أيمن

رغم ظلام الغرفه شعر أيمن

بكثرة حركة سحر جواره على الفراش، بالتأكيد هى مثله لم تستطيع النوم، تحدث قائلًا:

إنتِ كمان مش جايلك نوم.

نهضت سحر جالسه على الفراش تنظر لـ أيمن الذى نزل من فوق الفراش وذهب نحو ذر إنارة الغرفه وأشعل ضوء خافت بالغرفه ثم عاد للفراش مره أخرى يتكئ بظهره على تلك الوساده، تنهد يشعر بشعور خفي، بينما نظرت له سحر بعتاب قائله:

قلبي مش مطمن مش عارفه حاسه بحاجه جاسمه على قلبي، مكنش لازم توافق على جواز سهيله من آصف، كان لازم تفضل متمسك بالرفض.

تنهد أيمن قائلًا:

ياريت، بس أنا إتراجعت بعد ما وافقت سهيله،خوفت ترجع تلومني إنها كان قدامها فرصه تثبت لكل اللى شكك فى برائتها إنها مش قاتلة،والدليل قبول أخو القتيل الجواز منها،كان ليه هيقبل لو مش مُقتنع برائتها.

ضم أيمن سحر لصدره قائلًا بتمني:

بتمنى ربنا يسعد سهيله وآصف يطلع عكس إحساسنا.

تنهدت سحر تقول:

آمين.

ــــــــــــــــــــــــــ

قبل قليل

بـ سرايا شُعيب

بالردهه كانت تقف شُكران الى أن رأت دخول سيارة آصف،كادت تخرج من السرايا،لكن قبل أن تخرج من الباب وجدت أسعد بوجهها،نظرت له رأت الحجود بعينيه وهو يسألها:

رايحه فين؟.

ردت بهدوء:

هروح أستقبل عروسة آصف.

تهكم آسعد بسخريه قائلًا:

مفيش داعي،هى مش هتدخل السرايا.

إستغربت شُكران قائله:

قصدك أيه؟.

جاءت سهيره بغنخ من خلفها وقالت:

فى أيه يا شكران آصف حُر، مش طفل صغير وعارف مصلحته.

كادت شُكران أن تعترض لكن جذبها أسعد بقوه قائلًا:

أنا مُرهق ومحتاج أرتاح، وإنتِ كمان المفروض تاخدي علاجك وترتاحي وآصف عارف مصلحته.

مُجبره شُكران إمتثلت لطُغيان آسعد وذهبت الى غرفتها وذهب هو مع شهيره، لكن شعرت بزيادة خفقان فى قلبها كذالك إختناق كآن هواء الغرفه سام، نهضت وفتحت باب الشُرفه، فى ذلك الأثناء، رأت آصف وهو يهرول بالحديقه وقرب السياره من تلك الغرفه كذالك ترجل من السياره وترك باب المقود مفتوح كذلك فتح باب السيارة الخلفى ودلف سريعًا الى الغرفه،رغم شعورها السئ كذالك مرضها هرولت من غرفتها حاسمه أمرها ستذهب الى تلك الغرفه

بتلك الغرفة التى بالحديقه

قبل لحظات فاق من غفلة عقله على إنتفاض قلبه الذى ينتفض بقوة بين ضلوعه وهو يرى مشهد تشنُج جسد سهيله مثل المُقلبين على الموت، كان منظرها قاسيًا للغاية، حاول إفاقتها بإستجداء،كانت ترد بهمهمات غير مفهومه

نهض سريعًا إرتدى بنطال وفوقه قميص سريعًا أكمل إرتداؤه وهو يخرج من الغرفه نظر بالحديقه،رأى سيارته التى مازالت مُزينه قريبه من الغرفه ذهب نحوها وقربها من الغرفه ترجل من السياره فتح باب السيارة الخلفى وهرول عائدًا للغرفه إقترب من الفراش نظر الى سهيله بندم وهلع فى قلبه،كانت تلك الهمهمات صمتت، كآن الروح بدأت تنسحب منها، سريعًا

قام بلف ملاءة الفراش حول جسدها وحملها وخرج من الغرفه وضعها بالمقعد الخلفي للسيارة،لكن قبل ان يدلف خلف المقود سمع قول شُكران التى تلهث:

مالها سهيله عملت فيها أيه؟.

لم يرُد آصف يشعر بصدمه هو الآخر كاد يتجاهل شُكران، ويصعد للسياره لكن شُكران سبقته وفتحت باب السياره الخلفى ودلفت الى السياره، إنصعقت حين نظرت الى وجه سهيله الذى يُشاحب الموتى كذالك أثار تلك الدماء فوق الملاءة رفعت رأسها بذهول وقالت بآسف:

عملت فيها أيه يا آصف، كان قلبي حاسس إنك عندك هدف من إصرارك على الجواز منها، بس مكنتش أتوقع إنك تكون بالخِسه دى.

لم يستطيع آصف الرد يشعر بالخزي كذالك الخوف على سهيله.

صعدت شُكران الى جوار سهيله وأغلقت خلفها الباب سريعًا بنفس الوقت كان آصف هو الآخر صعد للسياره وأدارها،سريعًا كان يقطع الطريق غير آبهه بتلك الأمطار الغزيزه التى تتساقط فوق زجاج السياره،مع صرير صوت إطارات السيارة كان مُفزعً للقلب للحظه خشيت شُكران أن تنجرف السياره على الطريق،لكن وضعت رأس سهيله على ساقها،كانت تبكي عينيها بغصات وهى تسمع همهمات سهيله التى فسرت بعض تلك الكلمات ذكرت إسم "سامر...."

سريعًا كان آصف يصف السيارة بفناء إحد المشافى الخاصه،وترجل من السيارة سريعًا فتح الباب الخلفى وجذب جسد سهيله وحملها يهرول نحو إستقبال المشفى...تحدث بإستغاثه:

محتاج دكتورة نسا بسرعه.

وجهه أحد أفراد الاستقبال الى إحد الغرف وضع سهيله على ذالك الفراش ونظر الى ذلك الطبيب الذى دلف للغرفه شعر بالغيره منه وقال بآمر:

قولت محتاج دكتورة نسا،أيه المستشفى مفيش فيها دكتورة نسا.

دلفت طبيبه أخرى قائله:

أنا دكتورة نسا ياريت تتفضل بره عشان أعاين المريضه.

بمجرد أن نظرت الطبيبه الى أثار الدماء على تلك الملاءة الملفوف بها جسد سهيله كذالك ملامح وجهها ذُهلت بخلفيه توقعت أن المريضة مُغتصبه،نظرت بإشمىزاز

لـ آصف قائله:

ياريت تخرج،وكفايه وقفتك هنا هتعطلنا.

بصعوبه خرج آصف من الغرفه يشعر بتوهان،لكن فاق من هذا التوهان على تلك الصفعات التى تلاقها على وجهه بغضب من شُكران التى نظرت له بإستهجان:

كان قلبي حاسس إن عندك غرض دنئ من ورا تصميمك عالحواز من سهيله نصحتك وقولتلك بلاش،هدمت كل حاجه بلحظه،يا خسارة يا آصف ورثت قسوة قلب آسعد بجدارة،إدعى ربنا يُلطف بـ سهيله.

تلقى آصف صفعات شُكران يشعر أنها مثل لسعات مُلتهبه تضرب قلبه الذى يخفق بفيضان نازف،كآنه يُصارع الموت...إزداد نريف قلبه حين رأى إحد الممرضات خرجت من الغرفه ثم عاودت تحمل أكياسً من الدم.

بعد وقت ليس قليل

خرجت تلك الطبيبه من الغرفه نهضت شُكران واقفه وهرولت نحوها،كذالك آصف قبل أن يسأل عن حال سهيله،نظرت له الطبيبه سأله:

إنت تقرب أيه للمريضه اللى جوه.

شعر آصف بخزي بينما شفقت شُكران عليه وأجابت هى الطبيبه:

تبقى مراته.

نظرت له الطبيبه بإزدراء وقالت:

واضح حالة المريضه إنها إغتصاب بدون رحمه،للآسف بصعوبه قدرنا نوقف النزيف،كمان المريضه هتفضل فى الرعاية تحت الملاحظه لآن فى خوف يرجع النزيف مره تانيه لأن حصل تهتُك فى الرحم ولو النزيف رجع هنضطر نستأصل الرحم.

صُعق آصف من فداحة ما فعله حين ترك لجام غضبه،بينما شعرت شُكران برجفه كذالك لم تتحمل الوقوف على ساقيها جلست مره أخرى،بينما عاودت الطبيبه الحديث:

للآسف مضطره أبلغ آمن المستشفى،لآن دى شبة حالة إغتصاب.

لم يُبالي آصف بحديث الطبيبه يشعر بضياع كآنه فقد الإدراك.

ليالي الشتاء طويله قبل أن يسطع فجر جديد

تسلل آصف الى غرفة الرعايه،وقف للحظات يشعر بإنخفاض فى دقات قلبه وهو يرى وجه سهيله الشاحب كذالك تلك الآثار الداميه على وجنتيها وشفاها التى تحولت الى شبه زرقاء بشعه،كذالك تلك الأنابيب الطبيه المغروسه بيدها،يشعر كآن سيلان من النزيف فى جسدهُ بالكامل كآنها يُشاركها الآلم نفسه،بل أقصى منها هى غائبه عن الوعى لا تشعر بشئ بينما هو واعي،يسعر كآنه مذبوح،جثي على ساقيه جوار الفراش،جذب يدها يضمها بين يديه وإنحنى برأسه وقبل يدها ثم وضع كفها على وجنته يشعر بها مثل الثلج فوق النيران التى لا تخمد،دموعه التى تحجرت سابقًا الليله كانت تسيل زخات مثل تلك الأمطار التى يسمع صداها خارج تلك الغرفه البارده لكن يشعر بها حارقه،وضع نصف وجهه فوق كف يدها يقول بندم ورجاء:

سهيله أرجوكِ سامحيني،سهيله فوقى وأي شئ تطلبيه هنفذه حتى لو طلبتِ أدبح نفسي قدام رِجليكِ مش هتردد لحظه أفكر،سهيله إصحي وقولي لى إنى فى كابوس هينتهي لما تفتحِ عينيكِ من تاني،سهيله أنا عمري ما صدقت إنك قاتله،متأكد إنك بريئه من دم سامر،

سهيله،سهيله،وسهيله وكلمات ندم وآلم يتفوه بها يهز كيانه تجعله يشعر مثل المذبوح النازف حيًا

دموع تتساقط بندم،دموع ود أن تسيل بوقت سابق ربما وقتها خففت حِدة الآلم الذى كان يشعر به الذى لا يسوا شئ مقابل شعورة الآن،كآنه مثل المذبوج بنصل بارد يتعذب،وهو يتذكر بندم كيف تحايل حتى إستطاع الزواج بها وسطوة خداعه الذى حبكها عليها طوال الفترة الوجيزة الماضيه،كذلك أحد الأسباب التى أشعلت فى قلبه فتيل الإنتقام الذى سفك قلبيهما معًا.

[فلاش\باك]

بعد وفاة سامر بحوالى سبع أشهُر

بالسرايا

دلفت إنتصار،كان بعض العاملات بالمنزل ينظرن لها بإستغراب من عودتها بعد بضع أشهر من تركها للعمل دون سبب،ليس هذا فقط بل أيضًا بسبب بطنها المُنتفخه بوضوح بل كادت تلد...لم تُبالي بنظراتهن،وذهبت الى غرفة المعيشه التى كانت تجلس بها شُكران دلفت بعد أن إستأذنت منها جلست أمامها تشعر بإرتباك صامته،إستغربت شُكران من ذلك وسألتها:

خير يا إنتصار كلمتني وقولتلى عاوزه تقابلينى فى أمر هام،لو عاوزه ترجعِ تشتغلِ تاني فى السرايا....

قاطعتها إنتصار بتعسف:

أشتغل أيه يا ست شُكران،مش شايفه بطني قدامى أنا قربت أولد،أنا مستنيه آسعد بيه يجي.

إستغربت شُكران وكادت تسألها لكن للحظه آتى لرأسها هاجس

أتكون إنتصار حامل من آسعد

لكن سُرعان ما نفضت عن رأسها تعلم أسعد جيدًا لن يفعل ذلك لأنه لو أرادها كان تزوج بها علانيه،لكن

بنفس الوقت ولسوء الحظ،أو ربما التخطيط الجيد بالوقت المناسب،كان آصف بأجازة وقتها بالسرايا،وللتو إستيقظ من نومه وخرج من غرفته ذهب نحو المطبخ طلب من إحد الخادمات كوبً من القهوه وسأل عن والدته،أخبرته الخادمه أنها تجلس بغرفة المعيشه،طلب من الخادمه أن تآتى له بالقهوه بهذه الغرفه،ترك المطبخ وتوجه الى تلك الغرفه دلف مباشرةً،للحظه إستغرب من جلوس إنتصار مع والدته،كذالك إشمئز من منظر بطنها المُنتفخه لكن لم يهتم وكاد يخرج من الغرفه،لكن صوت تلك الوقحة التى تشعر بخوف يسرى بداخلها لكن تمسكت بالفجور وبكت عينيها بكذب حين رأت دخول أسعد هو الآخر للغرفه،رغم بطنها المُنتفخه وصعوبة حركتها نهضت سريعًا وذهبت نحو أسعد وإنحنت نصف جاثيه تُقبل يده تقول بإستجداء:

آسعد بيه إنت عندك ولايا،إستر عليا ربنا يستر على عرضهم،أنا والله كنت مغصوبه وياما قولت له بلاش تفضحني يا دكتور أنا فى عرضك بس هو زى ما يكون كان شارب حاجه وقتها مكنش فى وعييه ولما فاق من اللى عمله فيا قالى بندم إنه هيصحح غلطته ويتحوزني بس المجرمه اللى قلبها قاسى دبحته.

حديث مُبهم غير مفهوم،أو به جزء مفهوم يود التوضيح،تسأل آصف:

تقصدى دكتور مين؟...وضحي قصدك.

بكت بحُرقه وإحترافيه:

الدكتور سامر الله يرحمه.

مازال الحديث غير واضح،سأل أسعد بغضب وهو يجذب يدها منهت ويبتعد عنها بعجرفه:

تقصدي أيه يا بت؟.

إزدردت إنتصار ريقها وهى تنهض واقفه تضع يديها فوق بطنها:

قصدي إن الدكتور سامر هو والد الجنين اللى فى بطني.

صُدم الثلاث،آصف،أسعد شُكران

التى شعرت فجأة بدوران الغرفه بها،حين حاولت النهوض،بالكاد قبل أن تقف على ساقيها سقطت على المقعد مره أخرى غائبه عن الوعي.

هلع آصف وهرول نحوها كذالك آسعد،الذى نادى على صفوانه،حمل آصف شُكران وذهب بها نحو غرفتها وتركها مع أسعد وصفوانه وعاد مره أخرى الى غرفة المعيشه وجد تلك الوقحه مازالت جالسه كآنها بلا حياء،هى بالفعل كذالك،نظر لها بتهكم قائلًا:

كويس إنك لسه قاعده.

إرتعبت إنتصار وإرتجفت أوصالها،وقالت بخفوت:

الست شُكران فاقت.

تهكم آصف قائلًا:

يهمك أوى صحة ماما.

ردت إنتصار:

طبعًا يهمني صختها لو كنت أعرف هيجرالها كده مكنتش...

قاطعها آصف بتعسف:

كُنتِ هتبقى أيه أوقح أكتر من كده .

إزدردت إنتصار ريقها الجاف وقالت بإرتعاش صوت:

ليه مش عاوز تصدقني يا أصف بيه والله أنا....

قاطعها آصف بتعسف وهو يمسك رسغ يدها يضغط عليه بقوه قائلًا:

غرضك أيه من الكدبه اللى فبريكتيها،عاوزه كام،ومين والد الجنين اللى فى بطنك.

تآلمت إنتصار تشعر بهلع من نظرة عيني آصف لكن حاولت الحِلفان بمصداقيه أنها لا تكذب وأن الحنين الذى فى بطنها هو ثمرة أخيه سامر.

تهكم آصف قائلًا:

تمام بسيطه هصدق إنك صادقه،وهنسى قذارتك اللى شوفتها بعيني قبل كده،همشي مع كذبك للنهايه،فى تحليل إسمه dna

وبسهوله نعرف حقيقة كدبك،فرشة الأسنان بتاع المرحوم سامر لسه موجوده كمان ناخد عينه من الجنين اللى فى بطنك ونقارنه بتحليل الخلايا الوراثيه مع بابا،وقتها نشوف الحقيقه أيه.

إرتعبت إنتصار ووضعت يدها على بطنها قائله بخوف:

لاء طبعًا التحليل ده خطير على الجنين اللى فى بطني ده ممكن يأذيه ويموت يرضيك تموت آخر ذكرى من المرحوم سامر.

تهكم آصف بحُنق قائلًا:

ومنين عرفتِ إن التحليل ده خطير عالجنين.

إرتبكت إنتصار وقالت بتسرُع:

سألت الدكتور اللى متابعه معاه الحمل من الأول،قالى الحمل مش مُستقر وأي حركه زايده ممكن ينزل بأي وقت،أنا كنت عارفه أنكم مش هتصدقونى،بس انا مستعدة أحلف على كتاب ربنا إن...

قاطعها آصف بتعسف:

تحلفي على أيه،على رأى المثل قالوا للحرامى إحلف،بصى من الآخر كده هتقولى الحقيقه ولا مفيش قدامي طريقه تانيه وقتها هتقولى الحقيقه بس بشكل مش هيرضيكِ مين والد الجنين ده؟.

آرتعبت إنتصار من فحيح آصف،ونهضت بتهديد:

حضرتك مش مصدقني مفيش طريق قدامى غير إنى أقدم بلاغ فى المحكمه وعشان أقدر أخد نسب الجنين ده لـ المرحوم سامر.

تهكم آصف بحنق من تلك الوقحة الغبيه وقال لها بغضب:

هاتي من الآخر يا إنتصار لان خلقي بدأ يضيق، أنا بتفاهم معاكِ بعقل وطبعًا إنتِ عارفه لو سيبتك لـ بابا

ممكن يتصرف معاكِ إزاي.

بنفس اللحظة دخل أسعد الى الغرفه بغضب وإستجهان قائلًا:

قولى يا بت من اللى زقك عشان تكملي تشوية صورة المرحوم سامر.

إرتعبت إنتصار وإلتزمت الصمت، بينما تعصب أسعد وقال بفروغ صبر:

أنا هعرف إزاي أنطقك كويس.

نادى أسعد بصوت جهور على أحد الحرس الخاص به وأمره قائلًا:

خد البت دى للبدرون وإتصرف معاها عاوزها تنطق بالحقيقة.

إرتعبت إنتصار وخافت من تهديد أسعد، قالت بخوف وتردُد:

هقول الحقيقه، بصراحه...

بصراحه...

تنرفز أسعد قائلًا:

بصراحه أيه كملِ، بدل ما...

إسترسلت إنتصار قولها برعب:

بصراحه أنا حامل من طليقي، هو والله إغتصبني ولما طلبت منه نرجع عشان اللى فى بطنى رفض،و...

تعصب آصف قائلًا:

لما رفض قولتِ أتصرف وأكمل تشوية فى صورة سامر هو كده كده أى كدب هتقوليه إحنا هنصدق طبعًا.

تهكم أسعد ونظر لها بغضب قائلًا:

طبعًا لازم نصدق بعد ما الوضيعه سهيله شوهت صورته وقدرت تطلع من السجن، بس لسه الإستئناف وهرجعها تانى للسجن، وقبل منها هحسرك على ابن الحرام اللى فى بطنك وجايه تلزقيه لينا.

توسلت إنتصار بالصفح عنها، كاد أسعد ان يأمر الحارس أن يأخذها لكن منعه آصف قائلًا:

لاء سيبها تمشى من هنا تواجه بنفسها الناس بخطيئتها.

بصعوبه وافق أسعد، رحلت إنتصار بينما نظر أسعد لـ آصف بغضب قائلًا:

شايف كدب الوضيعه خلى اللى متسواش تفكر إنها تلزق لأخوك خطيه هو برئ منها،طبعًا يُحق ليها،لو سيبتى أتصرف من البدايه كنت قدرت أمنع البلوه دى تجي بوقاحه لهنا وتساومنا بكدب ولسه الله أعلم أيه هيظهر تانى ومش بعيد المره الجايه نلاقى واحده داخله علينا بعيل تقول إبن المرحوم.

زفر آصف نفسه بغضب ساحق وترك الغرفه لآسعد الذى مازال ثائرًا بغضب.

[عوده]

الغضب أعما قلبه وأصم صوت ضميره،سهيله أمامه بالكاد تتنفس،وهو يبكي بندم.

ـــــــــــــــــــــــــــــــ

صباح اليوم التالي

دلفت آسميه الى منزل أيمن باكرًا على غير العاده،تهكمت هويدا من قولها:

قلبي مش مطمن ومنمتش طول الليل.

تهكمت هويدا قائله:

لاء إطمني يا تيتا أكيد قلبك رقيق زيادة عن اللزوم،بس سهيله أكيد زمانها رايقه.

نظرت لها آسميه دون الرد،لكن الخبر السئ لا ينتظر كثيرًا

صدح رنين هاتف سحر،نظرت لـ رحيم قائله:

روح هات موبايلى من على الشاحن يا رحيم.

سريعًا عاد رحيم بالهاتف يقول بطفولته:

الست شُكران هى اللى بتتصل يا ماما.

هلع قلب سحر كذالك قلب آسميه وأيمن الذى قال لها:

رُدي عليها.

سريعًا فتحت سحر الإتصال،سمعت شُكران تُخبرها بهدوء:

سهيله تعبت شويه ليلة إمبارح وإحنا أخدناها للمستشفى،والدكتور قال هبوط بسبب ضعف جسمها.

ضعف جسمها،هبوط

تبريرات كاذبة بالتأكيد،نظروا لبعضهم قالت آسميه:

قلبي مش مطمن ومش مصدقه شُكران،إنتم لسه واقفين خلونا نروح المستشفى اللى قالت علي إسمها

بعد وقت قليل بالمشفى

وضعت شُكران الهاتف وهى تنظر بآسى لـ آصف المهزوم الذى يخرج من تلك الغرفه، نظرة عينيها الائمه ليست أشد قسوة من ندمه، لكن بنفس اللحظه نست تلك العجوز عمرها وهرولت باتجاه وقوف آصف لم تهتم وبتلقاىيه وغصب ساحق، كانت تصفع آصف على وجنتيه تلومه وتوبخه دون معرفة ما حدث لـ سهيله فقط لديها يقين ان هذا الحقير السبب فى رقدتها هنا بالمشفى.

تلقى آصف الصفعات دون أن يبتعد عن يديها، لكن نهضت شُكران ومنعتها عن آصف كذالك سحر التى تود صفعه هى الاخري بوابل من الصفعات، بينما أيمن يعتصر قلب الندم على تنازله عن الرفض، كيف وافق على زواجها من آصف.

بفناء المشفى

كان طاهر يدلف الى المشفى بالصدفه تلاقى مع ويارا التى جائت الى المشفى ببعض الأدويه طلبتها منها شُكران على الهاتف...

تجاهل طاهر الحديث مع يارا وتسرع بالذهاب كى يعلم ماذا أصاب أخته...غص قلب يارا بشده.

ــــــــــــــــــــــــــــ

بعد مرور تلاث أيام بالمشفى

امام غرفة سهيله

خرجت الطبيه ونظرت الى آصف كالعادة بإزدراء،ونظرت للطبيب الآخر الذى قال بعمليه:

الإشاعات اللى عملناها للمريضه

للآسفبتوضح إن التشنُج اللى بجسم المريضه مش عضوي، ده حاله نفسيه برد فعل تلقائى من أعصاب جسمها بعد ما عقلها رفض اللى إتعرضت له، وعدم الحركه مؤقت، بس مش مرتبط بوقت ممكن يفضل معاها لوقت طويل أو قصير حسب إمتثال عقلها للى حصل وتقبله، بس ممكن ندى للأعصاب تحفيز ببعض جلسات العلاج الطبيعي.

شعر آصف بندم ساحق

بسببه سهيله بعد أن فاقت من غيبوبة يومين غير واعيه تفاجئوا بعدم قدرتها على الحركه ولا حتى تحريك يديها،فقط جسد ساكن على الفراش،كل ما تستطيع فعله هو الحديث فقط،حتى هذا أحيانًا بتقطع مثل الأطفال.

.....

بداخل غرفة سهيله كان معها أيمن وسحر اللذان يشعران بآسى وبؤس على تلك الراقده

نظرت سهيله لـ أيمن قائله بتقطع:

بابا عاوزة أتكلم مع آصف.

إستغرب أيمن وسحر، وآسميه التى قالت لها:

مكنش لازم اوفق أيمن ، كان لازم أصمم على الرفض،لو بإيديا كنت قطعت من جتته ورميتها لحمه...

قاطعتها سهيله وهى تُغمض عينيها بندم كيف سارت خلف قلبها وإمتثلت لتحايُل آصف الكاذب والمدعى عليها بالكذب حتى ينال منها قصاص...إزدرت ريقها وقالت بآلم:

لو سمحتِ يا تيتا أرجوكِ أنا عاوزه أقابل آصف ضرورى...إتصل عليه خليه يجي يا بابا.

إمتثل أيمن غصب وهاتف آصف الذى لم يُغادر المشفى منذ تلك الليله،سوا لحوالى ساعه واحده ذهب لتبديل ثيابه وعاد مره أخرى

بعد دقائق معدوده دلف آصف للغرفه عينيه نحو الفراش يخشى النظر لـ سهيله لأول مره لا يود النظر لوجهها حتى بأوج غصبه كان ينظر لوجهها

للحظه حين رأت سهيله آصف إرتعش قلبها خوفً منه،لكن تمسكت بشجاعه واهيه،ونظرت الى وجهه كان بلا تلك النظارة المُعتمه التى كانت تخفي حقيقة عينيه...تهكمت قائله:

مش خايف من الإضاءه توجع عنيك.

لم يرد آصف،بينما أكملت سهيله قولها:

قبل أى شئ بهنيك نجحت بجدارة فى الكذب يا سيادة المستسار خدت حق أخوك وزياده كمان أنا أهو قدامك فقدت حركة جسمي كلها الحمد لله لسه بشوف وبسمع وبتكلم...

بتكلم للآسف دلوقتي صوتِ رجع.

فهم آصف تلميحها أنها لم تستطيع حتى الصُراخ بتلك الليله علها وجدت من يُنقذها من قسوة إنتقامه.

بينما عاودت سهيله حديثها بمرارة:

قبل ما أغير أقوالى فى النيابه بعت لك بابا وكنت هقولك على حقيقة اللى حصل، بس طبعًا رفضت تقابل بابا كان فى دماغك هدف تانى.

إستغرب آصف ونظر الى أيمن قائلًا بكذيب:

محصلش أنا مرفضتش اقابل حضرتك...بالعكس أنا كنت وقتها فعلًا هاجي ليكِ وأعرف منك حقيقة اللى حصل بس ماما تعبت يومها.

تهكمت سهيله بمراره وكذبته قائله:

وطبعًا لسه عاوزنى أصدق سيادة المستشار.

نظر آصف نحو أيمن الذى أومأ برأسه بأنه بالفعل ذهب الى السرايا

تذكر ذلك اليوم وقام بسرد ما حدث معه

[فلاش\باك]

باليوم التالى لطلب سهيله من أيمن أن تلتقي مع آصف بعد أن أخبرته ببعض الحقائق الخاصه بـ سامر

ذهب الى السرايا رغم انظار الناس له فهو بالنهاية والد المتهمه بقتل سامر،قابلته إحدى الخادمات طلب منها أن تخبر آصف أنه يريد أن يلتقى معه لأمر هام خاص بشأن قضية مقتل أخيه،وأعطى لها إسمه ،ذهبت الخادمه قليلًا ثم عادت له وقالت:

آصف بيه بيرفض يقابلك،وكمان عطانى المبلغ ده أعطيه لك وأقولك قوم لها محامي شاطر.

ترك أيمن المبلغ وشعر ليس فقط بيأس بل بدونيه، وغادر المنزل بآسف

[عوده]

أغمضت سهيله عينيها وتهكمت بمراره قائله:

كمان عرض عليك فلوس عشان سيادة المستشار كتر هيره كان غرضه يعاقبنى العقاب اللى إستحقه من وجة نظرهُ.

ذُهل آصف قائلًا بنفي:

محصلش،أنا كنت فعلاً هاجي ليكِ النيابه بس ماما تعبت وقتها،وبعدها إتفاجئت بأنك غيرتِ أقوالك.

تهكمت سهيله بحنق وقالت:

كمان السم اللى إتحط لى فى الأكل وأنا فى السجن مكنتش تعرف بيه...

السم اللى بسببه فضلت أعانى يومين ومصارين بطني بتتقطع لحد ما كنت وصلت للموت،بس طبعًا فى السجن خافوا من مسؤلية موتى لو إنكشف إن سبب موتِ هو سم مفعوله بطئ بيقطع فى مصارين البطن قبل ما ينهي العُمر،موت بالبطئ يعني،بس للآسف لسه فيا عُمر ونجيت من مفعول السم.

إرتسم الذهول على وجه آصف بينما أكملت سهيله:

بس هستني أيه من أمجاد أولاد

" أسعد شُعيب "

تعرف الحقيقه أنا فعلًا مقتلتش سامر

وفعلًا عشان أطلع براءة كدبت إنه حاول يعتدي عليا،وده مش حقيقي، لأن مستحيل سامر يعمل كده،مش عشان هو شريف وعفيف،أنا فعلاً غلطت لما خالفت ضميري كان لازم أقول الحقيقه اللى كان سهل ألفت نظر الطب الشرعي ليها وبسهوله كنت هطلع من القضيه،بس يمكن بكذبِي جملت حقيقة سامر

عارف ليه يا آصف

عشان سامر كان له ميول خاصه وهواية أنه يجرب تقاليع فارغه أو حتى حرام،مش مهم المهم يحس بتجديد بيحب يمشى وراه الجديد والمُثير ويجربه مفيش عنده مانع، طالما مفيش ضرر هيقابله بعد كده، ومعندوش تفرقه بين إنه يكون شخص سوى على فطرة ربنا اللى خلقنا عليه وإنه يكون "شاذ".
بذهول نظر لها آصف غير مُصدق،ما تفوهت به سهيله، تلاقت عيناهم لأول مره منذ فترة، سخرت سهيله من نفسها وتذكرت قبل أيام حين سألته لما يضع تلك النظارة المُعتمه حول عينيه بإستمرار حتى ليلًا،كان جوابه مُقنعًا:

"عندى حساسيه فى عينيا الفتره دى ولما بتتعرض لضوء بيزيد الوجع".

أين تلك الحساسيه،وأين هو الوجع الذى تحدث عنهم،الآن أمامها عيناه بلا تلك النظارة التى كان يُخفى خلفهما حقيقة قلبهُ ونواياه إتجاهها.

بتحدي منها وجبروت أكدت بإستهزاء :

أيوة كان كيفة الرجاله تقليعه جديده حب يجربها،وكان مفكرها زى قصة شعر موضه، وقت ما يحب يغيرها سهل، لكن التقليعه بقت مرض عنده وأتوغل منه، صدفه عرفت ونصحته يروح لدكتور نفسي، فاكر كم مره كنت بلمح لك إنكم تحاولوا تقربوا منه وتحتوه شويه هو محتاج اللى يساعده ويرجعه للطريق الصح واللى يرجعه للفطرة اللى ربنا خلقنا عليها...

تذكرت تلك الليله التى علمت بها حقيقة سامر القذره

[فلاشــــ/باك]

كان ليلة شتاء، قبل الفجر بمنتصف وقت عملها بالمشفى،للتو إنتهت من مُباشرة أحد الاطفال المرضى الذى يعانى من مرض عُضال،شفق قلبها عليه شعرت بحزنه لعدم شفاؤه كذالك أحلامه البسيطه التى يود تحقيقها لكن مرضه يمنعه، خرجت تشعر بآسى عليه، كانت متوجه الى غرفة الأطباء،لكن أثناء سيرها بأحد الممرات توقفت أمام غرفه خاصه بالكشف على المرضى قريبه من الإستقبال الخاص بالمشفى،سمعت صوت تآوهات تُشبه تآوهات الآلم،ظنت أنه ربما مريض يتآلم بداخل الغرفه بإنسانيه منها فتحت باب الغرفه،إنصدمت من ذلك الموقف المُقزز لـ سامر ورجل آخر لم ترا وجهه كان يُعطيها ظهره،سريعًا أغلقت باب الغرفه تشعر بغثيان،بالفعل ذهبت الى أحد مراحيض المشفى،فتحت صنبور المياه وقامت بغسل وجهها بماء بارد عل ما رأته قبل لحظات كان وهمً أو فيلم قذر،لكنها الحقيقة،سامر كان رفيق دراستها كما أنه الأخ الأصغر لحبيب قلبها"آصف"سألت عقلها ماالذى جعله يُصبح بتلك القذارة ويتغافل عن الفطرة الإنسانيه،لم يُعطيها عقلها جوابً،خرجت من المرحاض،عاودت عملها الى الصباح حتى إنتهي موعد عملها،خرجت من المشفى،تفاجئت بـ سامر الذى يظهر عليه الكسوف منها،لكن طلب منها أن يوصلها الى البلده،فى البداية رفضت لكن بسبب إلحاحه واقفت،سار قليلًا، الى أن تنحنح سامر قائلًا:

على فكره أنا عارف إن إنتِ وآصف فى بينكم مشاعر.

تفاجئت سهيله وسألته:

ويا ترا عرفت منين،آصف هو اللى قالك؟.

رد سامر:

لاء آصف كتوم،أو على الأقل معايا يمكن هو وآيسر قريبين لبعض،بس أنا لاحظت ده من نظراته ليكِ غير كمان ملامحه اللى بتتغير بمجرد ذكر إسمك قدامه صدفه،أنا مش بدخل فى شؤون إخواتى بس مش معني كده إن معنديش نظر ومبفهمش،هما أحرار فى حياتهم وأنا كمان حُر.

نظرت له سهيله بإستغراب سأله:

قصدك أيه بإن إنت كمان حُر،سامر إنت محتاج علاج نفسى وبسرعة كمان.

نظر لها سامر بإستهزاء قائلًا:

علاج نفسى!

ليه يعنى،كل الحكايه إن عندي شوية فضول زايد وبحب أجرب تقاليع وحاجات غير،زى قصات الشعر، وسهل أوقفها فى أى وقت حسب مزاجي وبدون تآثير على أى حد.

إستغربت سهيله رده السافر وقالت له بإستهزاء:

إنت إزاى درست طب وعارف تآثير الشذوذ،كمان قبل الطب الدين مش بحرم الشئ الضار وربنا نزل أيات فى القرآن لعقاب النوعيه دى من البشر،دى تقاليع غريبه علينا ومُحرمه،وأنا مش خايفه حد يعرف إن فى مشاعر بيني وبين آصف،لأنى مش أقل من مستوى آصف، وآصف نفسه يتمنى آنى أوافق على جوازنا،بلاش تضحك على نفسك يا سامر وفوق وارجع لعقلك إنت كنت شخص كويس قبل سنة التجنيد اللى بدلتك دى،نصحيتِ ليك بسرعه شوف دكتور نفسانى وإرجع لـ سامر الشخص اللطيف،ومتخافش انا مش هقول لـ آصف.

توتر سامر شعر كآنها قرأت أفكاره،إتخذ مبدا المساومه فى البدايه بأخباره لها بمعرفته بوجود مشاعر خفيه بينها وبين آصف،لكن سهيله أخزته ولم تتنكر من مشاعرها لآصف كذالك أخبرته بثقتها بحقيقة مشاعرهُ إتجاهها،شعر بالخزى وهو يقول بإرتباك:

أنا فعلًا كنت ناويت أوقف العلاقه دى، لآنى مليت منها.

نظرت له سهيله بإستهزاء قائله:

المفروض تقطعها نهائى، مش عشان مليت،لاء عشان ده الصح،وكمان تتوب وتطلب من ربنا المغفرة ده آثم كبير عقابه أسوء من الزنا.

إقتنع سامر بحديث سهيلة،التى كانت تشعر بحياء وخجل وهى تتحدث معه بهذا الموضوع الشائك لكن ربما هوايتها للطب النفسي وقرائتها به جعلتها تتخلى قليلًا وتتحدث دون شعور منها،بينما سامر،شعر أنه فعلًا مُخطئ وإبتعد عن الدين بسبب بهرجة تلك التقاليع تحت مُسميات عولميه سخيفه بكلمة "حُريه شخصيه" لا تستحق سوا الوئد من مهدها.

[عودة]

عادت سهيله تشعر بآسف ليتها تلك الليله ما تحكمت بها الإنسانيه ولا علمت حقيقة سامر القذرة.

بينما آصف يشعر أنه أمام حقيقة ليست فقط مُخجله،بل قاصفه للقلب والعقل معًا،لم يستطيع تكذيبها،كذالك لن يستطيع تقبُلها،مستحيل أن يكون وصل حال أخيه الى تلك الدناءة أن يُخالف دينهُ ويسير خلف تلك القذارة،لكن ملامح سهيله تؤكد ذالك،يشعر أنه مثل المذبوح بنصل حاد يكز بقلبه...

فاق من سكرة تلك الحقيقه على حقيقه أقصى، خين

زفرت سهيله بقوه واهيه بسبب إحساسها بأنها مسلوبة الروح

هى فعلًا كذالك جسد بلا روح تتنفس لكن جسدها بلا حركه

حاولت التماسُك وهي تقول بيقين:

كل كلمة قولتها لى فى البدرون سمعتها وإترسخت فى عقلِ

مكنتش محتاج تستحمل تغصب على نفسك وتدعي إنك لسه بتحبنى ولا للمراوغه دي كلها عشان تنتقم مني يا آصف كان كفايه تبعد عني كان هيبقى إنتقام أقوى منك،كان كفايه أسمع إنك بقيت لواحدة غيري...وإن مبقاش ليا مكان فى حياتك،كان إحساس كفيل يموتني من القهر .

توقفت للحظات تستجمع ما بقى من حُطامها بقسوة ليتها كانت تمسكت بها من قبل

لكن يكفي لم يعُد لديها طاقة للتحمُل هى إنتهت بين يديه كما أراد

فاضت بتعمُد:

قد ما حبيتك قد ما أنا بكرهك يا آصف.... طلقني.

والصدمه إرتسمت على الوشوش

كيف لزواج ينتهي قبل أن يمُر عليه حتى أسبوع واحد مجرد أيام لا تتعدى أصابع اليد الواحده...

والإثنين خاسران كل منهم أصبح ذابح ومذبوح بنفس اللحظه، هُدرت أمنيات عشقهم وأضحت حياتهم معًا بلا أمل.

ذُهل عقل آصف حقائق مريره تبعها طلب سهيله للطلاق التى أكدته بقولها:

أنا متنازله عن كل حقوقى عندك،ومش عاوزه لا مؤخر حتى القايمه اللى مضيت عليها إعتبرها مش موجودة،كل شئ بينا إنتهي من قبل ما يبدأ،أنا اللى كنت غبيه الحقيقه كانت واضحة قدامِ من أول تخليك عني وتصديقك إنى ممكن أكون قاتله،عدم سؤالك عنى،حتى يوم لما جيت المحكمه يوم الحُكم مشيت وإديتني ضهرك،كان لازم أفهم إن ماليش مكان فى حياتك من البدايه،بس قلبي خانى أول ما كلمتني قلبى رق لك وعقلي تنحي وقالى قدامك فرصه مع حبيبك،أكيد لما يعرف الحقيقه يصدقك،بس كنت ذكى جدًا كل ما أحاول أقولك الحقيقه كنت بتراوغ وتغير الموضوع،عشان كنت واخد القرار مضبوط حسب رؤيتك كـ أخ أنا شوهت صورته بالكدب والإفترا عشان أبعد عن الإعدام اللى كنت أستحقه حسب وجهة نظرك، ولما فلت من حكم المحكمه كان فى حُكم تاني أسهل يتنفذ، وإنت نفذته بإحتراف كمان إنت فعلًا موتت قلبي يا آصف، وإنسحابِ أو بالأصح هروبي من حياتك أفضل قرار أنا خدته عشان أرجع أعيش من تانى.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

مساءً

منزل أيمن

صدمه غير متوقعه حين سمعت هويدا حديث آسميه مع أيمن أثناء وضعها لتلك الصنيه أمامهم

ذُهلت وهى تسمع قول آسميه تحثهُ:

فيها أيه لما سهيله تطلق، هى مش أول واحده تطلق، والمثل بيقول

"إيش عملت الحُره إتجوزت وإتطلقت".

رد أيمن بتردُد حائر العقل والقلب كذالك يشعر بعذاب ضمير أنه تنازل ووافق على زواج سهيله من البدايه:

إنت مفكره إن حكايه طلاق سهيله سهله يا عمتِ الناس هتقول عليها أيه،دى مكملتش حتى أسبوع جواز.

تهكمت آسميه تقول بآسف:

والناس مش هتتكلم لما تطلق بعد شهر ولا إتنين،هتسمع لملام وكلام الناس،هتستني أيه لما المره الجايه تستلمها جثه بعد ما يموتها.

نظرت هويدا لـ آسميه بغضب قائله:

بابا عنده حق،إزاي يوافق على طلاق سهيله،وفيها أيه يعنى لما تستني فترة ومش يمكن كان تهور من آصف ويتعدل معاها بعد كده،وبيحصل كتير فى أول الجواز مناوشات بين الازواج،والدليل قدامنا الست جارتنا جوزها بيضربها وتزعل لها يوم ولا إتنين ويرجعوا تانى كويسين مع بعض،بلاش تتسرع يا بابا،حضرتك كنت شايف رغبة سهيله فى الجواز من آصف،هى يمكن زعلانه كمان حكاية شلل جسمها دى مآثره عليها بلاش توافق على قرارها وتهدم بيتها فى لحظة غضب منها،وآصف أكيد ندمان،والدليل أن حضرتك بتقول إنه رفض يطلقها...وساب المستشفى ومشى عشان ميتهورش.

نظر طاهر لـ هويدا بإندهاش قائلًا:

أنا مع قرار تيتا،سهيله لازم تطلق من آصف وإن كان على كلام الناس يغور فى داهيه،أنا مكنتش موافق عالجوازه من الاول،بس لما هى وافقت قولت يمكن أكون غلطان وهى شايفه حقيقه انا مش شايفه،آصف كان كل غرضه ينتقم منها بعد ما المحكمه برئتها.

ربتت آسميه على كتف طاهر ببسمه مغصوصه قائله:

أنا من أول مره شوفت آصف ده قلبي مرتاحش له،وبقول كفايه كده،وإن كنت خايف من كلام الناس الفاضى أخد سهيله معايا ونروح نعيش سوا فى الشقه بتاع إبني اللى فى عمارة الجزيره وأهى تكون بعيده عن كلام الناس الفاضيه اللى هنا، يمكن بُعدها عن هنا يشفيها وترجع تقف على رِجليها من تانى،كمان تنسي اللى جرالها.

نظر أيمن لـ هويدا رأى بعينيها رفض لطلاق سهيله،غص قلبه كم أراد أن تكون هويدا هى الداعم

لـ سهيله لأي قرار تتخذه لكن خاب أمله،نظر لـ آسميه وطاهر وتبسم بهم بعضه مريره وأومأ برأسهُ موافقًا على حديثهم،فـ ملام وكلام الناس لن ينتهي،ومن يسمع له بالنهايه قد يكون خاسرًا.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــ

بالمشفى

تحسرت سحر المُرافقة لسهيله بالمشفى، على حالتها وهى غافيه مُمدده أمامها هكذا جسد ساكن للفراش بلا حركه، لو ظلت تنظر لها ستيلاعب بعقلها الشيطان،حسمت أمرها ونهضت توجهت الى الشباك الخاص بالغرفه وازاحت تلك الستاره تنظر الى الخارج،نظرت نحو السماء شبه مُعتمه إختفت منها النجوم،خلف سحُب تتحرك قد تُمطر بأي وقت،تنهدت وكادت تترك الستارة،لكن لاحظت ذالك الجالس فوق أريكه رُخاميه أسفل إحد أشجار حديقة المشفى،يضع السيجاره فى فمه...إستهزأت به وشعرت أنها تود له السوء كما فعل بإبنتها،أذاها بأسوء طريقه والآن يجلس بمكان قريب منها بعد أن طلبت منه أن يبتعد عنها كذالك الطلاق،رغم أن قلبها لم يشفق عليه لكن هى مثل إبنتها أصبحت تريد أن يبتعد عنها نهائيًا...حسمت امرها،وتركت الستاره،نظرت نحو الفراش كانت سهيله غافيه...خرجت من الغرفه بهدوء،وذهبت الى مكان جلوس آصف،شعرت بلفحة هواء بارده،زمت شالها الثقيل على كتفيها،نظرت له بإستهجان قائله:

ولما إنت بتحبها أوى كده ليه أذيتها بالشكل القاسى ده،كان فين قلبك لما كملت فى ظلمها.

ألقى عُقب السيجارة ونهض واقفًا يحنى رأسه صامتً...سخرت منه سحر قائله:

كفايه يا آصف إبعد عنها،سيبها تحاول تسترد حياتها من تانى إنت كنت أقسى جلاد لها،سيبها ترمم حياتها بعد ما خاب أملها إنك تكون الحامى لها.

رفع آصف عينيه ونظر الى سحر التى سخرت من إحمرار عينيه،من يراهما يُصدق أنه عاشق سهد النوم وسالت دموعه على حبيبته حسرة فقدانها،لكن بالحقيقه هو كان جلادًا وسفك قلب من عشقته وواجهت من أجله وأصرت على الإرتباط به أملًا أن تحكي له الحقيقه التى أخفتها،ويُصدقها ويغفر لها كذبه كانت تجميلًا لحقيقة قاسيه ومُخزيه.

بصعوبه إستطاع آصف الرد على سحر:

أنا بعترف إنى كنت قاسي فعلًا وإتحكم فيا الغضب والإنتقام،بس مستحيل هبعد عن سهيله،حتى لو إنفصلنا زى ما هى عاوزه أنا مستحيل أسمح إنها تنتهي من حياتي.

قال آصف هذا وتوجه نحو سيارته المصفوفه بفناء المشفى صعد بها وخرج من باب الخروج من المشفى.

تنهدت سحر بآسف لو بيدها،لقطعت جسد آصف،أو صفعته آلاف الصفعات حتى يدمى جسده،بعد لحظات شعرت بالبرد قررت العوده للغرفه،ربما تصحوا سهيله وتحتاج لها.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

بسرعه غير إعتياديه كان آصف يقود السياره بلا هواده،يشعر بحرارة تحرق جسده،ربما منبعه قلبه الذى يحترق أو بالأصح ينزف بغزارة وقسوة ما علمه اليوم

بعد قليل

دلف الى السرايا،توجه مباشرةً الى غرفة والداه طرق على باب الغرفه وإنتظر حتى فتح له أسعد باب الغرفه ونظر الى حالته المُشتته سألًا:

آصف مالك،أيه اللى مصحيك لغاية دلوقتى.

دلف آصف الى الغرفه وسأل بتسرُع:

إنت بعت سِم لـ سهيله وهى فى السجن؟.

صمت آسعد للحظه ثم قال بدفاع:

بتخرف تقول أيه،أكيد البت دى كدابه و....

صدمهُ آصف قبل أن يكمل إدعاء على سهيله:

سامر كان شاذ.

ملامح وجه أسعد كانت رد فعلها غير متفاجئ لكن إدعي الكذب قائلًا بزم:

واضح إنك بتخرف آخر الليل بقالك كام يوم منمتش وده مآثر على عقلك.

ترك آصف النظر لـ آسعد ونظر نحو شُكران التى تبكي بصمت،ثم عاود النظر لـ آسعد قائلًا بيقين:

كنت عارف إنه محتاج لعلاج نفسي،كنت بتستهزأ بيه قدامنا،لو سامر وصل للمرحله دى من السفاله يبقى إنت السبب،والمفروض إنت اللى كنت تتعاقب على جريمة قتلهُ.

صفعه قويه على وجه آصف كانت رد آسعد،قبل أن يقول بإستهجان:

سحبت عقلك إزاى قدرت تصدقها بعد الإفترا والكدب ده كله،على أخوك،قبل كده قالت انه حاول يعتدي عليها ودلوقت جاي تقولى إن أخوك كان شاذ،أيه فين عقلك حكمه شويه،التضاد فى أقولها واضح،هى بتلعب بقلبك،كان لازم أرفض أنك ترتبط بها وتشرفها بأسم عيلة شُعيب اللى مكنتش تحلم بس تشتغل خدامه...

نظر له آصف قائلًا:

سهيله كانت أنضف شئ فى حياتى وللآسف خسرته وغبائى وغرورى كانوا السبب،سهيله طالبه الطلاق وقبل ما تكمل وتقول هى طماعه وعارفه المؤخر وقيمة قايمة العفش هقولك إنها إتنازلت عنهم بكل بساطه،أنا خسرت أهم وأغلى إنسانه فى حباتى،والسبب هو إنى إبن آسعد شُعيب اللى للآسف معندوش قلب،عنده عقل يمشى ورا هفواته.

ترك آصف الغرفه سريعًا،بينما جلست شُكران فوق طرف الفراش تبكي بحُرقه،قلبها ممُزع بين فقدان سامر المرير،وفقدان آصف لإستقرار حياته وشعوره بالهزيمه فى أهم قضيه بحياته حكم خطأ وعليه تحمُل عواقب حكمهُ القاسيه فُراقهُ عن معشوقة قلبه.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

بعد مرور عدة أيام

بـ شقه خاصه بـ بحيرة البرلس.

تبسمت آسميه وهى تضع تلك الصنيه الصغيره أمام مقعد سهيله، ثم توجهت الى شُرفة تلك الغرفه وقامت بإزاحة تلك الستائر تفتح للضوء السماح لدخول الغرفه، ثم نظرت الى سهيله قائله:

الشمس النهارده ساطعه والجو دفا شويه عن الايام اللى فاتت خلى نور ربنا يدخل للشقه، حتى نوفر شويه فى الكهربا غليت.

تبسمت سهيله بغصه قويه فى قلبها قائله:

فعلًا لازم نوفر شويه فى الكهربا، الدفايه بتسحب كهربا كتير.

تبسمت آسميه وتوجهت الى ذالك المقعد المُتحرك التى تجلس عليه سهيله وقامت بتعديل ذالك الدثار حولها قائله:

أيه رأيك دوقي الكيكه اللى أنا عملتهالك مخصوص بالمشمش زى ما بتحبيها كمان زينتها بالشيكولاته، عاوزاكِ تخلصيها قبل ما طاهر ورحيم يجوا لو شافوها.

تبسمت سهيله قائله:

ماليش نفس،وبعدين بابا إتأخر النهارده ليه.

جذبت آسمية طبق الكيك وقالت بتصميم:

أنا هأكلك بأيدي،ويمكن أيمن أتأخر ملهاش مركب تجيبه من الشط التانى لهنا.

تبسمت سهيله وهى تعلم أن آسميه لا تود ان تجعلها تشعر بأنها عبء عليها،وهى تحتاج لمن يساعدها حتى بإطعامها.

.....ـــــــــــ

بمكتب المأذون

غصبً أمام إصرار سهيلة على الطلاق إمتثل آصف لها غرضها،وضع إمضاؤه على تلك القسيمه التى يعلم أنها لن تُفرق بينه وبين سهيله،هى وضع مؤقت فقط،خرج من مكتب المأذون وقام بالإتصال على أيمن وأخبرهُ أنه فعل مثلما أرادت سهيله وأنه سيحول لها مُستحقاتها لديه بحواله خاصه.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

بعد أيام

لم تهتم سهيله بقراءة قسيمة الطلاق،فقط أرادت ان تضع نهاية

لـ آصف بحياتها وعليها الآن البدء من جديد وإستعادة حركة جسدها بأقرب وقت.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

بعد مرور شهران

بالمحكمه المُنتدب بها آصف،كان أمام حُكم مصيري بإحد القضايا الموكله إليه...

كان عليه النُطق بالحُكم فيها،وقد كان النُطق بالحكم

"بناءً على ما وصل الى المحكمه من تحريات وحيثيات تخص القضيه قررت هيئة المحكمه رفض الطعن المُقدم من المُدعيه بالحق المدنى فى القضيه،وتأيد الحُكم السابق فى القضيه الخاصه بإتهامها للمدعي عليه بالإعتداء عليها بعد ثبوت وثيقة زواج عرفي بين الطرفين.

هنالك من هلل بالحُكم العادل فى وجهة نظره حتى لو كان يعلم أنه كاذب ومُخادع،وهنالك الطرف الآخر الذى خسر آخر فرصه له لنيل حقه بالقانون وإسترداد شرفها الذى إغتُصب منها بالتدليس وخداع القانون،لم يبقى امامها أى طريق لنيل حقها التى ظنت ان القانون سينصفها ويجعل من مُغتصب عِبره لكن القانون انصف المُغتصب بعد أن قُدم له وثيقة زواج عرفي مُفبركه جيدًا،نظرت نحو والداها الذى أوطى رأسه خزيًا من ذلك القرار الهادم لحياة إبنته،وكرامتها التى سُلبت رغم أنه ليس فقيرًا بل ذو شآن،والمُتهم ما هو الا مُتسلق كان يود أن يتزوج بإبنته طمعًا،وحين لم ينال سوا الرفض،تمكن منه شيطانه أن يجعلهم غصبً يوافقون عليه بعد إغتصابها،بحجة أنه يُحبها،اليوم نال ما أراد بلعبة محامى مُحنك تحايل على القانون،لكن لا

هكذا هى قررت.

بعد قليل

بعد إنتهاء القضيه شعر بضيق خرج الى فناء المحكمه كى يتنفث سيجارة،بالهواء الطلق يخرج فيها ضيقه،توقف على أحد سلالم المحكمه يُشعل سيجارة ...بنفس الوقت كان ذالك المُغتصب الذى يشعر بنصر يخرج من مبني المحكمه بيده أصفاد كى يذهب لإنهاء بعد الإجراءات الخاصه ببرائته...

بنفس الوقت كانت تلك الفتاة التى سُلبت حياتها بالقانون تقف مع والداها الذى يشعر بهزيمه ساحقه يتلاعب بعقله الندم ليته كان وافق على ذلك المجرم وزوجها له وتجنب فضائح المحكمه،لكن فات الآوان الآن حياة وكرامة إبنته بيد مُغتصب...

وقع بصر تلك الفتاة على ذلك العسكري الواقف قريب منها ضمن الحرس الخاص بالمحكمه،لم تُفكر كثيرًا ذهبت نحو العسكري وسحبت سلاحه وبلحظه كانت طلقات تخرج من فوهة السلاح نحو المُغتصب الذى كان ينظر لها بزهوًا وإنتصار ها هو يتردى مُدرج بدماؤة القذره،وتلك الفتاة تقف أمامه وتنظر الى آصف قائله:

لما المحكمه تفشل فى تحقيق العدل،وعنيها تعمي بسبب شوية تدليس أدله كدابه،وقتها هيسود قانون الغابه وكل واحد ياخد حقه بإيده...يا سيادة القاضى.

ظن أحد العساكر أن تلك الفتاة كانت ستقتنص القاضى أيضًا لم يفكر ولم يسمع لرجاء آصف أن لا يتسرع،لكن نفذ الأمر ورصاصه أصابت الفتاة بمقتل،ليخرج من المحكمه

جثتان إحداهما أرادت إنصاف العداله لها ونيل حقها،لكن خذلتها العداله،... وآخر مُدنس حقير كان يستحق الإعدام لكن الأدله كانت مُنصفه له.

لحظات فارقه تصنع فجوة فى عقل آصف،عداله مُغمضة العين تحكم بناءً على أدله سهل التحايُل عليهل ليس فقط تحايل بل تضليلها...

قارن عقله بين هذه القضيه وقضية سهيله السابقه،ألإثنتين خذلتهن الأدله الغير وافيه لنيلهن حقهن،وهو كان القاضى بالاثنين،ونفس الخطأ كررهُ،بعد أن رأى الحقيقه من إتجاة واحد، تيقن عقلهُ أن العداله مُعصبة العين ليس لكى لا ترفق بأحد الخصوم،بل هى مُعصبة العين ولا ترا الحقيقه أساسًا،فقط مجرد رمز سهل خداعه....بلحظة إتخذ القرار

عاود الى غرفته بالمحكمه وجلس خلف مكتبه سحب إحد الأوراق الخاليه وقلم وقام بالتوقيع على ثاني أسوء قرار بحياته كلها بعد توقيعه على طلاقه من سهيله،هذا التوقيع كان قاسيًا أيضًا، ترك القلم ونهض واقفًا رفع يديه على كتفيه يخلع عنه رداء القاضي،يشعر كآنه يسلخ جلد جسده، يشعر بوجع قاسى مع خلعه لذالك الرداء الذى إرتداه يومً وأقسم على تحقيق العداله،لكن هو أخلف ذلك القسم،ولم يُحقق العدالة،بل إستنفذ العدالة بأدله واهيه ومخادعه.

ــــــــــــــــــــــــــــ

بعد مرور شهر تقريبًا

بـ بخيرة البرلس

المكان الذى كان يضم أحلام آصف و

هنا على رمال هذه البحيره قبل أشهر رسمنا قلب وبه سهم ونقشنا إسمينا بداخله ،كانت أمنياتنا هو إن يضمنا سويًا مكان واحد صغير مثل هذا القلب الذى يضم إسمينا اللذان إجتمعا سويًا بين أضلع هذا القلب….

لكن كان الموج عالِ وهائج، سحب رمال الشاطئ ومحى معها قلبنا سحبتنا نحو عاصفه هوجاء عصفت بنا ،لا أنكر إنني المخطئ بكل هذا حبيبتي أنا من سلمت عقلي لقصاص خاطئ،اليوم أراكِ تجلسين على هذا الشاطئ وأنا قريب منك لكن لا أستطيع الإقتراب ،أعلم أنكِ أصبحتِ تخشين إقترابِ ،لكن أتعلمين إني منذ تلك الليله الشنعاء فقدت روحي معك …كانت الحقيقه قاسيه ذبحتيني مثلما ذبحتك ،أتنفس مثلك لكن لا أشعر بالحياه ،أيام و أشهر تمُر يزداد طعم مُر الندم بحلقي،أنا لستُ بلا قلب كما تظنين لكن قلبِ ضل بلحظه وإنجرفت وأخذتك معي نحو بركان ثائر أحرقت بيه روحينا …

….

شعرت ببعض البرد يغزو جسدها ،إتكئت على تلك العصا الطبيه ونهضت واقفه للحظات إنحنت قليلًا تنفض أثار تلك الرمال عن ثوبها ثم إرتكزت على العصا وإستدارت

وبدأت بالسير بضع خطوات قبل أن يُداعب قُرص شمس الربيع عينيها بتلقائيه رفعت يدها فوق جبينها تحمي عينيها من آشعة الشمس لكن تسمرت مكانها بلحظه إقشعر جسدها كآن خلايا جسدها تصنمت وإلتصقت قدميها بمكانها تتلفت حولها على الشاطئ الخالي تبحث بعينيها عن أى شخص موجود على الشاطئ ربما تستغيث به،لكن الشاطئ خالي من أى ماره فقط هى وهو هواء الشاطئ الربيعي الذى يداعب خُصلات شعره،يجعلهُ بنظرها مثل الأشعث المُخيف، إزدادت القشعريرة بقلبها إلى هلع، رغم أنها تراه يقف بعيدًا لا يقترب منها لكن مجرد وجودهما وحدهما بمكان واحد بالنسبه لها مثل الوقوف على فوهة بركان...

أنقذها من ذلك الخوف صوت نداء آسميه التى إستغيبت عودة سهيله الى الشقه وخشيت أن يكون أصابها مكروه، وها هو المكروه واقف على بُعد أمتار منها، إقتربت بهروله رغم سنها، إحتوت سهيله بين يديها وطمىنتها أن لا تخاف، وحثتها على السير معها بعيدًا عن هنا تستكمل طريقها دون النظر خلفها، حتى أصبحت تبعد بينهم الرؤيه، رغم أنهم على شاطي واحد لكن إبتعدت المسافات، كل منهم أصبح بطريق عكس الآخر والشاطئ إنقسم بينهم وبين أحلامهم وأمالهم السابقه تدمرت.
بعد مرور خمس سنوات

♡♡♡♡♡

بـ شقه خاصه بمنطقه سكنيه راقيه بالقاهرة.

بغرفة خاصه مُجهزه بأحدث الأجهزه الرياضيه، تُشبه چيم صغير إنتهى للتو من تمرين قاسى،ثم توجه الى كيس الرمله المُعلق وبدأ بلكمه بعنفوان، توقف فجأه عن اللكم حين أمسك آيسر كيس الرمله قائلًا:

إرحم نفسك شويه أيه إنت بتقاتل، هتروح فين بعد كده مش شايف جسمك كل مدى بيتضخم، إرحم يا عم الناس اللى صحتها على قدها زيي،صباح الخير .

توقف يضحك بلهاث قائلًا:

صباح النور، إصطبحت تقُر عالصبح، بدل ما تقُر إتمرن لك ساعه...الساعه مش هتآثر عالنحنحه بتاعتك،أيه اللى مصحيك بدرى كده،مش راجع الدوبلكس إمبارح الفجر، كنت فين آخر رحله؟.

تنهد آيسر قائلًا:

كنت فى ڤينا.

تهكم آصف قائلًا:

ليالي الأُنس فى ڤينا...

قطع تهكم آصف رنين هاتف آيسر الذى نظر للشاشه،ثم رفع الهاتف فى وجه آصف قائلًا:

أهى القلق دي اللى صحاتني من النوم.

تبسم آصف قائلًا:

"شيرويت" بنت الليدي شهيرة، عاوزه أيه منك إنت كمان.

نظر له آيسر سائلًا:

ليه هى طلبت منك أيه؟.

تهكم آصف قائلًا:

واسطه عند الدكاتره فى الجامعه،غاويه تدرس حقوق،نفسها تبقى "قاضيه"وعاوزه واسطه مني مش فى من الدكاتره دول كانوا زمايلى حتى فى منهم كانوا دكاتره عليا،وهى أساسًا مش بتفهم فى حاجه غير صيحات الموضه والمكياچ،معرفش مين اللى مدخل دماغها العبط إنها تبقى قاضيه،زى القاضيات اللى ظهروا مؤخرًا عالساحه،غاويه شُهره من الآخر،وأنا مش بحب إتحرج وأكسب جمايل من حد عالفاضى ولشخص معندوش طموح،مجرد زهوه فى عينيه... أو تقليد أعمي، عاوزه تظهر إنها مُتمردة، عكس يارا، اهى يارا خلصت دراسة الحاسبات والمعلومات وبدأت تشتغل فى مركز المعلومات صحيح طبعًا بوصايه خاصه من سيادة النايب" أسعد شُعيب"بس بتحاول تثبت إستحقاقها وجدارتها بتحاول تعتمد على نفسها، لكن شيرويت لاء النسخه التانيه مُتسلقه زى مامتها ولاقيه تشجيع من سيادة النايب طبعًا بيحب المناصب القياديه...ومش هيلاقى أفضل من بنت شهيره.

تبسم آيسر قائلًا:

شهيرة بقى عندها براند خاص بها فى الموضه.

تهكم آصف قائلًا:

بس شيرويت كانت عاوزه ايه منك؟.

رد آيسر:

شوية برفانات ومساحيق تجميل بماركات فرنسيه... وجبتهم لها تجنبًا لزنها الكتير، قبل رحلة ڤينا كنت فى باريس وصديقه إشترتهم لها وطبعًا

بتتصل عشانهم،هى مش بتتصل غير عشان مصلحتها.

ضحك آصف قائلًا بتأكيد:

مش قولتلك نسخه تانيه من شهيره وضيف عليها خباثة سيادة النائب.

غص قلب آيسر من عدم نُطق آصف بإسم والدهم بلقب"بابا" كما كان فى الماضي قبل سنوات،حاول وئد هذا الجفاء بينهم لكن آصف مازال جريح ولم يلتئم جرح قلبهُ رغم مرور أكثر من خمس سنوات.

تبسم الإثنين حين سمعا قول شُكران التى دلفت الى الغرفه تبتسم لهما بحنان:

صباح الخير يا شباب،مش كفايه رياضة عالصبح ويلا صفوانه حضرت الفطور.

فك آصف تلك القفازات التى كانت حول يديه وضعهم جانبًا وإقترب من شُكران وإنجني يُقبل يدها قائلًا:

آوامر ست الكُل تتنفذ فورًا،بس معلومه أنا بس اللى كنت بتمرن إنما النحنوج ده كان واقف يقُر عليا.

تبسمت شُكران حين إنحنى آيسر يُقبل يدها الأخرى قائلًا بمزح:

أنا رقيق ماليش فى العُنف زى آصف، مش شايفه فرق الأحجام.

تبسمت له شُكران وربتت على كتفه قائله:

بلاش قر على أخوك، ويلا تعالوا نفطر سوا، وبعدين إنت راجع الفجر توقعت تكون نايم.

تنهد آيسر قائلًا:

والله كنت فى احلاها نومه وبحلم بموزه رقيقه كده شبه الحجه شُكران تهتم بيا.

ضحكت له قائله:

إن شاء الله تقابل بنت قريب تخليك تتوب.

ضحك آيسر قائلًا:

عندي رحله آخر الاسبوع لـ ألمانيا، والبلد دى بالذات ملهاش فى الرومانسيه خالص... هشوف بقية الجدول يمكن الرحله اللى بعدها تبقى شرم الشيخ ولا دهب، وهناك بقى الروسيات مقولكيش يا ماما حاجه كده آخر دلع، هبقى أخدك معايا تغيرى جو هناك الجو دفا عن هنا والرمله فيها شفا...ونسيب آصف هنا لوحده مع أجهزته الرياضيه والسيجار اللى شبه العسليه.

تبسمت شُكران قائله:

والله بدعي ربنا يتوب عليه من السيجار والسجاير،بس دول كيف عنده.

تبسم آصف قائلًا:

والله بحاول أقلع عنهم، وأهو خففت شويه.

تنهدت شُكران بآسف قائله بنُصح:

لازم تمنعها نهائى مش تخفف حرقها، بترجع تتغوي تانى لكن لو قطعتها نهائى مش هترجع لها تانى.

تبسم آصف قائلًا:

هحاول عشان خاطرك.

تبسمت شُكران بأمل قائله:

عشان صحتك يا حبيبى...يلا خلونا نفطر سوا.

شعرت شُكران بسعاده وهى تسير بالمنتصف بين آصف وآيسر،رغم أنه مازال صدع بقلبها بفُراق سامر،لكن لم تندم للحظه واحده أنها أختارت آصف وقفت جواره بأشد لحظات كان فيها تائه وجريح،رغم أن لديها يقين أنه مازال يآن قلبه بآلم لم يندمل دواؤه صعب الحصول عليه.

بعد قليل

صعد آصف الى تلك السياره الفخمه، نظر له السائق سألًا:

هنروح المحكمه الأول يا باشا.

رد آصف:

لاء، هنروح المقر الجديد، ميعاد الجلسه لسه عليه ساعتين ونص، عاوز أشوف أيه آخر تجهيزات المقر قبل ما نتنقل له من الليله ان شاء الله.

تبسم له السائق، توقف بعد دقائق أمام مبني فخم ذو واجهه زجاجيه مكون من ثلاث طوابق، ترجل آصف من السياره،أستقبله أحد العاملين بالمقر وأخذ تلك الحقيبه الخاصه به منه وسار لجواره وهو يدلف الى داخل المبني يحصد إحترام وإعجاب العاملين بذلك المقر، بهذه المنطقه الراقيه،دلف الى غرفة كبيره بها أثاث راقى بل وثير يجمع اللونين الأبيض والرمادي جلس خلف المكتب فتح تلك الحقيبه التى وضعها العامل فوق المكتب،أخرج منها بعض الملفات كذالك حاسوبه الشخصي،قام بفتحه،نظر الى تلك الملفات المحوله له عبر الإيميل،كذالك بعض التعاملات البنكيه الخاصه ببعض موكليه،جلس حوالى ساعه ونصف يتابع العمل ثم نهض مُغادرًا المقر،ذاهبًا الى إحد المحاكم.

وصل بعد وقت الى وجهته،ترجل من السياره إقترب منه أحد مُساعديه قائلًا:

الجلسه إتأجلت نص ساعه يا باشا،بسبب القاضي إتأخر فى الوصول بسبب سوء الطقس.

تهكم آصف قائلًا:

يوصل بالسلامه،ان شاء النهارده ننتهى من القضيه دى.

بعد قليل كانت مُرافعه من مُحامي مُحنك فى اللعب بأوراق القانون،تلاعب بأدله واهيه جعلها صادقه،بدل القضيه من قضية رشوة مؤكده من أحد كبار رجال الاعمال الى موظف بالدوله الى قضية مُلفقه له من أجل تصفية حسابات قديمه،ليحصل بعد ذالك على قرارًا من المحكمه بإخلاء سبيل المتهم وحفظ القضيه...

قضيه ذاع صيتها إعلاميًا بسبب صيت رجل الأعمال الطاغي، الذى إرتفعت أسهمه بعد هذه البراءة المُدلسه.

_ـــــــــــــــــــــــــــــــــ

بمنزل أيمن

قبل وقت قليل فتحت سهيله عينيها بعد أن شعرت بيد صغيره تُربت على وجهها بخفه، كذالك بعض القُبلات على وجهها، تبسمت وهى ترفع ذلك الصغير ذو العامين عن الارض وضمته لصدرها وعى مازالت مُسطحه فوق الفراش مُبتسمه وقامت بتقبيلهُ بمحبه قائله:

صباح الخير حُسام.

حضنها الصغير وقبل وجنتيها بنفس الوقت صدح رنين هاتف سهيله،، إعتدلت سهيله جالسه على الفراش وجذبت الهاتف من فوق تلك الطاوله وتبسمت قائله:

ده خالو طاهر،هلل الصغير بيديه،تبسمت سهيله قائله:

خلينا نكلمه عشان تقول له على تيتا سحر اللى إنت هربان منها عشان متاكلش.

أومأ الصغير برأسه يود إخبار طاهر أن سخر تفصب عليه الطعام دون إرادته، قامت سهيله بالرد ضاحكه:

صباح الخير يا طاهر بتتصل قبل ما تنزل شغلك، خُد كلم حسام عاوز يشتكِ لك من ماما.

ضحك طاهر قائلًا:

هو هربان ولا أيه، وبعدين مش عارف والله دماغ هويدا إزاى متحمله بُعد إبنها عنها معظم الوقت عند ماما.

ردت سهيله بتفسير:

ناسى إن هويدا موظفه، وإبنها محتاج اللى يرعاه وحماتها متقدرش تهتم بيه، كمان كان عندها جرد أمبارح واكيد كانت هلكانه وسابته مع ماما تهتم بيه.

تهكم طاهر قائلًا:

والله بستغرب هويدا دى بقت أم إزاى،وهى مش متحمله مسؤولية إبنها.

تبسمت سهيله قائله:

أساسًا حسام متربى على إيد ماما من صغرهُ بحب ماما عن هويدا،وأهو بيسلى ماما، إنت عارف من يوم ما رحيم دخل كلية الشرطه وهو مش بنشوفه غير فى الاجازات وأنا بروح المستشفى وبعدها العيادة ومعظم الوقت بره البيت،حتى بابا من يوم ما طلع معاش بقى يقضي وقته هنا معاهم حسام بيسليهم .

تنهد طاهر بآسف قائلًا:

والله حسام خساره فى هويدا،ربنا يهديها،قولى لى أخبار رحيم أيه لما بتصل عليه قليل لما بيرد عليا.

ضحكت سهيله قائله:

رحيم من يوم ما دخل كلية الشرطة وهو مقضيها عقوبات فى الأجازات،بس الفتره دى مشارك بطولة كارتيه فى الكليه وبيقولى إدعيلى أكسب الحلوف اللى هلاعبه فى الماتش النهائي.

ضحك طاهر قائلًا:

ربنا معاه،أكيد بيتعاقب عشان شقاوته، كان مفكر إن كلية الشرطة سايبه،او هيفوتوا له زى بابا وماما،متأكد أنه يستاهل العقاب.

ضحكت سهيله قائله:

فعلًا يستاهل على رأى هويدا ده مش رحيم ده جحيم، بس سيبك من سيرة رحيم قولى هتنزل أجازة فى نفس ميعاد السنه اللى فاتت ولا أيه؟.

رد طاهر:

أيوا هنزل أجازة فى نفس ميعاد أجازتى السنويه يعنى بعد تلات شهور،مش عاوزه حاجه أجبيهالك من هنا من "الإمارات".

تبسمت سهيله قائله بمزح:

هاتلى معاه برج خليفه.

ضحك طاهر قائلًا:

عينيا هجيبلك ميداليه على شكل برج خليفه.

ضحكت سهيله قائله:

كتر خيرك،يلا بقى شقتك تقريبًا خلاص خلصت تشطبيات قول

لـ ماما تدور لك على عروسه، حظك خالك معندوش بنات...وكمان مكنش لك غير عمه واحده وإتوفت صغيره قبل ما تخلف، كانوا سهلوا عليك،ولا أقولك قول لتيتا آسميه تدور لك،هى تعرف كل بنات البلد.

غص قلب طاهر للحظه وتذكر بآخر له أجازة قضاها بالبلده رأى يارا صدفه من بعيد إهتز قلبهُ وقتها،لكن ربما هذا أفضل أن يتجنب فرصه معدومه له معها بالنهايه هى إبنة المُتعالي "أسعد شُعيب"وقبل ذلك شقيقة"آصف"الذى دمر قلب شقيقتهُ بلحظة كِبر وغرور وإنتقام،لولا إصرارها ما كانت إستطاعت تحدي ضعفها وعاودت لحياتها ولم تستسلم لهزيمة قلبها،لا يود أن يخوض تجربه نهايتها الفشل مؤكد...والسبب ليس فقط فرق الطبقات الإجتماعيه،بل الإستسلام لرأي القدر الذى فرقهما من البدايه.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

مساءً

بـ ڤيلا شهيره

إنتهى أسعد من هندمة ثيابه،ثم خرج من الغرفه تقابل مع شهيرة التى للتو عادت،تبسمت له بإعجاب قائله:

إنت خارج؟.

رد ببساطه:

أيوه معزوم عالعشا مع صديق ليا.

حاوطت شهيره يديها حول عُنقه بدلال قائله:

هتتأخر.

وضع أسعد يديه حول خصر شهيره قائلًا:

مش عارف حسب الوقت،ده عشا عمل.

بدلال زمت شهيرة شفتيها قائله:

حاول متتأخرش عشان أنا هستناك.

تبسم لها قائلًا:

هحاول ممكن بقى أمشىي عشان متأخرش.

تبسمت له بدلال وقبلته قُبله خاطفه ثم سحبت يديها من حول عُنقه قائله:

هستناك يا حبيبى.

أومأ أسعد ببسمه وهو يغادر من أمامها تتبعته بعينيها الى أن غادر الڤيلا، زفرت نفسها تشعر براحه ظنًا أنها سيطرت على أسعد بعد تخلي شُكران عنه وإختيارها جانب آصف، رغم أنها على يقين أن أسعد مازال مُهتمً بمعرفة أحوال آصف، لكن جفاء آصف فى مصلحتها.

بينما صعد أسعد الى سيارته الخاصه، صدح رنين هاتفه، أخرجه وتبسم وقام بالرد:

تمام، لاء أقل من نص ساعه هكون فى المطعم.

أنهى أسعد المكالمه لكن لفت نظره ذلك الإشعار الذى آتى لهاتفه من أحد المواقع الإليكترونيه الإخباريه، فتح الإشعار يقرأ الخبر، شعر بإنشراح وهو يقرأ هذا الخبر الذى يمدح بذكاء ذلك المحامي الشاب وكيفية مرافعته التى بدلت القضيه وكسبها موكله...

تبسم يشعر بزهو، آصف أخلف توقعه وتحداه وفاز بالتحدي أصبح من أشهر وصفوة المحامين بالبلد إسمه يتصدر أشهر وأمهر المحامين

غص قلبه وهو يتذكر ذلك اليوم الذى توقف فيه أمام آصف

[بالعوده للزمن قبل خمس أعوام]

أغلق أسعد الهاتف مُتعصبًا بعد أن وصل له خبر تقديم آصف لإستقالته من القضاء، نهض من خلف مكتبه، وخرج يسأل إحد الخادمات عن مكان آصف، أخبرته أنه بالغرفه الرياضيه، ذهب لها يشعر بغضب ساحق، دلف الى تلك الغرفه رأى آصف يتمرن على إحد الآلات، بغضب

أوقف تلك الآله بإستهجان

وإندفع بالحديث سألًا:

الكلام اللى وصلني ده صحيح.

رغم أنه لديه يقين أنه وصل له خبر إستقالته من القضاء،لكن أجابه ببرود:

أى كلام، إنت بيوصلك كلام كتير.

تنرفز اسعد قائلًا:

إنت قدمت إستقالتك من القضاء.

بنفس البرود أجابه بإيجاز:

أيوه.

غضب أسعد قائلًا:

وإزاي تعمل كده،أكيد عقلك إتجننت خلاص.

نظر له آصف قائلًا:

أعتقد إستقالتي من القضاء مضركش فى حاجه.

نظر له أسعد بغضب قائلًا:

إنت بتتكلم ببرود كآنك معملتش حاجه غلط عالعموم إحنا لسه فيها،إسحب الإستقاله اللى قدمتها فورًا.

رد آصف بعناد:

لاء مش هسحب الإستقاله،دى حاجه خاصه بيا،وأنا مبقتش عاوز أبقى قاضى فى المحكمه،زهقت من التنقُلات الكتير كل سنه فى محكمه بمكان مختلف.

إستهزأ أسعد قائلًا:

ولما تستقيل من القضاء هتستقر فى مكان واحد،وهتستقر مع مين،مش معقول حتة بِت ملهاش قيمه تخليك تتخلى عن منصبك،ومستقبلك بالقضاء.

فهم آصف فحوي حديث أسعد ورد بهدوء:

خلاص الموضوع إنتهى أنا قدمت الإستقاله ومش هتراجع فيها.

جذب أسعد عضد آصف بإستهجان قائلًا بحِده وأمر:

لاء،هتتراجع وهتسحب الإستقاله،وترجع لمنصبك كـ قاضى،كمان تنسى البت اللى سحبت عقلك،هو مفيش غيرها فى الكون المفروض كانت تحمد ربنا إنك قبلت ترتبط بيها،ده كان شرف كبير ليها،إنها تبقى زوجة آصف أسعد شعيب،بدل ما كانت تتنمرد وتطلب الطلاق،بس هقول أيه يحُق لها تتنمرد وهى شيفاك زى الدلدول ليها،طبعًا بتضغط عليك عشان تلهث وراها،أيه يعني جوازه وفشلت،إنت الراجل مش هى، فى الف بنت تتمنى بس إشارة منك... واللى مش عاجبها تغور وغيرها تتمناك.

نظر آصف له بغضب قائلًا:

أنا مش زيك يا أسعد باشل ببدل فى النسوان،وقلبي يسع إتنين،ومفكر نفسك قادر ترضى الإتنين وإنت ظالم الإتنين،كل واحده راضيه تعيش معاك لهدف فى دماغها،إن كان أمى رضيت عشان خاطرنا،والليدي شهيرة طبعًا معندهاش مانع طالما بتوصل للى هى عاوزاه منك مش أكتر من بنك ممول لطموحاتها، إنت شخص خالى المشاعر، عايش لهواه وجاهه قدام الناس إنه مُقتدر على جوازه من إتنين بغض النظر عن مشاعر الإتنين دول أيه فكرت فى قلب واحده منهم وهى بتفكر فيك فى حضن التانيه،وهى محتاجه لحضنك يطمنها.

بنفس اللحظه دلفت شُكران الى الغرفه، وسمعت حديث آصف مع أسعد، تذكرت تلك الليله الذى أخبرها انه سيتزوج بأخرى، كان بالصدفه آصف بأجازته الاسبوعيه من مدرسته العسكريه كان بعمُر الثانيه عشر وقتها سمع إخبار أسعد لها بزواجه بآخرى فكر عقلها وقتها لو رفضت ربما يتجبر عليها ويسلب منها أبنائها، واقفت مُرغمه بعدها بكت بدموع تسفك قلبها التى بدلت مشاعرهُ من زوجه الى أم فقط لأبنائها من أجلهم تحملت أن تشعر بهذا النُقصان، أنها زوجه ثانيه وأصبح هنالك أخري ثالثه، وعليها أن ترضخ لذالك طواعيه منها، تحملت كثيرًا كان هدفها أبنائها فقط لم تُفكر فى كرامتها المذبوحه على يد زوج يظن أن الزواج فقط قُدره ماليه وجسديه، نسى "الود والرحمه" ومعهم التفاهم والتآلف وجبر الخاطر..

إنسكبت الدموع من عينيها وهى تسمع رد أسعد الجاحد الذى لم يكبت غضبه وكاد يصفع آصف لولا يدها هى التى منعته،نظر له بسُحق،وأخفض يدهُ جواره قائلًا بتعسُف:

حته بِت مجرمه متسواش قدرت تهزمك، ليه مفكرتش إنها كدابه، مره تقول إن اخوك حاول يعتدي عليها والمره التانيه تضحك على عقلك بكلام فارغ وتوصم أخوك، وفى الآخر تروح تطلقها بكل سهوله.

تعصب آصف قائلًا:

بلاش تحشُر سهيله فى الموضوع مش سهيله هى السبب، كفايه أنا غلطت فى حقها أذيتها وصلت للموت بسببِ،مصلحتها أيه تكذب،متأكد إنك كنت عارف بحقيقة سامر المُخزيه.

أكدت شكران ذالك:

سهيله مش كدابه يا أسعد، أنا سمعت هذيانها وهى بين الحيا والموت، قالت الحقيقه اللى صدمتني، مفيش حد قريب من الموت هيهذي بكدب وإفترا، كفايه يا أسعد.

نظر أسعد لـ شُكران بذهول مُستهزءًا:

إنتِ كمان بتسانديه، بدل ما ترجعي له عقله وتقولى له فين مصلحته.

ردت شُكران:

آصف مش صغير وغلط وهو حُر فى إختيار طريقة حياتهُ.

تهكم أسعد قائلًا:

إنتِ مع مصلحته ولا ضدها.

ردت شكران:

هو أكتر شخص أدرى بمصلحته، وآيًا كان قراره هو اللى هيتحمل عواقبه.

غضب أسعد ونظر الى آصف قائلًا:

ولما هتسيب القضاء هتشتغل أيه، هتروح تدرب تحت إيد محامى كان بينتظر حُكمك على قضيه هو بيترافع فيها قدامك، أنا مش هساعدك

إنت من غير إسم أسعد شُعيب ولا حاجه ، مجرد شخص عادي.

غضب آصف قائلًابتحدي:

أنا مش محتاج لـ إسم أسعد شُعيب، أنا أقدر أصنع إسم "آصف شُعيب" وأبقى أقوي كمان.

تهكم أسعد ونظر الى شُكران بغيظ ثم لـ آصف قائلًا بتهديد:

وأنا لو إنت مرجعتش لعقلك وسحبت الإستقاله وفوقت من وهم البِت الحقيرة دى هتبرأ منك وأى حد هيسألني عنك هقول معرفكش،وكمان تطلع من سرايتي وأى مكان أنا أمتلكهُ ممنوع تدخله.

صدمه لقلب شُكران،بينما رد آصف كان حاسمً:

سهيله مش حقيره،أنا اللى كنت حقير،وإنك تتبرأ مني شئ مش هيآثر عليا...وأنا ماليش عندك حاجه تهمني غير ماما.

أمسك أسعد يد شُكران،وكاد يجذبها عليه،لكن شُكران سحبت يدها من يده وتوجهت نحو آصف.

ذُهل عقل أسعد وثار بغضب قائلًا بغرور:

إنتِ مراتي وأمرى عليكِ نافذ...

قطع حديثه حين وضعت شُكران يدها فوق كتف آصف، إزدادت عصبيه وقال بتخيير:

معنى كده إنك إختارتِ آصف.

أومأت شُكران برأسها ببسمه دامعة العين وهى تنظر الى آصف،بينما أسعد يتهور قائلًا بإستكبار:

لو إختارتِ آصف تحرمِ عليا.

لم تُبالى شُكران وضمت آصف،ثم نظرت صامته لـ أسعد وهى تضع يدها بيد آصف غير نادمه،ثم سارت معه،وتركت أسعد لغصبه السخيف ماذا ظن،

من يضع أُمً بالإختيار

بين ولدها وأى أحد مهما كانت مكانته الإختيار بلا تفكير ولا ندم سيكون لـ ولدها وبالأخص إذا كانت تعلم أنه يحتاج الى دعمها وهى على يقين أنه

"مُمزق الوجدان".

[عوده]

عاد أسعد من تلك الذكرى التى زرعت الجفاء بينه وبين آصف، رغم أنه لم يُطلق شُكران لكن مازال يشعر بالغضب من إختيارها آصف ومساندته وقتها، لكن رغم ذالك يشعر بفرحه وإنشراح فى قلبه من نجاح آصف الملحوظ،فى تلك القضيه التى كانت مثار الإعلام وكان الجميع ينتظر بترقُب يتوقع تأجيل القضيه،

شعر بغبطه آصف بخمس سنوات فقط أصبح من عتاولة القانون بل وأشهرهم.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

بشقة هويدا

نحت دثار الفراش وتمددت عليه بجسدها تشعر براحه قائله:

حاسه إن جسمي مُرهق، الجرد بتاع النهارده كان كبير أوي.

نظر لها عادل سائلًا:

هو مش المفروض كنتِ روحتى جيبتِ" حسام"من عند باباكِ كفايه إنه بيفضل عندهم طول اليوم.

تنهدت بتعب قائله بعدم مبالاة:

حسام عنده سنتين يعنى إتفطم خلاص، وأنا حاسه بإرهاق وهو مع ماما هتهتم بيه، مع إن المفروض اللى كانت تهتم بيه هى الست والدتك، بس طبعًا هى بتدعى المرض وإنها متقدرش تهتم بطفل عنده سنتين، وأهو ماما قامت بمهمتها.

رد عادل:

ماما فعلًا مريضه مش بتدعى.

تهكمت هويدا قائله بحُنق:

قصدك بتدعى المرض عشان تصرف عليها أكتر من نص مرتبك،والنص التانى بيتصرف عالبيت بالعافيه وأنا اللى قايمه بمصاريف حسام،كانت غلطه لما خلفت...قبل ما أضمن إننا قادرين على مصاريف طفل صغير.

نظر لها عادل بآسف قائلًا:

على فكره فى صديق ليا كلمنى وقالى إن فى فرصه أشتغل فى بنك إستثماري هو بيشتغل فيه من فتره وقالى إن المرتب كويس ،بس البنك مالوش فروع كتير فى المحافظات،القاهره وإسكندريه بس.

تهكمت هويدا قائله:

وفيها أيه يعنى،طالما المرتب يستحق،هو الخروج من كفر الشيخ هيخرجك من الجنه،وبصراحه أنا زهقت،والشقه بقت ضيقه علينا،انا أساسًا بسيب حسام عند ماما عشان مالوش مكان هنا.

إستغرب عادل سألًا:

قصدك ايه بمالوش مكان هنا.

ردت هويدا بإستقلال:

الشقه أوضتين وصاله،حسام هينام معانا فى الأوضه.

إستغرب عادل قائلًا:

حسام طفل مكملش سنتين، وأنا خلاص هقدم على أجازة ست شهور بدون مرتب وأجرب الشُغل فى البنك الإستثماري،أهو أمسك العصايه من النص.

زمت هويدا شفتيها بسخريه وتهكمت بحنق قائله:

تمام،وإبقى إسأل صاحبك ده إن كان يشوف ليا انا كمان فرصه،أهو أتنفس بعيد عن هنا قربت أتختق ودلوقتى إطفى النور مصدعه وعاوزه أنام.

قالت هويدا هذا وجذبت الدثار عليها،بينما أطفأ عادل الضوء وتستطح جوارها على الفراش يزفر نفسه يشعر بندم أنه إختار خطأ من البدايه حين سار خلف الطمع.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

بـ أحد مطاعم القاهرة الفاخره المُطله على النيل.

كان هنالك إحتفالًا إحتفاءً ببراءة رجل الاعمال من تلك التهمه، كان ضيف الشرف هو المحامى المُحنك الذى بدل مجرى القضيه...

تأخر عمدًا فى الوصول الى المطعم،بداخله لم يكُن يود المجئ من الأساس،لكن فقط عشر دقائق مجامله لن تضر به...

دلف بهيبته الطاغيه، يسير بغرور ملكً ، نهض الجميع وقفوا إستقبالًا له بحفاوة ومديح بمهارته

كان يبتسم لهم بمجامله فقط، بداخله يبخس تلك المظاهر التافهه والأفاقه، لكن المديح بنجاحه هو كل ما يهمه، فجأة خفتت تلك البسمه حين سمع ذلك الصوت الذى يعلم هاويته جيدًا، كذالك نهوض من معه وقاموا بالترحيب بوجوده بينهم، وقال أحدهم:

نورت يا أسعد باشا، أكيد إنت فرحان النهارده، أنا بعد كده مش هقول له غير يا "ملك"،بصراحه قلب الموازين وكسب القضيه من أول جلسه،طبعًا الذكاء وراثه.

تبسم آصف بتهكم صامتً، يعلم أن كل يقوله هذا الآفاق مجرد نِفاق لا أكثر، لكن شعر بضيق من يد أسعد الذى ربت على كتفه ينظر له ببسمة زهو وإفتخار، لكن العيون تحكي حديث آخر لكل منهم

آصف إستهزاء من ذلك الزهو الذى يراه بعين أسعد، بينما أسعد يشعر بإنشراح بعد خمس سنوات جفاء هاهم يجلسان خلف طاوله واحده، حتى إن كان آصف مُجبرًا من أجل المجاملة فقط، حديث رتيب ساد بينهم، بين مديح بذكاء آصف كذالك بعض المواضيع الأخري، شعر آصف بالملل، نظر الى ساعة يدهُ ونهض واقفًا، تعجب الآخر سألًا:

وقفت له يا "ملك" السهره لسه هتحلو.

رد آصف:

للآسف مش هقدر أكمل السهره عندى قضيه مهمه بكره ولازم أبقى مركز.

نهض الآخر قائلًا:

تمام أن شاء الله فى سهره آخر الأسبوع عندي فى الڤيلا، تفضي نفسك السهره دى على شرف حضورك.

أومأ آصف ببسمه دبلوماسيه،لم يهتم لنظرات أسعد له غادر يشعر بضجر.

صعد الى سيارته يقودها، رغم برودة الطقس لكن فتح شباك السياره يترك تلك النسمه البارده تتسرب الى قلبه علها تُطفى ذلك الضجر الذى يزيد من حرارة جسده.

بعد وقت توقف أمام تلك البِنايه الفخمه ترجل من السياره ودلف الى شقته،خلع ذلك المعطف وضعه على يده وتوجه مباشرةً الى غرفة المكتب الخاصه به، وضع المعطف على مسند

المقعد الذى جلس عليه خلف المكتب،يسند رأسه على مسند الرأس يشعر بإرهاق، لكن سمع صوت إشعارات برسائل وصلت الى هاتفه، إعتدل بجلسته وأخرج الهاتف من جيب معطفه، قام بفتح تلك الرسائل، خفق قلبه حين رأى تلك الصوره،بتلقائيه تحركت أنامله على ملامح صاحبة الصوره التى تبتسم،تنهد ببسمه بسمتها لم تتغير رغم مرور السنوات،لم تغيب لحظه عن خاطرهُ،لكن إنطفأت بسمته حيت فتح الرساله الأخرى ورأى سهيله تضحك وهى تسير مع شخص يعلم هاويته جيدًا،إنه ذلك الطبيب النفسي أحد المُشرفين على رسالة الماجستير والدكتوراه التى حصلت عليهم،سُرعان ما فتح رسالة أخرى كانت فيديو مصور لها وهى تسير برفقة هذا الطبيب بأحد أروقة مشفى،يبدوا بينهم إنسجام،شعر بغضب وغِيره،تنهد بضيق،ولم يُكمل باقى الرسائل،ترك الهاتف فوق المكتب وعاود إسناد رأسه على المقعد،يزفر نفسه بحسرة قلب أغمض عينيه لحظات رافقت صورتها خياله،حتى أنه تخيلها أمامه تقول له بعتاب:

مبسوط يا أصف ده العدل اللى أقسمت أنك تحققهُ.

أخفض وجهه يشعر بخزي.

نظرت له سهيله بآسف قائله:

يا خساره يا آصف توهت عن الحقيقه، نصرت الظالم عالمظلوم.

إستدارت سهيله وأعطت له ظهرها،وكادت أن تسير لكن تسرع وأمسك عضدها يحذبها إليه ضمها قائلًا:

سهيله كفايه بُعد عني.

نظرت له سهيله وقالت:

إنت اللى أختارت طريق تانى يا آصف وأنا طريقي فى إتجاه تانى.

ضمها آصف وأغمض عينيه يحاول أن يتنفس، لكن فجأة شعر بخواء بين يديه، فتح عينيه لم يرا سهيله كان يضم جسده بيديه وسهيله كانت سراب، حتى ذلك السراب إنتهى حين فتح عينيه بالحقيقة ونظر الى بسمة شُكران التى سمعت همس آصف بإسم سهيله غص قلبها بقوه لكن تبسمت له قائله:

آصف أيه اللى نيمك هنا عالكرسى فى المكتب.

إعتدل آصف على المقعد قائلًا:

أنا مكنتش نايم، بس يمكن عيني غفلت شويه.

نظرت له شُكران برفق وهى تمسك يده تسحبه للنهوض معها قائله:

أكيد غفلت بسبب الإرهاق فى الشغل طول اليوم، إفصل شويه وقوم إطلع أوضتك خدلك دُش وبعدها هتحس براحه وتنام بهدوء.

وافقها آصف ونهض معها يتوجه نحو غرفتها أولًا نظرت له تشعر بآسف على حالهُ يحاول إلهاء نفسه وينغمس بالعمل لفترات طويله، ربما يستطيع أن ينسى آلم قلبه،لكن هذا ليس دواؤه،دواؤه يبدوا صعبً ومريرًا، توجّه الى غرفته ألقى بجسده فوق الفراش يشعر بإرهاق لكن ليس جسدى بل إرهاق فى قلبه الذى مازال يآن،

تذكر تلك الصور والفيديو، حسم قراره يكفى إنتظارًا، آن آوان الإقتراب لماذا تحمل وإنتظر طوال خمس سنوات، هل كان يظن أن تصفح سهيله عنه وتذهب إليه، هو وئد مشاعرها إتجاهه، يوم أن باحت بأنها كانت مُغرمه به أتبعت قولها أنها كرهته وأختارت الفُراق، لكن حتى وإن كانت تكرهه لن يستسلم يكفى إبتعادًا.
بعد مرور أسبوع

بأحد المشافى الحكوميه

بعد إنتهاء وقت دوامها،أثناء خروج سهيله من المشفى ، كان هنالك صُدفه جمعت بلقائها بذالك الذى يبتسم وهو يقترب منها، بادلته البسمه وتحدثت هى أولًا بمزح:

خير يا دكتور بيجاد، يا ترا أيه سر زيارتك الكريمه للمستشفى المتواضعه.

تبسم وهو يقف أمامها قائلًا:

والله مش زيارة كريمه، دى زيارة عمل، الطب النفسي بقى مُتشعب جدًا، تم إستدعاء طبيب نفسى للكشف على شخص متهم فى قضية شيكات بدون رصيد واضح إن أهله هما اللى قدموا الشكوى دى للنيابه والنيابه أمرت بإنتداب طبيب نفسى للكشف على قدرته العقليه، وبما إنى تقريبًا الدكتور النفسى الوحيد فى كفر الشيخ تم إستدعائى لإجراء الكشف ده هنا بالمستشفى دى لآن اللى وصلنى إن المتهم كان خبط دماغه فى الحيطه وإتعور جرح كبير،وإحتاج لمستشفى للعلاج وجابوه هنا،أهو الكشف عليه هنا أفضل من مستوصف السجن.

"السجن"

تلك الكلمه التى كرهتها كثيرًا شعرت بوخز قوى فى قلبها للحظه عاد أمامها تلك الأشهر التى قضتها بالسجن،كانت تشعر بإنعدام آدميتها

عقوبه قضتها بلا ذنب فحرت بداخلها أثر غائر لم يُرمم رغم مُضي سنوات.

لاحظ بيجاد إختفاء بسمة سهيله تنحنح سألًا:

إنتِ خلصتِ نبطشيتك ولا أيه؟.

حاولت التغاضي عن تلك الذكرى المقيته وأومأت برأسها قائله:

أيوه وكنت راجعه البيت ارتاح شويه قبل ميعاد العياده.

تبسم قائلًا:

العياده الشامله بتاعتك،"أطفال وتخاطب غير علاج نفسي".

تبسمت قائله:

التخصُص الأساسى بتاعِ هو أطفال،تخاطب وعلاج نفسى دول إكتسبتهم بسبب رسالة الماجستيروالدكتوراه،كمان إحنا فى كفر الشيخ وهنا مش معترفين بالعلاج النفسي من أساسه، آخرهم يفضفضوا بكلمتين لبعض وينسوا اللى كان مضايقهم،هما فاكرين إن اللى يروح لدكتور نفسي مجنون رسمي،بس بقى فى أطفال كتير محتاجين للتخاطُب،لأسباب مختلفه،زى تأخُر الكلام عند الأطفال،كمان فى أطفال لسانهم تقيل،غير أطفال "التوحد" الملايكه اللى ربنا بيحبهم بزياده.

للحظه شعر بغصه وهو يتذكر طفلته الصغيره التى من "ذوى الهمم"تلك البريئه الرقيقه التى تكبرت عليها والداتها وتركتها له هو من يهتم بها مع والدته التى تعتني بها بغيابه.

شعرت سهيله بندم حين رات تبدل ملامح بيجاد هى أخطأت بالتأكيد هى لديها علم بحالة طفلته ربما ما كان عليها ذكر هذا،لكن حاولت التلطيف قائله:

قولى بقى المريض اللى جاي تكشف على قدرته العقليه،هتعرف إزاى إنه مش مُدعي السفه.

تبسم غصبًا يقول بغرور:

عيب أنا صحيح دكتور مجانين بس المجنون أكتر شخص يعرف يوصل الحقيقه وقت اللزوم.

ـــــــــــــــــــــــــــــ

بأحد البنوك الإستثماريه

بغرفة المُدير

جلست شهيره بآناقتها تضع ساق فوق أخرى، يبتسم لها ذالك المدير بأعجاب ملحوظ، كذالك ترحيب مُميز لها،فهى من أفضل عُملاء البنك،تحدثا سويًا لبعض الوقت حتى قام بإستدعاء أحد الموظفين بالبنك،فى ظرف دقيقه كانا يسمعان طرقًا على باب المكتب قبل أن يدلف الى الغرفه،تبسم المدير قائلًا:

أهلًا يا عادل

خُد المفتاح ده وعاوزك ترافق مدام"شهيره" تبقى تحت أمرها هى ليها خزنه خاصه هنا فى البنك والمفتاح اللى معاك المفتاح الخاص بالبنك.

نظر عادل الى تلك الجالسه بغرور، للحظه تذكر أنه رأها سابقًا لكن تاه أين ومتي، لكن تبسم لها قائلًا:

إتفضلي معايا يا مدام.

نهضت شهيره بآناقه كذالك مدير البنك وقف لها تقديرًا يقول:

بالنسبه للامر الآنسه يارا بصفتها خلاص تمت السن القانونى هستني أسعد باشا ينورنا هنا عشان نكمل تعاملات إستلامها هى التصرف فى حسابها دون الرجوع لـ أسعد باشا بصفته كان هو الولي عليها.

اومأت رأسها ببسمه مُزيفه تُجيدها.

ذهبت مع عادل الذى يسير بجوارها يتذكر أين ومتي إلتقى بها، وصلا الى تلك الغرفه الخاصه بالبنك والتى تحتوى على خزائن خاصه بالعملاء، سأل عادل:

الخزنه الخاصه بحضرتك رقمها كام

أخرجت من حقيبتها مفتاح واحد مُعلق بميداليه على شكل قلب ذهب باوسطه قطعة ماسيه سوداء وأعطتها له وأخبرته رقم الخزنه الخاصه بها، أخذهم منها وذهب نحو تلك الخزنه،وضع بها المفتاح الخاص بالبنك،كذالك المفتاح الخاص بها وقام بفتح الخزنه وجذب صندوق متوسط الحجم منها وعاد به لها وضعه على منضده بالغرفه،قائلًا:

إتفضلى يا مدام.

أومأت له فقط،ظل لدقيقه واقفًا،إستغربت وقوفه قائله:

شكرًا.

شعر بحرج قائلًا:

تمام حضرتك أنا واقف قدام باب الاوضه لما تخلصى تقدري تناديني أجى أرجع الصندوق فى الحزنه مره تانيه.

أومأت له وهو يتوجه نحو باب الغرفه تتبعه بعينيها الى أن خرج من الغرفه وأغلق خلفه الباب، أخرجت مفتاح آخر من حقيبها ووضعتها بمكان مُخصص بالصندوق وكتبت شفره خاصه بها قامت بفتح الصندوق، تفحصت تلك المصوغات الصغيرة الحجم لكن باهظة الثمن، كذالك تلك العقود والمستندات،ثم فتحت حقيبتها وأخرجت علبه مُخمليه صغيره وقامت بفتحها أخرجت منها قطعة قُماش حريريه معقوده فتحتها ثم لمعت عينيها وهى تنظر الى تلك القطع الماسيه بإنتشاء، تبسمت ويديها تتلمس تلك القطع الغاليه، قامت بوضعها بالصندوق الصغير بداخل الصندوق الآخر، ثم أغلقته بالمفتاح وبتلك الشفره الخاصه به ذهبت الى باب الغرفه فتحته وتبسمت لذالك الواقف على جانب الباب، تبسم لها قائلًا:

حضرتك خلصت؟.

اومأت برأسها، دلف عادل وحمل الصندوق منها وأعاده الى الخزنه وقام بإغلاقها بالمفتاحين وسلتهم توجه لها بالمفتاح الخاص بها...تبسمت وهى تخرج من الغرفه تسير الى جوارهُ سألته بفضول:

إنت جديد بتشتغل هنا فى البنك من أمتى.

رد عليها:

فعلًا أنا هنا من كم يوم، لسه مش متعين رسمى، تحت الإختبار.

نظرت له بتمعن قائله:

شكلك مش خريج جديد.

رد عليها:

فعلًا، أنا كنت بشتغل فى بنك حكومي، وإتعرض عليا الشُغل هنا من فتره وطبعًا فرق المرتب خلانى أوافق.

تبسمت له قائله:

يعنى عندك خبره سابقه، تمام، ياريت توصل شُكرى لمدير البنك.

تبسم لها وهى تتركه وتذهب نحو باب الخروج من البنك، وهو يتتبعها بعينيه، لكن فجأه تذكر أين إلتقى بها سابقًا، ذُهل عقله سألًا:

إزاي قدرت أنساها، انا لازم أعرف هى مين بالظبط.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

بعد الظهر

بمنزل أيمن

وضعت سحر آخر طبق للطعام ثم كادت تجلس لكن سمعت صوت فتح باب المنزل، سأل رحيم:

مين اللى حماته بتحبه وجاي عالغدا ده، يارب تكون تيتا آسميه.

لكن خاب توقعه حين سمعوا صوت هويدا، ردت عليها سحر:

تعالى يا هويدا إحنا بنتغدا.

دلفت هويدا الى الغرفه وهى تبتسم برياء، بينما تبسمت لها سهيله بقبول قائله:

حماتك بتحبك جايه عالغدا.

تهكم رحيم هامسًا:

معتقدش إنها بتحبها دى مسألة حظوظ مش أكتر أو يمكن ظابطه وقتها عالغدا.

سمعه أيمن الجالس جواره نظر له بلوم، صمت رحيم، بينما شكت هويدا بهمس رحيم، أنه يتهكم عليها، نظرت الى تلك الجروح الظاهره بوجهه وقالت بقصد:

مين اللى ضربك وشلفط وشك كده.

نظر لها رحيم بسخط قائلًا:

محدش ضربني، ده أثار ماتش كان بيني وبين زميل ليا فى بطولة الشرطه للكارتيه، والحمد لله أنا اللى فوزت فيها بالمركز الأول.

تهكمت هويدا وهى تجلس أرضًا خلف المنضده قائله بإستهزاء:

حتى لو كنت الأول كفايه أنه علم عليك.

شعر رحيم بالضيق منها وقال:

أنا كمان علمت عليه،ويكفيني إن أنا بطل المركز الاول.

كادت هويدا ان تتهكم لكن قربت سحر طبق الطعام من هويدا قائله!

كُلِ زمانك جعانه، أنا طابخه بطاطس بالفراخ فى الفرن زى ما بتحبيها.

تهكم رحيم فهى لم تحتاج الى عزومه، لكن نظر الى ذالك الصغير الذى يجلس على ساق سهيله تُطعمه وهى تأكل القليل، شعر بآسف، وقال:

أدى حسام لمامته تأكله عشان تعرفى تاكلى يا سهيله.

نظرت سهيله الى حسام الذى تشبث بها، وتبسمت قائله:

أنا باكل وانا بأكله كُل إنت وإتغذى عشان تبقى أقوي، والماتش الجاي تهزم المنافس لك بدون أى علامات.

تبسم لها بود، بينما شعرت هويدا ببُغض، هو رد على سهيله برحابه عكسها،بينما تبسم أيمن ونظر الى هويدا سألًا:

أمال فين عادل بقالى كام يوم مش بشوفه.

ردت هويدا:عادل جاله فرصه يشتغل فى بنك إستثماري فى القاهره،وقال أجرب لو الفرصه ظبطت معاه هيكمل شغل فى البنك ده.

تبسمت سحر قائله:

ربنا يسهل له ويرزقه.

بعد قليل إنتهوا من تناول الطعام،حمل أيمن حسام على ساقيه،بينما سهيله نهضت تضب بقايا الطعام مع سحر وهويدا إدعت الإنشغال فى الرد على مهاتفة عادل الوهميه،بعد قليل عادت سهيله تحمل صنيه عليها أكواب من مشروب دافئ،فى نفس الوقت صدح رنين هاتف أيمن،تبسم قائلًا:

ده طاهر.

إبتسم رحيم قائلًا:

رد عالندل ده يا بابا.

ضحكت سهيله وقالت:

ندل ليه،إنت اللى مش بترد على إتصاله عليك.

فتح أيمن الهاتف وقام بتشغيل مُكبر الصوت،لتبقى مكالمه جماعيه تشارك فيها الجميع بحب ومزح لكن هويدا شعرت بالبُغض إتجاه سهيله وعى ترا دلالهم لها وتقبلهم لمزحها معهم برحابه عكس ما تشعر به منهم معها،حتى قبول رحيم لسخريه وتهكم طاهر المرح عليه،الى أن إنتهت المكالمه،بعد عدة طلبات من رحيم يطلبها من طاهر وأهمها هاتف بماركه خاصه،تبسما كل من سحر وأيمن الذى شعر بالغبطه من هذا التآلف بين أبناؤه عدا هويدا دعا لها من قلبه أن تزول تلك الغشاوه عن قلبها، كذالك شعر بالإمتنان،مُعترفًا لولا طاهر وسفره الى الإمارات ربما ما كان تحقق أمل رحيم بدخول كلية الشرطه وتحمل تكاليف دراسته عنه.

ـــــــــــــــــــــــــــــــ

أمام أحد المحاكم

خرج من مبني المحكمه الى الفضاء الذى أمامها كان هنالك عدسات تقوم بالتصوير منها ما يريد منه فقط إشاره من يدهُ، المحامى البارع الذى لمع بأشهر القضايا، ها هى قضيه أخرى يربحها ويزداد سطوة وشُهره بين أمهر المحامين، قضيه كانت مُعقدة للقضاء نفسه، ببساطه ربحها، لم يهتم لتلك عدسات تلك الكاميرات، بقدر ما إهتم بتلك الرسائل المُرسله لهاتفه، تغيرت ملامحه، خفتت تلك البسمه الطفيفه الذى كان يرسمها على وجهه، توجه مباشرةً الى سيارته الأنيقه، ترجل له السائق وفتح له الباب الخلفى أغلقه، توجه الى باب مقعد القياده

صعد إلى السياره وأغلق بابها مُتجاهلًا تلك الضجه الفارغه بالنسبه له فهنالك الأهم، بل أهم من الأهم، نظر الى تلك الصور على شاشة هاتفه شعر كآن هنالك نصل مغروس بقلبه، إنطلق بالسيارة سريعًا، لم يُلاحظ أن من تلك العدسات التى تُتابع نجاحهُ،هنالك هنالك عدسة كاميرا خاصه تترصدهُ بإستمرار أينما ذهب،تتمنى له السوء، لكن الآن لسوء الحظ تاه منهم وسط ذلك الزحام.

ـــــــــــــــــــــــــــــ

بـ مكان خاص

تعصب عليهم وسَبهم بغضب قائلًا :

أغبياء...

يعني أيه تاه منكم فى الزحمه ومعرفتوش تتعقبوه زى العادة، ممكن يكون حس إن فى حد بيراقبهُ.

رد أحدهم وهو يشعر بخزي:

لاء يا باشا مستحيل يكون حس بينا ، يا باشا كان تجمُع وزحمه قدام المحكمه، منتبهناش إنه غادر فى العربيه لوحده،السواق بتاعه كان واقف بعد ما هو مشى بالعرببه.

زفر نفسه بغضب قائلًا:

كانت هتبقى فرصه مناسبه إنكم تصتادوه وهو لوحده، أنا مش عارف إزاي آصف رغم نجاحه ده كله ومش لاقين له نُقطة ضعف.

فسر الآخر:

حضرتك واضح إن فى جفاء بينه وبين والده،كمان بقية أخواتك مش شُققه واضح إنه مش مهتم بأمرهم مفيش غير أخوه وده مالوش غير فى الطيران،والست والدته مُلتزمه الشقه اللى هو ساكن فيها مش بتخرج منها غير نادر ولو خرجت بيبقى للدكتور.

تسأل الآخر:

بستغرب محامى مشهور كده ومالوش أى ميول خاصه،مثلًا الستات.

رد الآخر:

لاء حضرتك ده مُنظبط جدًا،حتى نادر لما بيشارك فى حفلات خاصه،مركز فى شغل المحاماه،رغم إن فى ستات كتير حواليه،بس هو واضح إنه مش مُهتم بيهم،مجرد شُغل فقط.

إستغرب الآخر سألًا:

والسبب أيه سبق وعرفت إنه كان متجوز وإنفصل.

رد الآخر:

فعلًا يا باشا بس جوازه مكملش أسبوع وإنفصل عنها من وقتها مفيش ست تانيه دخلت حياته.

سأله:

مش قادر أفسر شخصية آصف

وأيه سبب إنه ينفصل بعد الفتره الصغيره دى وإزاى بعدها مرطبتش تانى،مفيش أى ست عجباه.

رد عليه بإيحاء وتشكيك:

الله اعلم يا باشا،ربنا حليم ستار هو أدري بنفسه،يمكن....

ذُهل الآخر قائلًا:

يمكن أيه،بقى بالحجم ده وهيكون ضعيف مع الستات.

تبسم الآخر قائلًا:

عادى يا باشا ما هو مفيش تفسير تانى،غير لو مكنش له فى الستات وكيفه فى حته تانيه.

فهم الآخر ذلك ولمعت عينيه وقال:

وماله نعرف كيفه أيه.

أخرج هاتفه من جيبه وقام بإتصال،وإنتظر الرد حتى أتاه قائلًا:

من زمان متصلتش عليا وكنت ناسيني إيه اللى فكرك بيا.

تبسم قائلًا:

مهمه خاصه مينفعش فيها غير

"مي المنصور".

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

مساءً

بالمقر الإدارة الخاص بـ شهيرة

كانت جالسه خلف مكتبها شارده

بذالك الموظف التى إلتقته بالبنك صباحً دون سبب شغل عقلها،بنفس الوقت دخل عليها رامز وجلس على مقعد أمامها قائلًا بإنهاك:

البنات المره دى غلبونى أوي فى التدريب مش عارف هنفضل لحد إمتى ندربهم وأول ما يلاقوا فرصه تانيه يسبونا وينكروا المعروف اللى بنعمله معاهم وإحنا بنلمعهم قدام الجمهور... بعد كده هطلب من المحامي يجهز لينا عقود إحتكاريه لهم.

لم ترد شهيرة عليه، إستغرب شرودها وقام بالطرق بآنامله على سطح المكتب، إنتبهت شهيره سأله:

كنت بتقول أيه؟.

إستهزأ رامز قائلًا:

مالك من وقت ما رجعتِ من البنك وإنتِ كل ما أكلمك سرحانه وشارده، أيه مدير البنك سخف عليكِ.

ردت شهيره:

لاء، بس كنت سرحانه فى الديڤليه اللى هنظمه الفتره الجايه، المُصمم عامل فيها عالمي وعاوز شُغل بروفيشنال من ناحية العارضات كمان المؤثرات الخاصه بالعرض، كمان عرض عليا إنى انا اللى أعرض فستان ختام الديڤليه وإنت عارف أسعد رافض الموضوع ده.

تنهد رامز قائلًا:

ده مجرد فستان وكمان هيبقى دعايه قوية للعرض وللمجموعه، أعتقد لو مارستي شوية دلال على أسعد سهل يوافق... بالذات إنى شوفت فستان الختام مش مكشوف.

زفرت نفسها وقالت:

هو فعلًا مش مكشوف،بس فستان زفاف.

تهكم رامز قائلًا:

فرصه كويسه أهو هاتي أسعد ويظهر معاكِ عالبيست وتتصوروا عريس وعروسه،أهو تجددوا جوازكم مره تانيه.

نظرت له شهيره بحُنق قائله:

واضح إنك بتهزر،عالعموم أنا كنت ناويه أعتذر للمُصمم،كمان نسيت ماشيه عارضات الازياء.

تهكم رامز:

بسيطه أدربك عليها بسهوله وهتلاقى نفسك إفتكرتيها، بس مش عارف ليه عندي شك إن مش ده السبب فى سرحانك، عالعموم أنا قايم أكمل تمرين وتدريب للعارضات، بس عاوزك تكلمي المحامي يعمل لينا عقود تلزم البنات دى يستمروا معانا لفترة أطول غصب عنهم مش اللى تلاقى نفسها إتشهرت وبقى عليها طلب تصوير إعلانات أو كليبات مع مطربين يتكبروا ويشوفوا نفسهم علينا.

تنهدت شهيره بضجر:

فعلاً كلامك صح،وهشوف الموضوع ده مع المحامي.

نهض رامز وتوجه الى باب المكتب بينما زفرت شهيره نفسها تشعر بملل من العمل لأول مره منذ سنوات،هنالك شئ مشترك بين موظف البنك وأول حب شعرت به وجنت من خلفه الخذلان،ربما نفس لمعان العيون والنبره الناعمه.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ألمانيا

إنتهت روميساء من إرتداء ذلك الفستان الذى آتى به والداها تشعر أنه غريب عليها، وضعت نظارتها مالعاده وخرجت من الغرفه الخاصه بها نظر لها والدها بإعجاب قائلًا:

ملكه بس مش عارف لزمتها أيه النضاره إلبسى لانسيز أفضل.

عدلت روميساء النظاره قائله:

دى بقى مستحيل يا بابا، كفايه الفستان أنا مش عارفه همشى فيه إزاي، غير كمان كنت بفكر أعتذر عن الحفله.

نظر لها والدها قائلًا:

وتعتذرى ليه،دى حفله عاديه مجرد توقيع بروتوكول تعاون بين الشركه اللى إنتِ بتشتغلى فيها وبين الطيران المصري،فرصه أهى مجامله منك للشركه،وكمان ترفهي عن نفسك شويه طول الوقت بتشتغلى،إفصلى شويه.

زفرت روميساء نفسها قائله:

تمام يا بابا، بس انا مش هطول فى الحفله، ساعه بالكتيى هثبت وجود، وبعدها هرجع على هنا، نكمل السهره مع بعض.

تبسم لها بموده وهى تغادر الشقه، بداخله أمنيه يود أن تتحقق، هو سابقًا لم يكُن يهتم بحضورها أى حفلات، لكن هذا الحفل مختلف، لديه شعور غريب ودافئ، يتمني أن تجد بهذا الحفل شابً عربيًا يعود بها الى جذورها وهويتها العربيه.

:::::

ليست أول مره يحضر مثل هذه الحفلات الخاصه بالسفارات المصريه بأنحاء العالم،لكن لسوء الطقس تأخر فى الحضور،كذالك لديه خلفيه عن ألمانيا هى بلد تُقدس العمل،خالية المشاعر،كل ما تعترف به هو التروس الحديديه فقط،لكن لا مانع من قضاء وقت لطيف،قبل العودة الى مصر...تآنق بزي بسيط مجرد بذه رسميه دون رابطة عُنق حتى لا يشعر بالإختناق...

بسفارة مصر بـ ألمانيا

ترجلت من السياره التى كانت تقلها الى السفاره، سارت قليلًا، لكن

بسبب ذلك الرداء الضيق التى ترتديه لأول مره بحياتها سابقًا كانت ترتدى أزياء عمليه سهلة الحركه،لكن بسبب هذا الحفل إرتدت زى مناسب،لكن لم تستطيع التنازل عن نظارتها الطبيه،فهى تشعر بها كآنها أصبحت جزء من وجهها،كذالك ذلك الحذاء ذو الكعب العالى

أثناء سيرها كانت تتهادى خوفً أن تنزلق قدميها،ها هو ما حسبته حدث كادت أن تنزلق قدميها بالكاد بعد أن صعدت درجات ذلك السلم الصغير وتركت يدها سياج السلم التى كانت تتمسك به،لكن بتلقائيه منها وضعت إحد يديها على معصم ذلك الشخص الذى قابلها فجأة

بالفعل إحتوى خصرها بإحدى يديه،نظر لوجهها شعر بإنبهار قائلًا بالعربي:

يا صلاة النبي،سبحان من خلقك،هو فى عيون حلوة أوى كده،يا حلاوة المكن الألماني.

بينما هى سريعًا إستقامت وعدلت وضع نظارتها التى من الجيد أنها لم تسقُط من وجهها فقط إنزاحت فوق أنفها،لكن فهمت حديث ذلك الشخص التى شعرت أنه وقح،ليس من حديثه فقط كذالك بسبب نظراته لها.

دفعت يدهُ عن خصرها وأومأت له رأسها بصعوبه ترك خصرها،شعر بخواء بعد أن إبتعدت عنه،وهو مازال يتابعها،يرى الى أين ذهبت صاحبة أجمل عيون رأها...تبسم حين دلفت الى تلك القاعه،تحدث بإنشراح قائلًا:

معقول الحلاوة دى تكون مصريه.

سُرعان ما نهر نفسه قائلًا:

لو كانت مصريه كانت فهمت كلامه وقالت إنك بتحرش بيها،وسلمت بأيديها الناعمين على خدودك بس انا هفضل واقف كده،لاء أنا أدخل القاعه وأشوف المكنه دى

مصري،ولا ألمانى

لو مصري أنا بشجع منتج بلدي

لو ألمانى..المكن الألماني شديد وأصلي.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

أمام العياده الخاصه بسهيله

ترجل آصف من سيارته وقف قليلًا ينظر الى تلك اللوحه الإعلانيه المُثبته على مدخل العياده، قرأها بقلبه"سهيله أيمن الدسوقى"(تخصُص أطفال وتخاطب و علاج نفسي)

هذه ما يحتاجه منها علاج نفسي

لا ليس علاج نفسي بل "علاج روحي"

دقائق وقف يشعر بترقب لديه خليفه يود أن يُخطأ حدسه حين يتقابل مع سهيله بعد مرور تلك السنوات، آخر لقاء كان بالشاطئ كشف له حقيقة كم كان أحمقًا وقاسى فى الإنتقام الخاطئ الذى خسرها بسببه،لكن لن ينتظر أكثر من هذا يكفى سنوات بِعاد وجفاء،لابد أنها نسيت أو تناست الماضى،لابد ان يُذكرها أنه كان عاشقًا لها ومازال وسيظل،حسم أمرهُ ودلف الى العياده.

بينما قبل لحظات

توقفت تلك المساعده مع سهيله بغرفة الكشف قائله:

مش فاضل غير كشف واحد يا دكتوره واللى حاحز الكشف ده إتأخر شويه،شكله مش جاي.

تبسمت لها سهيله قائله:

تمام لو عاوزه تروحى بيتك روحي وانا هفضل شويه لو جه أوكيه مجاش هقفل أنا العياده.

تبسمت لها المساعده،وقالت:

تمام يا دكتوره هروح أنا تصبحي على خير؟.

أومأت لها سهيله مُبتسمه تقول:

وإنتِ من أهله.

خرجت المساعده من الغرفه، تفاجئت بدخول آصف الذى قال لها:

مساء الخير، انا كنت حاجز ميعاد عالتليفون، متآسف عالتأخير

إستغربت المساعده من هيئته لكن قالت بإحترام:

لاء مفيش مشكله الدكتوره لسه موجوده، إتفضل

تقدمت المساعده أمامه وفتحت له باب الغرفه، بينما

قبل صدح رنين هاتف سهيله نظرت الى شاشه الهاتف وتبسمت وهى ترد قائله:

دكتور المجانين قولى المريض طلع فعلًا عنده خلل فى عقله ولا بيدعى.

ضحك قائلًا:

هو عنده خلل وحابلى خلل انا كمان،انا بقيت بخاف على عقلى.

ضحكت قائله:

لاء إطمن من ناحية عقلك فهو أصبح مجنون زي الحالات اللى بتقابلها.

أخذ يرد معها ويتساير بمزح،الى أن سألها:

بس أيه إنت لسه فى العياده.

ردت:

عندي كشف والمريض إتأخر قولت استني نص ساعه،لو مجاش هقفل العياده وأرجع البيت.

ضحك قائلًا:

أنا بقى الحمد لله العياده بتاعتِ مفيهاش غير زبون واحد بيتردد من فتره للتانيه،ومقتنع انه مجنون،رغم انه أعقل منى.

سمعت صوت فتح باب الغرفه،قالت له:

واضح إن المريض وصل ولازم أقفل الموبايل.

ضحك قائلًا:

يا بخت المريض اللى هتكشفِ عليه،أكيد مش هيكون زى العينه اللى عندي مجانين.

ضحكت وهى تغلق الهاتف وهمست بتنهيد مرح:

ده مش دكتور مجانين، هو اللى مجنون.

-مساء الخير.

خفتت بسمتها وسأم وجهها أغمضت عينيها، تنفى سماع هذا الصوت، مستحيل صاحب هذا الصوت إنتهى من حياتها، لابد أنها سمعت خطأ...

لكن عاود نفس الصوت بنفس الجمله:

مساء الخير.

بصعوبه إستدارت تفتح عينيها تنظر أمامها، تيقنت هذا الصوت ليس وهمً، بل حقيقه تقف أمامها

وهو يخلع النظارة من فوق عينيه يضعها بجيب مِعطفه

لحظات كانت تُظهر مشاعر كل منهم

هو كآنه يراها لأول مرة، مازالت ملامحها البريئه التى لم تتغير،يشعر كآنه يعود لنفس الشعور الذى شعر به وهو يقع بغرامها من أول لقاء.

هى تراه أصبح أضخم عن ذى قبل،ربما لم تتغير ملامحهُ...لكن لم يلفت نظرها كما حدث بأول لقاء بينهم .. كذالك تحكمت الرهبه بها حين آتت تلك المُساعده من خلفه وكادت تُغلق باب الغرفه، بتسرُع منها قالت:

متقفليش باب الأوضه، وكمان متمشيش من العيادة هنمشى سوا الأستاذ واضح إنه غلطان فى العنوان.
بـ عيادة سهيله

نظرة عينيها له كانت مثل سهام مُسممه تخترق قلبه تسرى بالسُم بين كل شُريان بجسده يشعر أنه يموت بالبطئ، إزدرد ريقه يحاول التماسُك أمامها، يحاول كبت رغبته فى الإقتراب منها، لكن هذا الرُهاب الواضح على ملامحها كآنه لجم ساقيه بوثاق حديدي، حايد بنظره عنها ولفت رقابته قليلًا يقول بهدوء:

لو سمحتِ ممكن تسيبنى مع سهيله...

قاطعته بتسرع ورُهاب:

إسمي الدكتورة سهيله، بأى صِفه بتنطق إسمى بدون لقب دكتوره، وأكيد إنت غلطان فى العنوان.

نظر إليها مره أخرى قائلًا:

لاء مش غلطان فى العنوان، وأنا مريض وجاي لعيادة دكتورة، وأعتقد إن فى أسرار للمرضى ممنوع يعرفها غير المريض والدكتور المُعالج له.

توترت المُساعده وهي تشعر بذهول من رد فعل سهيله المُبالغ فيه بنظرها، يبدوا أن هذا الوسيم لديه معرفه خاصه بها، تنحنحت قائله:

همشـ...

لم تكمل بقية حديثها حين تسرعت سهيله:

قولت لك متمشيش...

قاطعها آصف قائلًا برجاء:

أعتقد إنك تدي خمس دقايق من وقتك لمريض مش كتير.

شعرت المساعده بالحرج وقالت:

أنا بره فى الاستقبال.

كادت سهيله أن تعترض لكن غادرت المساعده دون إغلاق باب الغرفه،حاولت السيطرة على رُهابها منه، تنهدت بضجر بعد لحظات صمت كانت عيني آصف تُراقب ملامحها، زفرت نفسها قائله:

أيه اللى فكرك بيا بعد السنين دى كلها يا....

صمتت سهيله للحظات تُفكر فبماذا ستُلقبه الليله،لم يبقى مثلما كان بالماضي حين كان قاضيًا،لكن تنفست قائله:

يا سيد آصف.

شعر بوخزات قويه فى قلبه،ربما إشتاق أن يسمع أسمه يخرج من بين شِفاها مثل الماضى حين كانت تسبق إسمه"بـ سيادة المستشار "...

لكن هو ترك القضاء،رد بهدوء:

أنا مريض وجاي أتعالج؟.

تهكمت عليه بسخريه قائله:

مريض!

مريض أيه واضح إنك مقريتش اليافطه اللى على باب العيادة أنا دكتورة أطفال... سبق وقولتلك غلطان فى العنوان،ألافضل تروح لدكتور مُتخصص يناسب حالتك.

رد عليها ببرود:

إنتِ أكتر دكتور مُتخصص يفهم حالتِ بالظبط، أنا قريت اليافطه اللى على جنب باب العياده، وإنك دكتورة علاج نفسي، وأنا جاي أتعالج نفسيًا.

تهكمت سهيله:

نفسيًا...وماله بس معتقدش إنى هفيدك فى الآمر ده فى دكاتره كتير مشهورين فى العلاج النفسى وكمان عندهم خبره أفضل منى،أنا تخصُصى دكتورة أطفال فى الأساس،كده يبقى الوقت إنتهى.

شعر آصف بنبرة رفض من سهيله لكن لن يستسلم،وقال:

بالعكس أنا شايف إنك أفضل دكتور مناسب لحالتِ،لأنك عارفه تشخيص المرض من البدايه.

تهكمت بحُنق سأله:

وأيه هو المرض ده.

رد آصف:

سادي...

مش ده اللى سبق وقولتيه ليا.

هنا رفعت سهيله عينيها ونظرت له شعرت بمقت وقالت بإستهزاء:

قولت" سبق"

وأنا دلوقتي بقولك علاجك مش عندي،وكده كفايه،الوقت إنتهي ولازم أقفل العياده.

قالت هذا وتوجهت نحو باب الغرفه قائله:

إتفضل

علاجك مش عندي

آصف باشا شُعيب أكيد أشهر الدكاتره النفسيين يتمنوا منه إشارة وهيروحوا لحد عنده مش محتاج يقطع مسافات عشان يتعالج عند دكتوره بنت موظف كحيان.

نظرة آسف فى عينيه لها، هى تُذكره بما قاله عنها سابقًا، لكن ليس تقليلًا من شآنها بل إفتقارًا لأي مشاعر نحوهُ.

كاد يتحدث لكن وصول بيجاد فى هذا الوقت يدخُل مباشرةً الى الغرفه يقترب من مكان وقوف سهيله، جعله يشعُر بنصال باردة تكز فى قلبه، نظرت سهيله الى بيجاد لم يزول عنها الرهبه لكن حاولت أن تُخفي ذالك، وإستقوت بتحدي لنفسها ونادت على المساعده حتى جاءت الى الغرفه قالت لها وهى تنظر الى آصف بحجود:

وصلي الأستاذ لباب العيادة.

ماذا لو جذبها بالقوه وأخذها عنوة معه،يجثو على ساقيه أمامها يُخبرها كم أمضى ليالي بلا نور النظر الى عينيها، يتمنى تلك النظره التى كانت تنظر له بها قبل تلك الليلة اللعينه، وأنه يكره تلك العينان اللتان يُشع منهم البُغض لا ليس فقط بُغض بل خوف من إقترابه منها...

كاد أن يتحدث لكن أصمه نظر سهيله الى بيجاد ورسمت بسمه قائله عن عمد:

إتأخرت ليه؟أنا خلصت آخر كشف من بدرى وكنت هقفل العياده وأمشى أنا والمساعدة.

رغم إستغراب بيجاد من حديثها الغير متوقع منها، لكن تجاوب معها وهو ينظر الى آصف الواضح على ملامحه التجهُم،يضبط نفسه غصبً،رد ببساطه:

تمام طالما خلصتِ خلينا نمشي والمساعده تقفل العيادة.

وافقته وقامت بخلع مِعطفها الابيض وعلقته على علاقه خاصه،ثم جذبت حقيبة يدها،كذالك هاتفها الذى كان فوق المكتب، لكن ألقت نظره أخيرة على آصف الواقف قائله:

إتفضل عشان المساعدة هتقفل العيادة.

ما مكانة هذا الآخر لديها،ماذا لو صفعه وأخذها عنوة وما إهتم برد فعلها لاحقًا.

هكذا فكر آصف ونظرات عيناه تنضخ بغضب لو أطلق صراحه الآن لن يهدأ إلا حين يقتل أحدهم الآخر،لو قتلته الآن لن يكون أكثر آلمً من هذا الصمت الذى يلتزم به،مُرغمًا إنسحب من المكان قبل أن يطلق لجام غضبه.

بينما أطلقت سهيله تنهيدة راحه قليلًا ونظرت الى بيجاد الذى يشعر أن هنالك أمرًا غريب،لكن إمتثل لقول سهيله التى تحاول التماسُك،لكن هو لاحظ حركة يديها اللتان ترتعشان:

فكرتك بتهزر لما قولتلى إنك قريب من العيادة.

تذكر قبل قليل أثناء حديثه معها على الهاتف أخبرها أنه قريب من مكان العيادة،وأنه مجرد دقائق سيكون أمامها بالعيادة،هى ظنت أنه يمزح،وأغلقت الهاتف بوجهه،بينما رد ببساطه:

لاء مكنتش بهزر، أنا كنت جاي أتكلم معاكِ فى موضوع مهم، بس واضح إنك مُرهقه من الشُغل.

ردت عليه بكذب:

فعلًا أنا حاسه بشوية إرهاق،ومحتاجه أرجع البيت أستريح.

من ملامح وجهها ويديها اللتان ترتعشان تيقن أنها تدعى هنالك آمر آخر،لكن قال بهدوء:

تمام... خليني أوصلك للبيت بعربيتي.

للحظات كادت ترفض لكن فكرت بوجود آصف، أومأت رأسها بموافقه، رفع يدهُ لها لتتقدم أمامه

بعد لحظات كما توقعت آصف مازال يقف أمام سيارته، إزدردت ريقها وتوجهت نحو سيارة بيجاد، إنتظرت لحظات حتى فتح بيجاد آمان السياره كذالك الباب، فكرت للحظات قبل أن تتخذ القرار وتصعد الى السيارة، أغلق بيجاد باب السيارة ثم توجه للباب الآخر وقام بفتحه لكن خطف نظرة ناحية آصف قبل أن يصعد الى السيارة،لم ينتظر سوا لحظات وإنطلق بالسيارة،أثناء ذالك نظر الى سهيله التى تجلس صامته ملامحها خافته، كذالك مازالت رعشة يديها، ترك يدهُ من فوق المقود وتجرأ ووضعها فوق يدها التى تضعها جوارها فوق المقعد، سريعًا سحبت يدها ونظرت له قبل أن تتحدث برر ذالك بكذب قائلًا:

آسف، كنت بنقل فتيس العربيه وإيدي إتزحلقت.

بنِيه طيبه صدقت كذبته وتغاضت عن ذالك، لكن هو بداخله فضول معرفة من ذلك الشخص، سأل:

غريبه المفروض إنك دكتورة أطفال!

مين الشخص اللى كان فى العيادة ده، مكنش معاه أى طفل؟.

أتكئت سهيله برأسها على مسند المقعد... أغمضت عينيها بقسوة للحظات ثم قالت:

من فضلك زود سُرعة العربيه، حاسه بصداع جامد.

تيقن بيجاد أن لهذا الشخص آثر كبير بحياتها، لكن لو ضغط بالسؤال عنه مره أخرى، قد تتضايق منه، لكن سألها:

وأيه سبب الصُداع ده.

ردت بضجر:

قولتلك قبل كده حاسه بإرهاق عادى الصداع، ومن فضلك ياريت تسوق بسرعه بدون أسئلة.

إمتثل بيجاد لرغبتها وصمت الى أن قالت:

وقف هنا،البيت قريب هكمل الخطوتين دول مشي،وشكرًا لك.

لم يعترض بيجاد وتوقف بالسياره سُرعان ما ترجلت من السياره حتى دون أن تشكرهُ توجهت نحو منزلها بخطوات سريعه، لكن للحظه تصنمت مكانها حين رأت سيارة آصف، نظرت خلفها لسيارة بيجاد مازال واقفً، تجاهلت الإثنين وذهبت نحو باب المنزل فتحته ودخلت، تفاجئت حين فتحت الباب الآخر المنزل بـ سحر التى إقتربت منها بلهفه قائله:

سهيله مالك بتنهجي ليه.

هدات أنفاس سهيله وشعرت بالآمان وقالت بتبرير كاذب:

مفيش يا ماما مش بنهج ولا حاجه، أنا بس سقعانه الجو بره برد أوى الشتا شكله هيبدأ بدرى السنه دى .

وضعت سحر يدها على جبهة سهيله ثم أمسكت يديها وقالت:

جبينك ساقع وإيديكِ كمان،إدخلِ غيرى هدومك وأنا هعملك عشا خفيف ودافى وكمان كوباية لبن دافيه،هيدفوكِ.

تبسمت لها بخفوت قائله:

لاء يا ماما أنا مش جعانه كفايه كوباية اللبن أشربها وأنام،حاسه بإرهاق من الشُغل.

تبسمت سحر بشفقه قائله:

ربنا يعينك ،على ما تغيري هدومك أكون سخنت اللبن.

دخلت سهيله الى الغرفه وأغلقت باب الغرفه وإستندت بجسدها عليه سمحت لساقيها بالإنهيار وجلست خلف الباب تشعر بضياع،لكن سُرعان ما إنتبهت ونهضت بتكاسُل ذهبت نحو دولاب ملابسها أخرجت لها منامه ثقيله وضعتها فوق الفراش وقامت بخلع ثيابها وقامت بإرتدائها،أجبرت شفتيها على الإبتسام حين سمعت صوت مقبض الباب من ثم دخول سحر تحمل كوبً من الحليب قائله ببسمه:

اللبن أهو دافى مش سُخن أوى عشان تشربيه علطول وبعدها نامى هتصحي كويسه،وحاولى متجهديش نفسك كتير فى الشُغل بعد كده،صحتك أهم،مفيهاش حاجه لو قللتِ وقت العيادة ساعتين فى اليوم حتى على ما برد الشتا يخلص.

اومأت سهيله براسها لكن سألتها:

أمال ايه اللى مصخيكِ لحد دلوقتي يا ماما،انا عارفه إنك بتصلِ العشا وبعدها تتعشي إنتِ وبابا وتناموا.

تنهدت سحر:

حسام كان جسمه دافى شويه وإديته خافض حراره والحمد لله نزلت الحراره ونام من شويه.

تبسمت سهيله قائله:

هى سهيله سابته هنا،كنت مفكره أنها هتاخده معاها.

ردت سحر:

هى كانت هتاخده بس أنا قولت لها تسيبه بلاش يطلع فى البرد لا يتعب،وهى وافقت.

تهكمت سهيله لنفسها قائله:

طبعًا دى مصدقت مش عارفه دى أُم إزاى وقادره إبنها يبقى معظم الوقت بعيد عنها.

وضعت سحر يدها فوق كتف سهيله قائله:

يلا إشربِ اللبن وبعدها نامى وإتغطي كويس.

تبسمت سهيله وقامت بإحتساء كوب اللبن أخذت سحر منها الكوب،وتوجهت نحو باب الغرفه،أطفأت الضوء إلا من ضوء خافت قائله:

إتغطي كويس

تصبحِ على خير.

-وإنتِ من أهله يا ماما..

قالتها سهيله وهى تترك لجسدها الإنهيار فوق الفراش دمعه شقت عينيها وقلب يآن لامت هذا الشعور، كيف مازال لديها هذا الرُهاب من آصف لقد مرت سنوات ظنت أن تلك الحاله إنتهت، ربما عدم ظهوره سابقًا جعلها تظن أنها شُفيت من هذا الإحساس، لكن طن برأسها سؤالًا آخر بل أسئله،

لما عاد آصف الى حياتها الآن؟

ما الهدف الذى برأسه؟

هل ظن أنها نسيت ما مرت به معه من خِداع كاد يقتُلها؟

هل يظنها مازالت تلك الحمقاء التى صدقت معسول كلامه وألقت بنفسها بين سيلان بُركانه الذى أزهق قلبها بليلة عاتمه؟

هل، وهل، وأسئله تعلم إجابتها... آصف كما قال لها سابقًا

" أنا لعنة حياتك"

نهضت من فوق الفراش،ذهبت نحو ضوء الغرفه وأشعلت الضوء الواضح،ذهبت نحو تلك الضلفة الخاصه بها فى الدولاب،جثت على ساقيها وجذبت بعض الملابس الخاصه بها، ثم جذبت من خلفهم ذالك المُجلد القديم،نهضت ذاهبه نحو الفراش مره أخرى،فتحت ذالك المُجلد القديم

بين صفحاته كانت تلك الرسائل المطويه،جذبتها بيد مُرتعشه،تبسمت بسخريه من حالها،لما مازالت تختفظ بتلك الرسائل القليله التى لا تتخطي خمس رسائل،فتحت إحداها،قرأت محتواها بشعور آخر عكس قرائتها له سابقًا

قرأتها بشعور صبيه تقع فى غرام فتي أحلامها، الذى يبدوا أنه يبادلها نفس الشعور،شعور خفي أخفته خوفً من الخذلان،فهو الأمير وهى السندريلا،حقًا لم تكُن المُعفره بالتراب مثلها، لكن كان هو الأمير وهى ليست سوا فتاة عاديه ليست صاحبة جمال مُلفت كالاتى يراهُن،

تهكت من تلك المشاعر المُراهقه،وقتها الآن أصبحت أخري غير تلك الصبيه التى هز قلبها مجرد كلمات مكتوبه فى عصر إختفت فيه تلك الظاهره، فهى قديمه للغايه، لكن لم يُكن هنالك وسيله غيرها فى البدايه، دموع مع بسمات وخفقان قلب يستهزأ بمشاعر أودت بها الى الموت وخذلان أصابها كان قاتلًا لها

قرأت أول رساله أعطاها لها آصف، كل كلمه معناه إختلف،

"سهيله أنا عارف ممكن تتريقى عليا وتقولى إنى ملقتش طريقه أكلمك بيها غير إنى أكتبلك رساله فى جواب، زى الأفلام القديمه، عارف إننا فى عصر التكنولوجيا فيه كل لحظه إختراع جديد، بس أنا ملقتش فعلًا طريقه غير دى، سهيله أنا بعترف إن من أول لقاء شوفتك فيه حسيت بشئ إخترق كيانِ، شعور أبقى كداب لو قولتلك عارف مغزاه، كل اللى عارفه إنى بحس بقلبي بيدق لما بشوفك قدامي، أنا مش عارف حقيقة مشاعري، لكن اللى عارفه إنى بتمني دايمًا تكوني قدامي، لو عندك تجاوب لمشاعري دى أنا هنتظرك بكره فى" جزيرة البُرلس "لو جيتِ هبقى سعيد جدًا."

أغلقت الرساله وتهكمت بندم ليتها كانت طوت تلك الرساله وما سارت خلف مشاعرها، ليتها كانت مزقت تلك الرساله قبل أن تقرأها

ليت، وليت، والندم فات آوانه... هى وقعت بشَرك عاشق قاسي إستحل نزيف قلبها.

٠٠٠٠٠٠

أمام سرايا شُعيب

توقف آصف ينظر إليها للحظات قبل أن يقرع زامور السياره، حتى جاء حارس السرايا، إقترب من السياره، فتح آصف زجاج شباك السياره، رحب به الحارس بحفاوة*

آصف بيه أنا آسف كنت غفلان.

أومأ له آصف قائلًا:

إفتح البوابه.

سريعًا فتح الحارس البوابه دلف آصف بالسياره الى داخل السيارة، ترجل منها إقترب منه الحارس يسأله بإحترام عن إن كان يحتاج لخدمه مُعينه، أومأ له آصف قائلًا:

لاء مُتشكر روح كمل نوم، تصبح على خير.

رد عليه الحارس وتوجه الى غرفة الحراسه، لكن إستغرب عدم دخول آصف الى مبني السرايا، وذهابه نحو تلك الغرفه المزويه بحديقة السرايا. فتح بابها ودلف إليها وأغلق خلفه الباب،

فى البداية شعر بإختناق وهو يتذكر جيدًا ما حدث بتلك الغرفه، هنا سفك ليس قلب سهيله فقط سفك قلبه قبلها، هنا بين جُدران هذه الغرفه البارده أهدر ما تبقى من إنسانية قاضي حوله لـ جلاد فقط يُنفذ عقاب دون عِلم بخفايا الحقيقة

طن برأسه صرختها الخافته تلك الليله وهو ينتهك جسدها بقسوة،صمتها بعد ذالك الذى جعله مُفترس يهزي بوعيد بالحجيم لنفسه قبلها،ها هو وحده يعيش بهذا الجحيم وهى بعيد حين يقترب منها يرا أخري تبغضه،هنا كانت النهاية الدمويه

شعر كآن جُدران الغُرفه تضيق صوت صرختها يختلط مع صوت الباب الذى تضربه الرياح الخريفيه من الخارج،ألقى بجسده فوق أرضية الغرفه يشعر بتهتك فى قلبه،يسأل من هذا الذى إحتمت به منه،كان لابد أن يحدث العكس ويكون هو من تحتمي به بل وترتمي بحضنه بهذه الليله يستمد منها الدفئ،هل تأخر فى عودة الظهور بحياتها،لا..

لن يستطيع أن يراها قريبه من غيرهُ،أرضية بارده قاسيه ليست اقسى من ضنين قلبه الذى ينزف،وذكريات تتسرسب من قلبه

وذكرى كانت أول إعتراف له بأنه عاشق...

-سهيله.

قالها قبل أن تخرج من بوابة السرايا، توقفت ثم إستدارت تنظر له، تشعر بإرتباك، هو يشعر بغبطه فى قلبه مد يدهُ لها بتلك الرساله الورقيه التى بيده، قائلًا:

كنت أتمني أقولك الكلام اللى فى الرساله دى مباشرةً، بس مش عارف رد فعلك هيبقى أيه، عالعموم هنتظر ردك عالرساله.

تلفتت حولها بترقُب قبل أن ترتجف يدها بتلقائيه أو ربما بأُمنيه حين أخذت منه الرساله ثم غادرت السرايا فورًا...

بينما إنشرح قلب آصف وهو مازالت عيناه تتبع سيرها، لم ينتبه الى صفوانه وشُكران اللتان لاحظا ذالك الموقف ونظرن لبعضهن ببسمه... بينما غابت سهيله عن عينيه شعر بسأم وهو يسأل نفسه عن ردها على تلك الرساله، هل ستقرأها أم ستُلقيها وتتجاهلها...

لكن خاب يآسه فى اليوم التالى

على بحيرة البُرلس

شعر بالضجر من طول الأنتظار، كاد يُغادر فاقدًا الأمل هى لن تأتى وحدث ما توقعه لكن فجأة هبت نسمه ربيعيه مُحمله بُغبار الشاطئ الناعم أغلق عينيه إحتمائًا منه لكن فتحهما بعد ثوانى، كانت تترجل من ذالك القارب الصغير قريب من الشط، لم يُكن خيالًا، بسمتها وهى تتقدم نحوه بخطوات خجوله...

لا يوجد وصف لما يشعر به من مشاعر، كان يود أن يجذبها ويُعانقها قويًا بين يديه يضمها، بل يُقبلها، تخيل أنه فعل ذالك فعلًا، لكن هى مشاعرها كانت مُضطربه تتلفت حولها، تشعر أنها مثل المُراقبه.

خطوات كان الإثنين يسيران بها يقتربان من بعضهم ، مسافه كانت بكل خطوه مشاعر كل منهم تتضح أنه أصبح "مُغرم بالآخر"... توقفا الإثنين، عين آصف تُراقب كل حركه من ملامح وجهها، بينما هى حايدت بعينيها ونظرت الى مياه البُحيره، قبل أن تشعر بيد آصف تمسك إحدي يديها، جذبتها سريعًا، لكن هو تبسم قائلًا:

فى كافيتريا قريبه من هنا خلينا نقعد شويه...

ردت بتسرُع:

كافيتريا لاء، المكان هنا واسع.

تبسم لها قائلًا:

زى ما تحبِ، خلينا نتمشى.

أومأت برأسها وهى تسير، كذالك هو، صمت حل بينهم لثواني، صوت الأمواج وحفيف الأشجار، الى أن توقف آصف قائلًا:

سهيله أنا خلاص الحمد لله أنهيت الدراسه كمان أخدت إعفا من التجنيد لآنى درست من البدايه فى مدارس عسكريه، كمان إتعينت فى القضاء، وأكيد هنتدب فى أماكن بعيده عن هنا،بصراحه زى ما قولتلك فى الجواب،مش عارف مغزى مشاعري،كل اللى أعرفه إنك إمتلكتِ مكانه كبيره فى قلبي وحياتى،بحس إن ناقصني شئ مهم وإنتِ بعيد عني.

إنصهر وجهها بحياء وحايدت النظر له تنظر نحو الشط،لكن هو أراد أن ينظر لعينيها،ويعرف ردها على ماقاله،بتلقائيه منه رفع يده نحو ذقنها وأداره له،سُرعان ما عادت خطوه للخلف،تبسم آصف قائلًا:

مسمعتش ردك؟.

إرتبكت قائله بمراوغه:

ردى على أيه؟.

إبتسم يعلم أنها تراوغه قائلًا:

سهيله أنا مستعد يكون فى بينا إرتباط رسمي.

توترت سهيله دخل لقلبها خوف ان يكون كاذبً ويتسلى بها،قالت:

أنا لسه بدرس فى كلية الطب وقدامى خمس سنين بحالهم أكيد مش هعرف أوازن بين الدراسه وأى شئ تانى.

شعر آصف بغصه سألًا:

قصدك أيه أنا أتسرعت لما بوحت بمشاعري ليكِ،لو...

قاطعته سهيله:

لاء،بس أنا بصراحه عندي دراستِ أولًا قبل أى شئ تانى،حتى مشاعري الخاصه كنت مأجلاها بس...

توقفت سهيله تشعر بخجل تكز على شفاها بحياء.

تبسم آصف قائلًا:

بس أيه

بس أحب أعرفك

أنا" لعنة حياتك" اللى هتلازمك طول الوقت هنتظر منك إشارة بدء .

تبسمت له دون رد.

دموع تسيل من عينيه وتلك الذكرى تسفح قلبه

كثيرًا سمع عن عاشق يبكِ كان يعتقد أنه ضعيف ها هو يبكِ على عشق أهدره بغرور إنتقام...لم يغفل طوال الليل ذكريات كل لحظه هنا ادمت قلبه بفُراق جائر لقلبه،حتى سطع نور جديد،غفى لوقت لا يعلم كم ظل غافيًا،لكن فتح عينيه حين سمع رنين هاتفه،أعتدل جالسًا يسند ظهره على الحائط خلفه،ونظر الى الشاشه،جلى صوته وقام فتح الإتصال وسمع صوت شُكران المتلهف يسأله:

آصف إنت فين،ليه مرجعتش ليلة إمبارح.

رد آصف بهدوء:

أنا بخير يا ماما إطمني كل الحكايه عندي قضيه وإضطريت أسافر عشانها،ونسيت أتصل عليكِ أقولك.

تنهدت شُكران براحه قائله:

طيب يا حبيبي ربنا يوفقك،بس بلاش تجهد نفسك كتير فى الرياضه زى عادتك.

تبسم آصف قائلًا:

حاضر يا ماما،إنتِ إطمني وإنتبهى لصحتك ومتقلقيش عليا.

أغلق الهاتف ونظر حوله الى الغرفه هنا كانت النهايه،لكن إهتدي عقله وقلبه معًا بأن بالخارج بالتأكيد توجد بداية أخرى،حتى لو كان الطريق غير مُمهدًا،لكن بقانونه الخاص مُباح كل الطُرق،حتى لو بالتحايُل.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

بـ ڤيلا شهيره

بغرفة السفره

دلفت شهيره الى الغرفه عكس عادتها ألقت الصباح على كل من أسعد ويارا اللذان يتناولان الفطور،إستغرب أسعد ذالك سألًا:

غريبه معظم الوقت نادر جدًا لما بتفطرى،عشان رشاقتك كمان صاحيه بدري على عكس عادتك بتنامي للضهر..

ردت شهيره:

مش غريبه، بس انا حاسه بشوية توتر الفتره دى، يمكن بسبب الديڤليه بتاع خط الأزياء، ده عرض لمِصمم له إسمه فى الوطن العربى كله، كمان له باع كبير باريس.

تبسم أسعد قائلًا:

ولو، هى أول مره تنظمى ديڤليه...

قطع حديث أسعد رنين هاتفه أخرجه من جيبه ونظر للشاشه إستغرب قائلًا:

ده حارس السرايا.

قام بالرد عليه وتعجب مما أخبره به الحارس عن مبيت آصف بتلك الغرفه المزويه بحديقة السرايا، سأله بتأكيد:

يعني آصف مدخلش للسرايا وفصل فى الأوضه دى لحد الصبح مشى، تمام أنا جاي النهارده آخر النهار.

أغلق أسعد الهاتف، بينما سألت شهيره:

إنت مسافر البلد النهارده.

وضع أسعد قطعه من شطيرة الطعام بفمه قائلًا:

أيوه، خلاص الفتره الجايه هتبدأ الجوله الأنتخابيه ولازم أبقى متواجد هناك بصفه مستمره.

نهضت يارا قائله:

أنا شبعت وعندى إجتماع ولازم ألحقه.

تبسم لها أسعد، بينما قالت شهيره بإستهزاء:

هتتأخري عالجنه إياك، مش عارفه أيه الوظيفه دى اللى مشغوله بيها مرتبها ملاليم، عالعموم فكرتِ فى اللى قولته ليكِ أول إمبارح.

ردت يارا بقطع:

سبق وقولتلك قرارى ومتغيرش أنا كل مش بفكر فى الجواز دلوقتي.

كادت شهيره أن تتهكم لكن غادرت يارا، نظر أسعد الى شهيره سألًا:

مش فاهم قصد يارا.

زفرت شهيره نفسها بضجر قائله: صديقه ليا شافت يارا معايا وكان معاهت إبنها وأُعجب بـ يارا وهى طلبتها مني، وأهو إنت شايف ردها.

تبسم أسعد قائلًا:

ومين صديقتك دى وإبنها وبعدين يارا حره، ولسه يادوب مخلصه دراستها ولازم تكون صاحبة القرار فى حياتها.

تهكمت شهيره تشعر بضجر من مجرد الحديث مع أسعد.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ

مساءً

بـ سرايا شُعيب.

دلف أسعد الى غرفة مكتبه فتح أحد الادراج أخرج منها خزنه خاصه، قام بوضعها فوق المكتب، قام بفتحها، وأخرج منها بعض الاوراق

وصوره قديمه

نظر الى تلك الصوره بتمعن شديد تلك الصوره التى قابل منها نسخه أخري

جذب صوره أخرى من فوق مكتبه، ووضع الإثنين جوار بعضهم تأملهم جيدًا

هاتان مُتشابهتان للغايه فروق طفيفه لمن يُدقق فقط... وضع الصورتان، ثم جذب ملف خاص وقام بفتحه، نظر الى تلك الورقتان الموجودتان بالملف

إحداهما ورقة زواج عُرفى، وأخرى إعتراف بـ بنوة تلك الطفله إلى "زُهير شُعيب " إبن عمه الوحيد الذى توفي قبل سنوات.

ــــــــــــــــــــــــــــــ

مكتب آصف.

تحدث الى ذالك الجالس معه قائلًا بأمر:

القضيه دى لازم يتحكم فيها بأسرع وقت، مش عاوز مُماطلات يا"إبراهيم".

تبسم له قائلًا:

إطمن هناخد الحُكم من أول جلسه.

تنهد آصف قائلًا:

ياريت.

تبسم إبراهيم قائلًا:

لما إتصلت عليا الفجر انا فكرت إنها قضيه خطيره، فى الآخر تطلع قضية "بيت طاعه" عالعموم إطمن قضايا الشرعي دى لعبتِ.

تبسم آصف له قائلًا:

بلاش الثقه الزايده دى.

تحدث إبراهيم بمغرور مرح:

شكلك مشوفتش مكتبِ القديم قبل ما نتشارك سوا، أنا كنت مشهور بقضايا الطلاق والخُلع، هى دى القضايا اللى شغاله فى مصر دلوقتى... كنت بقابل موزز أيه لووووز.

تبسم آصف قائلًا:

دى بالذات أخلع عينك لو بصيت لصورتها فى الملف.

تبسم إبراهيم:

عيب دى مرات أخويا ورفيق الدراسه.

قبل أن يتحدث آصف صدح الهاتف الارصى الخاص بالسكرتيره، رفع السماعه يرد عليها، سألها بأستغراب بتقولى مين....

سمع الرد لكن ليس عبر سماعة الهاتف بل بمن فتحت باب المكتب دون إستئذان وقالت بغرور:

"مي المنصوري".

نهض إبراهيم واقفًا يُظهر إعجابه الشديد بتلك الفاتنه، بينما وضع آصف سماعة الهاتف، وظل جالسًا الى أن إقتربت مي من مكتبه، نهض بمجامله...

بينما رفعت مي يدها بآناقه له ظنًا منها أنه سيفعل مثل غيرهُ من الرِجال يحني رأسه ويُقبل يدها، لكن خذلها حين وضع يده بيدها وصافحها فقط...مما أثار ذالك غضبها وإعجابها بنفس الوقت.
بعد مرور شهر ونصف

دروب مُتعرجه وملتويه تسير بها تشعر كآن هنالك من يتعقبها تحاول السير سريعًا، لكن كلما ظنت أنها وصلت الى نهاية الطريق تجد نفسها بنفس مكان البدايه، لا تعلم إن كانت طُرق متشابهه، أم أنها تائه بنفس الطريق، توقفت تشعر بإنهاك

تنظر الى تلك الدروب أمامها، تشعر بحِيرة أى درب تسلكه لتجرج خارج تلك الدروب، لكن فجأة تشنج جسدها حين شعرت بيد توضع على كتفها، إذن صدق حدسها هنالك من يتعقبها فعلًا، إستدارت بصعوبه تنظر خلفها، زاد تشنُج جسدها للحظات قبل أن تنتفض بعيدًا لخطوه تمقت تلك البسمه وذالك الصوت الذى نطق إسمها بنبرة هادئه:

سهيله.

شعرت برهبه من تلك النظاره التى تِخفى عينيه بالتأكيد يُخفى خلفها الجحيم،عاودت خطوه أخرى للخلف لعدم إنتباهها كادت تتعرقل حاولت تفادى السقوط، لكن شعرت بقبضة يده على معصم يدها يمنع سقوطها حتى إستقامت واقفه سُرعان ما سحبت يدها بعنف،نظرت حولها كل الطُرق تتشابه

نُطقه لتلك الكلمات كان مثل سَنّ نصل فوق الحديد:

سهيله إحنا طريقنا واحد،مهما تحاولي بنهاية الطريق هتنتقابل دايمًا.

بسبب صوت تنبيه الهاتف

فتحت عينيها بفزع

نظرت حولها بترقُب للحظات قبل أن تفيق من هذا الحِلم،بل الكابوس...جمعت خُصلات شعرها بيديها للخلف وزفرت نفسها قائله:

الكوابيس دى مش هتنتهي،ليه آصف ظهر تانى بحياتى،كنت نسيته،وفكرت نفسى بقيت أقوي،ليه رجع يلازم أحلامي من تانى،لازم يفضل بعيد عني،ولازم أكون أقوي من كده آصف مالوش مكان فى حياتي،هو أكتر شخص وثقت فيه وإتسبب فى أكبر أذى فى حياتي.

زفرت نفسها تحاول نفض تلك المشاعر البغيضه عن قلبها لكن عاود تنبيه الهاتف،جذبته من فوق الطاوله،وقامت بالضغط على الشاشه فوق علامة توقف،بالفعل توقف تنبيه الهاتف لكن كان هنالك بعض الإشعارات،فتحت الهاتف تراها،تبسمت من ذالك الفيديو المُضحك المُرسل لها من رحيم معه عبارة "صباح الخير"

تبسمت وهى ترا موعد إرسال هذه الرساله كان باكرًا جدًا،ضحكت قائله:

رحيم اللى مكنش بيقوم من النوم وماما كانت بتصحيه بالعافيه عشان يقوم يروح المدرسه أو ميعاد دروسه بقى بيصحى قبل الفجر.

سُرعان ما خفتت بسمتها وهى ترا إشعار آخر لأحد المواقع الخاصه بأخبار عامة،وإستهزأت من مدح تلك المُراسله بذكاء وحِنكة المحامي الشاب،أنهي القضيه وربحها كالعادة...سخرت قائله:

هو ده العدل اللى كنت بتقول عليه،عدالة القانون بمنظور

"آصف أسعد شُعيب".

تصفحت أخبار أخري، لكن وضعت الهاتف فوق الفراش وتبسمت حين سمعت صوت دفع باب الغرفه الموارب وهروله ذللك الصغير يمرح بضحكات بريئة وهو يتجه نحوها على الفراش يصعد جوارها كآنه يختبئ بها، تبسمت وهى تضمه قائله:

إنت هربان من تيتا سحر.

تبسمت آسميه التى دلفت خلفه قائله:

لاء هربان منى أنا.

ضحكت سهيله قائله:

وهربان من ناناه ليه.

جلست آسميه على الفراش وذهب الصغير وجلس على ساقيها تبسمت له بموده قائله:

والله الواد ده خساره فى أمه هويدا.

تبسمت سهيله وهى تداعب خُصلات شعره قائله:

سبحان الله، إنتِ بتحبِ حسام جدًا وبدلعيه وهو كمان بيحبك، عكس هويدا إنتِ وهى مش عارفه سر عدم تقبلكم لبعض، رغم إنها المفروض كانت تبقى الأغلى على قلبك لآنها أول حفيده.

بخطأ من آسميه دون وعى قالت:

والله الحفيده اللى من النوعيه الغتوته دى قلتها أحسن والحمد لله إنها مش حفيدتى.

إستغربت سهيله،رد آسميه وظنت أنها تمزح، بنفس الوقت كانت سحر تدخل الى الغرفه وسمعت ذلة لِسان آسميه تداركت الموقف ونظرت لـ آسميه بـ تحذير قائله:

إنتِ طول عمرك كده يا ماما تحبي تهزري، وهويدا معذوره شُغلها فى البنك تقيل.

تهكمت آسميه قائله:

آه فعلًا تقيل، ربنا يكون فى عونها، بس المحروس جوزها بقالى فتره مس بشوفه خلقته السِمحه.

ردت سهيله:

إدعي له يا تيتا بيشتغل فى بنك إستثماري، هويدا بتقول إن المرتب كويس، وإنها قالت يشوف لها وظيفه فى البنك ده هى كمان.

رفعت آسميه يديها قائله:

ربنا يرزقها إياكش تشبع،وتهتم شويه بإبنها اللى من وقت ما ولدته وهى زى ما تكون مكنتش عاوزاه ولا جيباه من حرام.

ردت سحر:

لازمته أيه الكلام الفارغ ده،بعدين حسام هو اللى بيسلينى أنا وأيمن معظم الوقت لوحدنا.

تبسمت آسميه ونظرت لـ سهيله بحنان قائله:

عقبال ما اشيل ولاد بقية أحفادي.

شعرت سهيله بوخز فى قلبها لكن تبسمت قائله:

طاهر جاي قريب فى ميعاد أجازته يلا يا تيتا بقى جهزى له ليسته عرايس.

نظرت آسميه لـ سهيله بغصه ولم تريد الضغط عليها بالقول،كذالك سحر شعرت بآسى،بينما تبسمت سهيله على أفعال حسام الذى نهض من فوق ساق آسميه وخرج من الغرفه،نهضت سحر قائله:

أما أطلع ورا حسام لا يلعب فى حاجه فى المطبخ.

نهضت آسميه هى الأخرى قائله:

خديني معاك،خلينا نسيب سهيله تكمل نوم،أكيد حسام اللى صحاها.

تبسمت سهيله،قائله:

لاء انا كنت صاحيه،هقوم أتوضا وأصلِ الضُهر الحمد لله عندى النهارده أجازه من المستشفى آخد راحه شويه للمسا ميعاد العيادة.

نظرت لها آسميه بمحبه قائله:

ربنا يعينك يارب.

خرجن آسميه وسحر ذهبن الى المطبخ جلسن خلف طاوله صغيره يقومن بتجهيز بعض الاطعمه،تركت آسميه ما كان بيديها ونظرت الى سحر سائله:

هنفصل ساكتين لحد إمتي يا سحر،أنا مش عاجبني حال سهيله،طاحنه نفسها فى الشغل بين المستشفى والعياده،أمتى هتشوف نفسها وتعرف إن العمر بيعدي،الأول كنا بنقول تخلص الماجستير والدكتوراه،والوقت هينسيها اللى حصل من اللى ما يتسمى إبن أسعد،فات أكتر من خمس سنين،المفروض تفوق بقى لنفسها وتبني لها حياة ويكون ليها أولاد،مش شايفه حُبها لـ حسام ومعاملتها له كآنه إبنها،نفسى أشيل ولاد أول حفيده ليا وأفرح بيهم أنا مبقتش صغيره.

شعرت سحر بغصه قويه قائله:

أنا كمان نفسى سهيله يبقى ليها بيت وولاد وأفرح بيهم دى بنتِ الوحيدة،خايفه ولمحت لها كذا مره،وهى بتتهرب مني بأي حجه،خايفه يكون لسه آصف فى قلبها.

نفضت آسميه ذالك برفض قائله:

مستحيل اللى ما يتسمي ده يكون لسه فى قلبها بعد اللى عمله فيها،هى بس تلاقيها خايفه من التجربه،ولازم تعرف إن مش معنى إنها عاشت تجربه سيئه توقف حياتها.

تنهدت سحر بآسى:

والله قولت كده لـ أيمن وقالى سيبيها على راحتها.

زفرت آسميه نفسها قائله:

أيمن غلطان..

لو سيبيناها على راحتها هتفضل خانقه نفسها.

ردت سحر:

أيمن حاسس بالذنب بسبب اللى حصلها مع آصف، لغاية دلوقتي بيلوم نفسه إنه إتنازل وقبل جوازها منه.

تنهدت آسميه بآسف وآسى:

مش ذنب أيمن ده ذنب آصف اللى خدعها، وهى كانت لسه صغيره وقلبها متشعلق بأمل إنها تظهر برائتها قدام الناس،بس هو أثبت أنه من نسل عيلة "شُعيب" طلع واطي وقذر زى إبن عم أبوه زمان...ما عمل مع "إبتهال"،بس إبتهال مكنتش بريئه زى سهيله.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

بـ مكتب آصف ظهرًا

كان يضجع بظهره على المقعد،ينظر الى شاشة الهاتف، أغمض عينيه للحظات ثم فتحهما، تنهد بشوق يتلمس بآناملهُ تلك الصوره على شاشة الهاتف،مازالت ملامحها لا تُفارق خيالهُ، كآنها وشمً يستحيل إزالته حى بالكي بالنار،وإن كان حقًا يشعر بأن قلبه مكوى بلهيب الفُراق...

سمع صوت فتح باب المكتب،لوح رأسه ونظر لمن دخل،أغلق الهاتف

وإستدار بالمقعد ينظر الى إبراهيم الذى دلف ثم سأله بإستخبار:

ها القضيه إتحكم فيها.

تبسم إبراهيم بزهو قائلًا:

قولتلك القضيه مش هتاخد معايا وقت أهو الحُكم صدر.

تبسم آصف وهو يجذب سيجارًا وأشعله ثم نفث دُخانه قائلًا:

عاوزك تطلع قرار تنفيذ الحكم فى أسرع وقت ويتبعت على العنوان التاني.

أومأ إبراهيم قائلًا بتوضيح:

بس خُد بالك حُكم الطاعه دلوقتي بقى مختلف عن زمان، مبقاش" أوضة وقُله وحصيره" لازم مسكن لائق غير كمان بقى فى ضوابط، وكمان هى تقدر ترفض لو قدمت للمحكمه إلتماس بأى حِجه مُقنعه، زى عنيف،أو بخيل مثلًا.

عنيف…

هو فعلًا خسرها بسبب ذلك، لكن هو على يقين أنه ليس كما تعتقد عنه، يعلم جيدًا أنه لو كان تزوج بها قبل مقتل سامر، كان أذاقها من كؤوس غرامه، لكن أخطأ ودفع الثمن صدمات ألقتها بوجهه، والصدمه الأقسى أعترفها بأنه كرهته أكثر مما أُغرمت به سابقًا، كُرهها قاتل وهو يستحق ذالك، لكن قبل تنفيذ قرار الإعدام يسألون المحكوم عليه عن رغبته الأخيرة، لما لا تسأله هى عن رغبته الأخيرة ويبوح لها

رغبتِ الأخيرة، قبل أن أعثُر على صَفحك الأخير أُريد "قُبله وعِناق"

قُبله... أتنفس منها آخر نسمات الحياه

عِناق... أشعر بعودة هويتي كإنسان وأنى لستُ جمادً بلا مشاعر كما تظنين.

زفر دخان السيجار يشعر بوخزات نازفه بقلبه ليس أمامه غير هذا الطريق، مُرغمً بعد لقاؤه بـ سهيله

هى لن تغفر، وهو لن يستسلم ويرفع الرايه ويتركها لآخر غيره

حتى لو كان عودته لحياتها إجبارًا يفرض نفسه عليها... لابد أن ترا الوجه الآخر له، أو بمعنى أصح الوجه الحقيقي الذى عشقها، ربما ضل فى وسط الطريق، لكن هنالك فُرصه لرجوع قبل منتصف الطريق..كل ما يحتاجه هو فرصه أخرى يُصلح ما أفسدهُ بحماقة إنتقام زائف.

بنفس الوقت صدح رنين هاتف آصف نظر الى الشاشه فكر قليلًا فى عدم الرد لكن إبراهيم نهض ونظر الى شاشه الهاتف بفضول ثم نظر بتعجب لـ آصف قائلًا:

مي المنصوري مش بترد عليها ليه؟!.

زفر آصف دخان السيجار قائلًا بسأم:

مش عارف مش بحب طريقة كلامها المُتكلفه زيادة عن اللزوم، بحسها منفوخه عالفاضي.

تبسم إبراهيم قائلًا:

منفوخه عالفاضي، إنت مش شايف جمالها ولا شخصيتها دى فى رجال أعمال لهم إسمهم وسطوتهم، بس يتمنوا إشاره منها وهيركعوا تحت رِجليها، وأنا لو مش متجوز عن مراتي عن حُب كنت بقيت زيهم.

إلتقط آصف قلمً من على المكتب وألقاه على إبراهيم قائلًا بذم:

بتقارن مراتك اللى إستحملتك وإنت بتبدأ من تحت الصفر بـ شخصيه بارده وجافه زى "مي المنصوري".

تبسم إبراهيم قائلًا:

لاء طبعًا بس واضخ إن مي مش هتبطل إتصال قبل ما ترد عليها،أنا قايم أروح أتغدا مع مراتى وولادى،وإنت ماين نفسك شويه وإتحمل غلاسة مي،دى برضو مش زبونه عاديه،يلا أشوفك بعدين.

خرج إبراهيم وترك آصف الذى ينظر الى شاشة هاتفه،الذى إنتهى مدة الرنين تنهد للحظات لكن سُرعان ما عاد الرنين مره أخري،بضجر قام بالرد سمع إندفاع مي بغضب وهى تقول بسؤال كآنه أمرًا:

إتصلت عليك أكتر من مره ليه مش بترد عليا من أول إتصال.

زفر آصف نفسه لكن لم يحاول تقبُل طريقتها الآمره وقال بغلظه:

والله أنا مش فاضى طول الوقت للرد على الإتصالات، أفرضي إنى كنت فى إجتماع مع عميل للمكتب، أو حتى باخد وقت راحه، فى سكيرتاريه فى المكتب كان سهل تتصلِ عليهم وتطلبِ ميعاد وهما هيبلغوني.

رغم أنها غاضبه من طريقة رده المُتعاليه عليها لكن هذا يُثير إعجابها أكثر،هى تعودت أن تكون ذات شآن وأولويه لدا الجميع،إبتلعت ذلك وقالت:

المستندات اللى سبق وطلبتها بقت جاهزه.

تنهد آصف قائلًا:

تمام....

قبل أن يطلب آصف منها إرسالها او حتى أن تأتى بها الى المكتب قاطعته مي قائله:

هستناك الساعه عشره المسا عندي فى مكتب شركة السياحه، هبعتلك مكان المكتب عالفون.

لم تنتظر مي الرفض من آصف وأغلقت الهاتف، شعر آصف بالضجر،

لكن فكر قليلًا هى مقابلة عمل لا أكثر من ذالك

ــــــــــــــــــــــــــــــــــ

بـ ألمانيا

وقعت روميساء على وصل إستيلام باقة تلك الزهور ثم أخذتها من عامل التوصيل ودلفت الى الشقه، تبسمت لوالدها الذى قال:

بوكيه ورد الچوري الابيض والأحمر بتاع كل يوم، برضوا اللى بيوصل الورد مقالكيش مين اللى بيبعت الورد ده.

هزت رأسها بنفي وهى تستنشق عبق تلك الباقه الخلاب،وجذبت تلك الورقه الصغيره المرفقه بالباقه قرأت كلماتها بالالمانيه:

"الى أجمل نساء العالم،أغار من تلك الزهور أنها سبقتني ولمست يداكِ" .

تبسم والداها وهو يرا إهتمامها بتلك الزهور، يشعر بفرحه فى قلبه، قائلًا:

نفس كلمات كل مره، نفسي أعرف مين الشخص ده، وأيه غرضه من الورد ده.

سبحت روميساء بكلمات ورائحة الزهور لم تنتبه لسؤال والدها الذى

إقترب منها ووضع يدهُ على كتفها سألًا:

مش غريبه أنا فكرت فى البدايه اللى بيبعت الورد ده شخص يمكن كان بيمهد طريق،بس فات أكتر من شهر ونص وكل يوم الورد بيتبعت وهو لغاية دلوقتي مش عاوز يكشف عن شخصيته حتى لما سألتِ فى محل الورد ده،جاوبك وقالك إن شخص دفع حساب الورد نقدًا وطلب منهم إرسال الورد كل يوم للعنوان بتاعك.

إنتبهت روميساء الى حديث والدها وقالت:

فعلًا غريبه،وبس فى حاجه غريبه كمان فى الرساله اللى مع البوكيه

مكتوب بالعربي:

"اللقاء قريب إمرأتى الجميله والخجوله".

إستغرب والدها ذالك قائلًا:

معنى كده إن الشخص ده ممكن يكون عربي.

فكرت روميساء قليلًا ثم قالت:

ممكن يكون كده فعلًا، لآن الورد بدأ يتبعت من تانى يوم لحفلة السفارة المصريه.

شعر والداها بإنشراح قائلًا بتمني:

يمكن يكون شخص قابلك ليلتها.

تنهدت روميساء بتفكير تحاول التذكُر،ربما تصل لهوية ذلك الشخص لكن فشلت توقاعتها وقالت:

مش عارفه بابا.

تبسم والداها قائلًا:

عالعموم هو قال اللقاء قريب، خلينا ننتظر.

أومأت روميساء رأسها بفضول لمعرفة من الذى يُرسل تلك الباقات.

شعر والدها بغبطه وهو يراها تعود لإستنشاق تلك الباقه التى أصبحت تنتظرها يوميًا،تنهد قائلًا بهمس لنفسه:

قلب الصخره إتحرك.

بينما بـ ڤينا

فتح هاتفه يرا تلك الرساله المُرسله بصورة روميساء وهى تستلم باقة الزهور، شعر بإنشراح فى قلبه وتذكر تلك الليله بالحفل، راقب روميساء عن كثب كظلها حتى أنه تتبعها الى منزلها بعد الحفل وسأل عنها وعرف كل ما يريد معرفته عنها، تفاجئ حين علم أنها من أصول عربية،تلمس صورتها بآنامله قائلًا بتنهيد عاشق:

الرحله الجايه ألمانيا

اللقاء قريب يا جميلتِ.

ــــــــــــــــــــــــــــ

مساءً ڤيلا شهيره

بغرفتها، شعرت بضجر ولم تستطيع النوم، نهضت من فوق فراشها، ذهبت الى تلك المرأه الكبيره بالغرفه، إلتفت تنظر الى مُنحنيات جسدها عبر المرآه، مازالت رشيقه كما هى رغم بلوغها العقد الخامس من العمُر، لكن إقتربت من المرآه أكثر بوجهها نظرت بتمعن لملامحها لاحظت بعض خطوط التجاعيد حول عينيها، خطوط تكاد لا تُرا لكن إنخضت منها، وقالت:

المفروض أروح لدكتور التجميل بقالى فتره ناسيه نفسى، الخطوط دى لازم تختفي.

إبتعدت عن المرآه وعادت تتسطح على الفراش تنظر الى سقف الغرفه،ثم نظرت الى مكان اسعد الخالى بالفراش،تنهدت بزهق،وهى تشعر أنها وحيده،كـ ليالى كثيرة قضتها سابقًا،حتى بوجود أسعد جوارها معظم الوقت بالخمس سنوات الماضيه بعد أن إختارت شُكران مرافقة آصف وأصبحت هى الزوجه الوحيده بحياته،لكن لم يختفى شعور أن له زوجه أخري غيرها،كذلك هنالك مكان بقلبها شاغرًا لم يجد من يملأوه،ربما أرادت أن يكتمل لكن ليس مع أسعد،أسعد خالي المشاعر كلمات فقط هى ما تشعر به

كلمات مقابل لحظات غرام...إرتضت بأن تكون زوجه ثالثه بوقت كانت شُهرتها طاغيه،لكن علمت أن وقت تلك الشهره سيكون قليل، إختارت بعقلها ولغت قلبها، أصبحت إمرأه خاويه، النجاح والشُهرة هدفها الوحيد عثرت عليهم، نسيت أن لكل لحظة تمُر بالعُمر زهوه، إنطفأت بداخلها، ذكريات صباها وأحلامها تحققت لكن تنازلت كثيرًا عن عواطفها، بل وئدتها بالبحث عن السطوه والمال، أما آن آوان أن تسترد تلك الأنثي التى بداخلها.

ـــــــــــــــــــــــــــــ

بـ شقة عادل

بعد نهايه علاقة كانت مُجرده من المشاعر كآنه كان مع "إمرأة ليل" يقضى معها مجرد وقت لطيف وينتهى بلا مشاعر،حتى قُبلة الإمتنان لم يضعها على جبينها حين إبتعدت عنه وأعطت له ظهرها،كذالك هى تشغر بخواء من المشاعر،زواج قائم لكن قاضب للمشاعر،سنوات مرت وهى لا تشعر بمشاعر زوجه،فقط وقت لطيف يمُر،أحيانًا تبغضه وأحيانًا تتخيل زوج بمواصفات هى تريدها حتى تستطيع تقبُل تلك اللحظات الحميميه،لم تلوم تفسها على تلك المشاعر أنها لم تفعل شئ لتُبدلها لمشاعر حقيقيه بين زوجين،لكن لامت سهيله على تسرُعها وأنفصالها عن آصف، ربما لو إستمر زواجها قائم كانت إستطاعت الوصول الى أسعد، تذكرت صباح اليوم حين رأته بالبنك يتجول ومعه معاونيه، وإستقبال المدير له بحفاوة من أجل نيل بعض الإمتيازات، لم تستطيع فعل كما فعلت بالسابق وتقربت منه، إلتزمت بمكتبها حتى هو لم يرمُقها ببسمه، حياه لا تريدها هكذا، كانت تود حياه أخري تكون بها سيدة مُجتمع راقيه، إهتدى عقلها، لما لا تتنازل وتحاول قد تصل لما تُريد لاحقًا.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

بـ عيادة سهيله

تبسمت لـ بيجاد الذى دلف قائلًا بمرح:

أنا حاجز ميعاد ودافع الفيزيتا.

أشارت له بالجلوس قائله:

أنا دكتورة أطفال على فكره... يعنى مش هفيدك، بس طالما دفعت الفيزيتا، ييقى تمام إتفضل قولى بتشتكي من أيه أهو أحلل تمن الفيزيتا.

تبسم لها قائلًا:

الحمد لله أنا راجل رياضي وصحتِ كويسه، كل الحكايه إنى عاوز أقعد معاكِ شويه، وكل ما أكلمك تقوليلى وقتِ مش فاضى، بين المستشفي والعيادة، قولت مفيش غير العيادة.

رسمت بسمه قائله:

تعرف إن باباك هو السبب إنى أحب دراسة الطب، زمان.

تبسم بيجاد قائلا:

طب كويس أنا كنت عكسك خالص مكنتش غاوى طب، بس زى ما بيقولوا إبن الدكتور لازم يطلع دكتور زيه، وانا اهو درست طب، بس طب على مزاجي، بحب الطب النفسي.

تبسمت له قائله:

قصدك طب المجانين.

تبسم لها قائلًا:

بالعكس كل البشر محتاجين لطبيب نفسي، بس مش ده الموضوع اللى عاوز أتكلم فيه معاكِ.

تسالت بفضول:

ويا ترا بقى أيه الموضوع المهم اللى خلاك تدفع تمن فيزيتا؟.

ألقى كلمته مره واحده دون لف ودواران وتتبع ملامحها كذالك حركة يديها:

مين" آصف".

سأمت ملامحها، كذالك إرتعشت يديها، لكن حاولت تمالُك نفسها وقالت بغضب:

ده موضوع قديم وإنتهى، ومن فضلك أنا مش بحب أفتكر الشخص ده.

لا يعلم لما يشعر بفضول أكثر، ربما اراد إجابه اخري، يعلم بها حقيقة مشاعرهُ نحو سهيله، إن كانت حُبً أو مجرد فضول لحاله إستفزته كطبيب نفسى، لكن وجد نفسه يقول:

تتجوزيني يا سهيله. ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

بـ مكتب مي المنصوري

بحفاوه إستقبلت آصف الذى تعمد التأخير لأكثر من نصف ساعه، يستفزها بذالك، رغم ذالك تغاضت عن تأخيره لكن سألت بدلال:

إتأخرت عن ميعادنا يا حضرة المحامي، أنا كنت لسه هلغى الميعاد وأبلغ السكرتيره تعتذر منك إن عندي ميعاد تاني.

ببرود رد عليها:

بسيطه،إتفضلي لميعادك،ونتقابل مره تانيه.

قال هذا وتوجه نحو باب المكتب،لكن ذهبت مي سريعًا وجذبته من مِعصمه قائله:

لاء أنا لغيت الميعاد التاني.

نظر آصف الى يديها اللتان تقبضان على معصم يدهُ بإشمئزاز،سحب يده منهما قائلًا:

قولتِ المستندات اللى طلبتها بقت جاهزه.

تبسمت له قائله:

فعلاً بقت جاهزه ثوانى هخلى

"شاكر" يجيبهم

رفعت سماعه هاتف داخليه وطلبت تلك المستندات،ثم وضعت السماعه ونظرت الى آصف الذى مازال واقفًل قائله:

إتفضل أقعد مش معقول هنتكلم وإنت واقف.

بدبلوماسيه جلس يضع ساق فوق أخرى،حاولت مي جذبه للحديث لكن كانت ردوده مُقتضبه حتى سمعا طرقًا على الباب ثم دخل شابً...نهضت مي واقفه تقول:

شاكر يبقى أخويا والنائب بتاعي.

مد شاكر يده لمصافحة آصف قائلًا:

على فكره أنا كنت زميل أخوك

"سامر"كنا دفعه واحده فى الجيش،حتى كنا قريبين من بعض .

أزاح آصف ساقه وإعتدل جالسًا،نظر بتمعُن لـ شاكر.

لاحظت مي ذالك لم تلتفت لذالك وقالت:

كفايه تعارف لحد كده،إدى المستندات اللى معاك لـ آصف باشا.

أعطي شاكر تلك المستندات لـ آصف ثم إستأذن،لكن آصف كان يود إسترسال شاكر عن سامر،لكن أجل ذالك.

بينما توجهت مي الى ثلاجه صغيره بالمكتب وفتحتها وأجرجت زجاجه نظرت لـ آصف سائله بإختصار:

كاس.

أومأ لها موافقًا.

صبت كآسين من الزحاجه،وذهبت نحوه تمد يدها بگأس له

أخذ من يدها ذالك الكأس راسمًا بسمة مُجامله

بينما هي أخذت كأس آخر لها وجلست على مقعد أمامه تضع ساق فوق أخري بدلال تحاول إظهار فتنة جسدها التى تمتلكها وجذبت كثير من الرجال سابقًا بثياب مُطابقه لذالك الفستان الضيق والقصير بالكاد لمنتصف ساقيها الذى يُبرز قدها الرشيق ومفاتنها وساقيها الممشوقه، لكن مع هذا الجالس لا يلتفت حتى لوجهها هو ينظر لذالك الكأس الذى يدور بيدهُ قبل أن يضعه على فمه ويتجرع ما فيه بعدم رغبه.

شعرت بضيق من تجاهله للنظر إليها لاول مره لا ترى بعين رجُل إعجاب لها، هى كانت تحصُل على ليس فقط على إطراءات بجمالها بل وبذكائها أيضًا، كانت أمنياتهم الحصول فقط على رمقة عين منها، زاد فضولها من ذالك المجهول الغامض أمامها، نظرت له كان إنتهى من تجرُع الكأس، سألته بدلال:

تحب أجيبلك كاس تاني.

أومأ رأسه بـ نعم

نهضت تعمدت الدلال بسيرها وهى تتعمد الإغراء الى أن جلست جواره وضعت إحدى يديها على فخذه قائله:

الكاس.

نظر ليدها الموضوعه على فخذه بإستهزاء بداخله، وأخذ الكأس من يدها الأخرى وظل صامتًا، زاد فضولها وتسألت:

مش غريبه محامي ناحج وله شهره كبيره، زيك ويفضل عازب.

نظر للكأس الذى بيدهُ قائلًا:

منين جالك إنى عازب.

إستغربت ذالك سأله:

ده اللى معروف عنك، بس ممكن تكون من النوع اللى بيخفى حياته الشخصيه، بيقول حياتى الشخصيه ملكيه ليا لوحدي مش للعامه.

رد ببرود:

ده فعلًا، أنا مش بحب حد يدخل فى حياتي الشخصيه.

مازالت تضع يدها على فخذه وقالت بدلال:

أنا إستثناء، وعندي فضول أعرف، يا تري مرتبط.

مازال يتجاهل حركة يدها على فخذه وينظر للكأس الذى بيده قائلًا بإختصار:

شبه مُنفصل.

إستغربت من جوابه وتسألت:

بعني أيه شبه مُنفصل، مش فاهمه؟!.

رد بغصه قويه تضرب قلبه:

يعنى كنت متجوز.

فهمت جوابه وقالت:

يعني مطلق.

رد بنفي:

لاء.

إستغربت ذالك سائله بحِيره:

إنت قولت كنت متجوز وشبه منفصل، يعني مطلق.

رد ببساطه:

فعلًا، إطلقنا، وطلبت أرجعها بس هى مرضيتش.

إنشرح قلبها وقامت بإلقاء اللوم على طليقته قائله:

فى سِت عندها عقل وترفض شخصيه ناحجه وقويه وجذابه زيك، أكيد عندها خَلل فى عقلها.

تهكم بغصه وإستهزاء من جاوبها قائلًا:

يمكن عشان هى أكتر واحده عارفه حقيقية شخصيتي من جوه مش المظهر الجذاب اللى بظهر قدام الناس.

إستهزأت سائله:

يعني هتكون أيه حقيقة شخصيتك، اللى تخليها تُرفض ترجعلك بدل ما كانت هى اللى تسعى لطلب رضاك.

رغم تلك الغصه المُتحكمه فى قلبه،لكن مازال يتذكر تلك الصِفه التى قالتها له وقت طلبها للإنفصال بعد أيام معدوده من زواجهما الذى إنتهى بمجرد أن بدأ بسبب قسوة إنتقامهُ الخاطئ،بداخلهُ يقين أنه عكس تلك الصفه، لكن هو من ترك لها تجربه قاسيه أكدت لها تلك الصِفه،هو من أرغمها على ذالك الكُره الذى رأه بعينيها له، لكن نظر لتلك التى سمع من بعض الرِجال مدح عن قوة شخصيتها ودهائها، بإستهزاء فماذا بها يأسرهم،هى لاشئ سوا أنوثه بارده لكن لا تمتلك ذالك الدهاء ولا قوة الشخصيه التى سمعهم عنها

لكن إستهزأ أكثر بها حين

شعر بيدها التى ضغطت بقوه على فخذه،ثم نظر لعينيها اللتان لمعن ببريق إعجاب حين قال:

عشان أنا شخص "سادي".

بينما هى برد فعل تلقائى منها

نهضت من جواره وجثيت على ساقيها أمام ساقيه بإمتثال رفعت وجهها تنظر له بخضوع قائله برجاء:

نتجوز عُرفي.

سَخِر من ذالك بداخله،لو كان رُجل آخر لشعر بزهو، إمرأة يلهث خلفها الرجال تترجي أمام ساقيه بخضوع،لكن هنالك أخرى بقلبهُ مازال مأسور لها،رغم أنه سحق قلبها.

تجاهل ذالك ونهض واقفًا ثم وضع الكآس الذى كان بيدهُ على منضده، ثم بدأ بالسير دون النظر لها، لكن هى نهضت سريعًا قبل أن يخرج من المكتب وجذبته من مِعصمه مره أخري قائله بتنازل عن كبريائها:

بلاش الجواز العرفي.

نظر لها بتقزُز وسحب يديه منها وخرج من المكتب صامتًا غير مُبالى لسماع صرختها ولا لتلك لأصوات تلك التكسيرات بالغرفه...

يعلم جيدًا أنه ليس ساديًا،لو أراد أن يكون كذالك لما كان شعر ببؤس من عِشقه لـ إمرأة واحده غزت كيانهُ لا يرا ولا يريد غيرها، لكن هو كان معها أسوء من سادي، كان متوحشًا بغشاوة إنتقام.
ــــــــــــــــــــــــ

بعد مرور يومين

ألمانيا

بحوالى الثانيه والنصف ظهرًا

ترجل آيسر من سيارة الأجره يحمل تلك الباقه من الزهور،شعر بتسمة هواء باردة بسبب الطقس لكن داخل قلبه يشعر بدفئ غريب، رفع رأسه ينظر الى إحدي شُرفات تلك البِنايه العاليه، توجه مباشرةً الى المصعد الكهربائي الخاص بالبِنايه وصعد به الى أن توقف أمام الطابق المُحدد ترجل من المصعد وذهب نحو باب تلك الشقه،وقف قليلًا يأخذ نفسه كذالك هندم ياقة مِعطفه ثم إتخذ القرار وقام بقرع جرس الشقه مُبسمً بترقُب أن تفتح له الجميله...

بينما بداخل الشقه،نظرت روميساء إلى ساعة موضوعه على حائط الردهه،رغم أن الوقت لم يتأخر سوا دقائق لكن بداخل قلبها تلك الدقائق ساعات، سأل عقلها... لما تأخر ساعي الورد اليوم، هل لن يأتى بالباقه ككل يوم فى نفس هذا الموعد، تلاعبت بها الظنون، أصبح لتلك الباقه تأثيرًا عليها، أصبحت تنتظر ميعاد الساعي،تقرأ نفس الجمله المكتوبه بكل الرسائل المُرفقه بالباقه،لكن تشعر أنها كلمات حيه تنطقها بقلبها،لما تأخر اليوم هل سوء الطقس هو ما منعه أو أخرهُ،وإجابات كثيره تخشى الإحباط ولا تحصُل على باقة الزهور اليوم...

لاحظ والدها حالتها ونظرها للساعه ولباب الشقه، خمن سبب وقوفها بهذا الوقت، تبسم لكن سألها بخباثه:

واقفه كده ليه عم تنتظري شئ؟.

إرتبكت روميساء قائله بنفي:

أبدًا بابا.

تبسم والدها قائلًا بخُبث:

إتأخر اليوم.

سألت روميساء بعدم فهم:

شو اللى إتأخر اليوم بابا؟.

قبل أن يرد عليها سمعا الإثنين صوت قرع جرس الشقه، سريعًا ذهبت روميساء نحو الباب وقامت بفتحه، تبسمت بإنشراح، حين وقع نظرها على باقة الزهور جذبتها منه دون حتى النظر الى حامل الباقه، بحثت عن تلك الرساله بين الزهور، لكن سُرعان ما تفاجئت بعدم وجود رساله، رفعت نظرها نحو الساعي، لكن جحظت عينيها بضجر قائله بتلقائيه بالعربي:

إنت شو جابك لهون، ما بيكفى هديك الليله تحملت سخافتك مشان ما أثير ضجه بالسفاره، ما تقولي صُدفه وإنك عم تشتغل بمحل الورد.

تبسم وهو ينظر لملامحها بتمعُن دون النظارة هى آيه فى الجمال،عينان وشفتان،آه من تلك الشفتان،ستجعلني أُذوب الآن وأنا أقتنصها الآن بقُبلة جامحه...

خيال جامح وحقيقه عكس ذالك حين سألته مره أخرى:

هتضل تنظر الي.

تبسم حين رفع عينيه عنها ونظر الى والدها قائلًا:

مساء الخير.

تبسم والدها الذى إستغرب حديثها بالعربي سألًا:

إنت عربي؟.

أومأ برأسه قائلًا:

أيوه، أنا مصري.

تبسم والدها بترحاب:

وليش واقف قدام الباب، إدخل، أنا بقالى فتره كبيره مقابلتش شخص عربى فى ألمانيا.

كاد أن يدخل للشقه، لكن رفعت روميساء يدها بوجهه قائله لوالدها بلوم:

إنتظر، كيف يا بابا بتدعي هدا الشخص يدخل لبيتنا إفرض بيكون حرامي أو شخص سئ.

جذب والدها يدها وأخفضها قائلًا:

أنا عندي نظره فى الأشخاص واضح إن هدا الشاب محترم.

تبسم له قائلًا:

والله صدقت يا عم الحاج...؟.

نسيت نتعرف أنا"آيسر أسعد شُعيب"بشتغل طيار فى شركة مصر، رغم إنى درست طيران حربي بس مرتاحتش فيه وأختارت الطيران المدني.

"طيران حربي"

كلمتان سمعتهم تذكرت صوت تلك الطائرات وقت العدوان الغاشم، وخزات ضربت قلبها لاحظ والدها ذالك شعر بغصه وبدل الحديث قائلًا:

عم الحاج، هده كلمه حلوه منك بتمني ربنا ينولني زيارة الحرم الشريف،

قولى بقى بتعرف تلعب طاوله.

رد آيسر بمديح لنفسه:

إن شاء الله بتزور الحرم الشريف قريب جداً

أنا بقى بلا فخر حريف طاوله وشطرنج بالك أنا كنت بكسب كل زمايلى فى الملجأ وبلاعبهم على فلوس،أنا كونت ثروتي الكبيرة من القُمار.

ضحك والدها قائلًا:

واضح إنك فعلًا مصري دمك خفيف، شكلنا هنتفق خلينا نتعرف، أنا "مدحت موافي" مهندس سابق.

تبسم آيسر ودلف الى الشقه وأغلق باب الشقه عيناه على روميساء التى تشعر بضيق منه، لكن تجاهل ذلك وعاود النظر لـ مدحت قائلًا بمزح:

واضح إننا هنتآلف مع بعض حضرتك عندك قناعه بالوحدة العربيه.

ضحك مدحت بينما قالت روميساء بتهكم وسخريه:

"وحدة عربيه"

بابا انا حاسه إنى مصدعه هتركك وروح نام.

تبسم مدحت، بينما أحرجها آيسر:

مش المفروض إنى ضيف وأبسط شئ ترحبِ بيا بكوباية قهوة، تدفيني فى الجو العاصف ده.

نظرت له بسخط قائله:

وشو خلاك تتطلع بها الجو العاصف، إتحمل بقى، ومعندناش قهوة ممنوعه من الدخول لهون؟.

تبسم مدحت بإيماءه قائلًا بتظلُم:

فعلاً رومس صادقه، القهوه والنسكافيه ممنوعين هون بسبب تحذير الدكتور، صديقك كان مُدمن عليهن وهلأ بقيت اشرب اعشاب عشان الكريسترول والضغط.

تبسم آيسر ببرود قائلًا:

تمام أنا ماما دايمًا تقولى الشاب لازم يحافظ على صحته وعشان أنا رياضي زى ما حضرتك شايف وظاهر عليا، ممكن أشرب أى مشروب دافى من إيد "رومس".

نظرت له روميساء بضجر قائله:

إسم روميساء ما بسمح لك تناديني بغير هالأسم.

بينما همست لنفسها قائله:

واضح إنك شخص ثقيل ومعندك إحساس، بتمتى أشربه سِم دافي يسري بعروقه.

غادرت روميساء بينما أشار مدحت بيده لـ آيسر بالدخول نحو إحد الغرف، جلسا سويًا يتحدثان، شعر مدحت بالتآلف ناحية أيسر كذالك أيسر، بعد قليل جلست معهم روميساء تُراقب حديثهم معًا صامته، لا تنكر إعجابها بلباقة وعفوية ذالك السخيف الذى إقتحم شقتهم اليوم دون إستئذان.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

بـ شقة آصف

تفاجئت شُكران بـ يارا

إستقبلتها بترحاب وموده قائله بعشم وعتاب:

بقالك أكتر من شهرين مجتيش تزريني، غير يقيتى كل كام يوم على ما تفتكري تتصلي عليا.

ضمتها يارا قائله بإعتذار وتبرير:

حضرتك عارفه قيمتك غاليه فى قلبي ، بس والله أنا من يوم ما اشتغلت فى مركز الحاسبات والمعلومات يادوب بوفق بين الشُغل وكمان رساله الدرسات العُليا واخده بقية وقتِ.

تبسمت شُكران بحنان قائله:

ربنا يوفقك.

تبسمت لهن صفوانه قائله:

مش كفايه عِتاب، يلا

الغدا جِهز كمان آصف وصل وطلع يغير هدومه وهينزل مباشرةً.

تبسمن لها وذهبن خلفها الى غرفة السفره، جلسن ينتظرن مجئ آصف الذى لم يتأخر كثيرًا وتفاجئ بـ يارا

التى تبسمت له وتحدث معها بأُلفه عاديه شبه أخويه، شعرت شُكران بزيادة موده لـ يارا ومن محاولتها جذب آصف للحديث معها،لكن قطع حديثهم رنين هاتف آصف،الذى جذب إحد المحارم وقام بتنظيف شفاه ثم أخرج هاتفه من جيبه نظر لهوية المُتصل،سخر بداخله ونظر نحو شُكران،ثم أغلق الهاتف،سألت يارا بفضول:

مين اللى بيتصل عليك وليه مش بترد عليه.

نظر آصف نحو شُكران وقال:

عادي شخص مش مهم،وأنا شبه عارف هو بيتصل ليه،ومش حابب أرد عليه.

تبسمت يارا بإيماءه،لكن شعرت شُكران أن آصف تعمد عدم الرد لسبب ليس كما قال،بينما وضع آصف الهاتف جوار يدهُ على طاولة ثم عاود الطعام،لكن صدح الهاتف مره آخرى لكن هذه المره كان برساله...ترك الطعام بضجر وعلم أن من كان يهاتفه هو بالتأكيد من أرسل الرساله،كاد أن يُغلق الهاتف لكن الفضول هو ما جعله يفتح الرساله وقرأ محتواها،هب واقفًا غير مُصدق،إستغربن يارا وشُكران من ذلك،سألت شُكران:

خير يا آصف.

نظر لها وحاول الهدوء عكس الغضب الذى يهدر بقلبه،قائلًا:

خير يا ماما،ده عميل وإفتكرت إن كان فى بينا ميعاد.

لم ينتظر وهرول الى غرفته يشعر بنزيف هادر فى قلبه فتح خزانة ثيابه جذب ثياب أخرى إرتداها سريعًا ثم توجه إنحنى قليلًا، وجذب أحد أدراج الدولاب جذب ذالك الملف سحب منه ورقه قرأها ثم قال بيقين ووعيد عاشق:

واضح إنى أتأخرت كتير بس إنتِ مش هتقدري تتحرري مني غير بموتي يا سهيله.

قام بثنى الورقه ووضعها فى جيب مِعطفه وخرج مُسرعًا، تصادم مع يارا وشُكران التى لاحظت تغيُر ملامحه، سألته:

خير يا آصف.

قَبَل رأسها بموده قائلًا:

خير يا ماما، أنا لازم أمشى عندى ميعاد مهم مع زبون ولازم أسافر دلوقتي ومتقلقيش عليا إحتمال كبير أبات هناك كمان يلا هبقى أتصل عليكِ.

لم ينتظر آصف وهرول نحو خارج الشقه...

بينما نظرت يارا الى حِنية شُكران شعرت بغصه، بينما شكران هي الأخري لديها يقين أن هنالك سبب هام غير العمل لذهاب آصف بهذه الطريقه المُندفعه، نظرت الى يارا قائله:

قلبي حاسس إن الموضوع مش حكاية ميعاد شُغل زى ما هو قال، بتمنى ربنا يخلف ظني، وميكونش الموضوع يخُص سهيله.

إستغربت يارا ذالك قائله:

سهيله!

مش معقول بعد أكتر من خمس سنين يكون لسه بيفكر فيها!.

تنهدت شُكران بآسى على حال آصف قائله:

آصف مفيش لحظه بتمُر فى حياته من غير ما يفكر فى سهيله، ويندم على اللى هو عمله، هو إرتكب غلطه كبيره، بس عقاب سهيله إنها تختار تبعد عنه كان قاسي أوي وصعب عليه، مقدرش أقول إنه مكنش يستحق العقاب ده،بس آصف من وقتها بقى جلاد لنفسهُ،رغم نجاحهُ وشهرته بس هو مش قادر يتقبل بُعد سهيله عنه... أو إنه يقول حُب وإنتهي، هو لسه بيحبها ويمكن أكتر من زمان.

تنهدت يارا بآسى على حالها كيف ظنت أن آصف قد يكون نسي غرامهُ وهى الأخرى مازالت تُعاني من أول غرام لها،همست لنفسها:

فعلًا بُعدنا عن اللى بنحبهم مش سهل أوقات بيبقى صعب إننا ننسى ونقول ماضى وإنتهى.

تنهدت بآسف وهى تتذكر ذلك اليوم الذى كان نهاية قصة لم تكتمل بل شبه وئِدت قبل أن تبدأ.

[بالعودة قبل خمس سنوات]

بذالك الكافيه القريب من الجامعه

دلفت يارا مع إحدى زميلاتها،فى نفس اللحظه كان طاهر يكاد يقترب من الخروج من الباب،تجاعل عن عمد النظر إليها،شعرت بوخزات قويه فى قلبها،لكن أعطت له مُبررًا،فما حدث لأخته من آصف ليس هينًا،لكن تحكم قلبها بها،بعد أن علمت أن عروس آصف هى أخت طاهر ظنت أن بزواجهما قد تقترب المسافه بينها وبين طاهر،لكن كان هذا الزواج كارثه وحلت على الجميع،أنهت أمالًا أصبحت صعبه،لكن هل تستسلم وتتنحي،فضلت أن تسير عكس التيار،وتنازلت عن غرورها،وقامت بالنداء على طاهر...

رغم ترددهُ فى عدم الرد لكن بعكس إرادته توقف يشعر بإختراق صوت يارا لقلبه ليس لـأذنيه،تركت زميلتها وسارت تلك الخطوات القليله،ثم قالت بطلب:

طاهر ممكن خمس دقايق من وقتك.

نظر الى زملاؤه الذى كان من بينهم إحدي الفتيات ،قائلًا:

هحصلكم عالمدرج.

بالفعل ذهب زُملاؤه، بينما هو أشار لها بيدهُ قائلًا:

تمام خلينا ندخل للكافيتريا مش كويس وقوفنا فى الشارع... كمات الطقس بارد.

أومأت له ودخلا مره أخرى الى الكافيه جلسا خلف إحدى الطاولات...ظل الصمت قليلًا الى أن تنحنحت يارا قائله:

أنا عارفه إنك بالتأكيد بعد اللى حصل من آصف....

لم تُكمل يارا بقية حديثها حين قاطعها طاهر بعصبيه:

ياريت بلاش تجيبِ سيرة الشخص الحقير ده،أنا فرحت لما سهيله إطلقت منه وإنتهت قصته على كده... ده شخص معدوم المشاعر من البدايه مكنتش موافق عليه أساسًا بس هو إستغل براءة قلب سهيله عشان يسهل إنتقامه منها وهى وقعت فى فخهُ، صحيح التجربه قاسيه بس سهيله أختى اقوى من إن حقير زى آصف يهزمها ومتأكد إنها هترجع توقف تانى على رِجليها وهتبقى أقوي حصل ده معاها قبل كده.

نظرت يارا الى طاهر وكادت تعترف له أنها مُعجبه به،او بالاصح لديها شعور خاص ناحيته يزداد، كذالك ود طاهر أن يعترف ان لها مكانه خاصه لكن أصبحت بعيده كثيرًا عليه هو لن يُعيد نفس القصه مع يارا،رغم إختلاف المشاعر، لكن لا يود أن يجني الفشل لاحقًا، ربما ان إنتهت المشاعر من البدايه أفضل لكليهما، ساعده القدر فى ذالك حين صدح هاتفه برساله، فتح الهاتف وقرأ الرساله وتبسم دون وعى لان الرساله كانت مازحه من زميلته التى أخبرته:

"بطل غراميات وتعالى المحاضره الدكتور هيحُط درجات العملي عالحضور النهارده".

بينما تلك البسمه التى إرتسمت على شِفاه طاهر غرست نصلًا بصدرها، حين سألته بعفويه:

الرساله من مين؟.

أغلق الهاتف ونظر اليها قائلًا:

دى زميلتى اللى كانت معايا من شويه.

تسالت يارا بعفويه:

إنت لسه سايبها من دقايق، أيه اللى إستجد عشان تبعتلك رساله.

لم ينتبه طاهر الى نبرة الغِيره بصوت يارا، ظنها عاديه، لكن سوء حظ أو بالاصح سوء تفكير منه أن يُخبرها بإعجابه بأخري كى يظهر أمامها أنه لديه أشخاص مهمه بحياته، قال عمدًا:

هى بصراحه مش مجرد زميله عاديه بالنسبة ليا، أنا بحس إن فيها مميزات كتير من فتاة أحلامى اللى اتمنى أكمل معاها مشواري.

ما معني هذا الكلام....؟

ما تفسيره.....؟

هكذا سألته هو بلوعة قلب تتمنى تفسير آخر غير الذى قاله بتسرُع منه:

أنا وهى مناسبين لبعض فى كل شئ حتى أفكارنا وأهدافنا فى الحياة تقريبًا واحدة...بس بصراحه انا مُتردد،أنا لسه بدرس فى الجامعه...غير مش عارف هى مشاعرها أيه؟.

بقلب مُنفطر أومأت برأسها بصعوبة نطقت:

قصدك يعنى إنك بـ معجب بزميلتك دي، وخايف تفاتحها وتكون هى مش بتبادلك نفس الإعجاب.

شعر أنه تسرع واخطأ فيما قال هو ليس لديه مشاعر لتلك الزميله سوا زماله فقط، لكن ذلة لسان فهمتها هى خطأ، هو معجب فقط بذكائها العلمي لا أكثر، بينما هنالك مشاعر أخرى يشعر بها إتجاههاهى، لكن ليس فقط يخشى تطور تلك المشاعر، هنالك عائق أمام تلك المشاعر، لا يود أن يجني الخذلان كما جنت أخته سابقًا حين صدقت مشاعر آصف، لكن كان كاذب وخداعه كاد يوصلها للموت.

بينما هى تشعر بإنهيار داخلى فقط هى هيئه تتماسك أمامه حتى لا تبكى وتلومه لما حرق قلبها بهذه الطريقه، لكن أعطته عُذرًا، بالتأكيد لن يلتفت لها بالنهايه هى نصف شقيقه لـ آصف الذى شبه دمر قلب أخته، مثلما تدمر قلبها هى الآن.

أومأ برأسه

كانت تلك الإيماءه وئد لمشاعر الإثنين، وكان هذا آخر لقاء مباشر بينهما، رغم أنهما تقابلا لاحقًا لكن لم يتحدثا مباشرةً.

[عوده]

رغم مرور سنوات لكن مازالت تحتفظ بقلبها بتلك المشاعر البريئه، والحب الأول الذى لم يكُن سرابً سهل نسيانه كما ظنت، بل ربما مازال يآسر مشاعرها.

ـــــــــــــــــــــــــــــ

بسيارة آصف كان يقود بسرعه كبيره على الطريق، بداخله نزيفً

سمع صوت رنين هاتفه، للحظه توقع من يتصل عليه، لكن حين أخرجه من جيبه كان شخصًا آخر، وضع الهاتف جواره ثم أوصل سماعة الأذن بأذنيه وسمع قول الآخر:

بعتلك المعلومات اللى وصلتني عن "شاكر المنصوري".

تنهد آصف بفضول قائلًا:

تمام قولى مُختصر المعلومات دى.

رد الآخر:

شاكر هو المساعد الأول بتاع مي المنصوري، وهى تقريبًا فارضه شخصيتها عليه، حتى فى حياته الشخصيه هى مسيطرة عليه.

تسأل آصف:

قصدك أيه،بـ مسيطره عليه؟.

رد الآخر:

يعنى حتى فى حياته الشخصيه هى اللى إختارت له مراته رغم إن فى قالوا إنه كان على علاقه بالسكرتيرة الخاصه بيه، بس البنت دى إختفت من الشركه تمامً، وهو فجأة إتجوز من بنت واحد من رجال الاعمال المشهورين، ومحصلش بينهم وفاق وتم الطلاق بالتراضي بينهم،ومن وقتها وهو كل فتره يطلع عليه إشاعة إرتباطه بأى بنت وبعدها تنتهي الإشاعه،فى بيرجحوا ده

لـ مي هى اللى بتضغط عليه يتراجع قبل خطوة الجواز،طبعًا عشان مصالحها متتأثرش بإرتباطه ببنت دون المستوى اللى هى بتسعي إليه...وفى ترجيح تانى كمان....

توقف الآخر للحظات تسرع آصف بسؤال عله يصل للإجابه الذى يريدها،ويصل لبداية خيط يستطيع معرفة قاتل أخيه:

أيه هو الترجيح التاني؟.

رد الآخر:

الترجيح ده من عندى،ممكن شاكر يكون لسه على علاقه بالسكرتيرة دى فى الخفاء بعيد عن مي،لأن أثناء مراقبته اليومين اللى فاتوا لاحظت تردده على ڤيلا بمنطقه سكنيه جديده شبه خاليه من السُكان.

إبتلع آصف ريقه قائلًا بآمر:

تمام عاوزه تعرف لى سبب تردده على الڤيلا دي،بأسرع وقت.

أغلق آصف الهاتف وأزاح سماعة الأذن لدقائق ظل يُفكر بشخصيه مثل شاكر التابع لقرارات إمرأه، هل يُشبه أخيه "سامر" فى الميول الشاذه، لكن نحي ذالك عن رأسه وجذب الهاتف وقام بإتصال آخر ثم وضع سماعة الأذن مره أخرى حتى سمع رد الآخر عليه سأله بإندفاع:

عرفت منين إن سهيله هيتقدم ليها عريس.

تهكم عليه ضاحكًا يقول:

واضح إنك لسه عاشق يا سيادة المحامي المُبجل.

تضايق آصف قائلًا بهجاء:

للآسف يا أسعد باشا رغم إني بشبهك كتير بس مطلعتش لك فى الحته دى قلبي مش مشاع يساع أكتر من ست،قولى عرفت منين؟.

تبسم أسعد يشعر بزهو رغم هجاء آصف له وتذكر

[قبل أقل من ساعه ونصف]

أثناء جلوسه بسيارته الخاصه،التى يقودها السائق الخاص به على طريق البلده الشبه تُرابي، زفر نفسه يشعر بضجر، صدفة رفع رأسه ونظر الى تلك المرآه الأماميه للسياره لفت نظره تلك التى تسير على جانب الطريق، علم هويتها سريعًا، إنها شبيهة الماضي، تذكر بالامس حين تعمد تجاهُلها أثناء تجوله بالبنك، كذالك هى لم تلفت نظرهُ إليها، فكر لثواني قبل أن يتخذ قرارهُ الخبيث، وأمر السائق:

وقف العربيه.

نفذ السائق ما أراده وتوقف بالسيارة، إنتظر أسعد لدقائق حتى إقتربت هويدا وكادت تُمر من جواى سيارته، لكن هو فتح باب السياره وطل من خلفه قائلًا:

أستاذة هويدا ممكن خمس دقايق من وقتك.

للحظه إرتبكت هويدا وشعرت بهزه فى جسدها رجفه، ونظرت حولها بكُل إتجاه كان الطريق شبه خاليّا، ماره قليلون وكل ينتبه الى سيرهُ، لكن فكرت أن تدلل وتُرفع من شآنها وسألت وهى تقف جوار السياره:

خير يا أفندم؟.

تبسم أسعد مجاوبً:

خير،إركبِ العربيه، مش هينفع الكلام وإنتِ واقفه جنب باب العربيه.

بذكاء منها تلفتت حولها وقالت له:

ميصحش اركب مع حضرتك العربيه واقفه فى نص الطريق.

تبسم لها قائلًا:

هما خمس دقايق مش أكتر.

وافقت هويدا قائله:

تمام بس سيب باب العربيه مفتوح.

تبسم أسعد وإبتعد للخلف فى المقعد ونظر الى السائق عبر مرآة السياره فهم السائق نظرته وترجل من السيارة بنفس الوقت التى صعدت فيه هويدا الى السيارة إرتبكت، لكن سُرعان ما شهقت شهقه طفيفه بخضه حين صدح رنين هاتفها، فتحت حقيبة يدها كي تُغلق الهاتف، لكن علمت هوية المُتصل، نظرت لـ أسعد ثم للهاتف الذى مازال يدُق بيدها حسمت أمرها وقامت بالرد بهدوء وثبات*

مساء الخير يا ماما.

ردت عليها سحر مباشرةً:

خلصتِ شُغلك فى البنك تعالى على الدار عندنا عشان تبقى جنب أختك.

إستغربت هويدا سأله:

أبقى جنب أختي، ليه مالها؟.

تبسمت سحر قائله:

بخير، بس عشان تبقى جنبها، سهيله الليله فى عريس جاي يتقدم ليها.

ذُهلت هويدا سأله:

وسهيله تعرف بالموضوع ده؟وموافقه عليه!؟.

ردت سحر:

أيوه،ده دكتور من اللى كانوا بيشرفوا على رسالة الدكتوراة بتاعتها، يلا تعالي عندنا عالبيت إبقى جنب أختك.

ردت هويدا:

طيب ياماما.

أغلقت هويدا الهاتف مازالت تشعر بإستغراب لكن نفضت ذلك ونظرت لـ أسعد قائله:

حضرتك قولت خمس دقايق.

رواغها أسعد قائلًا:

خير شايف ملامحك إتغيرت بعد المكالمه.

صمتت لحظات مازالت مشدوهه، لكن تخابث أسعد قائلًا:

آسف إن كنت أزعجتك بالسؤال اكيد ده شئ خاص مكنش قصدي أتطفل عليكِ.

نظرت له هويدا قائله دون قصد منها:

لاء أبدًا مفيش إزعاج، كل الحكاية ماما عاوزانى أبقى جنب أختي.

زاد الفضول داخل أسعد سألًا:

ليه خير مالها؟.

إدعت هويدا الطيبه قائله:

أبدًا الحمدلله هى بخير،بس متقدم ليها عريس وماما عاوزانى أكون معاها عشان أنا أختها الكبيره.

سهم أسعد للحظات،يُفكر هل يعلم آصف بذالك،وماذا سيكون رد فعلهُ،أليست هذه هى سهيله التى بسببها حدث بينهم فجوه وجفاء منذ سنوات،بينما قالت هويدا:

حضرتك منظر وقوف العربيه فى نص الطريق كده مش لطيف.

تنحنح أسعد مُعتذرًا:

متآسف إن كنت حطيتك فى موقف حرج،عالعموم هدخل فى الموضوع مباشرةً...أنا مدير الحسابات اللى كان عندي للآسف فى الفتره الأخيره كِبر فى السن وبقى محتاج له مساعد يخلص بعد التعاملات الخاصه فى البنوك وكان رشح ليا كذا محاسب يساعده فى إدارة الحسابات الخاصه بيا، وأنا بصراحه مدير البنك الزراعي مدح ليا فى شُغلك كتير، وإنك عندك خبرة خسارة تشتغل فى بنك صغير زى ده، فأنا كنت لسه هكلم مدير البنك يفاتحك فى الموضوع ده، بس الصدفه إنى شوفتك النهارده، وقولت أفاتحك أنا مباشرةً دون وسيط، يعنى تبقى مساعدة مدير الحسابات عندي، وطبعًا المرتب اللى هتطلبيه.

فرصه عظيمه لها وآتت على طبق من ذهب، لكن فكرت لو وافقت مباشرةً قد يظن أنها ملهوفه، تحدثت بتردُد كاذب:

بصراحه دى فرصه كويسه جدًا، بس للآسف أنا عندي مسؤليات، أنا زوجه وكمان أم، يعنى هنا إبني بيفضل عند ماما لحد ما برجع من البنك...

تسرع أسعد قائلًا:

سهل إبنك يروح حضانه متخصصه فى وقت العمل، عالعموم أنا هسيب ليكِ فرصه تفكري وهنتظر ردك واتمنى يكون بالموافقه، وإتفضلى ده كارت برقمِ الخاص والمباشر.

أخذت هويدا الكارت من أسعد وترجلت من السياره لكن قبلها قالت:

تمام هفكر وأرد عليك.

رد ببراعه:

هنتظر قرارك وأتمنى يكون بالموافقه إنتِ مكسب كبير لأي مكان بتشتغلي فيه.

تبسمت وهى حاسمه أمرها لكن لا مانع من بعض التعزيز لنفسها...بينما أسعد من خبرته السابقه فى التعامل مع النفوس البشريه على يقين بأنها فقط تتعزز وستوافق لاحقًا....

بعد قليل بـ سرايا شُعيب بغرفة المكتب،فكر فيما علمه من هويدا عن طريق الصدفه،بأمر خطوبة سهيله،تبسم بشمت ولم يظل كثيرًا قبل أن يتصل على آصف،لكن تبسم على عدم رد آصف عليه،بل وإغلاقه للإتصال،لكن لم يستسلم قام بإرسال رساله مُتهكمً بسخريه وشمت

"يا ترا الحارس الخاص اللى معينه لحراسة الدكتورة سهيله حرمك المصون،عرفك إن فى عريس هيتقدم ليها الليله"

علم بالتأكيد أن آصف سيقرأ الرساله، ضحك بتشفي وهو يضع الهاتف فوق المكتب أمامه ينتظر إعادة إتصال آصف عليه، حتى إن كان إختار أن يبتعد عن دائرته لكن يعلم خِصاله جيدًا، آصف بارد لكن بشأن سهيله هو بركان خامل سهل الإنفجار بلحظه ، وها هو آصف لم يخيب توقعه من ناحيته وعاود الإتصال عليه...

[عودة]

عاد أسعد يضحك وهو يرد على سؤال آصف:

وصلني الخبر من مصدر موثوق، أكيد هى متعرفش إنها لسه على ذمتك، وعشان كده وافقت على الإرتباط بشخص تانى الله أعلم مين ومشاعرها أيه إتجاهه، أصل المشاعر مع الوقت بتتغير بسهوله، بس العيب مش عليها العيب على اللى ردها لذمته و.....

قطع أسعد بقية تهجمه على آصف حين سمع صوت إغلاق آصف لهاتفه...

رغم ضيقهُ لكن تبسم وهو يتخيل ملامح وجه آصف.

بينما آصف تضايق بشده وزاد فى سرعة السياره،يشعر بغضب كفيل بهدر دم ذلك العريس الذى ربما يتوقع من يكون.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

مساءً

بقاعه فخمه بأحد الفنادق الكبرى بالقاهرة كان هنالك تجهيز لعرضًا ضخمً لأشهر مُصممي الازياء، والراعي الرسمي له هو شهيرة

التى وافقت على طلب ذلك المُصمم وان تعرض هى الفستان الخاص بنهاية العرض،منذ سنوات لم تسير على ذلك المسرح الخاص بتلك العروض لكن مازالت تمتلك الرشاقه والسير على المسرح لن يكون صعبًا عليها مازالت تمتلك الجرآه والثقه بالنفس وهذا كل ما تحتاج إليه،وها هى تسير على المسرح تعرض ذلك الفستان الذى يصف ويشف بعضًا من أجزاء جسدها تحصد إعجاب وإطراء مُتهمي الموضه وكذالك عدسات التصوير،توقفت أمام تلك العارضات الصغيرات وهن خلفها مثل الملكه والرعيه،كانت حلمهن أن يُصبحن مثلها يومً ما،تشعر أنها نالت القمه

كما أرادت،وقفت تُصفق بإناقه لـ مصمم العرض الذى يقترب من مكان وقوفها وإنحني يُقبل يدها ثم أعطاها تلك الباقه من الورود،وأتبع ذالك بتقبيل وجنتيها،إمتلكتها زهوه خاصه،تشعر أنها ماسه وكل العيون تتشهى النظر إليها ،لم تُمانع ذالك غير آبهه بعدسات الهواتف الذكيه وعدسات بعض مواقع الموضه كذالك القنوات الخاصه...ولم تهتم بما سيحدث لاحقًا.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

منزل أيمن، غرفة سهيله

جلست سهيله على مقعد أمام المرآه تنظر الى نفسها، شعرت بالبروده تغزوا قلبها، دمعه فرت من عينيها هنا قبل سنوات جلست هكذا، كان بداخلها أملًا أن تحصل على السعادة مع من كان مازال قلبها ينبُض بعشقه وقتها، صدقت أكاذيبه الذى كان يخفيها خلف تلك النظارة المُعتمه التى كانت تُخفي جحيمً لها معه،دمعه أخري سالت وهى تتذكر رفض والداها،لكن تخلا غصبًا عن هذا الرفض لاحقًا حين أظهرت أنها راغبه بالزواج من آصف،

آصف الذى قصف بداخلها كل الأماني والأحلام،جعلها تفيق على حقيقه واحده أنها أصبحت جسد بلا روحً فقط أرادت أن تثبت أنه لم يهزمها كما ظن عادت تنهض تقف على ساقيها تُكمل طريق كل ما تريده هو أن تظهر كـ إمرأه ناجحه لم تنهزم من أقوى تجربه سيئه مرت بحياتها، حتى كانت أقسي من تلك الأشهر التى قضتها بين قُضبان السجن...

لا تعلم لما وافقت على عرض بيجاد

هنالك ترجيحات قليله جدًا

هل أرادت ان تبدأ حياتها مره أخرى من جديد...

هل أرادت أن تضع نهاية وحائط صد أمام آصف ،بعد عودة ظهوره أمامها...

والترجيح الأقرب هى أرادت أن تُثبت أنها أقوي دائمًا وهى فقط من تتحكم بإرادتها.

رفعت يديها وجففت تلك الدمعه حين سمعت صوت مقبض باب الغرفه،رسمت بسمة مُزيفه حين رأت دخول آسميه تحمل حسام قائله بمرح:

يلا يا حسام سقف لـ سهيله وقولها مبروك.

صفق حسام بيديه مرحً بينما إقتربت آسميه من سهيله وقامت بتقبيل وجنتيها بمحبه،لكن سُرعان ما سئم وجهها حين دخلت هويدا للغرفه ونظرت الى سهيله قائله:

مش تحُطِ روچ أو كحل فى عينك،ينوروا وشك شويه،اللى يشوفك يقول حد غاصب عليكِ.

نظرت لها آسميه بنزق قائله:

مالها وشها منور من غير أى مكياچ يخليها شبه البلياتشو.

تضايقت هويدا وصمتت عقلها مشغول بعرض أسعد الذى بالنسبه لها فرصه كبيره لن تُضيعها.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ألمانيا

أغلق مدحت ذالك الصندوق مُبتسمً،يقول:

أنا مبسوط من فتره مكسبتش فى لعب الطاوله ولا الشطرنج.

نظر آيسر الى تلك الصامته التى تُشاركهم فقط بالمشاهده وتيقنت من خباثة آيسر الذى كان من السهل عليه ربح والدها أكثر من مره لكن كان يتغاضي عن ذلك ويتقبل الهزيمه،تبسم قائلًا بمرح:

أول مره تحصل معايا وأنهزم فى لعب الطاوله والشطرنج،بس المثل بيقول،الخسران فى اللعب كسبان فى الحُب.

تبسم أيضًا مدحت هو الآخر مُعترف أن آيسر أحرف منه لكن كان يتعمد الخساره من أجل يُماطل فى الوقت حين يطلب منه اللعب مره أخرى تعويضًا لخسارته،أُعجب كثيرًا بذكاء آيسر،لكن طال الوقت وبدأت روميساء فى التثاؤب،وضح على وجهها الإرهاق،تبسم وهو ينهض قائلًا:

أنا لسه قدامي أسبوع بحاله هنا فى ألمانيا

ولازم ﭢلعب مع حضرتك جيم مره تانيه عشان أعوض خسارتى النهارده.

تبسم مدحت له قائلًا:

تمام هستناك بكره فى نفس الوقت، بصراحه إنت لاعب ممتاز وخليتني أحس بزهو وفخر إنى حريف.

تصعب آيسر بمرح قائلًا:

المثل بيقول يا بخت من بات مغلوب،ولا ايه يا رومس.

تعصبت روميساء من نطقهُ هذا الإسم وقالت:

إسمِ روميساء،وماليش فى الامثال والكلام الفارغ مش بعترف غير بالأحقيه والجداره،غير كده يبقى فشل،وبالذات لما يكون الشخص كان قدامه أكتر من فرصه للفوز ويضيعها بإيده يبقى "مُغفل" .

رسم آيسر بسمة برود قائلًا بحِنكه:

أوقات ممكن الشخص يتنازل عن فوز كان قدامه سهل، عشان يكسب الصعب بسهوله بعد كده.

تنهدت روميساء بضجر من هذا السمج الذي يحاور من أجل المماطله وبقاؤه أكثر، لكت هى ضاقت ذرعًا منه تهكمت بلوى شِفاها بسخريه، تبسم آيسر، يعلم أنها على شفا لحظة وستقوم بطرده مباشرةً، تنحنح قائلًا بسماجه مُتعمده:

إن شاء بكره هاجي فى نفس الميعاد، يا عم مدحت، ويمكن يكون معايا الحظ وانا اللى أكسب حضرتك.... أصل الحظ مش دايم بين لحظه والتانيه اللعبه بتتغير.

ماذا لو صفعته الآن، لا ماذا لو قامت بإلقاؤة من شُرفة الشقه، لا ماذا لو قامت بضربه على رأسه بقوه ضربه أفقدته الذاكرة هذا أفضل حتى ترتاح من رؤية ذالك السمج مره أخري.

لكن لا تعلم أنها أمام طيار مُثابر.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

أمام منزل أيمن

ترجل آصف من السياره هرول سريعًا نحو باب المنزل مباشرةً دق الجرس، وإنتظر اللحظه تمُر ساعات

بينما بداخل المنزل

رحب كل من آسميه وأيمن بـ بيجاد

كذالك سحر،جلسوا جميعًا بغرفة الضيوف بينهم حديث هادئ،حاز بيجاد على إعجاب آسميه ببساطته ومرحه،بينما كانت هويدا تشعر بالسخافه منه،دق جرس باب المنزل،كادت تنهض سحر،لكن نهضت هويدا قائله:

خليكِ يا ماما أنا هفتح الباب اشوف مين.

ذهبت هويدا فتحت باب المنزل،نظرت أمامها بذهول،بالتأكيد هذا مستحيل،لكن فكر عقلها،أيُعقل أن يكون أسعد أخبره،وجه آصف واضح عليه الغضب،إنزاحت قليلًا جوار باب المنزل،دلف آصف دون آستئذان منها...

بينما بغرفة الضيوف تنحنح بيجاد قائلًا:

أنا سبق وطلبت من الدكتوره سهيله إنها تقبل وتتجوزني،وهى أبدت موافقه،وحسب الأصول المفروض كان يبقى معايا حد من عيلتِ بس انا ماليش غير أمى وأختى مسافره مع جوزها السعوديه، للآسف ماما مقيمه عندها الفترة دى تراعها عشان حامل ومعاها ولاد محتاجين رعايه،فانا قولت أجي لحضرتك أطلب إيد سهيله ونقرا الفاتحه وإن شاء الله....

توقف بيجاد عن تكملة حديثه حين سمع صوت تصفيق

كذالك توجهت أنظار من بالغرفه بغضب الى ذالك الذي إقتحم الغرفه يُصفق

رغم أنه يشعر بنيران تتآكل بداخله لكن رسم الهدوء والبرود، وتوقف عن التصفيق قائلًا بإستفزاز:

الشو خِلص، مقدرش أقول غير إن الأداء كان هزلي، يفطس من الضحك، مش معقول يا دكتور جاي عشان تُطلب إيد الدكتوره، وهى على ذمة زوج، بصفتي بمارس مهنة المُحاماه قانونًا ده يعتبر سَفه منك.

شعرت سهيله بتيبُس بساقيها حاولت النهوض حتى وقفت عليهم بصعوبه ونظرت له بنفور وغضب قائله بتكذيب:

بس أنا مش على ذمة زوج، ولا....

قاطعها وهو يقترب منها بخطوات واثقه يُظهر برود يُثلج صدرها:

ولا يا دكتوره، إنتِ مراتي شرعًا وقانونًا.

ذُهل عقل سهيله وتعلثمت قائله:

مستحيل إحنا إطلقنا وفي قسيمة طلاق تثبت ده.

ضحك آصف بإستفزاز قائلًا بـ ثقه :

كنت متوقع إنك مش هتقري وثيقة الطلاق، كان كل هدفك تشوفي إمضتي على قسيمة الطلاق وخلاص بس نسيتِ إنى كنت على درجة مُستشار أول يعنى كنت قاضي قبل ما أبقى مُحامي، وأفهم،وأعرف أستغل ثغرات القانون وأطوعها لمصلحتي كويس... تفتكري كان ممكن بسهوله أوافق عالطلاق غير لو عارف إنى هقدر أرُدك تاني لـ ذمتي حتى لو كان بدون عِلمك...

الطلاق كان راجعي يا دكتوره.

ذُهلت سهيله تنظر له بـ بُغض وغضب ساحق وهى تراه يتقدم بالسير الى أن توقف أمامها مباشرةً يضع عيناه بعينيها بوقاحه ، إرتعش جسدها، تشعر بضياع

إزداد تآثيرًا حين أخرج آصف من جيبهُ وثيقة وقام بمد يدهُ بها لها قائلًا بـ ثقه مُفرطه:

فاكره سبق وقولتلك هتفضلِ مراتي لحد آخر لحظه بعُمري اللى ربط بينا عشق غازي مستوطن

بـ قلبي،صعب.. لاء... مستحيل... تتحرري من عشقي بلحظة.

أخذت سهيله الورقه من يد آصف وقرأتها هى حقًا وثيقة زواج أخري بتاريخ قبل نهاية فترة عِدتها...ذُهلت تشعر برجفه قائله بتعلثُم:

ده مستحيل.

رسم بسمه بارده قائلًا بأحقيه له:

أنا فعلًا مستحيل أتخلي عن حقِ فيكِ يا سهيله، بس تأكدي

أنا جيت ليكِ مرتين المره التالته إنتِ اللى هتيجي لحد عندي.

إقترب أكثر منها هامسًا جوار أذنها بثقه:

وقريب جدًا...

لم يخجل من الجالسين وطبع قُبله على وجنتها وأتبعها بعشق مُتملك:

يا حبيبتي.
بعد مرور عشر أيام

بـ آتلييه شهيرة

شعرت بسعادة غامره وهى تتصفح تلك الجريدة الشهيرة الخاصه بعالم الموضه والأزياء، التى تحتل صورتها غلاف العدد الشهري، ومديح بها بأنها من أيقونات الموضه التى مازالت تستمتع بجمالها ورشاقتها وحضورها المُميز.

تبسم رامز الجالس أمامها قائلًا بفخر:

رغم إن الديفليه بقاله عشر أيام بس لسه صدي نجاحه مدوي فى وسط الفاشون كله حتى فى مجلات ومواقع مشهورة إتواصلوا معايا عاوزين إنترڤيوا مع النجمه اللى أذهلت الجميع فى الديڤليه،شوفتى لما سمعتِ لى ووافقتِ عالعرض،الأتلييه بقى له جماهيريه مُضاعفه مش هتصدقى مين من المُصممين كلمونى وفى منهم اللى طلب منى مباشرةً إننا ننظم له ديڤليه خاص بيه،الخطوه دى كان لازم تتعمل من زمان.

تبسمت شهيره له قائله:

فعلًا، بس إنت عارف أسعد كان معارض فى الموضوع ده.

تهكم رامز قائلًا:

وفيها أيه هو يعنى كان إتعرف عليكِ منين ماهو من عرض زى ده، وأعتقد أنه مهتمش الدليل إنك مبسوطه.

سهمت شهيرة للحظات وهى تتذكر شِجار أسعد معها عبر الهاتف بعد أن رأي بعض الصور لها كذلك تهديده المباشر لها أنها لو كررت ذلك لن يكون هنالك فرصه أخري لبقائهم معًا فى البدايه إرتبكت وخشيت أن يُنفذ تهديده لكن ...

تجاهلت تهديد أسعد بعد أن رأت كل هذا النجاح والشُهرة التى عاودت لها الثقه بقوة بعد إختفاء سنوات كانت تظهر فى صورة مُنظمة عروض أزياء فقط...أسعد لم يُعقب كثيرًا كل ما قاله كان تهديد وليد اللحظه فقط ،وربما كانت عصبيته بهذه الفترة بسبب بتلك الإنتخابات،هكذا إهتدى عقلها كى تستمتع بتلك الضجه حولها،تشعر بزهو.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ

بمنزل أيمن

كانت تتمدد بجسدها فوق الفراش تشعر بتوهان بسبب تلك المفاجأة، هى مازالت زوجة آصف، مازال يطبق بجبروته عليها، ظنت أنها تحررت منه لكن كانت خدعه منه إستمرت بوهم لمدة خمس سنوات أن آصف إنتهي من حياتها لكن عاد مره أخرى يصفعها بحقيقة قاسيه، أجل قاسيه، هى لا تود العودة تتذكر تلك المشاعر التى خذلتها بقسوة الحقيقه أنها ذات شآن لديه لكن هى كانت مجرد عاطفة وقت تبدلت مع أول إختبار، أصبحت رغبة إنتقام، إرتجف جسدها بخضة بسبب سماعها لجرس المنزل،حاولت النهوض من فوق الفراش، لكن شعرت فجأه بتيبُس فى جسدها،شعرت بعجز للحظات تذم نفسها،لكن إتخذت القوة وقالت:

مستحيل أسمح لإحساس العجز ده يتملك مني مرة تالته.

حاولت إستجماع قوتها بصعوبه نهضت من فوق الفراش وضعت قدميها على الأرض وثبت واقفه للحظه مازالت تشعر بالتيبُس،لكن نداء سحر عليها كآنها كان دافعًا لها سارت فى البدايه بخطوات بطيئه الى أن خرجت من باب الغرفه عادت تسير طبيعيًا،وإستغربت وقوف والداتها عند باب المنزل أمامها شخص آخر، سُرعان ما قالت لها:

سهيله تعالى.

وصلت سهيله إليها تفاجئت بقول هذا الشخص سألًا:

حضرتك سهيله أيمن الدسوقي

أنا مُحضر من المحكمه ولازم تمضي لى على إستيلام الإخطار ده.

رغم إستغراب سهيله، لكن قامت بالتوقيع له وإخذت منه الاخطار، ثم غادر، اغلقت سحر خلفه الباب تشعر بريبه وقالت لـ سهيله إفتحى الجواب، ربنا يستُر؟.

بالفعل فتحت الإخطار وبدأت بقراءة محتواه، إنصدمت قائله بذهول:

ده إخطار من المحكمه بحكُم تنفيذ أمر بيت الطاعة!.

ذُهلت سحر وضربت على صدرها بخصه قائله:

بيت الطاعه!

هو وصل بـ آصف الحقارة للدرجة دى، طبعًا مستحيل ده يحصل، كفايه إننا إتفاجئنا إنه خدعنا وإنك لسه على ذمته، ده مستحيل، أنا هتصل على أيمن يجي دلوقتي ونروح للمحامي يشوف لينا حل.

زفرت سهيله نفسها بغضب،تذكرت آخر كلمات آصف قبل آيام

"المرة التالته إنتِ اللى هتيجي لحد عندي"

إذن لم يكُن حديثً فارغً، نظرت لـ سحر تحاول رسم الهدوء

قائله:

المحامى ممكن يكون مش فاضى دلوقتى أو فى المحكمه، ماما أنا عارفه غرض آصف كويس.

تسألت سحر:

وأيه هو غرضه، مش مكفيه اللى حصل منه قبل كده، راجع يفاجئنا من تانى إنك لسه مراته... ودلوقتى كمان طالبك فى بيت الطاعه.

تنهدت سهيله بآسف قائله:

ده مش طلب يا ماما ده حكم واجب التنفيذ، ومتخافيش أنا اللى لازم أواجه آصف كفايه كده كتير.

تركت سهيله سحر وذهبت الى غرفتها أبدلت ثيابها بأخري، وخرجت تفاجئت سحر بذالك سألتها:

مش واخده أجازة النهارده من الشغل فى المستشفى، رايحه فين؟.

ردت سهيله:

أنا مسافره القاهره يا ماما هواجه آصف بنفسي.

إرتجف قلب سحر وقالت بخفوت:

تروحى فين، إستني هتصل على باباكِ وهو يتصرف معاه.

ردت سهيله بقوه:

لاء كفايه كده يا ماما أنا أكتر واحده عارفه آلاعيب آصف، اللى كان لازم أواجها من البدايه وأتأكد فعلًا إن الطلاق مش راجعي، وكان لازم أقرا الورق كويس قبل ما أمضى عليه، آصف مُخادع.

تركت سهيله سحر وتوجهت نحو باب المنزل، رغم عدم رغبة سحر التى حاولت منعها.

سارت سهيله الى موقف السيارات الخاص بالبلده،صعدت الى إحدى السيارات المُتجه الى القاهره مباشرةً.

ــــــــــــــــــــــــــــــ

عصرًا

بـ مكتب آصف

أثناء إنشغاله بدراسة إحدي القضايا، صدح رنين هاتفه،

جذب هاتفه وتبسم ترك دراسة تلك القضيه وقام بالرد مازحً:

قولى سيادة الطيار فين النهاردة.

تبسم آيسر وهو يقول:

ألمانيا.

إستغرب آصف قائلًا:

غريبه بقالك أكتر من عشر ايام قاعد فى ألمانيا فى الاول قولت واخد أسبوع أجازه، أيه هى ألمانيا حلوه أوى كده، مش سبق وقولت إنك مش بترتاح فيها، ولا يمكن هتلر حاجزك عندك.

ضحك آيسر قائلًا:

مديت فترة الأجازة،

بتقول فيها، والله دى فعلًا، أخت هتلر فى الإطهاد.

ضحك آصف قائلًا بخُبث:

مين اللى أخت هتلر،دى واضح إن هواك جاي على ألمانيا.

تنهد آيسر قائلًا:

والله مش ناقص سخافتك، ومعرفش أساسًا أيه اللى خلانى أتصل عليك...شكلك رايق.

تهكم آصف بحُنق وإستهزاء:

رايق عالآخر...

قطع إسترسال حديث آصف رنين الهاتف الأرضى الخاص بالسكرتيره.

تنهد آصف قائلًا: خليك معايا دقيقه.

رفع آصف سماعة الهاتف وقام بالرد أخبرته السكرتيره:

مدام مي المنصوري معايا عالخط التانة دلوقتي وبتقولى إنها بتتصل على حضرتك موبايلك مشغول.

تنفس آصف وزفر نفسه برتابه قائلًا تمام حوليها عالخط ده.

لحظات وسمع إندفاع مي بالسؤال:

بتصل ليه مش بترد عليا،أعتقد بينا أعمال شخصيه...

قاطعها آصف بصد قائلًا:

بينا أعمال خاصه بالشُغل فقط،وأعتقد مكتبِ مفتوح عشان الاعمال دى،هنتظر حضرتك الليله فى مكتبِِ عالساعه تسعه،ودلوقتى متآسف معايا إتصال مهم.

وضع آصف سماعة التليفون،ثم زفر نفسه بضجر،لكن إنتبه الى حديث آيسر الذى مازال على الهاتف:

مالك هى زبونه رخمه ولا تكون ليها نوايا تانيه.

إستهزأ آصف قائلًا:

نوايا تانيه زى أيه،أساسًا النوعيه دى متلفتش نظري،بقولك هترجع إمتى لسه مطول فى ألمانيا.

تنهد آيسر:

معتقدش الأجازة خلصت،ومدتها كمان خمس أيام وفاضل فيها يوم واحد...هرجع أستلم شُغلي من تانى،بس هرجع عالقاهره الأول.

تبسم آصف قائلًا:

تمام... ،بقولك إتصل على ماما طمنها عليك،عشان سألتنى عنك الصبح،وقالت إنك مش بتتصل عليك،شكلك مشغول أوى عندك مع هتلر،وناسى الدنيا كلها.

ضحك آيسر قائلًا:

تمام هتصل على ماما، أهو أطلب منها تدعيلى ربنا يحنن قلب هتلر عليا... يلا أسيبك لزباينك اللُطاف.

أغلق آصف الهاتف ووضعه على طاولة المكتب وإضجع بظهره على المقعد،لكن عاود هاتفه الرنين،جذبه وقام بالرد يسمع للآخر:

آصف بيه جيبت لحضرتك المعلومات اللى كنت طلبتها بشآن شاكر المنصوري،زى ما توقعت قبل كده وقولت لحضرتك،الڤيلا فعلًا شاكر متجوز فيها من البنت اللى كانت سكيرتيرته،بس فى حاجه كمان حصلت،مي المنصورى عرفت بكده،بس معرفتش رد فعلها.

تهكم آصف قائلًا:

تمام،شكرًا لك،هحولك بقية أتعابك على حسابك فى البنك.

أغلق آصف الهاتف وشعر بآسف،كان يظن أن شاكر قد يوصله لبداية معرفة قاتل أخيه،لكن خاب توقعه،لكن مازال هنالك فرصه،ربما يعلم شاكر أى معلومه قد تُفيده لاحقًا، إنتبه الى تلك الورقه الموضوعه على المكتب جذبها وتبسم وهو يقرأها قائلًا:

مش قادر أتوقع رد فعلك يا سهيله.

تذكر يآسه بعد أن صدمته بحقيقة سامر المُخزيه كذالك طلبها للطلاق وإصرارها عليه ورفضها مقابلته مره أخري بعد ذلك، حتى لقاء البُحيرة الأخير بينهم كان عاصفً لقلبه رأى مدى رهبتها منه، سفحت قلبه تلك النظره التى كانت بعينيها،

[بالعودة لسنوات، قبل أن يوافق على طلب سهيله الإنفصال]

كان يشعُر بالضياع كل شئ هُدم أمامه،بحماقته الذى إستسلم لها،هدر بغباوته عشقهُ،بعد أن إستسلم للأوهام

فكر فى المُماطله بالوقت عَل سهيله تتراجع عن ذلك،لكن كان هنالك والداها يُصران على ذالك الإنفصال

صدفة،أو ربما نجده إلاهيه آتت له

إتصال إبراهيم عليه وقتها وطلب لقاؤه، بالفعل تقابلا بأحد مطاعم كفر الشيخ

إستغرب إبراهيم من ملامح آصف البائسه، فهو تزوج قبل أيام فقط، مزح قائلًا:

قولى بقى يا عريس أيه أخبار الجواز معاك، أوعى تكون قاسى مع العروسه، الستات صنف ناعم يحب الحِنيه والدلع.

نظر آصف له بسخط صامتً،عن أى حِنيه ودلع يتحدث وهو كاد يوصلها للموت

زاد إستغراب إبراهيم سائلًا:

فى أيه مالك ساكت كده ليه، أيه اللى حصل اللى يشوف البؤس اللى مرسوم على ملامح وشك ميقولش عريس مكملش أسبوع.

تهكم آصف بسخريه وحُنق قائلًا:

وعاوزنى أبتسم وأنا داخل على طلاق.

ذُهل إبراهيم قائلًا:

طلاق!

إنت مكملتش أسبوع يا جدع، أيه اللى حصل.

شعر آصف بخزى وهو يقول:

أنا السبب مش هى... دماغك ميروحش لبعيد أنا تمام بس فى حاجه حصلت ومتسألنيش أيه هى، أنا محتار مش عارف أعمل أيه، سهيله مُصره على الطلاق، حتى رافضه إنها تقابلني، وباباها عمال يلح عليا حتى قالى إنهم متنازلين عن كل مستحقاتها من نفقه وقايمة عفش ومؤخر... حاسس إنى مخنوق مش قادر أفكر.

شعر إبراهيم بآسف على حال آصف الذى يراه بهذا المنظر المهزوم لأول مره منذ معرفتهم بالجامعه، تنهد قائلًا:

وأنت مش عاوز تطلقها بسيطه أرفض الطلاق، هدد إنك ممكن تطلبها فى بيت الطاعه.

نظر له آصف قائلًا:

أصلها ناقصه، بلاش تفكر قولى كنت عاوزنى ليه؟.

رد إبراهيم:

سيبك من كنت عاوزك ليه، لأنه مش مهم، المهم دلوقتي نشوف حل لمشكلتك، إنت بتقول إنك مش عاوز تطلق، وفى نفس الوقت مجبور عالطلاق بسيطه إستخدم الشرع والقانون، ومش هقولك بيت الطاعه متخافش بس إنت دارس قانون شرعي كمان وعارف إن فى مُحايلات كتير تقدر بيها تنفذ لمراتك طلبها وفى نفس الوقت تسيب لنفسك مدخل لفرصه تانيه معاها.

إنتبه آصف وفهم قصد إبراهيم، تبسم بإنشراح قائلًا:

إزاي كانت تايهه عنى، بقولك أنا هحتاجك، بس كـ محامى خاص بيا.

ضحك إبراهيم مازحً:

وماله طالما هتدفع أتعاب مناسبه يا سيادة القاضي.

تبسم آصف قائلًا:

هدفعلك اللى تطلبه بس يحصل اللى أنا بخطط له فى دماغي.

فى اليوم التالى

تواصل آصف مع أيمن وأخبره أنه قام بتطليق سهيله لدى المأذون،وأنه سيرسل محامى خاص به ومعه بعض أوراق خاصه بتسوية بعض الحقوق بينهم،وافق أيمن وسهيله على ذالك

بعد ثلاث أيام

ذهب إبراهيم الى منزل والد سهيله التى للتو عادت مع آسميه من شقة البُحيره

أخرج إبراهيم ملفً خاص قائلًا:

أنا مفوض من السيد آصف بتسوية حقوق مدام سهيله الماديه سواء عن النفقه والمؤخر وكمان قايمة العفش.

رد أيمن بدلًا عن سهيله:

سبق وقولنا له كل الحاجات دى متنازلين عنها،قصاد أنه يطلق وطالما طلق يبقى خلاص.

برر إبراهيم ذالك قائلًا:

دى إجراءات قانونيه ولازم تتم غير إنها حقوق مدام سهيله وأنا مفوض بها،ده ملف خاص فيه نسخه من قسيمة الطلاق كمان هنا تنازل من مدام سهيله إنها أخدت جميع حقوقها الشرعيه المذكوره،المفروض إنها تمضى عليه.

تنهدت سهيله بضجر وأخذت قسيمة الطلاق لم تقرأ سوا عنوان القسيمه كذالك بحثت عن توقيع آصف فقط،تنهدت براحه قائله:

تمام أنا موافقه أوقعلك على التنازل عن مستحقاتى.

تبسم إبراهيم قائلًا:

تمام إتفضلى ده شيك خاص بكل مستحقات حضرتك،وإتفضلى إمضى على التنازل ده.

لم تأخذ سهيله الشيك، وأخذت الملف الذى به ورقة التنازل قرأتها ثم قامت بالتوقيع عليها، تبسم إبراهيم ونهض واقفً جوارها وأزاح تلك الورقه لورقه أخري أسفلها:

فى كمان وثيقه تانيه كمان تحت دى تفيد إن وصلك كافة مستحقاتك الماليه فى الملف غير التنازل ياريت تمضى عليها هى كمان.

كادت سهيله أن تقرأ تلك الوثيقه لكن شغلها إبراهيم قائلًا

إتفضلي الشيك.

نظرت له سهيله بإستياء،وقامت بالتوقيع دون قراءة الوثيقه الأخري وأخذت منه الشيك وقامت بتمزيقه قائله:

أنا قولت متنازله عن كل شئ يكفيني الطلاق وبس.

أومأ إبراهيم لها قائلًا بإنصياع:

تمام،أنا مجرد مفوض ودى حريتك،هستأذن أنا.

إستأذن إبراهيم،بينما سهيله شعرت براحه،قائله:

كده خلصت من قيد آصف.

بعد قليل بـ سرايا شُعيب بغرفة خاصه

إستقبل آصف إبراهيم نظر له بلهفه سألًا:

مضت على التوكيل.

كاد إبراهيم أن يراوغه لكن حالة آصف المزاجيه لا تسمح بذالك،أومأ له بموافقه...وقال له أنا بكره هروح أسجل التوكيل ده فى المحكمه وبعدها بصفتِ موكل عام عنها هرجعها لعصمتك من تانى،بس إياكش تعد الجمايل،ومتنساش إن معايا توكيل مفوض بالزواج من مدام سهيله يعنى أقدر مش بس أرجعهالك،كمان أقدر أرفع عليك قضية خُلع.

تبسم آصف قائلًا:

دا أنا كنت أخلع عينيك.

[عودة]

عاد آصف من تلك الذكريات يشعر أنه ربما كان مُخادعً،وتحايل بالشرع والقانون، لكن كما يقولون

"كل شئ فى العشق مُباح".

ـــــــــــــــــــــــــــــ

ألمانيا

-كِش ملك.

قالها مُبتسمً وهو ينظر الى عينيها اللتان تُشعان بضجر، بعد ثلات محاولات فازت عليه بسهوله، هذه الجوله الرابعه خسرتها بكل سهوله أمامه أيضًا لكن ليس بمزاجها كما يفعل هو، كزت على أسنانها بسُحق، كيف خُدعت ولم تنتبه الى حركة قطع الشطرنج... هل تستسلم للخسارة وتنهى تلك الجولات بعد فوز ثلاث جولات تستسلم لأول هزيمه...

رفعت وجهها ونظرت الى عينيه اللتان ينظران لها بترقُب، أو بالأصح بتوقع هى لن تنسحب مهزومه، لكن خاب توقعه حين فكرت بدهاء هو ينتظر أن تطلب جوله أخري تعلم نواياه من خلف تلك الجولات هو إطالة الوقت... ضيقت عينيها بخُبث ومدت يدها تُصافحه قائله:

تمام أنا عندى روح رياضيه، مبروك إنت الفايز.

وضع يدهُ بيدها مُصافحًا يقول:

عندنا فى مصر الفايز هو اللى بيحكم الخسران فى اللعب.

نظرت له متسأله:

شو يعني إنت بدك تحكُم علي.

أومأ برأسه مؤكدًا:

دى أصول اللعب.

تنهدت قائله:

بس أنا كسبت تلات جولات ومحكمتش عليك بشئ.

راوغها مُبتسمً بإعتراف:

فعلًا، ده حصل، بس أنا كنت بطلب جيم تانى، إنما إنتِ إنسحبتِ من أول هزيمه.

تأففت بضجر قائله:

تمام نلعب جيم خامس.

ضغط على يدها بقوه وباليد الأخري قام ببعثرة قطع الشطرنج قائلًا بمكر:

ده كان قبل ما تنسحبِ... دلوقتي انا اللى ليا الحُكم.

تنهدت بضجر قائله:

أوكيه شو هو الحُكم اللى بدك ياه.

أخفى تلك الوقاحه لنفسه هامسًا:

والله لو بمزاجي كنت طلبت حاجات كتير أوي، بس عارف لو بس قولتلك أقلعي النظارة مش بعيد تقلع رقابتى أو يمكن تحدفنى من البلكونه على جدور رقابتي تتكسر، خليك محترم يا آيسر، فكر بسرعه فى طلب مناسب.

إهتدى عقله للطلب، حين دلف عليهم مدحت يحمل صنيه عليها بعض أكواب مشروب دافئ قائلًا:

عملتلكُن هوت شوكيلت دافي، وصايه مش هيك بيقولوا المصريين.

المصريين!

هذه هو الطلب، تبسم آيسر قائلًا:

هيك بيقولوا يا عم، وبما إنى كسبت فى الشطرنج والمفروص فى حُكم لازم يتنفذ، أنا قررت من إنى أبدله من حُكم لدعوة خاصه لزيارة مصر

وبما إننا فى مصر بنقول خير البر عاجله، أنا راجع مصر بعد بكره أيه رأيك تجيوا معايا على نفس الطيارة.

نظر مدحت الى روميساء وتبسم بموافقه، لكن إعترضت كعادتها:

لاء هدا حُكم ما بعرف نفذه هلأ، كيف راح أخد أجازة من الشركه ياللى بشتغل فيها.

لم يحتاج آيسر الى إقناع روميساء هنالك من أناب عنه قائلًا:

وأنا موافق جدًا، ومو صعبه تاخدي أجازة إنت تقريبًا مش بتاخدي أجازات غير الرسميه، وأسبوع أو إتنين فى مصر فرصه هايله إيلنا نغير جو ببلد جميل متل مصر أم الدُنيا.

لكن لابد من إعتراض، واقفت بعد مُحايلات عِدة كان بطلها مدحت، بينما آيسر يتلاعب من بعيد حتى لا يظهر أنه يضغط عليها، لكن تبسم بزهو حين قالت روميساء بإقتناع:

خلاص بابا، بكره راح روح الشركه وأطلب أجازة أسبوع واحد بس مو أكتر من هيك.

تبسم مدحت كذالك آيسر الذى حدث نفسه متوعدًا:

بس إنتِ تنزلي مصر، وأوعدك أنسيكِ ألمانيا، ولبنان نفسها... يا جميلتي.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

مساءً

بالقاهرة

توقف سائق سيارة الأجره قائلًا:

هو ده العنوان اللى قولتليى عليه حضرتك.

تنهدت سهيله تستجمع شجاعتها وأخرجت مبلغ مالى أعطته له ثم

ترجلت من سيارة الأجرة،

وقفت لحظات تنظر الى ذاك المبني الأنيق تهكمت بداخلها ماذا ظنت أن يكون لديه مكتب مُحاماه صغير "غرفه وصاله" لابد من مبني فخم يليق بـ "آصف شُعيب"

تركت النظر الى. المبني ودلفت الى داخله رأت إحدى الفتيات تجلس خلف مكتب بمدخل المبني

ذهبت نحوها بتلقائيه، ألقت عليها المساء:

مساء الخير، ممكن أعرف مكتب آصف شُعيب.

نظرت لها الموظفه بتمعن وإستغربت من تلك التى تبدوا بوضوح من ملابسها البسيطه والمُحتشمه،وتقول إسم صاحب المؤسسه بلا ألقاب سابقه لإسمه،صمتت لحظات.

زفرت سُهيله نفسها بضجر وعاودت السؤال:

من فضلك فين مكتب آصف شُعيب... ولا أقولك أنا هسأل أى حد تاني، يمكن معين خارسه فى الإستقبال.

تضايقت منها موظفة الإستقبال وقالت:

لاء أنا مش خارسه، ومكتب مستر آصف فى الدور التالت، بس إنت عاوزاه فى أيه، لو جايه عشان وظيفه....

لم تكمل الموظفة بقية حديثها حين تركتها سُهيله وتوجهت نحو مكان ذلك المصعد، ودخلت إليه مباشرةً دون السماع الى تحذير تلك الموظفة أن هذا المصعد خاص بالرؤساء فقط، أغلقت باب المصعد وضغط على رقم الطابق، بعد لحظات توقف المصعد

وقفت للحظات بالمصعد تزدرد ريقها تشعر برهبه لكن تغلب عليها الغضب وحسمت أمرها لابد من مواجهته لم تعُد تبقى تلك الجبانه التى تخشى رؤياه، بالفعل حسمت أمرها وخرجت من المصعد تهكمت هنالك أكثر من موظف و موظفه بردهة الطابق الواسعه، توجهت الى إحد الموظفات وقالت مباشرةً:

فين مكتب آصف شُعيب.

تركت الموظفه العمل على الحاسوب الذى كانت تعمل عليه، كذالك بقية الموجودين بالردهه

نظروا لها بإستغراب.

شعرت سُهيله بضيق من نظراتهم لها وعاودت السؤال:

قولى لى فين مكتب آصف ولا أقولك أنا هوصل له بنفسي.

بدأت سهيله بفتح أول مكتب أمامها كان مكتب يبدوا أنيق لكن تعمل به إمرأة أنيقه، نظرت لها سُهيله بتهكم قائله:

لاء ده مش مكتب آصف آسفه.

أغلقت المكتب وتوجهت نحو باب مكتب آخر لولا أن إعترضت إحد الموظفات وقفت أمامها وكادت تمنعها من الدخول وقالت لها بتعسف:

إنتِ مين وداخله تتهجمي على مكاتب المؤسسه، أنا هطلب لك أمن المؤسسه.

نظرت لها سُهيله بسخط وجذبتها بعيدًا عن باب المكتب وقالت لها بإستبياع:

الأفضل تطلبِ الأمن المركزي.

نحت الموظفه جانبًا وفتحت باب المكتب ودلفت إليه مباشرةً

رفع آصف وجهه ونظر نحو باب المكتب تفاجئ

بـ سُهيله أمامه...

ظن للحظه أنه يتخيل أغمض عيناه لوهله ثم فتحها

تيقن أنه لم يكُن يتخيل، إنشرح قلبه لكن سُرعان ما نهض واقفًا يرسم بسمه على شفاه، كذالك نهض الشخص الآخر الذى كان يجلس معه يتناقش بأحد القضايا الخاصه به.

خرج آصف من خلف مكتبه وحاد بنظره عن سُهيله التى تبدوا ملامحها مُتجهمه بوضوح،

مد يدهُ لـ للعميل صافحه قائلًا:

تمام نتقابل بكره الصبح فى المحكمه نكمل بقية الإجراءات.

غادر العميل المكتب

بنفس الوقت آتت تلك الموظفه التى كانت تمنعها من الدخول ومعها فرد أمن، نظرت لـ آصف وقالت بتبرير:

آسفه يا مستر آصف أنا حاولت أمنـ...

توقفت الموظفه حين أشار لها آصف بالإنصراف

هى وفرد الأمن

بالفعل إمتثلت الموظفه هى وفرد الأمن

نظرت لهم سُهيله بسخط وتهكمت، لكن سُرعان ما إرتجف جسدها حين رأت آصف كاد أن يغلق باب المكتب نظرت له بـ ريبه لكنها أخفتها خلف قولها بتعسُف:

متقفلش باب المكتب... ولا خايف الموظفين بتوعك يسمعوا أمجاد الرئيس بتاعهم.

شعر آصف بغصه فى قلبه،يعلم أنها مازالت تخشى وجودها معه بمكان واحد،لكن نظر لها ورسم برودهُ المُعتاد عنه قائلًا:

واضح إنك متعصبه،تحبِ أطلبلك ليمون يروق أعصابك.

نظرت له بغضب وقالت بإستياء:

هتفضل حقير لحد إمتى يا آصف،إنت إختارت طريقك وأنا طريقِ بعيد عنك ليه مُصر إنك تزود كُرهي لك،أنا بكره اليوم اللى دخلت فيه سرايا شُعيب وشوفتك فيها.

شعر بنصل حاد يُرشق بصدره،لكن مازال صامتً،ينظر لها فقط.

تضايقت من صمته وفتحت حقيبة يدها وأخرجت ورقه منها ومدت يدها بها له قائله:

أيه ده؟.

لم ينظر آصف الى الورقه يعلم ما بها إتكئ بيديه على حرف المكتب وأجابها ببرود:

أعتقد الدكتورة بتعرف تقرأ كويس.

تهكمت سُهيله وشعرت بغصه فى قلبها وقالت:

فعلًا بعرف أقرأ كويس،وعشان كده أنا هتصرف بنفس طريقتك الدنيئه وهرفع عليك قضية خُلع.

تبسم آصف بتهكم قائلًا:

أنا محامي، وهديكِ إستشاره مجانيه، مستحيل يتقبل منك قضية الخُلع،قبل ما تنفذى حكم الطاعه اللى فى إيدك.

نظرت له بغضب ساحق وقالت له:

طبعًا القانون بقى لعبتك اللى بتتسلى بيها، وتأذى بيها على مزاجك، وبسهوله قدرت توصل للـ الحُكم ده، بس أنا مش هنفذ الحُكم ده يا آصف، مستحيل أنا وإنت يجمعنا مكان واحد، غير بسهوله هاخد حكم فى قضية الخُلع كفايه أقول إنك سادي عنيف، وسهل أقدم تقرير المستشفى اللى يثبت ده.

شعر بوخز قوي يضرب قلبه ونظر لها بندم، لكن سُهيله لم تنظر له، وكادت تتوجه نحو باب الغرفه، لكن آصف جذبها من معصم يدها وسريعًا أغلق باب الغرفه وحاصرها وبلا إنتظار قبل شفاها قُبلات حنونه وشغوفه ممزوجه بإشتياق.

بينما سُهيله إرتبكت من المفاجأة وتلجم عقلها لوهله قبل أن يرتجف جسدها وتدفعه عنها بقوه حتى ترك شفاها، إبتعدت عنه سريعًا يرتعش جسدها وبرد فعل تلقائى رفعت يدها وتهجمت عليه بغضب وكادت تصفعه على وجهه... لكن أمسك كف يدها ضغط عليها بغضب قائلًا:

مفيش قدامك حل غير إنك تنفذى قرار المحكمه بإلزامك بـ بيت الطاعة، لأن القرار واجب التنفيذ، ولو رفضتِ تبقي "ناشز" ووقتها صعب توصلِ للطلاق أو حتى الخُلع.

سحبت يدها من يده سريعًا قائله بإستبياع:

بتحلم يا آصف، حتى لو كُنت بدلت تقرير المستشفى،وإشتريت ضميرهم على هواك، فأنا مستحيل يجمعني بيك مكان واحد ولو وصل الأمر أنى أقضي بقية حياتى....

قبل أن تستكمل بقية إستهجانها، جذب آصف هاتفه ومفاتيح سيارته من فوق المكتب ثم جذب يدها مره أخري يجذبها للسير نحو باب المكتب قائلًا:

بينا كلام كتير

مش هينفع نكمله هنا.

حاولت سهيله سلت يدها لكن هو كان يُطبق عليها بقوه، جعلتها غصبًا تستسلم للسير خلفه رغم رجفة جسدها الذى تغاضى عنها آصف وهو يسير بسرعه رمق مديرة مكتبه بنظره قائلًا بآمر:

إلغى كل مواعيد النهارده، والمهم حوليه على مستر إبراهيم.

أومأت له بآستغراب، كذالك نظرات العاملين بالمكان إستغربوا ذلك الموقف، كذالك إبراهيم الذى تقابل معه أثناء خروجه باب المصعد،نظر ناحية سهيله سريعًا خمن سبب العصبيه الظاهره على ملامح آصف تبسم سائلًا:

على فين يا آصف ناسى ميعادك مع مي المنصورى.

رد آصف بلا مبالاة:

إبقى قابلها إنت أو حتى إلغي الميعاد.

قال آصف هذا ودلف بسهيله الى المصعد وأغلق الباب وضغط على ذر نزول المصعد، تبسم إبراهيم قائلًا:

ربنا يكون فى عونك، صحيح إن كيدهن عظيم، وإحنا الرجاله غلابه.

نظر إبراهيم أمامه الى تجمُع بعض الموظفين، رسم الجِديه قائلًا:

واقفين كده ليه، يلا كل واحد على شُغله مش عاوز أى تقصير.

بينما بداخل المصعد حاولت سهيله سلت يدها من يد آصف سُرعان ما تركها لكن جذبها مره أخري حين ذهبت نحو ذِر المِصعد بتلقائيه إختل جسدها لتقبع بين يديه شبه بحُضنه للحظه كانت كفيله بزلزلة قلب آصف، وهى بين يديه، لكن سُرعان ما دفعته بيدها تشعر برجفه تشعر ببداية إختناق قائله بإندفاع وغضب:

إبعد عنى، وقف الاسانسير.

لم يستغرب آصف تلك الرهبه التى تظهر على سهيله، سبق وأخبرته أن لديها رُهاب الاماكن المُغلقه، لكن شعر بوخزات قويه من تلك النظره التى بعينيها له، نظرة توهان أكثر من ذالك الرُهاب،بالفعل توجت مره أخرى الى ذر المصعد وضغطت عليه لكن كان قد وصل الى الطابق الأرضى، سُرعان ما فتحت الباب وخرجت من المصعد، وقفت للحظه تستنشق الهواء قبل أن يجذبها آصف مره أخري من يدها، حاولت نفض يدهُ عنها بإستهجان، كذالك نظرت الى هؤلاء الموظفين، كادت تستنجد بهم وتطلب منهم المساعدة لكن لديها يقين أنهم لن يفعلوا ذلك، فـ آصف هو صاحب ومدير هذه المؤسسه، وكل منهم يخشى فقد وظيفته، سارت خلفه بصعوبه الى أن دخلا الى مرآب السيارات الخاص بالمؤسسه، ضغط على جهاز تحكم صغير بيديه سمعت صوت صفير فتح أمان السياره، جذبها أصف نحو تلك السياره، نظرت سهيله حولها بترقُب، فتح آصف باب السيارة الأمامى، نظرت له سهيله بعصبيه قائله بآمر:

سيب إيدي وإبعد عني يا آصف وكفايه كدب وخداع وتدليس حقيقة إنت عارف إننا إنفصلنا وجوزنا إنتهى من قبل ما يبتدي

بعد ما وصلت لهدفك وإنتقمت مني،سيبنى خليني أرجع كفر الشيخ،كل شئ بينا إنتهى،وإنسى إنى أرجع أصدق إنك بتحبني اللى بيحب مش بيأذى اللى بيحبه بيتمنى له السعادة حتى لو بعيد عنه .

غص قلب آصف وتغضنت ملامحه قائلًا بصدق ولوعه:

ياريت كنت أقدر إنى أتحمل بُعدك عني،صدقيني غصب عنى كنت بموت كل لحظه....

تهكمت سهيله وقاطعت حديثه تنظر له بإزدراء :

بطل كذبك ده يا آصف،زمان كان بيدخل عليا وبصدقه عشان كنت ساذجه،بس فوقت بعد لما وصلت للموت على إيديك.

شعر آصف بنصل يسفك قلبه ونظر ليدها التى مازال يقبض عليها بيدهُ إزدادت مرارة تلك الغصة فى حلقه، علم من محاولة سهيله سلت يدها وتهجمها عليه أنها لن تهدأ بسهوله، رفع يده الأخرى

وجذب سهيله عليه بقوه بلحظه ترك يدها قبل أن تلتقط سهيله نفسها فاجئها آصف حين وضع يدهُ فوق العِرق النابض بعُنقها وضغط عليه بقوه أفقدتها الوعى.
بـ منزل أيمن

نظر أيمن الى ساعة الحائط قائلًا بلوم لـ سحر التى تشعر هى الأخري بقلق قائلًا:

مكنش لازم تسيبها تخرج تروح لآصف... أنا مش عارف إزاى سمحتِ لها تخرج من البيت أساسًا كان لازم تمنعيها.

سأمت ملامح سحر قائله:

حاولت أمنعها وقولت لها نتصل عليك ونشوف المحامى هيقول أيه بس هى مسمعتش كلامي.

جلس ايمن على الاريكه يزفر نفسه بآسف قائلًا:

مش عارف آصف لسه عاوز منها ايه بعد ما كان دمرها،ليه رجع تاني يفرض نفسه عليها...ومتقوليش زى ما هويدا قالت،أنه بيحبها،اللى بيحب مش بيأذى يا سحر بالعكس بيخاف على اللى بيحبه من الهوا الطاير ومش بيظلمه.

جلست سحر لجواره وضعت يدها فوق يدهُ قائله بتوافق:

ده اللى بقوله دايمًا،آصف إفترا قبل كده وخدعنا وخدع سهيله وصدقت كدبه،خايفه ترجع تقع تاني وتصدق كلامه الناعم،ويتلاعب بعواطفها.

تنهد أيمن بآلم قائلًا:

مش هسمح ليها مره تانيه معنديش إستعداد أعيش نفس الآلم مره تالته،وأشوفها مش قادره تتحرك.

وضعت سحر رأسها فوق كتف أيمن وتنهدت بآسى:

قلبي حاسس

هويدا هى اللى كبرتها فى دماغها، إنها لازم تواجهه، وتعرف حقيقة إزاي هى لسه مراته، سهيله مكنتش مُقتنعه بس الصبح بعد ما إستلمت إنذار بيت الطاعه، إتعصبت جامد من آصف، أنا كمان خايفه

أنا مش هقدر أتحمل أى أذى ليها كفايه أوقات بحس إن ربنا بيعاقبني فى بنتِ الوحيدة،حظها قليل حتى صحتها كمان،والله زمان مفكرتش لما إبتهال إديتني هويدا أرضعها،رغم إن قلبي وقتها كان محروق على إبني اللى مات بعد ساعات من ولادته قولت ربنا حط فى قلبي الصبر وبعتلي هويدا خدت هى رزق سابه إبني فى صدري،ربيتها على أنها بنتِ ويعلم ربنا عمري ما فرقت بينها وبين سهيله،رغم حقدها دايمًا كان واضح على سهيله،حاولت كتير أقربها من بقية ولادى،وأقولها إنتِ الكبيره،يعنى مكاني ،بس هى مش بتقوي غير عـ الشر،وده اللى حصل مع سهيله،حرضتها بطريقتها إستفزتها

بس تعرف يا أيمن سهيله فعلًا لازم تواجه آصف كفايه مش لازم تبقى ضعيفة هو لازم يدفع تمن اللى عملهُ فيها،مش لازم تخاف وترتجف منه،أنت مشوفتش منظرها يوم ما جه هنا ملامح وشها كانت قد أيه خايفه،رغم إننا كنا حواليها...كمان إنتم روحتوا لشيخ الجامع وسألتوه وهو فسرلك الوضع،سهيله لازم تتحرر من خوفها من مواجهة آصف ، قبل نهاية جوازها منه.

تنهد أيمن وأومأ رأسه موافقًا،وتذكر

باليوم التالي لمجئ آصف وتلك المفاجأة التى قالها أن سهيله مازالت زوجته، بعقد رسمى

بعد أن تأكدوا من وجود توكيل سابق بينها وبين إبراهيم،لكن تم فسخه من جانب إبراهيم بعد يوم واحد من عقد قرانها على آصف..

عقب صلاة العشاء

طلب أيمن من إمام الجامع الجلوس معه ليسأله عن فتوى خاصه

بالفعل إنتهت سهيله من الصلاة

بمُصلى النساء ثم ذهبت مع والدها الى تلك الغرفه الخاصه بـ إمام الجامع...

تنحنح أيمن قائلًا:

شوف يا حضرة الشيخ فى أمر خاص،ومحتاج منك فتوة فيه.

حثهم إمام الجامع قائلًا:

خير يا عم أيمن.

نظر أيمن لـ سهيله ثم للـ الإمام وسرد له ما حدث،أن آصف سبق وأخبرهم عن طلاقها.

وجه الإمام حديثه لـ سهيله سألًا:

هو كان رمى عليكِ يمين الطلاق؟.

لاء

قالتها سهيله بإختصار.

سأل إمام الجامع:

وهل دخل بيكِ كزوج.

لوهله تذكرت سهيله تلك الليله الشنيعة وشعرت برجفه فى جسدها،بتلقائيه قبضت على يديها بقوه وأومأت بحياء قائله بخفوت:

أيوه.

أومأ الإمام قائلًا بتوضيح:

يعنى مازال زوجك،وله عليكِ كل الحقوق الشرعيه.

رفعت سهيله وجهها بتفاجؤ كذالك أيمن الذى قال:

طب إزاي وهو طلقها عند المأذون،كمان التوكيل اللى ردها بيه يعتبر تدليس.

رد أيمن بتوضيح:

طالما دخل بها كزوج، والطلاق كان راجعي، حتى لو طلقها عند المأذون،يحق له يرجعها لعصمته طول فترة العِدة،كمان من غير عقد أو مهرٍ جديد

زى ما ربنا قال فى كتابه الكريم (وَبُعُولَتُهُنَّ أَحَقُّ بِرَدِّهِنَّ فِي ذَٰلِكَ إِنْ أَرَادُوا إِصْلَاحًا)

كمان زى ما ذكر عمأيمن إنك أنتِ اللى أصريتي عالطلاق وهو مكنش موافق، بس إتغصب عشان يرضيكِ وقتها ويسيب لك فرصه تهدي أعصابك،ويبقى سهل الرجوع مره تانيه،وده اللى حصل زى ما عم أيمن قال إنه ردك فى آخر أيام العِده،يعنى ساب وقت يمكن فكر وقتها إنك ممكن تكونى هديتِ،وهتتقبلي رجوعكم من تاني.

شعرت سهيله بالإستغراب قائله:

هو فعلًا عمل كده، بس أنا حتى وقتنا هذا مش قابله أنى ارجعله كمان خبي الموضوع ده خمس سنين، إفرض إني كُنت إتجوزت من شخص تاني، كان هيحصل أيه وقتها.

رد الإمام:

هو فعلًا غِلط، غلط فادح لما أخفي إنه ردك من تاني لعصمته، معرفش السبب عنده أيه، مقدرش أديله عُذر، بس كمان

معتقدش إنه كان هينتظر لو عرف إنك هتتجوزي من شخص تاني.

فكرت سهيله بقول الإمام، حقًا لا تعلم من الذى أخبر آصف وجعله يآتى تلك الليله، كذالك شتت عقلها بتلك القِبله الذى وضعها على وجنتها ليلتها، جعلتها تصمت ولا تقوم بالرد المناسب وتصفعه أمام الجميع، لكن هو كان مراوغًا فلقد غادر المنزل مباشرةً بعد أن أشعل فيتل تلك القُنبله وتركها وحدها بين الذهول والحِيرة والغضب.

[عودة]

عاود أيمن يُزفر نفسه سألًا:

نفسى أعرف مين الى وصل لـ آصف،إن سهيله هيتقدم ليها عريس،خلاه رجع تانى لحياتها...تفتكرى هويدا هى اللى ممكن تكون وصلت له الخبر.

رفعت سحر رأسها قليلًا عن كتف أيمن ونظرت له بنفى قائله:

لاء معتقدش هويدا،لأنها معرفتش غير قبلها بوقت قليل، كنا بعد الضهر وهى راجعه من شُغلها،وجت على هنا مباشر،وبعدين هويدا مصلحتها أيه.

تنهد أيمن بحِيره قائلًا:

مش عارف، آه

نسيت أقولك رحيم إتصل عليا وقالى مش هينزل أجارتة الأسبوع ده.

تبسمت سحر رغم وجع وحِيرة قلبها قائله:

أكيد متعاقب زى العادة.

أومأ أيمن رأسه ببسمه،ثم أخرج هاتفه من جيبه وقام بإتصال،إستغرب بلهفه وهو ينظر الى سحر قائلًا:

بتصل على سهيله موبايلها بيرن ومش بترد.

رغم لهفة قلبها هى الآخرى لكن قالت بتهدئه:

يمكن فى الطريق راجعه وإنت عارف دوشة المواصلات مش هتعرف ترد،إطمن،قلبي حاسس إنها بخير.

تنهد أيمن بأمنيه أن يصدق إحساس سحر.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

بـ سرايا شُعيب

بغرفة النوم

أنهي أسعد مهاتفته تليفونيًا لـ شهيره، بعد شِجار دار بينهم، لأول مره شهيره تتحدث بهذه الطريقه الجافه التى لم تُعجبه، لكن لن يتغاضى عن ذلك لاحقًا فقط فكرهُ ووقته مشغولان هذه الفترة بالدعايه من أجل الفوز فى الإنتخابات البرلمانيه،لكن مجرد أن ينتهي منها سيكون هنالك جزاء لما إقترفته رغم تحذيره السابق لها.

وضع الهاتف جواره على الفراش يزفر أنفاسه يشعر بضجر وسأم،تمعن بسقف الغرفه،هنا تزوج بـ شكران وكان معها زوجه أخرى مريضة إنتهت صلاحيتها كزوجه طريحة الفراش بسبب خطأ طبي،أو ربما أراد القدر بزوجه أخري مثل شُكران،لا ينكر أنه عاش معها فى هدوء أنجبت له ثلاث صِبيه،بعد أن كان يظن الجميع أن خلفه كل سيكون إِناثً،آتى آصف كان له فرحه خاصه بقلبه،أول ولد كذالك مازال له مكانه خاصه فى قلبه رغم سنوات الجفاء بينهم لكن لا ينكر أنه سعيد بنجاحهُ المدوي،لكن أحيانًا يشعر بضيق بسبب شُكران التى لم تُفكر للحظه وإتخذت جانب آصف،ربما إستقوى آصف بهذا عليه،لو كانت شُكران إختارته هو كان آصف رق مع الوقت من أجلها،لكن شُكران خيبت أمله وتوقعه،ربما لسبب برأسها غير أمومتها،أن ترُد له صاع زواجه عليها بأخرى رغم تقبُلها ذالك طواعيه منها، هى لم يكُن ينقُصها شئ وقتها،لكن هذا بنظرها هي،هو كان يحتاج لإمرأة ذات واجهه إجتماعية

شكران لم تكُن تصلُح واجهه إجتماعية طبيعتها الريفيه طغت عليها دائمًا، إمرأة كل ما تهتم بيه أنها زوجه وأُم فقط،ينقُصها،أنها ليس لديها ذكاء إجتماعي مثلما أراد أن تكون زوجته، هذا ما جعلهُ يبحث عن أخري، تعوض ذلك النقص...ووجده حين تقابل مع شهيره التى تُظهر التمرُد الآن.

فى أثناء تفكيره صدح رنين هاتفه،نظر نحوه وجذبه رمق الشاشه كى يعلم هوية المتصل،قبل أن يُقرر الرد أو التجاهل،لكن سُرعان ما إبتسم وجلس على الفراش وقام بالرد مازحً بإيحاء:

كُنتِ لسه على بالى وبفكر فى عدم ردك على عرض الشغل،قولت ممكن يكون جوزك رفض العرض،بصراحه معاه حق،يخاف عليكِ.

تهكمت هويدا،هل حقًا عادل يخشى عليه،بالتأكيد لا هما زوجان بالآسم فقط كل ما يجمعها فراش واحد،وطفل آتى بالخطأ،احلامهم وطموحاتهم متباعده حتى مشاعرهم باردة مثل صقيع الشتاء

لكن أظهرت عكس ذلك قائله:

بصراحه عرضك أى شخص مكانى مستحيل يرفضه لأنه فرصه كويسه،فكرت في العرض وقررت أقبلهُ.

إنشرح قلب أسعد بشده،لكن أظهر الدهاء قائلًا:

أنا مبسوط جدًا لأنك مكسب هايل جدًا لأي مكان تشتغلي فيه، رغم

بصراحه لما إتأخرتِ فى الرد كنت هوسط مدير البنك يحاول يقنعك.

تبسمت بزهو قائله:

فعلًا،أنا كنت هرفض والسبب إبني محتاج لى زى ما قولتلك قبل كده،بس ماما لما حكيت ليها على عرضك قالتلى فرصه كبيره وأكيد لمصلحة إبنك يعيش فى مستوي راقى، بلاش تضيعيها،وأنا إقتنعت برأيها.

للحظه شعر اسعد بوغوشه سائلًا بإستفسار:

وقولتِ لمامتك إنك هتشتغلى عندي؟.

ردت هويدا سريعًا:

لاء،بس قولت لها إنه فى مكان مرموق وهى رحبت،وأنا إقتنعت.

إنشرح قلب أسعد قائلًا:

تمام،من أول الشهر تقدري تستلمِ شغلك فى المجموعه،هوصي مدير الحسابات عليكِ بلاش يتعبك فى الشغل.

ردت بذكاء:

لاء أنا مش بحب الوسايط بحب أدى لشُغلي حقه حتى عشان ربنا يحلل لى المرتب اللى هاخده.

تبسم بإعجاب قائلًا:

تمام براحتك،على أول الشهر هتكون الإنتخابات إنتهت وهيكون لينا لقاء مباشر،نكمل فيه الإتفاق.

تبسمت قائله:

ربنا يوفقك ومتأكده إنك هتفوز فى الإنتخابات بإكتساح،إنت شعبيتك عاليه هنا كمان الناس بتحبك وبتعترف بجمايلك عليهم.

تبسم قائلًا:

مش جمايل منى دول أهلي ولهم فضل عليا.

تبسمت قائله بمدح له:

بالعكس إنت اللى فضلك عليهم كبير،أتمنالك التوفيق،تصبح على خير.

لم يكُن يُريد إنهاء المكالمه مع هويدا، كذالك هى الأخري تود زيادة الحديث بينهم علها تستطيع بدهائها الوصول الى عقله والسيطره عليه، لكن لا مانع من بعض الدلال وإظهار الأخلاق...

بينما أسعد لم يكُن يُريد إنهاء المكالمه من أجل اللعب بعقلها أكثر، كي يعلم ما تلك المشاعر الذى يشعر بها حين يراها أو يسمع صوتها، نفس رنين صوت "تهانى"

مازال برأسه رغم مرور السنوات... نهض من فوق الفراش وذهب الى غرفة المكتب فتح تلك الخزنه وفتحها وأخرج ذالك الملف

فتحه مره أخري، نحى وثيقة الزواج العرفي كذالك إعتراف البنوه، جذب صوره فوتوغرافيه، نظر خلفها الى التاريخ الموجود عليها كان قبل وفاة إبن عمه بأقل من شهر كانت هذه الصوره ضمن مُتعلقاته الشخصيه التى أرسلت بعد وفاته بأحد كمائن الشرطه كان هو يترأسه لكن بالخطأ دعسته سيارة أثناء تأدية عمله،الصوره لـ إبتهال تحمل طفله صغيره إبنة بضع أيام،وضع الصوره ثم جذب ذلك الإعتراف

قرأ إسم "إبتهال علي شُعيب".

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

أمام مسكن آصف

ترجل سريعًا من خلف مقود السيارة وفتح بابها الخلفي كانت مازالت سهيله غافيه

ظل ينظر لها لدقائق يستمتع بالنظر الى ملامحها البريئه التى سلبت قلبه،ومازالت تأثره،أخطأ بحقها حين سلم عقله لإنتقام،بدلًا من أن يساندها وقتها ويسعى لإظهار برائتها،سيطر على عقله الغضب وأعماه،بليلة سحق ليس قلبها،بل سحق قلبه،كان بغفوة وحين إستفاق منها ندم بإستحقاق،لكن مازال لديه أملًا لن يفقدهُ وسيسعي لنيل الغُفران،تنهد يعلم أن الطريق مازال فى البدايه بل قبل البدايه، إقترب من شفاها وقبلها بإنتشاء كأنه يعود له الشعور بالحياه، تنهدت سهيله بلا وعى، ظن انها قد عادت للوعى، إبتعد عن شفاها ونظر لها مازالت غافيه، برفق حملها بين يديه من السياره وذهب الى تلك البِنايه دلف الى المصعد الخاص،ومنه توقف أمام الشقه التى يقطن بها،توقف ثم قام بقرع جرس الشقه...سريعًا فتحت صفوانه له الباب،بإستغراب،لكن قالت بذهول وإستخبار:

مالها سهيله...دى كانت لسه مكلمانى قبل أقل من ساعه ونص وطلبت مني عنوان مكتبك،وعطيته ليها.

قبل أن يرد آصف كانت خلفها شُكران التى نظرت لـ آصف بآسف قائله بإندفاع:

عملت فيها أيه تاني يا آصف والله لو كنت أذيتها مرة تانيه مش هسامحك وهسيب لك الشقه و....

شعر آصف بغصه من حديث شُكران وقاطعها:

سهيله بخير ياماما كل الحكايه مغمي عليها،وسعوا خليني أدخل بيها.

تجنبن على جنب حتى دلف آصف بها الى غرفة النوم الخاصه به وضعها فوق الفراش قبل أن يستدير بوجهه كانت شُكران تدلف الى الغرفه كذالك صفوانه التي جذبت إحدي زجاجات العِطر الخاصه بـ آصف،وإقتربت هى وشُكران من الفراش،تحدثت شُكران بتعسُف:

قولى أيه اللى حصل وإزاي أغمي عليها،من شويه كلمت صفوانه وأنا قولت لها على عنوان مكتبك،وإزاي تجيبها لهنا...أيه اللى حصل ومخبيه عليا يا إبن أسعد.

شعر آصف بخزى من إستهجان شُكران عليه وقال:

سهيله لسه مراتي شرعًا وقانونًا، وبلاش تسأليني إزاي.

ذُهلت كل من صفوانه وشُكران،لكن تغاضت شُكران عن الإستفسار الآن وجلست جوار سهيله على الفراش وقالت لـ صفوانه:

هاتي البرفان ده خلينا نفوقها وبعدين نبقى نعرف أسرار إبن أسعد.

أعطت صفوانه العِطر لـ شُكران وضعت منه القليل على يديها وقربته من أنف سهيله وبدأت تربت على وجنتيها بخفه،الى أن بدأت سهيله تعود للوعى،ترا بغشاوة صورة آصف كآنه أمامه،همست بإسمه لكن ليس حبً،بل رهبه

وضحت أكثر حين حاولت دفع يد شُكران عن وجهها،ظنًا أنها آصف،لكن ربتت شُكران على وجهها بحنان قائله:

فوقي يا سهيله.

فتحت عينيها، أكثر للحظه شعرت برهبه،بالفعل آصف قريب منها، كادت تنهض جالسه، كآنها لم تنتبه لـ شُكران الا حين ضمت رأسها لصدرها قائله:

إهدي يا سهيله و متخافيش.

إهتدي عقل سهيله لـ شُكران ورفعت رأسها نظرت لها،شعرت بهدوء نسبي،لكن قالت بإستغراب:

أنا فين.

رد آصف:

إنتِ هنا فى شقتِ.

حاولت النهوض قائله:

مستحيل أفضل هنا،انا لازم أمشى دلوقتي.

نظرت لها شُكران بعتاب قائله:

كده يا سهيله بدل ما تقولى لى إزيك يا طنط،انا كده هزعل منك.

كذالك قالت صفوانه بعتاب:

كده،بقى أنا اللى أول ما بنزل البلد بروح عند سحر وأسأل عليكِ إنتِ والحجه آسميه.

شعرت سهيله بتوتر وقالت:

متأسفه،بس أنا لازم أمشى من هنا حاسه إنى هتخنق.

نظرت لها شُكران بعتاب:

تتخنقي وإنتِ فى حُضني،كُنت مفكره إنى غاليه عندك،زى ما أنتِ غاليه عندي،إنتِ متربيه على إيدي و...

قاطعتها سهيله بآسف:

مش قصدي يا طنط، بس ماما وبابا زمانهم قلقوا عليا، ولازم أرجع كفر الشيخ.

إستغربت صفوانه ذالك قائله:

إنت عارفه الساعه كام إحنا بعد العشا وعلى ما ترجعى كفر الشيخ هنبقى نص الليل، خليكِ يا بنتِ هنا، وإن كان على سحر أنا هتصل أطمنها عليكِ.

حاولن شُكران وصفوانه إقناع سهيله بالبقاء الليله، ظل آصف صامت لا يود الضغط عليها وانه لن يسمح لها بالإبتعاد عنه أكثر من ذالك، لكن إتخذ هُدنه فقط يكسب بها وقتً، بلا إجبار، وافقت سهيله بعد عذاب لـ شُكران وصفوانه لكن نظرت الى آصف، وإتكئت براسها على صدر شُكران كأنها تحتمى بها قائله:

خليكِ هنا معايا فى الاوضه يا طنط.

تبسمت شُكران وضمتها قائله:

عيونى يا حبيبتى، يلا يا صفوانه روحى حضرى عشا خفيف لـ سهيله وهاتيه ليها هنا عالسرير، كمان هاتي ليها عبايه من بتوعي تنام فيها.

ردت سهيله بنفس عاليه:

لاء أنا مش جعانه كفايه العبايه.

تبسمت صفوانه قائله:

الأكل الاول وشك اصفر،وكمان هجيبلك كوباية لبن تهدي اعصابك وتنامى رايقه.

تبسمت سهيله بحياء،هى حقًا جائعه منذ فطورها بالمنزل لم تتناول أى طعام.

بينما غص قلب آصف للحظه بسبب رهبتها منه لكن تبسم بعد إنطياع سهيله لهن كان ذكاء منه أن آتى بها لهنا ،لكن نظرت له شُكران بتعسُف قائله:

واقف كده ليه يلا روح نام فى الاوضه التانيه وأنا هفضل مع سهيله هنا.

وافق آصف على مضض وخرج من الغرفه،بينما ضمت شُكران سهيله قائله بحنان:

وحشتيني أوى يا حبيبتى كنت ببعت لك السلام مع صفوانه لما كانت بتنزل البلد.

تبسمت سهيله لها تشعر بمحبه وأُلفه معها، هى الوحيده التى صدقت برائتها، وعاملتها بطيبه ورافقتها حين كانت بالمشفى،وربما هى السبب فى إنقاذها تلك الليله.

......ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

القاهرة

بشقه متوسطه بحي متوسط، تمدد عادل بجسده فوق الفراش وجذب تلك الجريده الخاصه بالموضه،رغم انه لا يهتم بذالك النوع من الجرائد بل أحيانًا ينظر لها على انها نوع من الرفاهيه،بل التفاهات،لكن لفت نظره غلاف تلك الجريده التى يتصدرها صورة

"شهيرة"نظر لها بإعجاب

فَر بين الصفحات حتى وصل الى تلك الصفحه والحوار الخاص بها وبدأ بقرائته

كلمات كاذبه منها لكن ظنها حقيقيه وهى تجاوب على سؤال" لماذا تركت العمل كعارضه وهى بأوج شهرتها،وردها البديهي أرادت أن أكون لى أسرة خاصه بى وأعطانى الله

زوج وإبنتين أعيش معهم بسعاده"

شعر بحنُق أى سعادة تتحدث عنها وهى زوحه ثانيه لزوج لديه زوجه أخري تُشاركها فيه،

وسؤال آخر"هل ترزوجتي عن حُب وجوابها دبلوماسى،أجل ومازالت اكن له نفس الحب"

وسؤال أخير"هل زوجك كان معترضً على عملك كعارضه،وجواب واضح أنه نفاق

ايوة،بس أنا اللى كان عندى الأهم كنت حابه أبعد عشان راحة أسرتى بناتِ، وزوجي شخص حضاري ومتفهم جدًا".

تهكم عادل بحسره،على إمرأه كهذه تمدح بزوجها كثيرًا،عكس زوجته دائمًا تتذمر على أتفه الاسباب،يشعر بالبرد وهى فى حضنه،بينما هذه الجميله تمدح بزوج أكبر منها فى العمر كذالك هى إحدى نساؤه،الفرق كبير حتى فى التعامل

كفة شهيره الرقيقه تكسب.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

قبل الفجر بوقت قليل

بشقة آصف

لم يستطيع النوم، ساهدًا فوق فراش غرفة آيسر، يشعر بالشوق لـ سهيله كل ما يفصل بينه وبينها باب هذه الغرفه وباب الغرفه المُوازيه لها مسافة خطوات، شوق ينبعث بقلبه،يسوقه بلا تفكير نهض من فوق الفراش وفتح باب الغرفه لكن للغرابه، باب الغرفه الأخري كان شبه مواربً ربما من حُسن حظه، دفع الباب بهدوء

ونظر لداخلها، تبسم حين رأى سهيله تنام على إحد يدي والدته، أمنيه سارت بقلبه، تمنى لو كان هو مكان والدته ويضم سهيله بين يديه، يتنفس من أنفاسها، يشعر بنبضات قلبها، كذالك تشعر هى الأخري بقلبه المُشتاق والملوع

تذكر إحد لقائتهم الخاصه فوق البُحيره...

بالعوده لقبل أكثر من ست سنوات

على شاطئ تلك البُحيره

إنحنت سُهيله تلتقط تلك الزهره التى جرفتها الأمواج نحو الشاطئ، نفضت تلك المياه العالقه بأوراقها وقربتها من أنفها تسنشق ذالك العبق الذى مازال عالق بها، حتى سمعت من خلفها من يقول بإستهجان:

إتأخرتي ليه.

إستدارت تلوح له بالزهره بمغزي وهى تنظر له ببسمه هادئه تقول بنبرة ذم:

كويس إن الموج حدف ورده عالشط من البوكيه اللى كنت جايبه وطبعًا لما إتأخرت زي عادتك بتتعصب وبتضايق بسرعه وترمي أى شئ فى إيديك حتى من غير ما تفكر فى غلاوة قيمته.

شعر بآسف من ذم سُهيله الواضح بين كلماتها، هدأت عصبيته، وقال بتوريه:

أنا هنا بقالى أكتر من ساعتين عالشط، والجو برد وقولتلك متتأخريش.

علمت أنه يحاول المراوغه من أجل أن تتغاضي عن عصبيته، تبسمت بهدوء قائله:

أنا جيت بعد ما خلصت ورديتي فى المستشفى، ولا عاوزهم ياخدوا عني فكره اني مش ملتزمه من أولها ، أنا لسه يادوب منقوله هنا جديد بعد ما خلصت سنة التكليف، انا لسه بقول يا هادي.

نظر لتسلُط آشعة شمس الغروب على وجهها تُعطي لعينيها السوداء بريق يُشبه اللؤلؤه السوداء النادره

وتحدث بغرور:

وماله ياخدوا فكره إنك مش ملتزمه، أو يرفدوكِ حتى، ميهمنيش.

تهكمت سُهيله بتبسُم:

خلينا نقعد تحت أي شجره قريبه من الشط، أنا هلكانه من شُغل المستشفي طول اليوم.

أشار لها بيده أن تتقدم بالسير، سار جوارها يقول:

طالما الشُغل فى المستشفى الحكومي مُتعب كده،

بسيطه.. قدمي إستقالتك وأنا سهل أفتح لك مستشفى خاصه.

جلست سهيله أرضًا تحت ظلال إحدي الأشجار،خلعت حذائها وقامت بمد ساقيه أمامها رفعت رأسها تنظر بعلو لـ آصف الواقف أمامها بشموخ قائله:

طبعًا سيادة المُستشار، كل شئ عنده سهل وجود حل تاني ،ناسي إن من ضمن أساسيات مهنته كـ قاضي "الرأفه" بحال الناس المحتاجه ...

قالت هذا وتوقفت للحظه تُحدثه بتهكُم: أيه هتفضل واقف كده قدامي سادد نور ربنا اللى قرب يغيب، طبعًا خايف تُقعد عالارض لا هدومك الماركات الغاليه تتلوث من التُراب اللى تحت الشجره.

تغاضى عن نبرة تهكمها وإنحنى يجلس جوارها ورفع يده وكاد يلتصق بها.... لكن هى إبتعدت قليلًا عنه.

شعر للحظه بضيق لكن تبسم قائلًا:

تعرفي لو حد تاني بيتكلم معايا بنفس طريقتك دي كان هيبقى ليا تصرف تاني معاه،لكن إنتِ ليك مكانه تانيه خاصه عندي.

رمقته سهيله بنظره مُتهكمه قائله بتوريه:

أكيد ليا مكانه تانيه ويمكن يبقى فى تالته بس يا ترى مين صاحبة المكانه الأولى.

فهم آصف فحوي حديثها، رغم تلك

النظره التى تمتزج بـ العشق والشوق والتمني

والذى يخُصهم لها وحدها لكن تبسم بغرور وتعالي بعض الشئ قائلًا:

وماله الشرع محلل لـ الراجل أربعه طالما قادر ماليًا وجُسمانيًا.

تهكمت عليه بضحكة سخريه قائله:

أربعه!، طبعًا مامتك مطمنه، هى أُم الصبيان، وطبعًا مكانتها خاصه جدًا... بس سيادة القاضي أنا مش من نوعية الستات اللى تقبل بـ ست تانيه تشاركها بشريك حياتها، وتنتظر أنه يتفضل ويتكرم ويعطف عليها بليلة.

تبسم بنظرة عِشق قائلًا بتأكيد:

بس أنا فى ست واحده مستوطنه قلبي كله، قلبي مفيش فيه مكان ولا مكانه لـ ست تانيه غيركِ....

توقف للحظات ينظر لها ثم اكمل بصدق:

مفيش أغلى منك إنتِ أغلى الغاليين يا سهليه.

تخصب وجهها باللون الأحمر القاني وأخفضت وجهها بحياء وظلت صامته تشعر بإنصهار قلبها.

فُتن آصف بملامح وجهها الخجوله وبشوق منه مد يده ورفع وجهها وإنحني برأسه يتمنى أن يتذوق قُبله من شفاها،لكن إبتعدت عنه ونهضت واقفه تتهرب تنظر ناحية البُحيره،تنفض آثار الرمال عن ثيابها تحاول تهدئة خفقان قلبها قائله:

الشمس خلاص غابت والدنيا بدأت تضلم، بعد كده مش هنلاقي مركب ترجعنا للـ البر التاني.

نهض واقفًا هو الآخر بمضض يعلم أنها تتهرب منه،شعر بوخز فى قلبه رغم أنه إعترف لها مرات سابقه أنه يعشقها لكن لم يحصل منها ولو لمره واحده على كلمة واحده تؤكد أنها تُبادله نفس المشاعر ،لكن نظر لها بثقه ويغلفها الغرور قائلًا:

فى يوم هدمر كل الحصون اللى بتحُطيها بينا وقتها هجيبك هنا ومش هتقدري تهربى مني بحِجة الوقت، وهبوسك ومش هتقدري تمنعيني،لانك هتبقي حلالِ واليوم ده قريب جدًا.

إنتهت الذكري

بدمعة ندم،

لم يكن يظن أن يآتى يومًا،ويتخلى عن كل هذا العشق لها .... بلحظة إنتقام يفتك بها

بـ نصل حاد يُسفك قلبيهما الإثنين.

بينه وبينها لا أكثر من خطوتين،مِلكهُ شرعًا،لكن لا يستطيع الإقتراب منها.

غادر الغرفه مثلما دخل إليها يشعر بتهتُك فى قلبه .

فتحت شُكران عينيها وتنهدت بآسف على وجع قلب آصف الذى تسبب به لنفسه،هى كانت مُستيقظه وشعرت بدخوله للغرفه وإقترابه من الفراش، كذالك خروجه يتسحب مثل اللصوص خشية أن تسيقظ سهيله،ويرى ذلك الخوف منه بعينيها،من كانت تلمع عينيها وتبتسم حين تراه،ترتعش شِفاها وتنظر له برهبه رغم أنها مُغلفه بتحدي زائف.

بينما عاود آصف لغرفة النوم الخاصه بـ آيسر إرتمى بجسدهُ على الفراش،يحاول النوم لكن لم يستطيع.

فى الصباح الباكر

إستيقظت سهيله

نظرت الى جوارها، رأت شُكران نائمه، تسحبت من جوارها بهدوء، ونهضت من فوق الفراش، جذبت ملابسها الموضوعه على إحد المقاعد وأخذتها وتوجهت نحو حمام الغرفه بهدوء، أبدلت تلك العباءه الخاصه بـ شُكران وإرتدت ثيابها مره أخرى، وخرجت بهدوء من الحمام، نظرت نحو شُكران تنهدت براحه حين وجدتها مازالت نائمه، تسحبت بهدوء نحو باب الغرفة وخرجت منها، فتحت شُكران عينيها وتبسمت، لديها يقين أن آصف لن يتركها بسهوله

بينما سهيله شعرت براحه حين وصلت الى باب الشقه، دون ان تتقابل مع صفوانه أيضًا، رفعت يدها وضعتها على مقبض باب الشقه، وضغطت عليه، لكن لم يفتح الباب، شعرت بخضه حين سمعت:

رايحه فين يا سهيله.

إستدارت تنظر له وقالت بغضب:

ماشيه، أوعى تفكر إنك هترهبني بحكاية بيت الطاعه، سهل أرفض تنفيذه وكمان أوصل للطلاق يادوب مسألة وقت مش أكتر.

تبسم آصف وهو يقترب منها بخطوات بطيئه قائلًا بصدق ونبرة عشق:

قولتلك قبل كده مش هتنازل عن حقي فيكِ يا سهيله، ومش هيحصل بينا إنفصال غير بموتِ... خدى الورقه دى إقريها.

جذبت سهيله تلك الورقه منه بغضب قائله:

حياتك أو موتك آخر شئ تهمني،إنت متفرقش معايا، بس تأكد إنفصالنا مجرد وقت وهتأكد المره دى إن ميكنش فيه تلاعُب منك...

وورقة أيه دى كمان.

تبسم آصف ببرود عكسي لو بخاكره لجذبها من يدها ودخل الى أحد الغرف مثلما كان يفعل بالماضي، لكن وقتها كانت تتهرب منه قبل أن يحصل منها على قُبله لكن الآن لن تستطيع الهرب، لكن يخشى رد فعلها... مازالت أمنيه لديه أن يحصُل على قُبله برضاها، لكن تبسم على ملامح وجهها التى تبدلت بعد قرائتها لتلك الورقه، حين رفعت نظرها ونظرت إليه بغضب قائله:

شاطر أوي فى اللعب بالورق ض

إزاي وصلت بيك الجباحه للدرجه دي، مستحيل اللى فى الورقه دى يحصل، وأنا همشى دلوقتي ومش هتقدر تمنعني، إفتح الباب.

ببرود عسكي ذهب آصف نحو باب الشقه وقام بفتح الذِر الاليكترونى الخاص به، لكن نظر لـ سهيله بثقه قائلًا:

متأكد هترجعي لهنا تاني وبرضاكِ.
 ــــــــــــــــــــــــــــ
بعد مرور أسبوعين
مكتب آصف مساءً
تنهد آصف يقول لمن يُحدثه على الهاتف قائلًا:
تمام مُتشكر جدًا.
أغلق آصف الهاتف ووضعه أمامه على طاولة المكتب، تبسم إبراهيم الذى كان يجلس معه بالمكتب قائلًا:
أيه لسه المدام عصيانه عليك، والله أنا بستغرب لحال الدنيا،
"آصف شُعيب"
اللى كان أى بنت من الدفعه بس تتمنى يشاور ليها،وهو ولا واحدة أثرت فيه،دلوقتي،شغال تحايُل ووسايط عشان مُغرم،صحيح الحُب بهدله.
نظر له آصف بغضب قائلًا:
مش عندك قضايا،ركز فيها وبلاش ترغي كتير.
ضحك إبراهيم قائلًا:
تمام يا برينس بقولك أيه فى زبون جديد جاي الليله شخصيه مرموقه،بس إبنه من النوعيه اللى فسدهم الدلع،وإتاخد إشتباه فى قضيه إنه بيدعم المشروع إياه.
نظر له آصف بسؤال:
قصدك مشروع أيه؟.
رد إبراهيم:
مشروع ليلى،مسمعتش عنه.
غص قلب آصف وتلجم لسانه للحظات تذكر "سامر" تحير عن سبب ميوله لتلك الأفعال الشاذة، ماذا وجد بها مُثيرًا وهى تُثير الإشمئزاز، كذالك مُحرمه دينيًا لم يقبلها أى دين سماوي، فهي ميول هدامه سواء للـ الأخلاق أو حتى الجسد، ماذا وجد لذه فى ذلك كى ينجرف بهذه الدونيه التى سلبتهُ حياتهُ، لكن من يكون ذلك القذر الذى قتله، ودفعت الثمن أقرب إنسانه له، دفعته مرتين، الأولى بين قُضبان مقيته، والثانيه كانت على يدهُ حين إنعدمت مشاعرهُ وسيطر عليه الغضب الذى إستسلم له دون تفكير أذاها،رغم انه على يقين أنها بريئه من دم سامر،لكن أغاظهُ كذبتها،لم يتنتظر أن يعرف منها الحقيقه، وبدلًا من أن يبقى سندها جعلها ترهب أن يقترب منها،كم كان أحمقًا.
إنتبه لحديث إبراهيم بعد أن طرق على المكتب بآنامله قائلًا بمزح:
أيه روحت فين بكلمك مش بترد،للدرجه دى شاغله بالك،إنت حالتك بقت صعبه أوي.
كز آصف على أسنانه قائلًا:
كنت بتقول أيه؟.
تبسم إبراهيم قائلًا:
بقولك هتقبل القضيه دى ولا....
قاطعه آصف قائلًا:
عاوز أقعد معا الولد الأول قبل ما أقرر.
بنفس الوقت نظر الإثنين الى باب مكتب الذى فتح، دون إستئذان مُسبق ودلفت عِطرها الفواح يسبقها...تبسم إبراهيم بدبلوماسيه ونهض واقفًا يقول بترحيب:
مدام مي نورتِ المكتب.
تبسمت له مي بتعالى صافحته وهى تنظر الى آصف الذى ظل جالسًا ولم يهتم،بل تبدلت ملامحه للحِده قليلًا،بينما قال إبراهيم وهو ينظر لـ آصف بمغزى أن يحاول مُجاملتها بلطافه:
بصراحه مدام مي شخصيه مُميزه،كان بودِ إتشرف وأقعد معاكم،بس للآسف فى ميعاد مع عميل للمكتب جاي دلوقتي ولازم أستقبله فى مكتبِ،هستأذن أنا.
تبسمت مى وأومأت رأسها بتعالى،عاود إبراهيم النظر لـ آصف الذى تجاهل ذالك،خرج إبراهيم من المكتب وأغلق خلفه الباب؛بينما نظرت مي لـ آصف الذى مازال جالسًا ببرود،وإقتربت تتهادى فى سيرها،قائله بغرور:
ليه بتتهرب مني؟.
تهكم عليها بإستهزاء قائلًا :
وهتهرب منك ليه،مديون ليكِ،أو مكسورة عيني قدامك.
إقتربت أكثر منه وجلست أمامه على حرف المكتب،تحاول مُمارسة سحرها عليه كما تفعل مع غيره لكن هو تجاهل ذالك وعاد بمقعدهُ للخلف قليلًا،يقول:
أظن مفيش بينا غير المُعاملات القضائيه الخاصه بيك،ياريت ندخل فى المهم،حتى عشان وقتك.
تنهدت بضيق من تلك الطريقه الجافه التى يتعامل بها معها لم تُصادفها سابقًا،وهذا ما يُثيرها نحوه أكثر...حاولت أن تُظهر أنها الأقوى،ونهضت تسير بتهادي وشبه إغراء الى أن جلست على إحدى المقاعد أمام المكتب وجلست بدلال تضع ساق فوق أخري،يظهر مُعظم ساقيها الممشوقتين،وقالت:
هدخل فى الموضوع مباشرةً
أخويا شاكر.
ربما لديه خلفيه مُسبقه عن ما ستقوله لكن سأل:
ماله؟.
ردت بغضب:
البيه كان متجوز من حتة بت كانت بتشتغل سكرتيرة عنده...
قاطعها آصف ببساطه:
وفيها أيه،طالما إنسانه مُحترمة.
نظرت له بتعالى قائله:
إنسانه مُحترمه!
فى واحدة مُحترمه ترضى تتجوز فى السر من مديرها.
نظر لها آصف بإستحقار أليس هى من عرضت عليه الزواج عُرفيًا قبل فترة وجيزة،شخصيتها مزدوجه،بل مُشمئزه؛صمت ولم يُعقب،بينما هى قالت:
للآسف الجواز بينهم شرعي وتم على إيد مأذون،والبنت بسبب طمعها خلته كتب لها مهر كبير كمان مؤخر ده غير ڤيلا كبيره فى منطقه جديده،وطبعًا عشان يطلقها لازم يتنازل لها عن ده كله.
رد آصف:
ده حقها.
نظرت له بغضب قائله:
إنت بدافع عنها ليه،اللى يشوفك يقول المحامي بتاعها.
زفر آصف نفسه قائلًا:
أنا معرفهاش،بس طالما شاكر هينفصل عنها أقل شئ إنه يعطيها حقوقها،عالاقل كتعويض ليها.
-حقوقها،تعويض لها.
هكذا قالت مي بنزق قبل أن تُكمل بدونيه:
البنت دى لازم تتنازل عن الڤيلا كمان المؤخر وترجع المهر اللى دفعه شاكر.
تسأل آصف:
وشاكر موافق على كده.
نظرت مي بغيظ قائله:
غصب عنه موافق،البنت مش من مستوانا الإجتماعي،أنا مش عارفه ليه الرجاله دايمًا بتريل عالبنات الشعبيه اللى دون المستوي فيهم أيه يلفت النظر له،ولا هما اللى أذكياء وبيعرفوا يلعبوا على وتر النقص عند الرجاله،طبعًا تدعي الشرف لحد ما توصل لغرضها...وبعد كده تظهر حقيقتها الطماعه...بس للآسف بتكون وصلت لهدفها،والمغفل وقع فى الفخ.
إشمئز آصف من حديثها السافر والمُتحامل،قائلًا:
تمام خلي شاكر يتواصل بنفسه معايا وانا هستفسر منه أفضل...ونشوف حل مناسب بدون خساير للطرفين.
شعرت مي بعصبيه قائله:
ميهمنيش خسايرها،يهمني شاكر ينتهي من الجوازة دون المستوي من البنت الوضيعه دى.
رد آصف:
تمام،بس لازم أتواصل مع شاكر مباشرةً قبل ما أتخذ أى إجراء قانوني.
تنهدت مي بزهق ونهضت من مكانها عاودت الذهاب الى طرف المكتب وجلست عليه تكاد تتمايل على آصف قائله بإغواء:
تمام هخليه يتواصل معاك،بس إنت كمان تقبل دعوتي.
لم ينظر آصف لها ونظر الى حاسوبه الخاص لكن سألها:
دعوة أيه.
وضعت مي يدها فوق كتف آصف تحثه على النظر لها بإغراء قائله:
دعوة خاصه بعد بكره عامله حفله صغيرة تضم الحبايب... ومش هقبل أي إعتذار.
رغم أنه بقرارة نفسه لن يحضر لكن تبسم بتجاوب فقط لإنهاء الحديث معها.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ
منزل أيمن
دلفت سهيله الى المنزل تشعر بالإرهاق
توجهت نحو غرفة الجلوس، تبسمت بإرهاق قائله:
مساء الخير، متجمعين عند النبي.
تبسمت لها آسميه قائله بشفقه:
يسعد مساكِ يا روحي تعالى أقعدى جنبي إرتاحي.
جلست سهيله على الاريكه جوار أسميه التى ضمتها أسفل ذراعها وقبلت وجنتها قائله:
واحشني أوي يا حبيبتى... منه لله اللى كان السبب فى بهدلتك دى، مس عارفه،المخفى آصف هيكسب من ورا نقلك من المستشفى اللى كنتِ فيها هنا،لمستشفى فى القاهره،غرضه بهدلتك وخلاص مش مكفيه اللى...
صمت آسميه حين سأمت ملامح سهيله،بينما قالت هويدا:
غرضه واضح إنها تبقى قريبه منه.
-قريبه منه!
هكذا قالت آسميه بإستهزاء بينما أكملت هويدا قولها:
هو ده التفسير الوحيد، وأنا رأيي أن سهيله المفروض تقعد معاه وتتكلم بهدوء يمكن توصل لحل سلمي معاه،لآن بعد اللى قاله المحامى إن قضية الطلاق ممكن تتطول لفتره مش قصيره.
تسرعت سحر بالرد:
لاء متقعدش معاه،إفرضي أذاها تانى،وإحنا مش مستعجلين عالطلاق.
تهكمت هويدا قائله:
معتقدش آصف هيأذيها تانى بدليل الليله اللى باتها هناك قبل كده هى قالت إنها نامت جنب الحجه شكران، ولما رجع النهار هو ممنعاش من أنها ترجع لهنا تاني، آصف لو فى دماغه شر كان أقل شئ إنتهز الفرصه وغصبها تفضل معاه بحُكم بيت الطاعه.
رد أيمن قائلًا:
مكنش يقدر يعمل كده طالما سهيله رافضه، المحامى فسر لينا القضية كامله.
[بالعوده بالزمن لليوم التالى لعودة سهيله بعد لقائها مع آصف]
بمكتب المحامى الخاص بها
تسأل أيمن:
أنا مش فاهم إزاي آصف قدر يتحايل عالقانون بالشكل ده، هو مش المفروض طلقها عند المأذون، كان المفروض، زى ما حالنا إخطار بالطلاق من المحكمه كان جالنا إخطار تانى بإنه ردها.
رد المحامي بتوضيح:
هو أكيد فى إخطار المحكمه بعتته بس ممكن يكون على عنوان المحامي اللى كان معاه توكيل من الدكتورة،
لأن فى فرق بين عِدة الشرع، وعِدة القانون، عِدة الشرع تلات شهور من وقت الطلاق، أما
.العِده فى القانون المصري بعد ستين يوم من الطلاق شبه بتنتهي العِده أو بمعنى أصح العِده ممكن تكون فعلًا إنتهت عند البعض،لآن حسبة العِده المفروض تلات حيضات،ولو الحيض إتحسب علميًا على تمانيه وعشرين يوم يعنى حوالى،يعنى أقل من تلات شهور،كمان مكنش فيه حمل،فبتنتهي المده خلال ستين يوم فقط ... ولازم عشان يرجعها تانى لعصمته يبقى بعقد جديد...وده اللى قدر يعمله بالتوكيل بتاع المحامي،لآن مثبوت إن تاريخ رد آصف لعصمته مره تانيه وكان قبل بعد مرور خمسه وستين يوم، يعنى بعد العِده الرسميه عند الحكومه... دلوقتي اللى نقدر عليه رفض تنفيذ حُكم الطاعه ده لو آصف قرر إصدار قرار إلزام بتنفيذ الحُكم،كل اللى هنخسره وقتها هو سقوط النفقه، وبرفع قضية الطلاق، كمان مفيش أى حقوق شرعيه ليكِ زى المؤخر.
رد أيمن:
أحنا مش بندور على نفقه ولا مؤخر إحنا عاوزين نخلص من التدبيسه دى، واكيد فى حل قانوني.
رد المحامي:
هو فى حل قانوني، بس الطلاق هياخد وقت شويه.
تسألت سهيله:
طب والخُلع.
رد المحامي بتوضيح:
الخُلع ممكن آصف يتلاعب بيه ويطلب من المحكمه المُساكنه، ويقول حكم من أهله وحكم من أهلها.
تسألت سهيله:
قصدك أيه بالمُساكنه فى بيت واحد معاه... ده شئ مُستبعد تمامً.
رد المحامي:
للآسف ده اللى وارد يحصل لو طلبنا الخُلع لآن واضح إن آصف مُتمسك بيك،أو واخد الأمر تحدي،لو يحصل تفاوض خارج المحكمه بينكم ممكن يكون أفضل،لآن المحاكم أحبالها طويله وكل قانون وله ثغراته.
"كُل قانون وله ثغراته"
والقانون هو لعبة آصف الذى يُطوعه كيفما يشاء.
هذا ما فكر فيه أيمن وهو يعود
يسمع قول هويدا:
أنا من رأي المحامي،ولا إنت ليك رأي تانى يا رحيم،قاعد ساكت ليه.
إرتبك رحيم قائلًا:
سهيله حُره فى حياتها،وهى صاحبة القرار،أنا حاسس بشوية إرهاق هقوم أنام عشان عندي سفر الفجر لازم أكون فى الكُليه بكره قبل التدريب الأول...تصبحوا على خير.
إستغربت هويدا رد رحيم الذى لم يُعطي رأيً ويُساند سهيله كما يفعل دائمًا،شعرت أن هنالك سببً،لكن نفضت عن رأسها،وهى تسمع قول سهيله:
أنا حاولت اقدم أجازة من الشُغل فى المستشفى، لحد ما أعرف ألغي النقل ده، أو حتى الاقى سكن مناسب يكون قريب من المستشفى دى بس للآسف،معظم دور المُغتربات اللى قريبه من المستشفى مشغوله الفتره دى،بسبب بنات الاقاليم اللى فى الجامعات، كمان رصيد أجازاتي منتهي بسبب الفتره اللى كنت أخدتها أجازة الفتره اللى كانت قبل مُناقشة رسالة الدكتوراة،مفيش حل غير إن أخد أجازة بدون مرتب،انا مش تاعبني غير ورديات الشُغل فى المستشفى يعنى مقدور على نبطشية الليل اللى بتخلص الفجر تقريبًا،ممكن أفضل فى المستشفى لحد طلوع النهار،لكن باقى النبطشيات،وبالذات نبطشية المسا،هخرج من المستشفى بعد العشا هرجع هنا أمتى،كمان مواصلات الطريق...حاسه إن مفيش حل.
ردت هويدا:
بالعكس أنا شايفه الحل موجود...والتجربه مش هضرك...
قاطعتها آسميه بتعسف:
لاء مستحيل،
الطبع مش بيتغير، والمثل بيقول
يموت الزمار وصوابعه بتلعب والواد آصف ده أنا محبتوش من الأول، قلبى إتقفل من ناحيته وكنت معارضه فى الجوازه، بس كل شئ نصيب.
غص قلب سهيله وشعرت بندم فهي فـ إصرارها على الزواج من آصف هى من دفعت ثمنه، ليتها كانت إمتثلت لرفضهم وقتها، ربما تجنبت ما حدث تلك الليله، وظل لـ آصف تلك المكانه الخاصه بقلبها وذكريات حُبها له فقط، دون أن تنمحي تلك الذكريات المُميزة وأصبح بُغضها له هو كل ما تشعر به نحوه.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بمطعم أحد فنادق القاهره
نهض مدحت مُبتسمً يقول:
أنا شبعت،كمان مش هقدر أكمل سهر،هسبقك يا رومس على الأوضه،وخليكِ كملي سهر مع آيسر أنتم شباب زى بعض لكن أنا خلاص عجزت،كمان هضب شُنط السفر،خلاص الايام الحلوه بتخلص بكير،بكره العصر راجعين ألمانيا.
نهض آيسر مُبتسمً،بينما كادت روميساء ان تعترض وتذهب مع مدحت،لكن ضغط مدحت على كتفها قائلًا:
لاء ضلي شوى وإستمتعي بالقاهرة وجمالها فى الليل ساحر...بس أنا عجزت وبقيت ما بتحمل السهر،والقاهرة يا محلى فيها السهر.
تبسمت روميساء،بينما إقترب مدحت من آيسر وهمس له قائلًا بمودة:
أنا عندى فيك ثقه بس حاذر،روميساء وقت ما بتعصِب ما بتتفاهم وما بتشوف مين قدامها سهل تحدفك بأي شئ يقابلها.
تبسم آيسر،نظر الى مُغادرة مدحت،مد يده لـ روميساء قائلًا:
الجو الليله برد صحيح بس مفيش مطر،أيه رأيك نتمشى شويه فى القاهرة.
نظرت روميساء الى يد آيسر وتبسمت ثم وضعت يدها بيدهُ قائله:
تمام خليني إتمشى فى القاهرة الساحره كيف ما قال بابا.
سار الإثنين يتجولان بشوارع القاهره دون هدف فقط يسيران من مكان لمكان،لم يشعرا بالوقت ولا لأى مكان ساقتهم أقدامهم،بين أماكن راقيه وأماكن شعبيه مُحملة بعبق التاريخ والتآلف بين البشر والترحيب بمودة،لكن فجأه تبدل الطقس،وبدأت بوادر زخات للمطر،فى البدايه تجنب آيسر من ذالك المطر،لكن روميساء كانت تشعر بحاله غير طبيعيه تخلت عن الجمود والرسميه،وإختارت أن تعيش الجنان حتى لو للحظات،خرجت نحو الشارع وقفت تحت الأمطار،خلعت قفازي كفيها وضعتهم بجيب مِعطفها ورفعت يديها تستقبل زخات المطر حتى إمتلأ نصف كفيها تقريبًا،إرتشفت من تلك المياه،كذالك رفعت وجهها لآعلى تستقبل زخات المطر فوق وجهها،رغم برودة الطقس والأمطار لكن شعور غريب يدفعها مُتعه خاصه تشعر بها وهى تقف أسفل تلك الأمطار، بينما إقترب آيسر منها وتبسم على أفعالها ولعقها لتلك الزخات التى توقفت فوق شِفاها،تمني أن يكون مُطرًا يُلامس شفاها يتذوقها بإشتياق،ماذا لو فعل ذالك الآن،لكن عاد لعقله فهو بالقاهرة لو فعل ذلك لن يسطع عليه صباح شاركها لحظات الجنان يسيران أسفل زخات المطر،كآنهما عاشقان،وشعر كل منهم بمشاعر خاصه، يودان ان لا تنتهي هذه الليله،ولا تتوقف الأمطار،لكن لكل طريق نهايه،وصلا مره أخرى الى الفُندق،تبسمت روميساء،التى فجأه شعرت ببروده حين دلفت الى داخل بهو الفندق،كذالك آيسر الذى شعر بإفتقاد بعد ان توجهت روميساء نحو المصعد الخاص بالفندق وتركته،وغابت عن وجهه خلف باب المصعد،لم يستطيع الإنتظار،صعد سريعًا نحو سلالم الفُندق،ربما يسبقها ويصل قبل أن تخرج من المصعد،
كذالك روميساء بنفس الوقت قررت النزول مره أخري بالمصعد الى أسفل الفُندق
لكن تآسفت حين فتحت باب المصعد ولم تجد آيسر ظنت أنه رحل،شعرت ببروده وعاودت الصعود بالمصعد مره أخري.
بينما آيسر وصل الى الطابق الموجود به غرفة روميساء،لكن وجد المصعد يصعد لآعلى وهى غير موجوده،شعر بآسف ربما تآخر وهى دخلت الى غرفتها،لم ينتظر وعاود النزول عبر السلالم... خابت أمال كل منهما للحظات، لكن كل منهم علم وتيقن أن هنالك مشاعر أصبحت حقيقيه بعد هذه الليله،إشتياق خاص كل منهما للآخر.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بأحد النوادي الليليه(كباريه)
نهض واقفًا يستقبلها بترحاب خاص وخلع عن كتفيها المِعطف الثقيل واعطاها لأحد العاملين بالمكان ثم إنتظر جلوسها ثم جلس هو الآخر قائلًا:
لما إتأخرتِ قولت يمكن مي نسيت ميعادنا.
نظرت له مي بتعالي قائله:
لاء منستش بس كان عندي ميعاد تانى وإتأخرت شويه.
تبسم لها بمديح قائلًا:
ميعاد أيه ده اللى بسببه بقالى بنتظرك هنا أكتر من ساعتين.
ميعاد والسلام، المهم إنى جيت، ومعتذرتش.
تبسم لها بقبول قائلًا بمفأجأه:
أيه آخر أخبارك مع "آصف شُعيب".
بضجر أجابته:
والموضوع ده يهمك فى أيه،قولى ليه حاطط آصف فى دماغك أوى كده،بينك وبينه أيه.
تهكم على جوابها قائلًا:
واضح إنه دخل مزاجك،شكلى إختارت الشخص الغلط؟.
سخرت مي قائله:
الشخص الغلط لأيه بالظبط،أيه الى عاوزه من آصف.
نظر لها بتريقه:
واضح إعجابك،ولا أقول إفتتانك بـ آصف بس يا ترا هو كمان مفتون كده.
نظرت له عينيها تشع غضبً:
بلاش تلف وتدور قولى كان هدفك أيه لما وجهت نظري له،أية اللي بينك وبيبنه وغايظك منه، معتقدش شُغل ولا هو من النوعيه اللى فى دماغك.
نظر لها وتبسمت عيناه قائلًا!
عاوز أعرف أيه هى نقطة ضعْف آصف، بس واضح إن مالوش فى العاهرات.
إغتاظت منه بسُحق ونهضت قائله:
كمان مالوش فى اللى محسوبين عالرجاله بالغلط، بس هقولك نُقطة ضعف آصف هى الإكس بتاعته
طليقته بيحبها ومش شايف فى الدنيا غيرها، سلام وياريت بلاش تجي حفلة بكره،بالمره بلاش تتصل عليا تاني.
غادرت مي بينما ضحك هذا يشعر بالغضب، يُفكر بمكر ثعلب كيف
يصتاد ثغرة لـ آصف الذى أصبح
غولًا بنظرة، لكن ربما آن آوان صيدهُ قبل أن يتوحش أكثر.
ـــــــــــــــــــــــــــــــ
اليوم التالى
قبل الظهر فى البنك
إنتهت شهيرة من تفقُد ذاك الصندوق الخاص بها وأغلقتها وضعت الصندوق فى الخزنه الخاصه بها، ثم خرجت الى خارج الغرفه وتبسمت لـ عادل الواقف يستند بظهره على حائط جانب الباب.
رد لها الإبتسامه:
حضرتك إنتهيتي.
اومأت له برأسها، دخل خلفها وأغلق الخزنه بالمفتاحين، لكن إستغل عدم إنتباهها، وقام بغرس المفتاح الخاص بها بقلب قطعة صلصال ثم وضعها بجيبه وسلت المفتاح الآخر وذهب نحوها وأعطاها المفتاح الخاص بها.
تبسمت وهى تسير لجواره يمدح فى تلك الصور الخاصه بهاالذى رأها فى إحدى المجلات، كانت تشعر بإنشراح وزهو كآنها مازالت صبيه فاتنه... خرجت من بهو البنك، وقف عادل على تلك السلالم ينظر لمغادرتها بسيارتها الفاخرة، ثم أخرج قطعة الصلصال ونظر لها مُبتسمً بظفر.
مساءً
بالشقه الذى يقطن بها
صهر قطعه من الحديد حتى اصبحت سائله مثل المياة،جذب قطعة الصلصال وسكب بداخلها الحديد السائل بحذر ثم تركه فوق الطاوله ونهض...تمدد فوق الفراش عيناه مازالت على قطعة الصلصال،بوده أن يجف الحديد ويتماسك فى الحال...لكن لا مانع من الإنتظار،عقله يُفكر فى أن هنالك بتلك الخزنه الخاصة بـ شهيره سرًا.... لابد أن يكتشفه.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بـ مطار القاهرة
كان الوداع المؤقت
تبسم مدحت وهو يُصافح آيسر قائلًا:
والله إتمنيت إن الطقس ما يظبط والطياره تتأجل لبكره.
تبسم آيسر وهو ينظر الى روميساء وكاد يقول له أنه كان يتمني نفس الامنيه، لكن يؤجل إقلاع الطائره الى أبعد أمد، لكن حانت لحظة الوداع المؤقت...
تبسم آيسر قائلًا:
أنا عندي رحلة بالطايرة لـ ألمانيا آخر الشهر، يعنى بعد تلات أسابيع، وإن شاء الله هاجي لحضرتك عشان نلعب جيم طاوله أعوض خسارتي الأخيرة.
شعرت روميساء بنظرات آيسر لها داخلها تشعر بمشاعر تتفتح لأول مره، أصبحت فى وقت قليل تتقبل غلاسة آيسر بل وتشتاق إليها أحيانًا.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بالإمارات العربيه
بأحد المولات الخاصه، كان يسير يتبضع بعض الهدايا الذى طلبها منه رحيم أن يأتى له بها معه وقت عودته الى مصر التى إقتربت
لفت إنتباهه موقف قديم تكرر أمامه
لـ فتاة وأخرى خبطت بها وقع الهاتف على الأرض وشبه تحطم ذكره بنفس اللقاء الأول بينه وبين يارا
يارا هل مازالت تتذكرة بعد كل هذه السنوات،وآخر لقاء بينهم الذى كان من بعيد لا يعلم إن كانت وقتها لاحظته أو لاء،لكن رأها هو وشعر بغصه فى قلبه،شعر إنها مظلومه ب، أب يسير خلف ملذاته و أخ حقير يسير خلف انتقامه الأبله من أخته الذى كادت تصل للموت،لكن هى ماذا كان ذنبها فى ذلك،لكن هكذا هو الواقع،أبرياء يتحملون ذنوب ظالمين،بل ويدفعون ثمنها أحيانًا...بكسرة قلوبهم.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
فجرًا بالمشفى
وضعت سهيله إحدي يديها فوق تلك الطاوله، ثم وضعت رأسها فوقها تثائبت أكثر من مره تشعر بالإرهاق، أغمضت عينيها بنُعاس، لكن فتحتهما بإتساع، حين
دلفت أحد العاملات بالمشفى الى غرفة الطبيبات قائله:
فين الدكتورة سهيله الدسوقى، المدير المناوب عاوزها فى مكتبه.
نهضت سهيله تشعر بإرهاق وذهبت الى غرفته، دخلت بعد أن طرقت باب الغرفه، ترسم بسمه لكن إختفت حين وقع بصرها على ذلك الجالس الذى لمعت عينيه ورسم بسمه على وجهه، كانت بالنسبه لها بسمة بارده، لكن نهض المدير قائلًا: صباح الخير يا دكتورة، واضح إنك بتجهدي نفسك فى المستشفى، زى ما قال سيادة المحامي، والدليل إن ورديتك خلصت وإنتِ لسه فى المستشفى.
حيادت نظرها لـ آصف وقالت عكس ما تشعر به من إرهاق:
لاء أبدًا، انا مش بجهد نفسى بالعكس أنا بزيد خِبرة.
تبسم المدير قائلًا:
دى رسالة الطب، والأطباء الأكفاء.
نهض آصف راسمً بسمه:
بتصل على موبايلك بيديني مشغول قلقت عليكِ كمان إتأخرتِ فى الرجوع.
إرتبكت سهيله من نبرة آصف الناعمه بل والواثقه... صمتت.
بينما تبسم المدير قائلًا:
أكيد الدكتوره كانت مشغوله مع المرضى اللى هنا فى المستشفى.
تبسم آصف للمدير قائلًا:
بس كده كتير وإجهاد عالدكتوره المفروض إن نبطشيتها خلصت من ساعتين،لازم ترتاح هى كمان.
تبسم المدير قائلًا:
فعلًا كلام الباشا صح،المستشفى فيها دكاترة تانين.
إعترضت سهيله قائله:
بالعكس أنا مش حاسه بأي إجهاد،بس فعلًا إنتهت نبطشيتي بس كان فى مريض محتاج لرعايه وبقى كويس،مبقاش له لازمه أفضل فى المستشفى أكتر من كده،كمان وصيت واحده من الممرضات تهتم بحالته ولو حصل أى تطور تبلغني بيه عالموبايل لأن النهارده هبقى أجازة.
تبسم آصف وإقترب من سهيله وقف جوارها قائلًا:
قلبى كان حاسس عشان كده جيت عشان أخدك لمسكنا.
إزدردت سهيله ريقها ولم تستطيع الرد بسبب بسمة المدير،لا تود إثارة فضوله...
بينما نظر آصف للمدير قائلًا:
بشكرك.
اومأ الطبيب ببسمه، بينما نظر آصف لـ سهيله قائلًا:
مش يلا يا سهيله، كفايه سهر وإجهاد أكتر من كده.
غصبت سهيله غلى نفسها وصمتت وخرجت من غرفة المدير تسير وخلفها آصف، جزت على أسنانها وقالت له بغيظ:
أيه اللى جابك هنا ياآصف مش كفايه نقلتني لهنا غصب، كمان بتراقبني، وبكل بجاحه كمان جاي عشان تظهر نفسك الزوج الودود، الدور ده ميلقش عليك... قولت لك إبعد عن طريقي.
شعر آصف بوخزات قويه لكن قال ببرود:
أظن كفايه كده يا سهيله، أنا لغاية دلوقتي سايبك ومش عاوز أضغط عليكِ، و....
توقفت سهيله فجأه ونظرت له بإستهزاء تقول بتكرار:
تضغط عليا، واللى إنت بتعمله ده أيه، لما أتفاجئ بعد خمس سنين انى لسه على ذمتك، ولا قرار نقلي لهنا فى القاهره كمان اللى معرفش غرضك منه أيه.
تبسم آصف ببرود قائلًا:
عشان تبقى قريبه مني، قولتلك أنا مش هيأس.
زفرت سهيله نفسها وتركت آصف ودلفت الى غرفة الاطباء، سُرعان ما خرجت، تنهدت براحه حين لم تجد آصف،ربما غادر ، لكن زالت الراحه حين خرجت من المشفى وجدته يقف يتكئ بجسده على باب سيارته،تجاهلته عمدًا أشارت الى إحدى سيارات الأجره التى لم تتوقف لها شعرت بآسف،لكن إغتاظت حين إقترب آصف منها قائلًا:
سهيله إحنا قربنا عالفجر،والجو برد صعب تلاقى موصلات دلوقتي...خليني أوصلك.
تعصبت عليه قائله:
هتوصلني فين،طُرقنا مختلفه.
إبتلع آصف تلك الطريقه وجذبها من يدها قائلًا:
وقفتنا فى الطريق قدام المستشفى مش لطيفه، كمان الجو برد جدًا.
سحبها آصف عنوه الى سيارته وفتح لها الباب قائلًا:
آركبِ يا سهيله أنا مش هأذيكِ.
نظرت له سهيله بغضب قائله:
أنا أساسًا مشوفتش منك غير الأذيه، و....
قاطعها آصف حين أمسكها من عضدها وأخفض رأسها وجعلها تدخل الى السيارة عنوه، ثم أغلق السياره بجهاز التحكم الى ان دخل الى السياره من الباب الآخر ثم عاود إغلاق السياره إليكترونيًا، لكن رأى تلك النظره على وجه سهيله غص قلبه وقام بفتح زجاج شباك السياره المجاور لها قليلًا، يعلم رُهابها من الاماكن المُغلقه، بل الاسوء رُهابها منه هو... لكن سهيله لم تستسلم وكادت تفتح باب السياره، لكن
جذبها سريعًا من عضد يدها قبل أن تفتح باب السيارة
لحظات تلاقت عيناهم، رغم شعورة بوخزات فى قلبه من نظرة عينيها الخائفه، لكن تلك اللؤلؤه السوداء تُشبه حياته بدونها، هى الأخرى رغم رهبتها من مسكُه عضدها لكن إزدردت ريقها الجاف، تنظر لعيناه...
عيناه اللتان أخفاهم سابقًا خلف قناع أسود دمرها
لحظات كل منهم بداخله رغبه، هو يود أن يعود الزمن للخلف ويحذف تلك الليله القاسيه من قلبها،كذلك يتمنى قُبله ترد لهفة قلبه.
هى تتمنى أن تفقد الذاكره وتنسى أنه مر بحياتها.
زفرت نفسها بغضب وهى تنظر له قائله بتعسف:
إنت لسه عاوز مني أيه يا آصف.
نظر لها آصف قائلًا:
عاوز نبدأ من جديد.
تهكمت سهيله قائله:
والماضي إزاى هننساه، عندك جهاز تحكم يمحي الذاكرة.
نظر لها آصف قائلًا بإستفسار يتمني أن ترد عليه بما يُريح قلبه:
سهيله معتقدش إنك نسيتِ مشاعرك إتجاهي بالسهوله دى.
تهكمت سهيله قائله:
خمس سنين فاتوا مفكرنى هبكي عليك ولا أيه، سبق وقولتلك مشاعرى إتجاهك كُره.
إزدرد آصف ريقه وظل ينظر لعينيها قائلًا:
كدابه يا سهيله... فى عنيكِ نفس النظره اللى كنت بشوفها زمان، سهيله أنا بحبك.
تهكمت سهيله قائله:
وأنا بكرهك، هى قصة غصب والسلام...هتغصب عليا أحبك.
جذبها آصف عليه وقبلها على غفله منها ثم ترك شفاها ولم ينتظر رد فعلها
أدار مقود السيارة سريعًا قائلًا:
لاء برضاكِ طريقنا واحد يا سهيله.
تبسمت مى وأومأت رأسها بتعالى،عاود إبراهيم النظر لـ آصف الذى تجاهل ذالك،خرج إبراهيم من المكتب وأغلق خلفه الباب؛بينما نظرت مي لـ آصف الذى مازال جالسًا ببرود،وإقتربت تتهادى فى سيرها،قائله بغرور:
ليه بتتهرب مني؟.



تهكم عليها بإستهزاء قائلًا :
وهتهرب منك ليه،مديون ليكِ،أو مكسورة عيني قدامك. 



إقتربت أكثر منه وجلست أمامه على حرف المكتب،تحاول مُمارسة سحرها عليه كما تفعل مع غيره لكن هو تجاهل ذالك وعاد بمقعدهُ للخلف قليلًا،يقول:
أظن مفيش بينا غير المُعاملات القضائيه الخاصه بيك،ياريت ندخل فى المهم،حتى عشان وقتك.



تنهدت بضيق من تلك الطريقه الجافه التى يتعامل بها معها لم تُصادفها سابقًا،وهذا ما يُثيرها نحوه أكثر...حاولت أن تُظهر أنها الأقوى،ونهضت تسير بتهادي وشبه إغراء الى أن جلست على إحدى المقاعد أمام المكتب وجلست بدلال تضع ساق فوق أخري،يظهر مُعظم ساقيها الممشوقتين،وقالت:
هدخل فى الموضوع مباشرةً
أخويا شاكر.



ربما لديه خلفيه مُسبقه عن ما ستقوله لكن سأل:
ماله؟.



ردت بغضب:
البيه كان متجوز من حتة بت كانت بتشتغل سكرتيرة عنده...



قاطعها آصف ببساطه:
وفيها أيه،طالما إنسانه مُحترمة.



نظرت له بتعالى قائله:
إنسانه مُحترمه!
فى واحدة مُحترمه ترضى تتجوز فى السر من مديرها.



نظر لها آصف بإستحقار أليس هى من عرضت عليه الزواج عُرفيًا قبل فترة وجيزة،شخصيتها مزدوجه،بل مُشمئزه؛صمت ولم يُعقب،بينما هى قالت:
للآسف الجواز بينهم شرعي وتم على إيد مأذون،والبنت بسبب طمعها خلته كتب لها مهر كبير كمان مؤخر ده غير ڤيلا كبيره فى منطقه جديده،وطبعًا عشان يطلقها لازم يتنازل لها عن ده كله.



رد آصف:
ده حقها.



نظرت له بغضب قائله:
إنت بدافع عنها ليه،اللى يشوفك يقول المحامي بتاعها.



زفر آصف نفسه قائلًا:
أنا معرفهاش،بس طالما شاكر هينفصل عنها أقل شئ إنه يعطيها حقوقها،عالاقل كتعويض ليها.



-حقوقها،تعويض لها.
هكذا قالت مي بنزق قبل أن تُكمل بدونيه:
البنت دى لازم تتنازل عن الڤيلا كمان المؤخر وترجع المهر اللى دفعه شاكر.



تسأل آصف:
وشاكر موافق على كده.



نظرت مي بغيظ قائله:
غصب عنه موافق،البنت مش من مستوانا الإجتماعي،أنا مش عارفه ليه الرجاله دايمًا بتريل عالبنات الشعبيه اللى دون المستوي فيهم أيه يلفت النظر له،ولا هما اللى أذكياء وبيعرفوا يلعبوا على وتر النقص عند الرجاله،طبعًا تدعي الشرف لحد ما توصل لغرضها...وبعد كده تظهر حقيقتها الطماعه...بس للآسف بتكون وصلت لهدفها،والمغفل وقع فى الفخ.




        
          
                
إشمئز آصف من حديثها السافر والمُتحامل،قائلًا:
تمام خلي شاكر يتواصل بنفسه معايا وانا هستفسر منه أفضل...ونشوف حل مناسب بدون خساير للطرفين.



شعرت مي بعصبيه قائله:
ميهمنيش خسايرها،يهمني شاكر ينتهي من الجوازة دون المستوي من البنت الوضيعه دى.



رد آصف:
تمام،بس لازم أتواصل مع شاكر مباشرةً قبل ما أتخذ أى إجراء قانوني. 



تنهدت مي بزهق ونهضت من مكانها عاودت الذهاب الى طرف المكتب وجلست عليه تكاد تتمايل على آصف قائله بإغواء:
تمام هخليه يتواصل معاك،بس إنت كمان تقبل دعوتي.



لم ينظر آصف لها ونظر الى حاسوبه الخاص لكن سألها:
دعوة أيه.



وضعت مي يدها فوق كتف آصف تحثه على النظر لها  بإغراء قائله:
دعوة خاصه بعد بكره عامله حفله صغيرة تضم الحبايب... ومش هقبل أي إعتذار. 



رغم أنه بقرارة نفسه لن يحضر لكن تبسم بتجاوب فقط لإنهاء الحديث معها.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ
منزل أيمن
دلفت سهيله الى المنزل تشعر بالإرهاق 
توجهت نحو غرفة الجلوس، تبسمت بإرهاق قائله: 
مساء الخير، متجمعين عند النبي. 



تبسمت لها آسميه قائله بشفقه: 
يسعد مساكِ يا روحي تعالى أقعدى جنبي إرتاحي. 



جلست سهيله على الاريكه جوار أسميه التى ضمتها أسفل ذراعها وقبلت وجنتها قائله: 
واحشني أوي يا حبيبتى... منه لله اللى كان السبب فى بهدلتك دى، مس عارفه،المخفى آصف هيكسب من ورا  نقلك من المستشفى اللى كنتِ فيها هنا،لمستشفى فى القاهره،غرضه بهدلتك وخلاص مش مكفيه اللى...



صمت آسميه حين سأمت ملامح سهيله،بينما قالت هويدا:
غرضه واضح إنها تبقى قريبه منه.



-قريبه منه! 
هكذا قالت آسميه بإستهزاء بينما أكملت هويدا قولها:
هو ده التفسير الوحيد، وأنا رأيي أن سهيله المفروض تقعد معاه وتتكلم بهدوء يمكن توصل لحل سلمي معاه،لآن بعد اللى قاله المحامى إن قضية الطلاق ممكن تتطول لفتره مش قصيره.



تسرعت سحر بالرد:
لاء متقعدش معاه،إفرضي أذاها تانى،وإحنا مش مستعجلين عالطلاق. 



تهكمت هويدا قائله: 
معتقدش آصف هيأذيها تانى بدليل الليله اللى باتها هناك قبل كده هى قالت إنها نامت جنب الحجه شكران، ولما رجع النهار هو ممنعاش من أنها ترجع لهنا تاني، آصف لو فى دماغه شر كان أقل شئ  إنتهز الفرصه وغصبها تفضل معاه بحُكم بيت الطاعه. 



رد أيمن قائلًا: 
مكنش يقدر يعمل كده طالما سهيله رافضه، المحامى فسر لينا القضية  كامله. 
[بالعوده بالزمن لليوم التالى لعودة سهيله بعد لقائها مع آصف] 
بمكتب المحامى الخاص بها 
تسأل أيمن: 
أنا مش فاهم إزاي آصف قدر يتحايل عالقانون بالشكل ده، هو مش المفروض طلقها عند المأذون، كان المفروض، زى ما حالنا إخطار بالطلاق من المحكمه كان جالنا إخطار تانى بإنه ردها. 




        
          
                
رد المحامي  بتوضيح: 
هو أكيد فى إخطار المحكمه بعتته بس ممكن يكون على عنوان المحامي اللى كان معاه توكيل من الدكتورة، 
لأن فى فرق بين عِدة الشرع، وعِدة القانون، عِدة الشرع  تلات شهور من وقت الطلاق، أما 
.العِده فى القانون المصري بعد ستين يوم من الطلاق شبه بتنتهي  العِده أو بمعنى أصح العِده ممكن تكون فعلًا إنتهت عند البعض،لآن حسبة العِده المفروض تلات حيضات،ولو الحيض إتحسب علميًا على تمانيه وعشرين يوم يعنى حوالى،يعنى أقل من تلات شهور،كمان مكنش فيه حمل،فبتنتهي المده خلال ستين يوم فقط  ... ولازم عشان يرجعها تانى لعصمته يبقى بعقد جديد...وده اللى قدر يعمله بالتوكيل بتاع المحامي،لآن مثبوت إن  تاريخ رد آصف لعصمته مره تانيه وكان قبل بعد مرور خمسه وستين يوم، يعنى بعد  العِده الرسميه عند الحكومه... دلوقتي  اللى نقدر عليه رفض تنفيذ حُكم الطاعه ده لو آصف قرر إصدار قرار إلزام بتنفيذ الحُكم،كل اللى هنخسره وقتها هو  سقوط النفقه، وبرفع قضية الطلاق، كمان مفيش أى حقوق شرعيه ليكِ زى المؤخر. 



رد أيمن: 
أحنا مش بندور على نفقه ولا مؤخر إحنا عاوزين نخلص من التدبيسه دى، واكيد فى حل قانوني. 



رد المحامي: 
هو فى حل قانوني، بس الطلاق هياخد وقت شويه. 



تسألت سهيله: 
طب والخُلع. 



رد المحامي  بتوضيح: 
الخُلع ممكن آصف يتلاعب بيه ويطلب من المحكمه المُساكنه، ويقول حكم من أهله وحكم من أهلها. 



تسألت سهيله: 
قصدك أيه بالمُساكنه فى بيت واحد معاه... ده شئ مُستبعد تمامً. 



رد المحامي: 
للآسف ده اللى وارد يحصل لو طلبنا الخُلع لآن واضح إن آصف مُتمسك بيك،أو واخد الأمر تحدي،لو يحصل تفاوض خارج المحكمه بينكم ممكن يكون أفضل،لآن المحاكم أحبالها طويله وكل قانون وله ثغراته.



"كُل قانون وله ثغراته"
والقانون هو لعبة آصف الذى يُطوعه كيفما يشاء.



هذا ما فكر فيه أيمن وهو يعود 
يسمع قول هويدا:  
أنا من رأي المحامي،ولا إنت ليك رأي تانى يا رحيم،قاعد ساكت ليه.



إرتبك رحيم قائلًا:
سهيله حُره فى حياتها،وهى صاحبة القرار،أنا حاسس بشوية إرهاق هقوم أنام عشان عندي سفر الفجر لازم أكون  فى الكُليه بكره قبل التدريب الأول...تصبحوا على خير.



إستغربت هويدا رد رحيم الذى لم يُعطي رأيً ويُساند سهيله كما يفعل دائمًا،شعرت أن هنالك سببً،لكن نفضت عن رأسها،وهى تسمع قول سهيله:
أنا حاولت اقدم أجازة من الشُغل فى المستشفى، لحد ما أعرف ألغي النقل ده، أو حتى الاقى سكن مناسب يكون قريب من المستشفى دى بس للآسف،معظم دور المُغتربات اللى قريبه من المستشفى مشغوله الفتره دى،بسبب بنات الاقاليم  اللى فى الجامعات، كمان رصيد أجازاتي منتهي بسبب الفتره اللى كنت أخدتها أجازة الفتره اللى كانت قبل مُناقشة رسالة الدكتوراة،مفيش حل غير إن أخد أجازة بدون مرتب،انا مش تاعبني غير ورديات الشُغل فى المستشفى يعنى مقدور على نبطشية الليل اللى بتخلص الفجر تقريبًا،ممكن أفضل فى المستشفى لحد طلوع النهار،لكن باقى النبطشيات،وبالذات نبطشية المسا،هخرج من المستشفى بعد العشا هرجع هنا أمتى،كمان مواصلات الطريق...حاسه إن مفيش حل.




        
          
                
ردت هويدا:
بالعكس أنا شايفه الحل موجود...والتجربه مش هضرك...



قاطعتها آسميه بتعسف: 
لاء مستحيل، 
الطبع مش بيتغير، والمثل بيقول 
يموت الزمار وصوابعه بتلعب والواد آصف ده أنا محبتوش من الأول، قلبى إتقفل من ناحيته وكنت معارضه فى الجوازه، بس كل شئ نصيب. 



غص قلب سهيله وشعرت بندم فهي  فـ إصرارها على الزواج من آصف هى من دفعت ثمنه، ليتها كانت إمتثلت لرفضهم وقتها، ربما تجنبت ما حدث تلك الليله، وظل لـ آصف تلك المكانه الخاصه بقلبها وذكريات حُبها له فقط، دون أن تنمحي تلك الذكريات المُميزة وأصبح بُغضها له هو كل ما تشعر به نحوه. 
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بمطعم أحد فنادق القاهره
نهض مدحت مُبتسمً يقول: 
أنا شبعت،كمان مش هقدر أكمل سهر،هسبقك يا رومس على الأوضه،وخليكِ كملي سهر مع آيسر أنتم شباب زى بعض لكن أنا خلاص عجزت،كمان هضب شُنط السفر،خلاص الايام الحلوه بتخلص بكير،بكره  العصر راجعين ألمانيا.



نهض آيسر مُبتسمً،بينما كادت روميساء ان تعترض وتذهب مع مدحت،لكن ضغط مدحت على كتفها قائلًا:
لاء ضلي شوى وإستمتعي بالقاهرة وجمالها فى الليل ساحر...بس أنا عجزت وبقيت ما بتحمل السهر،والقاهرة يا محلى فيها السهر.



تبسمت روميساء،بينما إقترب مدحت من آيسر وهمس له قائلًا بمودة:
أنا عندى فيك ثقه بس  حاذر،روميساء وقت ما بتعصِب ما بتتفاهم وما بتشوف مين قدامها سهل تحدفك بأي شئ يقابلها.



تبسم آيسر،نظر الى مُغادرة مدحت،مد يده لـ روميساء قائلًا:
الجو الليله برد صحيح بس مفيش مطر،أيه رأيك نتمشى شويه فى القاهرة.



نظرت روميساء الى يد آيسر وتبسمت ثم وضعت يدها بيدهُ قائله:
تمام خليني إتمشى فى القاهرة الساحره كيف ما قال بابا.



سار الإثنين يتجولان بشوارع القاهره دون هدف فقط يسيران من مكان لمكان،لم يشعرا بالوقت ولا لأى مكان ساقتهم أقدامهم،بين أماكن راقيه وأماكن شعبيه مُحملة بعبق التاريخ والتآلف بين البشر والترحيب بمودة،لكن فجأه تبدل الطقس،وبدأت بوادر زخات للمطر،فى البدايه تجنب آيسر من ذالك المطر،لكن روميساء كانت تشعر بحاله غير طبيعيه تخلت عن الجمود والرسميه،وإختارت أن تعيش الجنان حتى لو للحظات،خرجت نحو الشارع وقفت تحت الأمطار،خلعت قفازي كفيها وضعتهم بجيب مِعطفها ورفعت يديها تستقبل زخات المطر حتى إمتلأ نصف كفيها تقريبًا،إرتشفت من تلك المياه،كذالك رفعت وجهها لآعلى تستقبل زخات المطر فوق وجهها،رغم برودة الطقس والأمطار لكن شعور غريب يدفعها مُتعه خاصه تشعر بها وهى تقف أسفل تلك الأمطار، بينما إقترب آيسر منها وتبسم على أفعالها ولعقها لتلك الزخات التى توقفت فوق شِفاها،تمني أن يكون مُطرًا يُلامس شفاها يتذوقها بإشتياق،ماذا لو فعل ذالك الآن،لكن عاد لعقله فهو بالقاهرة لو فعل ذلك لن يسطع عليه صباح شاركها لحظات الجنان يسيران أسفل زخات المطر،كآنهما عاشقان،وشعر كل منهم بمشاعر خاصه، يودان ان لا  تنتهي  هذه الليله،ولا تتوقف الأمطار،لكن لكل طريق نهايه،وصلا مره أخرى الى الفُندق،تبسمت روميساء،التى فجأه شعرت ببروده حين دلفت الى داخل بهو الفندق،كذالك آيسر الذى شعر بإفتقاد بعد ان توجهت روميساء نحو المصعد الخاص بالفندق وتركته،وغابت عن وجهه خلف باب المصعد،لم يستطيع الإنتظار،صعد سريعًا نحو سلالم الفُندق،ربما يسبقها ويصل قبل أن تخرج من المصعد،
كذالك روميساء بنفس الوقت قررت النزول مره أخري بالمصعد الى أسفل الفُندق 
لكن تآسفت حين فتحت باب المصعد ولم تجد آيسر ظنت أنه رحل،شعرت ببروده وعاودت الصعود بالمصعد مره أخري.




        
          
                
بينما آيسر وصل الى الطابق الموجود به غرفة روميساء،لكن وجد المصعد يصعد لآعلى وهى غير موجوده،شعر بآسف ربما تآخر وهى دخلت الى غرفتها،لم ينتظر وعاود النزول عبر السلالم... خابت أمال كل منهما للحظات، لكن كل منهم علم وتيقن أن هنالك مشاعر أصبحت حقيقيه بعد هذه الليله،إشتياق خاص كل منهما للآخر.     
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بأحد النوادي الليليه(كباريه) 
نهض واقفًا يستقبلها بترحاب خاص وخلع عن كتفيها المِعطف الثقيل واعطاها لأحد العاملين بالمكان ثم إنتظر جلوسها ثم جلس هو الآخر قائلًا:
لما إتأخرتِ قولت يمكن مي نسيت ميعادنا.



نظرت له مي بتعالي قائله:
لاء منستش بس كان عندي ميعاد تانى وإتأخرت شويه.



تبسم لها بمديح قائلًا:
ميعاد أيه ده اللى بسببه بقالى بنتظرك هنا  أكتر من ساعتين. 



ميعاد والسلام، المهم إنى جيت، ومعتذرتش. 



تبسم لها بقبول قائلًا بمفأجأه:
أيه آخر أخبارك مع "آصف شُعيب".



بضجر أجابته:
والموضوع ده يهمك فى أيه،قولى ليه حاطط آصف فى دماغك أوى كده،بينك وبينه أيه.



تهكم على جوابها قائلًا:
واضح إنه دخل مزاجك،شكلى إختارت الشخص الغلط؟.



سخرت مي قائله:
الشخص الغلط لأيه بالظبط،أيه الى عاوزه من آصف.



نظر لها بتريقه:
واضح إعجابك،ولا أقول إفتتانك بـ آصف بس يا ترا هو كمان مفتون كده.



نظرت له عينيها تشع غضبً:
بلاش تلف وتدور قولى كان هدفك أيه لما وجهت نظري له،أية اللي بينك وبيبنه وغايظك منه، معتقدش شُغل ولا هو من النوعيه اللى فى دماغك. 



نظر لها وتبسمت عيناه قائلًا! 
عاوز أعرف أيه هى نقطة ضعْف  آصف، بس واضح إن مالوش فى العاهرات. 



إغتاظت منه بسُحق ونهضت قائله: 
كمان مالوش فى اللى محسوبين عالرجاله بالغلط، بس هقولك نُقطة ضعف آصف هى الإكس بتاعته
طليقته بيحبها ومش شايف فى الدنيا غيرها، سلام وياريت بلاش تجي حفلة بكره،بالمره بلاش تتصل عليا تاني. 



غادرت مي بينما ضحك هذا يشعر بالغضب، يُفكر بمكر ثعلب كيف
يصتاد ثغرة لـ آصف الذى أصبح
غولًا بنظرة، لكن ربما آن آوان صيدهُ قبل أن يتوحش أكثر. 
ـــــــــــــــــــــــــــــــ
اليوم التالى 
قبل الظهر فى البنك
إنتهت شهيرة من تفقُد ذاك الصندوق الخاص  بها وأغلقتها وضعت الصندوق فى الخزنه الخاصه بها، ثم خرجت الى خارج الغرفه وتبسمت لـ عادل الواقف يستند بظهره على حائط   جانب الباب. 



رد لها الإبتسامه: 
حضرتك إنتهيتي. 



اومأت له برأسها، دخل خلفها وأغلق الخزنه بالمفتاحين، لكن إستغل عدم إنتباهها، وقام بغرس المفتاح الخاص بها بقلب قطعة صلصال ثم وضعها بجيبه وسلت المفتاح الآخر وذهب نحوها وأعطاها المفتاح الخاص بها. 




        
          
                
تبسمت وهى تسير لجواره يمدح فى تلك الصور الخاصه بهاالذى رأها فى إحدى المجلات، كانت تشعر بإنشراح وزهو كآنها مازالت صبيه فاتنه... خرجت من بهو البنك، وقف عادل على تلك السلالم ينظر لمغادرتها بسيارتها الفاخرة، ثم أخرج قطعة الصلصال ونظر لها مُبتسمً بظفر.



مساءً
بالشقه الذى يقطن بها 
صهر قطعه من الحديد حتى اصبحت سائله مثل المياة،جذب قطعة الصلصال وسكب بداخلها الحديد السائل بحذر ثم تركه فوق الطاوله ونهض...تمدد فوق الفراش عيناه مازالت على قطعة الصلصال،بوده أن يجف الحديد ويتماسك فى الحال...لكن لا مانع من الإنتظار،عقله يُفكر فى أن هنالك بتلك الخزنه الخاصة بـ شهيره سرًا.... لابد أن يكتشفه. 
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بـ مطار القاهرة 
كان الوداع المؤقت 
تبسم مدحت  وهو يُصافح آيسر قائلًا: 
والله إتمنيت إن الطقس ما يظبط والطياره تتأجل لبكره. 



تبسم آيسر وهو ينظر الى روميساء وكاد يقول له أنه كان يتمني نفس الامنيه، لكن يؤجل إقلاع الطائره الى أبعد أمد، لكن حانت لحظة الوداع المؤقت... 
تبسم آيسر قائلًا: 
أنا عندي رحلة بالطايرة لـ ألمانيا آخر الشهر، يعنى بعد تلات أسابيع، وإن شاء الله هاجي لحضرتك عشان نلعب جيم طاوله أعوض خسارتي الأخيرة. 



شعرت روميساء بنظرات آيسر لها داخلها تشعر بمشاعر تتفتح لأول مره، أصبحت فى وقت قليل تتقبل غلاسة آيسر بل وتشتاق إليها أحيانًا. 
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بالإمارات العربيه 
بأحد المولات الخاصه، كان يسير يتبضع بعض الهدايا الذى طلبها منه رحيم أن يأتى له بها معه وقت عودته الى مصر التى إقتربت 
لفت إنتباهه موقف قديم تكرر أمامه 
لـ فتاة وأخرى خبطت بها وقع الهاتف على الأرض وشبه تحطم ذكره بنفس اللقاء الأول بينه وبين يارا 
يارا هل مازالت تتذكرة بعد كل هذه السنوات،وآخر لقاء بينهم الذى كان من بعيد لا يعلم إن كانت وقتها لاحظته أو لاء،لكن رأها هو وشعر بغصه فى قلبه،شعر إنها مظلومه ب، أب يسير خلف ملذاته و أخ حقير يسير خلف انتقامه الأبله من أخته الذى كادت تصل للموت،لكن هى ماذا كان ذنبها فى ذلك،لكن هكذا هو الواقع،أبرياء يتحملون ذنوب ظالمين،بل ويدفعون ثمنها أحيانًا...بكسرة قلوبهم. 
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
فجرًا بالمشفى
وضعت سهيله إحدي يديها فوق تلك الطاوله، ثم وضعت رأسها فوقها تثائبت أكثر من مره تشعر بالإرهاق، أغمضت عينيها  بنُعاس، لكن فتحتهما بإتساع، حين
دلفت أحد العاملات بالمشفى  الى غرفة الطبيبات قائله: 
فين الدكتورة سهيله الدسوقى، المدير المناوب عاوزها فى مكتبه.



نهضت سهيله تشعر بإرهاق وذهبت الى غرفته، دخلت بعد أن طرقت باب الغرفه، ترسم بسمه لكن إختفت حين وقع بصرها على ذلك  الجالس الذى لمعت عينيه ورسم بسمه على وجهه، كانت بالنسبه لها بسمة بارده، لكن نهض المدير قائلًا: صباح الخير  يا دكتورة، واضح إنك بتجهدي نفسك فى المستشفى، زى ما قال سيادة المحامي، والدليل إن ورديتك خلصت وإنتِ لسه فى المستشفى. 




        
          
                
حيادت نظرها لـ آصف وقالت عكس ما تشعر به من إرهاق: 
لاء أبدًا، انا مش بجهد نفسى بالعكس أنا بزيد خِبرة. 



تبسم المدير قائلًا: 
دى رسالة الطب، والأطباء الأكفاء. 



نهض آصف راسمً بسمه: 
بتصل على موبايلك بيديني مشغول قلقت عليكِ كمان إتأخرتِ فى الرجوع. 



إرتبكت سهيله من نبرة آصف الناعمه بل والواثقه... صمتت. 



بينما تبسم المدير قائلًا: 
أكيد الدكتوره كانت مشغوله مع المرضى اللى هنا فى المستشفى. 



تبسم آصف للمدير قائلًا: 
بس كده كتير وإجهاد عالدكتوره المفروض إن نبطشيتها خلصت من ساعتين،لازم ترتاح هى كمان. 



تبسم المدير قائلًا: 
فعلًا كلام الباشا صح،المستشفى فيها دكاترة تانين.



إعترضت سهيله قائله:
بالعكس أنا مش حاسه بأي إجهاد،بس فعلًا إنتهت نبطشيتي بس كان فى مريض محتاج لرعايه وبقى كويس،مبقاش له لازمه أفضل فى المستشفى أكتر من كده،كمان وصيت واحده من الممرضات تهتم بحالته ولو حصل أى تطور تبلغني بيه عالموبايل لأن النهارده هبقى أجازة.



تبسم آصف وإقترب من سهيله وقف جوارها قائلًا:
قلبى كان حاسس عشان كده جيت عشان أخدك لمسكنا.



إزدردت سهيله ريقها ولم تستطيع الرد بسبب بسمة المدير،لا تود إثارة فضوله...
بينما نظر آصف للمدير قائلًا:
بشكرك.



اومأ الطبيب ببسمه، بينما نظر آصف لـ سهيله قائلًا: 
مش يلا يا سهيله، كفايه سهر وإجهاد أكتر من كده. 



غصبت سهيله  غلى نفسها وصمتت وخرجت من غرفة المدير تسير وخلفها آصف، جزت على أسنانها وقالت له بغيظ: 
أيه اللى جابك هنا ياآصف مش كفايه نقلتني لهنا غصب، كمان بتراقبني، وبكل بجاحه كمان جاي عشان تظهر نفسك الزوج الودود، الدور ده ميلقش عليك... قولت لك إبعد عن طريقي. 



شعر آصف بوخزات قويه لكن قال ببرود: 
أظن كفايه كده يا سهيله، أنا لغاية دلوقتي سايبك ومش عاوز أضغط عليكِ، و.... 



توقفت سهيله  فجأه  ونظرت له بإستهزاء تقول بتكرار: 
تضغط عليا، واللى إنت بتعمله ده أيه، لما أتفاجئ بعد  خمس سنين انى لسه على ذمتك، ولا قرار نقلي لهنا فى القاهره كمان اللى معرفش غرضك منه أيه. 



تبسم آصف ببرود قائلًا: 
عشان تبقى قريبه مني، قولتلك أنا مش هيأس. 



زفرت سهيله نفسها وتركت آصف ودلفت الى غرفة الاطباء، سُرعان ما خرجت، تنهدت براحه حين لم تجد آصف،ربما غادر ، لكن زالت الراحه حين خرجت من المشفى وجدته يقف يتكئ بجسده على باب سيارته،تجاهلته عمدًا أشارت الى إحدى سيارات الأجره التى لم تتوقف لها شعرت بآسف،لكن إغتاظت حين إقترب آصف منها قائلًا:
سهيله إحنا قربنا عالفجر،والجو برد صعب تلاقى موصلات دلوقتي...خليني أوصلك.



تعصبت عليه قائله:
هتوصلني فين،طُرقنا مختلفه.



إبتلع آصف تلك الطريقه وجذبها من يدها قائلًا: 
وقفتنا فى الطريق قدام المستشفى  مش لطيفه، كمان الجو برد جدًا. 



سحبها آصف عنوه الى سيارته وفتح لها الباب قائلًا: 
آركبِ يا سهيله أنا مش هأذيكِ. 



نظرت له سهيله بغضب قائله: 
أنا أساسًا مشوفتش منك غير الأذيه، و.... 



قاطعها آصف حين أمسكها من عضدها وأخفض رأسها وجعلها تدخل الى السيارة عنوه، ثم أغلق السياره بجهاز  التحكم الى ان دخل الى السياره من الباب الآخر ثم عاود إغلاق السياره  إليكترونيًا، لكن رأى تلك النظره على وجه سهيله  غص قلبه وقام بفتح زجاج شباك السياره المجاور لها قليلًا، يعلم رُهابها من الاماكن المُغلقه، بل الاسوء رُهابها  منه هو... لكن سهيله لم تستسلم وكادت تفتح باب السياره، لكن
جذبها سريعًا من عضد يدها قبل أن تفتح باب السيارة 
لحظات تلاقت عيناهم، رغم شعورة بوخزات فى قلبه من نظرة عينيها الخائفه، لكن تلك اللؤلؤه السوداء تُشبه حياته بدونها، هى الأخرى رغم رهبتها من مسكُه عضدها لكن إزدردت ريقها الجاف، تنظر لعيناه... 
عيناه اللتان أخفاهم سابقًا خلف قناع أسود دمرها
لحظات كل منهم بداخله رغبه، هو يود أن يعود الزمن للخلف ويحذف تلك الليله القاسيه من قلبها،كذلك يتمنى قُبله ترد لهفة قلبه. 
هى تتمنى أن تفقد الذاكره وتنسى أنه مر بحياتها.



زفرت نفسها بغضب  وهى تنظر له قائله بتعسف: 
إنت لسه عاوز مني أيه يا آصف. 



نظر لها آصف قائلًا: 
عاوز نبدأ من جديد. 



تهكمت سهيله  قائله: 
والماضي إزاى هننساه، عندك جهاز تحكم يمحي الذاكرة. 



نظر لها آصف قائلًا بإستفسار يتمني أن ترد عليه بما يُريح قلبه: 
سهيله معتقدش إنك نسيتِ مشاعرك إتجاهي بالسهوله دى. 



تهكمت سهيله  قائله: 
خمس سنين فاتوا مفكرنى هبكي عليك ولا أيه، سبق وقولتلك مشاعرى إتجاهك كُره. 



إزدرد آصف ريقه وظل ينظر لعينيها قائلًا: 
كدابه يا سهيله... فى عنيكِ نفس النظره اللى كنت بشوفها زمان، سهيله أنا  بحبك. 



تهكمت سهيله قائله: 
وأنا بكرهك، هى قصة غصب والسلام...هتغصب عليا أحبك. 



جذبها آصف عليه وقبلها على غفله منها ثم ترك شفاها ولم ينتظر رد فعلها
أدار مقود السيارة سريعًا قائلًا: 
لاء برضاكِ طريقنا واحد يا سهيله. 
«يتبع»  
ـــــــــــــــــــــــــ
فتحت سهيله عينيها حين شعرت بتوقف السياره نظرت الى الطريق،إستغربت وإعتدلت فى جلستها سائله: 
وقفت العربيه هنا ليه!. 



فتح صمام حزام الأمان الخاص به وأزاحهُ عن جسده وهو ينظر لها مُبتسمً قائلًا: 
جعان مأكلتش من بعد ما إتغديت إمبارح. 



عاودت النظر خارج باب السياره وتمعنت أنهم أمام أحد المطاعم الشعبيه،عادت بنظرها له بحُنق قائله: 
وهتاكل فى مطعم شعبي بيبيع فول وطعميه، مش من مقام سيادة المحامي المشهور. 



علم أنها تتهكم عليه لكن نفض ذالك، أراد الإستمتاع بالوقت أكثر، تقبل منها حديثها ببسمه قائلًا: 
ده أفضل مكان يفطر فيه المحامي المشهور عالأقل مش هلاقى اللى يزعجتي وهاكل براحتي من غير ما أبقى مُتكلف. 



زمت شفتيها  وإستهزأت به قائله: 
مُتكلف، دى من أكتر الصفات المُتمكنه منك. 



نظر لعينيها وتبسم قائلًا: 
عارف، أنا بقول كفاية كلام عالفاضي، بصراحة ريحة الأكل فى المكان  تجوع. 



لم ينتظر ردها وترجل من السيارة، ذاهبًا نحو الباب الآخر وقام بفتحه وإنحنى قائلًا بسؤال: 
أيه مش هتنزلى من العربيه. 



سخرت منه وزمت شفاها قائله: 
لاء مش جعانه، أنا أكلت فى المستشفى. 



تبسم ببرود قائلًا: 
تمام هجيب السندوتشات وناكل فى العربيه. 



زفرت بنرفزه قائله: 
قولتلك مش جعانه، وياريت كفاية تضيع وقت عالفاضي. 



إستقام مُبتسمً وذهب نحو المطعم الشعبي، طلب من النادل ما يُريده، ظل واقفً لدقائق، عيناه مُنصبه على السياره بتبسُم لـ سهيله  التى تنفُح أوداجها بالتأكيد تشعر بالضجر من الإنتظار... أعطي له النادل ما قام بطلبه، دفع له مبلغًا من المال، نظر له النادل قائلًا: 
ثواني وأجيبلك الباقى، رفع له يدهُ بـ لا ثم إنصرف نحو باب السياره المجاور لـ سهيله  وعاود فتحه ومد يده بذلك الكيس البلاستيكِ، بضجر أخذته منه ووضعته على المقعد جوارها وتنهدت بضيق... 
تبسم آصف  وأغلق باب السياره وذهب نحو الباب الآخر دلف الى السياره وأغلق الباب خلفه، نظر الى الطعام قائلًا: 
ريحة الاكل تغوي. 



تهكمت ساخره: 
مش خايف الاكل،يجيبلك تسمُم،أكيد معدتك مش متعودة عالنوعيه دى من الأكلات،كمان ده مش  مطعم فاخر ومش لابسين فى إيديهم جونتيات. 



تبسم وهو يفتح كيس الطعام قائلًا بقصد: 
وهخاف ليه، والله لو جالي تسمُم، معايا دكتورة، رغم إنى عندي شك إنها ممكن تسعفني. 



قطبت بين حاجبيها وقالت بتأكد: 
لاء ده أكيد مش شك، إنت آخر واحد تهمني صحته. 



سأمت ملامحه للحظه كذالك غص قلبه لكن عاود رسم البسمه على وجهه قائلًا:
أنا جعان وكُل اللى بفكر فيه دلوقتي هو ريحة الأكل،ومش مهم أيه هيحصل بعدين،وعلى فكره عملت حسابك فى السندوتشات،لآنى متأكد إنك جعانة...وبقول بلاش إعتراض خلينا نأكل سوا زى زمان.

    
رد بتعسُف وعصبيه:
قولت زى زمان، وأنا قولتلك مش جعانه... كُل لوحدك. 



إستسلم لرغبتها وشرع فى تناول الطعام،بينما هى بالفعل جائعه،وكآن حاسة الجوع إزدادت لديها،بسبب رائحة الطعام ،لكن آبت أن تمد يدها الى الطعام،لكن تبسم آصف حين ظهر على وجهها إشتهائها للطعام...أخد أحدي الشطائر ومد يدهُ بها،كادت أن تعترض لكن أمسك آصف يدها ووضع الشطيرة بها ثم تركها بيدها، للحظه إرتجف جسدها من إمساك آصف يدها، لكن زالت الرهبه حين ترك يدها،شعر آصف برجفة يدها،شعر بوخزات فى قلبهُ،لكن تبسم على  تردُدها
فى الأكل،أشار لها بيده أن تُشرع فى تناول الطعام قائلًا:
على فكرة طعمه حلو جدًا،وكمان جبتلك سلطة عارف إنكِ بتحبيها.



نظرت له بإستهزاء،أمازال يتذكر ماذا تُحب...لكن بدأت بتناول الشطيرة برويه حتى أنهتها رغم أنها مازالت جائعه لكن مازالت تآبى،تبسم وهو يُعطي شيطرة وأخرى حتى شعرت بالشبع وهو كذالك.
جذب علبة المحارم الخاصه بالسيارة ،بالصدفه بنفس الوقت فعلت سهيله نفس الشئ تلامست أناملهم سُرعان ما سحبت سهيله يدها،بينما سحب آصف محارم ونظف فمهُ ويديه بها، ثم سحبت سهيله محارم هى الأخرى، قائله: 
أظن كفاية كده أكلنا وشبعنا ياريت تكمل الطريق... إنت قولت إنك هتوصلنى للبلد. 



أشعل مُحرك السياره قائلًا: 
تمام. 



عاود آصف قيادة السياره،وسط صمت يسود بينهم  لكن بعد وقت توقف مره أخرى حين إقترب أن يصل الى البلده... تنرفزت سهيله قائله: 
وقفت تانى ليه، عالعموم كويس إحنا على مشارف البلد أكمل الباقى مشي والنهار قرب يطلع. 



قالت سهيله هذا وكادت تفتح باب السياره، لكن أمسك آصف عضدها، شعرت بالغضب ظنًا أنه قد يجذبها ويُقبلها مره أخري، لكن هذه المره لن تكتفي بصفعه... لكن آصف خيب توقعها قائلًا برجاء: 
سهيله كل اللى بطلبه منك فرصه، ومتأكد أنها هتكون فى صالحنا إحنا الاتنين، هوافق على أي شرط قصاد قبولك. 



رغم نبرته الهادئه والمُترجيه لكن سحبت  يدها وقالت بتعسُف: 
قولتلك كفايه آلاعيب يا آصف مُتاكده الواسطه اللى نقلتني من المستشفي اللى كنت بشتغل فيها هنا تقدر ترجعني مكاني تاني. 



تنهد آصف قائلًا بعناد: 
مكانك جنبك يا سهيله  وفكرى وهنتظر ردك. 



صمتت سهيله تشعر بضجر من فرض نفسه وهيمنته كذالك بداخلها تشتُت... عاود آصف قيادة السياره، لكن شعرا الإثنين بوخزات قويه حين مرا من أمام سرايا شُعيب، أغمضت سهيله عينيها للحظات تشعر بقسوة تلك الليله التى مرت بها بداخل هذا المكان، سارت رجفة بجسدها، وقالت بإصرار: 
كفايه وقف العربيه ونزلني هنا بيت بابا قريب من هنا. 



كذالك آصف شعر بالبُغض من نفسه كذالك شعور بالندم يهدم قلبهُ، غصبً توقف بسبب إصرارها، ترجلت سريعًا من السياره سارت دون النظر خلفها، تعلم أنه مازال يتعقبها بالسيارة... الى أن دلفت الى منزل والداها، تنهد بغصات قويه تضرب قلبه،
كذالك آصف يتمني أن تُعطيه سهيله فُرصه أخرى قد يُكفر عن خطأوه الفادح بحقها... بينما دلفت سهيله الى منزل والداها توقفت للحظات تستنشق الهواء حتى هدأت أنفاسها، فتحت باب المنزل الداخلي، ودلفت كانت لا تود أن تُقابل أحد والديها، لكن رسمت بسمه حين رأت سحر تخرج من المطبخ، قائله: 
صباح الخير يا ماما أيه اللى مصحيكِ بدرى كده.




        
          
                
تبسمت لها سحر بموده وردت عليها الصباح ثم قالت بسؤال: 
غريبه أنا قولت مش هتجي قبل الساعه تمانيه أو تسعه الصبح. 



توهت سهيله قائله: 
مقولتليش أيه اللى مصحيكِ بدرى؟. 



ردت ببساطه: 
حسام صحانى من شويه جبت له كوباية لبن شربها وشكله مزاجهُ رايق ومش عاوز ينام تاني حتى باباكِ صاحي هو كمان. 



إبتسمت سهيله قائله: 
أما أدخل أصبح عليهم. 



دلفت سهيله الى غرفة والداها تبسمت حين رأت حسام يجلس على ساقي أيمن المُمدده فوق الفراش، تبسم لها أيمن قائلًا: 
صباح الخير، تعالى يا سهيله شوفى إبن أختك صاحي وعاوزني ألعب معاه مش مراعي إني بقيت راجل عجوز. 



تبسمت سهيله لـ حسام الذى نهض من فوق ساقي أيمن ووقف على الفراش ينتظر إقترابها حتى يُلقي بنفسه عليها، تبسمت  وهى تتلقاه بين يديها، قبلت وجنتيه بمحبه قائله: 
والله إنت على رأي تيتا آسميه خساره فيهم. 



جلست سهيله على الفراش وفوق ساقيها حسام، إقترب أيمن منها ووضع يدهُ على كتفها بحنان قائلًا: 
والله حسام ده أحلى حاجه جت من ناحية هويدا، أهو بيسلينى أنا وسحر، غير لو مش هو كان فاتني صلاة الفجر وجت علينا نومه، هو لما صحانا من النوم كسبنا بركة صلاة الفجر. 



تبسمت سهيله وهى تشعر بتقبيل حسام لوجنتيها، رحبت سهيله بذالك مُبتسمه، بينما غص قلب أيمن كذالك سحر الذى دخلت للغرفه قائله: 
طالما صاحين أنا حضرت الفطار فى المطبخ خلونا نفطر سوا. 



نهضت سهيله وضعت حسام على الفراش تتثائب قائله: 
لاء أنا مش جعانه،إفطروا أنتم  ألف هنا... أنا حاسه بإرهاق من السفر والسهر هروح أغير هدومى وأنام...أصحى بعد الضهر تكون ماما حضرت الغدا... أتغدا وأنام تاني. 



تبسم لها أيمن كذالك سحر التى تنهدت بإشفاق عليها، غادرت سهيله الغرفه، بينما نظر ايمن لـ سحر يشعر بغصه فى قلبه: 
سبحان الله حسام فى قلبه حُب وأُلفه  لـ سهيله أكثر من هويدا أمه الحقيقيه،بتشوفيه لما تكون هويدا هنا يسيب حد فينا ويروح يقعد على رجليها.



تنهدت سحر بآسف قائله:
فعلًا،بس ده مالوش علاقه بإن هويدا هى أُنه الحقيقيه، العلاقه تعود وحنان كمان هويدا شبه قطعت العلاقه بينها وبين إبنها بمجرد ما ولدته، ساعات ببقى عاوزه أقولها تهتم شويه بإبنها بس بخاف تفكر إنى مش عاوزه أهتم بيه،والله نفسي سهيله تخلف ويبقى لها ولاد،،يمكن وقتها ترجع تحس بالحياه من تاني، أنا لما كانت واقفت على أنها تتجوز من بيجاد قلبي إنشرح وقولت دُعا أمى لها هيتحقق، وهتلاقى اللى يعوضها، ظهر آصف من تانى وفاجئنا إنها لسه مراته وكمان هى عقلها إتبرجل، وجه كمل كمان ونقلها من المستشفى اللى كانت بتشتغل فيها هنا، لمستشفى بعيد، كفايه بس بهدلة السفر كم ساعه رايح جاي. 




        
          
                
تنهد أيمن بآسى قائلًا: 
والله ما عارف قصة آصف دى هتخلص على أيه،بسأل نفسى هو بيعمل كده ليه،ولو بيحبها كان عالأقل صانها من البدايه ومكسرش قلبها وإتسبب لها فى عُقده نفسيه،أوقات بحس إنها بتخاف إنى أقرب منها.



تنهدت سحر هى الآخرى بآسى قائله: 
والله وأنا كمان أوقات بحس معاها نفس الشئ، حتى أوقات بحس إنها بتتهرب من أنها تقعد معايا، وتتحجج بأي حاجه ولما بدخل عليها الاوضه بلقاها نايمه، أو سرحانه، اللى مرت بيه مكنش سهل، من أول الفترة اللى قضتها فى السجن، وبعدها جوازها من آصف إللى فكرت إنه كان فرصه ليها تثبت برائتها، هو صدمها بخداعه ليها، وياريته سابها فى حالها تكمل حياتها، راجع تاني ينغص عليها... مفيش بتقدر تطلعها من حالتها دى غير أمي، ولما قولت ليها تجي تعيش معانا هنا فى الدار تبقى جنبها بإستمرار قالتلى لاء هى مش هتسيب دارها وتجي تعيش فى دار بنتها الناس يقولوا عليها أيه عايشه عاله على جوز بنتها...سهيله هى اللى تروح تعيش معاها،بس سهيله قالت مواعيد شُغلها مش هتقدر تتحملها أمي. 



تبسم أيمن قائلًا: 
والله ما حد عارف مين اللى عاله على مين، عمتي ياما وقفت جنبي، كفايه قبلت زمان بجوازي منك وانا لسه يادوب متخرج من الجامعه حتى الدار اللى كنت وارثها عن أبويا كانت آيله للسقوط، وبقت تدبر لى القرش عالقرش لحد ما بنت أول دور فى الدار دى، وعشنا فيها وربنا رزقنا بتلات عيال الحمد لله، بحمد ربنا عليهم، يمكن مشكلة سهيله كانت كبيره صحيح، بس ربنا لطف بيها، كمان كفايه أنهم محترمين وبيحبوا بعض،ونفسي هويدا تبقى معاهم. 



بينما سهيله دخلت الى غرفتها ألقت بجسدها فوق الفراش،تشعر بتوهان ماذا تفعل،آصف يُضيق عليها الخِناق بتمسُكه بها كزوجه له،كذالك طريق المحاكم كي تعثر على طلاق  نهائى منه يحتاج لوقت بعيد، مع شخص مثل آصف قادر على التلاعُب بثغرات القانون وتطويعها لمصلحته،زفرت نفسها لم يعُد أمامها سوا طريق واحد لكن قبل أن تتخذ القرار لابد من معرفة رد والدايها.



بينما آصف بمجرد أن غابت سهيله عنه حين توارت داخل منزل والدايها شعر كآن البرد سكن ضلوعه،لكن عاود السير بالسيارة للعوده الى القاهره،لكن نظر عبر مرآة السياره الاماميه،رأى نفس السياره الذى لاحظها  حين توقف أمام المطعم، كذالك تتبعته الى البلده، حاول السير عبر طُرق مختصرة  كى يتأكد من حدثه، عن قصد إبتعد عن تلك الطُرق المُختصره وسهيله معه كان يود بقائها معه لأطول فتره، بل يريد أن تبقى معه طوال الوقت، تأكد حدثه السياره مازالت تتبعه، إذن أصبح لابد من الإحتياط... فمن الذى يتتبعه وماذا يُريد. 
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ 
بعد الظهر 
بمنزل أيمن. 
فتحت سهيله عينيها بسبب ذلك الضوء الذى إخترق الغرفه كذالك ضحكات ذلك الصغير المشاغب وهو يدور بالغرفه، تبسمت حين سمعت آسميه تقول: 
يسعد مساكِ بالورد نوم العوافي حبيبتي، أيه قربنا عالعصر، هتفضلي نايمه كده ومش هتقعدى معايا شويه قبل ما أروح لداري. 




        
          
                
تمطئت سهيله بمرح قائله:
والله يا تيتا أنا عاوزه أنام ما أقوم غير بعد يومين جسمي مكسر من سهرة إمبارح فى المستشفى.



نظرت لها آسميه بشفقه قائله:
منه لله اللى كان السبب،يلا قومي أنا كنت عامله الكيكه اللى بتحبيها وجيبت لك منها ومدرياها من سحر لا تاكلها،ولا تدي منها لـ هويدا.



تبسمت سهيله قائله:
وهى هويدا مش حفيدتك هى كمان.



ردت آسميه بلا مبالاه ثم بآسى:
لاء دى غتوته وعاوزه تكوش على كل حاجه،مش زيك بترضى بالقليل،حتى القليل مستكتر نفسه عليكِ،يلا قومي إتوضى وصلِ الضهر وبعدها إتغدي،وحلي بالكيكه.



تبسمت سهيله على حسام الذى وضع يدهُ بيد آسميه التى إبتسمت له قائله:
إنت حبيبي تعالى هديك حتة كيكه.



لمعت عين سهيله ببسمه،فكيف لجدتها التى  لا تشعر بالأُلفه بينها وبين هويدا عكس ذلك الطفل التى تُحبه وتُدللهُ.



بعد قليل بغرفة الجلوس 
سخِرت آسميه من هويدا التى جاءت همست بصوت مُنخفض:
يا قاعدين يكفيكم شر الجاين ولو بزيارة.



سمعتها سحر التى كانت تجلس جوارها نظرت لها بعتب،تغاضت آسميه عن نظرتها لها،بينما قالت هويدا:
غريبه قولت سهيله إمبارح كانت نبطشيه وأكيد راجعه البيت عالصبح،قولت هتقضي اليوم كله نوم.



ردت سهيله بتلقاىيه:
أنا راجعه من بعد الفجر ونمت يادوب صاحيه مبقليش ساعه.



إستغربت هويدا سأله:
واصله بعد الفجر إزاي لقيتِ مواصلات،ولا جايه فى تاكسي من القاهرة لهنا،كده مرتبك مش هيقضيكِ أسبوع عالموصلات.



إرتبكت سهيله قائله:
لاء مش جايه فى تاكسي....



توقفت سهيله للحظه حثتها هويدا أن تستكمل قائله:
أمال جايه فى أيه؟



إستطردت سهيله حديثها تنظر لهم بترقُب:
آصف هو اللى وصلني لهنا.



نظرن سحر وآسميه بترقُب كذالك ايمن بينما هويدا قالت ببساطه:
والله كتر خيرهُ مش عارفه ليه إنتِ قدامك فرصه وبتتخلي عنها بمزاجك.



نظرت لها آسميه بنزق قائله بإستخبار:
فرصة أيه اللى ليها معاه،ما هو السبب فى شحتتها دى،مش هو اللى إستخدم ألاضيشه وخلاهم نقلوها لهناك.



نظرت لها هويدا بإستهزاء قائله:
مستشفيات القاهرة أشهر من مستشفيات كفر الشيخ،كمان هو لو كانت نيته سيئه أقل شئ مكنش عبرها وراح لها المستشفى،كمان كان غصب عليها ببيت الطاعه حتى لو هى رافضت التنفيذ،كمان المخامى قال على ما قضية الطلاق تحكم فيها وقت لأن مفيش سبب قوى قدام القاضي يخليه يحكُم بالطلاق مباشرةً.



إستهزأت آسميه قائله:
واللى حصل منه زمان مش سبب قوي.



ردت هويدا:
سبب قوي،بس فين الدليل والمحكمه ليها بالدليل،وكمان أنا فى رأيي أن آصف وقتها كان معذور،اللى إتقتل كان أخوه،وسهيله كانت المتهمه،ولوعة قلب مامته وباباها  وقتها كانوا مآثرين على عقلهُ.




        
          
                
إستهزأت آسميه قائله:
ده عُذر أقبح من ذنب،وما علينا المهم أكيد هو موصلكيش بدون سبب،وأكيد إتكلم معاكِ،قالك أيه؟.



تذكرت سهيله حديث آصف معها 
بالعوده بعد أن  قام بتقبيلها
 قاد آصف السياره سريعًا لكن كانت يد سهيله كانت أسرع حين تهجمت عليه بغضب مما جعله يُطفئ مُحرك السياره وينظر لها،لكن فجأته بصفعه دون قصد منها على جانب وجهه،للحظه تبدلت ملامحه وظنت أنه لن يتوانى فى الرد على صفعتها،لكن آصف حاول كبت غضبه من تلك الصفعه وأمسك مِعصميها بقوه سُرعان ما تراخت قبضة يده حين رأي نظرة الهلع فى عينيها،ربما تلك القبضه ذكرتها بالأصفاد الذى وضعها سابقًا حول مِعصميها،شعر بغصه قويه فى قلبه وأغمض عينيه يُلجم غضبهُ،لكن سحبت سهيله يديها من يديه قائله بعصبيه وآمر:
آصف إفتح مسوجر العربيه عاوزه أنزل.



للحظه تعصب آصف قائلًا  بتجبُر: 
لاء يا سهيله مش هتنزلي من العربيه وهتسمعيني للآخر، لآنى لغاية دلوقتي سايبك على راحتك، ومش عاوز أضغط عليكِ. 



تهكمت سهيله بسخريه قائله: 
سايبني على راحتِ عالآخر، لاء كتر خيرك، آصف.... 



تعصب إصف وضرب بيده مقود السياره قائلًا:. سهيله قولت إسمعيني للآخر، قولتلك قبل كده مستحيل أضرك تاني. 



تهكمت سهيله قائله: 
قولتلك مش عاوزه أسمعك، مستحيل أصدق كلامك الناعم  مره  تانيه.



إزدردت آصف ريقه بغصه مُره قائلًا:
سهيله أنا هقدملك عرض ومتأكد هتوافقي عليه.



تهكمت سهيله صامته كآنها لا تريد السماع له،زفر آصف نفسه قائلًا:
الشقه اللى أنا عايش فيها معايا ماما وكمان صفوانه،والشقه واسعه يعنى....



قاطعته سهيله بعصبيه قائله:
يعني أيه،أجي أعيش معاك فى الشقه،يبقى بتحلم أنا مبقاش عندي أى ثقه فيك،اللى يحكُم ظلم صعب آآمن له. 



شعر آصف بوخزات قويه فى قلبه، بينما صمتت سهيله للحظات وفكرت ثم إستطردت حديثها: 
تمام يا آصف مش إنت كل الافعال الخسيسه اللى بتعملها دى عشان أستسلم وأجي أعيش معاك فى الشقه بتاعتك الواسعه زى ما قولت، تمام أنا موافقه بس ليا شروط. 



إنشرح قلب آصف قائلًا: 
موافق على أى شروط هتقوليها. 



تهكمت على بسمته قائله: 
كويس إنت قولت إنك موافق من قبل ما تعرف شروطِ 
الشرط الأول مستحيل أنا وإنت يجمعنا أوضه واحده إنت قولتها الشقه واسعه، هيبقى ليا أوضه خاصه بيا وإنت ممنوع تدخلها نهائيًا، كمان طنط شُكران تفضل معانا فى الشقه هى وخالتي صفوانه، وكمان شُغلي فى المستشفى متدخلش فيه تاني،  حتى لو إتأخرت فى الرجوع أو حتى نمت فيه.



زفر آصف نفسه بإمتثال قائلًا:
تمام موافق على شرط يكون ليكِ أوضه خاصه،كمان إطمني ماما وصفوانه مش هيسيبوا الشقه،لكن شُغلك فى المستشفى مش هسمح لك تجهدي نفسك أكتر من الازم،وكمان سهل أجيبلك إعفا من وردية السهر.




        
          
                
ردت سهيله بغضب قائله:
قولتلك تبطل تدخل فى شوؤني الخاصه،إعتبر إننا مجرد سُكان فى مكان واحد مش أكتر.



 فكر آصف،لو عارض الآن ربما يخسر تلك الفرصه مع سهيله،إمتثل غصبً وأومأ برأسه مُستسلمً:
تمام موافق.



عاود آصف تشغيل مُحرك السياره، وسار بها قليلًا،نظرت سهيله للطريق وسألته: 
إحنا رايحين  فين؟. 



رد آصف ببساطه: 
رايحين الشقه. 



قالت سهيله بتسرُع: 
لاء طبعًا، لازم أخد إذن بابا الاول ويكون عارف  ولو رفض، يبقى تنسي الكلام اللى قولتهُ. 



أوقف آصف السياره ونظر لـ سهيله قائلًا: 
لاء مش هنسي الكلام اللى قولتيه ده إتفاق بينا، وأعتقد باباكِ لو لقاكِ مُقتنعه مش هيعارض، عالعموم تمام هوصلك للـ البلد بس هستني منك إتصال بالموافقه. 
عوده... 
سردت سهيله ذالك دون ذكر قُبلته لها، عارضتها آسميه قائله: 
لاء طبعًا ده مستحيل، إفرضى كان بيكذب وبعد شويه شُكران وصفوانه سابوا الشقه ورجعوا لهنا تانى فى السرايا. 



ردت سهيله  بتردُد: 
سألته قالي مامته سابت السرايا وعايشه معاه من خمس سنين فى الشقه حتى أخوه كمان عايش معاهم. 



إستغربت هويدا ذلك سأله: 
مش فاهمه،يعنى مامته  وباباه إنفصلوا عن بعض ولا أيه. 



ردت سهيله: 
معرفش هو أكدلى كده. 



شعرت هويدا بفضول، لكن إنشرح قلبها لو صدق توقعها. 



بينما عارض أيمن كذالك سحر التى نظرت لـ آسميه ظنًا أنها ستساندهم فى المعارضه لكن سألها أيمن: 
ساكته ليه يا عمتِ. 



نظرت له بتفكير قائله بدهاء: 
ساكته عشان بدورها فى دماغي. 



إستغرب الجميع من ذلك وسألتها سحر: 
بدوري أيه؟. 



ردت آسميه بمكر: 
مش آصف معارض فى الطلاق، وكمان بيستخدم نفوذه فى الضغط علينا أنا بقى هوافق سهيله تروح تعيش فى الشقه اللى بيقول عليها دى. 



للحظه إستغرب الجميع قبل أن تسطرد آسميه حديثها: 
بس أنا كمان هروح أعيش مع سهيله  هناك فى الشقه معاهم، مش بتقولى الشقه واسعه وأنا مش هحتاج لمكان هنام جنب سهيله فى نفس الأوضه. 



تغضنت ملامح هويدا قائله: 
هتروحى تعيشي فين، دول راجل ومراته.



ردت آسميه: 
وماله، شُكران وصفوانه حبايبِ، وأنا هعيش مع سهيله  وأنا اللى هصرف على إحتياجاتي يعني مش هيتزكا عليا من جيبهُ إبن أسعد شُعيب... إتصلي عليه وقولى له كده وافق تمام، موافقش يبقى ينسي. 



إستهزات هويدا بذالك بينما
رحبت سهيله كذالك أيمن وسحر يعلمون مكر آسميه. 
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ 
مساءً
بمقر أسعد  الخاص بالبلد




        
          
                
دلفت هويدا الى مكتبه مباشرةً تقول بدلال: 
كان نفسى أكون أول من يهنيك بفوزك فى الإنتخابات سبق وقولتلك مُتأكده إنك هتفوز بالأغلبيه.



نهض من خلف مكتبهُ مُبتسمً يُرحب بها قائلًا  بحفاوة،وهو يوجهها للجلوس الى إحد المقاعد وجلس مقابل لها على مقعد آخر: 
إعتبري نفسك أول من هناني، رغم إنى كنت عاتب عليكِ، سبق ووافقتِ على عرضي بالشغل مع مدير الحسابات،ولغاية دلوقتي لسه مستلمتيش الشغل معاه. 



ردت بتبرير كاذب، فهى ترسم الدلال: 
إبني كان مريض، ولازم أرعاه، كمان سهيله  أختي  ومشكلتها مع آصف،أنا مش عارفه إنت كنت عارف أن سهيله لسه على ذمته ولا لاء،بس أهو الحمد لله وصلوا لحل مناسب. 



تسرع أسعد سألًا: 
وايه هو الحل المناسب اللى وصلوا  له... هيطلقوا تاني؟. 



ردت هويدا: 
لاء سهيله  هتروح تعيش معاه فى شقته، بس غريبه هو قالها إن الحجه شكران وكمان الخدامه هيعشوا معاهم...هى مش الحجه شكران كانت عايشه هنا فى السرايا بس بقالى فتره طويله مش بشوفها فكرتها عيانه.



شعر أسعد بالإرتباك قائلًا:
لاء عايشه فى القاهره،إنتِ عارفه آصف بعد ما ساب الشغل فى القضاء وهو إستقر فى القاهرة،وكان محتاج اللى تهتم بيه هناك،وهى راحت تعيش معاه،بس إحنا على تواصل.



تبسمت هويدا،وإستشفت من رده أن يكون حدثها حقيقيًا، شعرت بإنبساط قليلًا، بينما نهضت واقفه قائله: 
أنا باركت ومش لازم أضيع وقتك أكتر من كده، عارفه إن فى إحتفال عشان فوزك فى الإنتخابات.



نهض هو الآخر قائلًا:
فعلًا للآسف،بس كلامنا لسه له بقيه،عشان نتفق إمتي هتبدأي فى الشغل مع مدير الحسابات.



ردت عليه ببساطه:
أكيد قريب جدًا.



تبسم أسعد وهو يُصافح هويدا قائلًا:
تمام أنا فضيت من دوشة الإنتخابات،وبعد كده هيبقي معظم وقتِ فى القاهرة،أتمني يكون الرد سريع،لأن مدير الحسابات كلمني فى الموضوع ده،وقولت له ينتظر.



تبسمت له قائله:
لاء أنا تقريبًا ظبطت أمورى كويس،وأكيد الأيام الجايه هسافر القاهرة،بس ياريت توصي مدير الحسابات عليا،إنت عارف إن فى فرق فى التعاملات الماليه،بين الشركات الخاصه والبنوك الحكوميه.



رد أسعد:
لاء إطمني أنا قولت له إنك على ضمانتِ الشخصيه.



تبسمت له بدلال قائله بثقه:
وأنا قد ثقتك فيا.



ترك يدها مُبتسمً وهى تُغادر المكتب ثم جلس مره أخري على المقعد،وإبتسم بإستهزاء قائلًا:
قدرت توصل تانى الود بينك وبين سهيله يا آصف،وطبعًا شُكران ليها دور كبير،حمامة السلام،اللى مفكرتش السنين اللى فاتت بس تتصل عليا،يمكن كانت صلحت الأمر بيني وبينك.



تنهد أسعد يشعر ببعض البؤس،  ربما فى البدايه لم يكُن يهتم، لكن مع مرور الوقت لا ينكر  جفاء آصف يحز فى نفسه.  
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بعد مرور عشر أيام  
بحوالى العاشرة صباحً
بإحدي العيادات الخاصه بدكتور متخصص فى مجال التجميل... 
تبسم بترحاب قائلًا  بمجامله: 
مدام شهيرة العياده نورت.




        
          
                
تبسمت وهى ترفع لها يدها بدلال قائله:
شكرًا لذوقك.



تبسم بترحاب وهو يُقبل يدها قائلًا:
من فترة طويله منورتيش عيادتي المتواضعه.



تبسمت له قائله:
كنت مشغوله أوى الفترة اللى فاتت.



تبسم لها بمديح قائلًا: 
أنا دايمًا متابعك،والفترة اللى فاتت كُنتِ مُبهرة. 



تبسمت له قائله بغرور: 
فعلًا  وده السبب اللى خلانى جيت للعيادة النهارده، عاوزه أعمل شويه رتوش كده. 



تبسم لها بمجامله قائلًا: 
رتوش أيه، الجمال ده مش محتاج لدكتور تجميل ده محتاج لريشة فنان يرسم بورتريه لجميلة الجميلات. 



تبسمت له قائله: 
كلك ذوق، بس أنا شايفه إنى محتاجه لشويه رتوش كده، فى خط بسيط كده ظهر جنب عيني، كمان عاوزه احقن شفايفي بحقنة فيلر تبرز جمالها. 



نظر لوجهها بتمعن قائلًا: 
تمام  كمان ممكن نشد الجلد اللى تحت الدقن شويه. 



تبسمت له بتوافق قائله: 
أنا كُلي ثقه فيك يا دكتور... عاوزه الأثار دى تختفي. 
ــــــــــــــــــــــــــــــــ
ظهرًا 
بـ مكتب آصف 
تبسم لـ شاكر الذى دلف الى مكتبه بعد الترحيب بينهم جلس آصف سألًا: 
مدام مي إدتني فكرة مختصرة، أحب أعرف منك التفاصيل بالتوضيح بالظبط. 



تنهد شاكر بآسف صامتً... لاحظ آصف ذالك وعاود السؤال بمفاجأه: 
إنت موافق عالطلاق؟. 



هز شاكر راسه بـ لا 
تبسم آصف له قائلًا: 
طب تمام... ليه مضايق، طالما فى مشاعر عندك للبنت دى، أعتقد إنت حُر فى شريكة حياتك...إنت اللى عايش معاها،ليه تدخل نفسك فى سكة الندم بعدين،طالما مرتاح معاها وبينكم حُب ليه تخسرها،صدقني نصيحه من شخص غلط غلطة واحده وإتخلي عن عشقه ومشى ورا غروره بيدفع تمنها غالي فى كل لحظه،راجع نفسك مي أو الفلوس مش هيضعوا شعور البؤس من قلبك بعدين.



أومأ شاكر له ببسمه موافقًا.



تبسم آصف له قائلًا:
كده أظن ماليش لازمه،والحل فى إيدك خُد بوكيه ورد وشيكولاته وروح صالح مراتك.



تبسم شاكر له قائلًا:
تعرف إنك بتفكرنى بـ المرحوم سامر،كان فيه شوية طباع منك،الجديه والحِده بعض الشئ بس ده كان فى بداية فترة تعارفنا لما كنا فى كتيبة الجيش سوا،بس فجأه إتغير وبقى يميل لحاجات غريبه،ويتابع مواقع أجنبيه لها ميول شوية شاذه،بس أعتقد السبب فى تبديل حاله،هى بنت كان بيحبها تقريبًا.



إعتدل آصف مُستغربً يسأله:
سامر كان بيحب بنت،هو قالك كده!؟.



رد شاكر ببساطه:
لاء أنا اللى لاحظته كذا مره كان يتصل ببنت بالليل ويسهر يتهامس معاها،وفجأة الإتصالات دى إنتهت وبعدها إتبدل حال سامر وبقى يميل للعُزله شويه،كمان بقى عصبي غير كان فى بيدافع عن مواقع بتدعم حاجات شاذه تحت إسم دفاع عن الحُريات الشخصيه،حتى مره إتكلم معايا وطلب منى أروح معاه حفله خاصه،وروحت كان مكان فى ڤيلا فى منطقه جديده شبه مهجورة كانت حفله كل اللى فيها رجاله وشوفت مناظر مُقرفه مقدرتش أكمل وسيبته وإنسحبت،ولما جيت بعدها أحذرهُ منهم قالي إنه فعلًا،معجبوش وضعهم ومش هيروح حفلات من النوعيه دى تانى هو كان مفكره حفله عاديه دعاه عليه صديق له.



تسأل آصف سريعًا:
ومتعرفش من الصديق اللى دعاه ده.



رد شاكر:
لاء،هو قالي بعد كده إنه قطع علاقته بيه،وبعد فترة إنتهت فترة التجنيد وهو رجع تاني لـ كفر الشيخ اللى كان بينا إتصالات متباعدة يمكن كانت شبه إنقطعت قبل وفاته بشهور.



للحظات صمت آصف يُفكر هل حقًا كان هنالك فتاة فى حياة سامر،لكن ما حدث جعله ينغمس فى تلك القذارة لاحقًا.



لاحظ شاكر شرود آصف ظن أنه ربما حُزنً بسبب ذكر سامر أخيه،نهض يقول:
مُتأسف إن كنت جددت عليه حُزنك على سامر،وبشكرك إنك نصحتني وأوعدك أعمل بنصيحتك ومش هخلى حد غيرى يتحكم فى حياتى.



أومأ له آصف راسه ونهض هو الآخر قائلًا:
أنا تحت أمرك فى أى وقت تحتاجني،وبتمني إنك تدافع عن حياتك وبلاش تخلي غيرك يتحكم فيها.



تبسم له شاكر وأومأ رأسه بتوافق،ثم غادر المكتب،بينما ظل آصف واقفً للحظات يُفكر فيما أخبره به شاكر... 
سامر وفتاة فى حياتهُ من تكون تلك الفتاة!؟.  
وهل ما أخبرته سهيله سابقًا كان عقابً آخر له على ما إقترفه بحقها من بشاعه؟ جاوب قلبه مباشرةً،لا سهيله ليست بهذه الدناءة وتدعي على شخص بالكذب ....أو ربما تكون سهيله نفسها هى تلك الفتاة!... بالتأكيد لا ليست هى... هى أخبرته أن سامر سبق ولمح لها أنه يعلم بوجود مشاعر بينهم 
مُجرد تخمينات كفيله بجعله يود أن يمحو جُزئية مقتل سامر وما حدث بعدها  من عقله بل من حياته،ويجد أن كل هذا كان عرضً سينمائيّا سينتهي بمجرد أن يخرج من هذا الظلام المُحيط بعقله. 
«يُتبع» 
بعتذر عالتأخير لآن موبايلى للآسف ضاع من تلات أيام،والشخص اللى لقاه فى زيارة عند قرايب له فى مكان بعيد شويه عني،عالعموم فى فصل تعويض هينزل بكره او بعده بالكتير،رغم انى شايفه التفاعل ميشجعش بس أنا عاوزه أنتهي من الروايه فى أقرب وقت واريحكم مني لفترة غير معلومه. 
للحكايه بقيه. 
غص قلبه وثار عقلهُ يتذكر أحد المواقف حين تقابل مع سامر وهو يدلف الى السرايا وقال له: 
الضهر آذن تعالى نصلِ جماعه فى الجامع. 



تهرب منه قائلًا: 
أنا كنت نبطشيه وراجع مش شايف قدامي، روح صلِ إنت، أنا لو قابلني السرير عالسلم هترمي عليه.



هل إرتكب سامر إثم فقد الإيمان أيضًا،عقله سيشت منه حقائق كانت غائبه،ظل كثيرًا الى أن وصل لها،وضع الكتاب فوق الفراش وبحث ببقية محتويات الصندوق،كان هنالك مُفكره أخرى صغيره لونها أزرق،فتحها سريعًا،إستغرب من أول صفحاتها كانت لحروف باللغه الإنجليزيه،الحرف الأول من إسمه،وهنالك حرف آخر،كلمات حُب وغزل، تصفخ باقى المُفكره كانت مُفعمه بكلمات الغرام البسيطه،لكن قبل آخر صفحه سقطت صورة على الفراش،جذبها آصف،رأها بإندهاش الصوره بها سامر وفتاه قريبان من بعضهم وخلفهم بحر يبتسمان ،نظر خلف الصوره كان إهداءً خاصً،خمن إذن تلك المُفكرة كانت لفتاة هى من أرسلتها الى سامر،لكن من تكون؟. 

ظل يبحث بين أغراض سامر الى أن سحبته غفوة دون شعور منه أستيقظ على صوت آذان... فتح عينيه إستغرب كيف إستسلم للنوم دون وعي،تمطئ بيديه ينفض النوم عن عينيه، ثم نهض وضع كُل تلك الأغراض بالصندوق الكبير مره أخري، لكن ترك الصندوق الصغير بمحتوياتهُ فوق الفراش،ثم وضع الصندوق الكبير مكانه مره أخري بالدولاب...حمل الصندوق الصغير وغادر الغرفه يشعر بآسى من تلك الإكتشافات،وضع الصندوق بالسياره ثم غادر السرايا...يعلم الى أين لابد أن يذهب أولًا.



بزغ نهار جديد 
بالقاهرة
أمام المقر الخاص بـ أسعد شُعيب 
ترجل آصف من السياره حاملًا ذلك الصندوق المعدني،دلف مباشرةً نحو مكتبه وفتحه دون إستئذان،وأغلق خلفه باب المكتب بقوة.
رفع أسعد رأسه ونظر نحو باب الغرفه رغم إقتحام آصف لمكتبه كذالك نهض واقفًا يشعر بإنشراح فى قلبه كاد يُرحب به لك لحظات قبل أن يقول آصف بحِده:
طبعًا كنت عارف حقيقة سامر كامله عشان كده كان نفسك سهيله تموت فى السجن عشان يموت معاها حقيقته اللى كنت خايف تتفضح. 



تحولت بسمة أسعد الى زفرات نفس غاضبه قائلًا بهجوم وإستقلال بـ آصف :
البت دى سحبت عقلك أكيد،أيه أنت مش رجعتها تاني تعيش معاك،ولا سايقه عليك الدلال ومطلعه عينيك،فيها أيه زيادة عن غيرها ولا عاجبك ذُلها فيك،بدل ما كنت إنت اللى....



قاطعه آصف بغضب:
بلاش تدخل سهيله فى الموضوع،سهيله هى الوحيدة اللى إتظلمت فى قتل سامر،مش عارف إنت إزاي "أب"لما تبقى عارف إن إبنك بينحدر لطريق المعاصي وتُسكت ولا مش فاضي غير لملذاتك و...



قاطعه أسعد بغضب قائلًا بمراوغه:
مين اللى قالك إنى كنت عارف؟.



تهكم آصف بحنق قائلًا:
كنت عارف يا أسعد باشا والدليل السِم اللى إتحط لـ سهيله وهى فى السجن كان كل هدفك تموت  وبعدها القضيه تنتهي،حتى لو دفعت بريئه التمن بالنسبه لك مفيش أى تآنيب ضمير...




        
          
                
توقف آصف للحظات قبل أن يستطرد حديثه بندم:
أنا كنت عارف ومُتأكد إنها بريئه كان كل اللى عايظنى منها هو ليه كذبت وغيرت أقوالها وشوهت سُمعة سامر بعد موته،بس فوقت من الغضب اللى إنت كنت بتشعللة فى قلبي، متأخر بعد ما أذيتها،رغم  إنها بكذبها جَملت حقيقة سامر اللى إنت كنت على درايه بيها...ومحاولتش تبعدهُ أو حتى تساعده إنه يفهم حقيقة نهاية الطريق القذر اللى ماشى فيه.



هجوم آصف شعلل غضب أسعد الذى قال:
مين قالك إنى محاولتش أساعده،بس هو اللى....



قاطعه آصف بتهجُم وإستهزاء:
حاولت عملت أيه؟..،هو اللى كان أيه؟.



إزداد غضب أسعد قائلًا:
أنا بنفسي خدته لدكتور نفسي ولو مش مصدقني مستعد أديك إسم ومكان الدكتور وروح أسأله،وليه بتلوم عليا لوحدي،ليه مش بتلوم مامتك،هى المفروض مسؤوله زيي بل وأكتر...    

عاود آصف قطع حديثه بتبرير: 
أمي مكنش ذنبها أنها ضعيفه قُدام جوزها عشان بتحبه بس هو قلبه حجر مش بيشوف غير ملذاته 
بيقسم وقته بينها وبين زوجة تانيه هى صاحبة الحظ الأوفر فى الدلال والمنظرة الفارغه،أمي اللى مُتأكد إنك كُنت سبب رئيسي فى ضعفها لما خافت بعد ما إتجوزت عليها إنك ينشعل عقلك بالزوجه المُلائمه لجناب عضو مجلس الشعب المُنفتحه والأرستقراطيه هي دى الوجاهه اللى كانت ناقصه أمي ، الفلاحه اللى كل حياتها بيتها وولادها،حتى ولادها كنت بتحرمها منهم فى البدايه أنا لما دخلتني مدرسه عسكريه وأنا عندي سبع سنين عشان المدرسه دى بتخرج رجاله لكن لو فضلت جنبها دلعها هيفسدنى،ونفس الشئ عملته مع آيسر بعدي،لكن سامر طبعًا كنت إتجوزت من شهيره هانم،ومبقاش يهمك سيبته جنبها أهو يشغلها فى الاوقات اللى إنت بتبقى فيها عند شهيره،سامر كان فعلًا قلبه طيب ومُحب، طول ما كان قريب من ماما وتحت جناحها،هى قالت لى كده بس لما بعد عشان الجيش ورجع شخصيته إتغيرت كتير،حاولت تقرب منه،لكن مرضها كان أوقات بيخليها تتهاون غصب عنها،لكن إنت مالكش أى عُذر يا أسعد باشا،خد الصندوق ده فيه اللى وصل ليه سامر وكان السبب المُباشر فى دبحه.



وضع آصف ذلك الصندوق فوق مكتب أسعد وغادر دون حتى إلقاء نظره،صفق خلفه باب المكتب،
كانت مواجهه أخري لـ أسعد الذى إنشرح قلبه ظنًا أن آصف آتى كي يُنهي الجفاء بينهم،
الجفاء الذى إزداد بُغضًا،حقيقه واجهها،لقد خسر آصف نهائيًا،إسودت الحقيقه  أمامه والسبب فى  تلك الخسارة الفادحه والقاسمه لقلبه،هى سهيله التى وشت بحقيقة سامر،تذكر حين ذهب لها بالسجن وقتها أخبرته حقيقة سامر، تفاجئ وقتها وهددها أنه لا يُصدقها، وأنها كاذبه لو كانت متأكده من ذلك لقالته بالتحقيقات، لكن هى علمت أنها حتى لو قالت هذا لن يُنفي عنها تهمة القتل العمد، بل ربما يؤكدها عليها، لكن كانت الحقيقه عكس ذلك هى لو قالت ذلك ستفجع قلب شُكران أكثر، شد أسعد شعر رأسه الشائب وجز أسنانه بغيظ يتمني
ليت سهيله ماتت بالسجن،أو بتلك الليلة بين يدي آصف.   
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ........ 
بشقة آصف 
بغرفة المعيشه 
دخلت صفوانه بصنية صغيره عليها كوبان من مشروب دافئ وضعتها فوق منضده بالغرفه ثم نظرت الى آسميه الجالسه مع شُكران يتسامران حول بعض الذكريات الخاصه بأهالي بلدتهن،قائله:.
عملتلكم الينسون يا حجه آسميه،عاوزه منى حاجه تانيه،قبل ما أنزل أشتري شوية أغراض محتاحينهم للمعاش.




        
          
                
أومأت لها آسميه قائله:
لاء تسلم إيديك يا صفوانه،بس طالما نازله أستني دقيقه هروح أجيب الروشته اللى  فيها دوا الضغط بتاعي هاتيه معاكِ،كنت  لسه هتصل على سهيله أقولها تجيبه معاها.



ذهبت آسميه الى الغرفه، تبسمت صفوانه لـ شُكران  قائله: 
الحجه آسميه بتاخد دوا الضغط، مش عارفه إنها الوحيدة  اللى آصف مش بيعرف يتكلم كلمتين قدامها. 



ضحكت شُكران  قائله: 
والله هو يستاهل اللى بتعمله فيه، بس برضوا ابني وبيصعب عليا، كمان خلت للشقه طعم، كنت انا وإنتِ طول الوقت فى وش بعض، وآصف كان بيقضي معظم وقته فى الشغل بين المحاكم والمكتب،أهو بقى بيرجع للشقه عشان يشوف سهيله بغض النظر عن مناواشاته هو والحجه آسميه.



عادت آسميه قائله:
سامعه إسمِ يارب يكون بالخير.



تبسمت شُكران قائله:
بالخير طبعًا يا حاجه آسميه إنتِ بركتنا.



تبسمت لها آسميه قائله:
والله إنتِ كنتِ خسارة فى عيلة شُعيب من الأول،أمك الله يرحمها كانت دارها جنب دار أمى وكُنا حبايب،لما عرفت إنك هتنجوزي من أسعد،قولت له حرام عليكم تظلموها وتتجوز على ضُره،دى تستاهل راجل طيب يحُطها تاج فوق راسه،بس أقول أيه هى الدنيا كده حظ الطيبين قليل.



شعرت شُكران بغصه لكن تبسمت قائله:
ربنا يسهل لـ أسعد هو أبو ولادي برضوا.



لوت آسميه شفاها بإمتعاض قائله:
ولادك مفيش فيهم غير آيسر،عسول ودمه خفيف وشفايفه دايمًا مُبتسمه،بس يا خساره طاير فى الهوا طول الوقت.



تبسمت شُكران وتنهدت تشعر بوخزات قوية، مازال قلبها يآن لفُراق سامر، الا تعلم آسميه أنها حين ترا سهيله تشعر كآن آلم فُقدان سامر فى قلبها يهدأ قليلًا ، سهيله تُشبه الترياق لها،مثل آصف. 
.........
بعد قليل عادت صفوانه دلفت الى غرفة المعيشه لكن هذه المره وجهها كان مسؤمً،ألقت عليهن السلام،لاحظت شُكران ملامح وجهها سألتها:
مالك يا صفوانه كنتِ نازله تشتري الأغراض مُبتسمه.



تنهدت صفوانه قائله:
الست إكرام اللى ساكنه فى الشقه اللى فوقينا،قابلت بنتها وأنا داخله العماره حالًا،لقيت وشها مخطوف ولما سألتها عنها قالتلي إنه تعبت فجأة وقعت من طولها ليلة إمبارح،خدوها المستشفى اللى فى أول الحي،وقالوا كان عندها شبه جلطه بس ربنا لطف بيها ولحقوها،وهى هتفضل فى المستشفى لحد ما صحتها تتحسن.



شعرت شُكران بآسى قائله:
لا حول ولا قوة الا بالله دى ست طيبه جدًا من يوم ما جينا هنا وهى معانا زى الأهل وأكتر هقوم أغير هدومي وازورها فى المستشفى.



تنهدت آسميه بآسى قائله:.
لا حول  ولا قوة الا بالله،فعلًا دى ست طيبه أوي،بتفكرني بالفلاحين بتوع بلدنا من يوم ما جيت لهنا وهى تقولى بتفكريني بأمي،سهيله لسه قدمها شويه على ما ترجع من المستشفى،خديني معاكم،زيارة المريض صدقه كمان أمشي رِجلِ شويه من يوم ما جيت هنا مخرجتش من الشقه.




        
          
                
وافقتها كل من صفوانه وشُكران.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ.......
فى الثانيه ظُهرًا.
بـ ألمانيا 
ترجل آيسر من السيارة مُبتسمً أمام ذلك المطعم، ثم دلف إليه يحمل باقة الزهور،جلس خلف طاولة خاصه،نظر الى ساعة يدهُ،ثم نظر نحو باب المطعم، جذب باقة الزهور ونهض واقفًا يبتسم لتلك الشقراء التى تخفي جمال عينيها خلف تلك النظارة الخاصه بحفظ النظر،هو علم من مدحت أن نظرها ليس ضعيفً،هى تضع تلك النظارة فقط حِفظ نظر،هو أكثر من يشعر بالغِيرة إذا رأي أحد جمال عينيها الصافيه،مد يدهُ له كي يُصافحها،لكن هى أرادت باقة الزهور التى بيدهُ الأخري،رفعت يدها وصافحتها إنتظارًا لنيل تلك الباقه،لكن راوغ آيسر بذالك عمدًا،وذهب خلفها جذب لها مقعدًا،جلست عليه وعينيها على باقة الازهار،لكن تجاهل آيسر نظر روميساء الى باقة الزهور،وجلس هو الآخر بخبث قائلًا:
جايه فى ميعادك بالظبط.



مازالت عينيها على باقة الأزهار لكن ردت عليه:
أنا أتعودت أوصل فى ميعادِ،ما بحب الشخص اللى ما بيحترم ميعاده مع الآخرين،ما بحب ضل إنتظر حدا،لا حدا ينتظرني.



تبسم آيسر قائلًا:
عكسي،أنا صحيح طيار،بس الوقت عندي ممكن غصب أتأخر فى الوصول.



نظرت روميساء الى باقة الزهور قائله:
لو غصب،أو فى سبب قوي للتأخير ممكن أتنازل أقبل العُذر،بس إنت اليوم وصلت قبل ما أنا أوصل فى الميعاد.



نظر لها بغرام ولمح لها قائلًا:
لو بودِ كنت جيت خدتك من قدام الشركة اللى بتشتغلي فيها، وقضيت معاكِ وقت أطول.



شعرت روميساء بحياء وظلت صامته،الى أن تبسم آيسر الذى يُراقب ملامحمها عن كثب بعشق قائلًا بمرح وخُبث منه وهو يرا نظرها لباقة الزهور:
خلينا فى الغدا،تحبِ تتغدي أيه؟. 



لا تود الطعام،هى تود تلك الباقه،لن تنتظر أكثر،قائله:
لمين بوكية الورد،اللى معاك هده؟.



نظر آيسر لباقة الزهور ثم لها،ومد يدهُ بها نحوها قائلًا بإطراء
بوكية الورد ده،لأجمل إمرأة فى العالم...ليكِ.



شعرت روميساء بنسمه لطيفه تتوغل لقلبها وأخذت باقة الزهور،قربتها من أنفها وأستنشقت عبقها،تشعر بإنشراح غريب فى قلبها،حتى أن عقلها سألها لما واقفت على عزيمة آيسر لها ولم ترفضها كما فعلت مع غيره سابقًا،كانت تضع لجامً حول قلبها،لكن مع هذا المصري لا تعرف كيف يخترق محاذيرها ويجعلها هى الأخري تسمح بذلك دون تفكير،حتى أنها أصبحت باقة  تلك الزهور مثل الإدمان لها،حتى وهو غائب يُرسلها لها،مع رساله هاتفيه منه قبلها،بعض الكلمات البسيطه،لكن أصبح لها مفعولًا خاصً عليها،
كذالك آيسر،ردها على تلك الرسائل البسيط،الذى بالكاد كلمتين شُكر منها،لكن أصبح لابد من أخذ خطوة جديه....آن آوانها      
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ 
أمام أحد المحاكم 
إقترب إبراهيم من آصف قائلًا:
كنت مفكر هنكسب القضيه دى من أول جلسه،معرفش ليه طلبت من القاضي التأجيل،سبب وإتناقشنا فى القضيه.




        
          
                
نفث آصف دُخان سيجارهُ قائلًا:
دماغي مش رايق حاسس إنى مش مركز.



نظر له إبراهيم بتعحب قائلًا:.
فى أيه مالك،بعد ما شاكر مشى من المكتب إنت مشيت بعديه فورًا روحت فين،شكلك مرجعتش للشقه،هدومك نفس اللى كانت عليك من إمبارح،خير قالك أيه شاكر.



نظر له آصف بضيق وتهرب قائلًا:
مقالش حاجه،أنا بس مصدع شكلي هاخد دور برد،أنا راجع الشقه نتقابل المسا فى المكتب،نتناقش فى القضيه لأن القاضى آجلها أسبوع واحد،يلا سلام،أشوفك المسا فى المكتب.  



لم ينتظر آصف وغادر دون الإنتباه الى نداء صاحب القضيه....لكن إنتبه الى تلك السياره التى تسير خلفه،أصبح بداخله يقين أن هنالك من يُراقبه،لكن ماذا يُريد منه،عقله أصبح مثل طاحونة الهواء تتخبط من كل إتجاة. 
................ 
بشقة آصف 
دخلت سهيله الى الشقه تشعر بإرهاق  
لم تتعجب حين لم تجد جدتها كذلك صفوانه وشكران،هى علمت صدفة أن تلك السيدة إكرام مريضه بالمشفى،بالتأكيد ذهبن لزيارتها،ذهبت مباشرةً نحو الغرفه التى تمكُث بها مع جدتها،جلست على الفراش تمطئت برقبتها التى تشعر ببعض الآلم الطفيف بها،ثم نهضت واقفه تقول:
ما أقوم أستحمي،يمكن يكونوا رجعوا،تيتا لو شافتني بالمنظر ده هتقولى برهق نفسي زيادة عن اللزوم.



بعد دقائق
فتح آصف باب الشقه ودخل إستغرب عدم وجود أى أصوات بالشقه،نظر الى ساعة يدهُ قائلًا:
المفروض ده وقت الغدا،وأنا شبه إتعودت على صوت الحجه آسميه وهى بتقول لهم:
حطوا الغدا نتغدا والغايب مالوش نايب غير سهيله حبيبتي طبعًا،تقصده هو بالغائب،رغم أنه يعود بنفس الوقت تقريبًا،رغم تعاملها الحاد معه لا ينكر أنه أحيانًا يغتاظ منها،سهيله حين أخبرته ان جدتها ستظل معها وافق ظنًا أنها مسألة وقت يومين لا أكثر كذالك جدتها إمرأه مُسنه،لكن هذه "جبروتً"عليه،لكن أين هى،كذالك يعلم أن سهيله قد عادت من العمل بالمشفى،أين ذهبن النساء،كاد أن يُنادي على والدته لكن صمت خشية تهجُم آسميه عليه، وتنعته بالمُزعج، كما تقول عليه، تجول بين المطبخ وغرفة المعيشه  وغرفة والدته تعجب أكثر، لكن غرفة سهيله كانت مواربه قليلًا نظر لها رأي سهيله، أكمل فتح باب الغرفه  للحظه وقف يشعر بإفتتان فى قلبه هى أمامه ليست عاريه ترتدي مئزر حمام طويل ومغلق بإحكام على جسدها، كذالك خُصلات شعرها  نديه تتساقط منها المياه فوق ياقة المئزر ومقدمة جبهتها، فكر بل تخيل لو جذبها  وهام بها مُقبلًا، لكن ذهب هذا الخيال حين وقع نظر سهيله على باب الغرفه ورأت من الذى أكمل فتح باب الغرفه، ودخل لخطوتين لا أكثر شعرت برجفه فى جسدها زمت طرفي المئزر أكثر عليها،ونظرت له بهجوم قائله:
إنت إزاي تدخل الأوضه،مين سمحلك،سبق وحذرتك....



قاطعها آصف قائلًا:
الباب كان موارب،وكمان فى سؤال محتاج منك إجابه عليه.



تهكمت سهيله وحاولت أن تهدأ قليلًا قائله:
وأيه هو السؤال ده،ولا هي كدبه جديده منك،بتتحايل بيها...  




        
          
                
قاطعها آصف سألًا بتسرع وإستخبار: 
إنتِ كنتِ عارفه إن سامر بيحب بنت. 



إزدردت ريقها وصمتت للحظات ثم قالت بهدوء: 
لاء معرفش. 



نظر لها آصف بعدم تصديق قائلًا: 
سهيله!. 



أجابته بحِده: 
قولتلك معرفش وإن كنت داخل لأوضتي وبتتحجج بالكدبه، فأنا معرفش، أنا مكنتش مخزن أسراره ولا العلاقه بينا كانت أكتر من زماله وولاد بلد واحده صداقه عاديه، أو تقدر تقول كانت بالنسبه لى مصلحة طبعًا كان سامر عندهُ القُدره يشترى الكتب اللى بسبب إنى بنت موظف كحيان مكنتش أقدر أحمله أكتر من طاقته...فكنت بستعير أو بستلف الكُتب دى من "سامر أسعد شُعيب".  



غص قلب آصف من طريقة ردها  الجافه لكن حاول الهدوء ومد يدهُ لها بصوره فوتوغرافيه قائلًا:
شوفي الصوره دى كده.



أخذت سهيله الصوره من يده فى البدايه تهكمت قبل أن تراها  لكن سُرعان ما تمعنت فى الصورة بذهول قائله:
ريم وسامر!. 



لاحظ آصف ذهول سهيله وسألها بإستفسار: 
واضح إنك تعرفيها مين ريم دى؟ 



إزدرت سهيله  ريقها قائله: 
ريم كانت زميلتنا فى الثانويه بس هى درست فى كلية الأداب وإتخرجت قبلنا وتقريبًا عملت سنه تربوي، وبعدها إشتغلت مُدرسه فى حضانة مدرسه خاصه بكفر الشيخ. 



توقفت سهيله، سألها آصف: 
إسمها أيه بالكامل، وإسم المدرسة أيه، وهى فين دلوقتي؟. 



ردت سهيله: 
دلوقتي! ليه هتعمل عليها تحريات، للآسف
دلوقتي ريم مبقتش موجوده. 



إستغرب آصف سألًا: 
قصدك أيه، أكيد... 



قاطعته سهيله بإستعجال: 
ريم ماتت بعد ما إتخرجت من كلية الطب. 



ذُهل آصف سألًا: 
إزاي ماتت. 



ردت سهيله: 
ريم مكنتش صاحبتي أوي كنا مجرد زمايل فى الثانوي، حتى مره كانت إتخانقت هى وسامر وإحنا كنا فى الدرس، معرفش السبب ولا اعرف ايه اللى حصل  بينهم بعد كده، وإتفاجئت إن كان فى حُب بينها وبين سامر، بس اللى عرفته إنها ماتت متكهربه، كانت بتشغل السخان فى بيتهم وتقريبًا حصل ماس كهربا صعقها وماتت فى نفس اللحظه، ماما قالت لى كده، لآنى وقتها كنت فى الفيوم بمارس التكليف بتاعي، كمان أعتقد سامر وقتها كان فى الجيش... ده كل اللى أعرفه. 



قالت سهيله  هذا ومدت يدها له بالصورة، تلاقت عيناهم للحظات، تبسم آصف يشعر بهدوء وصفاء عكس ما كان يشعر به من أفكار طاحنه قبل دقائق. 



بينما سهيله بداخله هاجس هل بعد تلك الصورة  لـ سامر مع ريم قد يشُك آصف ببرائتها من ذبح سامر. 



لكن قبل أن تعلم الجواب، كان هنالك صوتً ناهرًا بحِدة تقول بتعسُف: 
إنت أيه اللى دخلك الأوضه دى، بتستغل غيابِ، أوعى تفكر  إنك ممكن تأذيها مره تانيه وأقف أتفرج عليك. 



تحولت نظرة عين آصف التى كانت صافيه، الى مُضجرة... وغادر الغرفه دون حديث... بينما ضمت آسميه سهيله الى حضنها، سهيله التى بداخلها تائهه لم تفهم نظرات آصف هل عاود  الشك بها.... ربما يكون هذا سببً للإنفصال نهائيًا بينهم.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
مساءً 
بمكتب آصف 
كان يجلس يشعر بضجر،يُنفث دخان سيجارهُ الى أن صدح رنين هاتف المكتب،رفع السماعه وسمع قول السكرتيره،إعتدل جالسًا يقول بذهول:
بتقولى مين؟.



أجابته السكرتيرة،رد عليها:
دخليه فورًا،وأى ميعاد حوليه على مستر إبراهيم،مش عاوز أى إزعاج.



وضع آصف السيجار الذى كان بيده بالمنفضه ونهض واقفً خلع مِعطفه وفتح أزرار القميص من على يديه وشمرهُ حتى ساعديه وذهب خلف باب المكتب واقفً بتحفُز ينتظر،بمجرد أن فتح الباب ودلف الآخر أعطاه آصف لكمه قويه بوجهه بسبب عدم إنتباه الآخر إهتز توازنه وعاد للخلف مُتآثرًا،بنفس اللحظه أغلق آصف باب المكتب بإستهجان وغضب قائلًا بغيظ:
أهلًا بالحبيب اللى كان  رايح يُخطب مراتى، الخسيس اللى نسي زمالة المدرسه العسكريه، لساك سهُن زى ما كُنت، إقرا الفاتحه على روحك... إنت جاي فى وقتك بالظبط، جوايا طاقة سلبيه مش هلاقى أحسن منك ألطش فيه واضح إن معشرتك للمجانين سابت آثر على عقلك... مش أحيانًا بتصعق المريض بالكهربا عشان عقله يرجع  له أنا بقى هصعقك وبأعلى ڤولت هنسيك إسمك.... يا بيجاد. 
ـــــــــــــــــــــــــــــــــ 
يتبع 
بغرفة آصف أستيقظ من نومه على رنين هاتفهُ،فتح عينيه بإنزعاج كان يود أن يظل نائمًا مع من كانت بسمتها تُرافق أحلامه، سنوات البُعد كان قاسيه، لكن الأقسى مثلها أيام هى قريبه منه ويخشي أن يذهب إليها طالبًا الصَفح، ليست جدتها هى المانع، يعلم جيدًا هى من تضع سياج بأشواك بينهم، لو برغبته لسار على تلك الأشواك ووصل إليها، بأرجُل داميه، لكن حتى لو فعل ذلك سيجد الصد، طريقهُ مازال فى المهد وعليه التروي. 



مازال رنين الهاتف مُستمر، إنتبه له وقام بالرد يسمع مُزاح إبراهيم: 
شكلِ صحيتك من حلم جميل، أوه نسيت أقولك صباح الخير، يا سيادة الأڤوكاتو، بفكرك عندك قضية مهمه النهاردة. 



زفر نفسه بضيق قائلًا: 
مُزعج، أنا عارف إن عندى قضيه ومش محتاج تفكرني، كلها ساعتين وأكون فى المحكمه،سلام.



أغلق الهاتف وتركه جوارهُ فوق الفراش وعاود التمدد فوق الفراش ينظر الى سقف الغرفه يتنهد بإشتياق يجتاحه وبداخله أمنيه أن يصحوا ويجدها جواره بالفراش تُلقي عليه الصباح مصحوب ببسمتها ودلالها حين كانت تتعمد التأخير فى لقائتهم بالبحيرة،ود أن يُخبرها أنه لولا ما حدث لكانت أول ليلة زواج لهم كان سيقضيها معها بمنزل إشتراه بتلك البحيرة خصيصًا لتلك الليله كان سيهيم بها عشقًا،لكن تملك منه شيطان سفك كل تلك الأماني وأضاعها خلف قصاص قاسي بلا ذنب،ذم نفسه على دقائق إفترسها بشكل ليس حيوانى ،فالحيوان يرفق برفيقته،هو لم يرفق ولم يفق من ذاك الغضب إلا حين رأي دمائها،حتى لمسة يدها حرم نفسه منها من الشعور بها،ندم ليس كافي لذاك العذاب الذى يعيشه بإقترابها ونظرة الخوف بعينيها،قُبلة وعِناق أمس كانا مثل نسمة دافئه،خشي أن يعود الصقيع لقلبه حين تفيق من المفاجأة ويرا بعينيها الرهبه،ثوران يشعر به يهدر بقلبه،أخرجه من ذلك صوت طرق على باب غرفته وخلفه صوت صفوانه أن الفطور أصبح جاهزًا،أزاح دثار الفراش ونهض سريعًا بداخله أمنيه أن يرا سهيله خِلثه قبل أن يُغادر.



سأم وجهه حين خرج من باب غرفته ونظر نحو باب غرفة سهيله كان مُغلقًا،أيُعقل أن جدتها مازالت نائمه،لا هى تستيقظ فى العادة باكرًا،سُرعان ما لعبت به الظنون ،هل يُعقل أن تكون سهيله أخبرت جدتها بتلك القُبلة وتضايقت منه وأخذت سهيله وغادرت الشقه،لا بالتأكيد...سار بخطوات رتيبه تتلاعب بقلبه الظنون، الى أن وصل الى غرفة السفرة تنهد براحه حين وجد سهيله تجلس هى ووالدته خلف طاولة الطعام نظرت له شُكران ببسمة حنونه قائله:
صباح الخير يا آصف. 



تبسم لها آصف وإقترب منها وإنحني يُقبل رأسها، عيناه تنظر الى سهيله قائلًا: 
صباح الخير ياماما. 



تبسمت له شُكران بمودة قائله: 
يلا أقعد إفطر. 



جذب آصف المقعد الذى جوار سهيله ورمقها بنظرة مُبتسمًا قائلًا: 
صباح الخير يا سهيله. 
بداخله ود طبع قُبله على وجنتها يخصها بقول"حبيبتي" دون خجل من وجود والدته لكن يخشي رد فعلها.




        
          
                
بينما سهيله للحظات شعرت برهبة إقترابه منها كذالك تذكرت قُبلة الأمس،شعرت بخجل،ردت بصوت مُحشرج قليلًا:
صباح النور.



تبسم لردها،لكن نظر خلفه،ينتظر مجئ آسميه...لاحظت شُكران نظره خلفه سألته:
بتبص وراك ليه يا آصف عاوز حاجه من صفوانه.



رد آصف:
لاء،بس الحجه آسميه إتأخرت عالفطور.



تبسمت شُكران،بينما ردت سهيله بهدوء:
تيتا رجعت كفر الشيخ من إمبارح بعد الضهر خالى جاي زيارة مفاجئه وهيقعد حوالي تلات أسابيع.



إرتسمت بسمه تلقائيه على شفاة آصف،لكن شعر بندم ليته علم مُسبقًا بعدم وجود آسميه مع سهيله بالغرفه ما بات ليلته يتجرع لوعة الإشتياق،على الأقل كان سَر عينية برؤية سهيله طوال الليل.



بعد قليل نهض آصف يشعر بإنشراح فى قلبة دقائق قليله قضاها جوار سهيله دون توبيخات آسميه،نظر الى سهيله قائلًا:
أنا هرجع عالغدا ياماما.



تبسمت شُكران وهى ترا نظرات آصف لـ سهيله التى تدعى أنها مازالت تتناول الطعام...قالت بهدوء:
تمام يا حبيبي ربنا يوفقك.



غادر آصف دون سماع صوت سهيله،بينما تبسمت شُكران لها قائله:
والله إتعودت على وجود الحجه آسميه معانا،ربنا يصبحها بالخير.



تبسمت سهيله...ببنما عاودت شُكران الحديث:
إنتِ رجعتِ مع آصف ليلة إمبارح.



إرتبكت سهيله من سؤال شُكران،فهذه أول مره تسألها عن عودتها،أجابتها بتوتر:
أيوا لما طلعت من المستشفى لقيته واقف وإتعشينا بره.



تبسمت شُكران بمغزي،لا تود إحراج سهيله أكثر،فهى رأت آصف وهو يُقبلها ليلة أمس،كانت ستخرج من غرفتها لتأتي بمياة،لكن حين رأتهم يدلفون الى الشقه،كذالك حصار آصف وتقبيلهُ لها،وتركه لها قبل أن تتفوه بما يُفسد سعادته فى هذه اللحظه،لا تنكر شعورها بغصه من ما أوصل آصف نفسه، كآنه يسرق قُبلة من زوجته...تنهدت بتمني وقامت بالدعاء،أن يهتدي الوصال بينهم...وتعود نظرة عيناهم الدافئه كما فى السابق حين كانت تلاحظهم عن قُرب. 
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ظهرًا 
بمكان قريب من البِنايه التى تقطن بها سهيله 
ترجل رحيم من تلك الحافله ينظر حوله الى الشوارع، يقرأ أسمائها حتي رأى ما يبحث عنه تبسم وتوجه نحو ذلك الشارع، لكن فجأة تصنم بمكانه بس رعونة سير تلك السيارة التى توقفت فجأة قبل أن تدهسه، لكن ليس هذا فقط ما ضايقه، بل ضايقه أكثر تلك المياة التى كانت بتلك البؤرة وبسبب رعونة سائق تلك السيارة طرطشت تلك المياة عليه ولوثت ثوبه الميري الذى كان يرتديه،تعصب حين ترجلت تلك الفتاة من السيارة وإقتربت منه بلهفه وخوف كذالك غرور وإلقاء الخطأ عليه سائله:
جرالك حاجه، بس إنت اللى ماشى فى نص الطريق وكان لازم....



-كان لازم أيه... 
قاطعها بعصبيه وهو يُخرج محرمه ورقيه من جيبه وقام بمسح تلك المياة الملوثه التى أصابت وجهه،نظر لها بغضب ساحق قائلًا:
سايقه على أقصى سرعه،وكان سهل تدهسيني ونازله بدل ما تعتذرى نازله ترمى خطأك عليا،واضح إنك إنسانه غير مسؤوله فرحانه بعربيتك الماركه وسرعتها ومش فارق معاكِ إنك ممكن كان بسهوله تدهسيني...أنا سهل أخد نمرة العربيه وأروح لأقرب قسم شرطة وأقدم شكوى فى المرور بأنك شخصيه غير مؤهلة لقيادة سيارة فى الشارع، واحده فرحانه إنها عندها عربيه أهلها شارينها لها عشان تزعج غيرها وكان سهل تتسبب فى موته، واضح انك أخدتِ رخصة القيادة بالوساطه. 




        
          
                
نظرت له بغضب قائله: 
واضح إنى مكنش لازم أنزل من عربيتى عشان أطمن عليك، وأنا فعلًا مش بتآسف لك، ومتفكرش إن بدلة الشرطه اللى لابسها دى هتخوفنى ولا تفرق معايا، وقدامك العربيه أهى خد نمرتها ولا أقولك أنا النمر وروح أقرب قسم بعد شارعين وقدم المحضر اللى إنت عاوزه، سلام أنا ضيعت من وقتِ لما نزلت من العربيه أساسًا. 



بغضب من الأثنين سار كل منهم لطريقه... 
بعد قليل فتحت سهيلة باب الشقه، لكن إندهشت من تلوث ملابس رحيم قائله: 
أيه اللى حصل البدله اللى عليك كلها ميه واضح إنها مش نضيفه أنت إتزحلقت وإنت ماشى ولا أيه؟. 



رد رحيم بعصبية: 
لاء... كان فى بؤرة ميه قريبه من الشارع وسواقة عربيه فرحانه بنفسها وسايقه على أقصى سرعه طرطشت عليا الميه. 



تبسمت سهيله قائله بمرح: 
معليشى كده كده كانت ماما هتغسلهالك أول ما ترجع للبلد، بس غريبه أنا مصدقتش لما إتصلت عليا من شويه وقولت إنك نازل أجازة على غير العاده مش متعاقب. 



تبدل وجوم رحيم الى بسمه قائلًا: 
عشان بقيت مُلتزم... هتسيبنى واقف كده قدام باب الشقه مش تقوليلى أتفضل،ولا آصف محرج عليكِ تدخلي أخوكِ للشقه فى عدم وجوده. 



تبسمت سهيله وهى تتجنب ليدخل رحيم قائله: 
صاحبة الشقه هى طنط شُكران وهى اللى تسمحلك أو لاء. 



تبسمت شُكران التى قابلتهم فى الرُدهه ونظرت لـ سهيله بإمتنان من ذوقها قائله: 
إنتِ هى صاحبة المكان وقلب آصف كمان،وأي حد من طرفك يبقى صاحب مكان ومكانه زيك.



تبسم رحيم وهو ينظر لتلك السيده صاحبة الملامح الحنونه كذالك ذوقها بالرد وشعر بأُلفه منها كذالك إرتياح فى قلبه على سهيله التى تستحق كُل السعادة، لاحظ لمعه جديده فى عينيها، ليست أول مره تمرح معه لكن يراها اليوم بملامح أخري حيويه أكثر وإشراق بوضوح. 



إقترب من شُكران ورفع يدهُ مُصافحًا يقول: 
أنا رحيم أخو سهيله. 



صافحته بترحاب قائله بتذكُر كيف مرت السنوات: 
ياه السنين فاتت بسرعه، أنا لسه فاكراك وإنت صغير كذا مره جيت مع سهيله فى السرايا، كبرت ماشاء الله. 



تبسم لها قائلًا: 
أنا من صغري برتاح سهيله وكنت دايمًا بحب أرافقها.



تبسمت له شُكران،سهيله،كإسمها سهلة المعشر ورقيقه،لكن ربما ما حدث لها جعلها تحاوط نفسها ببعض الأشواك الضعيفه،لكن داميه بنفس الوقت لقلب آصف. 



جلس ثلاثتهم بغرفة المعيشه وقتً ليس قصير الى أن قرع جرس باب الشقه نهضت سهيله قائله: 
خالتي صفوانه زمانها مشغوله فى تحضير الغدا، هلبس الإيسدال وأروح أفتح أشوف مين. 



تبسمت لها شُكران، ورحبت مره أخري بـ رحيم الذى شعر معها بالود، بينما فتحت سهيله باب الشقه تفاجئت بفتاة تضع نظارة ملونه حول عينيها، كذالك خُصلات شعرها القصير لحدِ ما مصبوغ أطرافه بعدة ألوان، ملامحها مُختفيه خلف تلك الألوان التى تضعها فوقها بإتقان، كادت أن تسألها من تُريد، ربما أخطأت فى العنوان، هكذا ظنت الفتاة أيضًا، وعادت للخلف تتأمل رقم الشقه، ثم سألت بنبرة شبه مُتعاليه: 
إنتِ شعالة جديده هنا. 




        
          
                
إندهشت سهيله وقبل أن ترُد عليها، رد آصف الذى جاء خلفها بغضب ورتابه: 
دى سهيلة مراتي، أهلًا يا شيرويت. 



شعرت شيرويت بخزي بينما تبسمت سهيله لـ آصف الذى نظر لـ شيرويت وهى تدخل الى الشقه وهو خلفها ثم أغلق باب الشقه خلفه مُتنهدًا بسبب إستقلال شيرويت من سهيله... دلف خلفهن الى حجرة المعيشه،بينما رفع رحيم نظرهُ الى من دلف الى الغرفه وقف ينظر لها ببُغض كذالك هى 
تحدثا الإثنين بنفس اللحظه ونفس الكلمه
-أنت
-إنتِ
نظر لهما آصف الذى دلف خلف سهيله قائلًا: 
إنتم تعرفوا بعض. 



نظرت شيرويت بإشمئزاز له قائله: 
طبعًا لاء. 



بينما جاوب رحيم بإستقلال واضح: 
طبعًا انا معرفش الاشكال المايصه دي. 



كتمت سهيله بسمتها حين وضعت إحد يديها فوق شِفاها، بينما تبسم آصف بخفيه... حاولت شُكران تلطيف الجو قائله: 
أكيد فى سوء تفاهم، خلونا نقعد سوا. 



قاطعت صفوانه حديث شُكران قائله: 
حضرت الغدا عالسفرة. 



أومأت لها شُكران قائله: 
طب خلونا نتغدا سوا وبعدها نبقى نتفاهم، يلا يا شباب. 



وافق الجميع وذهبوا نحو غرفة السفره، لسوء الحظ جلس رحيم جوار شيرويت التى تنفخ بين الحين والآخر، كذالك رحيم الذى يشعر بالإشمئزاز من تلك الخُصلات الملونه، كذالك كثرة تلك المساحيق التى تضعها فوق ملامح وجهها تُخفى حقيقة معالمها تقريباً،كذالك ذاك العطر الآخاذ ذو الرائحه النافذه والنافرة بنفس الوقت...،بينما آصف عيناها لا ترا غير سهيله التى تحاول إخفاء بسمتها وهى تنظر الى ملامح أخيها تشعر بأنه على شفا لحظة وربما ينهض ويصفع تلك الملونة الشعر.



بعد إنتهاء الغداؤ عادوا مره أخري الى غرفة المعيشه،تنحنحت شيرويت قائله:
آصف كنت محتاجة أتكلم معاك خمس دقايق على إنفراد.



نظر لها رخيم بإستهزاء،تلك الآفاقه التى تدعي الرُقي.



نهض آصف واقفًا قائلًا:
تعالى نتكلم فى مكتبِ.



ذهبت خلفه نحو مكتبه،لم يغيبا كثيرًا وعادا مره أخري الى غرفة المعيشه،تبسمت شيرويت قائله بمجامله:
بصراحه أنا بحب طنط شُكران جدًا وكنت أتمني أفضل وقت أكتر،بس للآسف،الإمتحانات خلاص كلها أيام وتبدأ،ولازم أجمع المنهج،هستأذن أنا.



تبسمت لها شُكران قائله:
ربنا يوفقك.



مازالت نظرة شيرويت لـ سهيله الدونية المستوي التى لا تشعر أنها تليق بشخص مثل آصف، لكن رسما بسمة زائفه:
إتشرفت بمعرفتك يا سهيله.



أومأت لها سهيله مُبتسمه دون رد،بينما نظرت شيرويت الى رحيم بغيظ بادلها النظرة بفتور وبلا مبالاة كآنها بلا قيمه،غادرت شيرويت،جلس آصف مره أخرى معهم،رمق رحيم بنظرة خاصه مُرحبًا به،شعر رحيم للحظه بخزي منه،لاحظت سهيله ذلك 
دخل الى عقلها فضول، لكن تسألت شُكران: 
شيرويت كانت عاوزة أيه؟. 




        
          
                
تبسم آصف قائلًا: 
عاوزه وصايه مني للدكاترة بتوعها فى الجامعه عشان طبعًا تجيب تقدير كويس فى الإمتحانات. 



تبسمت شُكران قائله: 
شيرويت عكس يارا تمامً، ربنا يوفقهم الإتنين. 



تنهد آصف هامسًا: 
شيرويت بنت أسعد وشهيرة، لكن يارا عن من مصلحتها قربها منك يا ماما. 



سمعت سهيله همس آصف،نظرت الى شُكران بداخلها سؤالًا تود تسأله لها كيف يستطيع قلبك تحمل كل هذا، كيف يفيض بحنان على بنات من إقتسمت قلب زوجك يومً، تشعر أن هنالك أشياء تخفى عنها منذ أن آتت للعيش هنا لم ترا أسعد حتى لا يُذكر إسمه سوا قليلًا كذالك رد شُكران دائمًا تكن له الإحترام،رغم أنها على دراية بآنه لا يستحق ذلك.



جلست ود هادئه،ونظرات عاشقه يخصها آصف لسهيله 



لكن قطع حديثهم رنين هاتف آصف، أخرجه من جيبه وقام بالرد على من يتصل عليه بهدوء، ثم أنهي الحديث معه قائلًا: 
تمام ساعه وهكون عندك. 



نهض آصف ينظر لـ سهيله قائلًا: 
هروح أغير هدومى وخارج تانى، بس مش هغيب، هرجع المسا عشان نروح الحفله سوا. 



-حفلة أيه! 
هكذا سألت سهيله، أجابها آصف: 
حفلة عيد ميلاد مدام مي المنصوري. 



إعترضت سهيله: 
بس أنا ماليش فى نوعية الحفلات دي، روح لوحدك. 



تنهد آصف قائلًا: 
لاء هى دعاتنا سوا، مُضطر أمشى بس هرجع المسا ياريت تكوني جاهزه. 



غادر آصف دون إنتظار لمحايلة سهيله، بينما تبسمت شُكران قائله بتحريض: 
مالها الحفلات دى، حفلة عاديه حتى تفرفشي شويه إنتِ من شغل المستشفى للشقه، أهي فرصه ترفهي شويه عن نفسك.



رسمت سهيله بسمه،رغم إعتراضها،كذالك شجعها رحيم قائلًا:
روحي وإبقى هاتيلى معاكِ حتتين جاتوه،ولا يا خسارة هكون رجعت كفر الشيخ،أقولك حُطيهم فى التلاجه ابقى أفوت أخدهم وانا راجع للكُليه.



تبسمت له شُكران،بينما سهيله لا تود الذهاب،بسبب نظرات تلك المرأة التى تخص آصف بها دون حياء. 
ــــــــــــــــــــــــــــــــ
مساءً
دلف آصف الى المنزل،تبسم لـ صفوانه التى قابلته بترحيب سألًا:
ماما فين؟.



ردت صفوانه:
الست شُكران،فى أوضتها كانت بتكلم أيسر عالموبايل...



قبل أن يسأل آصف عن سهيله أجابته بسؤال خبيث:
وسهيله فى أوضتها،بس أيه اللى معاك فى الصندوق ده.



تبسم آصف ونظر الى ذاك الصندوق الصغير قائلًا: 
بطلي خباثة الفلاحين دي يا صفوانه.



تبسمت له صفوانه بقبول وهو يتخطاها نحو غرفة سهيله،تنهدت تدعي له براحة القلب،بينما ذهب آصف نحو غرفة سهيله كالعادة الباب مواربً،طرق على الباب ثم أكمل فتحه...تبسم حين إعتدلت سهيله جالسه على الفراش،تنظر له بتوتر حاول تجاهله،لكن سهيله تسرعت:
خير أيه دخلك لأوضتي.




        
          
                
غص قلب آصف لكن إقترب من فراشها ووضع ذاك الصندوق عليه قائلًا:
جبت لك فستان مناسب عشان الحفله،ياريت تجهزي عشان منتأخرش.



زفرت سهيله نفسها بضيق قائله:
بس أنا قولتلك....



قاطعها آصف بحسم:
كان لازم ترفضي من وقت ما دعتك إمبارح ليه سكتِ،أعتقد ساعه مش هتآثر عليك،هروح انا كمان أغير هدومي،على ما إنت كمان تجهزي.



ترك آصف سهيله التى تشعر بضيق هى لا تود رؤية تلك الآفاقه،لكن آصف يمارس ضغط عليها،حتى تعترف بأنها تنفُر من حركات تلك الوقحه...إرتسمت بالبرود،أصرت أنها لن تذهب،نهضت من فوق الفراش حملت ذاك الصندوق وذهبت نحو غرفة آصف بنيتها أنها ستعترض ولن تذهب،وقف أمام باب غرفته تستجمع شجاعتها،زفرت نفسها بتحفيز،ثم طرقت على باب الغرفه،ودلفت حين سمعت صوت سماح آصف لها،لكن تيبس جسدها حين فتحت باب الغرفه ودلفت خطوه بداخلها سعرت بحياء حين وقع بصرها على ظهر آصف الشبه عارِ،إرتبكت وظلت صامته للحظات،إستدار آصف ونظر لها تبسم على ملامح وجهها التى أصبحت حمراء من الخجل،وقال:
ممكن تقفلي باب الأوضه لو سمحت،وبعدها إبقى قولى اللى عاوزاه؟.



إنتبهت سهيله وشعرت برجفه بجسدها سُرعان ما قالت:
أنا مش عاوزه حاجه،الفستان أهو،أنا مش....



-مش أيه 
قاطعها آصف وهو يقترب منها،كُل خطوه تُربك عقلها،ورهبة تسكن جسدها،عادت للخلف الى أن وصلت للباب شعرت بريبه قائله:
هروح ألبس حاجه مُلائمه من عندي،بس مش هلبس اللى فى الصندوق ده.



تبسم آصف رغم تلك الوخزات بقلبه من نظرة عينيها المُرتعبه قائلًا بهدوء:
تمام براحتك...بس كفايه تأخير.



ذهبت سهيله وقف آصف يتنهد ربما يكفي أنها آتت لغرفته،كذالك واقفت على الذهاب معه،فلولا سهيله ما كان ذهب الى ذلك الحفل الذى لا يستهويه،فقط ذاهب من أجل الإنفراد بـ سهيله حتى ولو لوقت قليل.



بعد قليل إنتهى آصف من إرتداء ثياب مناسبه،ذهب نحو غرفة سهيله وقام بالطرق على باب الغرفه،لحظات قبل أن تفتح سهيله باب الغرفه قائله:
أنا جاهزه.



نظر لها آصف بتقييم،لا ينكر إعجابة بزيها البسيط لكن آنيق فى نفس الوقت كذالك حجابها المُنمق والملائم لزيها،لكن كان ينقُصه بعض الرتوش الخاصه،أخرج علبة مُخمليه من خلف ظهرهُ مد يده به لها قائلًا:
أعتقد الطقم ده هيدي طابع ملكي ليكِ،وياريت بلاش إعتراض.



لم تعترض سهيله تود الخروج من تلك الحاله،أخذت العلبع وذهبت نحو المرآة الخاصه بغرفتها فتحت العلبه، لا تنكر إعجابها بتلك القطع الذهبيه المُرصعه ببعض الالماس، أخذت تضع قطعه خلف أخري،ظل ذاك الخاتم وجوارة خاتم آخر يبدوان مثل خواتم العروس،للحظة فكرت يكفى ذاك السوار والسلسال،لكن آصف لاحظ تردُدها فقال:
ياريت تلبسي كمان الخاتم والدبله.




        
          
                
كيف قرأ ما بخاطرها انها لم تكن تود وضعهم بأصابعها،لكن إرتدتهم بعجاله حتى لا تتردد مره أخري.



نظرت له بتهرب قائله:
أنا جاهزه.



تبسم وأشار لها بيده أن تتقدم أمامه،تقابلا مع شُكران التى تبسمت لهم وتمنت لهم قضاء وقت سعيد... 
بالسيارة شعرت سهيله بإرتباك وتوتر مصحوب برجفه، حتى مع حديث آصف الهادئ كانت ترد بإختصار، تنفست الصعداء حين ترجلت من السيارة أمام مدخل تلك الڤيلا الفخمه،إرتعب جسدها حين تعمد آصف إمساك يدها،وسحبها تسير جوارة الى أن دلفا الى ذاك البهو الواسع،ورأت ذاك الجمع الكبير،لم تهتز ولم يلفت إنتباهها أى شئ مجرد مظاهر آفاقين فقط،كل ما تشعر به هو رجفة يدها التى يمسكها آصف،حتى تلك الهديه الذى قدمها آصف لـ مي لا تفرق معها،لكن شعرت بضيق حين تعمدت مي،عناق آصف وقبلت وجنته،كنوع من الإمتنان له على الهديه،شعر آصف بمفاجأة من فعلة مي وتضايق وغضب منها وكاد يُغادر،لكن بدل ذالك بعدما نظر الى ملامح وجه سهيله التى تبدلت وكذالك تلك الزفرة الساخنه التى خرجت من بين شفتيها،تبسم ورسم القبول بذلك،رحبت به مي بحفاوة كآنه لا يوجد غيره بالحفل، حتى جلسا خلف إحدي الطاولات،مظاهر حفلة عيد الميلاد هذه مختلفه عليها،ليست بسيطة،فهي آشبة بمؤتمر لعقد الصفقات والتباهي أمام الكاميرات...
شعرت سهيله بالنفور،إزداد حين عادت مي،وقامت بالإنحناء على آصف،وطلبت منه أن يرقُص معها،نظر آصف الى سهيله ود لو إعترضت،لكن أظهرت برود عكسي،تبسم آصف ونهض مع مي ذهبا الى تلك الساحه بمنتصف البهو،بلا إهتمام شعر بإمساك مي ليده وضعتها حول خصرها والأخري ضمتها بيدها،وبدأت بالدوران معه،لكن هو كانت عيناه على سهيله...لاحظت مي ذالك فقالت بإستقلال:
هى دي مراتك،إزاي قبلت ترجعلك،مش مكنتش قابله بـ....



قاطعها آصف قائلًا:
أعتقد ده شآني الخاص.



صمتت مي للحظات تشعر بالبُغض لتلك الجالسه التى تستحوز على عقل وقلب آصف،لكن آصف مع مل دوران كان ينظر نحو سهيله،لكن تفاجأ أنها لم تعُد جالسه...ترك يد مي وإنسحب بعيدًا عنها،وذهب نحو طاولة سهيله،شعر بنغزة فى قلبه وخرج سريعًا،نحو تلك السيارة سألًا:.
الدكتورة خرجت من الحفله.



رد أحدهم:
فعلًا وعرضنا نوصلها وهى مرضيتش وقالت هتتمشى شويه،وكان فى فرد آمن مرافق ليها وقال إنها ركبت تاكسى وطلبت منه يوصلها للبيت.



نظر له آصف بغضب قائلًا وإزاي تسيبوها تمشى لوحدها حسابكم معايا بعدين. 
****
ترجلت سهيله من سيارة الأجره ثم صعدت الى الشقه ودلفت إليها، تشعر بإرهاق، ليس بدني لكن ذهني 
فتحت باب غرفتها ودلفت إليها تشعر بسأم، كذالك شعور بسخونه فى جسدها، ذهبت نحو الفراش مباشرةً، وجلست عليه قامت بفك وشاح رأسها وضعته جوارها على الفراش ثم تحررت من بعض ثيابها،وتلك المصوغات وضعتها على جنب حتى تلك الدبله والخاتم خلعتهم، وإستلقت بنصف جسدها على الفراش زفرت نفسها تشعر بتشتُت من تلك المشاعر التى إنتابتها قبل قليل حين رأت آصف يرقص مع تلك المرأه، حقًا يبدوا بوضوح عدم إنسجامهُ معها بالرقص لكن بالنهايه جسدهما قريب من بعض بأحضان بعض تقريبًا ، كذالك هى كانت تتقرب منه أكثر... شعور غريب هل هو "غِيره". 




        
          
                
فجأة إنتفضت ونهضت واقفه تذم نفسها قائله: 
غِيرة أيه يا سهيله، إنتِ نسيتِ اللى جرالك منه ولا لسه بتحبيه، آصف أسوء إنسان فى حياتك، أكتر شخص آذاكِ ومازال مُستمر فى آذيتك، بدليل خِداعهُ إنك لسه على ذمتهُ، فوقي كفايه هتفضلي ضعيفة لحد إمتى، المفروض الجوازة دى تنتهي وكمان تخرجِ من دايرة آصف. 



تنهدت ورفعت يديها قامت بفرد خُصلات شعرها الأسود تركته ثائر خلف ظهرها، وتوجهت نحو دولاب الملابس أخرجت لها منامه، للحظه عاود منظر رقص آصف مع تلك المرأه لخيالها، لامت نفسها وذهبت نحو الفراش، وضعت المنامه عليه، حتى تقوم بخلع باقى ملابسها، لكن نظرت نحو باب الغرفه الذى إنفتح دون إستئذان، سريعًا جذبت جزء من تلك المنامه وإرتدته، قبل أن تتهجم بالحديث: 
مش فى باب تخبط عليه قبل ما تدخل، ولا هو طبع فيك إنك تتهجم على خصوصية الآخرين. 



أغمض آصف عينيه للحظة بعد أن وقع بصرهُ عليها وهى نصف عاريه، يشعر بشوق يفتك به يتمنى الآن أن يجذبها إليه يضمها بين أحضانه يستقي منها الشوق الذى يهدر بكيانهُ، عاود فتح عينيه يختفظ بتلك الصوره فى خياله، وتغاضى عن تهجمها فى الحديث معه سألًا: 
ليه مشيتِ من الحفله وكمان من غير حراسه. 



زفرت نفسها بغضب قائله: 
قولتلك ألف مره مش محتاجه للحراسه ماليش عدوات مع حد أخاف من أذيته، وكمان مشيت عشان تبقى براحتك، يمكن وجودي كان مضيق عليك،وترقص براحتك مع العاهره اللى كان ناقص...



توقفت سهيله فجأة عن التفوه أكثر عن تلك المرأه حتى لا تُثير زهو آصف ويظن أنها تغار عليه،وحاولت إظهار الا مبالاه وفسرت الأمر ببساطه:
أنا أساسًا مكنتش عاوزه أحضر الحفله دى، او أقولك الحقيقة النوعيه دى من الحفلات ماليش فيها ولا أحب أحضرها، محبش أحضر فى مكان وأشوف فيه مناظر ملهاش معنى غير إنها مجملات أوبالأصح مناظر حرام أساسًا...وكمان ناسي إنى فلاحه ومليقش بالحفلات الراقيه اللى من النوع الدنئ ده. 



للحظه ظهرت البسمه على محيا آصف، ونسي سبب ذلك الغضب الذى كان يشعر به بسبب مُغادرتها الحفل دون إخبارهُ قبلها كذالك دون إصطحاب حراسه معها، شعر بإنشراح من مغزى حديثها هى شبه أخطأت وربما ضغت مشاعر الغِيره لديها،أنها لم تستطيع رؤيته يحتضن تلك السخيفه التى أحرجته وطلبت منه أن يرقُص معها... وافق على عرضها ليس مضطرً أو مُرغم بل وافق عن قصد إثارة مشاعر سهيله، وقد نجح فى ذلك. 
لكن السؤال الذى يخشي إجابته 
هل حقًا سهيله تحمل له مشاعر خاصه تجعلها تشعر بالغِيره عليه... والإجابه موجعه... بالتأكيد لا 
والسبب... هو بتسرعهُ فى تنفيد حُكم خاطئ أهدر عشقهُ بقلب إمرأة يملأ عشقها قلبه يتغلغل بكل ذره فى جسده مع جريان الشُريان فى أوردته .



شعرت سهيله أنها تسرعت بالرد ربما ظن أنها تغار عليه أو مازالت تكن له مشاعر،بدلت 
قائله بآسف:
خسارة يا آصف،لما كنت قاضي عادل الخوف مكنش فى قلبك كُنت شجاع،لكن لما بقيت ظالم بقيت تمشى وراك وقدامك حراسة، إحساس إنك ظالم زرع فى قلبك الخوف. 



إبتلع آصف تلك الغصه وهو يقترب منها بخطوات بطيئه يود البقاء معها وقتً أطول، لكن نظرة عينيها التى حاولت أن تتمسك ببرودتها وضعته بحِيرة هل مازالت سهيله تكن له مشاعر مطموسه، أم أن تلك النظرة النافرة حقيقيه، لكن هى بكل خطوة يقترب تشعر برجفة فى جسدها، وللغرابه ليست خوفً من إقترابه بداخل عقلها لن يستطيع إيذائها كما فعل بالماضي، فإن كانت جدتها ليست جوارها معهما بنفس الشقه والدته كذالك صفوانه، لكن أغمضت عيناها، ألم تكونا هاتان موجودتان بنفس المكان تلك الليله، وعاصفه من الظنون بدأت تطوف بعقلها، لكن أخرجها من تلك الظنون، شعورها بقبضة يد آصف على عضدها وجذبها عليه كانت بلحظة تقبع بين يديه ضمها قويًا وبلا إنتظار قبلها، 
لكن هذه المرة ليست كليلة آمس، إستكانت الليلة دفعته عنها بقوه وإبتعدت عنه تلهث قائله بغضب: 
إخرج برة أوضتي يا آصف وإبعد عني متفكرش إن أفعالك الهاديه، دى هتأثر عليا وأنسى إنك أسوء إنسان مر بحياتي، وجودى هنا مسألة وقت، زى إنفصالنا هو كمان مسألة وقت والمرة دى هتأكد قبل ما أمضى على ورقة طلاقنا. 



تعصب آصف قائلًا بغضب: 
إنفصالنا آمر مستحيل يحصل،مستحيل تتحرري من عشقي غير فى حالة موتى يا سهيله. 



ترك آصف الغرفه وصفق خلفه باب الغرفه بقوة،
زفرت سهيله نفسها بغضب هى الأخري تذم نفسها قائله:
فوقي يا سهيله وكفايه بلاش يخدعك نعومة آصف.



بينما ذهب آصف الى غرفته الخاصه، يزفر نفسه يشعر كآن قلبه ينزف، كلما ظن أنه إقترب خطوه، تفاجئ بأنه فى أول الطريق، شعر بإنهاك عقله هو الآخر بعد معرفته أن ذاك الذى يتعقبه هو "والده" ، رغم أن لديه شك فى هذا. 
«يتبع» 
بغرفة آصف أستيقظ من نومه على رنين هاتفهُ،فتح عينيه بإنزعاج كان يود أن يظل نائمًا مع من كانت بسمتها تُرافق أحلامه، سنوات البُعد كان قاسيه، لكن الأقسى مثلها أيام هى قريبه منه ويخشي أن يذهب إليها طالبًا الصَفح، ليست جدتها هى المانع، يعلم جيدًا هى من تضع سياج بأشواك بينهم، لو برغبته لسار على تلك الأشواك ووصل إليها، بأرجُل داميه، لكن حتى لو فعل ذلك سيجد الصد، طريقهُ مازال فى المهد وعليه التروي. 



مازال رنين الهاتف مُستمر، إنتبه له وقام بالرد يسمع مُزاح إبراهيم: 
شكلِ صحيتك من حلم جميل، أوه نسيت أقولك صباح الخير، يا سيادة الأڤوكاتو، بفكرك عندك قضية مهمه النهاردة. 



زفر نفسه بضيق قائلًا: 
مُزعج، أنا عارف إن عندى قضيه ومش محتاج تفكرني، كلها ساعتين وأكون فى المحكمه،سلام.



أغلق الهاتف وتركه جوارهُ فوق الفراش وعاود التمدد فوق الفراش ينظر الى سقف الغرفه يتنهد بإشتياق يجتاحه وبداخله أمنيه أن يصحوا ويجدها جواره بالفراش تُلقي عليه الصباح مصحوب ببسمتها ودلالها حين كانت تتعمد التأخير فى لقائتهم بالبحيرة،ود أن يُخبرها أنه لولا ما حدث لكانت أول ليلة زواج لهم كان سيقضيها معها بمنزل إشتراه بتلك البحيرة خصيصًا لتلك الليله كان سيهيم بها عشقًا،لكن تملك منه شيطان سفك كل تلك الأماني وأضاعها خلف قصاص قاسي بلا ذنب،ذم نفسه على دقائق إفترسها بشكل ليس حيوانى ،فالحيوان يرفق برفيقته،هو لم يرفق ولم يفق من ذاك الغضب إلا حين رأي دمائها،حتى لمسة يدها حرم نفسه منها من الشعور بها،ندم ليس كافي لذاك العذاب الذى يعيشه بإقترابها ونظرة الخوف بعينيها،قُبلة وعِناق أمس كانا مثل نسمة دافئه،خشي أن يعود الصقيع لقلبه حين تفيق من المفاجأة ويرا بعينيها الرهبه،ثوران يشعر به يهدر بقلبه،أخرجه من ذلك صوت طرق على باب غرفته وخلفه صوت صفوانه أن الفطور أصبح جاهزًا،أزاح دثار الفراش ونهض سريعًا بداخله أمنيه أن يرا سهيله خِلثه قبل أن يُغادر.



سأم وجهه حين خرج من باب غرفته ونظر نحو باب غرفة سهيله كان مُغلقًا،أيُعقل أن جدتها مازالت نائمه،لا هى تستيقظ فى العادة باكرًا،سُرعان ما لعبت به الظنون ،هل يُعقل أن تكون سهيله أخبرت جدتها بتلك القُبلة وتضايقت منه وأخذت سهيله وغادرت الشقه،لا بالتأكيد...سار بخطوات رتيبه تتلاعب بقلبه الظنون، الى أن وصل الى غرفة السفرة تنهد براحه حين وجد سهيله تجلس هى ووالدته خلف طاولة الطعام نظرت له شُكران ببسمة حنونه قائله:
صباح الخير يا آصف. 



تبسم لها آصف وإقترب منها وإنحني يُقبل رأسها، عيناه تنظر الى سهيله قائلًا: 
صباح الخير ياماما. 



تبسمت له شُكران بمودة قائله: 
يلا أقعد إفطر. 



جذب آصف المقعد الذى جوار سهيله ورمقها بنظرة مُبتسمًا قائلًا: 
صباح الخير يا سهيله. 
بداخله ود طبع قُبله على وجنتها يخصها بقول"حبيبتي" دون خجل من وجود والدته لكن يخشي رد فعلها.




        
          
                
بينما سهيله للحظات شعرت برهبة إقترابه منها كذالك تذكرت قُبلة الأمس،شعرت بخجل،ردت بصوت مُحشرج قليلًا:
صباح النور.



تبسم لردها،لكن نظر خلفه،ينتظر مجئ آسميه...لاحظت شُكران نظره خلفه سألته:
بتبص وراك ليه يا آصف عاوز حاجه من صفوانه.



رد آصف:
لاء،بس الحجه آسميه إتأخرت عالفطور.



تبسمت شُكران،بينما ردت سهيله بهدوء:
تيتا رجعت كفر الشيخ من إمبارح بعد الضهر خالى جاي زيارة مفاجئه وهيقعد حوالي تلات أسابيع.



إرتسمت بسمه تلقائيه على شفاة آصف،لكن شعر بندم ليته علم مُسبقًا بعدم وجود آسميه مع سهيله بالغرفه ما بات ليلته يتجرع لوعة الإشتياق،على الأقل كان سَر عينية برؤية سهيله طوال الليل.



بعد قليل نهض آصف يشعر بإنشراح فى قلبة دقائق قليله قضاها جوار سهيله دون توبيخات آسميه،نظر الى سهيله قائلًا:
أنا هرجع عالغدا ياماما.



تبسمت شُكران وهى ترا نظرات آصف لـ سهيله التى تدعى أنها مازالت تتناول الطعام...قالت بهدوء:
تمام يا حبيبي ربنا يوفقك.



غادر آصف دون سماع صوت سهيله،بينما تبسمت شُكران لها قائله:
والله إتعودت على وجود الحجه آسميه معانا،ربنا يصبحها بالخير.



تبسمت سهيله...ببنما عاودت شُكران الحديث:
إنتِ رجعتِ مع آصف ليلة إمبارح.



إرتبكت سهيله من سؤال شُكران،فهذه أول مره تسألها عن عودتها،أجابتها بتوتر:
أيوا لما طلعت من المستشفى لقيته واقف وإتعشينا بره.



تبسمت شُكران بمغزي،لا تود إحراج سهيله أكثر،فهى رأت آصف وهو يُقبلها ليلة أمس،كانت ستخرج من غرفتها لتأتي بمياة،لكن حين رأتهم يدلفون الى الشقه،كذالك حصار آصف وتقبيلهُ لها،وتركه لها قبل أن تتفوه بما يُفسد سعادته فى هذه اللحظه،لا تنكر شعورها بغصه من ما أوصل آصف نفسه، كآنه يسرق قُبلة من زوجته...تنهدت بتمني وقامت بالدعاء،أن يهتدي الوصال بينهم...وتعود نظرة عيناهم الدافئه كما فى السابق حين كانت تلاحظهم عن قُرب. 
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ظهرًا 
بمكان قريب من البِنايه التى تقطن بها سهيله 
ترجل رحيم من تلك الحافله ينظر حوله الى الشوارع، يقرأ أسمائها حتي رأى ما يبحث عنه تبسم وتوجه نحو ذلك الشارع، لكن فجأة تصنم بمكانه بس رعونة سير تلك السيارة التى توقفت فجأة قبل أن تدهسه، لكن ليس هذا فقط ما ضايقه، بل ضايقه أكثر تلك المياة التى كانت بتلك البؤرة وبسبب رعونة سائق تلك السيارة طرطشت تلك المياة عليه ولوثت ثوبه الميري الذى كان يرتديه،تعصب حين ترجلت تلك الفتاة من السيارة وإقتربت منه بلهفه وخوف كذالك غرور وإلقاء الخطأ عليه سائله:
جرالك حاجه، بس إنت اللى ماشى فى نص الطريق وكان لازم....



-كان لازم أيه... 
قاطعها بعصبيه وهو يُخرج محرمه ورقيه من جيبه وقام بمسح تلك المياة الملوثه التى أصابت وجهه،نظر لها بغضب ساحق قائلًا:
سايقه على أقصى سرعه،وكان سهل تدهسيني ونازله بدل ما تعتذرى نازله ترمى خطأك عليا،واضح إنك إنسانه غير مسؤوله فرحانه بعربيتك الماركه وسرعتها ومش فارق معاكِ إنك ممكن كان بسهوله تدهسيني...أنا سهل أخد نمرة العربيه وأروح لأقرب قسم شرطة وأقدم شكوى فى المرور بأنك شخصيه غير مؤهلة لقيادة سيارة فى الشارع، واحده فرحانه إنها عندها عربيه أهلها شارينها لها عشان تزعج غيرها وكان سهل تتسبب فى موته، واضح انك أخدتِ رخصة القيادة بالوساطه. 




        
          
                
نظرت له بغضب قائله: 
واضح إنى مكنش لازم أنزل من عربيتى عشان أطمن عليك، وأنا فعلًا مش بتآسف لك، ومتفكرش إن بدلة الشرطه اللى لابسها دى هتخوفنى ولا تفرق معايا، وقدامك العربيه أهى خد نمرتها ولا أقولك أنا النمر وروح أقرب قسم بعد شارعين وقدم المحضر اللى إنت عاوزه، سلام أنا ضيعت من وقتِ لما نزلت من العربيه أساسًا. 



بغضب من الأثنين سار كل منهم لطريقه... 
بعد قليل فتحت سهيلة باب الشقه، لكن إندهشت من تلوث ملابس رحيم قائله: 
أيه اللى حصل البدله اللى عليك كلها ميه واضح إنها مش نضيفه أنت إتزحلقت وإنت ماشى ولا أيه؟. 



رد رحيم بعصبية: 
لاء... كان فى بؤرة ميه قريبه من الشارع وسواقة عربيه فرحانه بنفسها وسايقه على أقصى سرعه طرطشت عليا الميه. 



تبسمت سهيله قائله بمرح: 
معليشى كده كده كانت ماما هتغسلهالك أول ما ترجع للبلد، بس غريبه أنا مصدقتش لما إتصلت عليا من شويه وقولت إنك نازل أجازة على غير العاده مش متعاقب. 



تبدل وجوم رحيم الى بسمه قائلًا: 
عشان بقيت مُلتزم... هتسيبنى واقف كده قدام باب الشقه مش تقوليلى أتفضل،ولا آصف محرج عليكِ تدخلي أخوكِ للشقه فى عدم وجوده. 



تبسمت سهيله وهى تتجنب ليدخل رحيم قائله: 
صاحبة الشقه هى طنط شُكران وهى اللى تسمحلك أو لاء. 



تبسمت شُكران التى قابلتهم فى الرُدهه ونظرت لـ سهيله بإمتنان من ذوقها قائله: 
إنتِ هى صاحبة المكان وقلب آصف كمان،وأي حد من طرفك يبقى صاحب مكان ومكانه زيك.



تبسم رحيم وهو ينظر لتلك السيده صاحبة الملامح الحنونه كذالك ذوقها بالرد وشعر بأُلفه منها كذالك إرتياح فى قلبه على سهيله التى تستحق كُل السعادة، لاحظ لمعه جديده فى عينيها، ليست أول مره تمرح معه لكن يراها اليوم بملامح أخري حيويه أكثر وإشراق بوضوح. 



إقترب من شُكران ورفع يدهُ مُصافحًا يقول: 
أنا رحيم أخو سهيله. 



صافحته بترحاب قائله بتذكُر كيف مرت السنوات: 
ياه السنين فاتت بسرعه، أنا لسه فاكراك وإنت صغير كذا مره جيت مع سهيله فى السرايا، كبرت ماشاء الله. 



تبسم لها قائلًا: 
أنا من صغري برتاح سهيله وكنت دايمًا بحب أرافقها.



تبسمت له شُكران،سهيله،كإسمها سهلة المعشر ورقيقه،لكن ربما ما حدث لها جعلها تحاوط نفسها ببعض الأشواك الضعيفه،لكن داميه بنفس الوقت لقلب آصف. 



جلس ثلاثتهم بغرفة المعيشه وقتً ليس قصير الى أن قرع جرس باب الشقه نهضت سهيله قائله: 
خالتي صفوانه زمانها مشغوله فى تحضير الغدا، هلبس الإيسدال وأروح أفتح أشوف مين. 



تبسمت لها شُكران، ورحبت مره أخري بـ رحيم الذى شعر معها بالود، بينما فتحت سهيله باب الشقه تفاجئت بفتاة تضع نظارة ملونه حول عينيها، كذالك خُصلات شعرها القصير لحدِ ما مصبوغ أطرافه بعدة ألوان، ملامحها مُختفيه خلف تلك الألوان التى تضعها فوقها بإتقان، كادت أن تسألها من تُريد، ربما أخطأت فى العنوان، هكذا ظنت الفتاة أيضًا، وعادت للخلف تتأمل رقم الشقه، ثم سألت بنبرة شبه مُتعاليه: 
إنتِ شعالة جديده هنا. 




        
          
                
إندهشت سهيله وقبل أن ترُد عليها، رد آصف الذى جاء خلفها بغضب ورتابه: 
دى سهيلة مراتي، أهلًا يا شيرويت. 



شعرت شيرويت بخزي بينما تبسمت سهيله لـ آصف الذى نظر لـ شيرويت وهى تدخل الى الشقه وهو خلفها ثم أغلق باب الشقه خلفه مُتنهدًا بسبب إستقلال شيرويت من سهيله... دلف خلفهن الى حجرة المعيشه،بينما رفع رحيم نظرهُ الى من دلف الى الغرفه وقف ينظر لها ببُغض كذالك هى 
تحدثا الإثنين بنفس اللحظه ونفس الكلمه
-أنت
-إنتِ
نظر لهما آصف الذى دلف خلف سهيله قائلًا: 
إنتم تعرفوا بعض. 



نظرت شيرويت بإشمئزاز له قائله: 
طبعًا لاء. 



بينما جاوب رحيم بإستقلال واضح: 
طبعًا انا معرفش الاشكال المايصه دي. 



كتمت سهيله بسمتها حين وضعت إحد يديها فوق شِفاها، بينما تبسم آصف بخفيه... حاولت شُكران تلطيف الجو قائله: 
أكيد فى سوء تفاهم، خلونا نقعد سوا. 



قاطعت صفوانه حديث شُكران قائله: 
حضرت الغدا عالسفرة. 



أومأت لها شُكران قائله: 
طب خلونا نتغدا سوا وبعدها نبقى نتفاهم، يلا يا شباب. 



وافق الجميع وذهبوا نحو غرفة السفره، لسوء الحظ جلس رحيم جوار شيرويت التى تنفخ بين الحين والآخر، كذالك رحيم الذى يشعر بالإشمئزاز من تلك الخُصلات الملونه، كذالك كثرة تلك المساحيق التى تضعها فوق ملامح وجهها تُخفى حقيقة معالمها تقريباً،كذالك ذاك العطر الآخاذ ذو الرائحه النافذه والنافرة بنفس الوقت...،بينما آصف عيناها لا ترا غير سهيله التى تحاول إخفاء بسمتها وهى تنظر الى ملامح أخيها تشعر بأنه على شفا لحظة وربما ينهض ويصفع تلك الملونة الشعر.



بعد إنتهاء الغداؤ عادوا مره أخري الى غرفة المعيشه،تنحنحت شيرويت قائله:
آصف كنت محتاجة أتكلم معاك خمس دقايق على إنفراد.



نظر لها رخيم بإستهزاء،تلك الآفاقه التى تدعي الرُقي.



نهض آصف واقفًا قائلًا:
تعالى نتكلم فى مكتبِ.



ذهبت خلفه نحو مكتبه،لم يغيبا كثيرًا وعادا مره أخري الى غرفة المعيشه،تبسمت شيرويت قائله بمجامله:
بصراحه أنا بحب طنط شُكران جدًا وكنت أتمني أفضل وقت أكتر،بس للآسف،الإمتحانات خلاص كلها أيام وتبدأ،ولازم أجمع المنهج،هستأذن أنا.



تبسمت لها شُكران قائله:
ربنا يوفقك.



مازالت نظرة شيرويت لـ سهيله الدونية المستوي التى لا تشعر أنها تليق بشخص مثل آصف، لكن رسما بسمة زائفه:
إتشرفت بمعرفتك يا سهيله.



أومأت لها سهيله مُبتسمه دون رد،بينما نظرت شيرويت الى رحيم بغيظ بادلها النظرة بفتور وبلا مبالاة كآنها بلا قيمه،غادرت شيرويت،جلس آصف مره أخرى معهم،رمق رحيم بنظرة خاصه مُرحبًا به،شعر رحيم للحظه بخزي منه،لاحظت سهيله ذلك 
دخل الى عقلها فضول، لكن تسألت شُكران: 
شيرويت كانت عاوزة أيه؟. 




        
          
                
تبسم آصف قائلًا: 
عاوزه وصايه مني للدكاترة بتوعها فى الجامعه عشان طبعًا تجيب تقدير كويس فى الإمتحانات. 



تبسمت شُكران قائله: 
شيرويت عكس يارا تمامً، ربنا يوفقهم الإتنين. 



تنهد آصف هامسًا: 
شيرويت بنت أسعد وشهيرة، لكن يارا عن من مصلحتها قربها منك يا ماما. 



سمعت سهيله همس آصف،نظرت الى شُكران بداخلها سؤالًا تود تسأله لها كيف يستطيع قلبك تحمل كل هذا، كيف يفيض بحنان على بنات من إقتسمت قلب زوجك يومً، تشعر أن هنالك أشياء تخفى عنها منذ أن آتت للعيش هنا لم ترا أسعد حتى لا يُذكر إسمه سوا قليلًا كذالك رد شُكران دائمًا تكن له الإحترام،رغم أنها على دراية بآنه لا يستحق ذلك.



جلست ود هادئه،ونظرات عاشقه يخصها آصف لسهيله 



لكن قطع حديثهم رنين هاتف آصف، أخرجه من جيبه وقام بالرد على من يتصل عليه بهدوء، ثم أنهي الحديث معه قائلًا: 
تمام ساعه وهكون عندك. 



نهض آصف ينظر لـ سهيله قائلًا: 
هروح أغير هدومى وخارج تانى، بس مش هغيب، هرجع المسا عشان نروح الحفله سوا. 



-حفلة أيه! 
هكذا سألت سهيله، أجابها آصف: 
حفلة عيد ميلاد مدام مي المنصوري. 



إعترضت سهيله: 
بس أنا ماليش فى نوعية الحفلات دي، روح لوحدك. 



تنهد آصف قائلًا: 
لاء هى دعاتنا سوا، مُضطر أمشى بس هرجع المسا ياريت تكوني جاهزه. 



غادر آصف دون إنتظار لمحايلة سهيله، بينما تبسمت شُكران قائله بتحريض: 
مالها الحفلات دى، حفلة عاديه حتى تفرفشي شويه إنتِ من شغل المستشفى للشقه، أهي فرصه ترفهي شويه عن نفسك.



رسمت سهيله بسمه،رغم إعتراضها،كذالك شجعها رحيم قائلًا:
روحي وإبقى هاتيلى معاكِ حتتين جاتوه،ولا يا خسارة هكون رجعت كفر الشيخ،أقولك حُطيهم فى التلاجه ابقى أفوت أخدهم وانا راجع للكُليه.



تبسمت له شُكران،بينما سهيله لا تود الذهاب،بسبب نظرات تلك المرأة التى تخص آصف بها دون حياء. 
ــــــــــــــــــــــــــــــــ
مساءً
دلف آصف الى المنزل،تبسم لـ صفوانه التى قابلته بترحيب سألًا:
ماما فين؟.



ردت صفوانه:
الست شُكران،فى أوضتها كانت بتكلم أيسر عالموبايل...



قبل أن يسأل آصف عن سهيله أجابته بسؤال خبيث:
وسهيله فى أوضتها،بس أيه اللى معاك فى الصندوق ده.



تبسم آصف ونظر الى ذاك الصندوق الصغير قائلًا: 
بطلي خباثة الفلاحين دي يا صفوانه.



تبسمت له صفوانه بقبول وهو يتخطاها نحو غرفة سهيله،تنهدت تدعي له براحة القلب،بينما ذهب آصف نحو غرفة سهيله كالعادة الباب مواربً،طرق على الباب ثم أكمل فتحه...تبسم حين إعتدلت سهيله جالسه على الفراش،تنظر له بتوتر حاول تجاهله،لكن سهيله تسرعت:
خير أيه دخلك لأوضتي.




        
          
                
غص قلب آصف لكن إقترب من فراشها ووضع ذاك الصندوق عليه قائلًا:
جبت لك فستان مناسب عشان الحفله،ياريت تجهزي عشان منتأخرش.



زفرت سهيله نفسها بضيق قائله:
بس أنا قولتلك....



قاطعها آصف بحسم:
كان لازم ترفضي من وقت ما دعتك إمبارح ليه سكتِ،أعتقد ساعه مش هتآثر عليك،هروح انا كمان أغير هدومي،على ما إنت كمان تجهزي.



ترك آصف سهيله التى تشعر بضيق هى لا تود رؤية تلك الآفاقه،لكن آصف يمارس ضغط عليها،حتى تعترف بأنها تنفُر من حركات تلك الوقحه...إرتسمت بالبرود،أصرت أنها لن تذهب،نهضت من فوق الفراش حملت ذاك الصندوق وذهبت نحو غرفة آصف بنيتها أنها ستعترض ولن تذهب،وقف أمام باب غرفته تستجمع شجاعتها،زفرت نفسها بتحفيز،ثم طرقت على باب الغرفه،ودلفت حين سمعت صوت سماح آصف لها،لكن تيبس جسدها حين فتحت باب الغرفه ودلفت خطوه بداخلها سعرت بحياء حين وقع بصرها على ظهر آصف الشبه عارِ،إرتبكت وظلت صامته للحظات،إستدار آصف ونظر لها تبسم على ملامح وجهها التى أصبحت حمراء من الخجل،وقال:
ممكن تقفلي باب الأوضه لو سمحت،وبعدها إبقى قولى اللى عاوزاه؟.



إنتبهت سهيله وشعرت برجفه بجسدها سُرعان ما قالت:
أنا مش عاوزه حاجه،الفستان أهو،أنا مش....



-مش أيه 
قاطعها آصف وهو يقترب منها،كُل خطوه تُربك عقلها،ورهبة تسكن جسدها،عادت للخلف الى أن وصلت للباب شعرت بريبه قائله:
هروح ألبس حاجه مُلائمه من عندي،بس مش هلبس اللى فى الصندوق ده.



تبسم آصف رغم تلك الوخزات بقلبه من نظرة عينيها المُرتعبه قائلًا بهدوء:
تمام براحتك...بس كفايه تأخير.



ذهبت سهيله وقف آصف يتنهد ربما يكفي أنها آتت لغرفته،كذالك واقفت على الذهاب معه،فلولا سهيله ما كان ذهب الى ذلك الحفل الذى لا يستهويه،فقط ذاهب من أجل الإنفراد بـ سهيله حتى ولو لوقت قليل.



بعد قليل إنتهى آصف من إرتداء ثياب مناسبه،ذهب نحو غرفة سهيله وقام بالطرق على باب الغرفه،لحظات قبل أن تفتح سهيله باب الغرفه قائله:
أنا جاهزه.



نظر لها آصف بتقييم،لا ينكر إعجابة بزيها البسيط لكن آنيق فى نفس الوقت كذالك حجابها المُنمق والملائم لزيها،لكن كان ينقُصه بعض الرتوش الخاصه،أخرج علبة مُخمليه من خلف ظهرهُ مد يده به لها قائلًا:
أعتقد الطقم ده هيدي طابع ملكي ليكِ،وياريت بلاش إعتراض.



لم تعترض سهيله تود الخروج من تلك الحاله،أخذت العلبع وذهبت نحو المرآة الخاصه بغرفتها فتحت العلبه، لا تنكر إعجابها بتلك القطع الذهبيه المُرصعه ببعض الالماس، أخذت تضع قطعه خلف أخري،ظل ذاك الخاتم وجوارة خاتم آخر يبدوان مثل خواتم العروس،للحظة فكرت يكفى ذاك السوار والسلسال،لكن آصف لاحظ تردُدها فقال:
ياريت تلبسي كمان الخاتم والدبله.




        
          
                
كيف قرأ ما بخاطرها انها لم تكن تود وضعهم بأصابعها،لكن إرتدتهم بعجاله حتى لا تتردد مره أخري.



نظرت له بتهرب قائله:
أنا جاهزه.



تبسم وأشار لها بيده أن تتقدم أمامه،تقابلا مع شُكران التى تبسمت لهم وتمنت لهم قضاء وقت سعيد... 
بالسيارة شعرت سهيله بإرتباك وتوتر مصحوب برجفه، حتى مع حديث آصف الهادئ كانت ترد بإختصار، تنفست الصعداء حين ترجلت من السيارة أمام مدخل تلك الڤيلا الفخمه،إرتعب جسدها حين تعمد آصف إمساك يدها،وسحبها تسير جوارة الى أن دلفا الى ذاك البهو الواسع،ورأت ذاك الجمع الكبير،لم تهتز ولم يلفت إنتباهها أى شئ مجرد مظاهر آفاقين فقط،كل ما تشعر به هو رجفة يدها التى يمسكها آصف،حتى تلك الهديه الذى قدمها آصف لـ مي لا تفرق معها،لكن شعرت بضيق حين تعمدت مي،عناق آصف وقبلت وجنته،كنوع من الإمتنان له على الهديه،شعر آصف بمفاجأة من فعلة مي وتضايق وغضب منها وكاد يُغادر،لكن بدل ذالك بعدما نظر الى ملامح وجه سهيله التى تبدلت وكذالك تلك الزفرة الساخنه التى خرجت من بين شفتيها،تبسم ورسم القبول بذلك،رحبت به مي بحفاوة كآنه لا يوجد غيره بالحفل، حتى جلسا خلف إحدي الطاولات،مظاهر حفلة عيد الميلاد هذه مختلفه عليها،ليست بسيطة،فهي آشبة بمؤتمر لعقد الصفقات والتباهي أمام الكاميرات...
شعرت سهيله بالنفور،إزداد حين عادت مي،وقامت بالإنحناء على آصف،وطلبت منه أن يرقُص معها،نظر آصف الى سهيله ود لو إعترضت،لكن أظهرت برود عكسي،تبسم آصف ونهض مع مي ذهبا الى تلك الساحه بمنتصف البهو،بلا إهتمام شعر بإمساك مي ليده وضعتها حول خصرها والأخري ضمتها بيدها،وبدأت بالدوران معه،لكن هو كانت عيناه على سهيله...لاحظت مي ذالك فقالت بإستقلال:
هى دي مراتك،إزاي قبلت ترجعلك،مش مكنتش قابله بـ....



قاطعها آصف قائلًا:
أعتقد ده شآني الخاص.



صمتت مي للحظات تشعر بالبُغض لتلك الجالسه التى تستحوز على عقل وقلب آصف،لكن آصف مع مل دوران كان ينظر نحو سهيله،لكن تفاجأ أنها لم تعُد جالسه...ترك يد مي وإنسحب بعيدًا عنها،وذهب نحو طاولة سهيله،شعر بنغزة فى قلبه وخرج سريعًا،نحو تلك السيارة سألًا:.
الدكتورة خرجت من الحفله.



رد أحدهم:
فعلًا وعرضنا نوصلها وهى مرضيتش وقالت هتتمشى شويه،وكان فى فرد آمن مرافق ليها وقال إنها ركبت تاكسى وطلبت منه يوصلها للبيت.



نظر له آصف بغضب قائلًا وإزاي تسيبوها تمشى لوحدها حسابكم معايا بعدين. 
****
ترجلت سهيله من سيارة الأجره ثم صعدت الى الشقه ودلفت إليها، تشعر بإرهاق، ليس بدني لكن ذهني 
فتحت باب غرفتها ودلفت إليها تشعر بسأم، كذالك شعور بسخونه فى جسدها، ذهبت نحو الفراش مباشرةً، وجلست عليه قامت بفك وشاح رأسها وضعته جوارها على الفراش ثم تحررت من بعض ثيابها،وتلك المصوغات وضعتها على جنب حتى تلك الدبله والخاتم خلعتهم، وإستلقت بنصف جسدها على الفراش زفرت نفسها تشعر بتشتُت من تلك المشاعر التى إنتابتها قبل قليل حين رأت آصف يرقص مع تلك المرأه، حقًا يبدوا بوضوح عدم إنسجامهُ معها بالرقص لكن بالنهايه جسدهما قريب من بعض بأحضان بعض تقريبًا ، كذالك هى كانت تتقرب منه أكثر... شعور غريب هل هو "غِيره". 




        
          
                
فجأة إنتفضت ونهضت واقفه تذم نفسها قائله: 
غِيرة أيه يا سهيله، إنتِ نسيتِ اللى جرالك منه ولا لسه بتحبيه، آصف أسوء إنسان فى حياتك، أكتر شخص آذاكِ ومازال مُستمر فى آذيتك، بدليل خِداعهُ إنك لسه على ذمتهُ، فوقي كفايه هتفضلي ضعيفة لحد إمتى، المفروض الجوازة دى تنتهي وكمان تخرجِ من دايرة آصف. 



تنهدت ورفعت يديها قامت بفرد خُصلات شعرها الأسود تركته ثائر خلف ظهرها، وتوجهت نحو دولاب الملابس أخرجت لها منامه، للحظه عاود منظر رقص آصف مع تلك المرأه لخيالها، لامت نفسها وذهبت نحو الفراش، وضعت المنامه عليه، حتى تقوم بخلع باقى ملابسها، لكن نظرت نحو باب الغرفه الذى إنفتح دون إستئذان، سريعًا جذبت جزء من تلك المنامه وإرتدته، قبل أن تتهجم بالحديث: 
مش فى باب تخبط عليه قبل ما تدخل، ولا هو طبع فيك إنك تتهجم على خصوصية الآخرين. 



أغمض آصف عينيه للحظة بعد أن وقع بصرهُ عليها وهى نصف عاريه، يشعر بشوق يفتك به يتمنى الآن أن يجذبها إليه يضمها بين أحضانه يستقي منها الشوق الذى يهدر بكيانهُ، عاود فتح عينيه يختفظ بتلك الصوره فى خياله، وتغاضى عن تهجمها فى الحديث معه سألًا: 
ليه مشيتِ من الحفله وكمان من غير حراسه. 



زفرت نفسها بغضب قائله: 
قولتلك ألف مره مش محتاجه للحراسه ماليش عدوات مع حد أخاف من أذيته، وكمان مشيت عشان تبقى براحتك، يمكن وجودي كان مضيق عليك،وترقص براحتك مع العاهره اللى كان ناقص...



توقفت سهيله فجأة عن التفوه أكثر عن تلك المرأه حتى لا تُثير زهو آصف ويظن أنها تغار عليه،وحاولت إظهار الا مبالاه وفسرت الأمر ببساطه:
أنا أساسًا مكنتش عاوزه أحضر الحفله دى، او أقولك الحقيقة النوعيه دى من الحفلات ماليش فيها ولا أحب أحضرها، محبش أحضر فى مكان وأشوف فيه مناظر ملهاش معنى غير إنها مجملات أوبالأصح مناظر حرام أساسًا...وكمان ناسي إنى فلاحه ومليقش بالحفلات الراقيه اللى من النوع الدنئ ده. 



للحظه ظهرت البسمه على محيا آصف، ونسي سبب ذلك الغضب الذى كان يشعر به بسبب مُغادرتها الحفل دون إخبارهُ قبلها كذالك دون إصطحاب حراسه معها، شعر بإنشراح من مغزى حديثها هى شبه أخطأت وربما ضغت مشاعر الغِيره لديها،أنها لم تستطيع رؤيته يحتضن تلك السخيفه التى أحرجته وطلبت منه أن يرقُص معها... وافق على عرضها ليس مضطرً أو مُرغم بل وافق عن قصد إثارة مشاعر سهيله، وقد نجح فى ذلك. 
لكن السؤال الذى يخشي إجابته 
هل حقًا سهيله تحمل له مشاعر خاصه تجعلها تشعر بالغِيره عليه... والإجابه موجعه... بالتأكيد لا 
والسبب... هو بتسرعهُ فى تنفيد حُكم خاطئ أهدر عشقهُ بقلب إمرأة يملأ عشقها قلبه يتغلغل بكل ذره فى جسده مع جريان الشُريان فى أوردته .



شعرت سهيله أنها تسرعت بالرد ربما ظن أنها تغار عليه أو مازالت تكن له مشاعر،بدلت 
قائله بآسف:
خسارة يا آصف،لما كنت قاضي عادل الخوف مكنش فى قلبك كُنت شجاع،لكن لما بقيت ظالم بقيت تمشى وراك وقدامك حراسة، إحساس إنك ظالم زرع فى قلبك الخوف. 



إبتلع آصف تلك الغصه وهو يقترب منها بخطوات بطيئه يود البقاء معها وقتً أطول، لكن نظرة عينيها التى حاولت أن تتمسك ببرودتها وضعته بحِيرة هل مازالت سهيله تكن له مشاعر مطموسه، أم أن تلك النظرة النافرة حقيقيه، لكن هى بكل خطوة يقترب تشعر برجفة فى جسدها، وللغرابه ليست خوفً من إقترابه بداخل عقلها لن يستطيع إيذائها كما فعل بالماضي، فإن كانت جدتها ليست جوارها معهما بنفس الشقه والدته كذالك صفوانه، لكن أغمضت عيناها، ألم تكونا هاتان موجودتان بنفس المكان تلك الليله، وعاصفه من الظنون بدأت تطوف بعقلها، لكن أخرجها من تلك الظنون، شعورها بقبضة يد آصف على عضدها وجذبها عليه كانت بلحظة تقبع بين يديه ضمها قويًا وبلا إنتظار قبلها، 
لكن هذه المرة ليست كليلة آمس، إستكانت الليلة دفعته عنها بقوه وإبتعدت عنه تلهث قائله بغضب: 
إخرج برة أوضتي يا آصف وإبعد عني متفكرش إن أفعالك الهاديه، دى هتأثر عليا وأنسى إنك أسوء إنسان مر بحياتي، وجودى هنا مسألة وقت، زى إنفصالنا هو كمان مسألة وقت والمرة دى هتأكد قبل ما أمضى على ورقة طلاقنا. 



تعصب آصف قائلًا بغضب: 
إنفصالنا آمر مستحيل يحصل،مستحيل تتحرري من عشقي غير فى حالة موتى يا سهيله. 



ترك آصف الغرفه وصفق خلفه باب الغرفه بقوة،
زفرت سهيله نفسها بغضب هى الأخري تذم نفسها قائله:
فوقي يا سهيله وكفايه بلاش يخدعك نعومة آصف.



بينما ذهب آصف الى غرفته الخاصه، يزفر نفسه يشعر كآن قلبه ينزف، كلما ظن أنه إقترب خطوه، تفاجئ بأنه فى أول الطريق، شعر بإنهاك عقله هو الآخر بعد معرفته أن ذاك الذى يتعقبه هو "والده" ، رغم أن لديه شك فى هذا. 
«يتبع» 
توتر رحيم قائلًا:
ذِلة أيه يا هويدا،هو عشان قولت عليه أنه كويس يبقي منافق،أنا حاسس إنى مُرهق هروح أنام،تصبحوا على خير.



غادر رحيم الغرفه،بينما هويدا أجزمت أن هنالك سر يخص آصف مع رحيم،لكن لا يعنيها غير مصلحتها.



نظر لها أيمن قائلًا بعتاب:
ليه مقولتيش إنك مسافره القاهرة إمبارح.



نظرت هويدا بضجر لـ عادل قائله:
كنت حابه أعملها مفاجأة لـ عادل، بس واضح  إنها معجبتوش. 



زفر عادل نفسه بغضب قائلًا: 
مش زيارتك هى اللى معجبتنيش يا هويدا، موضوع شغلك عند أسعد شعيب هو اللى مش مناسب ليكِ.



زفرت نفسها بقوه قائله بتسرُع:
أيه اللى مش مناسب ليا فيه،بالعكس دى فرصه كبيرة...زى فرصتك لما اشتغلت فى بنك استثماري،بتقبض أضعاف مرتبك،ده نفس الشئ،فرصه وجاتلى أقولها لاء أبقى غبيه،وأنا خلاص أخدت القرار،وهستلم الشغل بعد يومين.



نهض عادل مُتعصبًا يقول:
أنا قولتلك قراري لو..... 



قاطعته هويدا  بإحتداد هى الاخري قائله بلا مبالاة: 
وأنا قولتلك محبش حد يحطني فى إختيار، بحسه تقليل شآن ليا و..... 



حاول أيمن إمتصاص حِدة الحديث بينهم قائلًا: 
إهدوا شويه، فى أيه، الموضوع للمناقشه، مش للخناق،إفتكروا إن فى طفل بينكم.



تنفست هويدا بقوه قائله بتحفيز:
وموافقتي عالشغل فى الوظيفه دى،عشان إبني،عاوزاه يعيش فى مستوي أفضل.



تهكم عادل قائلًا :
مستوي أفضل....  تعرفى أيه عنه أساسًا... 



قاطعته هويدا بغضب وإستنفار تحاول الضعط عليه: 
عاوزه سبل واحد  لرفضك إنى أشتغل فى الوظيفه دى، ولا هى تحكمات فارغه وخلاص. 



زادت عصبية عادل قائلًا 
إنتِ ليه مُصرة أوي كده،أنا سبق وقولتلك إنى كلمت مدير البنك،وقالى فترة وهيدبر لك مكان فى البنك  معايا.



تهكمت هويدا:
مكان أيه وبمرتب كام،ما أهو فرصه أفضل وبمرتب أفضل يبقى ليه أنتظر كلام فى الهوا مُجامله مش أكتر...ومفيش مشكله،ممكن أستلم الشغل ده لفترة وإن صدق مدير البنك بسيطه أبقى أقدم إستقالتي.



نظر لها عادل بإستهجان قائلًا:
بسيطه إزاي يا مدام،أكيد هيبقى فى عقد عمل بينك وبين أسعد شعيب،ولازمن هتتغصبي تكمليه للآخر،ممكن وقتها فرصة شغلك فى البنك تضيع،أنا بقول ترفضي من دلوقتي أفضل.



ردت هويدا بضيق:
لاء أنا أساسً مضيت على عقد عمل بسنه.



جحظت عين عادل بغضب قائلًا بإستنكار وتهديد مباشر:
يبقى بتهدمي حياتنا مع بعض،إنتِ واخده قرارك قبل ما تقوليلى،بتتصرفي على مزاجك،أنا قولت اللى عندي،قبولك للوظيفه دى قصاد إستمرار...



قاطعته هويدا بإستنفار وإختصار:
براحتك،خد القرار،بس أنا كمان مش هضيع فرصه زى دى قصاد تهديدك ليا.




        
          
                
لم يُذهل عادل،لكن ذُهل أيمن وسحر اللذان حاولا تهدئة الحديث،لكن لا فائدة،كلُ منهم وصل الى مآربه بإقصاء الآخر من حياتهُ.   
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بعد منتصف الليل 
بشقة آصف
بغرفة المكتب
بعد تلك المُشادة الحادة بينه وبين سهيله، لم يستطيع الخلود الى النوم، سيطر عليه الفِكر سهيله تسد كل الطُرق أمامه، كذالك تصد كل محاولاته التقُرب منها، كلما ظن ببوادر فرصه أضاعتها سهيله، ظل الفِكر يتلاعب بعقله يؤلم قلبه، ذهب الى غرفة المكتب علهُ يُشغل عقله قليلًا بالتفكير فى تلك القضايا يصرف ذهنهُ حتى لو قليلًا 
عكف على دراسة بعض القضايا،دون أن يشعُر،سحبهُ الوقت الى ما بعد الثانيه صباحً.



بينما شُكران إستيقظت بعد أخذ قسط طويل من النوم،نهضت كعادتها ليلًا تقضي صلاة قيام الليل، ذهبت نحو المرحاض وتوضأت ذهبت نحو طاولة جوار الفراش نظرت عليها قائله: 
فين السبحة بتاعتِ كانت هنا. 



بحثت عن تلك المسبحة لم تجدها بالغرفه، تذكرت قائله: 
يمكن نسيتها فى أوضة الجلوس. 



ذهبت نحو تلك الغرفه فعلًا وجدت مسبحتها موضوعه على منضدة بالغرفه، جذبتها مُبتسمه وكادت تعود لغرفتها لكن لاحظت ضوء مُتسرب من غرفة مكتب آصف... ذهبت  نحوها أكملت فتح باب الغرفه الموارب، تفاجئت بـ آصف الذى رفع وجهه ونظر نحو باب الغرفه تبسم لها حين قالت بإستخبار: 
آصف أيه اللى مسهرك لدلوقتى إحنا قربنا عالفجر. 



أزاح تلك النظارة الطبيه عن عينيه وقام بتدليك جبهته بإرهاق واضح قائلًا: 
قضيه مهمه كنت بدرسها كويس.



غص قلب شُكران  تعلم أن آصف لا يود أن يعترف بالحقيقة  أنه ساهد بسبب آنين قلبهُ، إقتربت من المكتب وأزاحت ذاك الحاسوب الذى كان أمامه قليلًا، كذالك أغلقت ذاك الملف الورقى الذى أمامه تبسمت له قائله: 
طب كفايه كده، ويلا قوم معايا ريح عقلك من التفكير فى القضايا، إفصل عقلك شويه. 



تبسم لها قائلًا: 
تمام يا ماما أنا أساسًا خلصت دراسة كل أبعاد القضيه، بس أيه اللى مصحيكِ دلوقتي. 



تبسمت له قائله: 
أنا بصحي فى الوقت ده دايمًا، بصلِ قيام الليل، وأدعيلك إنت وإخوا... 



قطعت تلك الكلمه الاخيره تشعر بوخزات مؤلمة للغايه هى إفتقدت أحد أبنائها، رغم ذلك مازال لسانها يذكرهُ وقلبها يتضرع آلم الفقد، تخُصه بالدعاء بالغفران، مثلما تدعو لـ آصف وآيسر أن يحصُلا على كُل ما يجعلهم سعداء، أكملت قولها: 
يلا بلاش تسهر كفايه  كده، بعدين  إنت وسهيله رجعتوا أمتي من الحفلة. 



غص قلب آصف قائلًا: 
رجعنا بدري، إنتِ عارفه إن مش بتستهويني الحفلات  دى، يادوب فضلنا شويه ورجعنا. 



تبسمت له قائله: 
طب بلا قوم كفايه. 



تبسم لها ونهض واقفً يقول:
حاضر يا ماما هقفل الابتوب واروح انام.




        
          
                
وضعت رأسها بين يديه، وأخفضت رأسه وقبلة صفحة وجهه بأمومه قائله:
تصبح على خير.



تبسم لها لكن هى قالت له بتحذير:
ريحة هدومك سجاير فاقعه
خف سويه منها ،عشان صحتك،واضح إنى مش لازم بس أمنعك إنك تدخن هنا فى الشقه قدامى بس، كمان  حاول تقلع عنها. 



تبسم لها دون رد،تبسمت له قائله:
خليك زى آيسر محافظ على صحته.



تبسم لها قائلًا:
إدعيلى وإنتِ بتصلِ،ربنا يتوب عليا منها.



تبسمت له وربتت على كتفه قائله:
هدعيلك براحة القلب وكما التوبه من السجاير.



إنحني يُقبل يدها،شعر بهدوء قليل فى قلبه قائلًا:
ربنا يخليكِ لينا يا ماما. 



تبسمت له،وتركته لكن وقفت أمام باب الغرفه قائله بتحذير:
أوعي ترجع تاني تقرأ فى الملفات،روح أوضتك إرتاح.



أومأ لها مُبتسمً بطاعه.



بعد ثوانى خرح من المكتب وتوجه نحو غرفته لكن أثناء سيرهُ لفت نظرهُ باب غرفة سهيله الموارب قليلًا، بالكاد نظر الى داخل الغرفه لاحظ ضوء الغرفه الخافت، رجح عقله  بالتأكيد سهيله نائمه لن تشعر لو دلف الى الغرفه  وألقى عليها نظرة قبل أن يذهب الى غرفته، نظره يختزنها بقلبه الى الصباح... بهدوء أكمل فتح باب الغرفه ودلف مثل اللصوص الى الغرفه، إقترب من الفراش وقف يتآمل ملامحها وهى نائمه هادئه، بشوق تحكم فى قلبه إنحني وضع قُبله خاطفه على وجنتها ثم نهض سريعًا خشية أن تصحو وتفزع من وجوده بالغرفه، غادر مثلما دلف وجذب باب الغرفه  أعادهُ مثلما كان موارب  وقف جوار باب الغرفه يتنفس بإشتياق يتغلغل بكل ذرة فى كيانه،   فاق من تلك الحاله خشية  أن تراه والدته.. ذهب الى غرفته نظر الى زواياها رغم وسعها لكن شعر كآنها  فضاء شاسع وهو فيه وحيد،يشعر آنه مثل الظمآن وهى مثل الخمر مُحرمه. 



بينما سهيله فتحت عينيها لم تكُن غافيه، كانت مُستيقظه وشعرت بدخول حين سمعت صوت زمجرة الباب الشبه خافته، شعرت برجفه فى جسدها، كذالك إنعكاس جسد آصف وهو يقف جوار الفراش كان مثل مارد الحكايات القديمه، حتى تلك القُبله الذى وضعها على وجنتها، للحظه كادت تفتح عينيها، وتكشف أنها تشعر به وتعلم أنها ليست المره الأولى الذى يفعل ذلك، ويتسلل الى غرفتها خِلثه ظنًا منه أنها نائمه، حتى أثناء وجود جدتها معهم كانت تشعر به، تنفست، تشعر كآنها بصراع غير حميم بين عقلها وقلبها،قلبها الذى عاد يخفُق،أحيانًا يُعيدها الى تلك البريئه التى كانت تذهب الى البُحيرة،تشتاق الى نفسها بهذه الأيام كان قلبها صافي مثل مياة البُحيره، لكن عقلها يُحذرها من الإنحناء مره أخرة وتذوق تلك المياه 
فـ ملوحتها طمست عذوبة قطرات الندي. 
ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
باليوم التالي 
ألمانيا ظهرًا 
أحد أقسام الشرطه  
دلفت روميساء بصُحبة والدها، الذى لا يظهر عليه توتر عكس روميساء التى شعرت بتوتر مصحوب بفضول لمعرفة سبب ذاك الإستدعاء الذى وصل الى مسكنها وأخبرها بضرورة ذهابها معهم الى أحد مخافر الشُرطه من أجل إستجواب، لم تتذكر ما فعلته بـ آيسر، كان عقلها يُفكر مثل الحاسوب الذى يسترجع معلومه،لا تتذكر شئ،الى أن دخلت الى تلك الغرفه ورأت آيسر بجلس على مقعد مقابل ذاك الشرطي الجالس خلف مكتبه،لكن وقفت مذهوله وهى ترا آيسر رسم بعض الفزع حين رأها،وإنكمش قليلًا بتمثيل،لكن ذاك لم يفرق معها،الذهول كان بسبب ذاك الضماد الكبير الموضوع حول رأس آيسر يلفها بالكامل كآنها رأس أخري من القطن، كذالك ضمادين حول ساعديه الإثنين، ذاك الأحمق بالغ كثيرًا هى فقط ضربته بتلك المزهريه الصغيرة فوق رأسه لا تُسبب كل هذا الضرر الواضح  عليه، كذالك  تلك النظرة المُرتعبة الذى تعمد إظهارها أمام الشُرطي... شعرت بغيظ من إفتراؤه وشبه تيقنت أن ذاك الآفاق هو سبب ذاك الإستدعاء... بينما والدها نظر الى آيسر بشبه تفاجؤ وذهب نحوه سألًا: 
آيسر شو حصلك؟. 




        
          
                
إدعى آيسر الآلم وتمسكن قائلًا: 
إسأل بنتك يا عم... كل ده عشان طلبت منها إننا نتجوز، كان سهل ترفض وأنا كنت هواسي قلبِ المُتيم بها،لكن هى إفترت عليا وضربتني قدام اللى كانوا فى المطعم،لو مش هما اللى إدخلوا كانت غزتني بالسكينه فى قلبي،مش مكفيها كسرها لقلبي.



حاول مدحت إخفاء بسمته،لكن فلتت منه بسمه طفيفه يعلم أن آيسر يُبالغ كثيرًا. 



بينما نظرت له روميساء بسخريه وغيظ ودت فعلًا لو معها سكين كانت رشقتها بحلق هذا الاحمق الكاذب. 



بينما وجه الشُرطي لها تهمة الإعتداء بالضرب على آيسر وأخبرها أن هنالك تقرير طبي من المشفى يُفيد تلقيه ضربه  فوق الرأس كانت من الممكن أن تقتله، كذالك طعنتين بسكين  فى يديه،كما أنه يوجد شريط مصور لذالك وأيضًا شاهد.



ذُهلت وهى تنظر الى آيسر  بغضب قائله بالألمانيه:
ده كذب وإفتراء،أنا فعلًا ضربته على راسه بس دى مزهريه صغيرة ما بتسبب كل هديك هو عم يبالغ.



نظر آصف الى ذاك الشخص الواقف قائلًا بمرح:
إنزل بالترجمه يا أخ انا جايبك من السفاره المصريه عشان تترجم لى مش تقف تبتسم.



أخفي ذاك الشخص بسمته وترجم له نفي روميساء ذلك،لكن إعترفت انها بالفعل ضربته بالمزهريه.



تنهد براحه قائلا:
أهو كويس الإعتراف سيد الادله،إمسك فى الاعتراف ده وزود بقى براحتك.



نظرت له روميساء وتحدثت بالعربية:
شو بدك يا آيسر من هديك الإتهام.



رسم آيسر الآلم قائلًا:
سبق وطلبت منك نتجوز.



نظرت له بعيظ قائله:
بس أنا قولتلك إنك شخص...



قاطعها:
أنا شخص طيب وحنون،كمان طيار يعنى فيا كل المُميزات الزوج المثالى.



تهكمت عليه روميساء سأله:
وشو هى مُميزات الزوج المثالي بنظرك،تكون متل بايك المتزوج تلاته ولا أخوك اللى طلق مرتهُ؟.



تبسم بسماجه قائلًا:
لو تشوفى حال أخويا وهو بيعمل المستحيل عشان يرضي مراته،كفايه إنه طردني من الشقه بتاعته،عشان مسببش حرج لمراته.



تهكمت قائله:
طب وبايك زوج التلاته.



رد ببساطه:
أنا مختلف تمامً،سبق وقولتلك إنى طيار.



تسألت روميساء بزهق:
وشو فيها الطيار مشان يكون ميزه.



تبسم قائلًا:
طيار  يعنى كل رحله فى بلد شكل وغايب طول الوقت ودي فرصه هبقى شخص مُتجدد مش على نمط واحد... ده غير الهدايا اللى هجيبهالك من كل بلد أروحها. 



نظرت له بحُنق قائله:
كل هديك ما بيفرق معي،انا بدي زوج عاقل...وهديك مو عندك.



نظر لها ببساطه قائلًا:
براحتك أنا عديت عليكِ مميزاتِ،وإنت اللى مُصره على رفص النِعمه،إنت يا أخ قول للظابط اللى قاعد زى الاطرش فى الزفه ده،يكمل بقية القضيه التفاوض الودي فشل.




        
          
                
نظرت له روميساء بغضب قائله:
شو قصدك يا آيسر.



رد بسماجته:
قصدي بقى طالما مفيش جواز يبقى فى سجن،ده غير التشهير طبعًا فى الشركه اللى بتشتغلي فيها.



-سجن!.
هكذا ذُهلت روميساء  قائله:
وزواجي من شخص كذاب وآفاق ومعنده أخلاق مش سجن؟.



تبسم آيسر:
سجن برضوا بس سجن لذيذ و...



كاد يكمل آيسر بوقاحه لكن نحنحة مدحت جعلته يصمت للحظات وتبسم قائلًا:
القرار ليك يا رومس
يا توافقي تتجوزيني ونكتب الكتاب دلوقتى،يا أما نكمل محضر التهجم على شخص برئ والتشهير ومش بعيد يرفدوكِ ويخافوا على زملائك فى الشركه منك،آه ده غير مفيش راجل هيقرب منك يخاف لا تقصفي عمره بدري.



تهكمت بحنق قائله:
وإنت ما خايف على عُمرك.



رد آيسر ببرود وعاكسها:
عُمري كله فداكِ يا جميلتي.



تنحنح مدحت قائلًا:
لاحظ يا آيسر إنى بايها وإنى معكم بالمخفر.



تبسم آيسر قائلًا:
آسف يا عمِ،بس جمال الرومس بتنسيني الدنيا،ها يا جميلتي العنيفه،نكمل المحضر ولا نكمل الجوازه،فى الحالتين أنا كسبان. 



زفرت روميساء نفسها وهى تنظر الى ذاك الشرطي المُتخفز،ذاك الاحمق ضيق عليها الخناق،لكن لن يكسب تلاعبت ربما تكسب وقتً قائله:
أوكيه موافقة أتزوجك.



لكن  آيسر كان أذكى منها وتبسم بظفر وتصميم قائلًا:
تمام بلا
هنروح السفاره المصريه دلوقتي نكتب الكتاب.



   -شووووو!. 
كان ذلك رد روميساء المذهوله والذى أكده آيسر: 
هنكتب كتابنا دلوقتي  فى السفاره المصريه بـ ألمانيا كل شئ حاهز على حضور العروسين يا جميلتي العنيفه. 
ــــــــــــــــــــــــــــــــ
بعد مرور عشرون يوم
صباحً
بشقة آصف 
على طاولة الفطور، كان الصمت يسود بين ثلاثتهم الى أن نظر آصف نحو سهيله التى تتناول الطعام بصمت تبدوا كآنها شاردة ، شعر وخزات قويه فى قلبه، جذب كوب الماء إرتشف القليل ثم تعمد النظر لها  وهو يقول: 
أنا مسافر النهارده بعد الضهر أسيوط عندي قضيه هناك. 



رفعت سهيله عينيها عن طبق الطعام ونظرت له،للحظه شعرت بالتوجس،شاركتها شُكران نفس الشعور وقالت:
أسيوط!.
وهتبات هناك؟. 



نظر لها آصف ببساطه قائلًا:
أيوه، القضيه بكرة الصبح، وبعدين مالها أسيوط بتقوليها كآني رايح قاره تانيه. 



نظرت له شُكران تشعر بتوجس قائله: 
مش أسيوط اللى قبل كده كانوا.... 



توقف الحديث بحلق شُكران لا تود فرض السوء، ثم أكملت بأمومه: 
هترجع إمتي بالسلامه. 



نظر آصف  لـ سهيله الصامته قائلًا: 
مش عارف... مش عارف يمكن أبات كمان بكره هناك... هبقى أتصل  أطمن عليكِ. 




        
          
                
رغم ذاك القلق الذى إنتاب سهيله لكن ظلت صامته كآنه لا يعنيها الآمر، مما زاد غصوص قلب آصف، بينما تبسمت شُكران رغم توجُسها، قائله: 
ترجع بالسلامه. 



نهض آصف  من خلف طاولة الطعام  قائلًا: 
أنا شبعت،هروح أوضتي أخد موبايلى ومفاتيح العربيه.



اومأت له شُكران ببسمه حنونه،كان يود بسمه من سهيله لكن إدعت الإنشغال بالعبث فى طبق طعامها.



نظرت لها شُكران بآسف،آصف يتحمل أكثر من طاقته فى التعامُل معها،يتمني منها فقط طرفة عين برضا،حقًا تُعطي لها عُذر لكن آصف إبنها وتود أن يحصل على السعادة التى على بُعد خطوة واحده ببسمه فقط من سهيله...زفرت نفسها تدعي أن يرق قلبها،من أجل سعادتها هى الأخرى،خبرة السنوات أعطتها جزءً من فهم من أمامها،سهيله مثل آصف تتعذب بين قرار أسهلهما صعب.



بعد دقائق خرج آصف من غرفته أثناء سيرهُ بالرُدهه كاد يصتطدم بـ سهيله التى توقفت،تبسم لها آصف الذى توقف هو الآخر،كادت تمُر سهيله من جوارهُ بصمت لكن تعمد آصف وضع يدهُ على جانب خصرها وقربها منه وقبل وجنتها هامسًا:
هتوحشيني يا سهيله.



إرتجفت سهيله وبرد فعل تلقائى إبتعدت عنه سريعًا،وقفت تزدرد ريقها ونظرت له تشعر بمشاعر مُختلطه بين صراع نفسي داخلها يخشى تقارب آصف،وشعور آخر أصبح يتقبل إقتراب آصف،لكن حسم هذا الصراع ونظرات الأعين بينهم، شُكران التى إقتربت منهم مُبتسمه تقول:
كويس إنك لسه هنا يا آصف، كنت ناسيه أقولك صفوانه خلاص كملت الخمسه ستين سنه، وراحت تدور عالمعاش بتاعها ومعرفتش تخلص الورق المطلوب منها، عاوزاك تبقى فى يوم فاضي تروح معاها كفر الشيخ  تخلص ليها الإجراءات دى. 



تبسم آصف قائلًا: 
تمام يا ماما، خليها تشوف أى يوم وأنا هفضى نفسي، يلا مش عاوز أتأخر عالمحكمه، خلي بالك من نفسك ومن سهيله.



تبسمت له قائله:
ترجع بالسلامه.



غادر آصف تنظر شُكران تشعر بقلق، كذالك سهيله التى إستغربت توصيته لوالدته عليها، رغم أن كان لابد أن يقول العكس، وضعت شُكران يدها على كتف سهيله  وتبسمت لها، تبسمت سهيله  هى الأخري. 
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أمام البنك الذى يعمل به عادل 
كادت هويدا أن تترجل من سيارة الأجرة، لكن ظلت جالسه بالسيارة حين رأت عادل يسير مع إحدي النساء كانت غير واضحة الملامح بسبب تلك النظارة التى تضعها حول عينيها  لكن من زيها الآنيق تيقنت إنها سيده ذات شآن والا لما رافقها الى خارج البنك، لكن لما يفعل ذلك، 
فـ هو غير مُلزم برفقتها الى خارج البنك..ظلت تتطلع لهما الى أن خلعت نظارتها وظهرت رؤيتها لمن تلك المرأة وكذالك فتحه لها باب سيارتها الخاصه وتوديعه لها بحفاوة،تفوهت بتعجُب:
شهيرة،مرات أسعد شُعيب. 
ـــــــــــــــــ
ليلًا
بشقة آصف 
رغم شعورها بالإرهاق منذ أن عادت من المشفى، لكن لا تعلم سببً لسُهدها خاولت النوم لكن لا فائدة، كذالك هنالك شعور آخر شعرت به الليله عاشت ذاك الشعور  سابقًا حين كانت بالسجن، شعور بالخوف  فى قلبها، لماذا هذا الشعور تشعر به مع زيادة خفقان فى قلبها، رغم أنها ليست أول ليله لها بهذه الشقه كما أن الشقه بمنطقه آمنه وبها حراسات خاصه، لكن تشعر بخوف، أخبرها عقلها ربما لآن هن ثلاث نساء فى المنزل وحدهن... 
ماذا! 
هل وجود آصف جوارها يُعطيها أمانً، بالتأكيد لا، هذا فقط شعور عابر أو ربما من الذكريات المؤلمة... 
لكن عادت تعترف: 
إعترفِ يا سهيله إنتِ حاسه بخوف عشان غياب آصف ولا خايفه عليه 
أسيوط هى البلد اللى سبق قبل كده وإتصاب فيها. 




        
          
                
زفرت نفسها بدُعاء قائله: 
يارب، أنا نفسى أرتاح، حاسه إنى زي اللى تايه وبيجري فى أرض محاوطها شوك من كل إتجاه مش عارف يخرج منها يوصل لأول الطريق. 



حِيرة، أم خوف ما يغزوا قلبها 
حِيرة... من مشاعرها التى ظنت أنها دفنتها 
خوف... من آصف أم خوف عليه 
عودة إقتراب آصف منها وضعتها فى صراع غير محسوم.... أي إختيار فيهم صعبً. 



بـ أحد فنادق أسيوط 
فتح آصف هاتفه، نظر لتلك الصوره تنهد بإشتياق، لكن سرعان ما غص قلبه، هو على يقين أن سهيله بالتأكيد نائمه لا تُفكر فيه،زفر نفسه وهو ينهض من فوق الفراش جذب السيجار وأشعله،ثم جلس على إحد مقاعد الغرفه نفث الدخان مثل سحابه رماديه أمام عيناه تغشي من الرؤيه،زفر نفس آخر إزدادت تلك السحابه،وعقله يُفكر فيما وصل له حاله 
من ذاك المُتعقب وماذا يريد منه،سهيله نفسها سألته من من أنت خائف،لا يعرف الإجابه 
هو ليس خائفً على نفسه هى فقط،حتى ذاك المُتعقب الذى أوقع به حين ضغط عليه أخبره أنه أخذ الأمر من"أسعد شعيب"
بالتأكيد هو كاذب،كان سهلًا عليه مواجهة والده لكن على يقين أن هنالك شخص آخر لديه هدف،فى أثناء إنشغال عقله صدح رنين هاتفه...نهض واقفًا وجذبه من طاوله جوار الفراش قام بسماع الآخر يُخبرهُ:
آسف  إنى ازعجتك
يا باشا فى الوقت ده،بس حضرتك قولتلي أتصل عليك فى أى وقت،باشا أنا جبت لحضرتك تسجيلات كاميرا المستشفى فى اليومين اللى طلبتهم،بس ده غلبني أوي على ما عرفت اوصل لهم وأطلعهم من أرشيف تسجيلات كاميرات المستشفى،بصعوبه وصلت لهم،لأنهم كانوا محفوظين بسبب قضية المرحوم سامر بيه.



شعر آصف بغصه،لكن قال بهدوء:
تمام كويس أنا راجع بكره المسا القاهره إستنانى فى محطة القطر أخد منك الشرايط دى.



أغلق آصف الهاتف،وتمدد فوق الفراش عقد يده حول رأسه يُفكر،هل سيصل الى قاتل أخيه ويُبرأ سهيله كما كانت تستحق من البدايه،كذالك سيأخذ قصاص أخيه من قاتله... لديه يقين سر قاتل سامر يكمُن فى تلك الشرائط.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بشقه سكنيه بمنطقه بعيده 
نهض يُدثر جسدهُ العاري،يشعر بالرُعب والهلع 
وهو يرا ذاك الذى يقف جوار الفراش ينظُر له بتحفُز وتسليه،ثم نظر الى الشخص الآخر المُمدد لجواره عاري هو الآخر،نظرة تقزُز وإشمىزاز،ذُهل وهو يرا الفراش داميًا بسبب دماء رفيقه،نظر اليه بهلع قائلًا:
آصف باشا...



قاطعه صفعه قويه على وجهه قائلًا:
كنت مفكر إنى مش هعرف أوصلك،مفكرني غبي وصدقت كدب الحمار الغبي  اللى كنت باعته يراقبني، أنا سيبتك تبلع الطُعم...بس خلاص جه وقت الحساب أنا مش هسيبك تموت بالساهل هخليك تتمني الموت فى كل لحظه وإنت بتشوف النار بتاكل جسمه زى الفتله ما بتتحرق فى قلب الشمعه.



بالفعل جذب آصف تلك الزُحاجه التى كانت فوق المنضدة، نظر لها بنفور قائلًا: 
لاء ماركه نضيفه ومُعتقه كويس ونسبة الكحول فيها مظبوطه، واضح إن القذر اللى معاك دماغه خفيفه يمكن لسه مبتدأ وسلم بسرعه، يلا الباقى من حظك إنت. 



قال هذا وسكب محتوي تلك الزجاجه فوق رأسه، ثم ألقى الزجاجه جواره على الفراش ثم أخرج من جيبه قداحته وقام بإشعالها ولم ينتظر ألقاها فورًا عليه ليشتعل الدثار،ألقي عنه الدثار لكن النار كانت إستعرت بجسده وآصف ينظر له بتسليه  



نهض من النوم بفزع،يتلفت حوله كآنه فعلًا كان بين تلك النيران يشعر بحرارتها فى جسده
نظر الى جواره كان الفراش خاويًا...بدأت حرارة جسدة تهدأ،لكن عقله لن يهدأ،قبل أن ينتهي آصف...جذب هاتفه وقام بإتصال وإنتظر الرد قائلًا بشرر وآمر: 
آصف ميرجعش حي من أسيوط.    
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ 
ظهيرة اليوم التالى. 
بشقة آصف
تبسمت سهيله وهى تستقبل رحيم الذى دلف الى الشقه قائلًا: 
مفيش  حد معاكِ فى الشقه ولا أيه 
فين الحجه شُكران وخالتي صفوانه؟. 



ردت ببسمه:
راحوا المطار بستقبلوا خطيبة آيسر،او بالاصح مراته هى وباباها جاين عشان هيعملوا فرحهم هنا فى مصر،بس كويس إننا لوحدنا عشان كان عندي سؤال لك،ومكنش فى فرصه نبقى على إنفراد لوحدنا عشان أعرف إجابته منك.



تبسم رحيم بفضول سألًا:
وأيه السؤال ده اللى محتاج  إننا نبقى على إنفراد!.



نظرت لملامح وجه رحيم وهى تسأله:
أيه اللى مخبيه عليا وآصف يعرفه،مفكرني مش ملاحظه إنتِ الوحيد غير هويدا اللى دافعت عن آصف،غير كمان كذا مره لفت نظرى إنك بتتحاشي النظر لـ آصف
كآنك مكسوف منه...قولى السبب يا رحيم مش عاوزه إتصدم فيك إنت كمان.  
«يُتبع»  
إستدار آصف خلفه ينظر له بينما شعر رحيم بالتردُد وقال: 
قصدى أستاذ آصف. 



تبسم له آصف وهو يسير نحو  مكان وقوفه بمدخل البنايه قائلًا: 
رحيم. 



لم يستغرب آصف معرفته له رغم مرور أكثر من ثلاث سنوات ونصف على إنفصاله عن سهيله، كذالك هو رأه أكثر من مره بعد ذلك... وقف مكانه ليس فقط مُترددًا كذالك يشعر ببعض الخزي هو لم يطلب أى مساعدة سابقًا من أحد، لكن الظروف هى من إضطرته لذلك، كذالك حِلمه الذى عاش عليه منذ أن دخل الدراسه هدفه أن يُصبح شُرطيًا، بينه وببن حِلم حياته عقبة هينه، لكن ليس هين عليه أن يطلب مساعدة  أحد وبالأخص "آصف"، لديه تآنيب ضمير يشعر أنه يطعن سهيله بظهرها، حدثهُ عقله أن يُغادر ربما ليس من نصيبه أن يُصبح ضابطً كما أراد هنالك فُرص أخري ربما هذا أفضل، حسم عقله القرار وكان سيُغادر لولا وضع آصف يدهُ على كتفه وتبسم له بترحيب قائلًا: 
أهلًا يا رحيم بقالي فتره مشوفتكش. 



نظر له رحيم  وتحير عقلهُ آصف منذ أن عرفه وهو صغير كان لطيفًا معه، لكن كان عكس ذلك مع سهيله لا يعلم السبب لذلك،إرتبك عقله  وصمت،حتى آتى أحد سُكان البنايه تجنب هو وآصف له كي يمُر، عاد آصف يبتسم له وجذبه معه للسير قائلًا:
بلاش نوقف فى مدخل العماره
تعالى نطلع مكتبِ ندردش سوا.



كاد رحيم أن يرفض ويتركُه ويغادر،لكن هنالك أمنية فى قلبه يتمني أن يحصُل عليها،كآنه بلا إراده سار مع آصف حتى دخلا الى مكتبه،جلس سويًا،ظل الصمت قليلًا حتى قطعه آصف سائلًا:
إنت خلصت الثانويه العامه،جبت مجموع كويس؟.



أومأ رحيم رأسه وأجابه:
الحمد لله جبت مجموع كويس رغم الكُليه اللى نفسى أدخلها مش بتحتاج لمجموع كبير بتحتاج لحاجات تانيه.



تبسم آصف سائلًا: 
وكلية أيه دى بقى اللى مش بتحتاج لمجموع كبير؟. 



أجابه: 
كلية الشرطه. 



تبسم آصف بتوافق قائلًا: 
فعلًا مش بتحتاج لمجموع  كبير، بس بتحتاج لمهارات بدنيه، واللى أعرفه إنك بطل جمهوريه فى الكارتيه... يعنى مؤهل ليها كويس. 



تهكم رحيم بآسف: 
لاء طبعًا فى الاهم من المؤهلات  البدنيه. 



تسأل آصف
زى أيه المؤهلات دى؟.



صمت رحيم يشعر بكبرياء،ثم نهض قائلًا:
أنا لازم أمشي عشان ألحق ارجع كفر الشيخ قبل الدنيا ما تضلم.



نهض آصف هو الآخر وأمسك يده قائلًا:
رحيم أي شخص من ناحية سهيله له قيمة غاليه عندي وقلبي حاسس إن فى أمر مهم،قولى أيه هو؟.



مازال التردُد والكبرياء يمنع رحيم لكن إستنتج آصف من حديث رحيم عن كُلية الشرطه ومؤهلات القبول فيها،تذكر انها تحتاج الى ما هو أهم من تلك المؤهلات الذى يمتلكها رحيم،هنالك مؤهل خاص وهو "الوساطة"
تحدث مُباشرةً:
إنت قدمت فى كلية الشرطه.




        
          
                
أخفض رحيم رأسه يشعر بآسف،إستشف منه آصف الحقيقه،قائلًا:
أنا ليا صديق والدهُ عميد فى كلية الشرطه،لو تحب أوصيه عليك...كمان ليا تعاملات خاثه الشخصيات المهمه فى كلية الشرطه من أيام ما كنت قاضى.



رسم رحيم بسمة،فهمها آصف قائلًا:
تمام،تعالى أقعد فهمني أيه اللى حصل،عشان نتفق.



بسبب نبرة صوت آصف الودوده قبل رحيم عرض آصف وسرد له ما حدث،وأنه كان يستطيع تدبير المال لكن يخشي النصب عليه.



تبسم آصف وقام بجذب هاتفه وقام بإتصال لشخص معين،وسرد له عن مؤهلاته المناسبه للإلتحاق بكلية الشرطه، تلقى آصف ترحيب الآخر بنتفيذ رغبته. 



أغلق آصف الهاتف ونظر الى وجه رحيم  قائلًا: 
لما حكيت له عن مؤهلاتك البدنيه وكمان إنك جايب مجموع كويس فى الثانويه،قال البطل ده مُرحب بيه فى كلية الشرطه،كمان أخدت معاه ميعاد فى كلية الشرطه وقالى هات البطل ده معاك.



إنشرح قلب رحيم وتبسم له بإمتنان...نهض واقفًا يقول له:
مُتشكر أوي يا آصف بس ليا عندك رجاء.



نهض آصف مُبتسمً يقول:
مفيش بينا شُكر بس أيه هو الرجاء ده؟.



شعر رحيم بكسوف قائلًا:
لو ربنا اراد وإتقبلت فى كلية الشرطة مش عاوز حد يعرف إن إنت اللى إتوسطت لى.



شعر آصف بغصه،يعلم سبب ذلك،بالتأكيد سهيله هو لا يُريد أن تعرف أنه تقابل مع آصف.



تبسم آصف رغمً عنه قائلًا:
إطمن محدش هيعرف،لآنى معملتش حاجه تستحق إنت اللى إتوسط لك مؤهلاتك.



تبسم رحيم بحنق هو يعلم أى مؤهلات هى من فازت "الوساطه"لا المهارة البدنيه الذى يمتلكها.
[عاد] 
رحيم يبتسم على قول سهيله: 
هو ده السبب اللى بيخليك زى المكسوف منه. 



رد رحيم بآسف: 
ايوا كان نفسي أدخل  كلية الشرطه بدون وسايط، لآنى أستحق ده، لكن طبعًا فى بعض الإمتيازات لازم تكون عند أى طالب، بس أهو قدرت عليها ودخلت كلية الشرطه بمساعدة آصف اللى فضل معايا لحد ما إتأكد إنهم قبلونى، كمان كان من فترة للتانيه بيتصل عليا ويسألني إن كنت محتاج أي حاجة، بس أنا كنت بشكره بذوق. 



شعرت سهيله براحه غريبه فى قلبها وتبسمت لـ رحيم سأله: 
وآصف كان قالك إنه رجعني تاني لذمته؟. 



أومأ  رحيم  راسه بـ لا قائلًا: 
لاء، حتى ملمحش بسؤال عنك، يمكن كان مش عاوز يحسسني إنه بيعمل خدمه مقابل غرض فى دماغه. 



تبسمت سهيله تشعر بشعور غريب يدُق بقلبها، لكن سألت  رحيم: 
يعني محدش يعرف إن آصف ساعدك غيري. 



رد رحيم بنفي: 
لاء فى، طاهر يعرف هو كمان ولما حكيت له إضايق مني وقالى ليه تطلب منه مساعدة إنت مش محتاجها كان سهل أحولك أى مبلغ تحتاجه، كنا فى غنا عن جمايلهُ. 




        
          
                
تبسمت سهيله تشعر بفخر قائله: 
طاهر أكتر شخص مش بيحب آصف زى تيتا آسميه. 



تبسم رحيم وهو يضع يدهُ على كتف سهيله يضمها له قائلًا: 
إحنا أخواتك الرِجاله يا سهيله وإنت غاليه علينا جدًا، كفايه إنك أختنا الكبيرة، إحنا التلاته ملناش غير بعض. 



رفعت سهيله رأسها ونظرت لـ رحيم وصفعته بخفه على صدرهُ قائله: 
أختنا الكبيرة  هى هويدا، وإحنا أربعه مش تلاته بطل سخافتك دى ولا عشان مش بترتاح معاها تقوم تلغي وجودها...إدعي لها ربنا يهديها وتعقل وتعرف قيمة إبنها.



تنهد رحيم ببسمه قائلًا بفتور:
آمين.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بشقه خاصه قريبه من شقة آصف. 
تبسمت شُكران وهى تضُم روميساء أسفل كتفها قائله: 
نورتم مصر. 



تبسمت لها روميساء التى شعرت معها بأُلفه غريبه رغم أنها تراها للمره الاولى لكن شعرت معها بدفئ خاص ومودة. 



تبسم لها مدحت قائلًا: 
مصر منوره بأهلها. 



تبسمت شُكران  له قائله: 
وإنتم بقيتوا من أهلها خلاص، والله لما آيسر كلمني عالموبايل وقالى  إنه كتب كتابهُ على بنت فى ألمانيا قلبي إنشرح معرفش ليه، رغم إن كان جوايا خوف بسبب سفرهُ الكتير، يجي فى يوم ويقولى أنا أتجوزت أجنبية، بس لما قالي إنك عربيه ولبنانيه قولت أكيد عارفه أخلاقنا كويس، ولما كلمتك عالموبايل عشان أباركلك دخلتِ قلبي من مجرد صوتك ومكنتش أعرف إنك حلوة أوي كده، كنت بقول يمكن آيسر بيبالغ زى عادته فى أي شئ، بس أول مره يطلع صادق بنسبه ميه فى الميه.



شعرت روميساء بأُلفه من حديث شُكران الواضح وشعرت بغرابه كيف لإمرأة بتلك الموده والتآلف يتزوج زوجها بأخري وهى قابله بذلك،شعرت بفضول ان ترا هذا "أسعد"
كى تكتمل الصورة لديها.



بينما تبسمت شُكران قائله:
معزتك فى قلبي زى سهيله مرات آصف،هى كان نفسها تجي وتستقبلك معايا بس هى دكتورة وملهاش مواعيد ثابته،وللآسف هى دلوقتي زمانها فى المستشفى اللى بتشتغل فيها،بس ملحوقه بكره تتعرفوا على بعض وقلبي حاسس إنكم هتبقوا أصحاب وأخوات.



تبسم آيسر مازحً:
آه طبعًا ومش بعيد يتفقوا عليا انا وآصف اللى طردتني من شقته عشان راحة مراتهُ. 



تبسمت شُكران  قائله: 
مش عشان راحة مراته عشان ده الذوق، مهما كان كل واحده بتبقى عاوزه تاخد راحتها فى المكان اللى عايشه فيه، وأنا وصفوانه ستات زيها يعني مش هتحس بحرج مننا. 



تبسمت روميساء  ووافقت شُكران قائله: 
فعلًا يا طنط، بس هو فى نوعيه كده بتبقى بجحه وعندها ثقاله ومعدوم عندها إحساس الإحراج وبتفكر كل الناس زيها معندهاش ذوق. 



ضحك مدحت كذالك شُكران التى فهمت تلميح روميساء، بينما تبسم آيسر يعلم انها تقصده بذلك... 
تذكر أول قُبله إختطفها من شفاه روميساء




        
          
                
[بالعودة ليوم عقد قرانهم]
بإحد غُرف قُنصلية مصر بـ ألمانيا 
مُرغمة وقعت روميساء على تلك الوثيقه المدنيه التى تُثبت زواجها من آيسر لكن تفاجئت برجل ذو هيبه واضحه يبدوا من ملامحه أنه رجُل دين 
نهض آيسر وإستقبله مُبتسمً ثم نظر الى روميساء قائلًا: 
جبت لك مبعوث "الأزهر الشريف" هنا فى ألمانيا عشان يكمل كتب كتابنا، أكيد وكيلك هو عمِ مدحت، يلا يا سيدنا الشيخ خلينا نعقد القران. 



للحظه لمعت عين روميساء  ببسمه إنشراح فى صدرها، لكن عادت  الى جمودها مره أخري تدعي الضيق منه، 
بعد قليل أتم الشيخ عقد القران وقال جلمة الزواج المعهوده "بارك الله لهم وبارك عليهما وجمع بينهما فى خير" 



ترك آيسر يد مدحت ثم نظر الى روميساء  بظفر قائلًا: 
كده بقيت رسمى حرم الطيار /آيسر أسعد شُعيب. 



أخفت بسمتها خلف غيظها منه، بينما تقبل آيسر التهانى من بعض الحضور، اللذين إنصرفوا بعد قليل تاركين الغرفه فقط للعروسين، أعلق آيسر خلفهم باب الغرفه  ثم عاد ينظر الى روميساء غامزًا بوقاحه قائلًا: 
كده الرومس بقت زوجة رسميه ليا، يعني براحتي بقى. 



للحظه شعرت روميساء بخجل من نظرة عينيه التى تراها لاول مره بهذه الوقاحه،إرتبكت وتوترت أكثر حين جذبها من خصرها على غفله منها، وقبلها فجأة، أربكت المفاجأة عقلها الذى تنحي للحظات قبل أن تستوعب ذلك ورفعت يديها تقوم بدفعه عنها، لكن هو أحكم حِصار يديه عليها، وظل يُقبلها الى أن شعر بإنخفاض نفسيهما، ترك شِفاها وظل مُحتضنها للحظات قبل أن تفيق روميساء من غفوة عقلها وقامت بدفعه عنها قائله  بإستهجان: 
إظهر عـ حقيقتك يا وقح، بس لا تفكر إني راح تمم هديك الزواج، و.... 



قاطعها آيسر مُبتسمً يقول: 
الزواج تم خلاص يا رومسي العنيفه، هو الزفاف بس اللى ناقص واوعدك اعملك فرح ولا ألف ليله وليله، بس مش هنا فى مصر كمان هعرفك عالحجه شُكران ومتاكد أول ما هتشوفيها هتحبيها من قلبك... خلينا نطلع للضيوف لا عقلهم يروح لبعيد ويفكروا إنك واقعه ومستعجله على إتمام جوازنا. 



تعصبت روميساء ورفعت يدها وصفعت كتفه بخفه قائله: 
كنت عم تمثل إنك مؤدب، وهلأ ظهرت حقيقتك يا..... 



قاطعها آيسر حين جذبها مره أخري وقام بإسكاتها بألذ طريقه له، قُبلة خاطفه ثم تركها قبل أن تتهجم عليه فتح باب الغرفه يبتسم، بينما هى لجمت غضبها  بصعوبه. 



[عودة] 
عاد آيسر يبتسم حين نهضت شُكران  واقفه تقول بمودة:
إنتم جايين من سفر ولازمكم راحه،هستأذن أنا وصفوانه وبكره إن شاء الله هاجي مع سهيله أعرفكم على بعض متاكدة إنكم هتحبوا بعض لأنكم متفرقوش عن بعض قلوبك صافيه،بس للآسف حظكم وقعكم فى ولادي اللى ناقصين تربيه ودى مهمتكم بقى تطوعهم على إيديكم حسب شطارتكم. 



نهضت روميساء  مُبتسمه توافق شُكران  فى ذلك لكن شعورها معها جعلها تتمني بقاء، جلوسها وقت أكثر معها، لكن خجلت أن تطلب ذلك، فإن كان هذا الأحمق صدق بشئ هو خين أخبرها أنها ستُحب "الحجه شُكران"وربما مستقبلا تملأ قلبها بشعور الأمومه المفقود. 

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ 
بشقة عادل
كان عادل يجلس على تلك الآريكه بردهة الشقه، ينظر الى تلك الدلايه السوداء الذى سقطت من شهيره، تبدوا كقطعة ألماس حقيقيه تذكر حين وجدها على الأرض بعد ان صعدت شهيره الى سيارتها، ربما سقطت منها سهوًا دون ان تراها، لمعت عينيه مثل  بريق تلك الدلايه، وفكر فى الإتصال على شهيره وأخبارها، ربما هذا فرصه عليه إنتهازها،لكن قبل أن يفتح هاتفه صدح جرس باب الشقه،نهض متوجهًا نحو باب الشقه،قام بفتحه وتفاجئ بـ هويدا أمامه،سأمت ملامحه،بينما هويدا رسمت بسمة داهيه قائله:
هقف كتير عالباب مش هتقولى إتفضلي متنساش إحنا لسه متجوزين،صحيح إتقفنا عالإنفصال بهدوء بس لسه الإجراءات مخلصتش،وده اللى جايه عشان نتكلم فيه.




        
          
                
تنحي عادل على جنب الباب،دلفت هويدا الى الشقه أغلق عادل خلفها الباب بينما أثناء إستدارته سقطت تلك الدلايه من يدهُ على الارض سهوًا،إنحني سريعًا وجذبها بيده وإستقام يضعها بجيب بنطاله،لكن كانت هويدا لمحت تلك الدلايه بوضوح لم تهتم بها،ونظرت الى عادل قائله:
هدخل فى الموضوع مباشرةً...أنا عارفه إن اللى مخليك مآجل طلاقنا هو حقوقي الشرعيه،اللى مش هتقدر تدفعها سواء القايمه او المؤخر،أنا بسهلها عليك المؤخر متنازله عنه،وقيمة القايمه كمان بس هاخد التجهيزات اللى أهلى كانوا جايبنها،يعني تعتبر طلعت من الجوازة بدون خساير،لا ليك ولا ليا.



نظر لها عادل بآسف قائلًا:
متأكده إن مفيش حد فينا خسران،وإبننا اللى ظلمناه...بـ أب وأم ميستحقوش يبقي عندهم طفل.



نظرت له قائله:
إبني انا عارفه قيمته كويس وعشان كده سيباه عند أهلى لأني متاكده انهم هيهتموا بيه،مش زى والدتك اللى طول الوقت بتدعي المرض وإنها مش قد مسؤولية الإهتمام بطفل،أعتقد كده إنتهينا،كلم أى محامي يكتب تنازل عن حقوقى وأنا همضيلك عليه.



كانت نظراتهم لبعض مثل الاعداء اللذان يتفقان على هدنة أو بالاصح كل منهم يتنازل عن سلاحه ظنًا أنه وصل الى غايته من الآخر. 
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بعد منتصف الليل 
بمحطة قطار القاهرة
ترجل آصف من القطار وسار الى أن خرج خارج المحطة تبسم لذاك الذى ترجل من السيارة وإقترب منه قائلًا: 
حمدالله  عالسلامه يا باشا مبروك الفوز فى القضيه. 



تبسم له آصف قائلًا: 
مُتشكر فين السيديهات اللى وصلت ليها. 



تبسم له قائلًا: 
السيديهات فى شنطه فى العربيه يا باشا. 



تبسم له آصف  قائلًا: 
تمام عمولتك محفوظه، روح إنت لولادك تصبح على خير. 



تبسم له الآخر قائلًا: 
خيرك سابق يا باشا، تصبح على خير. 



غادر الآخر، وصعد آصف الى السياره، رأى تلك الحقيبه الموضوعه على المقعد  المجاور لعجلة القياده، أشعل السيارة وبدأ فى قيادتها، لكن آتى الى عقله ذكرى قديمه، حين قرر الزواج من سهيله قبل مقتل سامر، كان عائدًا أيضًا بهذا الوقت من "أسيوط" كان بداخله أمنيات جميله يتمني ان يصل لها لكن القدر وقتها حطم كُل تلك الامنيات، بهذه الأقراص هل يوجد حقيقة هوية قاتل سامر الذى مازال ينعم بلا قصاص، زفر نفسه بعقل تائه لا يوجد طرف خيط يدل على هوية القاتل يتمني أن يجد بين تلك الاقراص ذاك الطرف.... 



بعد قليل، وصل الى الشقه ودخل إليها سار بالممر بين الغرف كانت غرفة سهيله بابها  مفتوح، تنهد هو يعلم أنها  لم تعود من المشفى بسبب موعد عملها، نظر الى ساعة يدهُ لم يتبقى امامها وقت كثير للعوده، ربما هى بالطريق الآن، رغم شعوره بالإجهاد لكن فضل انتظارها ورؤيتها... لكن رغم دفئ الشقه يشعر بالبرد فقال: 
أما اروح المطبخ أشرب أي حاجة  دافيه. 




        
          
                
بالفعل فتح الثلاجه وأخذ منها عبوة حليب وسكب القليل فى إيناء صغير ثم وضعه على المقود وأشعله ثم إنتظر قليلًا حتى إقترب من الغليان، أطفئ الموقد وحمل الإيناء سكب ما به فى كوب زحاجي،ثم توجه الى باب المطبخ.



بنفس الوقت دخلت سهيله الى الشقه تشعر بالإرهاق هى الاخري،لكن لاحظت نور قادم من المطبخ،إستغربت ذلك لكن أخبرت نفسها:
يمكن طنط شكران ولا الخاله صفوانه،أما أروح اشوف مين فيهم وأسألها ايه اللى مسهرها لحد دلوقتي.



بالفعل توجهت نحو المطبخ بنفس اللحظة التى وصلت فيها الى أمام المطبخ كان آصف يضع يدهُ على ذر الإنارة وأطفأهُ وخرج من باب المطبخ يصتدم بجسد سهيله التى أصبحت بين يديه...
بينما إنخضت سهيله حين تفاجئت بـ آصف للحظه لم تنتبه أنها بين يديه وقالت بتلقائيه وإستغراب:
آصف!
امتي رجعت؟.



رغم تلك الحرارة الذى يشعر بها فى كف يدهُ بسبب إنسكاب جزء من اللبن الساحن عليه،لكن هنالك حرارة أقوى فى قلبه وهو يشعر بانفاس سهيله قريبه منه كذالك جسدها كآنها تحتضنه بالفعل هو إحتصنها بيده الخاليه،للحظه غفي عقل سهيله ولكن سُرعان ما إنتبهت وعادت للخلف رغم أنها لم تشعر بالرهبه فى هذا الوقت،لكن عادت تسأله:
أمتي رجعت مش كنت بتقول هتبات ليلتين فى أسيوط.



نظر لها قائلًا عن قصد:
مكنتش أعرف إن رجوعي قبل ميعادي هيضايقك.



إستغربت سهيله وكادت تزلف قائله:
وأيه اللى هيضايقني فى رجوعك،بالعكس...قصدى بس إتفاجئت.



نظر آصف الى ملامح وجهها سألًا:
ويا ترا مفاجأة حلوه ولا...



نظرت له سهيله وصمتت للحظات تشعر بشعور غريب،قبل أن تقاومه قائله بتتويه:
أكيد جاي من أسيوط مُرهق وانا كمان مُرهقه هروح أنام تصبح على خير.



تبسم آصف رغم غصة قلبه ومد يدهُ بكوب اللبن لها قائلًا:.
خدي إشربي كوباية اللبن دي هتخليكِ تسترخي وتنامي بهدوء.



رفضت سهيله قائله:
لاء مش....



قاطعها آصف وإرتشف منها بعض قطرات ثم قال:
على فكره ده لبن مش محطوط فيه أى حاجه غير معلقة سُكر واحده.



فهمت سهيله قصد آصف أنها تشك أن يكون واضع أي شى ضار بكوب اللبن شعرت بوخز فى قلبها هو فهمها خطأ لم يصل تفكيرها الى ذلك،هى فقط لم تُريد أن تأخذ شئ أعدهُ لنفسه.



مدت يدها وأخذت كوب اللبن منه قائله:
تصبح على خير يا آصف.



تبسم لها آصف وتنهد بإشتياق بعد ان دخلت الى غرفتها،عاد للمطبخ سكب كوب آخر من اللبن وأخذه وذهب الى غرفته لكن باب غرفة سهيله كان مُغلقًا،بالتأكيد هى أغلقته حتى تقون بتبديل ملابسها،ذهب نحو غرفته 
وضع كوب اللبن على طاولة جوار الفراش وترك جسدهُ يتمدد على الفراش بتنهد بسعاده يشعر بأمل سهيله لم ترتجف وهى بين يديه قبل قليله،يكفيه ذاك العناق بعد إرهاق اليوم.




        
          
                
بينما سهيله دخلت الى غرفتها اغلقت البابةعمدًا حتى  تهدا تلك المشاعر التى تُسيطر عليها  كآنها نسيت ان الذى أمامها آصف،بل هنالك شعور آخر تشعر به الآن عكس ليلة أمس،كان هنالك رهبه فى قلبها الليله زالت تلك الرهبه...أيعقل ان آصف أصبح مصدر أمان لها.   
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بعد مرور عشر أيام 
بشقة آصف
استيقظ من نومه على صوت رنين هاتفه،فتح عينيه بضحر وجذب هاتفه ونظر الى الشاشه قرر عدم الرد والعوده الى النوم مره أخري،لكن إستمر رنين الهاتف بإلحاح...غصبً قام بالرد ليسمع إندفاع آيسر قائلًا:
إنت نايم وناسى إن فرح أخوك النهارده ولازم تكون جانبه وتساعدهُ.



تثائب آصف وقال بإستهزاء:
وهساعدك فى أيه،هحلقلك دقنك،ولا ألبسك البدله.



تبسم آيسر قائلًا:
لاء تبقى جانبي تديني نصايح وتحفيز وتشجيع كده،بصفتك راجل متجوز.



تهكم آصف بسخريه قائلًا:
أنا واحد ينفعك فى المواضيع دى كنت نفعت نفسي أقولك إتصل بـ " أسعد شُعيب"هو عاش التجربه دى تلات مرات أكيد عنده خبرة مضمونه فى التعامل مع الزوجه فى أول ليله،بس أعتقد ده كان مع الإثنين الاولانين كان هو الخبير مكنش عندهم خبرة،إنما الليدي شهيره أعتقد هى اللى كانت خبيرة،يلا طالما صحيت هقوم أفطر وبعدها هجيلك الاوتيل اللى إنت مطرود ليه مؤقتًا.



تبسم آيسر قائلًا:
مش لوحدي مطرود كمان عمِ مدحت هنا معايا فى الاوتيل،بعد ما ماما هى وصفوانه باتوا مع رومس فى الشقه عشان تجهيزاتها للفرح،رومس ليها حظ عني لقت اللى يساعدوها.



تبسم آصف قائلًا:
تصدق صعبت عليا وحسيت إنك لقيط،يلا بطل رغي هقوم أفطر وبعدها هجيلك.



تبسم آيسر بمرح قائلًا بمغزي:
أوعي تنتهز الفرصه إنك مع سهيله لوحدكم فى الشقه وتنساني هنا لوحدي...الشيطان شاطر،ما إجتمع رجلُ وإمرأة الا وكان الشيطان ثالثهما.



ضحك آصف قائلًا:
طب ياريت الشيطان يبقى تالتنا،يلا كفايه رغي عالصبح.



أغلق آصف الهاتف وضعه جواره على الفراش، ظل قليلًا ثم نهض من فوق الفراش وعن قصد منه بدل ثيابه الى بنطال منزلى وفوقه كنزه تُشبه لكن ترك سِحابها مفتوحًا الى منتصف بطنه، وذهب الى المطبخ...  



بينما بغرفة سهيله إستيقظت من النوم هى الأخرى على صوت تنبيه هاتفها التى قامت بضبطه ليلة أمس بعد أن جفاها النوم لاوقات طويله خشيت ان يسحبها بغفوة وتنام دون ان تدري ويسرقها الوقت حين تستيقظ، لابد أن تذهب الى شقة آيسر كي تُساعد روميساء فى التجهيزات الاخيره لعُرسها اليوم، كانت تود المبيت معهن بتلك الشقه ليلة أمس  لكن شُكران أخجلتها حين طلبت منها العوده لشقة آصف من أجل أن تجلب لها بعض الاغراض الخاصه بها،وكان قد تاخر الوقت لعودتها إليها بنفس الليله،طلبت أن تأتى لها معها صباحً... 
نهضت من فوق الفراش وإرتدت مئزر ثقيل فوق منامتها وذهبت نحو المطبخ، لكن توقفت على باب المطبخ حين رات آصف يقف خلف الموقد يُعطيها ظهره، ظلت صامته للحظات حتى قال آصف: 
صباح الخير  يا سهيله. 



إستجمعت شجاعتها ودلفت خطوات الى المطبخ،لكن فجاة تيبس جسدها حين إستدار آصف لها ورأت صدره العاري أسفل منامته المفتوح سِحابها الى منتصف بطنه...شعرت بتوتر كذالك رجفه،لكن تعمد آصف الإقتراب منها قائلًا:
أنا جهزت الفطور لينا خلينا نقعد نفطر هنا فى المطبخ.



إقترب آصف أكثر عن عمد منه حتى أصبح الفرق خطوه واحده،عادت سهيله للخلف بتلقائيه قائله بتهرب:
أنا مش جعانه،هروح أجهز الاغراض اللى طنط شكران طلبتها مني.



قبل أن تخطو سهيله خطوه أخري جذبها آصف من ساعد يدها وضمها لصدره ونظر الى عينيها قائلًا:
الفطور هيبرد،خلينا نفطر الأول وبعدها ألاغراض مش هتاخد وقت.



نبرة آصف الناعمه زادت الرجفه بجسد سهيله،لكن إستغربت تلك الرجفه ليست رهبه او خوف منه كما كان سابقًا،لكن نظرت الى يدهُ التى تقبض على ساعدها تذكرت تلك الأصفاد،أغمضت عينيها للحظه وحين فتحتها تفاجئت بـ آصف كاد يُقبلها،لكن هى عادت برأسها للخلف وسحبت يدها من يدهُ قائله:
تمام خلينا نفطر.



سأم قلب آصف بغصه بعد ان فشل فى نيل تلك القُبله،لكن تبسم لـ سهيله التى جلست خلف تلك الطاوله تقول بمدح:
لاء شكل السفره كتير حلو يفتح النفس،هفطر بسرعه وأجيب أغراض طنط شكران،وبعدها أبقى وصلني لعندها.



تبسم آصف وهو يجلس جوارها يتناولا الطعام بحديث هادئ بينهم،كل منهم لا يعلم كيف مرت عليه الليله الماضيه وهما وحدهما بالشقه 
آصف قاوم كى لا يذهب لها مُشتاقًا  
سهيله قاومت تلك الرهبه فى قلبها. 
......... 

مساءً
بقاعة العُرس
أثناء الرقصه الأولى للعروسين، كان أيسر يضم روميساء بين يديه، كذالك آصف الذى يُشاركه هو الآخر بـ الرقص مع سهيله المتوتره. 
وضعت شكران يديها أسفل ذقنها تبتسم بإنشراح فى قلبها وهى تنظر الى 
آصف وآيسر اللذان يضُمان زوجاتهن بين أيديهن، كل منهم بهذه اللحظة يشعر أنه إمتلك سعادة الكون بوجود من إمتلكن خفقات قلبيهم رغم أنها على يقين أنهن عنيدات لكن يكفي بسمة ولديها الآن ، غامت دمعه بعينيها على الثالث المفقود لكن موجود بقلبها، تنهدت بآلم لكن أخفت. ذلك خلف بسمتها التى خرجت من قلبها أيضًا، الحياة ليست ورديه، هنالك أيضًا خطوط سوداء تترك أثارها واضحً فى القلب... 
كذالك بعض الإنحناءات لتواكب الوقت، هى إنحنت لـ أسعد حين أخبرها بزواحه من شهيره، ربما لم يكُن إنحناءًا، كان إحتياجً من أجل راحة أبنائها، لكن هى من وضعت آلامها بصدرها الذى لم يتحمل كثيرًا ومرضت، لكن ربما شعرت ببعض التعافي حين إبتعدت عن سبب ذاك الآلم "أسعد شُعيب". 



بينما عين أسعد رافقتها طوال الوقت بحركتها بخفه بين ضيوف العُرس، لأول مره يلاحظ أنها مُجامله ولبقه، عكس تلك الإنطوائيه الذى كان يظنها، هى لم تكن إنطوائيه، بل كانت 
شخصيه تُفضل منزلها عن تلك المظاهر المُنافقه، عيناهُ رأتها الليله بنظرة مختلفه، 
إمرأة يتمناها أى رجُل، وإن كان هنالك عروسّ الليله  فهي..... شُكران. 
«يتبع» 
بسبب إصرار شُكران  إمتثلت سهيله وذهبت الى الشقه،فى أقل من نصف ساعه كانت تفتح باب الشقه ودلفت مباشرةً الى غرفتها، تبسمت حين رأت صندوق ورقى آنيق، ظنت أن الشقه خاويه، لم تُغلق باب الغرفه، خلعت ثيابها وإرتدت ذاك الثوب الذى حاز على إعجابها، لكن قبل أن تغلق سِحاب الفستان، ذهبت نحو مرآة الغرفه لكن شعرت برجفه حين رآت إنعاكسًا خلفها،بين إطارى باب الغرفه، إستدارت سريعًا قائله: 
آصف! 
إبتلعت ريقها وتسألت: 
إنت هنا من إمتي؟. 



تبسم آصف قائلًا: 
يادوب لسه جاي من الاوتيل، سيبت آيسر مع حماه وجيت عشان أغير هدومى. 



للحظة إنسدل الفستان قليلًا وأظهر جزء لا بآس به من كتف سهيله، سريعًا جذبته على كتفها، تشعر بخجل، تبسم آصف على وجهها الذى إحمر، ود فى هذه اللحظه أن يجذبها ويُقبلها لكن تريث حتى لا يُسبب رهبه لها، ظل صامتً للحظات يتآمل ملامحمها، وهى تُمسك طرفي الفستان من خلف عُنقها حتى لا ينسدل مره أخري، إنتبه حين صدح رنين هاتف سهيله... 
إزدرد ريقه قائلًا: 
هروح أغير هدومي عشان ميعاد القاعه. 



اومأت رأسها  ببسمه ثم تنفست بقوة  حين إبتعد آصف عن إطار الباب، ثم قامت بالرد على هاتفها مُبتسمه تقول: 
تمام يا بابا أقابلكم فى القاعه. 



أغلقت الهاتف وضعته على الفراش، ذهبت مره أخري للمرآه لفت يديها خلف ظهرها تُغلق سِحاب الفستان حتى مُنتصف ظهرها  توقف السِحاب عن الإنغلاق، حاولت أكثر من مره، لكن لا فائده، ذمت نفسها ليتها أخذت الفستان وعادت الى شقة آيسر كانت وجدت من أغلق لها السِحاب دون عناء منها، ترددت كثيرًا قبل أن تخرج من الغرفه وتذهبت  نحو غرفة آصف،توقفت تشعر برهبه،كذالك خجل كيف ستطلب منه ذلك،لكن الوقت يمُر وعليها العوده الى شقة آيسر،إزدردت ريقها ورفعت يدها طرقت على باب غرفة آصف الذى كان مواربًا،بنفس الوقت كان آصف بدل ثيابهُ بأخري أكثر آناقه لكن كان لا يزال لم يُغلق بعض أزرار القميص من فوق صدرهُ، نظر خلفه نحو باب الغرفه وتبسم لـ سهيله  قائلًا: 
خلاص قربت أخلص لبس. 



خجلت منه قائله بتردُد: 
مش جايه عشان أستعجلك، أنا... أنا... أنا.... 



لاحظ آصف تردُدها وإقترب منها قائلًا:.
إنتِ أيه. 



عضت على شِفاها بخجل، وقالت بتسرع كى تنتهي من هذا الموقف المُحرج كذالك  حاولت السيطره على ذاك الرُهاب: 
سوستة الفستان شكلها علقت.... 



فهم آصف قصدها دون أن تُكمل حديثها، إقترب منها مُبتسمً بداخله إنشراح، ربما زال بعض من ذاك الرُهاب لدى سهيله منه... رفع يديه من الأمام وكاد يضمها، لكن سهيله عادت خطوه للخلف ثم أدارت ظهرها له، وكادت تُغادر بعد أن كادت تتحكم بها الرهبه مره أخري، لكن رغم غصة قلب آصف لكن سريعًا وضع يدهُ على سِحاب الفستان، جعلها  رُغمً عنها تتوقف حتى أغلق السِحاب، بلا أى تلامُس منه لظهرها النصف عارى أمامه، رغم شوقهُ لذلك لكن لا يود إثارة رهبتها منه، بينما سهيله  أغمضت عينيها للحظات تشعُر بآنفاسه قريبه منها، سار شعور آخر مع تلك الرهبه، شعور لم تستطيع تفسيره لكن بمجرد ان شعرت بإنتهاؤه من غلق سِحاب الفستان،إبتعدت دون النظر إليه قائله:.شكرًا هروح ألبس الطرحه عشان منتأخرش.




        
          
                
تبسم آصف وزفر نفسه يشعُر بتوق،لكن إنتبه هو الآخر على الوقت....
دلفت سهيله الى غرفتها توقفت للحظات تستنشق الهواء تشعر بخفقان زائد بقلبها،لكن إنتبهت وذهبت نحو الفراش جذبت وشاح رأس مُضاهي للون الفستان،ثم قامت بلفه حول شعرها وعُنقها،نظرت فى المرآة تبسمت بإعجاب من هذا الفستان ذو الذوق الراقى  الذى لا يحتاج الى أى إكسسوار خاص به،لكن نظرت الى تلك العلبه المُخمليه الموضوعه على جانب دُرج مرآة الزينه،هى نفسها العلبه الذى أعطاها لها آصف ليلة ذهابهم الى عيد ميلاد تلك الوقحه،فكرت للحظات قبل أن تحسم أمرها وفتحت العلبه لكن لم تجذب منها سوا قطعتين فقط،ذاك الخاتمين،نظرت لهم بتفكير كثير قبل أن تسمع صوت آصف من خلفها يقول:
أنا جاهز.



بلا وعي،أو ربما أراد قلبها ذلك وضعت الخاتمين خلف بعضهم ببنصر يدها اليُسرى..وإرتبكت قائله:
أنا كمان جاهزه بس هلبس الشوز.



تبسم آصف لها وهى تضع قدميها واحده خلف أخري بذاك الحذاء،إنحاز جانبً حتى خرجت سهيله من الغرفه لكن بسبب طول الفستان تعرقلت سهيله وكادت تقع لكن أمسك آصف يدها وجذبها عليه....شعرت بخضه وهى بين يدي آصف الذى نظر لوجهها المُصطبغ ببعض الإحمرار كذالك بعض المساحيق الخفيفه الغير ملحوظه وذاك الكُحل الخفيف الذى يُبرز أهداب عينيها السوداء الواسعه مثل الفضاء  
كل شئ بها له جاذبيه خاصه لديه إنتهاءً بشفتيها اللتان إنفرجتا قليلًا بسبب الخضه، شوق وتوق لم يستطيع التحكُم بهما، ليحدث ما يحدث لاحقًا، هكذا أوحى له عقله وهو يجذبها بين يديه يضمها لصدره غير مُباليًا لتلك الرجفه التلقائيه، وبلا إنتظار كان يُعانق شفتيها بشفتيه، بقُبلة عاشق... 
إرتجفت سهيله وبرد فعل تلقائى مُتسرع منها  رفعت يديها تدفع آصف للإبتعاد عنها، لكن ضغط آصف  وضم جسدها بين يديه وظل يُقبلها الى أن كادت تمتثل لتلك القُبلات، لكن ترك شفاها مُرغمً بسبب رنين هاتفه، ترك شفاها وظل مُحتضنها للحظات يشعر بأنفاسها السريعه، لكن رنين الهاتف المستمر جعله يفك حصار يديه عنها سريعًا  إبتعدت عنه تشعر بإستغراب من نفسها لما لا تنهرهُ، أو تُبدي رد فعل آخر، حتى قبل أن تتفوه نظر لها آصف قائلًا: 
خلينا نمشى، ده كان آيسر  بيستعجلني... بيقول إنه خرج من الأوتيل فى الطريق للشقه. 



لم ينتظر وسار خطوات  نحو باب الشقه وهى وهى خلفه تتبعه تشعر مشاعر مُتخبطه بين الرهبه ومحاولتها التغلب عليها....
حتى بالطريق ساد الصمت، الأ من نظرات آصف لها بين الحين والآخر حتى وصلا أمام البِنايه الخاصه بشقة  آيسر، ترجلا من السيارة  وتبسما حين رأيا آيسر يقف أمام سيارته، لكن سأمت ملامح آصف حين رأى أسعد يترجل من سيارته يتوجه ناحيه آيسر، لكن لم يُبالى به. 



عادت سهيله من شرودها 
حين شعرت بيد آسميه على كتفها، تبسمت لها. 



بينما هويدا شعرت بغضب حين رأت أسعد يميل يهمس لـ شُكران وهى تبتسم، كذالك تبادُل نظرات عينيه نحو آصف وسهيله، لكن أرادت معرفة رد فعل شهيره، نظرت نحوها، لكن وقع بصرها على تلك الدلايه السوداء الامعه التى تعبث بها بإحدي يديها، تذكرت أنها رأت مثل تلك القطعه سابقًا،سُرعان ما تذكرت أين وعادت تنظر لها بتمعُن،غير مُصدقه هى رأت شهيره وعادل يقفان أمام البنك سابقًا،لكن لما كانت تلك الدلايه مع عادل.




        
          
                
قطع كُل تلك النظرات والهمسات،حين تحولت أنظارهم نحو ذاك الذى يُمسك مُكبر الصوت بيده ويغني 
"على رمش عيونها قابلني هوا طار عقلي مني وقلبي هوى، وأنا ياللى كنت طبيب الهوى ولاهل العشق بييع الدوا من نظره لقيتني صريع الهوى... 
لها ضحكه يا ويلى بلون السهر لما الورد بيملى شفايفه قمر،ضحكه لها بالودن إبتسامه القدر فوق خدود العطاش فى ليل المطر"



ضحك آصف لذاك الأحمق الذى إقترب منه وجذبه للوقوف جواره يتشاركان نفس الاغنيه كل منهم يقصد حبيبته،تبسمت لهما شُكران بسعادة تخفى خُزنها على ثالثهم،لكن آيسر ذهب نحوها وجذبها هى الأخره،وقفت بالمنتصف بين آصف وآيسر فقط تُصفق لهما مُبتسمه،حتى إنتهت تلك الاغانى،إنحني الإثنين وقبل كل منهم يدها،تبسمت لهم بموده وقبلتهم  من وجناتهم،سعيده،بذاك اللمعان بعيونهم،عاد آيسر الى روميساء الجالسه تبتسم،تشعر بسعادة،وكآنها لا تشعُر بنقص اليوم،لن كانت ستجد أُمً أحن من شُكران،لكن إدعت السأم حين إقترب منها آيسر وجلس جوارها يبتسم بلهاث،بينما آصف تمسك بيد شُكران الى أن جلست خلف الطاوله مره أخرى إنحني يُقبل يدها مُبتسمً ثم جلس جوار سهيله،وتبسم وأماء رأسه بإحترام لـ آسميه التى لمعت عينيها وتبسمت له لأول مره. 
****
إنتهى الزفاف الصاخب 
إصطحب آصف كل من سهيله وشُكران وصفوانه معه بالسيارة كذالك آسميه التى جلست بالمقعد الخلفى جوارهن، بينما سهيله  جالسه بالمقعد الأمامى جوار آصف، كان هنالك حديث مُتبادل بينهن عن أفعال حدثت بالعُرس، كذالك ضحكات مرحه بينهن، الى أن وصلن الى الشقه 
دلفن وخلفهن آصف،الذى تبسم لـ شُكران التى تتثائب قائله:
الحمد لله أخيرًا رجعنا لهنا جسمي كله همدان،أنا كنت خايفة آيسر يمد الفرح للفجر.



تبسمت لها صفوانه بمرح قائله:
مش آيسر اللى كان هيمدها دى روميساء،لو الود ود آيسر كان نص ساعه ونهى الفرح.



تبسمت لهن  آسميه  قائله: 
والله كانت ليله حلوه بس انا عضمة كبيره حسمي كمان وجعنى،  وفى الأول وفى الآخر على رأي المثل
العروسه للعريس، ربناا  يهنيهم ببعض. 



آمنت شُكران على ذلك قائله:
آمين يارب،هروح أتوضا وأصلى لهم ركعتين وأدعى ربنا يهنيهم...تصبحوا على خير.



تبسمت له صفوانه التى إنسحبت هى الأخرى،ظل سهيله وآسميه التى تبسمتحين إنحنى آصف وقبل يدها قائلًا:
تصبحِ على خير.



إستغربت آسميه من ذلك كذلك سهيله لكن إستغربت أكثر من قبول جدتها لذلك ويدها التى وضعتها فوق كتف آصف ونظرت الى عينيه ثم تبسمت، كذالك  آصف الذى فعل ذلك
قصدًا،لكن ليس نفاقًا ولا رياء ولا لأي غرض،فقط أراد بذلك كنوع من الإمتنان لـ آسميه
آسميه هى التى أعادت سهيله مره أخرى  لتُحارب الحياه وتهزم ضعفها ذاك الوقت الذى تسبب بأذيتها،رفع رأسه ونظر لـ سهيله:
تصبحوا على خير.



أومأت له ببسمه تشعر بتصارب مشاعرها   
ذهب نحو غرفته ثم دلفن سهيله وآسميه الى الغرفه الأخري




        
          
                
بعد قليل فردت آسميه الممده على الفراش يديها بموده قائله: 
حبيبتي الغالية تعالى لحضني واحشانى أوى أوى. 



تبسمت سهيله لها وصعدت الفراش تصمها بمحبه قائله: 
وأنتِ وحشتيني أوى يا تيتا، لما بابا وماما قالوا هيباتوا مع هويدا فى الشقه اللى هى مأجراها قولت أكيد مش هتروحي معاهم أنا عارفه ان إنتِ  وهويدا  مش بترتاحوا مع بعض. 



تبسمت آسميه وهى تضم سهيله  وزفرت نفسها: 
والله هويدا نفسها مش بترتاح مع نفسها، بس فى حاجه لفتت نظرى ليها الليله كانت مهتميه أوى بـ حسام إبنها على غير العادة. 



تبسمت سهيله  وتممت على قولها: 
فعلًا أنا لاحظت ده، بس فى النهايه هو إبنها، ويمكن عشان غايب عنها... فى البلد كانت كل يوم بتشوفه، مش ببغيب عنها. 



تنهدت آسميه قائله: 
جايز، ربنا يهديها من ناحيته،واحده غيرها إطلقت كانت راجعت نفسها وعرفت قيمة ابنها وتاخده فى حضنها. 



صمتت آسميه للحظات تذكرت أنه لفت إنتباهها نظرات هويدا لـ أسعد وهو جالس جوار شُكران كانت نظراتها تشع ضجر بوضوح، همست آسميه بخفوت: 
بس قلبي مش مطمن من ناحيتها خايفه تاريخ  أمها يتعاد معاها تانى وتوقع فى نفس فخ الماضي.



سمعت سهيله جزء من همس آسميه،رفعت رأسها عن صدرها سائله بإستغراب:
فخ أيه يا تيتا،تقصدي أيه!. 



نظرت آسميه لها وأستدركت ذلة لسانها قائله بتتويه: 
مقصدش حاجه، وتعالى لحضنى خلينى أشبع منك قبل ما ارجع الصبح كفر الشيخ. 



عادت سهيله تضمها قائله: 
أنا فكرت إنك هتفضلى معايا هنا؟. 



تنهدت آسميه قائله: 
كان نفسى بس خالك لما  عِرف انى كنت قاعده معاكِ هنا زعل، وقالى مهما كان آصف غريب عني، وميصحش أعيش عند حد غريب. 



تنهدت سهيله  قائله: 
بس إنتِ عايشه معايا. 



تبسمت آسميه  قائله: 
بس آصف مش حفيدى وإنت بنت بنتِ، وبعدين سيبنا، تعرفى إن
الواد آصف أول مره من يوم ما عرفته يدخل مزاجي الليله. 



تبسمت لها قائله: 
عشان باس إيدك. 



أمأت رأسها بـ لا قائله: 
لاء عشان باس إيد شُكران  وغاط المأسوف على شيبته أسعد هو وأُم مُنقار اللى كانت قاعدة جنبه، شفايفها نص وشها زى بوز التعلب. 



ضحكت سهيله قائله: 
قصدك زى بوز البطه. 



تهكمت آسميه  : 
بطه... دى شبه عروسة المولد كلها منظر وحقيقتها بلاستك. 



ضحكت سهيله قائله: 
فعلاً، أنا نفسى تقريبًا مشفتهاش غير مرات معدوده،ومش بحس معاها بأُلفه عكس طنط شُكران، مش عارفه ليه هو إتجوزها عليها، غير كنت مفكره إن طنط شُكران يمكن تكون  إنفصلت عنه، لأن من يوم ما عشت هنا مشفتوش جه ولا مره حتى سيرته معدومه بس قعاده الليله جنبها وإحنا فى القاعه حيرني، كمان لاحظت إن آصف ببتجنبه،مش عارفه يمكن فى خِلاف بينهم.




        
          
                
تنهدت آسميه بـ حِيره هى الأخرى قائله:
انا كمان لاحظت كده،بس تصدقى اللى زى اسعد ده بطار،ميعرفش قيمة الشئ اللى فى إيديه،كنت مفكره آصف زيه،بس متهيألى إنى كنت غلطانه.



إستغربت سهيله ورفعت رأسها تنظر لوجه آسميه سائله:
قصدك أيه يا تيتا.



تبسمت آسميه وأجابتها : 
مش عارفه، بس الفترة اللى عِشت فيها هنا قبل كده لاحظت إهتمام آصف بـ شُكران، كمان الليله وهو طول الوقت ماسك إيديها بفرحه. 



ردت سهيله ببساطه: 
وفيها ايه دى مامتهُ، وعادي يمسك إيديها. 



فسرت آسميه: 
هو فعلًا عادي، بس آصف كان بيعمل كده من قلبه عشان رساله عاوز يوصلها، وأعتقد الرساله دى لـ"أسعد"... وبعدين بطلى أسئله كتير أنا ست كبيره ومن الصبح عالطريق وكمان تكتيفة القاعه  غير مش واخده عالسهر جسمي كله بيوجعنى يلا نامى. 



إبتسمت سهيله قائله: 
ربنا يديم عليك الصحه يا تيتا أنا بحبك  أوي. 



تبسمت آسميه وهى تضم سهيله، قائله: 
وأنا بحبك أكتر يا أول فرحتِ. 



تبسمت سهيله كالعاده آسميه تخصها بأنها أول أحفادها، رغم أن هويدا سبقتها، لكن ربما عدم توافقهن هو سبب نفورهن من بعض... 
تنهدت سهيله، رغم الإرهاق لكن تبسمت وهى تتذكر بعض مُقتطفات حفل الزفاف، آصف كان جذابً وشخص مرح مع آيسر، تعلم أن شخثية آصف ليست مُعقدة، سابقًا كان يمرح كثيرًا، كذالك كان شخصيه ودوده هذه ما رأته فيه الفتره الماضيه حِرصه على الإهتمام بوالدته ومتابعتها، مزايا آصف أنه لا يميل الى السهر بالخارج...آصف ربما لديه عيب أنه يهوا الشُهرة،أو التباهي بنجاحه،لكن ليس  شخصً حاد  الطباع،عكس تلك الليله الذى هدم فيها قلبها 
قلبها!
قلبها الذى أصبح يخفق مره أخري حين يقترب منها  هل مازالت لديها مشاعر له.



ذمها عقلها:
بالتأكيد لا،فربما هذا تمثيل كى يُقنعها أنه نفس الشخص الآخر، الذى أحبته سابقًا لكن بالنهايه صدمت بحقيقته العنيفه...
نظرت نحو آسميه وتبسمت حين وجدتها غاصت فى النوم،أغمضت عينيها هى الآخري مستسلمه لغفوتها. 
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بشقة آيسر 
دلف الى غرفة النوم وهو يحمل روميساء التى سبق ومانعت حملهُ لها لكن هو كالعادة يرفض ما يُريد، تنهدت بضجر قائله: 
خلاص دخلنا غرفة النوم نزلني. 



تبسم لها ببرود قائلًا: 
أيه رأيك ناخد لفه كمان. 



زفرت نفسها بزهق قائله: 
لاء، ما بدي، نزلني. 



بنفس البرود تبسم آيسر قائلًا: 
خلاص  أنزلك عالسرير. 



تنهدت روميساء بضجر وهو يضعها فوق الفراش لكن كان خبيثًا خين إنحني عليها، لكن هى كانت حذره ودفعته بيديها قائله: 
شو بدك؟. 



تبسم ببسمه إستفزازيه لها: 
بدي باوسه من تمك يا جميلتي. 



نظرت له بإستهجان قائله: 
آيسر أن بدى إنك تخرج كن الغرفه مشان بدل فستان العُرس، هذا تقيل. 




        
          
                
تبسم بأستفزاز قائلًا  ببرود وهو يضع يده على كتفها: 
هو فعلًا تقيل عليكِ، خليني أساعدك تقلعيه.



زغرت له بغضب قائله:
آيسر،بدك تطلع بره ولا....



غمز لها آيسر وقاطعها:
ولا أيه يا جميلتي.



زفرت بغضب قائله:
آيسر،بدك تطلع بره الغرفه ولا بطلع انا بدل تيابى فى بالغرفه التانيه.



فكر آيسر للحظات ثم إبتعد عنها وقليلًا وهمها،لكن سُرعان ما إقتنص قُبله من شفاها،ثم نهض واقفًا جوار الفراش قائلًا:
أنا اللى هروح أبدل البدله فى الاوضه التانيه.



تنهدت روميساء بغيظ ولم تُجادله،نهضت هى الاخري من فوق الفراش تسير خلفه بخطوات،الى ان توقف بين إطاري باب الغرفه قائلًا بوقاحه:
مش عاوزاني أفتحلك سوستة الفستان.



هزت رأسها بضيق قائله:
لاء بتشكرك،إنت إتركني وانا بتصرف.



ببرود قال بإصرار:
خليني افتحهالك بدل ما تتقطع فى إيدك،إنت عارفه الفستان ده بكام،دا أنا دافع دم قلبي فيه،قولت روميساء جميلتي أكيد هيعجبها ذوقى الراقي وبعت جبته من آتلييه مرات أبويا،اللى مقالتش أجمل إبن جوزي وأقوله الفستان هديه،لاء خدت تمنه وزيادة كمان قيمة التوصيل.



إغتاظت روميساء منه وإقتربت بأستهجان ودفعته بيديها حتى أصبح بعيد عن باب الغرفه وأغلقته بوجهه قائله:
لو كنت بعرف هيك ما كنت لبست هالفستان اللى ذوقه ركيك.



ضحك آيسر من خلف الباب،كذالك روميساء لا تنكر أن ذوق الفستان راقيًا،وتعلم ان من إشترته هى شُكران فهى أخبرتها بذلك انها طلبته من أحد دور الأزياء المصريه بناءًا على وصف آيسر لها،ووصفه لها أنها تُشبه أميرات ديزني. 



بعد قليل 
فتح آيسر باب الغرفه دون طرق على باب الغرفه، سُرعان ما نظر الى روميساء التى رغم ضيقها من إقتحامه الغرفه دون إستئذان علها لا تود دخوله الآن لكن تبسمت بخفاء حين جحظت عينيه وهو يراها بمنامه ثقيله،كذالك وهو  ينظر لها وهى تُزيح دثار الفراش على جنب قبل أن تصعد عليه تحدث مُسرعً: 
رايحه فين؟. 



نظرت الى الفراش قائله ببساطه: 
راح إتسطح عالفراش. 



أعاد آخر كلمه منها: 
عالفراش... 
لكن قبل أن تصعد الى الفراش جذب يدها قائلًا وهو يرمقها بنظرة وقاحه: 
الليله دخلتنا والمفروض...



رغم خجلها من نظرات آيسر الوقحه،لكن أخفت بسمتها،قائله بهدوء:
المفروض شو؟.



-المفروض إننا عِرسان والليله ليلة دخلتنا والمفروض نتساير و.... 



إقترب من أذنها وهمس بوقاحه بعض الكلمات التى شعرت بالحياء منها، إزدردت حلقها، قائله بإرتباك: 
لاء ما بينفع هلأ. 



تعمد آيسر حضنها سائلًا ببرود: 
هو ايه اللى ما بينفع هلأ؟. 



أجابته بحياء: 
ياللى قِلت عليه، ما بينفع لآنى عندي عُذر شرعي... هلأ فهمت. 




        
          
                
نظر لها آيسر بعدم تصديق: 
بس أنا أتوضيت. 



تبسمت له قائله: 
بسيطه صلِ قيام الليل  وبعدها نام. 



قالت هذا وإبتعدت عنه وصعدت فوق الفراش تبتسمت تسحب دثار الفراش عليها ببرود قائله:
من فضلك خفض إضاءة الغرفه.



نظر لها بغيظ لديه يقين أنها تدعى بالكذب كى تنتقم منه أنه أجبرها على الزواج منها،لكن لن يستسلم...أخفض ضوء الغرفه الى إضاءة خافته،ثم ذهب الى الناحيه الاخري من الفراش وتسطح عليه. 



شعرت روميساء بإنخفاص الفراش حين تسطح آيسر، إبتسمت،لكن سُرعان ما إختفت البسمه حين شعرت بيدي آيسر يضمها له،شعرت بإرتباك وحاولت الابتعاد عنه قليلًا،لكن هو كلما تحركت على الفراش تحرك معها،نهضت جالسه تقول:
شو في.



تبسم لها يقول:
شو فى،أنا نايم عالسرير وجنبي مراتِ عاوزانى أعمل أية.



زغرت له بغضب قائله:
قولتلك عندي عُذر ما بتفهم.



تبسم ببرود قائلًا:
لاء فاهم،وفيها أيه لما أخدك فى حضني،أهو تصبيرة.



أخفت بسمتها وقالت:
بيكفي آنى سمحت لك تنام عالفراش جواري.



جذبها آيسر لصدره مُبتسمً سريعًا إقتنص شفاها قائلًا بتحذير:
أنا بقول كفايه علينا إرهاق اليومين اللى فاتوا وننام بهدوء الليله،وياريت بلاش إعتراض،بدل ما أكمل الليله كمان إرهاق،وأكتشف حقيقة العُذر بنفسي،وياريت بلاش حركة كتير عشان أنا ماسك نفسي بالعافيه.  



إستسلمت روميساء غصبًا او بالأصح بمزاجها لرغبتها بهذا الحُضن الدافئ. 
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بشقة آصف
رغم أنه يشعر بالارهاق، لكن هجر النوم عينيه،يُضني الشوق قلبه، لكن تبسم وهو يتذكر سهيله وهى بين يديه وإرتباكها كذالك عدم خبرتها بتلك الرقصه ودهسها لقدميه أكثر من مره، لكن كان سعيدًا، 
كذالك  تلك القُبله الذى إقتنصها قبل ذهابهم الى عُرس آصف، لم تُعقب سهيله عليها، كذالك  تذكر غصة قلبه حين رأى لمعة دمعة بعيني شُكران بالتأكيد مازال آلم قلبها لم يهدأ بفُراق سامر 
سامر!



تذكر ذاك القُرص الذى أعطاه له ذاك الشخص ليلة رجوعه من أسيوط،لا يعلم سبب أنه لم يرى محتواه حتى الآن،نهض من فوق الفراش وجذب حاسوبه الخاص وآتى بذاك القُرص وضعه بالحاسوب،وبدأ برؤية محتواه بتركيز، غص قلبه لرؤيته "سامر" وهو يدلف الى المشفى، كانت هذه المره الأخيره، كذالك  رأى دخول سهيله  بعده بوقت قصير الى المشفى،حركه عاديه بالمشفى لاشئ لافت بالفيديوهات،لكن فجأه توقف عند لقطة تكرر فيها نفس الشخص 
أعاد الشريط لليلة مقتل سامر،كان هنالك شخص دخل الى المشفى يسير على قدميه بلا أى مظاهر للمرض،وباليوم التالى خرج من المشفى يستند على عكاز طبي وجواره شخص  آخر يبدوا من زيهُ من عاملين المشفى،كان يعرج بإحدي قدميه،حاول تقريب الصوره ربما يظهر وجه لكن كان هنالك قُبعه على رأسه تُخفي وجهه،لكن ظهر وجه العامل بوضوح...
قام بتصوير العامل،نظر بساعة الهاتف كان الوقت قد إقترب من الفجر،لم يستطيع الإنتظار،فتح هاتفه وقام بإتصال ينتظر حتى سمع رد الآخر قال له مباشرةً:
فى صورة شخص هبعتهالك دلوقتي عاوز كل المعلومات عنه،وكمان عاوزك تجيب لى كشف مُفصل بأسامى المرضى اللى دخلوا او خرجوا من المستشفى فى اليومين دول،وركز على أسماء المرضى فى قسم العظام.




        
          
                
إستجاب له الآخر،أغلق آصف الهاتف وعاود ينظر الى الشاشه والى نفس الشخص،ملابسه تبدوا مُنمقه وآنيقة،لما يذهب الى مشفى مجاني هكذا.   
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ 
بـ ظهيرة اليوم التالى 
أمام إحدي المحاكم. 
تبسم إبراهيم الى آصف مادحً: 
مبروك كسبنا القضيه من أول جلسه، إبتسم قدام كاميرات التصوير عشان الصوره تطلع حلوه فى عيون المُعجبات. 



نظر آصف له بسخط ورفع يده اليسرى يُشير الى بنصرهُ قائلًا: 
مكفيني مُعجبه واحدة، يلا أشوفك المسا فى المكتب. 



تبسم إبراهيم  قائلًا: 
ايه مش هتبارك للعريس... دا أنا ناوي أعمله كبسه واروح ابارك  له ومحضر له هديه خاصه، جبت له سبحه عشان يبقى يستغفر عليها، كان طير حُر ومتهني خليه يجرب بقى حبسة القفص الذهبي. 



ضحك آصف قائلًا: 
آجل الكبسه النهارده سيبه يتهني بقاله كام يوم مقضي وقته فى الاوتيل يلعب مع عمِ مدحت طاوله وشطرنج... عن نفسى مش هروح  له غير بعد المغرب نص
ساعه وأجي عالمكتب، أقابلك هناك يلا سلام. 



غادر آصف من المحكمه بسيارته، نظر بمرآة السيارة الجانبيه لاحظ تلك السيارة التى تتعقبه عن بُعد مقبول، زفر نفسه بزهق، تحير عقله يسأل من هذا المُتعقب.  
.... 
بعد قليل 
دلف آصغ الى شقته تبسم لـ صفوانه التى قابلته بالرده  قائله: 
الغدا جاهز تحب أحضرلك السفره. 



تبسم سائلًا: 
فين ماما؟. 



إرتبكت صفوانه  لوهله قائله: 
الحجه شُكران خرجت من شويه وقالت لو إتأخرت على وقت الغدا أحط لك تتغدا إنت وسهيله. 



إستغرب آصف سألًا: 
وماما خرجت راحت فين!؟. 



ردت صفوانه: 
معرفش هى مقالتليش، بس قالت مش هتغيب. 



نظر آصف الى صفوانه، إستشف أنها تعلم أين ذهبت والدته، فهن الإثنين لا يُخبئن شئ عن بعضهن، لكن ربما شئ خاص، يستطيع معرفته من والدته لاحقًا. 



تسأل بهدوء:
سهيله وصلت. 



تبسمت صفوانه  قائله: 
أيوا وصلت من يجي عشر دقايق، ودخلت أوضتها تاخد شاور، هروح أحضر لكم الغدا على ما تغير هدومك. 



تبسم لها آصف وذهب نحو غرفته، لكن مر اولًا ونظر من خلف باب غرفة سهيله الموارب لكن لم يراها، تنهد بإشتياق وذهب نحو غرفته. 



بينما سهيله إنتهت من أخذ حمام دافئ يُزيل ذاك الارهاق عن جسدها، شعرت بإسترخاء، لكت لسوء الحظ سقطت تلك الملابس الخاصه  بها فى الماء دون قصد منها، تنهدت بآسف وقالت: 
هلبس روب الحمام، وألبس من الدولاب غيار تاني. 



بنفس الوقت دلف آصف الى الحمام وأخذ حمامً دافئًا، ثم خرج من الحمام، يضع منشفه حول خصرهُ وتوجه نحو دولاب غرفته، أخرج له ثوب منزلي، لكن قبل ان يرتديه صدح رنين هاتفه، ذهب نحوه ونظر الى الشاشه، سُرعان ما رد باسمً: 
أيه يا عريس فاضي قولت تتصل عليا، مش كنت بتقول مش هترد على مُكلماتى، إتصل اللى إتصلت عليا. 



زفر آيسر نفسه بضجر قائلًا: 
أنل كنت عارف إن قرك إنت وإبراهيم عليا مش هيروح  بعيد، وبعدين أنا متصل عليك عشان بتصل أطمن على ماما مش بترد عليا... رغم إن موبايلها بيرن. 



إستغرب آصف  قائلًا: 
غريبه، انا كمان رجعت للشقه صفوانه قالت لى إنها خرجت، وهى متعرفش، بس أكيد صفوانه  عارفه هى فين، ويمكن عامله تليفونها صامت. 



وافقة فى ذاك آيسر قائلًا: 
تمام، لما ترجع قول لها إننا فى إنتظارها هى وسهيله ويارا، المسا، بلاش إنت تجي معاهم، انا بحب  قعدات الستات. 



ضحك آصف قائلًا: 
لاء إطمن جاي معاهم، مين اللى هيوصلهم، بس متخافش مش هطول عندك مش فاضى، بسبب عندي تراكُمات فى القضايا بتاع المكتب. 



تبسم آيسر قائلًا: 
تراكُمات أيه، دا انا لسه شايف صورتك عالفضائيات، مبروك كسبت قضيه كانت مرفوعه من الدوله نفسها... سهيله لو شافت صورك هتحس بغِيرة جامده من نظرات المُعجبين. 



تنهد آصف يشعر بغصه، هل مازالت سهيله لديها مشاعر له، حتى تشعُر بالغِيرة عليه. 
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ 
بإحدى المطاعم الفخمه
توقف أسعد يبتسم حين رأى دخول  شُكران الى المطعم إنتظر واقفً حتى إقتربت من طاولته، بداخلها  تهكمت بإستهزاء، حين رأت وقوف أسعد وبسمته لها، لكن لم تنسى الماضي التى كانت فيه تحتاج فقط للمسه من يده تُدفئ جسدها، وهو بعيد بفراش إمرأة  أخري. 



تبسم أسعد لها، بينما هى قالت بتسرُع: 
خير يا أسعد إتصلت عليا وطلبت نتقابل وقولت فى موضوع مهم. 



تبسم  أسعد بهدوء قائلًا: 
خير أقعدي نتغدا سوا وبعدها هقولك عالموضوع المهم. 
«يتبع»  
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بذاك المطعم 
نظرت شُكران  حولها إستغربت من أن المطعم خالى إلا من بعض العاملين اللذين يقفون بعيد عن طاولتهم ،عادت بنظرها نحو أسعد سائلة:
غريبه المطعم فاضي كده ليه مع إننا فى وقت غدا.



وضع يديه على الطاوله وإبتسم لها قائلًا:
مش غريبه ولا حاجه  أنا حجزت المطعم لينا وبس. 



توسعت عينيها بإندهاش قائله: 
حجزت المطعم لينا!. 



-أيوه مالك مستغربه كده ليه؟. 



نظرت حولها ثم نظرت له وأجابته: 
مش بس مستغربه، لاء مش مصدقه، بس أكيد فى سبب مهم. 



تبسم أسعد وعيناه تتمعن ملامح شُكران، الهادئه والبسيطه والعفويه، كأنه يكتشف هدوء ورونق  ملامحها  لأول مره... كآن غيابها عن عيناه لسنوات قد زادها بهاءً ثم أجابها:
أعتقد مفيش سبب أقوي من إننا نتقابل ونتكلم مع بعض بعد السنين دى كلها.



نظرت له ببساطه:
عادى ما إحنا إتقابلنا إمبارح  فى فرح آيسر،بس معرفش كلام أيه اللى عاوز تقوله.



نهض أسعد من مقعدهُ وجلس على المقعد المجاور لها مباشرة ومد يديه أمسك يديها ونظر الى عينيها قائلًا:
شُكران إنتِ لازم ترجعي لي ولبيتك من تاني.



لم تندهش شُكران من طلب أسعد لكن إندهشت وهى تنظر لـ يديه اللتان تحتضن يديها،كذالك نبرته الهادئه وربما الواثقه،لم يخيب توقعها حول سبب طلب أسعد لقائها،رغم ذلك شعرت بإستهزاء أخفته عن عمد سألته:
أرجعلك 
أرجع لبيتنا،فين بيتِ ده يا أسعد؟.



ضم يديها أقوى قليلًا وأجابها ببساطه:
بيتك،السرايا اللى فى البلد.



كما توقعت ردهُ التى إستهزأت به قائله:
السرايا اللى جبت لى فيها ضُره قبل كده، ولا السرايا اللى حضنت فيها آلمِ ووجعي على ولادي اللى كنت بتتعمد تبعدهم عني، ولا السرايا اللى حضنت فيها ضنا قلبِ على فُراق "سامر" 
سامر اللى ضاع لما بعد عن حضني وقرب منك، بهرت عينيه زهوة مجتمع غير اللى كان عايش فيه،مجتمع فيه إغراء للشخص الضعيف كل المُتع مُتاحه، إنت كنت عارف بحقيقة سامر، ومحاولتش تساعده وترشده أنه  يرجع للطريق القويم.



ذُهل أسعد من رد شُكران،حاول مقاطعتها يُدافع عن نفسه: 
أنا معرفتش بحقيقة سامر غير فى الشهور الأخيره وحاولت معاه وقولت له يروح لدكتور نفساني.



تهكمت شُكران ببسمة وجع قلب قائله بإستهزاء:
نصحته بدكتور نفساني،لاء فعلًا كُنت بتساعده، وآيسر وآصف كمان لما حرمتني منهم بحجة إن المدرسه العسكريه هتطلع منهم رجاله شُداد،على إعتبار إني كنت بدلع فيهم،آصف اللى دمرت قلبه وإنت عارف إن سهيله كانت بريئه كل اللى عملته أنها كانت بدافع عن برائتها،كتر خيرها حافظت على سر سامر،كنت زى البارود بتشعلل عقل آصف لحد مبقى عنده رغبة فى الإنتقام منها،كنت بتأججها فى قلبه،إنت كنت عارف إن آصف بيحب سهيله،أكيد الصور اللى الخدامه اللى كانت موجوده فى السرايا ، كانت مزروعه ولائها لـ شهيره تنقل لها أخبار السرايا واللى فيها،وعلى رأسهم آصف اللى كان شاغل دماغها طبعًا إبنك الكبير وخايفه يحِل محلك وياخد مكانك فى كل شئ
آصف اللى بسببك عايش قلبه موجوع بسبب تحريضك له، مُتأكده لو كان قبل إتهام سهيله فى قتل سامر عمرك ما كنت هتوافق إنه يتجوزها،كان فى دماغك له جوازة بشكل تانى طبعًا بنت شخصية معروفه وراقيه،بس آصف بالنسبه  لك فى الفترة دى وسيلة إنتقام من سهيله كنت عاوزها تخرس عشان حقيقة سامر متنكشفش وتهتز صورتك وتخسر مكانتك العاليه والأخلاق الفضيله قدام المُجتمع، همك الناس ورأيهم فيك حتى لو  على حساب ولادك، آصف اللى عايش هو ومراته تحت سقف واحد و بيتقرب منها خِلثه، عشان خايف يشوف خوفها ونفورها منه فى عينيها، حتى آيسر كمان يمكن كان أقل واحد إختار الطيران بيتنقل من بلد للتانيه بيقابل ناس مختلفه لحد ربنا ما بعت له روميساء حبها وحب يكمل معاها بقية حياته، فاكره لما آيسر قالك إنه غاوى يدخل كلية الطيران، كنت عاوزه يدخل طيران حربي، طبعًا عشان يبقى له مكانه فى الجيش بس هو قالك هو غاوي طيران مدني مش حابب يبقى مُقاتل، بصعوبه وافقت قولت أما يبقى طيار، أهو هيبقى وجاهه برضوا، مش زى آصف اللى لما قدم استقالته من القضاء، بدل ما كُنت تستوعب حالته النفسيه وقتها خارج من جواز حكمت عليه بالفشل من قبل ما يبتدي مجرد إنتقام وأما ينتهى مش خسران حاجه بالعكس خد مزاجه منها وكمان هدم كيانها عادي عندك،مش جديده عليك 
زمان لما أهلي وافقوا إنى اتجوزك على ضُرة كنت صغيره قالولى لا بتهش ولا بتنش مش هيبقى غيرك له أهميه عنده،بس كان جوايا خوف دايمًا إني زي ما جرحت قلب غيري مش بعيد يتكرر معايا نفس الشئ وربنا مخيبش ظني،بل أسوأ،أنا كنت بشفق على مراتك فى رقدتها ومرضها،إنت إتسببت لى فى المرض لما مقدرتش قيمتِ،كان كل اللى بيميزني عندك هو إنى أم الولاد "الصبيان"وبس،حياتك كنت مكيفه مع شهيرة وهج لامع مش زيي،ست بيت وبس،أخرها اول الليل تنكفي على سريرها محسورة فى قلبها،زمان فكرت بعد ما قولت لى هتجوز شهيره،فكرت أنفصل وأجمع ولادي فى حضني وأعيش بيهم،بس إتراجعت عشان مصلحتهم وقتها،مش عاوزهم يحسوا بنقص وهما كان ممكن يعيشوا فى رفاهيه أفضل،قولت أستحمل وعشت معاك عشانهم،عارف يا أسعد أسوأ شعور إنك تحس إنك مجرد حتة ديكور بتكمل الصورة العامه، وأنا  كنت فى حياتك ديكور"أم الصبيان"، بس تعرف يا أسعد لو الزمن رجع بيا تاني،كنت أختارت الإنفصال وخدت ولادي وعشت بهم فى عِشه وكملوا عشاهم نوم،يمكن مكنتش خسرت سامر ولا مشي فى طريق نهايته الدمار،وكمان آصف مكنش إتعذب قدامي وأنا مش عارفه أعمل أيه عشان أرجع اشوف لمعة الفرحه فى عينيه وهو شايف الوحيدة اللى بينبض بيها ،ويكون بينهم وفاق وحب حقيقي،بس يا خسارة خدت القرار متأخر،لما خيرتني قدام آصف يمكن وقتها مش هقول كان إختياري له عشان عارفه إنه محتاج لى،كمان كان فى سبب تاني،إنى زهقت من إني أكون مجرد زوجة بتتعطف عليها لما بتزورها،أنا قلبي ارتاح لما نفيتك من حياتي،عارفه هتقولى إني لسه على ذمتك،بس هقولك مش فارق معايا ما أنا قبل كده برضوا كنت على ذمتك وماليش وجود فى حياتك،حتى النهارده إنت مش عاوزني أرجعلك عشانِ،إنت عاوز آصف نجاحه زايغ فى عينيك،بس للآسف النجاح ده إنت مالكش فضل فيه،آصف حلف لى عالمُصحف إنه عمره ما هيدافع عن شخص عنده ذرة شك فى برائته.



 
                
رغم شعورها ببوادر آلم جسدي لكن إستقوى قلبها  ونهضت واقفه نظرت الى أسعد،تستغرب صمته وعدم رده عليها،لكن ربما كان هذا أفضل لهما الإثنين أن يحافظا علي نقطة آخر السطر،تفوهت بآخر كلماتها:
أعتقد كده مالوش لازمه المطعم يبقى محجوز عالفاضي.



تركته تسير بوهن الى أن وصلت الى تلك السيارة التى كانت تنتظرها أمام المطعم،هنا إنطلقت دموع عينيها التى كانت حبيسة مُقلتيها قبل قليل،دموع ليست ندم على ما تحملته من أجل راحة أبنائها التى كانت تظنها بالعيش فى رفاهيه ودلال،لم يصنعا منهما سعداء.



جففت دموعها بمحرمه ورقيه ونظرت الى سائق السياره قائله:
رجعنا الشقه بتاع آصف وزي ما نبهت عليك،لو آصف سألك إنت وصلتني فين قوله لـ مستشفى كنت بزور واحده معرفه.



أومأ لها السائق بفهم.



بينما أسعد مازال جالسًا خلف الطاوله مذهولًا من رفض شُكران له،بل وبمواجهتها له  بأنها نادمه انها تحملت سابقًا من أجل أبنائها فقط،هل ظن أن خضوعها كان من أجله،كان مُخطئًا،فهي قالتها 
لاشئ أسوا أن تشعر بأن لك شريكً بقلب زوجك لكِ مجرد قطعه،مجرد ليالى يحاول فيها أن يظهر مظهر الزوج العادل،هو كان فعلًا كذلك معها،زفر نفسه بحرارة تلهب قلبه،ما الذى تغير بـ شكران ليلة أمس عن سابقًا،ما سبب ذاك الوهج الذى كان يُنير وجهها،والإجابه بسيطه....الرضا بقلبها ظهر على وجهها،لكن أين مكانه من هذا الرضا...لامكان له هى كما إختارت قبل سنوات"آصف"حتى آيسر الذى حاول سابقًا  مد جسر التواصل بينهم فشل بسبب تعنُت آصف،حتى بزفاف آيسر كان مثل أى مدعو ربما هذا كان بناءً على رغبة آصف أيضًا،لم يرا زوجة آيسر الا ليلة الزفاف هل أصبح ملغي من حياة ولديه... والأجابه "نعم"  فهما مع من ضحت وتحملت من أجلهم... والخاسر هو الذى سار خلف مظاهر مجتمع خالي من المشاعر، له كل ما يلمع فقط. 
ــــــــــــــــــــــــــــــــ 
 بـ شقة آصف
خرجت سهيله من الحمام  الى الغرفه مُسرعة نحو دولاب ملابسها فتحته وجذبت بعض الثياب الداخليه كذالك منامه منزليه، وذهبت  نحو باب الغرفه، لفت إنتباهها  باب غرفة آصف المُغلق لابد أنه عاد للشقه، أغلقت باب غرفتها  بإحكام حتى ترتدي ملابسها 
خلعت ذاك  المئزر ثم بدأت فى إرتداء تلك الثياب،قطعة خلف أخرى  
لكن
قبل أن ترتدي الجزء العلوي من منامتها، ترأى الى مسمعها صوت إشعارات قادمه لهاتفها، توجهت نحو تلك الطاوله وجذبت الهاتف وقامت بفتحه ترى فحوى تلك الإشعارات، لكن فجأه إتسعت عينيها، وتمعنت النظر
الى تلك الصور على الهاتف شعرت بغضب عارم لم تستطيع السيطره فى رد فعلها الغاضب، خرجت من غرفتها وتوجهت الى غرفة آصف بكل خطوه تزداد غضبًا 
فتحت باب الغرفه بإندفاع
تجولت عينيها بالغرفه حتى توقفت حين وقع بصرها على آصف المحني قليلًا يضع يده على ذقنه ينظر لإنعكاسه بالمرآه، بسبب غضبها لم تنتبه أنه شبه عارِ يستر فقط خصره بمنشفه صغيره، توجهت ووقفت خلفهُ قائله بتعسُف: 
قولي أمتي هتحس بالمظلوم، فشلت تكون قاضي عادل بقيت محامي ناجح مفيش قضية فساد الا وإسمه على رأس قايمة المدافعين،أنا إزاي فى يوم وقعت فى فخك وظنيت إن جواك قلب زى بقية البشر، بس هقول أيه البذره من البدايه مزروعه فى أرض حرام هتطرح أيه غير "هالوك"... طبعًا النجاح الساحق اللى حققهُ المحامي الشاب" آصف شُعيب"اللى بقى إسمه أشهر من الفنانين ولاعيبة الكوره،بقى من صفوة المجتمع،الزهو بقى يغويك وينسيك العدل اللى فى يوم أقسمت على تحقيقهُ، بس حاذر يا سيادة القاضى سابقًا والمحامي الفاسد حاليًا، حاذر من دُعا قلب المظلوم مفيش بينه وبين ربنا وسيط، يمكن النجاح غرك، بس صدقني هيجي يوم والدُعا ده يستجيب فيك، وهتحس بنفس الظُلم. 




        
          
                
توقفت قليلًا وأخذت نفس عميق تنظر له بغضب مُستعر للحظات قبل أن ترمقه بنظرة إشمئزاز وكادت تبتعد عنه ... 



بينما هو كان يشعر أن الشريين بجسدهُ تجمدت كذالك قلبه يشعر به كآنه كتله من الثلج لا حياه فيها قطعه صلبه لكن معها سهلة التفتيت، وها هى تفتت بل وذابت أمامها الوحيده التى لا يشعر بخفقان قلبه الإ وهى أمامه فقط، لكن للحظه تحجرت عيناه وهو ينظر لها بقلب مُنفطر، يعلم أنه يستحق كل هذا الكُره الذى يراه بعينيها، تملك منه الجمود، وقبل أن تبتعد عنه، جذبها بقوه من عضد يدها، ليخبط جسدها بصدرهُ، نظر لعينيها التى تحولت نظارتها لـ هلع، شعر بقسوة تلك النظرات كآنها تغرس نِصال بارده بصدره تقتلهُ بالبطئ بعذاب قاسي بكل لحظه.. 



لكن هتف بصوت حاد مصحوب بصدق وضنين قلب: 
مين اللى قالك إن دُعا المظلوم مش جايز فيا، ليه بُعدك عني، خوفك مني، كُرهك ليا اللى بشوفه فى عينيكِ لما بقرب منك ده أيه مش جزاء مُضاعف بدفعه عن كل دعوة مظلوم أنا ساهمت فى ظُلمه، فاكره زمان قولتهالك، "إن كان فيا نُقطه بيضه فهى عشقي ليكِ" حاولت كتير أتراجع وأرجع لإنسانيتي، حتى جيتلك قولتلك عالجيني، إنت الوحيده اللى عارفه دائي، ومع ذالك قولتلى 
دواك مش عندي، بتتهميني أني ظالم إنت كمان ظالمه يا دكتوره،إنتِ كمان أقسمتِ تدي العلاج حتى لعدوك، ومع إن فى إيدك علاج مريض،لكن رغم ذالك رفضتِ تعطيه العلاج المناسب لحالته... وكمان فضلتِ إنك تشوفيه قدامك بيتعذب وبيموت فى كل لحظة. 



ظلت النظرات الحادة بينهم للحظات، قبل أن تنفض سهيله يد آصف عنها بقوه قائله: 
بتقول إني رفضت علاجك، بس ده مش صحيح، لو كنت عرفت أعالج نفسي يمكن وقتها كنت عرفت أعالجك. 



قالت هذا وخرجت من الغرفه مُسرعه، كادت تتصادم مع صفوانه التى نظرت لها  وتبسمت قائله: 
أنا جهزت الغدا. 



للحظه شعرت سهيله بخجل حين نظرت لها صفوانه، واخفت بسمتها، حين رأتها ترتدي كنزه بلا أكمام، كذالك جزء من صدرها  عاري، أومأت  لها وقالت حشرجة صوت:
تمام،ثواني وجايه.



بينما آصف زفر نفسه بضيق وغضب،لكن أعاد جملتها الأخيرة برأسه
"كنت عرفت أعالج نفسي"
ماذا تقصد بتلك الجملة...زفر نفسه بحِيره،وهنالك إجابتان 
الأولى أنها مازالت ترهب منه وتبغصه
والثانيه...هل مازالت تكن له جزءًا من مشاعرها القديمه...
بالتأكيد الإجابه الثانيه خطأ،بل مستحيل.



أخرجه من تلك الحِيره،صوت طرق على باب الغرفه ومن خلفه صوت صفوانه تُخبره أن الطعام أصبح جاهزًا. 



خرج بعد قليل وتوجه الى غرفة السفره نظر الى صفوانه سألًا: 
ماما لسه مرجعتش.



أومات برأسها،تفاجئ آصف بجلوس سهيله خلف طاولة الطعام،تبسم لـ صفوانه التى تبسمت له وإنصرفت،ذهب نحو طاولة الطعام،وجلس خلفها،شرع الإثنين فى تناول الطعام بصمت،الى أن إنتهيا، جاءت صفوانه كي تضب باقى الطعام نظرت لهم قائله: 
أنا عامله كيكة زى اللى الحجه آسميه كانت بتعملها بها إتعلمت منها الطريقه، أجيبلكم منها. 




        
          
                
هزت سهيله راسها وهى تنهض قائله: 
لاء خليها لبعدين، أنا دلوقتي مُرهقه هروح أنام ساعتين ولما أصحي أبقى أكل منها... تسلم إيدك. 



تبسمت لها صفوانه وهى ترا انها تحاول مُحايدة نظرة عينيها خجلًا منها، بينما نهض آصف هو الآخر سألًا: 
ماما إتأخرت. 



ردت صفوانه الذى ينتابها بعضًا من القلق: 
لاء هى يادوب كانت خارجه قبل ما ترجع، وقالت مش هتغيب دلوقتي توصىل. 



أومأ  لها آصف بفهم قائلًا: 
تمام انا رايح المكتب دلوقتي  وهرجع المسا عشان نروح نصبح على آيسر. 



تبسمت له ربما هذا أفضل أن لا يكون آصف موجود  وقت عودتها. 
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ 
بعد حوالي ساعه ونصف
بشقة آصف
فتحت صفوانه باب الشقه إنخضت حين رأت الوهن واضح على وجه شُكران، سندتها قائله: 
مالك جرالك أيه كنتِ بخير قبل ما تنزلي. 



إتكئت شُكران  عليها قائله: 
حاسه إنى تعبانه خديني لاوضتي وبعدها إبقى إسألي مالي. 



سندتها صفوانه الى أن ذهبت  الى غرفتها وجلست على الفراش... سائله: 
جرالك أيه فجأة كده. 



قبل أن تجاوب شُكران  رأت سهيله تدلف الى الغرفه خلفهن بعد  راتهن،حين خرجت من غرفتها ذاهبه نحو المطبخ كي تأخذ كوب لبن دافئ ربما يساعدها على الإسترخاء بعد أن شعرت بالضجر من النوم بعد مواجهتها مع آصف، إنخضت وتركت ذلك وذهبت خلفهن الى الغرفه وسألت بلهفه: 
مالها طنط شُكران؟. 



نظرن شُكران  وصفوانه لبعضهن ثم أجابت صفوانه: 
خرجت تزور واحده جارتنا عيانه فى المستشفى  رجعت تعبانه. 



إنتبهت سهيله الى ملامحهن لكن لم تنشغل بها وقالت: 
طيب هروح أجيب شنطتِ الطبيه وأجي أقيس لها الضغط يمكن ده إرهاق.



تبسمت لها صفوانه،التى جذبت ذاك المِعطف الثقيل من على كتفي شُكران قائله بلوم:
كنا إرتاحنا من وجع القلب ده  
خليني أساعدك تنامي عالسرير عشان ترتاحِ،غُلبت فيكِ وقولتلك بلاش تروحي تقابلى أسعد أهو اللى حسبته لقيته،قابلتيه ورجعت عيانه،إرتاحي دلوقتي وبعدها إبقى إحكي لى ايه اللى حصل معاكِ. 



سمعت سهيله الجزء الأخير من ذم صفوانه لـ شكران، شعرت بفضول لمعرفة من الذى تقابلت معه وبسببه عادت للشقه مريضه لكن نحت ذلك ودخلت الى الغرفه، قائله عن قصد منها: 
خليني أقيس لك الضغط والسكر، يمكن ده هبوط بسبب إرهاق اليومين بتوع فرح آيسر. 



تبسمت شُكران  لها بوهن قائله بتأكيد كاذب: 
يمكن هو ده السبب. 



ضمت صفوانه شفتيها بضيق، هى تعلم حقيقة مرض شُكران، لكن صمتت، وإنتظرت الى أن إنتهت سهيله  من الكشف  عليها... تبسمت سهيله قائله: 
الضغط مش مظبوط شويه صغيرين، بالعلاج والراحه هيتظبط، كمان طنط صفوانه عامله كيكه حلوه زيها ناكل منها سوا، وأكيد بعدها هتتحسني....بس بلاش مشوار المسا عشان نصبح على آيسر أجليه لـ بكره تكوني إسترديتِ صحتك.




        
          
                
أومأت لها شُكران  بموافقه ونظرت لها نظرة إمتنان. 
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ 
مساءً
فى شقة ايسر
أغلق الهاتف الخاص به ونظر الى روميساء قائلًا:
ماما إعتذرت مش هتجي الليله قالت هتيجي بكره.



نظرت له روميساء بإستغراب قائله:
و شو السبب ،الصبح مكلماني وقالت لى هتكون هون المسا.



غمز آيسر لها بعينيه قائلًا:
أكيد مفكرة إننا زى أى عِرسان مبسوطين مع بعض قالت أسيبهم يتهنوا شوية ببعض.



فهمت روميساء تلميح آيسر الوقح وتعلثمت قائله:
بابا كمان إعتذر وقالى إنه حاسس بشوية إرهاق من العُرس، شو بدنا نعمل دلوقتي. 



نهض آيسر واقفًا وجذب روميساء الى حُضنه ووضع يديه حول خصرها قائلًا بإيحاء: 
هما مُرهقين من العُرس وأنا بقول إحنا نبدأ نشاط من بعد العُرس. 



قال هذا وإقتنص شِفاهها بقبلة كادت تُفقدها صوابها وتترك له نفسها يكتشف انها كاذبه، لكن شعرت بيديه على جلد جسدها وانفاسه فوق وجنتيها، عادت للوعي ودفعته عنها قائله بتحذير: 
آيسر... 



قاطعها آيسر بقبله جامحه ثم همس لها: 
أنا بقول فرصه من زمان مسمعتش أفلام، خلينا نسمع فيلم سوا، يمكن الضلمه والهدوء يعملوا معانا جو شاعري. 



بخفوت تشعر بنوبة ضياع قائله  بهروب: 
أيه نسمع فيلم، أنا راح روح المطبخ سوي لينا بُشار ومعاه شوية تسالي. 



هربت روميساء من آيسر المُثابر



بعد قليل، كان هنالك صوت صرخه قويه إنتفضت روميساء بسببها ووقع ذاك الطبق الذى كان به بعض التسالى على الأرض، تبسم آيسر وإقترب من مكان جلوسها وضمها بيدهُ، ضمته روميساء أيضًا تشعر بخوف... بينما ضحك آبسر فقد كان إختيارهُ موفقًا حين إختار فيلم رعب ها هى روميساء تنتفض بين يديه حين يأتى مشهد مُخيف وبالنهايه فصلت ونامت بين يديه ولم تُكمل بقية الفيلم. 



نظر آيسر لهدوئها تفاجئ انها نامت، حاول عدم إزعاجها ونهض واقفًا يحملها الى أن وضعها فوق  الفراش تبسم وهو يراها تتشبث به قائله برجاء: 
متسبنيش. 



تبسم وهو يتسطح جوارها قائلًا: 
أنا جنبك يا جميلتِ. 



ضمها بين يديه، وظل مُستيقظً لوقت تذكر قول مدحت له
روميساء لسه وفاة مامتها قدامها عايشه فى قلبها بتخاف تفقد الناس اللى بتحبهم عشان كده بتحاول دايمًا تسيطر  على مشاعرها وتظهر إنها قويه  وهى هشه جدًا... هذا ما راؤه الليله مجرد أحداث فيلم خياليه جعلتها تنتفض وفضلت النوم... تنهد آيسر لديه يقين أن رونيساء ليس لديها أي عُذر يمنعه عنها بل العُذر بعقلها ربما  تود بعضًا من الوقت كي تستوعب ان هنالك شخص إقتحم حياتها، وليس أي شخص بل عاشق وأصبح زوجها. 



ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ 
بشقة آصف قبل قليل
إستغرب حين دخل الى الشقه وجد صفوانه تخرج من غرفة والدته، سألها بقينا المسا لسه مجهزتوش عشان نروح نصبح على آيسر. 




        
          
                
هزت رأسها بنفي: 
الحجه شُكران لسه قافله مع آيسر وقالته هتروح بكره مش الليله. 



إستغرب آصف سألًا: 
وليه التأجيل، هى ماما رجعت أمتي. 



ردت صفوانه: 
رجعت بعد ما إنت خرجت علطول، سهيله  معاها فى الاوضه. 



إندهش آصف وشعر بسوء، دلف الى الغرفه تبسم حين رأي سهيله تجلس جوار والدته على الفراش، لكن إنخض حين رأي ملامح شُكران  الواهنه، إقترب منها بلهفه سائلًا: 
ماما إنت بخير؟. 



تبسمت  له شُكران  بحنان قائله: 
انا بخ، بس هما شوية إرهاق من اليومين اللى فاتوا كمان الضغط مكنش متظبط بس سهيله كتر خيرها فضلت جنبي لحد ما إتضبط وكمان أكلنا الكيكه اللى عملتها صفوانه للآسف الغايب مالوش نايب. 



نظر آصف نحو سهيله  بإمتنان. 



بعد قليل
جلس آصف على فراشه  وصع رأسه بين يديه،يشعر بحِيره يشعر بتذبذُب فى علاقته مع سهيله، تاره يشعر أنها بدأ يزول رُهابها منه، وتارة العكس، تذكر ذاك الوقت الذى كانا به بالشقه وحدهما وتلك القُبله التي لم تُعقب عليها سهيله، آتى الى فِكره 
لما لا يذهب فى رحله معها ربما تكون بداية لعودة المشاعر بينهم
....... 
بعد ظهيرة اليوم التالى
إتصل آصف على صفوانه وطلب منها تخضير حقيبة ملابس صغيره بها بعض الملابس له ولسهيله،واخبرها انهما سوف يذهبان الى عُطله قصيره... ثم ذهب الى  
أمام المشفى التى تعمل بها سهيله وإنتظر قليلًا حتى رأها تخرج من المشفى، شعرت بخفقان فى قلبها حين رات آصف وتوجهت نحو سيارته وصعدت إليها قائله: 
هنروح دلوقتي نصبح على آيسر ومراته، بس أنا المفروض أرجع للشقه عشان أبدل هدومي. 



نظر لها آصف قائلًا بنفي: 
لاء... ماما هى اللى هتروح هى وصفوانه إحنا نبقى نصبح عليهم لما نرجع



نظرت له سهيله باستغراب سائله بإستفسار:
نرجع منين.



نظر لها آصف قائلًا:
هناخد يومين أجازه،أو بمعني أصح هُدنه.



تسألت سهيله بعدم فهم:
هدنه من أيه،إحنا فى حرب.



تبسم آصف قائلًا:
خلاص إعتبريها يومين إستجمام.



إضجعت سهيله على مقعد السياره بظهرها قائله بتوافق:
أنا فعلًا محتاجه فترة إستجمام الأيام اللى فاتت كنت مشغوله مع طنط شُكران وروميساء... بس المفروض أصبح عليها دى طقوسنا بعد الفرح، لازم أهالى العريس والعروسه يصبحوا عليهم...فجأة صمتت سهيله وتذكرت أنها لم تعيش تلك الأشياء البسيطه التى لها مكانه خاصه بالقلب،إنتهي زواجهما قبل أن يبدأ بطريقه بشعه،تنهدت قائله:
خلينا نرجع للشقه يا آصف أغير هدومي ونروح نصبح على روميساء وآيسر ومالوش لازمه الإستجمام،أنا أتعودت خلاص على الإرهاق مش جديد عليا،هنام ساعتين وهصحي كويسه. 



شعر آصف بغصة فى قلبه،سهيله مُبذبذة،كذالك وخزات فى قلبه على ما فقده حين استسلم لغفوة عقله وأضاع بعض اللحظات السعيده مع سهيله،أنهي سعادتها كعروس وإقتص منها ببشاعه...لكن لن يستسلم الآن...لم يُعطي أهتمام لرغبة سهيله وقاد السيارة...لاحظت سهيله أن الطريق مختلف سألته:
ده مش طريق الشقه ولا طريق شقة آيسر.



أجابها آصف وهو مازال يقود السياره:
فعلًا ده مش الطريق.



تسألت سهيله:
طب ليه ماشى فى الطريق ده؟.



رد آصف بتصميم:
زى ما قولت قبل دقايق هنروح يومين آستجمام،ومش عاوز إعتراض لو سمحتِ.



تعصبت سهيله قائله:
قولتلك مالوش لازمه،أنا محتاجه أنام ساعتين مش أكتر ،....



قاطعها آصف بإصرار:
لاء لهم لازمه،وتقدري تنامى لحد ما نوصل وانا هصيحيكِ.



تعصبت سهيله قائله:
آصف بلاش عِند.



صمت آصف وهو يضغط على ذر بالسياره إنبسط المقعد الذى تجلس عليه سهيله وأصبح مُريحًا.



زفرت سهيله نفسها بغصب وإضجعت بظهرها على المقعد وأغمضت عينيها لا تود الجدال مع آصف الذى تبسم.



بعد وقت توقف آصف بالسياره،ونظر جوارهُ كانت سهيله نائمه،تأمل ملامحها مُبتسمً،ثم وضع يدهُ على وجنة سهيله برفق حتى يُقظها،لكن فجأة فتحت سهيله عينيها وإنتفضت،وشعرت برهبه بسيطه حين رأت إقتراب وجه آصف من وجهها،إعتدلت جالسه تنظر خارج السيارة كان الظلام قد حل،او ربما سوء الطقس هو ما يُسبب ذاك الظلام...بسهوله تعرفت على المكان وسألت آصف:
أيه اللى جابنا هنا.



تنهد آصف قائلًا:
سبق وقولت هنفضى يومين استجمام،وأعتقد مفيش أحسن من البُحيرة...ياريت تنزلى من العربيه.



فتح آصف باب السيارة وترجل منها،وإنتظر سهيله التى ترجلت هى الاخري،لكن شعرت بنسمة هواء بارده لسوء الطقس،وسارت نحو آصف قائله:
إزاي هنروح البُحيرة دلوقتي مفيش أى مركب هنلاقيه،كويس أبات الليله عند بابا،أهو يبقى إستجمام وكمان وحشوني.



أشار آصف لها بيده قائلًا:
مش هنحتاج مركب اليخت واقف هناك أهو،ومتخافيش أنا بعرف أسوق اليخت كويس.



بغصبانيه ذهبت سهيله خلفه وصعدت  الى القارب الذي سار بهم فى المياه رغم تلك النسمات القويه،الى ان وصلا الى تلك البحيره،نزلا من على القارب وتوجها الى أحد المنازل الموجودة بها 



دلف آصف وخلفه سهيله التى     
تسألت بفضول: 
لية جبتنا هنا فى البُحيره مش ملاحظ إن الطقس سيئ جدًا وممكن تقوم عاصفه وننحبس هنا ومنعرفش نرجع للشط. 



بداخله تنهد يتمني ذلك حتى يظل معها بمفردهما أطول وقت، لكن تبسم لها قائلًا: 
معانا اليخت يعنى أى وقت سهل نرجع للشط. 



نظرت له بإندهاش قائله بسخط على إستهوانه: 
بالبساطه مفكر نفسك  قُبطان أعالي البحار وهتعرف تقاوم الموج الهايج!.



ربما ما كان عليها ذكر الموج الهائج فما هى الا ساعات وإزدادت سرعة الرياح وسوء الطقس وليس هذا فقط بل إنقطع التيار الكهربائي عن المنزل، وهنالك صوت آخر كآن أحدًا للتو تسحب وتسلل الى المنزل. 
«بتبع»  
أخذ أسعد الورقه مُندهشًا يقول:
إستقالتك بالسرعه دى ليه،حد ضايقك فى الشُغل.



رسمت هويدا الحُزن أكثر على وجهها ودمعه تلألأت بعينيها وإختلطت بنبرة صوتها المختنق بالدموع الخادعه: 
لاء،بس أنا هرجع تاني كفر الشيخ وأعيش مع أهلى وإبني...كفايه اللى حصل لى.



خانته خبرته السابقه فى كشف كذب النساء وسألها بإستفسار ثم أعتذر على تطفُله: 
أيه اللى حصلك؟
أنا آسف إنى بدخل فى شئونك الخاصه.



سالت دمعه كاذبه من بين أهدابها وأجابته بنبرة إنكسار:
لاء حضرتك مش بتدخل فى شؤونى،أنا اللى حظِ كده دايمًا،بصراحه الوظيفه دى كانت السبب فى إنها كشفت حقيقة جوزي،قصدي اللى بقى طليقي،رغم إنى حاولت كتير إن جوازنا يستمر وإتنازلت وده اللى خلى جوازنا فضل مُستمر أكتر خمس سنين كنت أنا فيهم دايمًا اللى بتحمل عشان جوازى ينجح بعد طلاق سهيله اللى أستغله  عادل وكان دايمًا يجرحني بيه إن أختى مكملتش أسبوع متجوزه  وإطلقت وإنى هبقى زيها، كنت بتحمل،وأكتر كمان  لما خلفت إبني حسام، إتحملت عشانه، بس هو بقى لما جه هنا القاهره وإشتغل فى بنك خاص وطبعًا عُملاؤه من طبقه راقيه،بقى أقل كلمه مني له يتعصب عليا وفى مره...



صمت تمسح تلك الدمعه من عينيها،ثم خفضت وجهها بإدعاء الخزي قائله:
فى مره حاول يطاول عليا بالضرب بس مامته منعته،ولما قولت له عالوظيفه اللى قدمتها لى،كنت فرحانه وقولت هيتلم شملنا انا وهو وإبننا هنا فى القاهرة،خيرنى وقالى لو قبلتِ الوظيفه هطلقك،وأنا جازفت وقولت فرصه عشان مسؤليتي ناحية إبني ووسطت بابا يتكلم معاه بس فشل،هو كان بيتلكك،وكان عاوز يخلص مني أنا وإبني،ولما طلقني حاولت أصمد عشان خاطر إبني محتاج للمرتب اللى بقبضه،بس بصراحه أنا من يومين بس إتفاجئت وعرفت أن فى ست تانيه دخلت حياتهُ، بصراحه قلبي وجعني، ومحتاجه أضم أبني لحضني وأفضل مع أهلى هناك بعيد عن هنا عشان مش هتحمل أشوفه مع اللى سابني عشانها. 



نظر لها سألًا بإستفسار: 
لسه بتحبيه. 



تنهدت بدمعه خائنه: 
كُنت، بس قلبي خلاص إنجرح منه والحمدلله إنه ربنا كشف خيانته ليا،قبل ما أذل نفسى له أكتر،أنا كنت رايحه أطلب منه نرجع تانى لبعض،بس إتفجعت من خيانته،وحاسه إن ربنا عمل كده لهدف خير. 



تبسم أسعد قائلًا: 
أكيد خير، بس أيه اللى عرفك إنه خاين مش يمكن شكك مش فى محله. 



بتسرُع قالت تُثير إستعطافهُ: 
ياريت، بس أنا شوفت بعيني، قصدى يعنى إحساسي مش شك . 



سألها: 
قصدك أيه؟. 



جاوبته ببراءة مُصطنعه أجادتها: 
شوفت معاه دلايه أو ميدالية مفاتيح شكلها  غريب زى "ماسه سوده" فى البدايه فكرتها ميداليه كريستال، بس لما مسكتها خطفها من أيدي وقالى إنت تعرف تمن دى كام، أنا رديت عليه ببساطه وحسن نيه أكيد مش غاليه دى حتة كريستال، قالى دى ألماظ حُر... ولما إستغربت وسألته وهو هيجيب منين تمن ميداليه زى دى، إتخانق معايا، وقالى متدخليش فى اللى ملكيش فيه، أنا شاكه إن صاحبة الميداليه دى ست وهى اللى بسببها طلقني. 




        
          
                
لفت إنتباه أسعد كلمة "ماسه سودة" 
تذكر قبل أيام إختفاء تلك الدلايه الخاصه بـ شهيره، لكن سُرعان ما نفض عن رأسه فهو رأى تلك الدلايه معها ليلة زفاف آيسر. 



بينما تبسمت هويدا بخفاء على شرود أسعد للحظات قبل أن يقول لها: 
إنتِ شابه بلاش تخلى تجربه فاشله تأثر عليكِ وتهدم حياتك وأكيد مع الوقت مشاعرك لـ عادل هتختفي. 



نظرت هويدا له بنظرة إنكسار أجادتها، بينما نظر لها أسعد بنظره أخري تلمع برأسه فكرة إذا كانت بالآمس رفضت شُكران العوده لحياته كزوجه طبيعيه، فهنالك فُرص أخري يُرسلها القدر بشبيهة الماضي. 
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ 
بمنزل أيمن 
نهضت آسميه قائله: 
الطقس الليله شكله هيبقى عاصف، أما أقوم أروح داري قبل ما الدنيا تمطر. 



نهضت سحر هى الاخري قائله: 
خليكِ زمان ايمن وحسام راجعين من صلاة العشا،خلينا نتعشى سوا،كمان باتي هنا بدل ما تروحى تقعدي فى الدار لوحدك وليل الشتا طويل. 



تبسمت آسميه قائله: 
لاء مش برتاح فى النوم غير على فرشتي، كمان كنت متغديه متأخر وماليش نفس للآكل دلوقتي. 



تبسمت سحر قائله: 
ولما كنتِ بتنامي مع سهيله فى شقة آصف مكنش بيحيلك نوم. 



تبسمت  آسميه قائله: 
والله ما كان بيجي لى نوم غير لما أخد سهيله فى حضني، كنت ببقى قلقانه عليها لحد ما ترجع للشقه بالذات فى نبطشيات السهر. 



تنهدت سحر بشوق قائله: 
والله وأنا كمان مكنتش بطمن غير لما أتصل عليها وتقولى إنها رجعت أو راجعه فى الطريق، أقول أيه آصف السبب فى كده، ومش عارفه نهاية ولا بدايه لحياتها عامله زى اللى راكب مركب فى البحر وتايه مش عارف أى إتجاه هو طريق النجاه له، آصف بدل ما يسيبها تكمل حياتها بعيد عنه رجع تانى، وهى كمان إتحير أمرها. 



تبسمت آسميه  قائله: 
أنا لما نمت ليلة فرح آيسر جنبها حسيت أن سهيله خلاص مبقتش محتاره هى بس محتاجه تاخد قرار حاسم، وأعتقد هى وصلت له، هقولك الصراحه  أنا لو سهيله مرات إبني يمكن مكنتش أستحملها، عارفه ليه، آصف صحيح غلط غلط فادح،بس ندم،كمان  إزاي قابل على نفسه أنه يبقى زوج فى نفس الوقت مراته تنام فى أوضة تانيه قدام أهله وهو متحمل كده، لو مش بيحبها مكنش صِبر كمان على غلاستي معاه طول الوقت، آصف أثبت فى لحظة غرور أنه بيجري فى دمه غباوة "أسعد شُعيب" كمان جواها تربية شُكران  الطيبه  والإتنين كانوا فى صراع جواه بس الفترة اللى عشتها معاهم ظهر لى مع الوقت أن اللى سيطر عليه هي تربية شُكران الطيبه. 
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ 
بشقة آيسر 
تبسمت يارا على مُشاغبة آيسر لـ شُكران الذى ضمها لصدره قائلًا بعتاب: 
طبعًا إبنك البكري هو اللى قالك بلاش تروحي للغلبان تصبحي  عليه، وأكيد هربان دلوقتي مع مراتهُ.




        
          
                
شعرت فجأة شكران بنغزه فى قلبها لكن تبسمت له قائله:
لاء ظلمت آصف أنا اللى قولت نسيبكم مع بعض تتهنوا،كمان الأيام اللي فاتت كانت مُرهقه وكنت محتاجه يوم راحه، وأهو إحنا جينا. 



تبسمت روميساء قائله: 
هو هيك أيسر  ما بعرف أمتي بيمزح وأمتي بتكلم  جد. 



تبسمت صفوانه قائله: 
بكره بتتعودي على طبعه وبتعرفي تتعاملي معاه، آيسر أحلى ولاد شُكران. 



تبسم آيسر  بزهو مرح بينما قالت يارا: 
طنط صفوانه تعتبر أم تانيه لـ آصف وآيسر. 



تبسمت شُكران  قائله: ربنا يديمها فى حياتى هى أختي طول عمرها من يوم ما تعرفنا على بعض، ياما سهرت جنبي وأنا مريضه وأهتمت بيا. 



تدمعت عين صفوانه قائله: 
أنتِ السباقه بالخير دايمًا، وكفايه بقى إحنا جايين نبارك لعرسان مش نتكلم فى مين أهتم بمين. 



تبسم آيسر وهو يجلس فى المنتصف بين صفوانه وشُكران التى تقاوم ذاك الشعور السئ.



ظل المزح بينهم لوقت أحيانًا كانت شُكران تشعر بنغزات قويه،وتآكل فى قلبها،لاحظ آيسر ذلك لكن لم يتسأل حتى لا يزيد الضعط عليها بعدما أخبرته صفوانه أنها كانت مريضه بالأمس بسبب إرهاقها،لكن حاول المزح حتى يُخرجها من ذاك الشعور ظنًا أنها مرهقه. 
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ 
بالبُحيره
بذاك المنزل
بعد أن تركت سهيله آصف وصعدت الى الطابق الثانى ودلفت الى غرفة النوم الذى أخبرها عنها، أخذت قسط من النوم، أو بمعني أصح  بسبب الارهاق غفوت دون وعي منها، إستيقظت تشعر بجوع، منذ الصباح لم تتناول سوا القليل من الطعام، لم تستغرب من ذاك الدثار الذى تتذكر جيدًا أنها لم تكن تود النوم، بالتأكيد آصف هو من وضعه عليها ازاحت ذاك الدثار عن جسدها،ونهضت من فوق الفراش وعاودت الهبوط الى الدور الأسفل،إستنشقت أنفها رائحة طعام،تتبعت تلك الرائحه الى أن دلفت الى المطبخ،كان آصف يُفرغ تلك الأكياس من الطعام ومنها ما عاود تسخينه مره أخره بسبب برودته،تبسم وهو يُعطي لها ظهره قائلًا:
حضرت العشا وكنت لسه هطلع أصحيكِ... واضح إنك مُرهقه، كانت فكره كويسه إننا نفصل يومين بعيد عن القاهره ونجي لهنا فى البُحيره. 



تثائبت وهى تنظر الى تلك الأطباق الموضوعه على تلك الطاوله قائله:
لاء عادي مش مُرهقه،بس جعانه،كويس إنك جبت أكل جاهز.



تبسم لعنادها قائلًا:
تمام  أنا سخنت الأكل،خلينا نتعشى سوا.



وافقت بلا أعتراض وجلست خلف طاولة الطعام وشرع الأثنين  فى تناول الطعام، بأحاديث مُختصرة الى أن نهضت سهيله قائله: 
الحمد لله شبعت هطلع أكمل نوم. 



قبل أن تخرج سهيله من المطبخ نهض آصف سريعًا وأمسك مِعصمها قائلًا: 
عارف إنك بتحبِ تشربي شاى بعد العشا. 




        
          
                
نظرت الى يده الذى يمسك بها معصمه لا تعلم لما لأول مره لا تشعر برهبه من ذلك،أومأت برأسها بموافقه. 



تبسم آصف قائلًا: 
تمام  أقعدى ودقايق هيكون الشاي جاهز. 
بالفعل جلست سهيله تنتظر الى أن وضع آصف أمامها كوب الشاي، تبسمت وسحبت الكوب بين يديها تنظر للكوب  سائله: 
أنا عارفه  أن والدك له بيت هنا عالبُحيره، بس البيت ده بتاع مين؟. 



نظر لها آصف بهدوء قائلًا: 
بتاعي أنا أشتريته من أكتر من ست سنين ونص. 



رفعت رأسها ونظرت له بإندهاش، تجرأ آصف ووضع يديه حول يديها اللتان تحاوطان كوب الشاي قائلًا: 
إشتريت البيت ده عشان نبقى نجي له فى الاجازات هنا عـ البُحيرة، كان أول مره أعترف إنى بحبك، فاكره يا سهيله. 



نظرت سهيله الى يديه اللتان حول يديها، ثم نظرت الى وجهه وتلك الإبتسامه الحالمه، شعرت بهزه قويه فى جسدها، تركت النظر الى وجهه وعاودت النظر الى يديه، لم تكُن يديه تقبضان على كفيها لكن عقلها ذكرها حقًا بأول إعتراف له بأنه يُحبها، لكن  سُرعان ما نهرها عقلها، كيف مازالت تلك الذكرى عالقه برأسها بعد كل تلك السنوات، سحبت يديها من بين يديه، ونهضت قائله: 
ماليش مزاح للشاي مصدعه، هطلع أكمل نوم تصبح على خير. 



قبل أن تخطي سهيله نهض آصف سريعًا وجذبها يضمها لصدره من الخلف وضع رأسه على كتفها قائلًا  بهمس: 
البيت ده إشتريته عشان نقضي فيه أول ليله لجوازنا. 



تفوهت سهيله بآلم: 
قصدك الليله  اللى هدمت بإيديك بينا. 



زفر آصف نفسه بندم ساحق صامتً يضم جسدها فقط الى أن حاولت الإبتعاد عنه، لكن هو تشبث بها هامسًا: 
أنا بحبك يا سهيله ومتأكد إنك كمان لسه.... 



قاطعته بآسف: 
لسه أيه... أنا مشاعري ماتت على إيديك مبقتش بحس، عايشه من غير روح. 



تنفس قليلًا فوق عُنقها ثم
أدار جسدها ليصبحان وجهًا لوجه وهو مازال يأسرهُا بين يديه قائلًا برجاء: 
أنا اللى عايش من غير روح، سهيله كفايه وخلينا....



قاطعته قبل أن يُكمل حديثه:
إنت اللى كفايه يا آصف أنا مبقتش قادره أستحمل أضغط على نفسى أكتر من كده،بنكسف من نظرات خالتي صفوانه وطنط شُكران،بحس إني زى المذنبه فى حقك،وأنت السبب من البدايه،ليه مسبتنيش الليله دى أموت،يمكن كُنت إرتاحت وريحتك...ليه أنقذتني كان غرصك تموتني عالبطئ مش كده.



هز آصف رأسه نافيًا بـ لا
بينما أكملت سهيله بجفاء:
أنا فعلًا بموت عالبطئ يا آصف،حبك زى حبل المشنقه اللى هربت منه زمان بالكذب،بس للآسف مقدرش أهرب من حبل إنت اللى ماسكه وبتخنقني بيه ،كفايه كده،أنا تعبت وهلكت يا آصف، إنت انقذتني من الموت عشان تستلذ بكل لحظه بموت فيها  قدامك، كفايه لو ليا عندك لو ذرة إحساس....



قبل أن تستسهب سهيله حديثها،جذبها آصف من عُنفها وقبلها قُبلة شوق ممزوجه بتلك الدموع التى فرت من عينيها مع دمعة عينيه،كانت قُبلة مالحه بطعم دموعهما الإثنين،
ترك شفاها ثم إحتضنها بصمت يشعر بأنفاسها ثم إبتعد عنها خطوة الى الخلف قائلًا:
تصبحِ على خير يا سهيله.




        
          
                
نظرت له تشعر بخواء علمت أنها مازال مّتمسكً بأسره لها،تنهدت بسآم وإرهاق، لم تود المُجادله،أو بالأصح لم تستطع، إنسحبت من المطبخ...بينما ظل آصف واقفً لدقائق يشعر بغصات قويه،ماذا ظن أن تقول له سهيله أنها سامحته،كان مُخطئًا مثلما قالت، لكن ليس كما قالت له أنه لم يدعها تموت كى يستلذ بموتها كل لحظة أمام عينيه بينما الحقيقه بالعكس هو من يموت كل لحظة هجر منها. 
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ 
بشقة آصف
مازالت تلك النغزات تضرب قلبها تشعر بآلم وفكرها يذهب الى آصف لا تعلم سبب لذلك الشعور البغيض فى قلبها، لو إستسلمت لذاك الشعور أكثر من ذلك  سيشت عقلها،نهضت من فوق فراشها،ذهبت الى الحمام،توضأت وعادت تفرش سجادة الصلاة وبدأت تُصلِ حتى شعرت بطمأنينه قليلًا،خرحت من غرفتها وتوجهت الى غرفة المعيشه أشعلت التلفاز،وجلست على آريكه،تُبدل فى القنوات،لاشئ تنظر له،حتى إستقرت على إحدي القنوات تعرض فيلمً قديمًا،ظلت لوقت جالسه لا تنتبه الى التلفاز عقلها وقلبها شاردان،جذبت هاتفها وقبل أن تقوم بالإتصال سمعت صوت صفوانه تقول:
سمعت صوت التلفزيون قولت أكون نسيته مفتوح قبل ما أنام،بس إتفاجئت بيكِ أيه اللى مصحيكِ لحد دلوقتي.



تنهدت صفوانه تشعر ببأس:  
حاسه قلبي مقبوض. 



جلست صفوانه جوارها على الاريكه ووضعت يدها فوق يدها بتطمين قائله: 
ليه بس أنا ملاحظه إن من وقت ما رجعنا من شقة آيسر وإنتِ قلقانه. 



مازالت تشعر بقبضة فى قلبها، وضعت يدها الاخري فوق قلبهل ونظرت الى صفوانه قائله: 
نفس الإحساس ده عِشته قبل كده، ليلة... 



قطعت بقية حديثها، تحاول نفض ذاك الإحساس السئ، لكن مازال مُتمكنًا من قلبها، جذبت هاتفها وقالت: 
هتصل على آصف. 



تركتها صفوانه تتصل، الى أن قالت لها: 
موبايل آصف بيرن ومش بيرد عليا. 



تنهدت صفوانه تحاول بث الطمأنينه فى قلبها قائله: 
أكيد زمانه نايم... و



توقفت صفوانه ونظرت الى فضول شُكران  مُبتسمه وقالت: 
إمبارح أنا شوفت سهيله كانت طالعه من أوضة آصف وكانت هدومها من فوق عِريانه شوية،بس كان شكلها مضايقه شويه وإنكسفت مني،يمكن تكون سهيله رقت له.



فهمت شُكران قصد صفوانه وتنهدت بغصه قائله بآسى:
والله صعبان عليا آصف وعذاب قلبه اللى متحملهُ،بتمني سهيله تسامحهُ وكفايه كده عذاب لهم هما الإتنين،بحس بقهرة قلبه وهو بتلصص عليها زى ما تكون مش مراته،لو غيره مكنش إتحمل إنه يعيش فى أوضه ومراته فى أوضه تانيه قدام أهلهُ، ومش قادر يقرب منها....ده إستقلال منه وهو متحمل عشان تفضل قريبة منه. 



شعرت صفوانه بالأسى هى الأخرى لكن حاولت التخفيف عن شُكران قائله: 
ده راجل ومراته وهما أحرار ولا إنتِ عاوزه تعملي فيها حما زى المرحومه حماتك، الله يرحمها كانت غاويه سيطرة فاكرة. 




        
          
                
تبسمت شُكران بتوافق، قائله: 
الله يرحمها، رغم أنها كانت شديده بس الصراحه كانت حقانيه، آصف واخد شويه من خِصالها. 



تبسمت صفوانه  قائله: 
فعلًا، آصف فيه من خِصالها، إنه بدافع  بإستماته عن الشئ اللى مؤمن بيه،قلبي خايف عليه حاسه بشعور سيئ من ناحيه من أول ما أتصل وقالك تحضري له شنطه صغيره هو وسهيله هيسافروا يومين، ياريتك سألتيه هو رايح فين يمكن كان قلبي إطمن. 



طمئنتها صفوانه قائله: 
بلاش تسلمي فكرك للشر قومي أتوضي وصلِ 
وإدعي، ربنا يهنيه مع سهيله وبكره يرجعوا مبسوطين. 
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ 
بالبُحيره بعد منتصف الليل بساعتين تقريبًا
بعد مُجادلة آصف وسهيله صعد كل منهم الى غرفه خاصه يزوي نفسه مع بؤس قلبه،
تمدد آصف فوق الفراش يُشعل سيجارة خلف أخري يحرقها مثلما يحترق قلبه،كان نور الغرفه خافتً،لكن فجأة إنطفأ،نهض سريعًا وأشعل القداحه حتى رأي مكان هاتفه وأشعل الكشاف الخاص به،وجذب ذاك السلاح الذى أصبح مُرافق له فى الفترة الاخيره وخرج سريعًا من الغرفه متوجهًا نحو غرفة سهيله لكن لفت إنتباهه ضوء مُتسرب من أحد شبابيك الممر،عاود النظر بتأكيد،استغرب ذلك، إذن الكهرباء قُطعت عن المنزل بعمد ،لكن هنالك ما أثار أنتباهه أكثر، صوت تحطُم شئ بالدور الاسفل تأكد حدسهُ،شعر بلهفه على سهيله،ذهب سريعًا نحوها،ودلف مباشرةً الى الغرفه دون إستئذان وجه كشاف الهاتف نحوها،كما توقع ملامحها واضح عليها الرهبه،لكن هدأت حين رأته وتنهدت بإرتياح،لكن قبل ان تتحدث إقترب آصف من تلك الطاوله المجاوره للفراش  وجذب هاتفها وأعطاه لها،وجذبها الى حُضنه يبث الطمأنينة فى قلبها لكن سُرعان ما إرتجفت سهيله قائله:
فى صوت تكسير جاي من الدور اللى تحت.



حاول طمأنتها قائلًا:
يمكن نسينا شباك مفتوح  والهوا حركه وأتكسر الأزاز أو قطه إتسللت للبيت،خليكِ هنا وانا هنزل أشوف أيه اللى وقع.



تشبثت سهيله به قائله:
لاء أنا بخاف من الضلمه خدنى معاك.



تبسم آصف وضمها يسيران الى أن إقتربا من باب الغرفه على غفله ضمها قويًا ثم وضع ذاك السلاح بيدها وإبتعد وبسرعه أغلق عليها باب الغرفه بالمفتاح قائلًا:
إفتحي كشاف الموبايل بتاعك ياسهيله.



قال ذلك وذهب دون  حتى إهتمام بطرقها على باب الغرفه وندائها وإستغاثتها بأن يفتح لها الباب ، سار الى أسفل المنزل على ضوء هاتفهُ الى أن وصل الى أسفل كما توقع هنالك لمعة سلاح أبيض إنعكست فى الظلام.



بينما لسوء حظ ذاك المجرم بعد أن أخفض سكينة الكهرباء وتعتم المنزل،لم ينتبه الى أحد قطع الديكور الذى إصتطدم بها وأصدرت صوت مسموع بالمنزل،ليس أقل من صوت تلك العاصفه التى بالخارج...، عاود مره أخرى الى ذاك المكان الذى قطع منه  كهرباء المنزل ورفع أحد الأزرار أضاء تلك الرُدهه  أمام سُلم المنزل فقط  وعاد فى نفس الوقت  تفاجئ بـ آصف الذى أطفأ كشاف الهاتف ينظُر له بتوعد، فإرتبك لكن تمسك بالسلاح بيديهُ، بينما تجهم وجه آصف ونظر الى أعلى بسبب أصوات سهيله التى تستغيث أن يعود لها بالغرفه، كذالك الظلام فى الأعلى، تهكم ذاك  المجرم قائلًا  بإستهزاء وقح: 
يظهر مش قادرة أنك تبعد عن حضنك يظهر قطعت الكهربا فى وقت غلط، ولا يمكن مكنتش محتاج للكهربا  أساسًا متخافيش مش هتغيب عليها هخليها تحصلك للآخرة مباشرةً. 




        
          
                
تهكم آصف قائلًا بشجاعه: 
واضح إن اللى بعتك عشان تقتلني حمار زيك بالظبط، مفكر إن قطع الكهربا ولا حتة سكينه هخاف منهم... يظهر أنك غبي بتنفذ الأمر بدون ما تحسب حساب مين اللى قدامك.



ضحك المجرم بإستهزاء ظنًا أنه الفائز بذاك النصليين اللذان بيديه،إقترب من يهوش بالنصلين كان آصف يناوره جيدًا،لكن أحد النصلين أصاب ساعد يده ترك حرجً كذالك نزيفً،لمعت عيني المجرم،وعاود ألاقتراب والإندفاع عليه بالسلاحين،لكن أصف عاد للخلف وتفادي إحد الطعنات التى كادت تُصيبه،توقف المجرم يلهث مُتكهمً ينظر له بزفر وغضب يزداد وبدأ يتعامل بشراسه أكتر وإندفاع،رغم أن  آصف لديه يقين أن قوته أقوي من ذاك المجرك  ناورهُ جيدًا حتى يجعله يفقد قُدرته مع الوقت،كذالك بالفعل بدأ المجرم يسأم ويندفع أكثر نحوه،وبدأ بتوجيه الطعنات لـ آصف الذى كان يتفادى معظمها لكن هنالك طعنه أصابته بكتفه قريبه من عُنقه،توقف المجرم يلهث عينيه تلمع بظفر وتهور وكاد بطعنة،لكن آصف أمسك إحدي يديه وقبل أن يتفادى الطعنه الأخرى أصابته ببطنه لكن لم تتوغل من جسده،دفع  المجرم قليلًا للخلف،تبسم المجرم الذى يتعامل معه بالسلاحين اللذان يطوعهما كآنهما جزء من يديه،نظر له آصف بشعر بآلم وغيط وسأله بلهاث:
واضح إن اللى مأجرك عشان تقتلني ليا عنده مَعَزه خاصة،باعت لى شخص محترف.



تبسم الآخر بزهو ظنًا أن آصف يمدح فيه بعد تلك الإصابات التى ليست طفيفه لكن قوة بُنيان جسده هى ما تجعله صامدًا أمامه وهذا ليس سوا وقتًا وينهار أمامه لكن كان مُخطئ،آصف يحاول مناورة ذاك المجرم حتي يخدعه وها هى أولى المفاجأت للمجرم حين جذب آصف إحد قطع الديكور وقام بإلقائها نحو المجرم الذى ظن أن آصف ببوادر إنهيار،إنقلب الوضع وبعد أن كان المجرم هو من يبدأ بالهجوم كان آصف يهجم عليه محاولًا تفادي النصلين وقام بضرب المجرم على إحدي يديه بأحد قطع الديكور،صرخ من قوتها المجرم وسقط من يديه أحد النصلين سريعًا إنحني آصف وإلتقطه لكن إندفع المجرم نحوه وقام بإصابته بشق آخر فى بطنه،كذالك آصف قام بطعنه لكن ليست طعنه قويه بيده إختل تمكن يده فوق النصل لكن سريعًا بدله لليد الأخري،بالفعل عاود طعن آصف لكن آصف يتفادي الطعنات ويوجه له لكمات وبعض الطعنات أيضًا،الى أن توقف الإثنين يلهثان وإحتدت نظرات عيناهم بتوحش كل منهم لديه رغبة إنهاء حياة الآخر،لكن صُراخ سهيله العالى جعل آصف يظن أنها قد تكون خرجت من الغرفه،نظر لأعلى،إستغل المجرم ذاك وكاد يطعن آصف بمقتل لكن تفادي ذلك بإصابته فى منتصف صدره إصابه كبيره،إنحني قليلًا،تبسم المجرم ظنًا أن آصف إنتهي وإندفع كي يطعنه الطعنه الفاصله لكن آصف تنحي قليلًا وقام بجذب المجرم،وجه له الكثير من اللكمات وهو يمُسك يده الممسكه بالسلاح يشل حركته كذالك ضرب فوق يدهُ الى أن سقط السلاح منه وضعفت قوته وتغلب آصف عليه حين خارت قوته وإنحني أرضًا،ظل آصف يلكم فيه بقوة أفقدته الكثير من أسنانه كذالك شبه تغلب عليه لكن ذاك المجرم كان لديه نصل صغير أخرجه من جيبه وقبل أن يلكمه آصف قام بطعنه بجانبه طعنه أخلت بجسد آصف،فى نفس الوقت عاد للخلف يضع يده فوق الجرح،إستغل ذلك المجرم ونهض سريعًا يجذب ذاك النصل الآخر وإندفع على آصف الذى كان أسرع منه وجذب النصل الأخر من على الارض وبدل النهايه بدل أن يُصيبه النصل بمقتل طعن هو المجرم الذى جثي على قدميه أمام آصف قبل أن يسحب آصف يدهُ ويتركه يتمدد أرضًا،لكن يشعر بآلم قوى بسبب تلك الطعنات المتفرقه بجسده،رغم ذلك إنحنى بمستوى ذلك المجرم وقام بسؤاله:
مين اللى باعتك عشان تقتلني قولى مين اللى بيتعقبني.




        
          
                
تبسم المجرم يعلم أنه موشك على نهايته،لكن تعمد إغاظته بأنفاس مُتقطعه قائلًا:
حبايبك كتير يا حضرة الأفوكاتو....



توقف المجرم يلتقط نفسًا لكن لسوء خِصاله والغدر المُتمكن منه، كان النصل الصغير قريب من إحدى يديه  جذبه  وإستجمع آخر قوته الواهنه وعلى خوانه طعن آصف الذى تفادي قليلًا لكن أصابه بطعنه شبه متوغله ببطنه،بنفس الوقت نظر لـ آصف الذى شبه وقف يترنح يضع يدهُ يكتم نزيف دمه،بينما المجرم سلم لنهايته التى تحتمت بعد آخر طعنه تلقاها من آصف فوق يدهُ التى شلت حركته وتآثرًا بطعنه غائره فى بطنه إنتفض جسده قبل أن يسكُن بلا حركه....إقترب آصف منه بحذر تحسُبًا حتى لا  يقع بفخ مره أخري...بالفعل يبدوا أنه فارق الحياة،إنحني يجث عُنقه،تأكد أنه لا يوحد نبض،نهض آصف يشعر بدوخان كذالك يترنح جسده،مُرغمً سار بخطوات شبه بطيئه يضع يدهُ فوق ذاك الجرح الغائر ببطنه يحاول كتم نزيفه،سمع أصوات إستغاثة سهيله،سار نحو ذاك المكان وقام بإعادة الكهرباء الى المنزل،ثم سار نحو الأعلى يتمسك بسياج السلم ويتكئ بجسده على الحوائط حتى يستند عليها الى أن وصل أمام تلك الغرفه،إتكئ بيدهُ فوق مقبض الباب وقف قليلًا يستجمع آخر ما تبقى من مقاومته،وضع يده فوق المفتاح وقام بفتح باب الغرفه،بنفس الوقت توقفت سهيله عن الإستغاثه به تشعر بيأس أن يكون أصابه شئ شعرت بنغزات قويه فى قلبها ودموع عينيها تسيل بنفس الوقت شعرت بأمل حين عادت الكهرباء،ثم من بعدها بدقائق   
سمعت صوت تكات مُفتاح الغرفه، للحظه أخذت حذرها وتمسكت بيديها الإثنين على ذاك السلاح وصوبته نحو باب الغرفه بيد مُرتعشه، لكن حين نظرت الى آصف الذى طل من خلف باب الغرفه تركت السلاح يقع من يدها وهرولت نحوه بخطوات سريعه فى لحظات كانت ترفع يديها حول عُنقه تحتضنه تتنهد براحه،ضمها آصف قويًا الى جسدهُ واضعًا رأسه على كتفها وتنفس على عُنقها، هدأ خوف سهيله وعادت برأسها الى الخلف، رفعت إحدي يديها وضعت كفها على وجه آصف وقالت بنبرة إرتياح: 
آصف إنت بخير أنا.... 



قطع  بقية إسترسال حديثها جذبه لرأسها وقُبلتهُ لشفاها التى لم تنفُر أو تتضايق منها،بل إستقبلتها برحابه منها، ترك شفاها وضع جبينه فوق جبينها وهمس بضعف: 
بحبك يا سهيله لآخر لحظه بعمري، مش قادر أحرر قلبي من أنه يعشقك،لكن الحُريه مش بعيده عنك. 



شعرت سهيله بيدي آصف اللذان إنسحبا من حول جسدها وأصبح جسدهُ ينخفض بين يديها  الى أن أصبح جاثيًا على ساقيه أمامها، نظرت الى الفضاء بين يديها لاحظت تلك الدماء التي تسيل عليهم، بعقل غير مستوعب للحظات قبل أن تقول بنبرة لوعه وخفوت قلب: 
آصف!. 



لم يستطيع آصف رفع بصرهُ لها وهو يتمدد أرضًا مُدرج بدماؤهُ مُستسلمً لفُقدان وعيه وهو يشعر بإنسحاب روحه من جسدهُ،لكن كان يشعر براحة فى قلبهُ فهو حصل على ما كان يبغي 
"عِناق وقُبله" برضائها. 



بينما سهيله شعرت بأن قلبها يآن حين رأته هكذا لم تنتظر وقتًا وإنحنت جاثية جوارهُ وضعت يدها فوق العرق النابض بعُنقه كان هنالك نبضً يضعف، ربتت سهيله على وجهه بإستجداء قائله: 
آصف حاول  تساعدنى وقوم أقف معايا إنت بتنزف... فتح آصف عينيه يشعر بإنسحاب رسم بسمه خافته دون أن يتحدث، حاولت سهيله جذبه  حتى ينهض معها بصعوبه إمتثل جسده الضخم وقف مُستندًا كليًا عليها، لم تهتم بثُقل جسده وإحتوت خصرهُ بيديها تسير معه بترنُح الى أن وصلا الى الفراش تركت جسده الذى تمدد نصفه فوق الفراش، سريعًا عدلت جسده،وهو شبه واعي يتآلم غير قادر على الحديث،سريعًا قالت: 
أكيد البيت فيه شنطة إسعاف أوليه. 



سريعًا ذهبت نحو الحمام تبحث عن تلك الحقيبه الطبيه لم تجدها، خرجت بيأس من الحمام، نظرت نحوه كان مُمددًا، لم تنتظر ذهبت نحو الغرفه الاخري فتحت الحمام الخاص بها وبحثت به تنهدت براحه حين وجدت تلك الحقيبه، جذبتها سريعًا  وذهبت نحو الغرفه الاخري، كان آصف شبه غير واعي، جثت العرق النابض به تنهدت براحه، سريعًا قامت بتمزيق بقية ثيابه من الأعلى، شعرت برجفه فى قلبها حين رأت تلك الجروح الغائره بصدره وذاك الجرح الاكبر النازف ببطنه، سريعًا جذبت تلك الإبرة الخاصه بتقطيب الجروح وبدأت بتقطيب تلك الجروح حتى تستطيع وقف ذاك النزيف، بعد وقت لابأس به قطبت تلك الجروح، وآصف شبه غير واعي، جذبت هاتفها وكادت تتصل على إحد المستشفيات لكن صوت العاصفه بالخارج جعلها تتاكد أنه لابد من نقل آصف الى مشفى، لكن لن يُجازف أحد ويُبحر بمياه البحيره فى هذا الوقت، لا يوجد أمامها سوا الإبتهال والإستنجاد بقوة قلبها، إقتربت من آصف وضعت يدها فوق العرق النابض ربما هدأ قليلًا  وعاد شبه طبيعيًا، هدأ قلبها قليلًا، رغم معرفتها بحاجة آصف الى نقل دماء وتعليق محاليل ومجثات طبيه، لكن ما فعلته فقط هو وقف النزيف... بعد قليل شعرت بإنتفاصة جسد آصف وضعت يديها فوق صدره شعرت ببروده تغزوا جسدهُ، بالتأكيد بسبب النزيف بدأت حرارة جسده تنخفض بدرجه ملحوظه، فكرت سهيله قامت بوضع دثار آخر فوق جسده لكن مازالت الرجفه مُستمرة، إهتدى عقلها لايوجد سوها هى من تُعطي لـ آصف حرارة من جسدها 
بالفعل لم تُفكر كثيرًا وقامت بنزع ثيابها ورفعت الدثار عنه وتمددت بجسدها فوق جسده تشتشعر به رغم تلك الرهبه التى تملكتها للحظات لكن برودة جسد آصف جعلتها تُجازف وبدأت تستحث حرارة جسده بحرارة جسدها بلقاء حميمي كذالك  كانت تستحث فيه الآلم حتى يقاوم جسده ويستعيد جزءًا من حرارة جسده، ظنًا منها أنه لا يشعر بذلك، لكن هو كان شبه واعيًا وشعر بقُبلاتها على عُنقه وصدره تستحث بهم حرارة جسده، كذالك ذاك اللقاء الحميمي كذالك يشعر بلمسات يديها اللتان تُمسد بها على جسده تستحث الدفئ له، ود أن يستمتع بذاك الشعور معها ويُخبرها أنه واعيًا، لكن وهن جسده يمنعه، كذالك هنالك مانع آخر لو أظهر أنه واعيًا بالتأكيد ستبتعد عنه وتتركه لصقيع آخر يغزوا قلبه. 
«يتبع» 
االفصل الجاي الأربعاء 
للحكايه بقيه. 
بشقة آيسر 
كان نائمًا يضم روميساء بين يديه، سمع رنين هاتفه، تنهد بتجاهُل له وضم روميساء أكثر، بينما روميساء شعرت بالانزعاج،بسبب معاودة الرنين،فتحت عينيها قائله:
آيسر موبايلك عم بيرن.



تنهد آيسر بنُعاس قائلًا:
سبيه يرن... دلوقتي  اللى بيتصل يزهق ويقفل هو. 



-لساه عم بيرن،آيسر،قوم شوف مين باركي شئ مهم.



فتح آيسر عينيه قائلًا بضجر:
شئ مهم قبل الفجر،عالعموم طالما  صحيت اشوف مين اللى بيرن. 



جذب الهاتف  من طاوله جوار الفراش ونظر الى الشاشه زفر نفسه بغضب قائلًا: 
ده آصف أكيد بيغلس، مفكرنى عايم فى هنا وغرام. 



وسعت روميساء عينيها وإبتعدت عنه بغضب قائله: 
قصدك شو، إنت مو متهني معي، إحنا لسنا بأولها.... 



قبل أن تستكمل حِدتها جذبها وضم شفاها فى قُبله جامحه،للغرابه تقبلت القُبله بترحيب،لكن مازال صوت رنين الهاتف مُستمر،ترك آيسر شفاها مُغصبًا،ونظر الى وجهها مُبتسمًا وغمز عينيه،يقول بمكر:
أنا هقفل الموبايل خالص،واضح إن رزق الفجريه بيبقى كتير.



فهمت إيحاؤه شعرت بخجل وقالت بتعلثم:
لاء،واضح إن أخوك بده إياك بشئ مهم،الموبايل ما يبطل دق،رد عليه.



تبسم آيسر قائلًا بغمز:
هرد عليه بس عشان أقوله يبقى يتصل كل يوم فى الوقت ده و...  



تسرعت روميساء قائله:
رد عليه وبلا رغي كتير.



ضحك آيسر وضغط على ذر الرد قائلًا:
مش برد عليك ليه الإزعاج يا.....



قطع بقيةحديثه حين سمع صوت سهيله تقول:
أنا مش آصف يا آيسر أنا سهيله.



إنخض آيسر سائلًا:
خير يا سهيله بتتصلِ من موبايل آصف ليه،آصف بخير؟.



ردت سهيله: 
لاء، آصف مش بخير آصف لازم يتنقل لمستشفى بأسرع وقت. 



إنتفض آيسر من فوق الفراش بلهفه سألًا: 
إيه اللى حصل، وإنتم فين؟.



أجابته بإختصار:
اللى حصل هقولك عليه بعدين دلوقتي آصف لازم يتنقل لمستشفى فورًا، إحنا فى بيت البُحيره، والجو عاصف...



قاطعها آيسر مره أخرى: 
تمام أنا هتصرف، بس بلاش تتصلِ على ماما. 



-تمام بس بسرعه حالة آصف بتتأخر مع الوقت. 



شعر آيسر بوجع فى قلبه قائلًا: 
لاء أنا هتصرف بسرعه، وإن شاء الله آصف هيبقى بخير،هرجع أكلمك تاني. 



أغلق آيسر الهاتف، وذهب نحو دولاب الملابس فتحه وأخرج له ثياب وبدأ يرتديها بعُجاله، 
لاحظت روميساء طريقة حديثه مع سهيله كذالك رجفة يدهُ على الهاتف وملامح وجهه، تسألت بلهفه: 
شو فى آيسر، ماله آصف. 



رد بلوعه: 
مش عارف سهيله قالت لى إنه حالته خطر ولازم يتنقل لمستشفى  بأسرع  وقت ولازم أتصرف، أنا رايح المطار، وإنتِ لو ماما إتصلت عليكِ بلاش تقولي  لها حاجه عن مكالمة سهيله قبل ما نطمن وأعرف حالة  آصف بالظبط، ماما قلبها مش هيتحمل وجع تاني. 




        
          
                
أومات له برأسها قائله: 
ما بقولها شئ، بس إبقى دِق لى وطمني. 



أومأ لها وخرج مُسرعًا. 



جلست روميساء  فوق  الفراش دخل لقلبها شعور جديد من ناحية آيسر 
شخصيه أخرى ظهرت ملامحها بوضوح، شخصية  تشعر بالمسؤليه نحو أخيه. 



بعد دقائق معدودة 
بـ مطار القاهره وصل آيسر 
دلف الى أرض المطار مباشرةً، بلهفه توقف أمام طائرة إسعاف مُجهزه، حين تحدث له أحد مديري المطار قائلًا: 
الطياره جاهزه، بس خد بالك صحيح العاصفه يادوب هديت بس أكيد لها توابع فى الجو، التحليق بالطيران فى وقت زى ده إنتحار، وكمان طبعًا مفيش دكتور أو ممرض هيقبل يبقى مرافق معاك، صحيح الطب رسالة ساميه، بس الروح عند صاحبها  غاليه. 



بتسرُع وهو على سُلم الطائرة تحدث آيسر: 
مش محتاج لدكتور ولا ممُرض، كل اللى محتاجهُ طياره طبيه مُجهزة، ومتخافش عليا ناسى إني درست طيران حربي قبل الطيران المدنى، عندي شوية خبره فى المناورات. 



تنهد الآخر بقلة حيله، بينما أغلق آيسر باب الطائرة وبدأ يُحلق بها فى السماء غير آهب بسوء الطقس. 



بينما بمنزل البُحيره. 
من الحين للآخر تجث سهيله حرارة جسد آصف التي بدأت تعود للبروده مره أخري، لحظة الإنتظار كآنها سنوات واقفه لا تمُر
شعرت برجفه حين صدح رنين هاتف آصف،فى البداية ظنت أنه آيسر،نظرت للهاتف الذى تحتفظ به فى يدها،لكن وجدت رقم آخر غير مُسجل مع الأرقام الخاصه به،تحير عقلها بعدم الرد،لكن ردت ربما يكون رقم  آخر لـ آيسر،أو يتواصل معها برقم شخص آخر معه...لكن تفاجئت حين قامت بالرد وآتاها صوت روميساء... لامت عقلها كيف لم تنتبه الى الرقم، ربما بسبب عدم تركيزها، تسألت روميسأء: 
كيفهُ حال آصف هلأ. 



زفرت سهيله نفسها بآسف: 
للآسف الحاله بتسوء، آيسر كلمني وهو فى المطار وقالي إنه هيجي للبحيره بطيارة هليكوبتر مُجهزه طبيًا، بس الجو فيه عواصف ربنا يستر. 



رغم شعور روميساء بالقلق الزائد على آيسر لكن شعرت من نبرة صوت سهيله المُضطربه تحتاج الى من يبث الأمل بقلبها فقالت:
إن شاء الله آيسر هيوصل للـ البحيره وكمان آصف هيتحسن.



آمنت سهيله على قولها، رغم أنها طبيبه ورأت من هم اسوء من حالة آصف سابقًا حقًا كانت تشعر بالآسف عليهم،لكن آصف تشعر كآن روحها مسحوبه. 



حاولت روميساء  معرفة ما حدث لـ آصف لكن سهيله راوغت أخبرتها أن هنالك لص تسلل للمنزل،لكن بداخلها تعلم أن هذا ليس لصًا،السلاح الذي رأته مع آصف كذالك تلك الحراسه التى يفرضها عليها ليست بدون سبب،تنهدت بآسف متي غزا قلب آصف الخوف لهذه الدرجه.



ظل هنالك حديث بين روميساء التى يزداد القلق فى قلبها،فلقد مضى أكثر من ساعتين ولم يصل آيسر الى البُحيره.




        
          
                
أغلقت سهيله الهاتف وإقتربت من آصف الذى فقد الوعي كُليًا،بدأ يتحكم اليآس بقلبها،لكن يعود مره أخرى،تبتهل الى الله 
ربما أبواب السماء كانت مفتوحه وإستجاب لدُعائها،حين صدح رنين هاتفها نظرت للساشه سُرعان ما ردت حين رأت إسم آيسر  سمعته يقول:
سهيله أنا وصلت البُحيره بالهليكوبتر،دقايق وهكون عندك أفتحي لى باب البيت.



تنهدت بإرتياح قليلًا ونظرت نحو آصف بأمل، لكن رمقت نفسها صدفه إكتشفت أنها بمنامه بيتيه ملوثه بدماء كذالك شعرها كان مكشوفً، ذهبت نحو تلك الحقيبه الصغيره وأخرجت  ملابس لها، وسريعًا بدلت ثيابها، إنتظارًا لـ آيسر، الذى يبدوا انه وصل حين نزلت تفتح الباب، لم تنتظر كثيرًا، حين أقبل عليها يلهث سآلًا بقلق: 
آصف فين؟. 



رفعت  سهيله  يدها وأجابته: 
فوق فى الاوضه لازم يتنقل مستشفى بسرعه محتاج نقل دم بأسرع وقت. 



توجه آيسر نحو السلم لكن رأى ذاك المجرم مُمدد، لم يهتم به وصعد نحو الغرفه، دلف سريعًا، صُعق قلبه حين رأي آصف مُمدد بتلك الجروح الظاهره على وجهه وكذالك بجسده النصف عاري، تحدث سريعًا: 
مفيش هنا هدوم لـ آصف. 



نظرت سهيله الى  حقيبة الملابس  ذهبت نحوها وجذبت منها له ملابس أخري... نظر لها آيسر قائلًا: 
خلينا نلبسه الهدوم دي بسرعه. 



وافقته سهيله وربما إختفى شعور الحياء لديها أمام آيسر،بينما آيسر لم يهتم فهذا طبيعي هى زوجته،وقبل ذلك هى طبيبة.



بعد قليل قال آيسر:
مش عارف المجرم قدر إزاي عليه وهو بالحجم ده،ساعديني يا سهيله نسنده لحد تحت.



ساعدته سهيله بإسناد آصف الى أن وصلا الى ذاك الفراش النقال الذى كان بحوزة آيسر حين جاء وضعه عليه سريعًا،بدقائق كان الفراش النقال يدخل الى الطائرة،صعدت خلفه سهيله وآيسر الذى وقف جوارها وهى تقوم ببعض الاسعافات لـ آصف بتلك الأجهزه الطبيه الخاصه بالرعايه الاوليه....
نظرت لـ آيسر قائله: 
لازم  نوصل لمستشفى  بأسرع وقت، آصف نزف كتير، وكمان تقريبًا، نفسه بدأ ينخفض. 



نظر لها آيسر وفتح هاتفه، وقام بإتصال مع أحد المشافى الخاصه، ثم مد يدهُ لـ سهيله بالهاتف قائلًا: 
خدي معاكِ مدير مستشفى فى القاهره، أوصفى له الحاله بالظبط عشان يعملوا إستعدادتهم بمجرد ما نوصل. 



أخذت سهيله  الهاتف من يده ووصفت الى مدير المشفى حالة آصف ثم اغلقت الهاتف واعطته لـ آيسر، الذى قال لها: 
تمام،حاولى إنتِ تساعديه بالأجهزه اللى موجوده، وكمان  الطقس فيه شوية عواصف يعني فى مطبات فى الهوا متخافيش، أن شاء الله هنوصل بالسلامه. 



أومات له بتفهم. 



بالفعل رغم سوء الطقس لكن ربما هو دُعاء أو مُنجاة قلب شُكران لهما الإثنين أثناء صلاتها 
التى لم تنام طوال الليل، فى البدايه كان قلقها على آصف ثم توغل من ناحية آيسر هو الآخر، لكن هدأ مع نور الصباح حين نظرت خارج زجاج شُرفتها ورأت الشمس تبزوغ عكس يوم أمس كانت غائبة... رغم شعور القلق لكن تغلب على قلبها الإيمان أن الله سيرأف بقلبها ولن يجعلها تشعر بفقد آخر بحياتها. 




        
          
                
هبطت الطائرة فوق سطح تلك المشفى الضخمه، سريعًا فتح أيسر الباب، ليدخُل طاقم مُخصص من المشفى حملوا ذاك الفراش النقال الذى عليه آصف، وأخذوه سريعًا نحو إحدى  غرف العمليات، ذهبت خلفهم سهيله، وأفصحت عن كونها طبيبه مما جعلهم يتركوها أثناء التعامل معه، تفاجئت ببعض الجروح بجسد آصف ربما لم تراها سابقًا. 



بينما ظل آيسر بالخارج وقام بالرد على روميساء التى هاتفته أكثر من مره. 



بينما تنهدت روميساء  بإرتياح حين رد عليها آيسر سألته مباشرة:
وين بتكون هلأ؟.



أجابها:
إطمني انا وصلت بـ آصف للمستشفى هنا في القاهرة وصلت وهو دخل أوضة العمليات ومعاه سهيله،وانا منتظر قدامها.



شعرت بهدوء فى قلبها حين إطمأنت انه بخير.



ظل آيسر جالسًا على أحد المقاعد أمام غرفة العمليات الى أن خرج أحد الاطباء وقف سريعًا يقترب منه قائلًا بنبرة لهفه بسؤال:
آصف؟. 



تبسم الطبيب قائلًا: 
الحمد لله وصل للمستشفى فى الوقت المناسب، الأوكسجين كان بدأ ينخفض فى الدم، بس طبعًا  التدخُل الاولي من الدكتورة قلل من المُضاعفات اللى كان ممكن تحصل ،هيخرج دلوقتي على أوضة العناية المركزة لحد المسا،وإن شاء يكون بدأ يستجيب للوعي.



تبسم للـ الطبيب بإرتياح بنفس الوقت خرج آصف على فراش نقال،كانت خلفه سهيله إبتسم لها،بينما سهيله لم تنتبه لبسمته نظرها مُركز على آصف،الى أن دخل الى غرفة العناية...وقفت جواره وتلك المُمرضة تضع له بعض المجثات،ثم أومأت لها وخرجت من الغرفه،ظلت وحدها تنظر لـ آصف،تيقنت أن سبب ذلك الشعور هو أنها مازالت تعشق آصف، ذاك  العشق التي ظنت أنه إنتهى لكن مازال له جذورًا مُتشعبه فى قلبها، رؤيتها لـ آصف بتلك الضمادات حول جسدهُ ذكرها بـ منظر "سامر" حين كان مذبوحً وحاولت إنقاذهُ لكن فشلت، لكن اليوم القدر أعطى لـ آصف فرصه أخري للحياة، 
منظر آصف مع منظر سامر تصارعا برأسها لم تستطيع البقاء أكثر،خرجت من الغرفه تشعر بإرهاق جسدي ونفسي،حين خرجت من الغرفه شعرت بدوخه خفيفه إتكئت بيدها على حائط المشفى لاحظها آيسر الذى كان واقفًا أمام غرفة العنايه إقترب منها بلهفه قائلًا:
سهيله واضح عليكِ الإرهاق، أنا حجزت هنا أوضه خاصه تقدري ترتاحي فيها شويه، الدكتور قالى آصف مش هيبدأ يستجيب للوعي غير عالمسا. 



نظرت سهيله لـ آيسر قائله: 
أنا بخير، بس يمكن إجهاد، قولى هتعمل أيه فى المجرم اللى ميت فى بيت البُحيره. 



رد آيسر: 
أنا بلغت البوليس وهو هيتصرف، متقلقيش، إنتِ روحى للأوضه ريحي شوية، وأنا هتصل على روميساء تجيب  لك غيار من  عندها، إنت عارفه لو طلبت من صفوانه مش هتقدر تخبي على ماما وماما لو جت للمستشفى وآصف غايب عن الوعي مش بعيد يحصل لها حاجه... آصف عندها له مكانه خاصه. 




        
          
                
تبسمت سهيله  واومات برأسها، وذهبت مع آيسر نحو تلك الغرفه... تمددت فوق أحد الفراشين بالغرفه، أغمضت عينيها، لكن مازال ذاك المنظر يرافقها جروح آصف وسامر الإثنين  برأسها 
آصف الذى ترك معها السلاح الذى لو كان أخذه معه ربما كان تغلب على ذاك المجرم بسهوله، دمعه سالت من طرفي عينيها تشعر بإنسحاب فى قلبها،ذكريات تمُر بمُرها،لم تلوم نفسها على ذاك الشعور الذى تملك منها حين رأت آصف ينزف،لم تعقد مقارنه بين إنقاذهُ لها تلك الليله بعد أن هدر قلبها،اليوم أيضًا هى لم تستطيع ترك آصف ينزف،لم يتحكم ضميرها كطبيبه بل تحكم قلبها بزوجها الذى أمامها رغم أنه خذلها سابقًا بإنتقام،لكن اليوم عادت لنفس الضعيفه التى عشقتهُ وصدقت كذبه لكن اليوم لم يكُن كاذبً حين أخبرها أنها لو تركته يرحل ستتحرر منه...اليوم واجهت رُهاب إقترابه منها الذى لازمها لسنوات،لم يتحكم بها بل هى من أقبلت على الإقتراب منه،حين نزعت ثيابها لم تتردد للحظة....
مواجهات بعقلها تضعها أمام حقيقه واحده
آصف لم ينتهي عشقه من قلبها مع نزيفها تلك الليله كما ظنت.
....ـــــــــــــــــــــــــــ
مساءً
بالمشفي
لا تعلم سهيله  متى إستسلم عقلها وفصل عن الواقع وذهب الى غفوة كم ظلت بها، إستيقظت منها حين شعرت بيد على كتفها فتحت عينيها ونهضت بجزع سائله: 
آصف. 



تبسمت لها روميساء قائله:
آصف بخير وكمان الدكتور قال إن كلها ساعات ويفوق.

تنهدت سهيله بإرتياح، بينما تبسمت روميساء قائله: 
بتحبيه أوي للدرجه دي، آيسر كان قالي إن سبق كان فى إنفصال حصل بينكم، وأنه كان بيحاول يرجعك له.



تبسمت سهيله قائله:
فعلًا،إحنا كنا إنفصلنا، بس هو رجعني غصب.



ضيقت روميساء عينيها بإستفسار وكادت تسألها لولا رنين هاتفها،أخرجته من حقيبة يدها ونظرت له وزفرت نفسها قائله:
كما توقعت هذا آيسر،وهو أكيد بينتظر بره قدام الاوضه،مشان آصف راح ينقلوه من غرفة العنايه لهون،قالى إسبقهم وأدخل لك بهدول التياب،بس أنا رأيي إنك بتاخدي شاور لطيف بينعشك.



أومأت لها سهيله بتوافق وأخذت الثياب وتوجهت نحو حمام الغرفه،بمجرد أن تحررت من ثيابها رأت أثار دماء آصف على جسدها 
تذكرت تلك العلاقه الحميمه التى تمت بينها وبين آصف، تهكمت من نفسها وسخرت من ذاك الرُهاب الذى كان يتملكها حين يقترب منها آصف، لا ليس آصف فقط بل الجميع أحيانًا من والدها وأخويها، لكن ليلة أمس إختفي ذاك الرُهاب. 



حين خرجت من الحمام الى الغرفه رأت دخول آصف على فراش نقال الى الغرفه ثم وضعوه على الفراش الآخر، إقتربت منه، نظر الطبيب  ناحية آيسر قائلًا: 
بُنية جسم المريض القويه كمان مع التعامل الاولى قللت من المضاعفات،بس إحنا إدينا له مُخدر هينيمه لبكره الصبح،عشان ندى للجسم راحه بتسكين الآلم، كمان الآشعه وضحت إن فى كسر فى كتفه اليمين،وللآسف فى جرح فى نفس المكان والكتف مش بيتجبس،،بس يومين يكون آلم الجرح خف شويه لازم يستعمل حامل طبي وإيدهُ متتحركش كتير . 




        
          
                
أومأ له آيسر بفهم،بينما نظرت روميساء الى آيسر،رأت شخص آخر غير ذلك الذى يمزح طوال الوقت،شخصً أكثر تحمُلًا للمسؤلية ومُجازف من أجل إنقاذ أخيه،كذالك خوفه من معرفة والدته عن سوء حالة آصف،شخصً آخر أكثر من مُحب،شخصً كانت تخشي أن يكون خلف مُزاحه الدائم شخص هوائي،لكن آيسر ليس كذالك....بل هو فدائي لمن يحُب،لمعت عينيها بوميض خاص يفوح بالمحبه.



ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
صباح اليوم التالي.
إستيقظ آيسر الذى كان ينام جالسًا على آريكه بغرفة آصف،فتح عينيه شعر برأس روميساء على كتفه،التى إستيقظت هى الأخري بسبب رنين  الهاتف...تبسم لها ونظر نحو فراش آصف كان مازال غافيًا،بينما سهيله كانت تجلس على مقعد بالغرفه مُستيقظه...
أخرج هاتفه من جيبهُ ونظر لها ثم نظر الى سهيله قائلًا:
دي ماما،أكيد قلقانه.



تبسمت له قائله:
رُد عليها طمنها آصف ممكن يفوق فى أى وقت.



وافقها آيسر،وقام بسماع لهفتها المتوقعة:
بتصل على موبايل آصف كان بيرن ومش بيرد عليا،دلوقتي مش بيرن خالص وبيجي لى أنه خارج التغطيه كمان موبايل سهيله.



حاول المزح معها قائلًا:
راجل ومراته راحين يقضوا يومين مع بعض لازم طبع الحموات يتحكم فيكِ...أكيد قافلين موبيلاتهم مش عاوزين إزعاج.



شعرت شُكران بهدوء نسبي،وتبسمت بغصه تقول:
طب إنت تعرف هو فين.



ضحك قائلًا:
شُكران هانم نقح عليها طبع الحموات وبدعبس ورا إبنها طبعًا داء فضول الحموات.



تبسمت تقول له:
مش فضول والله ده قلق قلبي قلقان على آصف.



ضحك بنفس الوقت،سمع هزيان من آصف الذى بدأ يستعيد وعيه، نهض سريعٕا نحوه، كان صوت هزيانه واضحًا حتى أن شُكران سمعته،وسألت:
مش اللى بيتكلم جنبك ده آصف هو عندك،ولا إنت سافرت له،إدي له الموبايل أكلمه.



توه فى الحديث قائلًا:
أيوا هو،بس مشغول مش هيعرف يكلمك دلوقتي،أنا هتصل على السواق يجيبك إنت لحد عنده تطمني عليه بنفسك.



أغلق آيسر  الهاتف ونظر  نحو آصف الذى وقفت سهيله تنظر إليه قائله: 
آصف بدأ يستعيد وعيهِ. 



شعر آيسر  بفرحه قائلًا: 
الحمد لله، هتصل بالدكتور أقوله.



أومأت سهيله له بموافقه،لكن توقف آيسر حين عاد آصف يهزى وسأل بمزح:
هو قال آيسر صح.



تبسمت سهيله بخجل پينما قالت روميساء:
لاء بيقول سهيله،وبيكفي مزح بدك تتصل عالطبيب،ولا بضل تمزح.



مثل آيسر الحُزن قائلًا:
طبعًا بيفكر فى مراته هيفكر فى أخوه الغلبان ليه.



تنهدت روميساء بسأم،بينما تبسمت سهيله.



بعد وقت قليل 
شعرت شُكران بقلق حين توقف السائق بالسياره أمام تلك المشفى ونظرت الى آيسر الذى فتح باب السياره ونظر لها مُبتسمًا،بينما هى خفق قلبها بقلق وسألته والدمعه تتلألا بعينيها:
آصف فيه أيه؟.




        
          
                
تبسم  لها قائلًا:
إطمني يا ماما آصف بخير،هما شوية كدمات دلوقتي تطمني عليه بنفسك.



لا تعرف كيف سارت على قدميها جوار آيسر تستند عليه الى أن دخل الى غرفة آصف،وقفت بلحظات تشعر بتيبس فى جسدها وهى ترا آصف مُمدد على الفراش هنالك بعض الضمادات وأثار كدمات بوجهه،لكن تبسم لها بوهن قائلًا:
أنا بخير ياماما إطمني.



سالت دمعة عينيها وإقتربت بلهفه منها وإنحنت عليه تقبل رأسه قائله بلوعه:
كان قلبي حاسس إنك مش بخير.



تبسم لها قائلًا:
أنا بخير قدامك أهو هما شوية كدمات يومين ويروحوا.



رفعت وجهها ونظرت له قائله:
كدمات إنت هتضحك عليا زى أخوك،قولى أيه اللى حصلك.



مزح آيسر قائلًا:
عاملى فيها بطل رياضى وجسمه بيتضخم مع الوقت،شوفت دى آخرة الإفترا والإستهزاء بأخوك الغلبان اللى صحته على قدهُ.



تبسمت شُكران بدمعه،لكن عاودت السؤال،لم يجيبها أحد....الا بعد وقت أخبرها آصف ما حدث معه،كذالك سهيله أخبرتها أن آيسر هو السبب فى إنقاذ آصف حين قاوح ولم يستسلم لسوء الطقس وجازف،
نظرت الى آيسر بلمعة عين سعيده أنه ساعد فى إنقاذ أخيه،لكن سُرعان ما خفق قلبها لو كان فشل فى تلك المحازفه،ربما كانت خسرت الإثنين وما تحمل قلبها،سُرعان ما نفضت عن رأسها ونظرت الى آصف الذى ينظر نحو سهيله التى حايدت النظر عنه تشعر بخجل ربما لم يكُن واعيًا بذلك اللقاء الحميمي،لكن لوهله شعرت بالخجل من نظرة عيناه لها،بينما هو تبسم يشعر بندم حين إستسلم لغضبه سابقًا وإنتقم منها،دفع هو الآخر ثمن ذاك الإنتقام بخسارة قلب فادحه.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بعد مرور يومين   
بالمشفى ليلًا



تنهد آصف بإدعاء الآلم... نظرت له سهيله ببسمه قائله:
دلوقتى مفعول المُخدر اللى فى المُسكن يشتغل وتنام، تصبح على خير. 



زفر نفسه بضجر قائلًا: 
أنا مش عارف أنام على سرير المستشفى ده ناشف،غير حاسس كآني متربط. 



تبسمت له قائله بتاكيد: 
إنت فعلًا متربط، بسبب الكسر اللى فى كتفك اليمين كمان ضمادات الجروج اللى فى جسمك، والسرير اللى إنت نايم عليه طبي مناسب وأفضل للرضوض اللى فى جسمك، ياريت كفاية تذمر زي الأطفال، أنا حاسه بإرهاق ومحتاجه أنام . 



نفخ نفسه قائلًا: 
مش متعود أنام فى دوشه، ومش عارف أنام بسبب الدوشه اللى فى المستشفى. 



رفعت نصف جسدها عن الفراش قائله بإندهاش: 
دوشه!... هنا فى المستشفى فين دي، آصف إنت فى مستشفى خاص، واخد أوضه... لاء مش أوضه دى زي سويت فى فندق راقى، مش اوضه فى مستشفى حكومى الفرق بين المريض والتانى يادوب ستاره، كمان الأوضه مُكيفه ومُنعشه، إنت غمض عينيك هتلافى نفسك نمت. 



قالت سهيله هذا وعادت تتسطح على الفراش وجذبت الدثار عليها وتثائبت قائله بتحذير: 
أنا مُرهقه، نام وسيبنى أنا كمان أنام...المُسكن مفعوله مش هينتهى قبل الصبح..بلاش إزعاج كل شويه.. تصبح على خير. 



تبسم قائلًا عن قصد: 
على فكره أنا بتوجع فعلًا مش قاصد إزعاجك عالفاضى. 



تبسمت له قائله: 
عارفه إنك بتوجع، بس المُسكن دلوقتي يشتغل ويختفي الآلم، عالأقل سيبنى ساعه أنام براحه،  وكفايه كلام تصبح علي خير. 



تبسم آصف قائلًا بإستسلام: 
وإنتِ من أهلهُ



أغمضت سهيله عينيها وهى تبتسم بصفاء، بينما نظر آصف نحوها وتنهد يشعر براحة وإنشراح فى قلبه،يكفيه أن بسبب ذاك الحادث رغم أنهما بمشفى، لكن هو وسهيله قريبان الفرق بينهم بضع سنتيميترات، ينمان بغرفه واحده وباب مُغلق عليهما.
ـــــــــــــــــــــــــــ 
بشقة آيسر 
إضجع بجسده فوق الفراش يشعر بإرهاق 
منذ يومين وهو شبه مُرافق لـ آصف بالمشفى 
لكن فجأة إنتعش حين دخل الى أنفه تلك الرائحه المُنعشه، رفع رأسه قليلًا ونظر أمامه، ذُهل عقله وهو يرا روميساء  أمامه بثوب باللون الذهبي شفاف يشف ما أسفله شبه عاري... 
نهض  واقفًا غير مُصدق إقترب منها بخطوات يخفق قلبه بشده، بينما  عضت روميساء  على شفاها تشعر  بخجل من نظرات آيسر، للحظه لامت نفسها  على تلك الحركة الجريئه منها، أدارت وجهها وكادت تخرج من الغرفه، لكن سبقها آيسر وجذبها وضمها بين يديه قائلًا: 
جميلتي الفاتنه. 



لم يتنظر ذاك  الشوق  فى قلبه وقبلها بشغف عاشق، إنشرح قلبه من قبول روميساء لتلك القُبلات التى توغلت بلمسات جريئه منه وهو يخلع عنها ذاك المئزر ويتركه ينسدل أرضًا، وهى تسير معه مثل العصفوره بالسرب لا تشعر سوا بأنفاسه وقُبلاته، وكلمات الغزل الذى ينثرها عليها، تركت له زمام المسيره الى أن وصلا الى الفراش وتسطح فوق جسدها، قبل شفاها، ثم تركها ونظر الى عينيها  البديعة الجمال، كذالك  روميساء  نظرت الى ليل عينيه السوداء، سُرعان  ما أخفضت وجهها بحياء، بينما رفع آيسر ذقنها  ونظر إلى عينيها  التى نظرت له، أشار لها برأسه مُبتسمً، فهمت معني الإشاره وأومأت رأسها بقبول، كان تفويضًا له أن الجميله تقبلت به أخيرًا... ليصمت الكلام  يستمتعان بعزف نغمات عشقهم الهادئه. 
«يتبع»  
«يتبع»  
جذبها آصف عليه وقبلها على غفله منها ثم ترك شفاها ولم ينتظر رد فعلها
أدار مقود السيارة سريعًا قائلًا:
لاء برضاكِ طريقنا واحد يا سهيله.
ضحك قائلًا: 
فعلًا صدق حدسي. 



نظرت له بتذمُر وحاولت الفكاك من حصر يديه قائله: 
ولما أنا بارده لشو طاردتني؟. 



ضحك آيسر قائلًا: 
مش عارف شعور غريب عليا أول مره كنت بحسه وحابب أنى أقرب منك، وده اللى حصل مع الوقت كنت ببدل مع زملائى خط السير عشان أبقى قريب منك كمان رغم إنى مكنتش باخد أجازات بقيت عاوز أفضل جنبك، بس فى مكان تاني غير ألمانيا، مكان أحس فيه إنك حُره، أو مُنطلقه زي رحلة القاهرة. 



تبسمت تشعر بدفء بقلبها قائله: 
فعلًا لما دعيتنا لرحله لهون كان جوايا تردد بس حسيت بعدها إنى محتاجه أحس بدفا أُلفة الناس وإتمنيت تمتد الرحله. 



تبسمت آيسر قائلًا: 
أنا كمان وآخر ليله أخدت قرار إرتباطنا بأسرع وقت، بس الرومس كانت صعبه لسه لحد دلوقتي بحس بوجع فى راسي بسبب الفازه اللى كسرتيها على راسي وقولت الرومس إطبعت بطباع ألمانيا البارده الخاليه من المشاعر. 



شعرت روميساء بخجل  وأخفضت وجهها على صدره، ضحك ورفع وجهها، نظرت له قائله: 
اللى خلانى وافق أتجوزك مش ضغطك علي بمحضر العنف، فى شئ تانى هو اللى خلانى وافق. 



صمتت روميساء، رفع آيسر  وجهها سائلًا: 
وأيه هو الشئ ده... أكيد وسامتي. 



نظرت له قائله: 
وين هديك الوسامه إنت ما بتبص بالمرايات. 



ضحك بغرور قائلًا: 
وسامتِ مش محتاج أشوفها فى مرايات، بس أيه هو السبب التانى. 



تنهدت روميساء  قائله: 
إصرارك وتحديك، كمان فى سبب تاني عزز من مركزك لما جيت لهون مصر وإتعرفت على طنط شُكران حبيتها من أول إستقبلها لينا بالمطار حسيت معها بأُلفه وراحه بصراحة كرهت بايك كيف بيتزوج على ست لطيفه متل هيك، بس لما شوفت مرته التانيه عرفت السبب. 



شعر آيسر بغصه سائلًا: 
وأيه هو السبب ده. 



ردت روميساء  بتلقائيه: 
"الطفاسه". 



ضحك آيسر، بينما نظرت له روميساء  وسُرعان ما قالت: 
إيه طفاسه، بحس مرته التانيه متل العروس البلاستك منظر حلو خالى من الروح، كمان لما قابلت سهيله وآصف حسيت من نظرة عيونه إلها إنه بيعشقها، ما بعرف شو حصل وكان سبب لإنفصالهم بس نظرة عيونه بتفضح قلبه كنت بظن سهيله ما بتبادله نفس الشعور، لحد ما شوفت بعيونى لهفتها عليه بهديك الليله،كمان شوفتك شخص تاني غير هديك المازح شوفت شخص مسؤول مُجازف مشان أحبابه.



تبسم آيسر قائلًا بنظرة عشق:
إنتِ المُگافاة لقلبي يا جميلتِ.



قال آيسر هذا وبدل من وضعهم وأصبح يعتليها   
نظرت له بإندهاش سائله: 
شو بدك تعمل. 



غمز بعينيه بوقاحه قائلًا: 
شو بدي أعمل،اللى يشرب من كاس الغرام ما بيرتوي من رشفة واحدة، راح أشرب من كاس الغرام حتى إرتوي. 




        
          
                
تقبلت ذلك  مُبتسمه بخجل، أطاح بالباقى من جنونه. 
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ 
بالمشفى
فجأة فُتح باب الغرفه
دلف شخص مُلثم نظر ناحية الفراش التى ترقد عليه سهيله، لمعت عينيه مثلما لمع بريق ذاك النصل الذى بيده، بخطوات بطيئه إقترب من فراش سهيله ينظر نحو آصف الذى فتح عينيه بإتساع يومئ برأسه له بنهي،بينما الآخر يتسلى وهو يُشهر النصل، الى أن وضعهُ على عُنق سهيله ينظر نحو آصف الذى يحاول النهوض من فوق الفراش لكن يشعر أن جسدهُ مُقيدًا بالفراش، ضحك الآخر بغلاظه وهو ينظر نحو آصف الذى يترجاه بعينيه أن لا يؤذى سهيله النائمه، يشعر كآن صوته أيضًا مُقيد غير قادر على النُطق بإسمها حتى تستيقظ ربما تُدافع عن نفسها، بدأ ذاك المُجرم ينحِر عُنق سهيله،وبدأ ينزف بغزاره، فجأة إنفك قيد صوت آصف بصوت جهور: 
سهيله. 



قبل قليل إدعت سهيله النوم حتى يكف آصف عن الحديث يخلد  للنوم كي  يستريح جسدهُ،فتحت عينيها بعد وقت نظرت  نحوه تبسمت بالتأكيد إستسلم لمفعول تلك الأدويه، تنهدت بإرتياح رغم تعجبها من نومها بغرفه مُغلقه دائمًا ما كانت تتضايق منها هويدا، وفى ألفتره التى كانت بها جدتها تمكث معها بنفس الغرفه بشقة آصف، كان وجود جدتها يُشعرها بالأمان, وللغرابه هذا الامان تشعر به الآن وهى مع آصف بغرفة واحدة مُعلقه عليهم،إضجعت على ظهرها تنظر لسقف الغرفه وتلك اللمبه الخافته التى تُنير عتمة الليل،كل شئ تبدل بلحظات من قمة غضبها من آصف الى شعور الخوف والهلع عليه،ولحظة لم تتردد فيها وحسمت هى الإبتعاد عنه بإقتراب حميمي،لديها شبه يقين أنه لم يشعر به،فقط أعطته دفئًا يُعطى حافز الدفئ فى جسده فقط لا أكثر، تشعر بحِيره تضرب عقلها بين تناقُضات تمُر بها، كانت تؤجل قرار إنفصالها عن آصف  مجرد وقت فقط، لكن الآن هنالك تضارب بقرارها،بخضم التفكير بين الحِيرة وتناقُضات المشاعر كذالك الإرهاق غفت دون وعي منها...
لكن فجأة فتحت عينيها مخضوضه،ونهضت سريعًا حين سمعت صوت  تنبيه لاحد المجثات الطبيه  الخاصه بـ آصف،ليس هذا فقط بل نداء آصف بصوت جهور عليها ،توجهت نحو الفراش رأت ملامح وجه آصف المُتجهمه وجبينهُ يتصبب عرقًا كما أنه أعاد النُطق بإسمها بنبرة لم تستطيع تفسيرها ،وضعت يدها على جبهته لم تكن حرارته زائده،لكن رأت شبه تشنُج بجسد آصف كآنه يحاول النهوض من فوق الفراش،كذالك لاحظت إعتصارهُ لعيناه،شعرت بريبه،ربما بحالة هلوسه  وحسمت قرارها بإيقاظ آصف،بالفعل وضعت يدها تربت على وجهه قائله :
آصف إصحى،إفتح عينيك.



قاوم آصف تلك الهلوسه ،وإستجاب لأمر سهيله وفتح عينيه ينظر لوجه سهيله مثل التائه للثواني،قبل أن تقول سهيله:
آصف إنت حاسس بأي آلم.



بصعوبه  أومأ رأسه قليلًا،تبسمت له سهيله،بينما بصعوبه رفع آصف يدهُ السليمه وجذب  رأس سهيله لصدرهُ،ثم رفع رأسها،قام بمد يدهُ نحو ياقة منامتها أزاحها قليلًا ينظر نحو عُنقها،زفر نفسه براحه وبدأ يستوعب أنه كان بكابوسً مُفزعًا...بينما إستغربت سهيله ذلك شعرت بالتوجس للحظه لكن سُرعان ما سألته:
إنت شوفت هلاوس،فى نوع مُخدر من أعراضه الجانبيه إنه بيسبب نوع من الهلوسه،أنا كنت معترضة مع الدكتور عليه،بس هو قال إن مفعوله أقوي عشان يسكن الآلم،بعد كده هقوله يمنعهُ.




        
          
                
أومأ آصف رأسه موافقًا ينظر لها بتأمُل أنها بخير قائلًا:
فعلًا كنت فى كابوس، سهيله خليكِ جانبي.



إستغربت سهيله قائله:
ما أنا معاك فى الأوضه.



نظر لها برجاء قائلًا: 
لاء خليكِ قريبه مني، تعالي نامي جانبِ عالسرير.



شعرت سهيله بهزه فى جسدها،ونظرت الى الفراش النائم عليه ثم نظرت له قائله:
السرير مش هياخدنا إحنا الإتنين،كمان مش هحس براحه وأنا نايمه عليه لآن السرير مُعدل عشان الرضوض اللى فى جسمك،آصف أنا معاك هنا فى الاوضه،ومعتقدش الهلاوس هترجع تاني،لآن مفعول المخدر ده تقريبًا قرب ينتهي،وأنا هقول للدكتور يمنعه. 

شعر آصف بيأس قائلًا: 
تمام... بس من فضلك إتأكدي إن باب الأوضه  مقفول كويس، وياريت تقفليه بالمفتاح. 



ضيقت سهيله  عينيها قائله  بإستغراب: 
باب الأوضه مقفول، بس ليه أقفله بالمفتاح  كده كده محدش هيدخل حتى الممُرضين عارفين إنى دكتورة، وإن إحتاجت لتدخل طبي أنا موجودة. 



قالت سهيله  هذا وتبسمت بمكر قائله: 
ولا يمكن كُنت عاوز غيرِ.... 



قاطعها آصف على غفله جذبها عليه بتسرُع قبلها قُبله خاطفه فقط أراد الشعور بأنفاسها، شعرت سهيله بإرتباك وتوتر ونظرت له تلاقت عيناهم بحديث صامت، آصف يشعر بخوف فى قلبه عليها فقط... سهيله تزداد برجلة عقلها، لو بوقت آخر كانت شعرت برهبه أو نفور، لكن صمت حل عليهما لدقائق قبل أن تنتبه سهيله أنها مازالت محنيه على آصف، حاولت التمسُك وإستقامت واقفه تجذب خُصلات شعرها التى تدلت على وجهها تضمها خلف أذنيها وجلت صوتها:
كفاية، غمض عنييك وحاول تنام. 



لمعت عينيه ببسمه، بداخله يقين لو بموقف آخر وقبل سهيله كان سيكون لها ردًا آخر أقلهُ الغضب، لكن ربما تغاضت عن ذلك بسبب إصاباته القويه. 



بصمت ذهبت سهيله نحو الفراش الآخر وتمددت عليه تنظر للسقف والحيره تُسيطر على عقلها وقلبها الذى عاد مره أخرى يتمرد عليها... بينما آصف يشعر بعد ذاك الكابوس بخوف عليها أن يُصيبها مكروهًا، لديه يقين أن ذاك الذى يضمُر له السوء لن يكف عن تعقبهُ الى أن يصل الى مآربه ليس قتل آصف فقط لديه يفين سهيله هى الأخرى بدائرة ذاك الشرير. 
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ 
باليوم التالي
قبل الظهيره بذاك المقر الذى تعمل به هويدا أثناء إعتكافها  بالعمل على الحاسوب تقوم بمراجعةأحد الملفات تركت العمل على الحاسوب وجذبت هاتفها، تبسمت  حين رأت هاوية المُتصل تعمدت عدم الرد سريعًا  لكن قبل نهاية مدة الرنين قامت بالرد،وتحججت معتذره بكذب:
آسفه أتأخرت فى الرد مكنتش مُنتبهه، كنت بشتغل على ملف ويادوب خلصته.



تقبل الامر ببساطة  قائلًا: 
تمام مش مشكله، أنا كنت بتصل عليكِ أطمن على حالك، بس واضح من نبرة صوتك إنك بقيتِ كويسه، ومرتاحه، بدليل إنك مركزه فى الشغل. 




        
          
                
أتقنت الرياء قائله: 
بحاول أشغل نفسى بالشغل هو اللى ممكن ينسيني اللى بمُر بيه. 



لم يستطيع اللف والدوران وقال لها: 
أيه رأيك فى صديق ليا فاتح مطعم سمك عالنيل لو معندكيش مانع أعزمك عالغدا. 



إنشرح صدرها وحاولت الهدوء قائله: 
تمام، إبعت لى لوكيشن المطعم، وأناهخلص الملفات اللى قدامي، وإتصل عليك.



رغم شعوره بالفتور الذى يستغربه لكن قال:
تمام،هبعتلك اللوكيشن ونتقابل هناك الساعه إتنين بعد الضهر.



وافقت:
تمام.



أغلقت الهاتف ووضعته على طاولة المكتب وإضجعت بظهرها على المقعد تتنهد تشعر بإقتراب تحقيق أمنيتها. 



بينما  أسعد أغلق الهاتف وضعه أمامه ينظر له، لثواني قبل أن يجذبه مره أخرى وقام بفتحه على معرض الصور، وآتى بتلك الصوره شعر بنقص فى قلبه، كان لابد أن يكون معهم بتلك الصوره مُكملًا الشكل الإجتماعي لعائلته، صوره بسيطه لكن بها الكثير من المعاني، هو إفتقد حضوره بتلك الصوره، التى إلتقطها أحد المصورين ونشرها على بعض المواقع، صورة تجمع "شُكران، آصف، آيسر" كان لابد أن يكون هو الضلع الرابع لهم، لكن إفتقد وجوده بتلك الصوره، أو بالأصح إفتقد وجوده وسط عائله كانت تضمها شُكران، والإشتياق الاكبر الذى أصبح يتوغل منه هو إشتياقه لـ شُكران  نفسها وجلسات الحديث معها الذى كان أحيانًا يمقتها أو يظنها مجرد أمور تافهه تُشغل نفسها بها، شُكران  كانت حياة تنبض بحب لمن حولها،تحتوي بلا أن ثمن لذلك،وهو خسرها حين أراد التباهي. 
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ 
بـ عيادة لأحد أطباء التجميل 
جلست شهيره مع ذاك الطبيب الذى قام بوضع رسم تخيُلي لها بعد أن تفعل تلك اللمسات الطبيبه على وجهها  قائلًا: 
الخدود محتاجه شوية نفخ عشان تواظب منظر الشفايف بعد ما نحقنها بـ فيلر، كمان فى خط تجاعيد رفيع جنب الجفن...وبالنسبه لنحت الخصر أعتقد مش محتاجه هما شوية دهون زياده،سهل بدايت لفتره والرياضه ينقصوا.



ردت عليه:
لاء ألاهم عندي هو نحت الخصر،معنديش خُلق أستحمل دايت،وكمان بحس بإرهاق من الرياضه،خلينا نبدأ بنحت الخصر،وبعدها نبقى نشوف الشفايف والخدود.



وافقها قائلًا:
تمام،نحت الخصر هيحتاج عمليه.



للحظه إرتجف قلبها لكن سُرعان ما سألته:
والعمليه دى مضمونه.



رد الطبيب بعمليه:
العمليه دى تمت وأثبتت مفعول كويس،وفى أمثله كتير،لو حابه أذكرلك منهم،كمان فى كتالوج لبعض النماذج.



أخذت شهيره منه الكتالوج تنظر الى تلك الجميلات ذوات الخصور المرسومه بدقه عاليه،لمعت عينيها رغم أنها ليست أقل منهن رشاقه لكن وسواس أو هوس الكمال يتراقص بعينيها. 
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ 
فى حوالي الواحده والنصف 
بالمشفى تبسمت سهيله وهى تُغلق الهاتف تنظر نحو شُكران  قائله: 
بابا وماما على وصول. 




        
          
                
تبسمت  لها شُكران  بإمتنان قائله: 
سحر طول عمرها صاحبة واجب،كمان الحجه آسميه.



على ذكر إسم "آسميه"تنهد آصف الشبه نائم بصوت.



إنتبهت شُكران  وضحكت فـ آسميه هى الحارس الخاص بـ سهيله وبالاخص معه هو،كذالك سهيله لاحظت وتبسمت،تعلم أن آصف يشعر من جدتها ببعض المُنغصات يعتقد أنها تكرهه لكن هو مُخطئ فى ذلك، هى فقط كانت تخشي عليها منه، لكن ربما مع الوقت وعِشرتها القصيره تبدلت تلك الخشيه. 



بمقر عمل هويدا
نظرت الى ساعة الهاتف، ببسمه، قامت بإغلاق ذاك الحاسوب وضبت هاتفها  بحقيبة يدها ونهضت، تُغادر المقر، بعد دقائق وصلت الى ذاك المطعم الذى أرسل أسعد لها عنوانه برساله هاتفيه، دلفت مباشرةً، تبسمت حين رأت أسعد ينهض حتى اصبحت أمامه، تبسم لها مُصافحًا، صافحته ببسمه ثم جلسا يتحدثان الى أن آتى النادل لهم ودون ما يريدان، شرعا بتناول الغداء، لكن فى ذاك الوقت صدح رنين هاتف هويدا، تركت طعامها وفتحت حقيبتها، أخرجت الهاتف ونظرت الى الشاشه بإستعلام، ثم نظرت الى أسعد، رسمت بسمه قائله: 
ده بابا هرد عليه. 



بالفعل فتحت الخط، بعد الترحيب بينهم أخبرها أيمن: 
سهيله أنا وماما هنا فى القاهرة وعاوزين نشوفك قبل ما نرجع لـ كفر الشيخ  . 



إستغربت ذلك سأله: 
أنتم هنا فى القاهرة؟. 



أجابها أيمن: 
ايوة، آصف كان إتعرض لـ حادث وهو فى المستشفى، ومن الواجب  حتى عشان خاطر الحجة شُكران، جينا أنا وماما  خلينا نشوفك قبل ما نرجع، إنتِ لسه فى الشغل ولا رجعتِ للسكن. 



نظرت سهيله  الى أسعد شعرت بالتوتر، توهت بالحديث: 
حسام معاكم. 



إستغرب أيمن سؤالها عن حسام فليس من عادتها السؤال عليه... لكن أجابها  : 
لاء سيبناه مع عمتِ آسميه، إحنا جايين نزور مريض... ومش هنطول هنرجع كفر الشيخ  الليله، يادوب نطمن على آصف، وإنتِ كمان لو خلصت شغلك قابلينا عند المستشفى. 



ردت هويدا: 
تمام يا بابا، قولى فين المستشفى  دى. 



رد أيمن: 
أنا مش عارف إسمها، إحنا إتصلنا على سهيله وإحنا فى القطر ولما وصلنا محطة رمسيس الست شُكران  بعتت لينا السواق وإحنا فى طريق للمستشفى دلوقتى، لما نوصل هخلي سهيله تبعت لك إسم المستشفى ومكانها.



شعرت هويدا بسخط قائله: 
تمام هستني رسالة سهيله. 



أغلقت هويدا الهاتف ونظرت نحو أسعد للحظه تحير عقلها أسعد يبدوا كآنه لا يعلم أن آصف مريض وبالمشفى، لكن فضول أسعد سألها: 
باباكِ ومامتكِ هنا فى القاهرة، مش قصدي فضول، بس سمعت ردك، بإستغراب عليهم. 



ردت هويدا بقصد تستشف رد أسعد: 
أيوا هما هنا فى القاهرة وعاوزين يشوفونى، جاين يزوروا آصف فى المستشفى. 




        
          
                
ترك أسعد الطعام ونظر لها بخضه ولهفه سألًا بتكرار: 
قصدك أيه بـ يزوروا آصف فى المستشفى؟... آصف ماله. 



تيقنت هويدا ان أسعد  لا يعلم بمرض آصف وردت بهدوء: 
معرفشي بابا قالى كده، وأنا مستنيه  يوصلوا المستشفى  وسهيله  تبعت لى رسالة بمكان وإسم المستشفى.



نهض أسعد واقفًا يقول:
لاء بلاش تنتظرى أنهم يوصلوا من فضلك كلمِ سهيله وإعرفى منها مكان المستشفى فورًا.



رغم إندهاشها،لكن وافقت طلب أسعد وإتصلت على سهيله وعلمت منها إسم ومكان المستشفى.



أغلقت الهاتف قبل أن تتحدث سأل أسعد بلهفه:
سهيله قالتلك أيه عن آصف؟.



ردت هويدا ببساطة:
قالتلى كويس،حتى سمعت صوته يمكن كانت جنبه وهى بترد. 



تنهد أسعد براحه قليلًا: 
تمام، خلينا نروح المستشفى بسرعه. 



إندهشت هويدا من لهفة أسعد فى نفس الوقت شعرت بضيق، بعد أن ضاعت هذه  الفرصه. 



بعد قليل بالمشفى 
رحبت شُكران بـ أيمن وسحر بإمتنان، تبسمت لها سحر قائله: 
والله إحنا ما عرفنا غير النهارده  الصبح بكلم سهيله، قالتلى إن آصف بعافيه شويه، وأيمن أصر إننا نجي نزوره، عشان  خاطرك غالي عندنا. 



تبسمت  لها شُكران، نظر أيمن الى سهيله وتبسم يشعر بإنشراح فى قلبه من ملامح سهيله  التى تُظهر انها بخير، جلسوا سويًا جوار فراش آصف ظلوا لبعض الوقت، قبل أن يتفاجئ الجميع  بفتح باب الغرفه دون إنذار ودلف أسعد بلهفه قائلًا: 
آصف!. 



ثم إقترب من فراشه سألًا: 
آصف أيه اللى جرالك إنت بخير... إزاي معرفش إنك فى المستشفى غير صدفه. 



نظر له آصف ربما بإستهزاء من تلك اللهفه، التى ليست مُصطنعه لكن ربما مُتأخره... بينما أسعد نظر  نحو شُكران  قائلًا  بعتاب: 
ليه محدش إتصل عليا وقالى، وأيه اللى حصل لـ آصف. 



صمتت شكران بينما رد آصف: 
أنا بخير الحمد لله.  



نظر له أسعد قائلًا: 
قولى أيه اللى حصلك... والكدمات اللى فى وشك دى سببها أيه؟. 



رد آصف: 
أنا بخير، وأعتقد ده الاهم. 



شعر أسعد بغصه من طريقة آصف الجافه لكن إبتلعها وهو يشعر براحه،لكن دخل لديه فضول معرفة سبب ذلك،أجله لفيما بعد،بينما إندهش أيمن حين رأي هويدا دلفت الى الغرفه خلف أسعد...مثلت الرياء جيدًا وتعاملت بشخصيه أخري أكثر موده ومحبه،مما سبب إستغراب لـ سهيله وسحر وأيمن الذى لاحظ نظر هويدا الى أسعد شعر بوخزه فى قلبه دون سبب أو ربما إحساس غير طيب،وجال برأسه ذكرى من الماضي،سُرعان ما نفضها عن رأسه
فـ هويدا حقًا إبنة إبتهال،لكن ليست ساذجه مثلها...كما أن أسعد يفوقها بالعمر أكثر من الضعف.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
مساءً
بالمشفى 
تبسم آيسر لـ شُكران قائلًا:
المفروض كفايه كده يا ماما المفروض تروحي ترتاحي،إنتِ هنا من الصبح قاعده جنب آصف.




        
          
                
نظرت شُكران نحو آصف قائله:
لاء أنا مش تعبانه،كمان سهيله لسه مرجعتش من وقت ما مشيت مع أهلها راحت توصلهم للشقه،يمكن بقالها يومين هنا فى المستشفى مرافقه آصف،أكيد الارهاق حل عليها ويمكن تفضل مع أهلها هما هيسافروا بكره الصبح.



نظر لها آيسر قائلًا:
أنا موجود يا ماما هبات جنب آصف وإنتِ كفايه كده بقى،هو الحمدلله الدكتور قال قدامك كم يوم فى المستشفى وهيرجع تاني يشرب سجاير. 



ضحكت شُكران  قائله: 
لاء خد مراتك إنت المفروض إنكم عرسان. 



نظر آيسر نحو روميساء الجالسه جوار شُكران  وغمز لها، شعرت بالخجل، بينما قال آصف: 
فعلًا يا ماما كفايه كده، أنا كويس قعدتك هنا فى المستشفى  ممكن تمرضك، وبدل ما يبقى أنا بس هتبقى إنتِ كمان، وكده حِمل تقيل عالعريس... متأكد سهيله هترجع لهنا. 



تبسم آصف قائلًا: 
ياواثق، يلا يا ماما قومي السواق بره يوصلك لشقة آصف ويوصل رومس لشقتنا  وانا هتصل على سهيله لو مش جايه أبات انا هنا وأمري لله. 



تبسمت شُكران  بعد محايلات وإستسلمت ونهضت مع روميساء التى إقترب منها آيسر وهمس جوار أذنها: 
متناميش إستنيني آصف ينام وأجي نكمل بقية كلامنا بتاع الصبح، الكلام كان ناقص بوستين وحُضن. 



إنصهر وجه روميساء من ذلك الوقح، لكن لم ترد عليه حتى لا تصفعه امامهم. 



ذهب آيسر معهن الى ان وصلن الى مرآب المشفى عاد الى غرفة آصف، تبسم حين وجده وحيدًا،أخرج ذاك الهاتف من جيبهُ قائلًا:
الموبايل أهو....



قطع آيسر بقية حديثه حين دلفت سهيله الى الغرفه تنهت قائله:
إتأخرت بس كان جه عليا نومه،كلمت طنط شُكران وهى فى الطريق.



نظر آصف الى ذاك الهاتف الذى بيد آيسر ثم نظر لوجهه،فهم آيسر النظره وضع الهاتف بجيبه مره أخري،لاحظت ذلك سهيله لكن لم تهتم، بينما تبسم آيسر قائلًا: 
كده أنا بقى أرجع لعروستي أتهني معاها، أشوفك بكره. 



تبسم آصف قائلًا: 
تمام، إبقى تعالى المسا، وكمان حاول إن ماما بلاش تجي من بدري، عشان صحتها. 



تبسم آيسر  وهو ينظر  لـ سهيله، ثم لـ آصف الذي ينظر لها، شعر شعور  غريب، سابقًا لام آصف على ذلك الإنتقام الذى كان بقلبه، لكن اليوم يُعطيه عذرًا، ليس سهلًا عليه، رؤية سامر مذبوحًا، فحين رأي آصف مُصابً كاد يفقد عقله لولا أن تحكم به أمل إنقاذه وقد كان لُطفًا من القدر نجاته، بفضل وجود سهيله معه. 
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ 
بـ ظهيرة اليوم التالي
بشقة آيسر
تسلل الى المطبخ دون شعور من روميساء او هكذا ظن، هى إنتبهت لصوت أقدامه وقبل أن يتحرش بها إستدارت له، وقف مُبتسمً ومد يديه وضعهم على خصرها، ثم قبل وجنتها قائلًا: 
كده تتحسّبي من جنبي وتسيبينى فى السرير لوحدي.




        
          
                
نظرت له قائله بدلال:
وإنت إمبارح ما عملت هيك،وسيبتني وما بعرف وين روحت،حتى المسا لا رجعت عند آصف بالمشفى،ما بتقلي وين روحت.



تبسم لها وإختطف قُبله قائلًا:
كنت بشتري موبايل جديد لـ آصف. 



نظرت له بعدم تصديق قائله: 
تشتري موبايل من الصبح حتى المسا. 



تبسم وهو يجلس خلف تلك الطاوله وضع قطعة طعام بفمه قائلًا: 
هو شرا الموبايل سهل مش بلف عالمحلات وأشوف الماركات والأسعار. 



نظرت له بضيق قائله: 
تمام، راح بصدقك، بس أنا اتصلت على بايي وقولت له إن آصف مريض وهو قالى بده يزوره بالمشفى فهلأ، إتغدا مشان نروح له الأوتيل. 



جذبها من خصرها جلست على ساقيه، دفس رأسه بعُنقها قائلًا: 
تصدقى أنا جعان جدًا جدًا، جدًا كمان، ما تجي نتغدا فى أوضة النوم. 



إرتبكت وتزلزلت مشاعرها، لكن تملكت جآشها قائله: 
لاء، ما بدي نتأخر على بابا كمان أنا حبيت  طنط شُكران  وبدي أقعد معها بحب  كلامها الرقيق.... حتى مشان ما تسأل آصف عالموبايل ياللى قعدت طول اليوم تشتري فيه...إذا كان مليح وبيستاهل غيابك طول نهار آمس. 



قالت هذا ونهضت من فوق ساقيه، قائله: 
أنا مو جعانه، هروح أخد شاور  على ما تشبع مشان بابا ما ينتظر كتير. 



ضحك آيسر قائلًا: 
الحجه شُكران  سرها باتع، كل اللى يشوفها يحبها وانا وأخويا غلابه والله. 
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ 
بالمشفى
تنهد آصف حين دلفت شُكران قائلًا  بعتب: 
ماما إنتِ بتتعبِ نفسك زياده عن الازم،كان كفايه تتصلي تتطمني عليا. 



تبسمت له وجلست على المقعد  قائله: 
أنا  مش تعبانه ومش هرتاح غير لما ترجع من تاني الشقه... والله أنا مخنوقه من المستشفى، وبفكر أقول للدكتور إنه يكتبلك خروح وتكمل بقية علاجك فى الشقه حتى كمان سهيله دكتوره وبتفهم فى اللى يريحك عنه. 



تبسمت  سهيله، حين نظر لها آصف، هو حقًا وجودها يسبب له الراحه الكافيه. 



بنفس الوقت سمعوا صوت طرق على باب الغرفه، أذنت سهيله بالدخول
تعجبت شُكران حين دخلت شهيره ومن خلفها كل من يارا وشيرويت التى إقتربت من آصف وإنحنت قبلت وجنته... تبسمت شُكران، بينما شهيره  شعرت  بالبُغض وقالت برياء: 
حمدالله على سلامتك يا آصف، خير  أيه اللى حصلك؟. 



ردت شُكران: 
الله يسلمك، حادثه بسيطه والحمد لله ربنا لطف بيه ونجاه والبركه فى سهيله. 



نظرت شهيره نحو سهيله بتعالي، بينما يارا قالت بعتاب: 
كده يا طنط أنا  مكلماكِ إمبارح الصبح ومقولتليش إن آصف فى المستشفى.



تبسمت شُكران  قائله: 
معليش كنت متبرجله، الحمد لله ربنا لطف. 



جلسوا لبضع دقائق حتى شعرت  شهيره بالضجر كذالك من إحترام ومحبة سهيله الواضحه لـ شُكران، نهضت شيرويت أولًا قائله:.
الحمدلله إطمنت على آصف، عندي ميعاد مهم مع زميله ليا فى الجامعه، آه كمان نسيت اشكرك يا آصف الحمدلله نجحت فى التيرم الاولانى، بصراحه كان فى كم ماده رخمه، بس المدرسين بقوا يعاملونى بلطف. 



أوما لها ببسمه، كذالك  نهضت شهيره  قائله: 
أنا كمان عندي ديفليه قريب فى الآتلييه وزيارة المريض لازم تكون قصيره... مره تانيه  حمدالله على سلامتك يا آصف. 



قالت هذا ورمقت لـ سهيله بإشمئزاز دون حديث كادت تُغادر لكن نظرت لـ يارا قائله: 
وإنتِ يا يارا مش عندك شغل؟. 



ردت يارا: 
لاء واخده أجازه، هفضل مع طنط شُكران. 



تهكمت بداخلها بسخريه وغادرت.  



بينما ربتت شُكران على كتف يارا،وجلست معها هى وسهيله يتسامرن سويًا بموده الى أن صدح رنين هاتف سهيله،نظرت له وتبسمت ثم نظرت لهن قائله:
ده طاهر أخويا،هطلع الجنينه أكلمه آخر مره كلمته من يومين قالى خلاص هيحدد ميعاد نزوله مصر.



تبسمت لها شُكران قائله:
يرجع بالسلامه،سلميلى عليه.



تبسمت سهيله ونظرت نحو آصف كان نائمً بمفعول العلاج،خرجت وتركت يارا مع شُكران التى لاحظت ملامحها التى تبدلت للسأم حين ذكرت سهيله إسم طاهر،شعرت بآسف على قلب تلك الرقيقه التى لم يلوثها لا غرور أسعد ولا رياء شهيره.  
رمقها بنظرة إحتداد مُعقبًا:
أمور تافهه،إهتمامك ببناتك أمور تافهه،ويا ترا بقى أيه هى الأمور المهمه فى حياتك،الموبايل ولا عروض الازياء بتاعتك،أنا منستش إنى حذرتك إنك تعرضي أزياء مره تانيه.



نهضت شهيره بتأفف دون رد،لكن قبل أن تخرج من الغرفه  نهض أسعد وجذبها من عضدها وبغضب قال لها بتحذير
شهيره بلاش طريقتك دى معايا، أنا فى لحظه اقدر أرجعك للصفر تاني زى قبل ما أتجوزتك،إنكان رامز بيقوى قلبك ده مدمن وآخره مصحه نفسيه يتعالج فيها،مش عاوز أحطك زي المرحومه أمك فى آخر أيامها لما دخلت مصحه نفسيه. 



نفضت يده عن معصمها بغضب،بنفس اللحظه سقط منها سلسلة المفاتيح الخاصه بها،لم تهتم بها وقالت بحِده:
واضح إنت اللى أعصابك تعبانه الفتره من يوم زفاف آيسر،يظهر شُكران حليت فى عينيك، ولا يمكن قلبك وجعك على إصابة آصف، أنا مليت من نظام التهديد بتاعك يا أسعد وكنت إتحملت قبل كده دلوقتي مبقتش قادره أضغط على نفسي، وإعمل اللى إنت عاوزه مستحيل أرجع للصفر مره تانيه،وإفتكر كويس لما قبلت زمان أتجوزك كنت نجمه الكُل يحلم بالنظر ليها وأنا لسه نفس النجمة يا أسعد،أنا بقول تسافرلك كم يوم مكان هادي تريح أعصابك فيه.



ترك أسعد معصم شهيره التى لم تنتظر وغادرت تزفر نفسها بضيق وغضب جم فاض بها،كذالك أسعد يتملكه الغضب،ربما من ألافضل لهما أنها غادرت،زفر أسعد نفسه يجذب خُصلات شعرهُ الذى غزاها اللون الرمادي،لكن لفت نظره تلك السلسله المُلقاه على الأرض،ذهب نحو مكانها وإنحني يلتقطها،نظر الى تلك القطعه الماسيه السوداء،طن برأسه ذكري ما قالته له هويدا قبل أيام"دلايه سوداء ماسيه"
وضع الدلايه بجيبه وغادر هو الآخر،غير مُنتبهًا الى يارا التى تسيل دموع عينيها حسرةً على والديها اللذان يسيران نحو مُنعطف هدام.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
المشفى
وقف آصف يزفر نفسه بتأفُف متآلمً،كبتت سهيله بسمتها وبدأت بتضميد مكان تلك الجروح... الى أن لاحظت يد آصف الذى أخفضها جوارهُ،غير مُبالي  
وضعت لاصق طبي فوق أحد الجروح قائله: 
آصف  لو سمحت إرفع إيدك اليمين لفوق، أنا خلاص قربت أنتهى من تضميد أماكن الجروح. 



زفر آصف نفسهُ بآلم مصحوب بضجر، زادت بسمة سهيله من تلك الزفره، بينما آصف رمق تلك البسمه على شفاها، تجرأ وتعمد وضع يدهُ الأخرى فوق خصرها، شعرت سهيله بيدهُ على خصرها لم تعُد تشعُر برهبه من إقتربه منها بتلقائيه رفعت وجهها تنظر إليه
تلاقت عينياهم فى حديث صامت فقط سادت لغة العيون 
نظرة عين آصف مازالت تلمع ببريق عشق وشغف مازال مُتغلغلًا بقلبه
بينما لمعت عين سهيله بنظرة أمل 
إنشرح قلب آصف وترك النظر لعينيها سلط نظرهُ على شِفاها للحظات ثم عاود لقاء عينيها مره أخري،بقلبه شعر بشوق لـ قُبلة، قلبهُ سقيم وشفاها الدواء، أحنى رأسه حين أغمضت سُهيله عينيها تشعر بأنفاسه قريبه من صفحة وجهها تنتظر تلك القُبلة




        
          
                
لكن قبل أن يُقبلها فجأة فُتح باب الغرفه... عادت رأس سهيله بتلقائيه للخلف تنظر ناحية باب الغرفة، شعرت بخجل، بينما زفر آصف نفسه بضيق ونظر خلفه،للحظه شعر بإزداد غضبً حين رأى تلك السخيفه عاد ينظر لـ سهيله، بينما تلك شعرت بضيق وغضب مصحوبان بكُره لـ سهيله، يقارن عقلها بين رفضهُ لها سابقًا،  تراه قريب من تلك التى لا تقارن بها  لهذا الحد الحميمي،، لكن حاولت كبت ذلك برياء قائله بتعمُد لإثارة غضب سهيله: 
آسفه كنت مسافره رحلة إستجمام خارج مصر وكنت قافله موبايلى عشان أرتاح من الإزعاج، ومعرفتش غير إمبارح بالليل قطعت الرحله ورجعت مصر على أول طياره. 



تنهد آصف هامسًا بكلل وتمني: 
وياريتك ما رجعتِ. 



بعد أن كانت شعرت سهيله بغضب من حديث تلك السمجه الوقحه، تبسمت حين سمعت همسه بضجر ونظرت لعينه وإبتسمت قائله: 
خلصت هجيبلك القميص تلبسه. 



أومأ لها ببسمه.... بينما شعرت تلك السخيفه بغضب وغِيره رغم أنها لم تسمع همس آصف لكن هو مازال يُعطيها ظهره حتى حين إبتعدت سهيله عنه رافقتها عيناه الى أن عادت وضعت القميص على جسده من الخلف وساعدته فى إرتداؤه 
شعر آصف برعشة يدها فوق تلك الأزرار ليست رهبه لكن توتر وخجل بوجود تلك المتطفلة... 
إنتهت سهيله  وقامت وضع يدهُ بذاك المشد الطبي،تبسم آصف لها،سُرعان تحولا البسمعه الى ضجر حين إستدار بوجهه ونظر الى تلك السخيفه المُتطفله قائلًا بدبلوماسيه مُبطنه بعدم ترحيب: 
أهلًا يا مدام "مي" مكنش له لازمه تقطعي رحلة إستجمامك. 



شعرت مي بغضب من طريقة حديثه الجافه، لكن تقبلت ذلك قائله  بتعمُد وهى تنظر نحو سهيله: 
إزاي بقى إنت عارف إنك غالي أوي عندي.



ساعدت سهيله آصف الى أن تمدد على الفراش،تعمد آصف أن يتكئ بجسده على سهيله  التى جذبت جهاز التحكم الاليكترونى للفراش وعدلته من أجل راحة  آصف، كما أنه شبه حضنها وتعمد أن يتكئ بجسدهُ  عليها وهو يتمدد على الفراش،كذالك وسهيله تقوم بتعديل الوسائد أسفل ظهره  ... رفعت وجهها تبتسم له برحابه،
بينما إزدادت غِيرة تلك المُتطفله تنفست بغيظ، ونظرت الى سهيله التى إستقامت واقفه للحظات لا تشعر نحوها بأي شعور ربما إستهزاء وهى تراها تُظهر أنها ليست سوا إمرأه رخيصه تفرض نفسها على رجُلًا  لا يراها،ربما ما مر بينها وبين آصف لم يكُن سهلًا، لكن لديها ثقه فيه أنه لا يرا إمرأه غيرها وهذا ما برهن عليه لسنوات كانت بعيدة عنه وأمامه النساء أمثال تلك المُتطفله الوقحه يفرضن أنفسهن عليه، ولم ينجذب لإحداهن.



بينما مي تغاضت عن نبرة آصف وسألت:
لما كلمت كريم قالى إنه إتصل عليك مردتش عليه، قولت له يكلم شريكك فى المكتب ولما سأله عنك قال إنك فى المستشفى، مستحملتش وقطعت رحلتِ. 



بنبرة إستهزاء وصد مباشر: 
مكنش له لازمه فعلًا تقطعي رحلتك، اعتقد العلاقه بينا مش أكتر من شُغل وإبراهيم مكاني سهل يخلص لك أى مشكله، كمان انا من قبل الحادثه كنت حولت أى شغل خاص بحضرتك لـ إبراهيم هو بيفهم فى النوعيات دى أكتر مني.




        
          
                
أنهي قوله وهو ينظر لـ سهيله طالبً:
سهيله ممكن تعدلى السرير  والمخده حاسس إنى محتاج  أنام،واضح إن مفعول المُسكن اللى أخدته بدأ يشتغل. 



تبسمت له سهيله رغم إندهاشها عن أى مُسكن يتحدث فهو بدأ بالتحسُن وتم تخفيف المُسكنات... لكن جذبت  جهاز التحكم في الفراش وبستطته ثم  إنحنت عليه تُعدل الوسائد خلف رأسه الى أن تستطح على الفراش وأغمض عينيه... بينما مي نضخت النيران من عينيها، وشعرت بالحقد حاولت حفظ ماء وجهها قائله: 
زيارة المريض بتبقى خفيفه، أنا إطمنت عليك هستأذن أنا وهبقى أتصل أطمن عليك. 



رد آصف وهو مازال يُغمض عينيه: 
للآسف موبايلي إتكسر ولسه مجبتش موبايل جديد. 



إبتلعت مي حلقها وشعرت بالدونيه قائله: 
تمام، مره ثانيه حمدالله على سلامتك عن إذنكم. 



غادرت مي لكن قبلها رمقت سهيله بنظرة إستقلال وحقد يملأ قلبها... بينما بمجرد سماعه لصوت عصف مي الباب خلفها فتح  آصف وتنهد بقوه كآنه أزاح ثُقلًا عن قلبه، لا حظته  سهيله وتبسمت  قائله  بإيحاء: 
بتتنهد كده ليه، مكنتش عاوزها تمشي، الست كتر خيرها قطعت رحلة إستجمامها مخصوص عشان تطمن عليك... المفروض  تشكُرها على إهتمامها بأمرك واضح  إنك غالي عندها. 



نظر آصف لـ سهيله  قائلًا بمراوغه: 
سهيله  إعدلى لى السرير  والمخده مش عاوز أنام. 



فهمت سهيله أن آصف يراوغ لا يود بقاء تلك المُتطفله ولا حتى الحديث عنها  تسألت بمكر: 
ومفعول المُسكن؟. 



-مُسكن أيه. 



ضحكت سهيله  على رد آصف قائله بصبر: 
تمام. 



عدلت الفراش مره أخري بجهاز التحكم ثم إنحنت حتى تُعدل الوسائد، لكن جذبها آصف بيدهُ السليمه إختل توازنها من المفاجأه وسقطت على صدره، تآوه بآلم طفيف، لكن شعر بخفقان قلب سهيله لوهله غص قلبه أن يكون ذاك الخفقان هو رهاب منه، لكن سرعان ما رفعت جسدها حتى لا يتآلم كذالك وجهها ونظرت لوجهه، رسمت بسمه وكادت تنهض بعيدًا عنه لكن رفع آصف يده وضعها على عُنقها وقرب رأسها من وجهها وكاد يُقبلها وسهيله تشعر كآنها بمتاهة عقل لم تبتعد عنه كآنها تنتظر تلك القُبله، لكن قبل أن تتلامس شفاهم فُتح باب الغرفة، برد فعل تلقائى فاقت سهيله من تلك الغفله ونخى  آصف يده عن عنقها، إستقامت سهيله واقفه ونظرت نحو باب الغرفه شعرت بخجل حين دلف آيسر، لكن هو الآخر شعر بخجل ليته طرق على باب الغرفه مُنبهًا، لكن زفر آصف نفسه بغضب ونظر الى آيسر قائلًا: 
مخبطش عالباب ليه قبل ما تدخل. 



نظر  آيسر الى سهيله وتجاهل سؤال آصف  قائلًا: 
صباح  الخير  يا سهيله. 



تبسمت له سهيله قائله: 
صباح النور.... أول مره تجي للمستشفى قبل طنط شُكران. 



تبسم آيسر قائلًا بـ إيحاء: 
هى ماما لسه موصلتش، تلاقيها إتأخرت فى السكه من زحمة الطريق.




        
          
                
تبسمت سهيله قائله:
طنط بتتعب نفسها فعلًا كل يوم لازم تجي لهنا ،أنا بفكر اتكلم مع الدكتور ويكتب لـ آصف
خروج من المستشفى حالته إتحسنت كتير وبقية العلاج يقدر يكمله فى الشقه جنب طنط شُكران.



وافقها آيسر قائلًا:
وده رأيي أنا كمان.



نظر له آصف بضيق...بنفس الوقت صدح رنين هاتف سهيله،ذهبت نحو إحدي الطاولات بالغرفه وجذبت هاتفها تبسمت قائله:
إتصال كل يوم"تيتا آسميه"هطلع أكلمها فى  الجنينه الشبكه أفضل.



أومأ لها آيسر،وإنتظر الى أن غادرت الغرفه وأغلقت الباب خلفها ثم نظر  الى آصف قائلًا:
إنت مزهقتش من تكتيفة المستشفى.



رد عليه بغيظ:
لاء.



تبسم آيسر قائلًا:
طبعًا إزاي تزهق وسهيله جانبك معظم  الوقت،إنت وهى فى الاوضه وتالتكم الشيطان.



تهكم  آصف عليه قائلًا:
قصدك تالتنا الإزعاج. 



ضحك آيسر، وأخرج هاتف من جيبهُ قائلًا: 
الموبايل أهو شحتنه لك. 



قبل أن يمد آصف يده ويأخذ الهاتف سمعا صوت طرق على باب الغرفه، ثم فُتح الباب وطلت شُكران  مُبتسمه تنظر نحو آصف  الذى يتحسن يومً بعد آخر، ثم نظرت الى آيسر الذى أعاد الهاتف بجيبه ثم تبسم  وهو يقترب منها وأخذ تلك الحقيبه الصغيره قائلًا: 
بتتعبِِ نفسك ياماما. 



وافقهُ آصف قائلًا: 
كان كفايه تبعتِ الشنطه مع السواق.



كذالك عاود آيسر الحديث وهو يمسك يد شُكران الى أن جلست على أحد المقاعد:
والله إحنا خايفين على صحتك ياماما،من المشوار لهنا كل يوم، ودى مستشفى وانتِ مناعتك ضعيفه ممكن تلقطِ أى عدوى بسهوله، آصف الحمد لله الدكتور قال حالته بقت كويسه جدًا.



تبسمت شُكران وشعرت بإنشراح من محبتهم لها  قائله:
لاء أنا الحمد لله بخير،حتى شوفت سهيله وانا جايه  كانت واقفه فى الممر مع الدكتور اللى بيتابع حالة آصف. 



شعر آصف بغِيره وظل ينظر نحو باب الغرفه بترقُب الى أن دلفت سهيله تبتسم، ورحبت بـ شكران وجلست جوارها غير منتبهه الى غضب آصف، الى أن تآفف، تبسم كل من آيسر وشكران، نظرت له سهيله  قائله: 
مالك يا آصف إنت موجوع. 



رد بتآفف: 
لاء. 



تبسمت سهيله قائله: 
أنا طلبت من الدكتور يكتب لك خروج، وهو وافق بعد ما شاف تحسُن حالتك فى فترة قصيره... ومبقتش محتاج تبقى هنا، بكره هنعمل آشعه كامله على جسمك، وبعدها نخرج من المستشفى.



زفر آصف نفسه مازال يشعر بالغِيره، يعلم أن سهيله تتحدث مع الطبيب كطبيبه لكن لا ينكر شعوره بالغِيره إذا تحدثت معه او حتى مع غيرهُ. 
ـــــــــــــــــــــــــــ
بـ آتلييه شهيره
زفرت نفسها بغضب حين جلس رامز امامها وبدأت بتوبيخه: 
مش هتبطل العاده اللى زى الزفت دى، خاف على سُمعة الآتلييه انا تعبت على ما بقى له إسم وكيان كبير، بلاش افعالك القذره وتحرشك بالعارضات ده وعلاقاتك معاهم، المفروض  تتجوز هتفضل عازب لحد إمتي. 




        
          
                
نظر لوجهها إستشف منه الغضب قائلًا: 
ما انا أتجوزت قبل كده مره وطلقتها كانت غبيه وطماعه يلا أهى خدت جزاء طمعها فى مبلغ المؤخر الكبير وقتها ربنا إنتقم منها وسواق عربيه طايش صدمها وبقت بتمشى على عكاز زى المشاليل... انا كده حُر، وليه حاسس إن مش الموضوع ده اللى معصبك، عصبيتك لها دخل بـ أسعد، أيه إتخانقتوا تانى. 



زفرت نفسها بغضب جم: 
حياتنا  أصلًا مبقاش فيها غير الخناق، زى ما يكون بُعد شُكران عنه بيجننه أكتر مع الوقت. 



تهكم رامز قائلًا: 
زاغت فى عينه دلوقتي، ولا هو الممنوع مرغوب، والبعيد عن العين قريب للقلب. 



ردت شهيره: 
كُل ده بسبب آصف، اللى مش عارفه ليه متقصفش عمرهُ وإرتاحنا منه، شكل إصابته كانت خطيرة، ومراته كمان قاعده جنبه فى المستشفى تمرضه، أمال كانت أتطلقت منه ليه بعد كام يوم،ولا نسيت إنه وصلها للموت.



تهكم رامز قائلًا:
الحب...الحب بينسي الهِبل  والأغبياء وبيسامحوا اللى أذوهم،إنتِ عارفه إن أنا وآصف مش بنرتاح لبعض أساسًا،بس طبعًا عملت الواجب،بعت بوكيه ورد ومعاه رساله صغيره بتمني فيها له الشفاء العاجل.



سخرت شهيره بغضب:
إن شاله ما يطلع من المستشفى.



آمن رامز على دُعائها:
إن شاءلله،وليه تعصبِِ نفسك،إنتِ خلاص الآتلييه له إسم وكيان فى مجال عروض الأزباء أشهر المُصممين فى مصر والوطن العربى بيتمنوا إننا ننظم لهم ديڤليهات لعروضهم كمان ليكِ حساب فى البنك فيه مبلغ خيالي،غير طبعًا نصيبك فى الماس.



نظرت نحو باب الغرفه ثم نظرت له قائله بهمس وتحذير:
بس  وطي صوتك حاذر حد يسمعنا،انا مش هكرر عملية الماس دي تانى كفايه كده،انا كنت مرعوبه لا فى المطار يشكوا أن بين الخامات اللى كنا مستوردينها عشان عروض الازياء متهرب ماس،وعدت الحمد لله مش هكررها تاني،وإنت كمان ممنوع،وإقطع علاقتك مع الناس دول،إحنا مش محتاجين.



إضجع بظهره على المقعد ثم وضع ساق فوق أخري  بلا مُبالاة قائلًا:
لاء محتاجين عشان تقدري تستغني عن أسعد اللى حياتك معاه بقت لا تُطاق،بس طالما إنتِ مش حابه تكرري العمليه مره تانيه تمام هقولهم بعد كده إنك بره.



نظرت له قائله:
عالعموم إنت حُر اللى يهمني نفسى،خلاص مش هعيش فى تعب الاعصاب ده تاني،وكمان هنفصل عن أسعد فى أقرب وقت هحاول يكون إنفصالنا بالتراضي وأقل الخساير. 
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ 
مساءً، بـ ملهي ليلي 
وضع ذاك الكآس الذى كان بيدهُ فوق الطاوله ثم نظر الى تلك التى جلست جوارهُ ملامحها واضح عليها الوجوم والعصبيه، تأكد من ذلك حين سحبت ذاك الكآس وتجرعت محتواه على دفعه واحده،ضحك ساخرًا يقول:
يظهر رحلة الإستجمام مجابتش فايده،أعصابك لسه تعبانه،ولا يمكن....




        
          
                
توقف للحظه ثم زاد بسخريته:
يمكن قلبك هو اللى تاعبك.



نظرت له بغيظ مصحوب بغضب:
ليه كنت عاوز تموت آصف؟.



ضحك بسخريه قائلًا:
أنا...
أنا ماليش فى القتل يا عزيزتي أنا كائن مُسالم آخري أبعت له موزه ناعمه بس للآسف فشلت وبدل ما تغويه يوقع فى شِباكها هى اللى إتعلقت فى شِباك الهوا الدايبه،آصف شكله مش شايف غير مراته،أول مره أغلط مع شخص ويخيب توقعاتي مفيش راجل قبل كده قدر يوقف قدام "مي المنصوري"وكاريزمتها الخاصه،بس يظهر الحب له سطوة.



-ليه عاوز تقتل آصف؟.
كان سؤالها مره أخري بغضب وإستخبار.



نظر الى عينيها قائلًا:
ومين قالك إني عاوز أقتل آصف مش يمكن ليا هدف تاني... مراتهُ مثلًا... واضح إنها مُغرمه بيه، تارِ مع مراتهُ وهى اللى أنا عاوز أحرق قلبها على الحبيب الغالي" آصف شُعيب" 
بس انا خلاص قررت أبدل إنتقامي وبدل ما أحرق قلبها هحرقهم الاتنين. 



قال هذا وإنعكست لمعت عينيه بذاك الكآس الذى بيده وتذكر ان بسبب تلك الحقيره تخلى عنه سامر خوفً أن تُخبر سهيله آصف أنه "شاذ"...وبسبب الإثنين نفر"سامر"وقرر الإبتعاد عن تلك الممارسات الآثمه...فقد أكثر شخص أحبهُ بالحياه"سامر"
قتل وليفهُ بعد أن رفضه أكثر من مره وحاول العوده الى الطريق الطبيعي لخلق الله "ذكر وأنثي"...وأن عليه التوبه من ذاك الإثم الجسيم. 
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ 
باليوم التالى 
مساءً
تنهد آيسر بإرتياح بعد أن سمع من ذاك الطبيب عن تحسُن حالة آصف وإستغناؤه عن البقاء بالمشفى مع إهتمام خاص لفتره حتى يستعيد جسده عافيته... 
تبسم آصف وهو ينظر الى آصف الذي يقف أمامه يقوم بغلق أزرار قميصه، آصف الذى عيناه تُرافق سهيله التى تضب تلك الادويه وبعض المُتعلقات الاخري، الى أن إنتهت إقتربت منهما قائله: 
أنا خلصت. 



تبسم لها آيسر قائلًا: 
وأنا كمان خلصت قفل زراير قميص  آصف، يادوب أساعده يلبس الجاكيت، بس قبل ما نخرج من الاوضه لو مش هتقدر تمشى قولى أجيب لك كرسى متحرك. 



نظر له آصف بسخط قائلًا: 
شايفني مشلول، لاء إطمن لسه قوى زى ما أنا. 



ضحك آيسر قائلًا: 
مفتري يعني، على رأي المثل" لكل جواد كبوة"
يمكن تتهد شويه وتقلع عن حرق السجاير والسيجار الكوبي ده.



تبسمت سهيله قائله:
لو واحد غيره سهل يقلع عنها،بقاله كم يوم أهو عايش من غيرها،عشان يعرف إن مش صعب الإقلاع عنها هو بس مجرد تعود،لو عنده إرادة يقدر يستمر ويقلع عن التدخين  بسهوله، وإنه مش أكتر من "كِيف" لحظات بيضر بيه نفسه وغيره كمان. 



تبسم  لها آيسر  واومأ موافقًا، بينما نظر آصف لـ آيسر بغيظ ضحكت سهيله قائله: 
تمام كده خلونا نرجع للشقه، طنط شُكران  ممكن لو إتأخرنا نلاقيها جايه المستشفى. 




        
          
                
وافق آيسر قائلًا: 
تمام، يلا يا آصف إسند عليا، بس على خفيف مش ترمي تُقل جسمك عليا، لاحظ إنى عريس حديد ومحتاج قوتى قدام مراتى هتقول صحته راحت من أولها. 



زغر آصف لـ آيسر بينما شعرت سهيله بالخجل وأخفضت وجهها، تبسم آيسر. 



بعد قليل، بشقة آصف
تبسمت شُكران  بإنشراح  قلب وهى تستقبل عودة آصف الى الشقه مره أخري حقًا مازال هنالك آثار واضحة عليه مع الوقت ستزول، تدمعت عينيها، تبسم  آيسر مازحً: 
طب والدموع اللى فى عينيكِ يا ماما دى ليه بقى أكيد حاسه بيا وهو ساند بتُقل جسمه عليا... هحتاج ظبط زوايا بعد كده. 



تبسمت شُكران  قائله: 
كل حاجه  بتقلبها هزار دى دموع فرح إن ربنا رجع آصف لبيته من تانى، ربنا يكمل شفاه ويقوم يرمح من تاني. 



تبسم  آصف، بينما عاودت شُكران  القول: 
بلاش الوقفه دى خُد آصف  لـ أوضته يرتاح.



سند آيسر آصف الى غرفته ثم دخل من خلفه شُكران وسهيله ومعهن يارا كذالك روميساء التى تشعر بمشاعر تتوغل لقلبها مثل طوفان يهدر بقلبها عشقًا لذاك الأحمق المازح بأصعب الأمور.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ليلًا 
بشقة آيسر  
تبسم  وهو جالس فوق الفراش بعد ان رمق روميساء تخرج من باب الحمام تتوجه نحو الفراش نزعت عنها ذاك المئزر وضعته على جنب ثم صعدت الى الفراش، جذبها  آيسر الى حضنه وقبل جانب عُنقها، ثم تنهد يتنفس بعُمق. 



لاحظت روميساء  ذلك وسألته:
كل دى تنهيده. 



تنهد مره أخري  قائلًا: 
أخيرًا آصف خرج من المستشفى أنا لما شوفت منظره فى بيت البحيره، كان جوايا رُعب، أول مره أحس بالخوف فى قلبي،كنت خايف أتأخر وينفد الوقت، خوفت أفقده هو كمان، بس آصف مش زى "سامر" بالنسبه ليا، صحيح الإتنين أخواتي وكان  نفسي يعيش سامر ونبقى تلاته زي ما كنا وإحنا صغيرين، آصف بالنسبه لى هو ضهري  اللى بتسند عليه من صُغري، لما بابا دخلني المدرسه العسكريه كنت مُشاغب بس لسان عالفاضي، كان سهل اللى قدامي يتغلب عليا بسهوله، كذا مره وقعت فى مشكله وآصف كان هو اللى يسندني ويداري عليا قدام بابا، حتى لما محبتتش اكمل فى دراسة الطيران  الحربي هو اللى سندنى وقواني قدام بابا، وإن لازم أعمل الشئ اللى مقتنع بيه، أنا وآصف عشنا قريبين جدًا من بعض حتى بعد آصف ما ساب المدرسه العسكريه ودخل كلية الحقوق، كانوا زمايلى بيخافوا منه، كنت بشاغب على حِسه وأنا مطمن، آصف كان أخونا الكبير حتى سامر نفسه كان بيحبه ويحترمه أكتر من بابا، آصف كمان كنا بنعتمد عليه دايمًا ونتحامى فيه قدام بابا، أنا عذرت قلب آصف لما شاف سامر قدامه عقله شت منه بقى زي المجنون، وبُعد سهيله  عنه هو اللى رجع له عقلهُ، صعب تشوف أقرب شخص ليك قدامك بينازع  ما بالك ده شاف سامر مقتول، وكان المتهم الأول  أقرب إنسانه لقلبه، لعبة القدر دخلتهم الإتنين فى دايره مُغلقه وإتحكمت بقسوة. 



لأول مره تنظر روميساء الى آيسر  وتراه بتلك المشاعر وهو يفيض لها ببعض الذكريات منها ما هو سعيد ويظهر انه كان مشاغبً دائمًا ومنها ماهو حزين يُظهر آلم مازال ساكن بقلبه
دمعة وبسمة  ... وذكري قاسيه مروا بها جميعًا بدلت مسار حياتهم بعد فُقدان "سامر" 
حقًا إحتفظ بسر قتله لكن يآن قلبه عليه حسرتً... 



شعرت روميساء أن ليس خلف ذلك المازح شخصًا هوائيًا فقط يمزح طوال الوقت،هو مثلها عاش جزء من قسوة الحياة،رفعت كفيها تحتضن بهما وجه آيسر قائله:
القدر غريب متل ما بتقول طنط شُكران،أنا قررت أنقل من ألمانيا وعيش هون بدفا مصر أو بالأصح دفا قلب طنط شُكران، وكمان قدمت عـ طلب نقل لفرع الشركه هون بمصر،حتى بابا عجبته الحياه هون بمصر وأصبح يميل للخروج طول الوقت عكس ما كنا بألمانيا كان يضل معظم وقته بالسكن ولما سألته شو اللى إتغير،قالى "صُحبة الناس" هون فى أُلفه أكتر  .



لمعت عيني آيسر وإنشرح قلبه قائلًا:
أنا كنت بفكر بما إن الحمد لله ربنا خد بيد آصف وحالته إتحسنت، إحنا كمان بقى نشوف حالنا كعرسان ونتهني، أنا قررت نسافر كام يوم نقضي شهر عسل. 



تبسمت روميساء وتدللت سأله: 
المفروض إنه شهر عسل مو كام يوم، بس مو مهم المده، المُهم المكان وين بنروح. 



تبسم آيسر وفكر للحظات قائلًا: 
أيه رأيك نروح سويسرا، لاء النمسا... 
ثم إستقر على "ڤينا" ٠



تسألت روميساء: 
وليش ڤينا بالذات. 



تبسم وغمز آيسر بمكر قائلًا: 
مش أسمهان بتقول"ڤينا روضة  من هوا الجنه"
وإنا يا جميلتِ دخلت معاكِ أجمل جنه. 



انهي قوله وهو يجذبها عليه ويتسطح على الفراش مُتنعمً بعشق الجميلة التى لمسه منها تهز كيانه. 
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ 
بـ شقة آصف  
تمددت سهيله  على الفراش وأغمضت عينيها لكن رغم إجهادها طوال الليالى الماضيه بالمشفى جوار آصف لم تكُن تشعر بذاك السُهاد والإرهاق وعدم شعور النوم كآنه جفاها عمدًا، لا تعلم سبب، أخبرها قلبها: 
أكيد السبب هو نومك الايام اللى فاتت فى أوضة المستشفى مع آصف، حاسه إن السرير هنا غريب عليكِ. 



سُرعان ما تهكم  عقلها قائلًا: 
وهى دى أول مره تبقى بعيد عن مكان وتتنقلي وكنتِ بتنامي عادي، إعترفي إن السبب هو إنك فى أوضه  وآصف فى أوضه تانيه. 



وافق قلبها على ذاك الجواب، لكن عادت الحِيره تضرب عقلها بين مشاعر مُتخبطه، أخرحها من تلك الحيره شعورها بإنخفاض مرتبة الفراش كأن أحدًا جلس عليه فتحت عينيها ونظرت سُرعان ما شعرت بهلع... وإستقامت جالسه على الفراش تقول بسؤال: 
آصف! 
إنت حاسس بأى وجع. 



أشار آصف الى قلبه وأومأ لها قائلًا برجاء: 
أيوه حاسس بوجع هنا، خليكِ قريبه مني يا سهيله. 



لم يُمهلها وقتً للرد، جذبها  يحتضنها وقبل جانب عُنقها قائلًا: 
خليني أنام هنا جنبك عالسرير... مش عاوز غير إنى أحس إنك هتفضلي قريبه مني. 
«يتبع»   
تبسم آصف وترك لها جسده حتى سألته: 
كده حاسس براحه ولا أحطلك مخده كمان ترفع ظهرك شويه. 



أومأ لها بموافقه، نهضت من فوق الفراش،وسارت نحو باب الغرفه تسأل آصف بإستغراب: 
رايحه فين!. 



ردت ببساطه: 
هجيب مخدات من الأوضه التانيه وأرجع.



تنهد آصف ببسمه وهو ينتظر لحظات حتى عادت سهيله تحمل أكثر من وساده  تبسم لها وهى تقترب من الفراش قائله:
جبت مخدات عشان احطهم ورا ضهرك  هتحس براحه أكثر. 



تبسم وهو يرفع جسده قليلًا عن الفراش عدلت سهيله الوسائد  خلف ظهره،إتكئ عليها تبسمت له قائله:
كده هترتاح أكتر.



اومأ موافقًا يقول:
فعلًا كده إرتاحت،بس هرتاح أكتر لما تنامي جنبي هنا السرير واسع وياخدنا إحنا الإتنين مش زى سرير المستشفى.



إزدردت سهيله ريقيها بحياء وكادت تعترض لكن نظرة عين آصف جعلتها تستسلم قائله:
تمام.



ذهبت نحو الناحيه الأخرى للفراش وتسطحت عليه تشعر بإرتباك من نظرات آصف نحوها وتبسمهُ،بادلته البسمه لكن جذب آصف يدها وقام بتقبيلها، شعر برعشة يدها غص قلبه بتلقائيه ضغط عليه ، لكن سهيله شعرت برجفه فى جسدها ليس رُهابً بل من المفاجأة وحين ضغط على يدها سحبتها من  يده وأغمضت عينيها علها تهرب من هذا الإرتباك. 



نظر لها آصف مُبتسمً يقول: 
تصبحِ على خير  يا سهيله. 



ردت وهى مازالت تُغمض عينيها هربً من ذلك   الشعور الغريب عليها ليس أول مره تنام جوار آصف، المره السابقه كان بلا وعي لم يشعر بها،لكن بعد دقائق قليله بلا وعي منها غفت... بينما تبسم آصف على إنزواء سهيله بطرف الفراش،بعيد عنه قليلًا أغمض عينيه سُرعان ما غفى هو الآخر....
لم ينتبها الى شُكران التى شعرت بالقلق على آصف وذهبت الى غرفته كى تطمئن عليه لكن لم تجده بالغرفه إستغربت ذلك وبتلقائيه ذهبت نحو غرفة سهيله كان باب الغرفه كالعاده مواربً نظرت الى داخل الغرفه تبسمت فى البدايه حين رأت إهتمام سهيله بـ آصف لكن غص قلبها حين شعرت أن آصف مازال يحاول نيل عشق سهيله الواضح،لكن هى الأخرى مازالت تائهه بمشاعر تخشى من أن تنساق نحوها ولديها الحق ما حدث بالماضي كان قاسيًا عليهما الإثنان سقطا بفخ سوء القدر.



إنتهت الليله مع إشراقة جديده،فتح آصف عينيه حين شعر ببوادر آلم طفيف نظر نحو سهيله التى مازالت نائمه تنزوى بطرف الفراش،كان أفضل صباح أو أمنية تحققت أن يفتح عينيه صباحً وأول شئ يقع عليه بصرهُ هو وجه سهيله، وتكون قريبه منه للغايه هكذا أمنية أخيرًا نالها...ظل ينظر لوجهها للحظات قبل أن يمد يدهُ ويُنحي تلك الخُصله عن جبينها،تلامست أنامله مع جبينها شعرت بها سهيله فتحت عينيها لوهله تبسمت ثم عاودت النوم مره أخري،الى أن سمعت آصف يقول:
صباح الخير.




        
          
                
عاودت سهيله فتح عينيه مُبتسمه وتمطئت بيديها تقول:
صباح النور.



بالخطأ يدها إقتربت من صدر آصف،رغم أنها فقط لامست صدره لكن إدعى التآوه بألم عمدًا.



نهضت سهيله بآسف قائله:
آسفه مكنش قصدي.  



رغم شعور آصف بألم، لكن هنالك شعور آخر مُنشرح فى قلبهُ، إزداد حين إقتربت سهيله منه قائله: 
لو حاسس بألم قوى أديك حقنة مُسكن.



أومأ برأسه قائلًا:
لاء بالعكس حاسس بألم بسيط جدًا. 



تبسمت سهيله براحه وقالت: 
تمام زمان خالتِ صفوانه نايمه، هقوم أحضرلك فطور وتاخد بعده العلاج هيختفي الألم البسيط. 



قبل أن تُعطى سهيله له ظهرها جذبها من كتفها وقربها منه وبلا إنتظار رفع جسده قليلًا عن الفراش  وقبلها رغم مفاجأتها لكن  لم تُمانع قُبلتهُ أو تصدهُ، استقبلت القُبله فقط عقلها يتنحى وقلبها يشعُر بخفقان مُتشتت، 
ترك شفاها لكن مازال وجهها قريب منه نظرت الى عينيه ترا بهما صفاءً قديمً كانت تهيم به وقتها الآن... 
الآن ماذا... العقل عاود يتحكم للحظات يوبخ غفلة قلبها بعد تلك القُبله
- هل نسيتِ ذبح الماضى... أفيقي من تلك السكره. 



لكن آصف لم يمهل لعقلها فرصه وجذبها مره أخري مُقبلًا بظمأ عاشق... ترك شفاها مُرغمً حين سمعا صوت شُكران  وصفوانه،كاد يُخبرها أنه كان واعيًا تلك الليله بمنزل البحيرة وأنه لن يغيب عن الوعى الا حين إبتعدت عنه،لكن صوت شكران وصفوانه وهن تتحدثان أصبح  قريبًا للغابيه من باب الغرفه... كذالك سهيله  فاقت من تلك الغفله .. عادت تشعُر بحياء وربما تذم نفسها على لحظة ضعف... إبتعدت وهبطت من فوق الفراش  تُحايد بصرها عنه، تبسم آصف وهو يشعر بسعادة  ... الى أن دخلن صفوانه وشُكران التى تبسمت قائله: 
صباح الخير...شكلك نمت كويس إمبارح.



تبسمت صفوانه بمكر واجابتها:
أكيد إرتاح هنا أكتر من المستشفى. 



نظرت شُكران نحو سهيله التى تشعر بخجل وغمزت لـ صفوانه فهمت صفوانه غمزها وسايرتها:
الواحد مش بيرتاح غير فى فرشته جنب حبايبه.



شعرت سهيله بالكسوف وتهربت قائله:
فى علاج آصف لازم ياخده عالريق،هروح أجيبه من الاوضه التانيه.



هربت سهيله من أمامهن بينما نظرت شُكران بحنان لـ آصف وتبسمت تشعر بسعاده بسبب ذاك الصفاء الواضح على وجهه. 
رغم أن تلك الليله لم تتكرر وعاد كل منهم الى النوم بغرفته بسبب زيارة آسميه التى جائت فى زيارة خاصه من أجل الإطمئنان عليه، وتعاملت معه بود لأول مره... لكن أعطت له أملًا
عاد من ذكرى تلك الليله حين سمع رنين هاتف سهيله... التى أخرجته من حقيبة يدها وتبسمت، وقامت بالرد فورًا سمعت مُزاح طاهر: 
أنا نزلت من الطياره أهو لو مكنتيش فى المطار تستقبليني هزعل منك. 



تبسمت  قائله: 
لاء انا أساسًا وصلت قدام المطار وكنت هتصل على بابا أكيد هو وصل قبلي، على ما تخلص إجراءات الخروج هتلاقينى انا وبابا ومعانا رحيم وحسام إبن هويدا... بابا قالي إنه شِبط فيه وجابه معاه غصب. 




        
          
                
تبسم  طاهر قائلًا: 
كويس والله، أهو حسام ده الحسنه الوحيده اللى عملتها هويدا فى حياتها، يلا أشوف بعد دقايق. 



أغلقت سهيله الهاتف ونظرت الى آصف الجالس جوارها بالمقعد الخلفى للسياره، إستغربت وجوم وجهه، وسألته: 
آصف مالك... شكلك مضايق... كِتفك رجع يوجعك تاني. 



هز رأسه قائلًا: 
بيوجعني حاجه بسيطه. 



ردت ببساطه: 
هيفضل فترة يوجعك، والمفروض متجهدش جسمك بالرياضة زى قبل كده، كمان التدخين. 



ضحك آصف  قائلًا: 
التدخين أهو بحاول أتأقلم مع الإقلاع عنه، حتى الرياضة بقت تمارين بسيطه تكاد تكون معدومه. 



تبسمت له قائله: 
الرياضة مجرد فتره بس يلتئم كتفك وترجع تانى، لكن التدخين سبق وقولتلك ده إرادة منك. 



أومأ لها ببسمه، نظرت سهيله خارج السياره وتبسمت قائله: 
وصلنا المطار، هتصل على بابا عشان  نوصل لبعض بسهوله. 



بعد قليل، 
بصالة الوصول حملت سهيله حسام الذى ألقى بنفسه عليه كانت تُداعبه بمحبه وهو يُقبلها، لفت ذلك نظر آصف دخل الى قلبه شعورًا وأمنيه أن يحمل يومً طفلًا يجمع بينه وبين سهيله، ربما أمنية ليست بعيده، بعد هدوء الحياة  بينهم. 



بعد دقائق طل طاهر عليهم، تبسموا وأشار له حسام مرحً، إستقبل أيمن طاهر يحضنه بإشتياق أبوي، كذالك  سهيله الذى إحتضنها مُبتسمً وهى تحمل حسام الذى سُرعان ما ود الضيف القادم وذهب إليه، حمله طاهر بود ومحبه، كذالك صافح آصف دقائق وقفوها بصالة الوصول  قبل أن يغادروا، دون إنتباه الى تلك التى مازال قلبها مشغولًا بالحب الاول وأثره فى قلبها الذى لم يمنحي، دمعه سالت  من عينيها  تلوم قلبها ليتها ما علمت موعد وصول طاهر صدفه من سهيله، لا تعلم سببً لمجيئها اليوم، هل آتت كى تُكمل جلد قلبها برؤية طاهر تزيد من حِدية ذاك النصل الذى يهدر بقلبها.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
مساءً 
بمنزل أيمن. 
كانت الفرحه تعُم بمناسبتين
عودة طاهر وعيد ميلاد أصغر أبناؤه حقًا أصبح شابً يافعًا لكن يظل هو الصغير المُشاغب الذى يتأتى مُتأخرًا والجميع ينتظرهُ



قرع جرس المنزل، نهضت سهيله  قائله: 
أكيد ده رحيم، خليكِ ياماما وانا هفتح له الباب. 



ذهبت سهيله  وفتحت باب المنزل وقفت تبتسم قائله: 
قولت هتقابلنا فى المطار بس
حضرة الظابط دايمًا متأخر. 



ضحك قائلًا: 
حضرة الظابط على آخر لحظه كان هيتعاقب ومش هينزل أجازة. 



ضحكت سهيله قائله: 
كويس إنك لميت نفسك، يلا تعالى تيتا آسميه عملت لك قالب كيكه مخصوص.



تبسم  قائلًا: 
تيتا دى حبيبتى،بس أسلم على طاهر الاول أحلل الهدايا. 



ضحكت سهيله 
دلف الإثنان الى غرفة المعيشه، نهض طاهر مُبتسمً يقول بمرح:
أنا لما إتأخرت كده قولت القائد عمل معروف ولغى الاجازة بتاعتك وهستمتع بالكيكه بتاع تيتا لوحدي.




        
          
                
ضحك رحيم قائلًا:
حظك على آخر لحظه كنت هتعاقب،بس القائد عِرف إن النهارده عيد ميلادى قال بلاش أنكد عليه.



ضحك رحيم وهو يُعانق طاهر بأخويه سالًا بمرح: 
قولى جبت لى الهدايا اللى طلبتها منك، الهدايا المفروض تبقى الدوبل، رجوعك مصر وكمان عيد ميلادي. 



ضحك طاهر بينما ضمهتم آسميه بين يديها 
...تبتسم بمودة قائله:
كفايه سلامات يا ولاد، يلا يا سحر خدي البنات وهاتى العشا عشان نحلى بعده بالكيكه اللى انا عملاها مخصوص لإستقبال حبايب قلبي.



نظرت لها هويدا شعرت بغِيرة من أُلفتها معهم قائلة:
وسهيله كمان، أول واحده حبيبة قلبك،بس ليه معزمتيش آصف كمان...ماهو من العيله جوز حفيدتك الغالية،دى سابت جوزها اللى يادوب خف .  



شعرت سهيله بتهكم هويدا  ونواياها بإفساد الرحه  حاولت تلطيف الحديث قائله:
آصف فعلًا لسه مخفش تمامً بس بقى يقدر يستغني عن إهتمامي بيه، كمان طنط شُكران  نفسها بتهتم بيه أكتر منى... والحكايه كلها يوم واحد. 



نظر رحيم الى هويدا شعر أنها تود وضع مُنغصات هذه الليله تدخل قائلًا: 
آصف بقى بخير، وبعدين ده إحتفال عائلي صغير،وخلونا نحتفل عاوز افتح الشُنط بتاع طاهر، اشوف الهدايا انا أجازتى يوم واحد بس يعنى إعمل حسابك مفيش نوم لحد الصبح. 



ضحك طاهر وتجاهل الجميع رد فعل هويدا، التى تشعر بسخافه... 



بعد قليل جلس رحيم على يسار آسميه يتذوق ذاك الكيك بتلذُذ قائلًا: 
تسلم إيدك يا تيتا. 



تبسم طاهر الجالس على يمينها قائلًا: 
أحلى كيكه تدوقها من إيد تيتا آسميه. 



وافقت سهيله  حديثهم قائله: 
فعلًا... رغم إنى حاولت أتعلمها منها بس على راي بابا السر فى الصنعه. 



تبسم طاهر وهو ينظر لـ سهيله يشعر انها تغيرت، عادت لمعة عينيها، كذالك عادت تشعر بثقه واضحه فيمن حولها، كان يشعر انها أحيانا ترهب منه، لاحظ زوال ذلك هذه الاجازة، إنشرح قلبهُ من أجلها. 



لكن غص قلبه حين قالت سهيله: 
لاء إنت مشوفتش شيرويت أخت آصف الصغيره، مره تيتا كانت عامله كيكة فراوله وكان طعمها رهيب بصراحه وكانت مذوقاها بصوص فراوله وكراميل، وشيرويت يا عيني مقدرتش تقاوم تقريبًا أكلت نص الصنيه لوحدها وهوب إفتكرت الدايت قعدت تعيط وعرفت من يارا انها فضلت شبه صايمه لمدة أسبوع اخرها تاكل تفاحه واحده او علبة زبادى فى اليوم. 



ضحك رحيم قائلًا: 
البت دى هايفه أساسًا على رأى تيتا آسميه شعرها  شبه ريش البغبغانات، كل كم خُصله بلون والله لما بشوفها ببقى عاوز أضحك وبمسك نفسى بالعافيه، عكس اختها يارا شوفتها مرتين كانت رقيقه كده وتحسيها عندها ود وألفه. 



وافقت آسميه رحيم قائله: 
فعلًا سبحان الله مش عارفه إزاى البنت الطيوبه دى بنت شهيره وأسعد، هى المفروض كانت تبقى بنت شُكران، بس عرفت انها عاشت مع شُكران لفتره واكيد ده اللى آثر فيها.




        
          
                
للحظات غص قلب طاهر وشعر بوخزات قويه تضرب قلبه،كآن وجه يارا أمامه الآن يشعر بها.



لكن أخطأت آسميه دون قصد:
بس أحسن حاجه الفترة اللى عشت فيها مع سهيله المخفى أسعد مشوفتش وشه،بصراحه كمان حسيت شُكران بقت صحتها احسن،أكيد هو اللى كان منغص حياتها واجع قلبها ولما بعد عنها قلبها راق منه.



إخترق حديث آسميه أذني هويدا شعرت بإنشراح،كما توقعت هنالك جفاء بين أسعد وشُكران وآصف،لكن ما سببه،لا يهم ولا يفرق معها سوا أن تصل الى هدفها وهو..."أسعد شعيب".
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
باليوم النالى 
ظهرًا
"ڤينا'النمسا"
ببهو أحد الفنادق وقف آيسر يبتسم لـ روميساء التى تقترب منه تبسمت هى الاخري لكن سُرعان ما خفتت بسمتها وتحولت الى غضب مُستعر حين رات إحدي الفتيات تقترب من آيسر ليس هذا فقط بل قامت بعناقه بحميميه زائده،إشتعلت عينيها غضبً،وسارعت خطواتها وبلحظه أصبحت أمام آيسر الذى إبتعد عن تلك الفتاة وإزدرد ريقه الذى جف وإدعى انه لا يعرف تلك الفتاة التى عانقته لكن الفتاة تحدثت معه كآنها تعرفه سابقًا،إدعى عدم التذكر وهو ينظر الى روميساء التى تقدح نارًا بسبب إصرار الفتاة انها تعرف آيسر وما برهن على ذلك معرفتها لإسمه،إعتذر آيسر منها وأصر على عدم معرفتها وإعتذر منها وجذب يد روميساء وغادر وهو يستشهد بالشهادتين أنه قد نجا او هكذا ظن،رغم سؤال روميساء له عنها:
بس إصرارها إنها بتعرفك كمان من وين عرفت إسمك.



توه بالرد بثقه:
عادي أنا طيار وممكن تكون ركبت معايا الطيارة قبل كده وجاملتها بذوق وهى فكرت إن بكده نبقى معرفه أو أصحاب،أنسيها وخلينا نفكر فى أسبوعين العسل اللى هنقضيهم هنا فى "فينا"هنا فى الجنه يا جميلتِ.



أظهرت روميساء تصديق آيسر،او ربما ارادت قضاء وقت هادئ بعد ما مروا به بالفتره الاخيرة بعد زواجهم.   



ليلًا.
بغرفة الفندق.
دلف الإثنان الى الغرفه،أظهرت روميساء الارهاق قائله:
رچليا عم يوجعوني من السير،راح أخد شاور وبدل تيابي ونام.



وضع آيسر يديه حول خصرها قائلًا:
تنامي أيه إحنا فى الجنه يا جميلتِ.



أنهي قوله بخطف قُبله من شفاها ثم قال بوقاحه:
خلينا ناخد شاور مع بعض وهعملك مساچ تحلفي بيه بعد كده.



نظرت بضيق من وقاحته قائله:
ما بدي مساچ،بدي نام،راح أخد شاور بعدها إنعس.



غمز بعينيه بوقاحه قائلًا:
تمام خلينا ناخد شاور  فى الچاكوزي سوا وقفاقيع المايه تعمل لينا المساچ سوا.



شعرت بغضب من وقاحته قائله بإنهاء:
أنا راح آخد شاور لا محتاجه لا مساچ،ولا چاكوزي،شاور عادي وبعدها بنام،وهلأ بيكفى رغي.



ضحك آيسر،وتركها تذهب الى الحمام،وقام بإجراء مكالمه هاتفيه مع شُكران يطمئن عليها الى أن خرجت روميساء من الحمام نظر لها بإفتتان من ملامحها الخلابه التى تآثره حتى وإن كانت ترتدي مِعطف حمام وردي اللون يُشبه صفحات وجهها،كآنها زهرة چورى تتفتح مع قطرات الندى،خجلت روميساء حين إقترب منها يُدندن:
"يا أميرتِ يا جميلتِ يا سيدة كُل النساء"




        
          
                
وضع يديه على خُصلات شعرها الرطبه يتلمسها،وإقترب بوجهه يستنشق عِطر جسدها،ازاح طوق المعطف قليلًا وقبل كتفها وصولًا الى عُنقها،شعرت روميساء بإنصهار،لكن سُرعان ما إبتعدت للخلف خطوه قائله:
راح مشط شعري حتى ما يتقصف.



تبسم آيسر قائلًا:
دا أنا اللى قلبِ هيقصف، بس هاخد شاور عالسريع وارحعلك يا جميلتِ تكونى صفصفتِ شعراتك عشان أسمعك أنا أشعاري. 



بالفعل ذهب آيسر الى الحمام، بدلت ثيابها بمنامه ثقيله، وسرعان ما سمعت طرقً على باب الغرفه، ذهبت نحوها وفتحت باب الغرفه تفاجئت بأحد العاملين بالفندق وتحدث لها بالإنجيلزيه: 
مساء الخير سيدتى، تلك هديه من إحدي النزيلات بالفندق بعثتها من أجل السيد آيسر، وتتمني لكم السعاده والهناء، وهذه الورقة الصغيره إهداء منها لكِ. 



نظرت روميساء الى تلك العربه الصغيره الموضوع عليها إيناء به ثلج ومعه زجاجتان من بعض المشروبات من منظرها تبدوا مشروبات كحوليه، كذالك  هنالك باقه من الورد معهم، شعرت بغضب وفكرت برفض تلك الهديه لكن فكرت وأخفت غضبها أمام النادل وأفسحت له الطريق دخل بتلك العربه الى الغرفه، ثم نظر لها وتمني لهم ليله سعيده  وغادر. 



اومأت له وقفت للحظات تُفكر إهتدى عقلها لا مانع من بعض التشويق والإثاره... 
بدلت منامتها الثقيلة الى منامه شبه عاريه وقفت أمام المرأه صففت شعرها وقامت برفع خُصلاته بعكه واحكمتها بأحد دبابيس الشعر، وإنتظرت 
بينما بداخل الحمام كان آيسر مُنسجمً يُمني نفسه بليلة مميزه على نغمات
"ليالي الأنس في ڤيينا نسيمها من هوا الجنة
نغم في الجو له رنة سمعها الطير بكى وغنى
ما بين رنين الكاس ورنة الألحان
أدي القوام مياس يعاطف الأغصان
تم النعيم للروح والعين
ما تخلي قلبك، قلبك، قلبك يتهنى". 



كان يُدندن كلمات تلك الأغنيه وهو أسفل المياه المُنهمرة على جسده يتشوق الى قضاء ليلة مُميزه بنعومة روميساء، هنا فى تلك المدينه التى تغنت بها أسمهان،أوصد المياه وجذب منشفه وضعها حول  خصرهُ وخرج من الحمام، حين وقعت عيناه على روميساء التى تقف تُعطيه ظهرها سلب فؤاده زيها الشبه عاري للظهر كله فقط حبلين رفيعين، إقترب يُدندن فى رأسه، كذالك يمدح فى إختارهُ: 
الحمد لله إختياري لـ "ڤينا" كان ممتاز،متعرفتش على حد هنا قبل كده.



وقف خلف روميساء ورفع يديه ضم جسدها من الخلف وقبل عُنقها يتنسم بعبقها الذى آثر كُل حواسه، كذالك بدأ يُقبل بقية عُنقها،كادت روميساء  أن تذوب من حرارة أنفاسه، لكن تلك الزجاجتان اللتان بيديها جعلها تبتعد لخطوه وتستدير  تنظر له عينيها غاضبه لم تهتم أنه شبه عارِ، ورفعت هاتان الزجاجتان أمام عينيه ونظرت لهم بإستهجان: 
فودكا... ومارتيني... 
لاء شكلها عارفه مزاجك كويس وبعتت لك أنواع فاخرة عشان تبسطك. 



نظر آيسر الى الزحاجتان وقبل ان يستفهم كان يشعر بصوت تكسير الزجاجتان وبعدها شعر بداور قبل أن يسقُط أرضًا فاصل الوعي... أو هكذا مثل.




        
          
                
إقتربت منه روميساء بشراسه وقامت برفسه بساقيها قائله:
لا تكذب وتدعى إنك مُغمي عليك ما بصدقك الضربه إجت على الفوطه ياللى وضعتها على راسك ياريت كانوا فتحوا دماغي، 
شو ما إتكيفت بدك إطلب هديك الوقحه تبعت لك زجاجتين  وتجي معهم مشان تتكيف.



لا داعى للكذب إذن، وقف آيسر  يدعي شعور الدوخان قائلًا: 
أيه اللى حصل انا مش فاهم حاجه، وايه سبب عصبيتك. 



نظرت  له بغضب ومدت يدها بتلك الورقه قائله: 
هديك  الوقحه اللى باعته لك إهداء  خاص، شو هتكذب إنك ما بتعرفها. 



إقترب آيسر منها وكاد يمسك يدها لكن روميساء  قالت له: 
لا تلمسني مشان ما أقتلك الليله يا كذاب. 



تنهد آيسر ولعن تلك الفتاة او بالاصح لعن حظه بعد أن ظن أنه لم يكُن  مُخطئًا بالماضى حين كان يتصاحب على الفتيات بغرض تضيع الوقت لا أكثر، لكن يبدوا أن الحظ العثر أرسل له تلك الحمقاء كي تُضيع عليه صفو هذه الليله، لا ليس الليله بل الرحلة  بأكملها حين  قالت روميساء  بحسم: 
أنا ما بدي شهر عسل ولا بدي أبقى هون بـ ڤينا، خلينا نرجع مصر. 



مصر!. 
قالها بتعجب قائلًا: 
بس إحنا لسه واصلين إمبارح، دا حتى جسمنا لسه عليه عرق السفر. 



نظرت له بغضب قائله بحسم: 
بدك تضل هون ضل وحدك وإستمتع مع هديك الحقيره، بس أنا هرجع مصر. 



غصبً وغضبً وافقها آيسر كى يحتوي غضبها وهو يلعن تلك الغبيه التى بسببها ضاعت الرحله. 
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ 
بعد مرور أكثر من شهر 
بشقة آصف  صباحً
أثناء تناول سهيله الفطور مع شُكران شعرت بغثيان نهضت مُتحججه ببعض التوعك 
إستغربت شُكران ذلك قائله:.
غريبه مع إن الطقس بدأ يتحسن. 



لم تستطيع سهيله التحكم أكثر وتركتها مُسرعه وتوجهت نحو غرفتها منها الى الحمام  مباشرةً، خرجت بعد دقائق  وجدت شُكران  بالغرفه نظرت لها سائله: 
بقيتِ أحسن. 



أومأت سهيله  برأسها  قائله: 
آه الحمد لله. 



تبسمت  شُكران  قائله: 
الحمد لله  ربنا يشفيكِ، كويس إن آصف مش معانا، كان قلق عليكِ مش أول مره يحصلك كده، بقالك كم يوم كده وشك أصفر ومتغيره، ومش بتاكلي كويس وبتقولى عندك مغص. 



ردت سهيله: 
يمكن واخده برد فى معدتي، بيسبب مغص هجيب علاج وأخده واكيد هرتاح بعدها. 



لا تعلم شُكران  لما قالت  ذلك  بتلقائيه: 
لاء بلاش تاخدي علاج كده من نفسك، إعملى تحليل فى المعمل يمكن يكون فى سبب تانى للمغص ده. 



تسألت سهيله بتلقائيه: 
يعنى هيكون أيه السبب التانى؟. 



ردت شُكران  ولديها شك: 
انا كنت بحس بنفس الأعراض دى لما كنت ببقى حامل. 



-حامل!. 



نطقتها سهيله بذهول، لكن قالت شُكران  بشك: 
ممكن تكون أعراض لمغص أعملى تحليل فى المعمل أضمن  مش هتخسري حاجه  أهو تطمني أكتر وتاخدي علاج مناسب. 




        
          
                
ظلت سهيله  مذهوله، لكن تبسمت شُكران  قائله: 
هروح أعملك كوباية نعناع، لو صفوانه هنا كان زمانها عملتها لك، بس صفوانه فرح بنت أختها وسافرت البلد تحضره وهترجع بعد يومين.



تركت شُكران  سهيله يضرب عقلها الذهول، أيُعقل ذلك  وتكون "حامل"... 
تذكرت تلك الليله كيف لم تنتبه من ذلك هى شعرت بدفئ من جسد آصف وقتها لكن... 
لكن ماذا لو حقًا حامل، عليها التأكد بأسرع وقت. 
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ 
بـ مكتب آصف 
نظر الى شاشة  ذاك الهاتف وتلك الصوره لم يشعر بذهول... وضع الهاتف على الطاوله أمامه، شعر بضيق وهو يفكر لو يتأكد يقينًا أن  هذا الشخص حقًا هو قاتل"سامر"...
لكن يكاد يشت عقله الدلائل مازالت بها حلقه ناقصه لو جازف وأخطأ الآن قد لا يصل الى أدله كافيه... فكر للحظات  ثم جذب هاتفه الخاص  وقام بإتصال قائلًا بأمر: 
عاوزك تجيب لى الموظف اللى سبق وقولتلك  تسأل عنه عاوز أتكلم معاه مباشرةً. 



وافقه الآخر... أغلق آصف الهاتف وضعه امامه جوار الهاتف الآخر، لكن صدح هاتف المكتب الارضى، قام بالرد عليه، وقال: 
تمام دخليه. 



ظل آصف جالسًا ينظر نحو باب المكتب الذى  إنفتح ودلف عليه مازحً: 
وانا اللى قولت بعد اللى جرالك هلقاك خاسس النص،لسه ضخم زى ما أنت ، لاء واضح اللى إهتم بحالتك دكتور... أو بالأصح دكتورة شاطره... بصراحه أشهد لها كانت تلميذتِ. 



نظر لها بغضب قائلًا: 
بيجاد بلاش تعصبني عشان تخرج من المكتب سليم، أيه اللى حدفك عليا النهارده. 



ضحك بيجاد قائلًا: 
أنا قولت إنك ندل ومش بتكلمني غير فى المصلحه وبتاخد مني استشارات مجانيه وانا كنت هنا فى مؤتمر وانتهى قولت أجي أغلس عليك وأغرمك فى عزومة فى مطعم شيك كده من بتوع الزباين الراقيه،وأهو بالمره أعرف آخر أحولك،شكلك كده مبسوط.



رمقه آصف بتهكم قائلًا:
وإنبساطي يضايقك.



ضحك بيجاد قائلًا:
طبعًا لاء، بس عندي فضول أعرف آخر  أخبارك مش كمريض محتاج علاج،كصديق محتاج نصيحه مني. 



تبسم آصف قائلًا:
تمام، جيت فى وقتك، خلينا نطلع نتغدا بره ونتكلم سوا،يا دكتور المجانين.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بنفس الوقت بشقة آصف
خرجت سهيله من الحمام تنظر الى ذاك الإختبار المنزلي الخاص بالحمل، تنتظر النتيجه، تود أن تظهر فى الحال  وتكون النتيجه عكس ما قالته شُكران، لكن للآسف إنصدمت حين ظهرت نتيجة الإختبار
-حامل! 
همستها بصعوبه وذهول... 
لكن سريعًا وضعت سهيله  الإختبار بأحد ألادراج بعد أن دخلت عليها شُكران  الغرفه تقول: 
سهيله أنا حضرت الغدا وآصف قال هيتغدا بره، تعالى نتغدا سوا. 



أومأت سهيله  رأسها بموافقه وحاولت نسيان تلك المفاجأه. 
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ 
مساءً
بأحد معامل التحاليل الطبيه 
بعد أجرت سهيله ذلك الإختبار الخاص بالحمل بمعمل مُتخصص... جلست تنتظر النتيجه،ربما يكون أخطأ ذاك الإختبار المنزلي...لم تنتظر كثيرًا حين آتت إحدي العاملات بالمعمل واعطتها مُغلفً،أخذته منها بيد مُرتعشه وغادرت،بعد قليل دلفت الى الشقه مباشرةً الى غرفتها  
جلست على الفراش وأخرجت ذاك المُغلف بيد مُرتعشه وبدأت بقراءة محتواه،تفاجئت لكن بتمعُن 
أعادت قراءة ذاك التقرير مره أخري علها تكون مُخطئه، لكن نفس النتيجه مره أخري 
هذا التقرير المخبري يؤكد أنها "حامل" نفس نتيجة إختبار الحمل المنزلي الذى أجرته سابقًا رغم ذلك أرادت التأكُد مخبريًا، وها هو يؤكد نفس النتيجة 
-حامل. 
نطقتها بحِيرة مشاعر وضعت إحدي يديها على بطنها علها تستشعر إحساسً 
ولا تعلم أى شعور يضغطى عليها 
تشعر بسعادة هنالك جنين ينمو بأحشائها.. لكن هذه الجنين كان نتاج تلك الليلة، لديها يقين أن آصف لم يكُن بوعيه بالتالي لم يشعر بما حدث تلك الليله وحِيره تضرب عقلها  
ماذا لو أخبرته وكذبها ستكون صدمه أخرى لن تتحملها.   



بسبب شرودها وذهولها لم تنتبه الى دخول آصف الى الغرفه الا حين قال: 
مساء الخير  يا سهيله. 



نهضت واقفه وإرتبكت وقامت بوضع ذاك المغلف بأحد ادراج طاوله جوار الفراش ولم تستطيع الرد. 



لاحظ آصف ذلك لكن سألها: 
مالك مخضوضه كده ليه؟. 



ردت سهيله  بإرتباك: 
مش مخضوضه، بس محستش بيك وإنت داخل الاوضه...إنت إمتي رجعت. 



تبسم آصف  قائلًا: 
يادوب لسه راجع،وسمعت ماما بتكلم روميساء عالموبايل . 



بنفس الوقت دخلت شُكران الى الغرفه بلهفه قائله: 
سهيله تعالى معايا نروح شقة آيسر، بكلم روميساء قالتلى إنها تعبانه وحاسه بهبوط، مش عارفه أيه فجأة اللى حصلكم انتم الإتنين. 



وافقتها سهيله  قائله: 
إهدي يا طنط، أكيد حاجه بسيطه على ما تغيري هدومك اكون أنا كمان غيرت هدومي وجبت شنطتِ الطبيه. 



بعد قليل ببهو الشقه قال آصف: 
خليني أوصلكم. 



ردت شُكران: 
لاء مفيش داعي السواق هيوصلنا لو إحتجناك هتصل عليك. 



وافق آصف.. بمجرد ان خرجن من الشقه بفضول منه توجه الى غرفة سهيله وفتح ذاك الدرج وأخرج ذاك المُغلف رأى شعار أحد معامل التحاليل،وأسفل المُغلف كان هنالك ورقه وأيضًا جوارها ذاك الترموميتر وعلبه ورقيه تبدوا له.



قرأ تلك الورقه أولًا...فقط فهم القليل منها قرأ علبة الدواء وأسباب استعمالها
للحظه شعر بإندهاش،سُرعان ما تحول لفرحه عارمه وهو يقول:
سهيله حامل...
سُرعان ماخفتت بسمته وعقله يتسائل
لكن لماذا تُخفى ذلك،جاوبه عقله أيضّا بالتأكيد
سهيله لا تثق بك وكيف تثق بهك وسابقًا خذلتها وخدعتها أنك تُصدقها وبقلبك كُنت تضمُر لها الإنتقام... 
الإنتقام الذى دفعت ثمنه معها بل مثلها  وأكثر دفعت الثمن مُضاعف، وأضاعت زهوة تلك المفاجأة السعيده التى تُخفيها سهيله عنك بالتأكيد عمدًا. 
««يتبع» 
كل سنه وانتم طيبين  وبخير وصحه وسعاده، أفتكروني فى دُعائكم وأدعولى بالستر، ولكم بألف مثل 
الفصل الجاي  يوم الخميس 
للحكايه بقيه. 
بشقة آيسر
نظرت شُكران الى سهيله  التى إنتهت من مُعاينة روميساء بقلق سأله: 
خير يا سهيله روميساء مالها؟. 



تبسمت سهيله  تعلم طيبة قلب شُكران منذ طفولتها من بدايه معرفتها بها كانت دومًا طيبة القلب وحنونه، نظرت الى روميساء  قائله: 
طنط قلقانه عليكِ أوي. 



تبسمت روميساء وهى تنظر لـ شُكران  التى أصبحت بمكانه خاصه لديها تشعر معها بمشاعر إفتقدتها منذ أن كانت طفله، تُشبه مكانة "الأم"،ثم قالت بإمتنان:
والله طنط شُكران قلبها طيوب وعطوف بحسها متل أمي.



ضمتها شُكران التى كانت تجلس جوارها فوق الفراش قائله:
إنتِ فى قلبي زى بنتِ،أنا كان نفسى ربنا يرزقني ببنت بس ربنا محرمنيش من البنات كانت يارا بحبها زى بنتِ وكمان سهيله وإنت التالته بقيتِ بينتِ من أول مره شوفتك فيها دخلتِ قلبي قولت آيسر عرف يختار جمال وأخلاق مع آنى كنت خايفه من إختيارهُ بس ربنا إستجاب لدُعائى له ورزقه بيكِ، لما قالي إنه لقي فتاة أحلامه، خوفت وقولت عايشه فى بلد اوربيه أكيد إطبعت بطباعك، بس لما قابلتك فى المطار قلبي إنشرح لك وقولت آيسر بيفهم كويس، وربنا آتاه بجوهرة. 



تبسمت روميساء وهى تضم نفسها اكثر بحضن شكران قائله: 
والله يا طنط أنا نفس الشعور من ناحيتك، حتى إنتِ السبب إنى إتقبل غلاظة آيسر. 



ضحكت شُكران  قائله: 
غلاظة... بس إعترفِ آيسر مرح  ويتحب،وكمان آصف يتحب.



قالت شُكران هذا عن عمد وهى تنظر الى سهيله التى إدعت إنشغالها بوضع سماعتها الطبيه بالحقيبه،تشعر بمشاعر مُختلطه لا تفهم أي شعور يضغي عليها،بينما سألت شُكران بإستخبار:
مقولتيش روميساء مالها يا سهيله؟.



نظرت سهيله لـ روميساء وتبسمت قائله:
أعتقد رميساء عندها خلفيه عن سبب حالتها دى.



خجلت روميساء  للحظه ثم أومأت قائله: 
بصراحه عندي شك، حتى إشتريت إختبار بس ما إستعملتهُ. 



تبسمت سهيله تشعر بغصه فى قلبها قائله: 
مفيش داعي للإختبار، لأني بأكدلك أنه صحيح أنا دكتورة أطفال مش نسا، بس بخبرتى كطبيبه متواضعه بأكدلك الوضع.



تجول نظر شُكران بينهن بعدم فهم ثم سألت بإستخبار:
ما تفهمونى أيه هو الوضع اللى بتتكلملوا عنه.



تبسمت روميساء بحياء،وظلت صامته بينما تبسمت سهيله قائله بسؤال:
أقولها أنا والا إنتِ،أقولك هقولها أنا،جهزي نفسك يا طنط شُكران قريبًا هتاخدي لقب "تيتا شُكران ". 



تفاجئت شُكران  ونظرت لـ روميساء وضمتها  بمودة قائله بفرحة: 
ألف مبروك يا حبيبتي عقبال ما تقومي بالسلامة. 



بينما غص قلب سهيله حين رأت رد فعل شُكران، ماذا لو أخبرتها أنها أيضًا حامل بالتأكيد ستزداد فرحتها وتكون مُضاعفة، لكن لديها هاجس خوف من رد فعل آصف... لتؤجل الآمر لاحقًا.
بعد وقت قليل 
بمكتب آصف،أثناء إنهماكه فى مُراجعة إحد القضايا صدح رنين هاتفه 
ترك الملف وجذب هاتفه تبسم حين علم هوية المتصل عليه وقام بالرد سريعًا: 
خير ياماما روميساء بقت كويسة. 



 
                
تبسمت شُكران  قائله: 
بقت بخير يا حبيبي، أنا متصله عليك عشان أقولك إنى هبات الليله مع روميساء فى شقة آيسر، وسهيله رجعت الشقه، وإنت عارف صفوانه فى البلد وسهيله بتخاف تبقى فى الشقه لوحدها، بلاش تتأخر فى الرجوع زى عادتك. 



تبسم قائلًا: 
تمام  ياماما مش هتأخر فى الرجوع للشقه. 



-تمام، تصبح على خير. 



-وإنتِ من أهله ياماما. 
قال تلك الجمله وأغلق الهاتف وضعه أمامه على طاولة المكتب وتنهد بإشتياق وتذكر ذاك المُغلف، فكر قليلًا، لديه يقين أن سهيله لن تُخبره ولا يعلم رد فعلها... نفى عقله تمامً فكرة 
أن تُفكر سهيله بالإجهاض، ليس حُبً به بل لأن  لديها أخلاق... تنهد مطولًا ثم حسم عقله وأغلق ذاك الملف وجذب هاتفه وغادر المكتب متوجهًا خلف قلبه المُشتاق. 



قبل دقائق وصلت سهيله الى الشقه 
دلفت الى غرفتها مباشرةً وضعت حقيبتها الطبيه والخاصه فوق الفراش وجلست عليه فتحت ذاك الدرج وأخرجت ذاك المغلف،عاودت قراءة النتجه  تشعر بتوهان فى عقلها،وتسأل كيف حدث هذا الحمل الغير منطقي،آصف كان غير واعيًا،حقًا تجاوب جسدهُ معها وعاد له الدفئ لكن...
ولكن...وعقلها غير مستوعبً ذلك،تشعر كأنها مشوشة العقل...
فى خِضم ذلك التشويش تذكرت أنها بالشقه وحدها،للحظه إرتجفت وشعرت بالرهبه ووبخت نفسها:
كان فين عقلك ليه متحججتيش بإن روميساء ممكن يجيلها هبوط مره تانيه وكنت قضيتي الليله هناك بدل الخوف اللى إنتِ فيه ده،وآصف أساسًا متعود يرجع بعد نص الليل.



زفرت نفسها تحاول السيطرة على تلك الرهبه ونهضت قائله:
التحليل ده وإختبار الحمل لازم أخفيهم لحد ما أتأكد من دكتورة نسا باليقين.



إستهزأت من تفكيرها الأحمق قائله:
يعني إختبارين وبرضوا عقلك مش مصدق وعاوزه تأكيد من دكتورة وأنت لسه من شويه بمجرد كشف بسيط عرفتي إن روميساء حامل...المفاجأة أثرت على عقلك يا سهيله،أفضل حاجه أنا أخد شاور وبعدها أحاول أنام،يمكن أكون فى كابوس والصبح أصحى منه حتى هحاول مفكرش إنى فى الشقه لوحدي.



وضعت ذاك المغلف ومعه إختبار الحمل المنزلى،بداخل أحد أدراج الدولاب واغلقته بمفتاح خاص ثم جذبت منامه خاصه بها ذهبت نحو الحمام،وخرجت بعد قليل...لكن شعرت ببعض البرد قائله:
البيجامة بسبب الميه اللى فى شعري طوقها إتبل ولو نمت بها هسقع،صحيح إحنا بقينا فى الربيع والجو دفا،بس الجو ده بيبقى فيه دور البرد منتشر،أحسن حل أغير  الجزء اللى فوق من البيجامه وألبس جزء تاني ناشف. 



توجهت نحو الدولاب جذبت منامه  أخرى وضعتها على الفراش ثم خلعت ذاك الجزء العلوي، لكن فجأه أنكمش جسدها حين سمعت صوت إغلاق باب...تلاعب بعقلها الخوف لكن سُرعان ما نهرت ذلك،وتغاضت عن ذلك قائله: صوت فتح  الباب أكيد وهم، أسرح شعري وبعدها أغير البيجامه... وأحاول أنام بعدها. 




        
          
                
بالفعل إنتهت من تصفيف شعرها ثم خلعت الجزء العلوي من منامتها وابدلته بجزء آخر،لكن للحظه شهقت بخضه حين رأت إنعكاس آصف فى مرأة الزينه...تنهدت بتفاجؤ قائله :
آصف!.



تبسم على ملامح وجهها قائلًا:
مالك إتخضيتِ كده ليه؟.



هدأت قليلًا قائله:
مفيش،بس إستغربت رجوعك بدري.



إقترب من مكان وقوفها بمنتصف الغرفه قائلًا:
لقيت نفسي مُرهق قولت أجي للشقه أفصل دماغي يمكن يرتاح عقلِ،زي قلبي مش بيرتاح غير هنا وإنتِ جنبي.



نبرة آصف الهادئه أثرت عقل سهيله وهى واقفه مكانها تشعر بهدوء نفسي الى أن أصبح آصف أمامها مباشرةً رفع يديه وذم طرفي ردائها قائلًا:
رغم إننا فى الربيع بس الطقس لسه فيه نسمة برد قاسيه.



للحظه شعرت سهيله برجفه كذالك خجل بسبب خضتها لم تقوم بإغلاق المنامه...إبتلعت رمقها وظلت صامته فقط تنظر الى آصف الذى ينظر لها هو الآخر شعور ليس غريب يضغى عليه وهو ينظر الى يديها اللتان ترتعشان وهى تُعلق أزرار منامتها،حركة يديها وهى تُغلق المنامه مع نظرة عينيها له كانت مثل تدفُق عذب وهو يشعر بالإفتتان بشِفاها اللتان زمتهما وحادت ببصرها عن النظر له تتدعي النظر الى منامتها تُكمل غلق بقية الأزرار،حتى تجرأ آصف وضع يديه فوق يديها،تركت غلق المنامه ورفعت رأسها تنظر لوجهه مره أخري مشاعر غريبه تشعر بها،عينيه الصافيه التى كانت دائمًا تخشى النظر لها حتى لا تضعف أمامه وتعترف أنها كانت تهيم به مثلما كان دائمًا يُخبرها بجرآة،كانت تُقابلها دائمًا بالتهرُب،لكن فجأة شعرت بدوخه طفيفه ومعها ذكرى تلك النظارة السوداء الذى كان يضعها حول عينيه،أغمضت عينيها وغص قلبها لتلك الذكري وزمت قلبها الذى تهاون بجرح الماضي، تبدلت ملامحها وعادت للخلف وإبتعدت عن يديه وأكملت غلق منامتها... قائله بتهرب:
طنط شُكران هتبات الليله مع روميساء... أنا كُنت هنام تصبح على خير. 



شعر آصف بتبدُل ملامحها كذالك إبتعادها عنه للخلف وكذالك حديثها كآنه تود إبتعاده عنها شعر بوخزات قويه فى قلبه تحمل ألمها سائلًا:
وهي روميساء مريضه أوي كده لدرجة ماما تبات معاها. 



نفت سهيله برأسها قائله: 
لاء، بس طنط شُكران قلبها رهيف وخافت على روميساء تطاوع نفسها على قلة الأكل وترجع تدوخ تاني... رغم إن ده شئ يعتبر عادي بالنسبة لحالة روميساء. 



تسأل آصف بفضول: 
مش فاهم يعني أيه عادي بالنسبه لـ روميساء. 



تبسمت سهيله  قائله  بتفسير: 
روميساء حامل وطبيعي تنفُر من الأكل، بس طبعًا طنط شُكران أصرت تفضل معاها ترعاها. 



تبسم آصف وهو يتخيل فرحة شُكران بهذا الخبر، تمنى لو كانت سهيله هى الأخرى أخبرتها أنها "حامل" ولا تُبقي ذلك سرًا مخفيًا... كذالك تمنت سهيله، لكن لديها هاجس يمنعها. 




        
          
                
تهربت من نظرة عيني آصف لها قائله: 
أنا كنت هنام تصبح على خير.. 



شعر آصف بنغزات فى قلبه يعلم أنها تتهرب منه وربما لا تود بقاؤه معها بالغرفه أكثر،  تمني أن يظل معها وقت أطول فقط يتحدثان، لكن بتردُد وخطوات متأنيه توجه نحو باب الغرفه الى أن خرج من الغرفة تنهدت سهيله وشعرت بأن ساقيها أصبحن مثل الهُلام  جلست فوق الفراش ثم تمددت بظهرها عليه وضعت يدها فوق بطنها تُفكر لما هى تائهه الى هذا الحد لما لا تتخذ قرارًا حاسمً وتُخبر آصف بحملها وتعرف رد فعله ربما ترتاح نفسيًا،لكن ذاك الهاجس مازال يُسيطر عليها وذكري الماضي تُطارد عقلها حين وهمها بأنه يُصدق برائتها،وذكريات تعود لخيالها،دموع سالت من عينيها خوفً من الخذلان مره أخري... إعتدلت على الفراش وأغمضت عينيها تعتصر تلك الدموع تود أن يذهب عقلها الى غفوه يفصل عن كل ما يؤرق قلبها وعقلها. 



بينما آصف دخل الى غرفته يزفر نفسه بإشتياق ملوع جلس فوق أحد المقاعد بالغرفه وتلك الذكرى عادت لخياله مره أخري 
ذكرى "سامر"وهو مذبوح وذاك الضماد التى وضعته سهيله كانت تود إنقاذه مثلما فعلت معه لكن الوقت نفذ منها بسبب ذاك المجرم الذى ضربها على رأسها وبخطأ فى الأدله بسبب بصامتها التى كانت فوق المبضع، توجهت لها تهمة القتل،حاولت إنقاذ حياتها بكذب وهى تحاول الحِفاظ على حقيقة سامر التى لو كانت قالتها ربما ما كان صدقها أيضًا 
وكانت وصمة إلتصقت بهم،يتوغل الى قلبه الندم بسبب تسرُعه بعدم سماع الحقيقه منها، الذى مازال يدفع ثمن هذا التسرُع  الى الآن 
هو وزوجتهُ، بل حبيبة قلبه بينما بضع خطوات وأبواب ليست مُغلقه لكن يخشى الصد من سهيله... زفر نفسه يشعر بإشتياق جارف، حسم أمرهُ ونهض متوجهًا الى غرفة سهيله حتى لو صدته سيتحمل يكفيه أن يضمها بين يديه... 
دخل الى غرفة سهيله  نظر نحو الفراش كانت نائمه، إقترب من الفراش وجلس عليه، ينظر نحوها للحظات قبل أن يجلس على طرف الفراش ومازال ينظر لها وهى نائمه كانت بريئه كذالك عاد لوجهها المرونه،مد يدهُ لامس شِفاها بأنامله يتحكم بقلبه الشوق والتوق لقُبلة، إقترب أكثر من شِفاها ولم يتوانى للحظة حتى لو إستيقظت سهيله لن يتراجع عن تلك القُبله، بالفعل قبلها قبله رقيقه ثم ترك شِفاها  ونظر لتعابير وجهها تنهدت تبدوا غارقه بالنوم تبسم وهو ينهض واقفًا ينظر الى وجهها  إنحنى وقبل جبينها ثم إستقام وغادر الغرفه يشعر ببعض  الراحه فى قلبه، بينما سهيله فتحت عينيها وإستنشقت الهواء تلتقط انفاسها التى كتمتها حتى لا يعلم آصف أنها مازالت مُستيقظه او تعود للضعف أمامه أو تنتهى هذه الليله وهى بين يديه وتُخبرهُ بما تُخفيه وقد يفسد الأمر رد فعله الغير متوقع. 



بينما آصف عاد لغرفته وتسطح على الفراش يتنهد بإنشراح يستشعر مذاق تلك القُبله بسعادة، يعلم أن سبب إبتعاد سهيله  وإخفاؤها عنه انه حامل بسبب عدم ثقتها به، آن الآوان لذلك أن يزول، ويبدئا من جديد بوضوح مشاعر حقيقيه. 
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ 
بعد مرور يومين  
بشقة آصف 
جلسن شُكران وصفوانه معًا يتحدثان بود تبسمت صفوانه قائله: 
وشك نور وصغرتى فى الكام يوم اللى غِبتهم عنك،، أكيد السبب فرحتك بإن روميساء  حامل. 




        
          
                
تبسمت شُكران  بإنشراح قائله: 
أنا فرحانه أوي، وبدعى ربنا يتمم ليها على خير. 



تبسمت  صفوانه  قائله: 
انا سبقتك وبقيت جِِدة من زمان، بس هقولك دى فرحه متتوصفش فى القلب، إنك تشيلى عيال ولادك. 



واقفتها شُكران  قائله: 
فعلًا، هقولك كمان سهيله حامل. 



تبسمت  صفوانه  قائله: 
ما انا كمان عارفه، شكلها مش خايل عليا ولما لمحت لها قالتلى قال أيه برد فى معدتها،وفكرتني صدقتها.



تنهدت شُكران بغصه قائله:
مش عارفه هى مخبيه ليه،حاجه زى دي تفرح القلب كمان تقرب بينها وبين آصف،انا فكرت بعد رجوع آصف من المستشفى أنهم هيناموا فى أوضة واحده زى أى إتنين متحوزين بس رجعوا زى ما كانوا كل واحد فى أوضه.



وضعت صفوانه يدها فوق كف شُكران قائله:
ده وضع مؤقت وكلها مسألة وقت،بس تفتكري سهيله حامل من أمتي،أيام ما كانت بتبات مع آصف فى المستشفى.



زغرت شُكران لـ صفوانه بإستهزاء قائله:
وآصف لما كان فى المستشفى كان فيه حِيل،ده كان بياخد مُسكنات تهد أسد،ومعظم الوقت كان بيبقى نايم، أكيد من قبلها قلبي بيقولى كده.



تفهمت صفوانه قائله:
صح،بس هتخفى حملها قد أيه على رأي المثل 
"اللى بتحبل فى الضلمه بتولد فى النور".



ضحكن سويًا بتوافق.   



     بعد الظهر  بشقة آصف 
جلست سهيله  مع كل من شُكران ويارا التى فاجئتهم بالزيارة كان يسود بينهن الود والوفاق،ومرح صفوانه التى انضمت لهن الى أن سمعن قرع جرس باب الشقه كادت صفوانه أن تنهض لكن  نهضت سهيله قائله:
خليكِ وأنا هشوف مين.



تبسمت صفوانه وظلت جالسه بينما سهيله فتحت باب الشقه تبسمت بمفاجأة قائله:
طاهر،أيه المفاجأة الحلوة دى...تبسم وهو يضمها بأخوة قائلًا:
وحشتيني كنت بوصل رحيم للكليه وقولت أجي اطمن عليكِ وأسلم على طنط شُكران بالمره كمان اوصلها سلامات تيتا آسميه.



تبسمت سهيله قائله بدلال:
يعنى لو مكنتش بتوصل رحيم مكنتش أفتكرتني.



ضحك طاهر قائلًا:
أنا وصلته مخصوص عشان أجي أشوفك.



تبسمت له قائله:
تعالى ندخل حظك طنط شُكران هنا فى الشقه.



تبسم طاهر وهو يسير  خلفها الى ان دخلت الى تلك الغرفه تبتسم قائله:
كويس النهارده نبطشية شغلى إنتهت قبل الضهر عشان ربنا حابب إن اقابل  يارا وطاهر الإتنين كانوا واحشني أوى.



تبسمت كل من صفوانه وشُكران التى نظرت نحو يارا التى خفتت بسمتها  وسأمت ملامحها شعرت بغصة قلب عليها، بينما شعرت يارا بخفقان زائد فى قلبها الذى ينتفض بداخلها بضراوة  تشعر كآن جسدها أصبح كُتلة صخريه لم تستطيع النهوض،حينما رحبت شُكران به بترحاب وفير،وهو لم يخجل وإقترب منها وإنحني يُقبل يدها،تبسمت له ووضعت يدها على كتفه ببسمة إمتنان قائله:
والله لما رحيم كان هنا  سألته عليك وأكيد بلغك سلامي.




        
          
                
تبسم لها بقبول قائلًا:
وصل يا طنط. 



تبسمت  له قائله: 
واقف ليه إقعد إنت مش غريب، وأظن كل اللى هنا تعرفهم، انا وخالتك صفوانه وكمان يارا زى بنتِ بالظبط مَعَزتها وغلاوتها من غلاوة سهيله وروميساء مرات آيسر. 



رمق طاهر يارا التى تود لو انها تنهض وتُغادر تنزوي مع قلبها ترثيه، لكن لو وقفت سيخونها جسدها ظلت جالسه صامته فقط تستمع لحديث الجميع من حولها، بينما طاهر كان بين الحين  والآخر يرمقها بنظرة ينفطر قلبه ليست تلك يارا التى قابلها لأول  مره وشعر نحوها بالتعالى والكِبر،هنالك إختلاف واضح حتى من حكايات سهيله عنها أمامه دون قصد، يارا أصبحت شخصيه أخري. 



مزحت صفوانه بقصد قائله: 
قولى يا طاهر، مفيش كده أخبار حلوه إننا هنفرح بعروستك قريب. 



تبسم طاهر ونظر نحو يارا التى أخفضت وجهها تستشعر صدمه حين يُخبرهم أن هذا قريب، لكن خاب ظنها حين أجاب بمزح: 
عندك عروسه ليا يا خاله صفوانه. 



تبسمت صفوانه  ونظرت نحو شُكران  فهمن نظرات بعضهن واجابت: 
البنات المحترمه كتير، يمكن قدامك منهم، ربنا يرزقك باللى تسعد قلبك. 



نظر طاهر نحو يارا  التى مازالت تُخفض وجهها قائلًا: 
آمين، بس أعتقد إنى مش هتجوز الأجازة دى، ممكن أخطب والجواز يبقى الاجازة الجايه يعنى بعد سنه. 



تبسمت  شُكران  قائله: 
ربنا يرزقك على قد نيتك الطيبه، بورده تبهج قلبك. 



كان حديثهم به بعض التوريه والتلميحات حول يارا  التى لو تستطيع النهوض  لفرت هاربه، كذالك طاهر فهم تلك التلميحات وتمني فعلًا أن تكون يارا من نصيبه لكن هنالك عقبة
"أسعد شُعيب" بالتأكيد لن يوافق على نسب بسيط لإحدي بناته لابد أن يكون ذا سطوه وإسم عائله عريقه، لكن لن يستسلم هذه المره ويظلم نفسه بل سيجازف والسؤال أولًا 
لـ يارا. 
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بعد مرور أسبوع 
بذاك المطعم  
بعد الظهر. 
تبسمت هويدا حين رات أسعد ينهض واقفًا يستقبلها بالترحاب ثم جلست قائله: 
طلبت تقابلني. 



رد أسعد  بهدوء: 
كنت عاوز أستفسر على بعض أمور الحسابات كنت طلبتها من مدير الحسابات  وقالى إنك تقريبًا إنت اللى خلصتِ الحسابات دي وإنك الادري بيها.



تبسمت قائله:
يعني طلبت تقابلني عشان شُغل كان سهل تستدعيني للمقر وانا كنت جبت لك الحسابات دى وجاوبتك على أى إستفسار.



رد ببساطة:
حبيت نتقابل فى مكان مفتوح خارج المكاتب،خلينا نتغدا الاول وبعدها نبقى نتكلم فى الحسابات اللى عاوز أستفسر عنها.



اومأت براسها قبولًا 
بعد وقت إنتهوا من تناول الطعام وقام النادل بفض السفره نظر لها أسعد سألًا:
تحبي تشربي حاجه:
ردت هويدا:
أشرب شاي أخضر.




        
          
                
أخذ النادل طلبيهم وغادر بينما عن قصد تعمد لفت نظر هويدا حين  أخرج من جيبهُ تلك سلسلة المفاتيح وقام بوضعها فوق الطاوله...يدعى أنه كان يُخرج هاتفهُ قائلًا:
أنا كنت مدون الحسابات اللى كنت عاوز
...



لم يُكمل أسعد بقية حديثه بعد ان أصاب فى لفت نظر هويدا التى تخابثت وجذبت سلسلة المفاتيح  قائله بنبرة إستفسار: 
جبت الدلايه دى منين، دى شبه اللى سبق وشوفتها مع عادل طليقي....



توقفت للحظات ثم جملت قولها:
قصدي شبه الدلايه اللى خطفها منى عشان معرفش مين صاحبها.



نظر لها أسعد سألًا:
متأكدة إنها دى،قصدي كانت شبه دي.



ردت هويدا بتأكيد:
مستحيل انسي شكلها،لآن كنت بترجا أنه يفكر فى إبننا  قبل الطلاق  عادل وقتها مهتمش وكسر قلبي.



شعر أسعد بالغضب قائلًا:
هويدا هسألك سؤال ياريت تجاوبيني عليه بصراحه.



ردت هويدا ببراءة مصطنعه:
أنا كنت صريحه معاك من البدايه انا أساسًا ماليش فى امور اللوع بحب أبقى دوغري.



تفهم أسعد سألًا:
تمام...هويدا إنتِ لسه بتحبِ عادل طليقك يعنى فى فرصة ترجعى له ؟.



تنهدت للحظات قبل أن تدعى الآسف قائله:
لاء،عادل كسر قلبي وقدرت أتغلب على مشاعري ناحيته وأبقى غبيه لو فكرت أرجع لشخص ذلني  وخاني، حتى إبني الافضل له يتربى بعيد عن عادل عشان  أساسًا مكنش حنين عليه.



تبسم أسعد قائلًا بمفاجأة:
تتجوزيني يا هويدا. 



إنصدمت هويدا ونظرت له بذهول لكن إدعت الظن أنه يمزح قائله: 
حضرتك  أكيد بتهزر. 



رد أسعد  بتأكيد: 
لاء مش بهزر يا هويدا وانا مش بقدم العرض مرتين. 



نبرة تعالى أسعد ضايقت هويدا لكن تغاضت عنها وقالت بسؤال: 
طب ومدام شهيرة وطنط شُكران... هيقبلوا تتجوز عليهم. 



رد أسعد بثقه: 
شُكران أنا وهى شبه مُنفصلين رغم أنها مازالت وهتفضل على ذمتي، لكن أنا وشهيرة هنطلق. 
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ 
بالمشفى
هندمت سهيله ثيابها ونهضت من فوق ذاك الفراش وتوجهت تجلس على مقعد امام تلك الطاوله التى تجلس خلفها إحدي الطبيبات التى تبسمت لها قائله: 
لاء وضع البيبي تمام جدًا كمان شايفه حالتك الصحيه كويسه هكتبلك بس على علاج للقئ وياريت تتغذى كويس عشان صحتك.



تبسمت سهيله للطبيه وقالت بحرج:
دكتوره ممكن أسألك سؤال،أنا صحيح دكتورة بس مش تخصص نسا،يعني مش مُلمه أوي بطب النسا.



تبسمت الطبيبه لها قائله:
تمام إسألي.



بتوتر أجابت سهيله:
فى ليا صديقه إكتشفت إنها حامل رغم إنها حصل بينها علاقة زوجيه هى وجوزها وهو كان تعبان جدًا وقتها ومتوقعتش إنها ممكن تحمل منه،بسبب حالته الصحيه يعنى كان شبه غايب عن الوعى، هى مستغربه إزاي بقت حامل بعد العلاقة دى، انا قولت لها معرفش معنديش تفسير علمي. 




        
          
                
تبسمت الطبيبه قائله: 
أهو إنتِ جاوبتِ مفيش تفسير عِلمي فى تفسير إلاهي، وهو اللى بيتحكم فى كل شئ. 



وافقتها سهيله  قائله: 
طبعًا قدرة ربنا فوق كل شيء  بس هى مستغربه لأن جوزها بتقولى كان تقريبًا غايب عن الوعي يعنى ممكن ميكونش شاركها اللقاء ده ولا حاسس بيه. 



اجابتها الطبيبه: 
أهم شئ فى الحمل هو "نطاف الرجُل"، وده مش صعب يتركه فى جسم زوجته،كمان النِطاف بيفضل فى رحم الست لمدة أسبوع دورة كامله مش عمليه مُعقدة إنه يتخصب ويتحول لجنين، زى الحقن المجهري بيتم من نطاف الرجل بتدخل خارجي بدون أى علاقه زوجيه، بناخد النطاف نزرعه فى رحم الست ومع الوقت بيتخصب وبيتحول 
لـ حمل،الحمل مش صعب وسهل حدوثه حتى لو من علاقه عابره.



تفهمت سهيله حديث الطبيبه لكن مازال بداخلها نفس الهاجس،رد فعل آصف الذى تخشى توقعه. 
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ 
بشقة آيسر 
تبسمت صفوانه وشُكران  على مزح أيسر الذى قال: 
انا عاوز أول  خلفتِ بنت عشان  اسميها شُكران. 



نظرت  له شُكران  ببسمه حنون قائله: 
لاء إختار ليها إسم حلو من اللى طالعين موضه ده، إسم شُكران  إسم عواحيز. 



تبسمت روميساء  قائله: 
لا يا طنط مو إسم عواجيز، هو إسم حلو كتير، انا كمان بدي بنت... وراح سميها متل ما قال آيسر" شُكران ". 



نظرت شُكران  لها بإمتنان قائله: 
ربنا يعطيكِ اللى بتتمنيه، ويقومك بالسلامه، بس إلتزمي باللى قالته الدكتوره وبلاش تطاوعي نفسك على قلة الأكل. 



تبسم آيسر قائلًا: 
لاء آطمني يا ماما أنا موجود  كم يوم هغذى رومس بايديا ولما أسافر دى مهمتك بقى إنتِ وصفوانه انا عاوز بنت مربربه شبه مامتها. 



عارضت روميساء  قائله: 
هيك انا بيزيد وزني لحتى اولد، وبعدها  راح تزيد المصاريف بدكتور الدايت. 



غمز آيسر بوقاحه قائلًا: 
دكتور دايت أيه هو فى أحلى من الموزة المربربه كده الواحد يحس بالليونه.



خجلت روميساء  وزغرت له بضيق من وقاحته بينما ضحكن صفوانه وشُكران بمواقفه له.  
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ 
بـ مكتب آصف 
كان يدرس إحد القضايا قبل ان يصدح هاتفه 
قام بالرد وسمع الآخر يقول: 
فى موضوع  هام بخصوص الدكتوره  سهيله كانت قدمت على طلب نقل ليها لـ كفر الشيخ وفى أمر صدر من المستشفى  بقبول أمر النقل ده، وأعتقد من أول الشهر الجاي هتستلم المزاوله هناك فى مستشفى جديده هيتم إفتتاحها فى بلد سيادة النايب. 



تعصب آصف سألًا: 
متأكد إن أمر النقل إتمضي خلاص. 



رد الآخر: 
أيوه  حضرتك حتى الدكتوره قدمت على طلب إخلاء طرف قبل ما تتنقل من المستشفى. 




        
          
                
أغلق آصف الهاتف ووضعه امامه على طاولة المكتب وزفر نفسه بعصبيه قبل أن ينهض  غاضبً ومُتعصبًا للغايه. 
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ 
بشقة آصف 
عادت سهيله من المشفى مازال حديث الطبيبه يدور برأسها كذالك الخوف من رد فعل آصف لو أخبرته، خلعت الجزء الأعلى من ثوبها وجلست على الفراش تتنهد بحِيرة تكاد تفقد عقلها،ما هى الا لحظات سمعت صوت فتح باب الشقة ظنت أن شُكران وصفوانه قد عُدن،نهضت واقفة وجذبت ذاك الجزء وشبه إرتدته لكن تفاجئت بدخول آصف للغرفه مُتجهم الملامح،زمت طرفى الرداء،نظر لها آصف بإستهزاء غاضب قائلًا:
إنتِ كنتِ قدمت أمتى على طلب نقلك لكفر الشيخ،وإزاي بالسرعه دى إتوافق على طلب النقل،طبعًا خدمات "أسعد شُعيب"،أنا لاحظت وقوفكم مع بعض يوم زفاف آيسر،لكن متوقعتش إن الدكتورة اللى عندها مبادئ تلجأ لواساطه.



للحظة إرتجفت سهيله من غضب آصف المُستعر لم تتوقع كل هذا الغضب حين يعلم بأمر نقلها،وكادت تتحدث لكن   
قبض آصف  على معصم يدها بقوه قائلًا بإحتداد:
لحد إمتى هتفضلِ مغميه عنيكِ  ومش شايفه شيطان غيري قريب منك.



توقف آصف عن الحديث للحظه ثم إستطرد حديثه بشبه يأس:
أنا عارف إنى غلطت فى حقك وأذيتك،حاولت أكفر عن غلطي وإتحملت منظري قدام ماما وصفوانه إنك تبقى فى أوضه وانا فى أوضة زى الاغراب اللى ساكنين فى سكن واحد،إتحملت غلاظة جدتك معايا،إتحملت الرهبه اللى كنت بشوفها فى عينك لما بقرب منك كانت تسفح قلبي،وإنتِ بتستلذي بألمي قدامك يا سهيله،لجأتِ 
لـ أسعد شُعيب عشان يساعدك تبعدي عني،ليه بتحطمِ....



قبل أن يُكمل آصف قاطعته سهيله:
بحطم أيه يا آصف،إنت حطمتني من زمان خليتني عايشه من غير روح،بتلومني على أيه إنت اللى ضيعتنا من البدايه،حاولت أضغط على نفسي كتير وأحاول إننا نبدأ من جديد...لكن لما بحاول برجع لنفس بداية الطريق بلاقى نفسى خايفه تعيد الماضي وأكون عايشه فى خدعه جميله وأفوق على حقيقة مش هقدر أتحمل نتيجتها تانى يا آصف أو أرجع مشلوله.  



ضغط آصف أقوى على معصم سهيله  بلا قصد يتمسك بها، بينما تألمت سهيله  وحاولت سحب يدها من قبضة يدهُ،لكن هو كان يتمسك بها قويًا،إختل توازنها للحظه وهى تسحب يدها بقوه لكن فى نفس الوقت كان تهاون بيدهُ للحظه حتى لا يُسبب لها الرُهاب منه ،بسبب ذلك لم تستطع التحكم فى جسدها الذى إقترب أن يهوا فوق الفراش لكن آصف عاود التماسك بمعصمها لكن إختل توازنه هو الآخر وتهوا جسدهُ هو الآخر لكن قبل أن يصتدم بجسدها إستند على رُسغ يدهُ الآخري ،رغم أنه أصبح جسده تقريبًا يرتفع عن جسدها القليل من  السنتميترات،بينما للحظه إرتجف جسد سهيله،ونظرت الى قبضة يدهُ التى فوق معصمها،تذكرت تلك الأصفاد الذى وضعها بيديها سابقًا،شعرت برهبه ورعشه،سُرعان ما شعر آصف بذالك،غص قلبه وفلت يدهُ من فوق مِعصمها لكن وضعها على وجنتها يسير بآنامله  وهدأ غضبهُ قائلًا بصدق وإشتياق:
أنا كنت واعى لكل حركه وهمسه ولمسه منك ليلة لما كنا عالجزيره،خوفت أقولك إنى واعى تبعدي عنى ،مكنتش هموت من البرد،كنت هموت من اليأس.



تحولت نظرة عينيها من خوف الى إندهاش سُرعان ما أخفضت وجهها تشعر  بحياء،بينما آصف بعد أن كان مُتعصبً تبسم على ملامحها التى تخصبت بحياء، تناسى ذاك الشجار الدائر بينهم وبشوق لم يستطع التحكم فيه،  ترك جسدهُ يهوا فوق جسدها قبل أن تفيق من إندهاشها كانت تشعُر بشفاه فوق شِفاها يُقبلها بنعومه ...بينما هي تفاجئت بتلك القبله التى تحولت الى قُبلات تزداد تلهف وشوق توق.



بينما هى للحظات عقلها كآنه مُغيب بعد أن أصبحت تعلم  أن بسبب ذلك اللقاء الحميمي  تلك الليله ترك آصف بداخلها نُطفه منه تحولت الى جنين ينمو فى رحِمها
عاد آصف يشعر بغصه من عدم إستجابة سهيله الى قُبلاته،دفس وجهه بين حنايا عُنقها وزفر نفسه بيأس،ثم رفع وجهه نظر لوجهها الخالى من المشاعر كما يظن،بينما هي كانت تشعر بتوهان فاقت منه بصدمة سماعها لقول آصف الذى نهض بجسدهُ عنها يشعر بيأس وإتخذ القرار الصادم لها :
أنا موافق إننا ننفصل وأوعدك....



سُرعان ما إنصدمت سهيله بقوله وإعتدلت  جالسه على الفراش وقاطعت حديثه بتسرُع:
بس أنا مش عاوزه أنفصل عنك.



تبسم آصف وإنشرحت ملامح وجهه للحظات لكن سُرعان ما خفتت تلك البسمه حين إستطردت حديثها:
كمان مش قادره أتحمل أبقى أنا وإنت فى مكان واحد. 



كان ردهُ باردًا:
تمام. 



ماذا؟.
سأل عقل سهيله هل وافق آصف بتلك السهوله،جاوبها عقلها...أجل لقد بالتأكيد كما قال قبل لحظات لقد سأم من محاولة نيل صفحها عن تلك الليله الغابرة.



بينما الحقيقه عكس ذلك آصف يقطع الورقه الأخيرة للمواجهه،وربما إبتعاد سهيله عنه الآن أفضل لها. 
«يتبع»  
تبسم آصف بود قائلًا:
أكيد بالخير.



تبسم مدحت موافقًا:
أي طبعًا،أكيد جاي ميشان آيسر ،تعالى معي لـ شقتى نجلس مع بعض ونلعب طاوله،ولا إنت مو فاضى متلي.



تبسم آصف قائلًا:
بصراحه مش بعرف ألعب طاوله عالأقل مش حريف زى آيسر،معنديش طولة بال أتحمل لوقت طويل.



ضحك مدحت قائلًا:
هاد مو فكرتي عنك إنت محامي بارع.. مو لازم تكون محظوظ بكل شئ عم يقولوا اللى مو محظوظ باللعب،محظوظ بالنجاح...بعتذر أكيد كنت جاي مشان آيسر. 



تبسم له  آصف بلطف قائلًا: 
لاء أبدًا أنا سعيد جدًا بمقابلة حضرتك.



تبسم له مدحت بلطف أيضًا،لقاء مدحت حسم تردُد آصف،وقام بقرع جرس الباب.



بينما بداخل الشقه
تبسمت روميساء على آيسر الذى وضع تلك المريله الخاصه  بالمطبخ فوق قميصه المفتوح من الأمام يُظهرأسفله نص صدره عاريًا ويقف خلف تلك الطاوله  قائلًا:
هعملك طبق مكرونه بالتونه والخُضار إتعلمتوا من....



توقف قبل أن يزلف لسانه...ويخبرها أنه تعلمها من إحد النساء، وصمت...



نظرت له روميساء بإستخبار قائله:
ليش سكتت من وين إتعلمته؟.



خيب ظنها واجابها بخبث:
إتعلمتوا من مطعم طلياني ليا صديق مصري بيشتغل شيف فيه؟.



هوجت رأسها سائله بمغزى:
صديق مصري ولا....



قاطع بقية تخمينها وخطف قُبله سريعه قائلًا بمزح:
لأ مصري وأبوه مصري وإبن مصر الله عليه. 



ضحكت روميساء قائله: 
تمام... راح إتغاضى وأصدقك، لآن ريحة الطعام طيبه وبتشهي. 



غمز بوقاحه قائلًا: 
ريحة الطعام اللى بتشهى أكتر، ولا اللى بوساتي.



تبسمت شبه تعودت على وقاحته،وأصبحت تتقبلها ببساطة بل أحيانًا تهواها منه قائله:
لاء طبعًا ريحة الطعام بتشهي أكتر.



ترك آيسر إعداد الطعام وقال بوقاحه:
بس أنا بشتهي طعم البوسات أكتر.



قبل أن تعترص روميساء كان يقبلها،لكن قطع تلك القُبلات قرع جرس الباب،ترك شفاها بصعوبه حين دفعته بيديها، إمتثل غصبً، بينما هى قالت له بصوت محشرح: 
مو سامع جرس الباب عم يدق. 



تنهد بزفر قائلًا بشوق: 
مش عارف مين المُزعج اللى جاي لينا دلوقت. 



تبسمت بدلال قائله: 
بسيطه روح إفتح الباب وشوف مين المُزعج. 



وضع آيسر يدهُ فوق عُنقه قائلًا  بتفكير: 
هو لازم أفتح الباب مش ممكن نطنش، وأكيد.... 



قاطعته روميساء  قائله: 
الجرس عم يدق مره تانيه، بلاه التطنيش وروح إفتح، ولا بروح أنا. 



زفر بغصب قائلًا: 
لاء هروح أنا أفتح. 



تبسمت  روميساء بينما ذهب آيسر لفتح الباب هامسًا: 
أسيبك تروحِ تفتحي الباب ويكون باباكِ وترحبِ وتمسكِ فيه وتضيع الليله انا سهل أوزعه. 




        
          
                
هكذا كان يتمني، لكن خاب ظنه حين فتح باب الشقه وجد آصف أمامه يبتسم رغم ظهور الوجوم على وجهه، كذالك  رأي مدحت الذى ألقى عليه السلام ثم توجه ناحية باب الشقه المُقابله ودخل إليها، تحدث آيسر: 
آصف! 
خير تعالى إدخل. 



دلف آصف الى داخل الشقه، ونظر الى آيسر تبسم على هيئتهُ قائلًا: 
إن كنت جاي فى وقت غير مناسب قولى وانا أمشي. 



نظر آيسر الى هيئته ثم الى ملامح آصف شعر بأن هنالك سببً لوجوم ملامحه شفق عليه قائلًا بمزح: 
هو إنت فعلًا جاي فى وقت غير مناسب، بس يظهر حماتك بتحبك، جاي وانا بحضر العشا... مكرونه بالتونه. 



إمتعض آصف قائلًا بكذب: 
ماليش فى أكل الزفارة، ومش جعان أساسًا، أنا 
كنت قريب من المكان هنا قولت أطلع أغلس عليك شويه. 



ضحك آيسر قائلًا: 
إنت فعلًا  غِلس بس تعالي نقعد شويه.



وافق آصف وذهب الى غرفة المعيشه،جلس 
الإثنين معًا،تحدث آيسر بمزح حين آتت روميساء ورحبت بـ آصف ولم تجلس معهم تركتهم سويًا وغادرت،بينما لاحظ آيسر أن هنالك ما يؤرق آصف،تبسم له سائلًا:
قولى أخبارك أيه مع سهيله؟.



زفر آصف نفسه ببؤس قائلًا:
كويس.



ضيق آيسر بين حاجبيه مُستفسرًا:
يعني أيه كويس،شكلك ميدلش على كده،قولى إنت متخانق مع سهيله.



تنهد آصف بيأس.



تفهم آيسر سألًا:
وأيه السبب أنا متأكد إن سهيله بتحبك.



تنهد آصف قائلًا بآسف:
فعلًا بتحبني بس مش قادره تنسي الماضي حطاه بينا حاره سد،كُل هدفها إنها تبعد عني بأي شكل نقلت نفسها لـ كفر الشيخ عندى شك شبه يقين إن اللى ساعدها "أسعد شُعيب".



تفاجئ آيسر قائلًا:
بابا!
معتقدش ممكن يساعد سهيله،أكيد إنت فاهم غلط،وبعدين إنت وافقت على أمر نقلها ده؟.



أومأ آصف برأسه موافقًا وتذكر حواره مع بيجاد قبل  أيام بآخر لقاء لهم، حين سأله عن حياته مع سهيله، واجابه ان هنالك توافق بينهم بهذه  الفترة، تبسم له قائلًا: 
خُد بالك التوافق ده مجرد وقت، الشخصية اللى واجهت اللى عاشته سهيله بيبقى  فيها تناقُضات،وخوف بيتحكم فيها،ممكن ترجع للبدايه تاني.



تعجب آصف سألًا:.
قصدك ايه إن ممكن سهيله تفكر تبعد عني تاني،معتقدش،صحيح لسه بينا فجوة بس مش لدرجة إن سهيله تفكر إنها تبعد عني،بالذات بعد اللى حصل فى الفترة اللى كنت فى المستشفى كانت هى المرافقة ليا معظم الوقت.



فسر بيجاد له:
ده الطبيعي عند شخصيه زى سهيله،هى دكتورة وده نوع من الواجب عندها بالأخص إذا كان المريض ده له مكانه قويه عندها،متوقع سهيله هتفكر تنتفض على مشاعرها إتجاهك،مشاعر هى خايفه منها،المشاعر اللى فى لحظة إتغلبت عليها وإتحكمت فيها،هتفكر إن ده ضعف منها،بس المره دى مش لازم تقاوح وتفرض قرارك عليها.




        
          
                
تسأل آصف بتعجُب:
مش فاهم يعنى أسيبها،أكيد مستحيل ده يحصل...



قاطعه بيجاد قائلًا:
هتسيبها وهى اللى هترجع من تاني.



تهكم آصف قائلًا:
هى لعبة...أسيبها وهى اللى هترجع.



رد بيجاد بتوضيح:
أيوا سهيله حاسه إنك فارض قراراتك عليها ولاغي مشاعرها،غاصبها يعني لكن لو حست إن ليها قرار،وقتها هيتغلب عليها مشاعرها الحقيقيه اللى بتحاول طمسها وهى شيفاك بتفرض قراراتك عليها،قبل كده قولتلك لازم تتمسك بها لأن لو هاودتها هتخسرها، دلوقتى الموضوع إختلف،سهيله عندها يقين إنك مُتمسك بها،بس محتاجه تحس إنها صاحبة قرار فى مشاعرها مش مفروض عليها تمتثل،يعني زى شعرة معاوية بالظبط،لازم ترخي قرارك وتسيب لها الإختيار،ومتأكد إن مشاعرها هتتغلب عليها،البُعد هيبقى مسألة وقت  قصير مش أكتر.



تفهم آصف تفسير بيجاد،رغم عدم إقتناعه لكن ليس أمامه سوا المُجازفه عَل سهيله تعود له بإرادتها دون ضغط منه وربما وقتها قد تبدأ حياتهم معًا دون مُنغصات الماضى...وها هو الليله أظهر إستسلامه لرغبة سهيله شعر بإنشراح حين أخبرته أنها لا تود الإنفصال عنه، أعطي لها الفرصه،كذالك هنالك آمر آخر برأسه إقترب أن ينتهي منه.



إنتبه آصف حين وضع آيسر يدهُ على كتفهُ سألًا:
بكلمك ليه مش بترد... سرحان فى أيه،فى سهيله أكيد،طالما إنت وافقت أنها تتنقل أعتقد ده أفضل ليكم،متاكد سهيله هترجع لك 



تبسم آصف  موافقًا  يقول: 
على فكره  سهيله حامل هى كمان. 



إنشرح قلب آيسر بفرحه غامره قائلًا: 
حصل إمتى ده، ألف مبروك، بس إعمل حسابك أنا حجزت إسم ماما لـ بنتِ... شوفلك إسم تانى.



تهكم عليه آصف بنظرة إستهزاء قائلًا:
وإنت عرفت نوع الجنين.



رد آيسر:
لاء قلبي حاسس إن روميساء حامل فى بنت،بس يا ترا مين الحامل الأول 
رومس ولا سهيله... يا ترا مين فيهم  اللى هتولد الأول. 



إستهزأ آصف به قائلًا: 
بطل غباء، أساسًا سهيله مقلتش لحد إنها حامل أساسًا. 



-خايفه من الحسد 
هكذا تفوه آيسر بتسرُع بينما إستهزأ آصف قائلًا: 
حسد! 
حسد على أيه واضح أنك غبي، بقولك سهيله  نقلت نفسها لـ كفر الشيخ، ومخبيه إنها حامل  يبقى خايفه من الحسد.



تفهم آيسر قائلًا:
يمكن مستنية وقت وهتقولك ولا يمكن هتعملك جو رومانسي زى الافلام كده وتقولك تقوم إنت هوب شايله هيلا بيلا وتلف بها المكان وهى تصرخ وتقولك بحبااااك يا آصف.



رغم مزاج آصف السئ لكن ضحك قائلًا:
وسعت منك أوي دي،شكلك رايق وأنا مزاجي سئ هسيبك...



قاطعه آيسر قائلًا بمزح أيضًا:
طالما جيت خلينا نقعد مع بعض شويه،شوفت أهو إنت طردتني من الشقه عشان خاطر مراتك،وأهو إنت كمان طفشان منها لنفس السبب بس أنا عشان قلبي كبير مش هتطردك وهدبر له مُكنه تبات فيها الليله.




        
          
                
ضحك آصف قائلًا بإيتهزاء:
مُكنه...ده لفظ طيار محترم،طب فين المُكنه دي؟.



همس آيسر قائلًا:
إنت عارف إنى أجرت الشقه اللى قصادى 
لـ حمايا عشان يبقى جنب روميساء دايمًا،ممكن اقوله يستقبلك عنده الليلة أهو تسليه للصبح.



نظر له آصف بغضب قائلًا:
لاء مُتشكر لخدماتك وفرها،عندى المكتب فيه إستراحه هبات فيها كانت غلطة أساسًا إني جيتلك.



ضحك آيسر قائلًا بمزح ثم إستذكر:
غلطة...طب بذمتك مش حسيت براحه بعد ما فضفضت لى،آه بالمناسبة مقولتليش فتحت الموبايل اللى بسببه سافرت البُحيره وجبته لك من البيت اللى هناك.



توتر آصف قائلًا:
لاء معرفتش أوصل لنمط فتحه،ولما عرضته على مُتخصص قالى إن في شفره عالموبايل لو إتفتح بغير النمط اللى موجود عليه هيضرب سيستم وببقى صعب إسترداد المعلومات اللى كانت عليه.



نظر آيسر الى آصف إستشف عدم صِدقه دب فى قلبه شك وقلق،حاول تطويع الحديث مع آصف لكن كان يرد بحذر،هكذا شعر من ردود آصف رغم أنها منطقيه،لكن هنالك حدس فى قلبه عكس ذلك وعليه الإحتراز من أجل آصف. 
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ 
بعد مرور حوالى أسبوعين 
صباحً
بـ ڤيلا شهيره. 
ألقى أسعد تلك الصور الخاصه بها أمامها فوق الفراش، ونظر لها بإستهزاء... جمعت شهيره تلك الصور ونظرت لها بذهول قائله  بإرتجاف: 
الصور دى متفبركه. 



ضحك أسعد  بتهكم  بنبرة برود:.
بجد... مين اللى معاكِ فى الصور ده يا مدام؟.



تلجلجت شهيره قائله: 
ده موظف فى البنك وانا بتعامل معاه عادي، زى أى موظف، بس معرفش  مين اللى صورنا الصور دى وغرضه أيه أكيد "بابارتزى" حابب يعمل فرقعه عشان يبقى تريند،بس الصور دى وصلتك إزاي،واظن الصور واضحه انا مكنتش فى وضع مُخل.



تهكم أسعد قائلًا بتريقه:
"بابارتزى"
فوقى يا مدام مفكره نفسك نجمة مجتمع عشان الناس تهتم بأخبارك،وموظف ايه اللر تقعدي معاه فى مطعم فخم زى ده،كوباية الميه فيه بنص مرتبه فى شهر.



إرتبكت شهيره قائله بتبرير:.إنت عارف إن شغل الآتلييه له حسابات وانا كنت محتاجه منه يضبط لى شوية حسابات،وده كان سبب لقائنا فى مطعم ده،وأعتقد المطعم مكان مفتوح قدام الحنيع،وبعدين إنت بتحقق معايا كده ليه،
إنت بتشك فيا...لاء....



قاطعها أسعد بإستهزاء قائلًا بجبروت:
أنا لو بشك فيكِ مكنش زمانك واقفه قدامى بتردي عليا،انا حبيت احذرك وأقولك إن ده آخر تحذير ليكِ يا شهيره،أنا صبري نفذ،إزاي تسمحِ  لنفسك تقابلى شخص فى مطعم فخم ومشهور زى ده،وإنتِ عارفه مكانتِ كويس.



تمثلت الثقه بـ شهيره قائله:
اهو أنت قولت مكان عام ومعروف،يبقى لازمته أيه الإستجواب ده،اللى يعتبر شك وانا مسمحش بيه،وكفايه بقى يا أسعد تهديدات انا زهقت وقرفت،طالما حياتنا بقت مستحيل نتحمل مع بعض يبقى ننفصل بهدوء ونراعي السنين اللى عِشناها مع بعض كمان عشان خاطر بناتنا.




        
          
                
تهكم أسعد بإستهزاء قائلًا:
بناتنا اللى إنت نسياهم،وسنين أيه،شهيره أنسى انى أنفصل عنك غير بمزاجي،وانا مالئش مزاج دلوقتي.



تعصبت شهيره قائله:
هى مسألة عِند وخلاص،خلينا نحافظ على صورتنا كأشخاص حضاريه...بينفصلوا عن بعض.



تهكم أسعد قائلًا:.
حضاريه،إنتِ بتصدقي كلام المجلات والمواقع الفارغ،عزيزتى بلاش تعيشي فى اوهام،أنا وقت ما أحب أنفصل عنك مش هيبقى بينا أى علاقه حضاريه...بس قبل ما انفصل عنك ليكِ عندي مفاجأة متأكد هتعجبك أوى.



نظرت له شهيره بغضب وترقُب قائله:
قصدك أيه بالمفاجأة.



تبسم أسعد بإستهزاء،وتوجه نحو باب الغرفه قائلًا:
هتعرفيها فى وقتها ومش هتنتظري وقت كتير،لمي الصور يمكن تنفعك بعدين لما تبصي عليها وتتحسري،أنا عندي جلسه  مهمه فى البرلمان مش عاوز أتأخر عليها.



غادر أسعد بينما زفرت شهيره نفسها بغيظ جم،ودت الفتك بذاك المغرور المُتكبر،نظرت نحو تلك الصور،شعرت بالغضب لديها يقين أن خلف تلك الصور  التى إلتقطت لها وهى تجلس مع عادل فى أكثر من لقاء بأحد المطاعم،ليست من "بابارتزى"كما قالت لـ أسعد هو خلف تلك الصور لكن ما غرضه منها،شعرت بالزهق من تلك الحياه التى تعيشها،حياة فرض اسعد عليها قيوده،حان وقت تحطيم تلك القيود  
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ 
بحوالى الثانيه ظهرًا
حسم طاهر قراره لابد من ان يرسوا على حقيقه قبل ان يعود للـ الإمارات مره أخري بعد نهاية أجازته الذى لم يتبقى فيها أقل من  شهرًا... تبسم وهو يتذكر بالامس حين أخذ رفم هاتف يارا من سهيله التى لمحت له أنها ترى بعض النظرات الخاصه  بينهم، كذلك رحبت بفكرة إرتباطهم وتمنت حدوث ذلك  رغم أنه لم يُصرح لها، لكن سهيله  لم تضغط عليه، او بالأصح أرادت ان لا ياخذها بذنب آصف أو جبروت أسعد بالماضي،خطأً أن تؤخذ بذنب إرتكبه غيرها،قرر،المخاطرة والسؤال قبل أن يتخذ قرار مواجهة أسعد برغبته فى خطوبة من يارا
وها هو بجلس بذاك المطعم ينتظر مجئ يارا، لوقت تلاعب الشك بقلبه أنها لن تأتى،بعد إنتظاره لوقت طويل... رغم أنه لم يمر سوا بضع دقائق عن ميعاد إلتقائهم التى حددته يارا بعد ان تنتهي من عملها...لكن إنشرح قلبه حين رأى يارا تدلف الى المطعم... 



بينما  يارا وصلت فعلًا قبل لحظات الى مكان اللقاء، لكن وقفت أمام المطعم، بداخلها  تردُد كبير، حقًا لا تعلم سبب طلب طاهر للقائها، خمنت ربما السبب آصف وسهيله بعد ان علمت ان سهيله عادت للعيش مع والداها بـ كفر الشيخ، ربما هنالك خلافً بينهم، لكن لن تتدخل بشئ لا يخصها، كانت اول المتضررين من خلف آصف، حين خذلها قلبها وأغرمت بـ طاهر الذى ذبحها بخيبة الحب الاول، التى مازالت تعانى منه كآن قلبها مازال يُريد العذاب، فكرت للحظات ان لا تدخل الى المطعم وتغادر ترثي قلبها بعيدًا، لكن تحكم الشوق فيها لرؤية طاهر كآن قلبها يهوا العذاب، دلفت الى الداخل بخطوات وئيدة يعاود الندم ليتها ما دخلت، ليتها تفر هاربه الآن، لكن سارت قدميها نحو مكان جلوسه رغمً عنها وقفت أمامه 
بحنين وآنين كانت تحكي العيون،
عن عشق وئد من المهد،لكن مازال له مكانه فى القلوب 
كل منهم بداخله ندمً لما إستسلم وإبتعد،لكن ربما آن الآوان أن تعثُر القلوب على فرصه أخرى علها تكون البدايه الثانيه.




        
          
                
تبسم طاهر وهو يمد يدهُ بالمصافحه قائلًا:
أزيك يا يارا.



للحظة نظرت الى يدهُ الممدُده قبل أن تضع يدها بيدهُ،ضمها بآناملهُ،يشعر بإحساس دافئ،كذالك هى شعرت بنفس الإحساس الدافئ التى دائمًا عانت من إفتقادهُ مع من حولها،لكن سُرعان ما سحبت يدها من يدهُ بخجل،رفعت وجهها تنظر لوجهه ملامح لم تتبدل إزدادت نُضج فقط،كان هنالك سؤال بعقلها:
هل نضجت مشاعره نحوها أو على الأقل تبدلت بعد تلك السنوات
سؤال تخشى إجابته،بعد أن كانت ظنت أنها نسيت وهم فشل "الحب الأول"، لكن لم يكُن وهمً كان حقيقه تخشى ان تجد من خلفها السراب. 



كذالك هو رأها بعين مختلفه عن الماضي، إزدادت نُضجًا وجمال، لكن هل مازال قلبها فارغً أم هنالك من إحتل مكانه خاصه لديها. 



عادت نظرات العيون لكن تبدل الحنين  والآنين الى حِيرة مشاعر.



ردت يارا بهدوء: 
الحمد لله بخير، وإنت أخبارك أيه؟. 



تبسم طاهر قائلًا: 
أنا كمان بخير، هنتكلم وإحنا واقفين إتفضلي أقعدي... 
جلست يارا قائله:. بعتذر اتأخرت كان فى شوية شغل فى المركز وخدوا وقت أكتر من الازم. 



تبسم طاهر قائلًا  بمغزي: 
أنا مستعد أنتظرك بدون ملل. 



شعرت بهزه فى قلبها قويه وتبسمت قائله:. خير طلبت إننا نتقابل عشان موضوع مهم. 



تبسم طاهر قائلًا: 
خير أكيد، سبق وقولتلك إنى أخدت رقم موبايلك من سهيله،عشان أمر خاص.



إرتبكت يارا سائله:
وأيه هو الأمر الخاص ده، لو يخُص آصف وسه فى رأيي هما.... 



قاطعها طاهر قائلًا: 
لاء الأمر ميخصش سهيله ولا آصف هما أحرار فى قرارتهم ده رأيي الأمر يخصنا إحنا، يارا أنا طول عمري مش بحب اللف والدوران، وبقول الطريق المستقيم هو أفضل الطُرق، بصراحه أنا زمان ظلمت نفسي لما إستسلمت لغضبِ من آصف وقت ما أذى سهيله، وكمان مش هنكر كرهتك، او بالاصح كرهت كل شئ من ناحية  آصف، بس كنت غلطان إنى أخدتك بذنب آصف ومش عارف ليه أنا عملت كدن وقتها، يمكن مشاعر  الأخوه طغط عليا، بس بعدها لما فكرت فى الموضوع حسيت بذنب،يارا عارف هتقوليلى أيه شآن الماضى بطلبِ إنى أقابلك النهارده،هقولك بصراحه أنا كُنت معجب بيك لما كنا فى الجامعه.



تفاجئت يارا بقول طاهر وسألته بتسرُع:
بس إنت سبق وقولتلى إنك معجب بزميله ليك.



تسرع طاهر بالرد:
ده أجوزت من بعد ما خلصنا الجامعه مباشرةً و...



قاطعته يارا بآسف:
أكيد مكنتش تعرف مشاعرك إتجاهها...



قاطعها طاهر قائلًا:
بس انا عمري ما كان عندي أى مشاعر أتجاهها غير مشاعر زماله مش أكتر، إنما مشاعري الحقيقيه  كانت لـ... 



قاطعته يارا  قائله: 
اكيد كانت لزميله تانيه... 



قاطعها  طاهر قائلًا  مباشرةً: 
لاء كانت ليكِ يا يارا، ولو موافقه إننا نكمل حياتنا سوا وتتنازلى عن رفاهية "أسعد شُعيب" انا مستعد أحارب عشانك. 




        
          
                
نهضت يارا بتسرُع قائله: 
لاء، وفر على نفسك المُحاربة لوحدك أنا دايمًا بخرج خسرانه وقلبي مش هيحمل يأس تاني. 



قالت هذا وغادرت مُسرعه،نهض طاهر هو الأخر وضع بعض المال فوق الطاوله وغادر خلفها مُسرعًا لكن كانت يارا صعدت الى سبارتها وقادتها بتسرُع،زفر طاهر نفسه يشعر بتقطع فى قلبه...لكن تذكر الماضي حين أخبرها انه يهوا غيرها،لابد أنها تعتقد أنه يحاول مداواة قلبه...زفر بآسف، هفوات الماضي تُعرقل سعادة الحاضر والمستقبل.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بمنزل أيمن
كانت سهيله نائمه فوق الفراش،تضع يدها فوق بطنها تُمسد عليها،يطغى عليها شعور الإشتياق لـ آصف،تذكرت أنه لم يعود الى الشقه تلك الليله حتى وقت مغادرتها صباحً،حتى أنه لم يُهاتفها منذ تلك الليله،هل مَل من عِشقها،عاتبت نفسها:
أكيد آصف زهق مني،بس ده غصب عني أوقات بخاف أكون فى حِلم وينتهي،وأهو آصف حتى متصلش يسأل عني،وظلم باباه أنه السبب فى نقلي لهنا مع أنه مالوش دخل،أنا اللى عرفت ان المستشفى بتاع البلد هتتفتح ومحتاجين لدكاترة قدمت نقل وإتقبل بسبب حاجة المستشفى لدكاترة...مر حوالى أسبوعين وآصف...



قطع تفكير سهيله ذاك الصغير الذى دفع باب الغرفه الموارب بقوه ودخل متوجهًا إليها وصعد جوارها على الفراش،تبسمت له قائله:
حبيبي حسام أكيد هربان من تيتا سحر عشان متقولش له ياكل.



اومأ ببسمه،تبسمت له سهيله وحضنته قائله:
تعرف أنا نفسي أكون حامل فى بنت عشان تيتا آسميه بتحب البنات أكتر من الصبيان. 



لم يفهم الصغير، بينما تفاجئت سحر التى آتت خلف حسام  وسمعت حديث سهيله وسألت بتأكيد: 
إنتِ حامل يا سهيله. 
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
مساءً
بمكتب آصف
تحدث بأمر:. 
تمام، عينك  تكون عالدكتورة خطوه بخطوه ممنوع تغفل عنها طول ما هى خارح البيت  وفى المستشفى  أو فى أى مكان تاني. 



أغلق آصف الهاتف ووضعه امامه وتنهد بإشتياق لكن شعر بإرتياح قليلًا بعد أن رأي صورتها على الهاتف، وعلم أنها بخير، لكن سُرعان ما نظر نحو باب المكتب وسمع الى من دخلت تتهادى بدلال: 
مع إنك آخر لقاء لينا فى المستشفى عاملتني بجفاء وشبه طردتني، بس أنا قلبي مش بيشل من اللى لهم مَعَزه خاصه...لما كلمتني عالموبايل نسيت معاملتك الجافه  وجيت لك فورًا  



تبسم ونهض واقفًا يُرحب بها بترحاب غير مسبوق، مما أذهلها، لكن آصف كان لديه هدف يشعر بإشمئزاز وهو يتجاوب مع إغراء ودلال مي،لكن كان مراوغً جيد يعرف طريقة ترويضها كى ينال هدفه،أوهمها أنه بتجاوب معها لكن بالحقيقة كان يهاودها بعقليتها التى تلهث خلف ميولها،حقًا لم يلمسها لكن كان يُثيرها بالحركات،ورد الفعل حين كاد يوهمها أنه سيُقبلها رغم أنه
كان يقترب منها بحذر، لكن شوقها يجعل جسدها فى حالة إشتياق 
وهو مثل لاعبً محترفً مخصرمً يتلاعب بالطابه يطوعها بين قدميه، يعلم متي يعود خطوه للخلف ومتى يبتعد عنها ومتي يتقدم ناحية المرمي



نظر لها آصف بإستهزاء من ضعفها أمامه سألًا بمفاجأة: 
"رامز" أخو شهيرة،
رامز كان مُدربك...  هو اللى بعتك ليا، عشان تغويني وأقع فى فخك، طبعًا مين يقدر يقاوم قدام جمال ودلال 
"مي المنصوري"... إنتِ كنتِ  هاويه عروض الأزياء وكنتِ من أشهر العارضات لفترة قبل ما تمسكِ شركة باباكِ،



رفعت مي نظرها عن شفاه آصف التى ظنت لوهله انه سيُقبلها... فاقت من ذاك التوهان ونظرت الى وجهه بذهول وكادت تنفي ذلك، لكن سبقها آصف بإشمئزاز: 
مفكراني معرفش Nightclub او بمعنى أصح" الكباريه"اللى بتتقابلي فيه إنتِ والحقير ده، بس عندي سؤال ليه بتتردى عالكباريه ده 
طب هو شخص ميوله قذره زيه وبيروح الكباريهات عشان يصتطاد له قذر يقضى معاه ليله يشبع فيها ميوله الدنيئة.. بس ليه هفكر فى إجابتك وانا عارفها إنتِ كمان زيه ليكِ ميولك بس على نوع تانى 
"ساديه" تحبِ اللى يركع تحت رجلكِ، بس أنا فاهمك من أول لقاء بينا لما ركعتِ قدامي وطلبتِ نتجوز عرفي بمجرد ما قولت لك عن سبب إنفصالي عن مراتِ، بس للآسف رفضي ليكِ زود عندك الهوس والجنون، قدامك آخر فرصه يا مي 
قولى الحقيقة رامز 
هو اللى حرضك عليا. 



نفت مي برأسها وبتسرُع ذهبت نحو باب المكتب وخرجت مُسرعه تشعر بغضب ساحق، لحقها آصف سريعًا، لكن هى كانت تهرول بسرعه وصلت الى مصعد البِناية الكهربائى وإستقلت به وضغطت على ذر الهبوط لأسفل، تشعر برعشه تهز جسدها،دموع تنساب من عينيها بآسًا 



بينما آصف على آخر لحظه لم يلحق المصعد لكن لم ينتظر توجه نحو سُلم البنايه وترجل السُلم سريعًا الى أسفل، حتى أنه وصل الى بهو البنايه قبل أن يصل المصعد الكهربائى وقف للحظه ينتظر 
الى أن فتحت مي باب المصعد، تفاجئت بذهول حين وجدت آصف أمامها مباشرةً ينظر لها بتقزُز مُستفسرًا بإستهزاء: 
للدرجه دى خايفه يعرف إنى كنت أعرفه من البدايه وسيبته يلف حبل نهايته حوالين رقابته، أيه ماسك عليكِ فيديوهات ولا... يمكن ليكم لقاءات سوا بتتشاركوا فيها ميولكم الدنيئة. 



بغضب أزاحته مي من أمامها وخرجت من المصعد ولم تجاوبهُ...لكن مازال آصف خلفها الى أن خرجت من باب البنايه ظهرت سيارة وخرج منها من خلف زجاج بابها فوهة سلاح ناري يطلق رصاصًا بعشوائيه...
إحتمى آصف خلف أحد الجُدران. بينما
بلحظات كانت مي تتردى أرضًا. 
..... 
«يتبع»  
ـــــــــــــــ 
كان عقلها شاردًا وهى تجلس مع والديها بغرفة المعيشه يشاهدون التلفاز،لم تكُن تنتبه الا حين شعرت بـ حسام يجلس على ساقيها تبسمت له   بقبول، 
بينما تتبعته أيمن بعينيه بعد أن نهض من فوق ساقيه وتوجه الى سهيله وجلس على ساقيها يُقبل وجنتها،كذالك سحر تتبعته  وتبسمت حين قبل وجنة سهيله،لكن سُرعان ما غص قلبهما،وتذكر أيمن إخبار سحر له أن سهيله أكدت لها أنها حامل،لا يعرفا أى شعور يضغى عليهما 
سعادة أم آسى... 
وهما يشعران أن سهيله حائره بين قلبها وعقلها،تشعر كآنها بمتاهه 
أتُكمل وتنهي زواجها من آصف،أم تبدأ من جديد وتُعطي فرصه لزواجهم وبالتأكيد ستجد السعادة مع آصف الذى أظهر ندمه على ما إقترفهُ بالماضى وأثبت ذلك بالبرهان حين أعطى لها فرصه أن تختار دون ضغط منه عليها.... تنهد بتمني أن تعثُر سهيله على طريق البدايه التى تجد فيه سعادتها. 



قطع نظر أيمن وسحر لـ سهيله وحسام، دخول طاهر مُبتسمً  بعد أن ألقى عليهم السلام يقول: 
دايمًا متجمعين. 



تبسمت سهيله حين ترك حسام ساقيها وتوجه نحو طاهر راغبً أن يحمله،تبسم طاهر وأنحني يحمله ثم جلس جوار سهيله التى تبسمت له، بينما سألته سحر: 
جعان؟. 



رد طاهر: 
لاء يا ماما أكلت سندوتشات فى الطريق. 



بينما سأل أيمن: 
خلصت الموضوع  اللى كنت بسببه فى القاهرة. 



تنهد طاهر يشعُر بأمل قائلًا: 
شبه خلصته. 



تبسمت له سهيله، وهى تتثائب... ثم نهضت قائله: 
مش هقدر أكمل الفيلم كملوه أنتم حاسه إنى منعوسه. 



ضحك طاهر قائلًا: 
إنتِ منعوسه إنما حسام شكله هيكمل السهره للصبح. 



تبسمت سحر  قائله: 
حسام بينام أى وقت. 



تبسمت  سهيله وهى تُقبل حسام قائله: 
دماغه رايقه، أنا مُرهقه من الشغل فى المستشفى،مستشفى جديده بقى عاوزين يعملوا منظر. 



تبسم أيمن قائلًا: 
حاولي متجهديش نفسك كتير، عشان صحتك. 



نظرت سهيله الى سحر، تيقنت أنها أخبرت والدها بحملها، تبسمت  قائله: 
حاضر  يا بابا، تصبحوا على خير. 



غادرت سهيله بينما نظر أيمن  وسحر لبعضهما وتنهدا ببسمه، لم يُلاحظ طاهر ذلك بسبب إنشغاله بمداعبات حسام 



  بينما سهيله، التى كانت تشعر حقًا بالنُعاس فجأة ذهب ذلك وشعرت بزيادة  خفقان قلبها يتسارع نبضهُ مصحوب ذلك بإنقباضة فى صدرها،
تعجبت هذا الشعور التى تشعر به يخُص آصف...نهضت جالسه  تتكئ بظهرها على بعض الوسائد،تنظر نحو سقف الغرفه،شارده بذاك الشعور القابض لقلبها من ناحية آصف،ما سببه،أجابها عقلها 
-يمكن بسبب تفكيرك فيه طول الوقت.



لم يقتنع قلبها بهذا الجواب،هنالك شعور خافق لقلبها،جذبت هاتفها وقامت بفتحه وكادت تتصل على آصف،لكن ترددت لبعض اللحظات،تنفست تحاول السيطرة على تلك المشاعر فماذا ستقول لـ آصف تُبرر إتصالها عليه الآن،لكن شعرت برجفه حين أطلق الهاتف صوت إشعارات،فتحت الهاتف ترا هوية تلك الإشعارات علها يهدأ قلبها وتنسى ذاك الشعور...
بدأت برؤية تلك الإشعارات لكن تصنمت يدها فجأة حين رأت ذاك الخبر الذى يخُص آصف 
قرأته 
جريمة إغتيال أمام مكتب آصف شُعيب المحامي المشهور والضحيه هى سيده الاعمال مي المنصوري،تُرا من كان مقصودًا بالإغتيال،هل 
مي أم آصف...
        
                
إرتعش قلبها وزادت خفقاته أكثر،بلا تردُد قامت بالإتصال على آصف...تنتظر رده الذى لم يغيب سوا دقائق،لكن بالنسبه لها ساعات



بينما
بالنيابه العامه 
كان يجلس آصف مع أحد وكلاء النيابه الذى سأله: 
أيه علاقتك بالمغدور بها "مي المنصوري" 
رد آصف ببساطه: 
مجرد عميله عندي فى المكتب. 



تفهم وكيل النيابه سألًا: 
تفتكر مين اللى كان مقصود بالإغتيال ده 
إنت ولا مي؟. 



أجابه آصف بهدوء: 
معرفش، أنا محامي وماليش أعداء. 



رد وكيل النيابه: 
إنت محامي مشهور وإترافعت فى قضايا كبيرة قبل كده، مش يمكن  يكون شخص حس إنك ظلمته، كمان اللى أعرفه إنگ كنت قاضي قبل كده، ويمكن عداوات قديمه...كمان الفترة اللي فاتت إتعرضت لهجوم... 



قاطعه آصف قائلًا: 
فعلًا كنت إتعرضت لهجوم  بس ده كان حرامي إتسلل بغرض سرقة البيت، كمان 
معتقدش أنا المقصود لآن لو أنا كان المجرم إنتظر خروجي من باب العمارة  وبعدها أطلق عليا الرصاص زى ما حصل، وكمان فى كاميرات فى المكان تقدر ترجع ليها. 



تبسم  وكيل النيابه مُقتنعًا، بنفس الوقت صدح رنين هاتفه، أخرجه من جيبه وكاد يُغلق الرنين لكن تفاجئ حين رأى إسم سهيله على الشاشه، نظر نحو وكيل النيابه قائلًا: 
دي مراتي. 



تبسم وكيل النيابه وأومأ له بموافقه على الرد عليها. 



بمجرد أن فتح الإتصال خفق قلبه حين سمع صوت سهيله بإندفاع سائله: 
آصف...إنت بخير. 



أجابها بنبرة عِتاب: 
أنا بخير يا سهيله مُتشكر لإتصالك.



شعرت بنبرة العِتاب فى صوته أغلقت عينيها تتنهد بإشتياق،وضعت يدها فوق موضع قلبها عله يهدأ خفقاته المُتلاحقة،تمنت لو كان قال لها ألا يكفى لتعودي إلي...لكن صمتت لدقيقه   



كذالك  آصف صمت يتمني لو كانت أمامه الآن ويلقى بنفسه بين يديها فاقدًا للوعى لا يود الشعور بغير أنفاسها قريبه منه... 
تنهد بخيبة أمل من صمتها قائلًا: 
مُضطر أنهي الإتصال أنا فى النيابه. 



بخفوت قالت سهيله: 
تمام الحمدلله لله إنك بخير مع السلامه. 



تنهد آصف مُستهزءًا بمشاعره ماذا ظن أن تقول سهيله له آنها ستأتى كي تطمئن عليه مباشرةً، رغم ذلك لم يشعر بيأس مازال قلبه ينبض من أجلها فقط. 
ــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــ 
بعد مرور أسبوعين
رحل الشتاء وآتى ربيع شبه  دافئ أحيانًا كذالك هنالك أيضًا عواصف ربيعيه مُحملة بغُبار  
بروكسل "بلجيكا" قبل قليل. 
نظر الطبيب الى نتائج تلك الفحوصات التى امامه ثم نظر الى ذلك الجالس سألًا باللغه الإنجليزيه: 
إمتى كان آخر فحص طبي عمله. 



أجابه بهدوء: 
من ست شهور أو أكتر شوية. 



نظر الطبيب  مره أخرى الى تلك التقارير ثم عاد النظر له قائلًا: 
مش معقول، إزاي مظهرش فى آخر فحص طبي النتايج قدامي بتوضح إصابتك بالمرض  ده من أكتر من ست شهور. 




        
          
                
شعر برجفه سألًا: 
مرض أيه؟. 



أجابه الطبيب: 
Acquired immunodeficiency 
-نعم! 
قالها بصاعقة ذهول مُستفسرًا: 
ماذا تقول، هل أنت مُتأكد! 



أجابة الطبيب  بتأكيد: 
أجل، تلك هى نتيجة هذا الفحص الطبي أنت مُصاب بـ نقص المناعه المُكتسب(الإيدز). 



صاعقة أصابت عقلهُ غير مستوعب للحظات الى أن بدأ يهزي بتكذيب:
مستحيل،أكيد الفحوصات دى إتبدلت  المركز الطبي اللى عملت فيه الفحوصات، أكيد غِلطوا وبدلوا فحوصاتى مع  فحوصات شخص تانى،أنا لازم أعيد الفحوصات دى تانى وأكيد هتطلع النتيجة مختلفه.



لم يفهم الطبيب ما قاله،لكن إستشف أنه شبة يهزي بسبب حركات رأسه كذالك العرق الذي يسيل على وجهه بغزارة رغم أن حرارة العيادة مُعتدله،كذالك حركات عيناة الزائغه بذهول...تفهم ما يمُر به من نوبة هزيان،ظل جالسًا مكانه يترقب رد فعله بحذر الى أن نهض وترك ذاك المُغلف الخاص بنتيجة تلك الفحوصات،لم يهتم الطبيب،بينما سار مثل المشدوه العقل،كآنه مثل المجاذيب  ،على سيرة المجاذيب تذكر وليفهُ، الذي ظل هنا بسببه لما يقترب من شهر حقًا لديه أسباب أخرى للبقاء لكن هُنا يجد الحُريه فى تلك الممارسات القذرة،ذهب نحو ذاك المسكن الموجود ببِنايه راقيه،عقله لا يستوعب ما أخبرهُ الطبيب لديه أمل أن يكون خطأ غير مقصود،صعد بالمصعد الكهربائي وقف امام باب الشقه وأخرج المفتاح فتح الباب ثم توجه مباشرة الى غرفة النوم يشعر بإنهاك يود التمدُد على الفراش وإغماض عينيه يفصل وعيهُ عن ذاك الخبر المُفجع، لكن تفاجئ  بذاك الحقير فوق الفراش ومعه إمرأة بوضع مُثير للإشمئزاز بالنسبه له،ثار عقله أكثر،وشعر بخيانه،بينما ذاك الآخر نظر له بنظرات مُرتعبه كآنه يفعل خطيئة بحقهُ،وبرر ذاك يُتهته قائلًا بالإنجليزيه  :
إنها هي...هي من أغوتني بحركاتها المُثيرة.



بينما تلك التى لا تفهم الإنجليزيه،نظرت إليه بإعجاب وتركت الآخر بالفراش سارت عاريه تتهادي بسيرها تُثيرهُ،لكن كانت مُغفله أنها لا يهوا النساء بل يشمئز منهن،كذالك لم ترا أنه سحب ذاك النصل الذى كان موضعًا فوق طبق الفاكهه الموضوع فوق منضده بوسط الغرفه، ظنت أنها تستطيع السيطره عليه بإثارتها، حتى حين إقتربت منه بدأت تتلمس جسدهُ بجرآه وشهوانيه،لكن كانت تتقدم نحو موتها فبمجرد أن لمست جسده سُرعان ما تهاوا جسدها أرضًا تضع يديها فوق عُنقها المنحور الذى ينزف بغزارة ينتفض جسدها الى ان سكن دون حركه،بينما الآخر إرتعب أكثر،وإبتعد يتخذ رُكنًا بجانب الغرفه يستعطفه،بينما هو يتقدم نحوه سائلًا:
إنت مريض بـ الإيدز.



صمت الآخر دون رد،أعاد سؤاله  ثم أكمل بتعسُف:
إنت اللى نقلت لى العدوي،وكمان خاين،ومعروف الخاين جزاؤه أيه.



جحظت عين الآخر حين شعر بذاك النصل  ينحر عُنقهُ بلا هواده حتى رقد جسدهُ أرضًا ينتفض بإستغاثه،أسفل قدميه ينظر له يشعر بالإشمئزاز كأنه ذبح دجاجه أو عَنزه،لا عُنق إنسان،ألقى ذاك النصل أرضًا ثم بصق وذهب يجلس على الفراش ينظر نحو هاتان الجثتان
يتذكر بقسوة قلب أول مره أقدم على قتل إنسان فهذان مجرد أرقام بوسط قائمه قام بسفك دمائها 
لكن من شعر بالآسف حين نحره كان 
"سامر"وليفهُ المُدلل"
[بـالعوده الى ليلة مقتل سامر]   
بداخل تلك الغرفه نظر له سامر بضيق قائلًا: 
رامز إحنا فى مستشفى عام وسبق وقولتلك إنى خلاص قررت أتوب عن المُمارسات دى، وقررت أتعالج وإنت كمان الدكتور النفسي  قالى إن مش صعب أرجع طبيعي، كفايه انا مش هرجع تاني للمُمارسات اللى من النوعيه دي. 




        
          
                
تعصب عليه قائلًا يُثيره أنه بلا شخصيه: 
كل ده عشان خايف من حتت بِت متسواش، بسيطه لو قالت لأخوك آصف سهل تكذبها.... 



قاطعه سامر: 
آصف ممكن يكذبني وهيصدق سهيله، لأنه عارف أخلاقها كويس إنها صعب تكذب. 



تحدث رامز بلا مبالاة: 
سهل نخرسها نهائي. 



نظر له سامر مذهولًا يسأل: 
قصدك أيه. 



رد رامز ببساطة: 
نقتلها قضاء وقدر. 



جحظت عين سامر قائلًا: 
مستحيل، كمان مش سهيله السبب، أنا كمان بقيت بحس بقرف وإشمئزاز من المُمارسات دى، مش حاسس فيها بأي مُتعه غير إننا بنغضب الله. 



تهكم رامز بإستياء: 
الله! 
الله خلقنا عشان نعيش كُل المُتع المُتاحة مش نعيش الحرمان. 



بقايا الإيمان بقلب سامر جادلهُ قائلًا: 
المُتع الحلال، لكن اللى كنا بنعمله حرام شرعً وقانونً، والدليل إننا بنجاهر بيه منقدرش نعيشه فى العلن،وقبل ما تقولى فى دول مُعترفه بالميول دى وبالنسبه لها حُريه شخصيه،إحنا فى مصر مش فى هولندا أو سويسرا ولا بلجيكا،أو حتى "تل آبيب"بلد الشواذ الاولى.



تنرفز رامز بعصبية مجنون قائلًا:
اللى بينا مستحيل ينتهي عشان إنت خايف من أخوك،هو مالوش ولايه عليك وإنت حُر في ميولك...



قاطعه سامر:
أنا مش خايف من آصف يا رامز،انا خايف من ربنا،ربنا خلقنا عالفطره"ذكر وانثي"ماما كانت دايمًا تقولى إن الإتنين بيكملوا بعض،انا معرفش إزاي توهت وإنجرفت معاك فى الطريق ده،بس أنا لسه فى نص الطريق ومش صعب أرجع،وإنت كمان حاول تتراجع عن الطريق ده...



قاطعه وهو يقترب منه وحاول يتلمس جسدهُ بسفور لكن سامر تراجع للخلف قائلًا:
رامز...انا أخدت القرار مش هرجع للطريق ده تاني وهبدأ العلاج النفسي...



إغتاظ رامز بغضب وحاول إثارة ضعف سامر يتلاعب على وتر أنه ضعيف الشخصيه،لكن سامر كان يرفض تلك المُحايلات والاغواءات،الى أن نفذ صبر رامز وفجأة هجم بجسده على سامر لكن سامر قام بدفعه بقوته 
بسبب قوة الدفعه تصادم جسد رامز بتلك الطاوله التى كان موضوع عليها بعض المستلزمات الطبيه ومن بينها كان  ذاك المبضع التى لسوء الحظ جرح جرح ليس كبير بباطن أحد ساقيه،إنحني  قليلًا لمع أمامه ذاك المبضع جذبه من على الارض ، شعر بوخز آلم فى ساقه لكن لمع بعنيه الوعيد وإقترب من سامر يُخفي ذاك المبضع بين ثنايا كف يدهُ، ظن سامر من إقترابه منه أنه مازال يود إستعاطفه من أجل أن يهاوده، لكن كان مُخطئًا حين رفع رامز يده نحو  نحر سامر يكز على أسنانه  قائلًا  بجنون غيظ من صد سامر له: 
بينا عهد 
و"الخاين جزاؤه القتل". 



بلحظة كان ينحر عُنق سامر، الذى شعر للحظه بالإنعدام قبل أن يترنح جسدهُ ويسير بهوجاء بالغرفه يُبعثر كل ما يصتطدم به دون قصد، غير قادر على الكلام، بينما  رامز سقط المبضع من يدهُ،وظل ينظر لـ سامر مذهولًا للحظات غير مستوعبً ما فعل هو كان يقصد التهويش فقط كي يمتثل سامر لرغبته ويعود معه لتلك المُمارسات ، لم يستمر سامر كثيرًا بالترنُح وتمدد ارضًا فاقدًا كل المقاومه فقط يشعر بآلم قاسي لخروج الروح من جسدهُ، بنفس الوقت فتحت سهيله باب الغرفه لم ترا رامز الذى عاد للخلف خلف باب الغرفه، بإنسانية سهيله  حاولت مساعدته لكن رامز رجف أن تنظر خلفها وتتعرف عليه أو حتى ترا وجهه بتلك القطعه المعدنيه ضرب سهيله  على رأسها تأثرت وجعلها تغشى الرؤيه شبة بين الوعي والا وعي ، ظل رامز واقفًا للحظات خلفها للحظة إتخذ قرار ذبح سهيله  هى الأخرى عقابً منه، لكن سمع صوتً خارج الغرفه، خشي أن يدخل الى الغرفه، جذب ضماد وبعض القُطن وقام بلفهم حول جرح ساقه كذالك مسح تلك الدماء التى سالت من جرح ساقه من على الأرض  ، ثم حسم قراره لابد أن يُغادر قبل أن تسترد تلك الحقيره وعيها مره أخري، فتح باب الغرفه بمواربه، نظر الى الخارج وجد الممر خاليًا، خرج من الغرفه، وكاد يتجه نحو باب الخروج من المشفى، لكن رأى لمعة تلك الكاميرا فكر بدهاء وعاد الى داخل المشفى، ذهب الى أحد المراحيض الخاصه بالمشفى، شعر بإرتعاش فى جسده ظل هكذا  لدقائق يستوعب ماذا فعل هو قتل وليفه، لم يشعر  بالندم على ذلك  نيم ضميرهُ القذر بهزيان أنه خائن جبان ويستحق القتل. 




        
          
                
لكن شعر بآلم فى ساقهُ جلس أرضًا لوقت الى أن سمع صوت سرينة الشرطه، خرج من المرحاض، ونظر الى تلك التشديدات الأمنيه بالمشفى كاملًا فكر بآلم ساقيه،لسوء حظه أثناء سيره إنزلقت قدمه دون إنتباه منه او ربما بسبب الآلم،شعر بآلم مُضاعف،
رأي أحد العاملين بالنظافه فى المشفى،طلب منه ان يُساعده،يأخذه الى قسم العِظام بالمشفى كي يبتعد عن محيط مكان الجريمة، 
قام أحد الأطباء بالكشف على ساقه  فى البدايه ظن أن سبب ذاك  الجرح الذى بباطن ساقه بسبب شِجارًا لكن أقنعه جواب رامز: 
خناقة أيه، كل الحكاية كنت ماشى وإتزحلقت وكان فى شريحة إزاز مرميه عالأرض إخترقت بطن رجلى  وجرحتها وأنا كنت قريب من المستشفى  قولت أدخل أخيطها، ومقدرتش أمشى وقعت على رجلي، بس العامل الطيب ده ساعدنى. 



تفهم الطبيب قائلًا: 
للآسف انا  دكتور عِظام وإنت محتاج دكتور جراحه او ممارس عام يخيط لك الجرح ده. 



أومأ رامز  مُتفهمً
خرج مع العامل الذى سندهُ  قائلًا: 
المستشفى  مقلوبه فى دكتور إتقتل، ومش هنلاقى دكتور فى الإستقبال،تعالى معايا وأنا أشوفلك أى ممُرضه تضمد لك الجرح . 



وافق رامز وذهب معه حتى آتى له بمقعد وجلس عليه وتركه لدقائق ينتظر حتى آتى بإحد المُمرضات،ضمدت له جرح ساقه،ظل قليلًا بالمشفى الى أن سطع ضوء النهار وآتى له العامل قائلًا:
أنا نبطشيتِ خلصت والمستشفى لسه فيها هرج ومرج،وجرح رِجلك ميستاهلش تزنب  نفسك هنا فى المستشفى عليه.



نهض واقفًا وإدعى شعور الآلم قائلًا:
فعلًا انا بقيت أفصل،شكرًا لك،وكمان زمان اللى فى البيت قلقوا عليا،موبايلي شكله  ضاع من غير ما أنتبه بعد ما وقعت، يبقى لك جزيل الشُكر بس لو سندتى لحد باب المستشفى أشوف أى مواصله توصلني للبيت، زمانهم عقلهم هيطير. 



تبسم له العامل بقبول وساعده الى أن وصلا الى أمام باب المشفى، كان يُخفض رأسه عمدًا حتى لا تلتقط أى كاميرا بالمشفى ملامح وجهه، حتى أنه أشار الى إحد سيارات الآجره الخاصه قبل ان يصعد أخرج مبلغً من جيبه واعطاه للعامل شاكرًا له، فى البدايه رفض العامل لكن هو اصر وقام بشكره، لاحظ العامل ذاك الوشم الذى ببداية مِعصم رامز بحرف 
"الميم بالإنجليزية" ليس هذا السبب الوحيد الذى لفت إنتباهه بل هنالك غُرابه أسفل ذاك الوشم هنالك حرفً آخر 
لحرف الراء...لم يهتم العامل بذلك فلا شأن له...غادر سائق سيارة الأجره لم يسير كثيرًا وأوقفه رامز بحجة أن له أقرباء بإحد المناطق،ترجل رامز بعد أن أعطي له مبلغً غادرت سيارة الأجره سار رامز قليلًا الى أن دخل الى مرآب خاص بذاك المكان وذهب نحو إحد السيارات الفخمه فتحها وصعد إليها جلس قليلًا،يلتقط نفسه بالسياره يشعر بهدوء نسبى بعد أن إبتعد عن المشفى،قبل أن يقود سيارته عائدًا الى القاهره،صدح رنين هاتفه الذى كان قد تركه بالسيارة قبل أن يذهب الى المشفى جذب الهاتف وقام بالرد سمع شهيره تقول بغضب:
إنت فين بتصل عليك مش بترد عليا،أكيد مع واحده من إياهم،إسمعني كويس،انا عرفت إن سامر إبن أسعد مات،او إتقتل،المهم أنه مات ولازم أكون موجوده فى كفر الشيخ طبعًا عشان أواسي شُكران وأسعد،وإنت كمان لازم تحضر الجنازة بتاعته،أهو حتى مجاملة.




        
          
                
رد رامز:
أوكيه تمام،إسبقيني وأنا هحصلك على هناك.



أكدت عليه شهيره الحضور،واغلقت الهاتف،ألقى رامز الهاتف جواره بالسياره وشعر ببعض الأسى ليس على سامر بل أنه فقد وليفً كان له مكانة خاصه.



[عودة]
على أصوت آنين إنتزاع روح ذاك الحقير،عاود النظر له ونهض واقفًا يشعر ببعض الإشئمزاز. 
  ــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــ 
بـ القاهرة
ذُهلت شهيره حين سمعت من ذاك الموظف يُخبرها: 
روحت البنك أصرف الشيك بتاع مرتبات اللى بيشتغلوا فى الآتلييه زى كُل شهر لقيت مفيش رصيد لحضرتك فى البنك،يكفى المبلغ اللى مكتوب فى الشيك. 



تقوس حاجبي شهيره  قائله: 
مستحيل، يمكن حصل غلط أو لخبطة  عالعموم أنا هتصل على البنك أشوف أيه الحكايه، ومش هيحصل حاجه لو إتأجل صرف المرتبات لبكره. 



أومأ لها العامل وغادر بينما جذبت شهيره هاتفها وكادت تتصل لكن تراجعت وفكرت لما لا تذهب الى البنك بتلك الحِجه، بالتأكيد  خطأ وبالتأكيد سهل إصلاحهُ.



بعد قليل بالبنك
جلست شهيره بغرفة المدير الذى إستقبلها ليس كالعادة بترحاب فائق، فقط ترحاب فاتر.
تجاهلت ذلك قائله: 
مدير الحسابات عندي جه يصرف شيك مرتبات الموظفين، قالى إن مفيش رصيد فى حسابي، أكيد ده غلطه منكم. 



-لاء مش غلطه يا شهيره. 



نظرت شهيره نحو باب المكتب والى ذاك الذى فتح الباب بجبروت قائلًا  بتأكيد: 
فعلًا حسابك فى البنك بقى خمسين ألف جنيه بس. 



ذُهلت شهيره قائله بخفوت: 
أسعد... أيه الجنان اللى بتقوله ده. 



تضايق أسعد وأومأ برأسه لمدير البنك الذى فهم الإشاره وخرج من المكتب وتركهم 
نظر لها بتجهم قائلًا  بغضب:
سبق وحذرتك يا شهيره،وإنتِ إستهونتِ بتحذيري ليكِ فكرتِ نفسك إنك أذكي،بس عشان تعرفي إن اللعب معايا مالوش نتيجه غير الخساره،البنك ده أنا بملكه من الباطن،يعنى كل الموظفين اللى فيه رهن إشارتي،حتى "عادل" نفسه رهن إشارتي،وعشان تعرفي إنى كريم معاكِ أنا سيبت الڤيلا بإسمك بس عشان متشرديش كرامه لبناتِ،لكن العِشره اللى كانت بينا إنتِ أخدتِ تمنها كامل مميزات مني بقيتِ سيدة مجتمع محترمه،لكن إنتِ إتبطرتي وفكرت إن إسم "شهيره"أقوي بدون ذكر إسم"أسعد شُعيب"... بس متخفيش إسم اسعد شُعيب  مازال له سيطرة علي حياتك بمزاجي، وإطمني ده مش هيستمر كتير، مسألة وقت، بس عشان تعرفي مفاجأتى التانيه ليكِ اللي هتبهرك. 
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بمنزل أيمن 
مساءً
بعد أن إنتهوا من العشاء، آتت سهيله بصنيه عليها أكواب الشاي، نهض أيمن وأخذ منها الصنيه قائلًا: 
المفروض تريحي نفسك الإجهاد مش كويس عشانك. 



تبسمت سهيله  له قائله: 
يعنى عمايل الشاي هى اللى هتجهدنى. 



تبسم لها أيمن قائلًا: 
ايوا ويلا تعالى اقعدى جانبِ وهويدا موجوده. 




        
          
                
إستغربت هويدا إهتمام أيمن المُبالغ ولم تهتم 
تنحنحت قائله: 
بما إنتا متجمعين مع بعض مش ناقص غير رحيم، ومعتقدش الأمر ده يخصه كان فى موضوع خاص بيا  عاوز أقولكم عليه. 



تبسم طاهر سألًا: 
خير أيه هو الموضوع  ده. 



اجابته هويدا: 
أنا قررت أتجوز مره تانيه.



نظرت سحر لها  بتفاجؤ قائله:
واللى هتتجوزيه ده مجاش طلبك من باباكِ ليه،كمان موقفه أيه من إبنك؟.



ردت هويدا بتبرير:
إبني هيتآثر بيه لما أتجوز،هو مرافق معاكم،كمان اللى هتجوزه شخص أنتم تعرفوه وأنا قولت أمهد الموضوع الأول.



تنهد أيمن سألًا:
ومين الشخص ده بقى؟.



ذُهل الجميع حين سمعوا جواب هويدا:
أسعد..."أسعد شُعيب".



تفوهت سحر سريعًا:
مستحيل.



كذالك أيمن الذى وافقها قائلًا:
مستحيل...ده عُمرهُ قد عُمرك مرتين وأكتر.



بينما صمتت سهيله تعلم لو تحدثت هويدا لن تتوانى عن إيلامها ظنًا انها تود مصلحتها مع آصف...رغم أنها تعلم حقيقة مقصدها،كذالك طاهر صمت مذهولًا رغم فهمه لما تفكر به هويدا 
لا تُفكر فى شئ سوا المال والسُلطه اللذان يمتلكهم "أسعد".



تغاضت هويدا عن رد فعل سحر وأيمن وملامح طاهر وسهيله...وقالت بتعمُد:
أنا النهارده  كان آخر يوم ليا فى العِده، 
وخلاص واقفت على فرصة جوازي من أسعد وكمان حددنا كتب الكتاب بكره. 



ذُهلت سهيله لكن مازالت صامته، بينما تهكم أيمن بآسف يشعر بغصه قائلًا: 
يعنى كنتِ بتعرفينا مش أكتر، بس أنا مش موافق يا هويدا... ناسيه إنه على ذمته إتنين، ده عنده بنات أكبر منك. 



ضجرت هويدا قائله: 
بس أنا موافقه، وهو وطنط شُكران شبه منفصلين وإسأل سهيله، وكمان مراته التانيه معاه على خِلاف وقريب هينهي جوازه منها. 



نظر أيمن الى سحر التى تدمعت عينيها، وللحظه كادت تنطق وتقول لها الحقيقه  أن أسعد سيُفسد حياتها كما فعل إبن عمه سابقًا وأفسد حياة والدتها الحقيقية، لكن صمتت بعد إشارة أيمن لها،أيمن الذى هددها يستحث فيها الأمومه المفقوده لديها،ربما تتراجع حتى لو ظاهريًا قائلًا بجفاء حاول إجادته: 
لو إتجوزتي من أسعد يبقى تنسينا وكمان تنسي إبنك. 



كآنه قال هُراءً... والإجابه واضحه حين قالت بغضب: 
أنتم  مش شايفين سعادتى فين،وأنا مستحيل أضيع الفرصة  مستحيل اتنازل عن قراري وأسمح لكم تحطموا حياتي عشان أسباب فاضيه.



-تحطموا حياتي 
هكذا إستهزأ أيمن وسحر يشعران بآلم وغصات قويه فى قلبيهم،من تلك النقماء التى لولاهم،ربما لكانت عاشت مجهولة الهويه والنسب،وتحطمت حياتها حقًا.  
ـــ، ـــــــــــــــ ـــــــــــــــــــ
بـ ڤيلا شهيره
لو اطلقت العنان لذلك الجحيم الذى بقلبها لأحرق كل شئ حولها  وحوله لرماد... جذبت  هاتفها بغضب وقامت بإتصال سُرعان ما فُتح الخط وقالت بهجوم: 
بقالك فتره قاعد عندك فى بلجيكا بتعمل أيه، أكيد صايع بتتمتع مع النوعية القذره اللى عندك، إرجع مصر فورًا فى مصيبه حصلت. 




        
          
                
بهدوء وبرود أجابها: 
أيه المصيبه دى، أسعد مات. 



ردت شهيره  بتمني: 
ياريته كان مات، بقولك بلاش تسأل كتير لازم ترجع مصر فورًا. 



اجابها بهدوء: 
تمام أنا كده كده كنت راجع مصر بكره بعد الضهر. 
ـــــ ـــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــ 
باليوم التالي
بـ سرايا شُعيب ظهرًا 
"بارك الله لكم وبارك عليكم وجمع بينكم فى خير  " 
قالها المأذون بعد أن عقد قران 
هويدا وأسعد 
شعرت هويدا كآنها إمتلكت سعادة الكون، بينما أسعد لا يعرف لما ليس سعيدًا كما توقع، لكن إبتسم، حين نهض مدير اعماله وأخذ معه المأذون والشهود وغادروا السرايا 
رسمت هويدا الخجل بإتقان حين إقترب منها أسعد، لكن سُرعان ما تذمرت حين سمعت صوت هاتف أسعد الذى أخرجه من جيبه ونظر الى الشاشه، سُرعان  ما شعر برجفه فى قلبه وقام بالرد ليسمع: 
باشا آصف بيه خرج من المحكمه ودلوقتي خد طريق تانى غير طريق  من المكتب أو السكن بتاعهُ. 



تلهف أسعد وفكر للحظات قائلًا  بأمر: 
خليك ورا آصف وأوعى يتوه منك،وخليك معايا على تواصل. 



أغلق أسعد الهاتف وتوجه الى باب السرايا ذهبت خلفه هويدا التى شبه نسي تواجدها، لكن هى شعرت بإستقلال من شآنها وتتبعته ونادت عليه قبل ان يصعد الى السياره، أجابها بإختصار: 
خليكِ هنا. 



شعرت هويدا بغضب، كيف له ان يتركها وحدها بعد دقائق  من عقد قرانهم... لكن لن تتغاضي عن إيلامه لاحقًا، يكفى الآن أنها أصبحت زوجة"أسعد شُعيب". 



بعد دقائق 
بمنزل أيمن الدسوقى 
دخل أسعد بلهفه سألًا: 
فين سهيله. 



خرجت سهيله من غرفتها ونظرت الى أسعد  الذى إقترب منها برجاء قائلًا: 
سهيله آصف فى مُشكله ومفيش حد يقدر يقنعه أنه يعدل عن اللى فى دماغه غيرك، أول مره بطلب منك طلب، رجاءً صدقينى أنا غرضي مصلحة آصف. 



إرتجف قلب سهيله  سأله: 
مش فاهمه تقصد أيه، ومشكلة أيه؟. 



رد أسعد بتوسل: 
سهيله  مش وقت أسئله هقولك كل حاجه  فى الطريق، بس أرجوكِ بسرعه لازم تجي معايا... عشان  مصلحة آصف متأكد إنك بتحبيه ويهمك مصلحته.



نظرت سهيله الى سحر وأيمن الذى وافقها  بقبول حين قالت دون تردُد :



ثوانى هغير هدومي وأجي مع حضرتك. 



دقائق كان اسعد وسهيله بالسياره التى تنطلق بسرعه كبيره  على الطريق، سألت سهيله: 
قولى أيه المشكله  اللى فيها آصف.



رد اسعد:
آصف عِرف من قاتل "سامر". 



تعجبت سهيله  قائله: 
وإنت عرفت منين إنه وصل للقاتل!. 



رد اسعد: 
عرفت بالصدفه. 



تسألت سهيله: 
ويا ترا عرفت مين القاتل كمان. 




        
          
                
رد أسعد: 
لاء لو كنت أعرف كنت سبقت آصف وإنتقمت منه بنفسي وبعدت الخطر عن آصف. 



- وإزاي آصف وصل للقاتل بعد الفترة دى كلها أكيد مش صدفه يوصل قبلك. 



هكذا سألت سهيله أسعد الذى أجابها: 
آصف من زمان وهو بيبحث ورا القاتل وأكيد حادثة بيت البُحيرة مكنتش صدفه، وأرجوكِ كفايه أسئله... وإدعي نوصل قبل آصف ما يتهور. 



صمتت سهيله وضعت يدها فوق بطنها ترجوا ان لا يُخطئ آصف ويتهور مثل عادته حين يتعصب لا يُفكر فيمن أمامه... فقط يُنفذ ما برأسه.
ـــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــ
بينما قبل قليل  
أمام المطار
نظر رامز الى تلك السياره التى عرف هويتها وسُرعان ما توجه وصعد إليها دون حديث حتى لم ينظر الى سائق السياره الذى إنطلق بها جلس ينظر خارج شباك السياره، لكن تفاجئ  بطريق مختلف، نظر نحو السائق قائلًا: 
مش ده الطريق  وصلني لـ ڤيلا مدام شهيره. 



أجابه السائق وهو يُعطيه ظهره قائلًا: 
هو ده طريق المكان اللى الباشا أمرنى أوصله لعنده.



تبدلت ملامح رامز حين سمع صوت تكات صمام الأمان الخاصة بابواب السياره، وإستدار له السائق وألقى على وجهه رذاذًا جعله يغيب عن الوعى.... 
ثم تحدث عبر الهاتف قائلًا: 
آصف باشا، أنا عالطريق ومعايا الشخص المطلوب.



رد عليه آصف:
تمام،انا إنتهيت من جلسة المحكمه وجايلك عالمكان...مش عاوز أى تعذيب بدني.



-تؤمُر يا باشا.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بـ هنجر بمنطقه سكنيه تحت الانشاء
دلف آصف يشعر بنيران تسحق جسده سحقًا وكل ما بخياله آخر صورة رأى بها سامر وهو مذبوح،وصوره أخرى لـ سهيله وهى غارقة بدمائها بين يديه تلك الليله...فقط صورة الدماء تتراقص أمام عينيه 
دخل الى تلك الغرفه ونظر الى رامز الجالس   على أحد المقاعد نائمً ومُقيدًا بوثاق  ...نظر الى الشخص الآخر قائلًا بإختصار:
فوقهُ. 



آتى ذاك الشخص بدورق مياة وقام بسكبها بوجه رامز الذى شهق وفتح عينيه يرا أمامه بغشاوة الى أن رأي جيدًا شعر بهلع وبرد فعل تلقائى حاول النهوض لكن شعر أنه مُقيد،إزداد قلبه رُعبًا حين نهض آصف وإقترب منه بإستهزاء قائلًا:
طول عمري بكرهك من يوم ما عرفتك عمري ما إرتاحت لك،بس كنت حريف وقدرت تسبكها كويس وتنفي عنك إنك قذر وشاذ طبعًا لما تتحرش بالعارضات كنت ذكي جدًا فى إخفاء حقيقتك،بس ليا سؤال ليه كنت بتخفي الحقيقه دى رغم إنك متكيف منها وقتلت بسببها،بعترف إنك خدعتني لوقت كبير.



ضحك رامز بجباحه قائلًا:
شوفت أهو الإعتراف ده منك بالنسبه ليا ذكاء كبير، مع إنهم دايمًا بيمدحوا بذكائك... بس أنا تفوقت على ذكائك.




        
          
                
تهكم آصف بضحكة سخريه قائلًا بإذدراء:
فين الذكاء ده،لما تبعت لى مي المنصوري عشان تستدرجني بأنوثتها وذكائها،اللى إنت خوفت لما ضعفت قدامي إنها تقولى على هويتك،وخوفت أوصلك عن طريقها عشان كده قتلتها،بس للآسف مي كانت مجرد طُعم أنا إصتطدك بيه،أنا عرفتك من قبل مي أو بمعنى اصح شكيت فيك وأكدلى الحقير اللى بعته ورايا اسيوط وفشل فى قتلي طبعًا مش هيغامر ويقتلني وسط الناس،يومها حالى 
شريط ڤيديو،وكشف لى  شبه يقين عن هويتك بس كان لازم أتأكد،إنت عارف إنى كنت قاضي ولازم أتأكد من الدلائل قبل ما أصدر قراري...المهم طبعًا الموظف اللى ساعدك فى المستشفى ليلة قتلك لـ سامر،قالى على علامه مُميزه فيك...وشم حرف الميم   اللى على إيدك، واللى مقصود بيه طبعًا ميولك الشاذه،كمان قوس اللى سبق وذمرت قدامي أن ألوانه بالنسبه لك حياة،كل دى كانت دلائلل ،أكدها العامل اللى  إتعرف على صورتك بسهوله جدًا،كمان موبايل المجرم العبيط اللى بعته ورايا فى البُحيرة،كنت ساذج زى الفراشه بتنجذب نحو النور عشان تتحرق،وده اللى هعمله فيك هخليك تطلب الرحمه قبل ما تموت، وشوف نهاية ملذاتك اللى بسببها سفكت دم سامر،وورط سهيله فيه...
هدفعك التمن مُضاعف قد العذاب اللى إتعذبه سامر وإنت واقف تتفرج عليه وهو بينزف،أنا كمان هقف اتفرج على دمك وهو بينزف تحت رِجليا.



رغم هلع رامز لكن ربما حلاوة الروح أو جباحته تحكمت به ضحك بإستهزاء قائلًا:
حتى لو قتلتني مش هترتاح لآن اللى بتعمل عشانها كده هى نفسها مبقتش بتحبك والدليل بُعدها عنك خمس سنين،أنا إنتقمت منها لما دخلت السجن،صحيح هى عامله زى القطط بسبع أرواح،رغم إنى بعتت لها السِم،بس مماتتش... بس بكفايه عليها المدة اللى قضتها فى السجن وهى خايفه من كل اللى حواليها مكنتش بتعرف تنام، حتى لما خرجت من السجن إنت كملت عليها، هى خدت جزائها صحيح  مش زى ما كنت أتمني بس أهو شفيت غليلي منها، وإنت كمان سامر خاف تعرف حقيقته وبسببك إتمرد عليا، عارف إنت بالنهايه هتقتلني بس أنا هبقى مبسوط لآنى عارف إن عذابك مش هينتهي. 



ذُهل آصف من قول ذاك الحقير الذى أخبره أنه هو من أرسل لـ سهيله السِم وهى بالسجن هو ظن أن والده هو من فعل ذلك،لكن وقاحة حديث هذا القذر فاقت عقلهُ،وقام بصفعه أكثر من صفعه  بقوة غضبه... حتى نزفت الدماء من أنفه وفمه...ضحك ساخرًا  بوقاحه يقول بإستفزاز:
فين "سامر" كان يشوف صاحب الأخلاق وهو بيستقوي على شخص مقيده.



تهكم آصف ونظر الى الشخص الآخر قائلًا:
فُك القذر ده.



قام بفك وثاقه نهض فجأه وكاد يأخذ ذاك السلاح من فوق خصره لكن آصف كان واعيًا له ولكمه بقوه أرداه أرضًا،وأخرج سلاحه وفتح صمام الأمان     
تبدلت نظرة عيني رامز الى نظرة هلع،حين سمع صوت  فتح صمام  الأمان للسلاح الذى بيد آصف....



بينما قبل لحظات ترجل كل من سهيله وأسعد من السياره الذى نظر الى ذاك الشخص الذى يقف امام باب ذاك الهنجر قائلًا: 
كويس إنك عرفت تفتح الباب قبل ما نوصل. 



نظر أسعد نحو سهيله  قائلًا: 
خلينا ندخل بسرعه متأكد آصف غصبان. 



واقفته دون تردد ودخلت خلفه مباشرةً بل سبقته بخطوات... 



بينما بنفس اللحظة 
إستهزأ آصف بهذا الجبان القذر أليس ذاك من كان يشعر بزهو وعدم مبالاه  ويتبجح ويتواقح  بالرد قبل لحظات، إتخذ آصف القرار وصوب فوهة السلاح نحو رأسه، وبالفعل كاد يطلق عليه الرصاص، لكن 
تصلبت يدهُ حين سمع صوتً ينهاه: 
لاء يا آصف بلاش تلوث إيدك بدم شخص قذر. 



نظر الإثنان نحو ذلك الصوت، تفاجئ آصف وهمس قلبهُ بلوعة:
سهيله.



بينما إستهزأ الآخر بضحكه مسموعه
عاد آصف ينظر  له برغبة عقلهُ يود أن  تضغط يدهُ على الزيناد ويُفجر رأسه،لكن هنالك صوت آخر جعله ينظر نحوه وهو ينهاه هو الآخر:
لاء يا آصف أوعى تقتلهُ.



إستهزأ آصف وهو ينظر له قائلًا:
أسعد باشا...أخيرًا وصل.



تغاضى أسعد عن نبرة إستهزاء آصف قائلًا:
بلاش تلوث إيدك بدم القذر  ده...سيبه أنا هتصرف معاه بالطريقه اللى تناسبه.



تهكم آصف بضحكه مغصوصه قائلًا بسخريه:
هتتصرف معاه إزاي يا أسعد باشا
هتهدده،ولا هتبعت له سِم،ولا هتبعت اللى يهتك شرفه،بس اللى زى ده معدوم الشرف.



-آصف
قالها أسعد لكن صمت حين قاطعته سهيله برجاء:
آصف مش هتستفاد حاجه لو قتله،هتبقى مُجرم زيه،آصف إنت كنت قاضي قبل ما تبقى محامي،وتقدر تجيب الحق بالقانون،لو قتلته هتبقى مجرم متفرقش عنه.     



ضحكة ذاك القذر أغاظت آصف لكن فى المُقابل حديث سهيله ونظرة عينيها المُترجيه لكن الأقوي كان ترجي سهيله،مما جعل آصف يستجيب لها وأخفض يدهُ بالسلاح قليلًا  لكن سخرية ذاك المجرم وضحكته المستمره أضجرت آصف فرفع السلاح مره فى وجهه وبلحظه كاد يُطلق عليه لكن تحذير سهيله: أوعي يا آصف لو قتلته يبقى تنسي وعمرى ما هرجعلك تاني، مش هقبل أعيش مع قاتل. 



بغضب نظر لها آصف قائلًا  بتبرير كآنه يريد منها تفويضًا بقتله كى يعثُر على راحته: 
الحقير ده بسببه إتعذبنا إحنا الإتنين سنين بعيد عن بعض. 



-كان قدر يا آصف، صدقني قتله مش هيرجع عمرنا ولا هيمحي الوجع اللى عِشناه، سلمهُ للشرطه يا آصف اللى زى ده خساره فيه الرصاصه لأنه عارف إن جنته وهو عايش وبس، آصف هو بيستفزك بضحكه عشان عارف إنه لو خرج من هنا هيلاقى عيون الكُل بترجمهُ بنار تحرق قلبه وعقله،نظرات الإشمئزاز كفيله تموته
آصف  لو قتلته تبقى حطيت النهايه بينا...ومفيش فرصة رجوع... نزل السلاح. 



مع كل كلمه كانت سهيله تتقدم خطوة تنظر
لـ آصف برجاء أن يتراجع عن قتل هذا الحقير... 
الى أن أصبحت أمامه مباشرةً، تنظر  لعينيه برجاء أن يُخفض السلاح،
نظر آصف الى عينيها حَن قلبه وهي تترجاه بهذه الطريقه، هي حقًا مازالت تعشقه، 
أجل كان الجواب منها حين وقفت بينه وبين ذاك المجرم وبلا أي إهتمام لأي شيئ رفعت يديها وعانقتهُ... زلزلت الباقي من كيانه وإستسلم لطوفان حنينه الذى كان يآن بعذاب تلك السنوات التى عاشها وهو يخشى نظرة عينيها الكارهه له، ترك السلاح يسقُط من يدهُ وعانقها يضمها أكثر له بحنين سالت له دمعة عينيها فرحً حين سمعت صوت السلاح الذى إرتطم بالأرض، عانقا بعضهما كآنهما غُصنان من شجر مُلتفة الأغصان... 
لكن فجأة دوي صوت طلقتي رصاص... 
خفف آصف من عناقه لها ونظرا الإثنين أمامهم مذهولان 
قاتل ومقتول وكلاهما يحتضران. 
«يتبع»
خرج من غُمرة أفكاره
حين فُتح باب تلك الغرفه وطل أحد الاطباء، نهضت سهيله وإقتربت من الطبيب سائله: 
خير يا دكتور. 



تبسم الطبيب قائلًا: 
مش خير يا جماعه بصراحه، الرصاصه إخترقت فى جزء دقيق من  العمود الفقري، والحمد لله قدرنا إننا نطلعها من جسمه بس طبعُا العمود الفقري  تآثر ولسه هنشوف الضرر وصل لفين، بعد طبعًا ما يفوق المريض ويبدأ رحلة العلاج، دلوقتي  هيخرح على العنايه المركزه تحسُبًا لأي مُضاعقات. 



شعر آصف بآسى إزداد بأسًا حين خرج ذاك الفراش النقال مُمدد عليه أسعد... ذهب خلفه هو وسهيله حتى دخلا الى غرفة الرعايه المُركزه ظل واقفًا حتى نظر له الطبيب قائلًا: 
من فضلكم دى العناية المُركزه، وقوفكم هنا مالوش لازمه، المريض قدامه مش أقل مت إتناشر ساعه على ما يفوق تقدروا تنتظروا خارج الأوضه... وأي تطور لحالة المريض هنبلغكم بيه أول بأول. 



جذبت سهيله آصف بصعوبه حتى خرجا من الغرفه، وقف آصف يشعر كآنه مسلوب جزء مت عقله، لا بل من جسدهُ أيضًا، شفقت سهيله عليه وضعت يدها على كتقه قائله: 
والدك جسمه أوي وأكيد هيقاوم.... 



قاطع آصف بقية حديثها حين جذبها على غفله وقام بإحتضانها بقوه، كآنه بود لصقها بجسدهُ... إنخضت سهيله فى البدايه لكن سُرعان  ما تبسمت وضمته هى الأخري على إستحياء، ثم آنت بآلم طفيف، خفف آصف من قوة إحتضانه لها وعاد برأسه للخلف ينظر الى وجهها،لا يعرف للمره الكام  يتوغل الندم لقلبه بعد أن حاولت إسعاف والده،كما فعلت معه سابقًا،حاولت إسعافه حسب قُدرتها،كذالك فعلت سابقًا مع سامر وكانت نتيحة إنسانيها أشهُر قضتها بين جُدران زنزانة مُعتمه تُقاسي وحدها بين مُعتادات الإجرام،مع ذلك حافظت على إنسانيها،،لم تُغير ولم تتخاذل رغم ما مرت به مازالت الإنسانيه تتحكم بها.
ــــــــــــــــــــــــــــــــ
بـ شقة آصف
زفرت شُكران نفسها بآسى حين وجدت باب غرفة آصف مازال مفتوحً، إذن لم يعود، ذهبت الى غرفتها وجذبت هاتفها وقامت بالإتصال عليه 
أخذ وقت حتى قام بالرد على سؤالها الملهوف:
إنت فين يا آصف، أكيد لسه فى المكتب زي عادتك سهران، أمتى هترجع للشقه. 
حاول آصف الهدوء قائلًا: 
أنا مش راجع الليله ياماما، عندي قضيه مستعجله فى إسكندريه وإضطريت أسافر عشانها.



زفرت شُكران نفسها بتحذير قائله: 
إنت بتجهد نفسك أوي الفترة دى...هو مفيش محامي غيرك  فى المكتب كان يسافر عشانها. 



أجابها بهدوء عكسي: 
دي قضية مهمه ويادوب الليله وهرجع بعد ما أخلصها فورًا. 



تنهدت شُكران بقلة حيلة قائله: 
تمام، ربنا يوفقك،تصبح على خير. 



أغلقت شُكران الهاتف وقامت بوضعه جوارها على الفراش، تتنهد بآسى حتى سمعت صوت صفوانه: 
هو آصف لسه مرجعش ولا أيه. 



تنهدت شُكران قائله: 
لاء، وهيبات فى إسكندريه، عنده قضيه فجأة هناك. 



تسألت صفوانه بعدم فهم: 
قضية أيه اللى طلعت فجأة دى. 




        
          
                
تنهدت شُكران بأسى: 
أكيد مفيش قضيه، آصف من بعد سهيله ما رجعت كفر الشيخ هو بيجي للشقة بس عشان ينام كام ساعه، رجع لعادته القديمة يلهي نفسه فى الشُغل، لما سهيله كانت موجودة لو كان بيبقى عنده قواضى تلزم سفره مكنش بيبات غير نادر، مش عارفه إمتي هيرتاح قلبي من ناحية آصف، عامل زى التايه... وسهيله كمان مش عارفه أيه فى دماغها أوقات كنت بحس أنها خلاص نسيت الماضى وهتبدأ من جديد، بس إتفاجئت برجوعها تشتغل فى كفر الشيخ تاني... أنا نفسي قلب آصف يرتاح ومعاه قلب سهيله، أنا بفكر أسافر ليها كفر الشيخ وأقولها كفاية كده، بلاش تضيعي عُمركم والسعاده وإنسي اللى فات. 



أومأت صفوانه قائله: 
ده اللى أنا كنت هقولك عليك، أنا مسافرة البلد بعد يومين، أيه رأيك تجي معايا ونروح لها ونقول لها كلمتين يمكن تعقل. 



تبسمت شُكران  بتوافق... كذالك صفوانه التى قالت: 
أنا كنت قايمه أصلِ قيام الليل أيه رأيك تتوضى ونصلِ سوا وندعى ربنا يقرب بينهم. 



-آمين. 
قالتها شُكران وهى تنهض تشعر ببعض القلق الطفيف. 
ــــــــــــــــــــــــــــــــ 
بـ ڤيلا شهيره
القت هاتفها فوق الفراش بغضب تشعُر بثوران فى عقلها، قالت بإستهجان: 
رامز الحقير، اللى قال جاي النهارده بقينا بعد نص الليل وحتى بتصل على موبايله مش بيرد عليا، حتى دلوقتي بيدي غير مُتاح، مش بعيد يكون وصل مصر وقفل الموبايل عشان مزعجوش وهو غرقان مع واحدة قذره.



عقلها يكاد يشت منها هلوست قائله:
إزاي إستهونت بـ أسعد كان لازم أسمع كلام رامز لما كان بيقولى حُطي فلوسك فى بنك أجنبي،إستثمارته أعلى وآئمن،أنا اللى كُنت غبيه،مفيش غير رامز هو اللي يقدر يساعدني فى المحنه دي، صحيح أكيد هيساومني،بس مبقاش قدامي غيره وإنى أقبل أشتغل تاني معاه مع اللي بيهربوا ماس...لازم أثبت 
للحيوان أسعد إنى مش محتاجه له.



ذهبت نحو الفراش وجذبت الهاتف قامت بالإتصال على هاتف رامز، تنهدت براحه قليلًا حين فُتح الإتصال وقالت بإندفاع: 
إنت فين، أكيد مع واحده من ساقطه و... 



قاطعها الذى فتح الهاتف قائلًا: 
حضرتك   الشخص صاحب الموبايل ده دلوقتي فى المستشفى وأنا وكيل النيابه. 



ذُهلت سائله: 
مستشفى أيه ونيابة أيه، إنت أكيد حرامي سارق الموبايل. 



غصبًا رد عليها بذوق: 
حضرتك غلطانه، وأنا لغاية دلوقتي  بعطي لك عُذر بس زى ما قولتلك صاحب الموبايل  فى مستشفى تقدري تروحي تتأكدي بنفسك وتطمني عليه، وأنا وكيل النيابه اللى بيحقق فى الجريمه وبعتذر منك مضطر أنهي الإتصال، أنا بس رديت عشان شوفت إسم حضرتك وقولت أكيد من أهل المُصاب،بسبب تكرار الإتصال.



أغلق وكيل النيابه الهاتف،بينما إنزعجت شهيره،وعاودت إلقاء الهاتف على الفراش تشعر بشبه إنهيار عقلها من التفكير،بقسوه جذبت خُصلات شعرها للخلف تحاول بث بعض الهدوء  لعقلها، حتى إرتجفت يديها، وإحمرت عينيها، ونظرت نحو الهاتف الخاص بها ذهبت نحوه وجذبته بحِده ولمعت جمرة عينيها قائله: 
مفيهاش حاجه اما اروح للمستشفى أتأكد يمكن يكون ربنا له رأي تانى،واملاك رامز تبقى ليا،تعوض اللى نهبه أسعد مني. 
ــــــــــــــــــــــــــــــــ
بالمشفى
نظر آصف الى سهيله الجالسه على أحد المقاعد جواره،شفق قلبه قائلًا:
سهيله مالوش لازمه تفضلي هنا فى المستشفى،هتصل على السواق يجي ياخدك للشقه،إنتِ لازم ترتاحي.




        
          
                
تبسمت سهيله له قائله:
لاء عادي ناسىي إنى دكتورة وواخده عالسهر فى المستشفيات.



كاد يندفع آصف ويقول لها أنها لابد ان ترتاح من أجل حملها،لكن توقف بداخله يود أن تُخبرهُ هى أولًا،وقال بتوريه:
عارف إنك واخده عالسهر،بس أكيد مُرهقه من مشوار كفر الشيخ لهنا كمان مأكلتيش وده مش كويس عشانك...أنا هطلبلكِ أكل من مطعم،لازم تاكلي.



اومأت رأسها بموافقه قائله:
إطلب أكل لينا إحنا الإتنين يا آصف.



تنهد آصف قائلًا:
تمام...
لكن بنفس الوقت كان هنالك فراش نقال يتوجه الى غرفة العنايه المركزه يحمل رامز،نظر له آصف يقبض يديه بسُحق ود أن يُنهي حياتهُ،لكن لاحظت سهيله قبضة يدي آصف نهضت سريعًا نحوه تحاول إلهاؤهُ قائله:
آصف أنا جعانه مش قولت هتطلب لينا أكل.



أغمض آصف عينيه يحاول غض بصره للحظات حتى مر ذاك الفراش ونظر الى سهيله يستمد الهدوء من بسمتها الخافته،تنهد قائلًا:
تمام...هطلع للجنينه الشبكه أفضل هناك.



أومأت سهيله رأسها بموافقه تود أن يبتعد عن هنا الآن. 



بعددقائق 
عاد آصف ومعه حقيبه ورقيه، وضعها على مقعد جوار سهيله قائلًا: 
فى مطعم قريب من المستشفى جبت منه أكل. 



تبسمت له وامسكت يدهُ قائله: 
أقعد يا آصف كُل معايا. 



كاد أن يرفض لكن نظرة عينيها المُترجيه جعلته يستسلم وشاركها الطعام رغم عدم رغبته، لكن نهض بضجر حين سمع صوت شهيره البغيض التى قالت بإستهجان: 
إنت هنا ليه، فين رامز
فيه ايه، إنت طول عمرك بتكرهني وبتكرهه هو كمان، أكيد إنت السبب، لاء وكمان جبح وقاعد قدام الأوضه اللى هو فيها وطبعًا معاك الحيه اللى عامله فيها ملاك الرحمه عشان تساعدك عشان تموه.



لم تقول هذا فقط بل جذبته من تلابيب قميصه بخشونه،نهض لها...ينظر لها بغضب قائلًا بتوافق:
انا فعلًا طول عمري بكرهك،وبكره رامز وكرهته أكتر لما إتأكدت إنه هو اللى قتل سامر 
أخويا وكان نفسي أقتله بنفسي،بس هو خسيس ولسه هياخد جزاء افعاله الدنيئه مش معقول مكنتيش تعرفي حقيقة رامز إنه 
"شاذ". 



صُدمت شهيره بعدم تصديق قائله بإستهجان: 
كداب 
إنت بتحاول تشوه صورته عشان تهرب من العقاب أكيد. 



تهكم آصف بضحكة سخريه قائلًا: 
عقاب أيه! 
لو بأيدي كنت فعلًا قتلته، لأنه قاتل وكمان ضرب بابا برصاصه وهو كمان هنا فى الاوضه اللى قدامك دى، يا ترا هو كمان يهمك أمره، ولا كل اللى يهمك منه هو هتورثي قد أيه. 



ذُهلت شهيره للحظات قبل أن تبتسم بخفوت، بنفس الوقت لاحظ آصف تلك البسمه على شِفاها، شعر بإستهزاء وحاول الرجوع  للخلف حتى يتحرر من يديها اللتان تُمسك بهما تلابيب قميصه، يشعر بالإشمىزاز من لمسها له..رغم غصة قلبه على والدهُ كيف تحمل الزواج من هذه المرأه الباردة المشاعر،كذالك شفق على أختيه من أُم آنانيه كهذه.  
ــــــــــــــــــــــــــــــــ 
بـ سرايا شُعيب 
شعرت هويدا بضيق الوقت أصبح بعد منتصف الليل وأسعد لم يعود أو حتى يهاتفها ويعتذر ويُخبرها بوقت عودته...
نظرت الى سلسلة المفاتيح التى بين يديها تخُص أسعد،بسبب إستعجاله نسيها على الطاوله قبل أن يُغادر،شعرت بغضب وهى تُفكر لما كان مُتعجلًا لهذه الدرجه،كذالك طول الوقت وعدم عودته جعلها تشعر بالمهانه،رغم أنها 
فى البدايه تعمدت عدم الإتصال عليه من باب الدلال، لكن تآخر الوقت للغايه ولم يُظهر أى إهتمام بها كآنه نسيها تنفست بغضب وحسمت أمرها قائله: 
مفيهاش حاجه يا هويدا إتنازلي وإتصلِ إنتِ عليه.




        
          
                
بالفعل قامت بالإتصال على هاتف أسعد تنتظر الرد،ثواني وفُتح الإتصال،إندفعت بدلال حاولت إجادته كي لا تُثير إنزعاجه منها من البدايه...قالت بلهفه كاذبه:
أسعد إنت فين قلقتني عليك ياحبيبي.



إنزعج آصف من حديثها، وأعطي الهاتف لـ سهيله  قائلًا: 
دى هويدا رُدي عليها وقولي لها إن بابا فى المستشفى. 



أخذت سهيله  الهاتف من هويدا التى تذمرت قائله: 
مش بترد عليا ليه يا حبيبي. 



تهكمت سهيله بإستهزاء فهى لم تسمع تلك الكلمه من هويدا حتى لـ حسام طفلها، لكن اجابتها بهدوء: 
عمو أسعد إتصاب برصاصه وهو فى المستشفى ياهويدا. 



إنزعجت هويدا بخضه سائله: 
بتقولى ايه ومستشفى أيه؟. 



ردت سهيله: 
مستشفى هنا فى القاهره، وإطمني حالته مش خطيره أوي. 



-إزاي حالته مش خطيرة، قوليلى الحقيقة، إنتِ أكيد بتكذبي عليا. 



إبتلعت سهيله طريقة حديث هويدا الجافه وقالت بتأكيد: 
هويدا أنا مش بكذب، عمو أسعد فى العنايه المركزه، هبعتلك إسم وعنوان المستشفى فى رساله. 



أغلقت سهيله الهاتف بينما مازال الذهول مُسيطر على هويدا... عقلها يكاد يُجن ماذا حدث، وكيف حدث، ولما حدث الآن بالتأكيد من سوء حظها، لكن لا... 
سهيله قالت أن حالته غير خطيره، بالتأكيد ربما إصابه عابره... 
نهضت فجأة وحسمت قرارها ستذهب لمعرفة حالته بالضبط، لم تهتم بالوقت المُتأخر. 
ــــــــــــــــــــــــــــــــ 
مع بداية الصباح
فتحت سهيله عينيها على صوت هويدا التى تلهث قائله: 
فين أسعد قولولى حالته أيه بالظبط. 



كذالك  فتح آصف  عينيه، رغم أنته لم يكُن نائمًا نظر الى هويدا  قائلًا: 
والله آخر تطور الدكتور قالنا عليه إنه لسه تحت تآثير المُخدر والحمد لله محصلش أى إنتكاسات لغاية دلوقتي...معليشي يا عروسه حظك ملحقتيش تفرحي،بس الأيام جايه إدعي ربنا يشفيه ويقوم بالسلامه.



شعرت هويدا بالغيظ من نبرة إستهزاء آصف،ونظرت نحو سهيله التى شعرت هى الاخري بالآسف على هويدا،كذالك بالكسوف من آصف،لكن هويدا وضعتها بموقف مخزي أمامه بزواجها من والده،رغم إعتراض والديها لكن هويدا لم تهتم بمشاعر أخد عكس مصلحتها...
سألت سهيله:
واضح إن جوزك بيتريق،قولي لى أسعد فين وايه حالته بالظبط.



ردت سهيله:
عمو أسعد فى أوضة العنايه والدكتور محرج أى زيارات وبالعافيه سمحوا لينا نقعد بالإستراحه اللى جنب أوض العنايه.



قبل أن تتحدث هويدا دلفت عليهم شهيره التى نظرت الى هويدا بإستحقار وظنت أنها آتيه مُجامله من أجل سهيله... قالت بإستهزاء: 
طبعًا جايه عشان تجاملي أختك وأسعد يفكر إن ده أفضل نسب هو ناسبُه. 



تهكمت هويدا قائله بقصد: 
لاء أنا جايه أطمن على أسعد جوزي. 



تصنمت شهيره للحظات قبل أن تضحك بهستريا قائله بإستقلال:
جوزك!
الطموح حلو،من يوم فرح آيسر وانا لاحظت نظراتك لـ أسعد وكمان محاولاتك جذب إنتباهه، بس قولت واحده عبيطه حركاتها مكشوفه.... 




        
          
                
قاطعتها هويدا بإستهجان قائله بغيظ: 
إنتِ اللى عبيطه مش أنا، أنا وأسعد أتجوزنا إمبارح، وأكيد هيوصلك إخطار جوازنا حتى أسعد كان قالى إن قبل إخطار جوازنا هيوصلك إخطار بورقة طلاقك لآن أسعد طلقك قبل ما يكتب كتابه عليا. 



-إنتِ بتخرفي تقولى أيه!. 
قالتها شهيره بذهول، وأكدتها هويدا: 
ده اللى حصل، يعنى. وجودك هنا مالوش أى صِفه، انا هنا زوجة أسعد لكن إنتِ ولا حاجه. 



إغتاظت شهيره عقلها يشت كيف فعل أسعد هذا وتذكرت بآخر شِجار لهم، حين أخبرها
"مفاجأتى ليكِ هتبهرك" 
لم تنبهر بل ذُهلت وكاد عقلها يُجن ولكن لن تترك فرصه لـ هويدا تتشفى بها، ضحكت قائله بتعمُد: 
واضح إنك كل اللى هتاخديه من أسعد هو لقب أرملة. 



قالت هذا  وعاودت الضحك بهستريا كآنها بلا عقل. 



بينما هويدا شعرت بالقهر وكادت تصفع شهيره، لكن أمسكت سهيله  يدها قائله: 
هويدا بلاش مشاكل إحنا في مستشفى وهى بتستفزك، إهدي، الدكتور قال أن حالة عمو أسعد مش خطيرة. 



بضحكات غيظ غادرت شهيره تقول بإستهزاء: 
الحمد لله ربنا عفاني من لقب أرملة أسعد شعيب واضح إنك آخر قايمة زوجاته كمل بيكِ الأربعه قبل ما يموت. 



إغتاظت هويدا، ودفعت سهيله عنها بغيظ قائله: 
انا عاوزه أشوف أسعد. 



بسبب دفعة هويدا لـ سهيله عادت بجسدها للخلف وكادت تفقد توازنها لولا أن جذبها آصف عليه سريعًا بلهفه ضمها،تبسمت له سهيله بإمتنان،بينما هو تنهد براحه ونظر الى هويدا بغضب،لكنها لم تُبالي حتى من رد آصف:
إحنا مش مانعين دخولك له عندك الدكتور روحي خدي منه الإذن.



توقف آصف عن الحديث ونظر الى سهيله قائلًا:
أنا إتخنقت من قعدتنا هنا تعالى نطلع للجنينه نشم هوا نضيف.



كادت سهيله تعترض لكن جذبها آصف غصبً وغادر المكان،بينما نظرت هويدا لهما تشعر بغيظ من إهتمام آصف المُبالغ بـ سهيله. 
ــــــــــــــــــــــــــــــــ 
إنتصف النهار والشمس مازالت بازغه، لكن هذا المكان مُظلم تحفُه حماية شياطين الإنس،إثنين يجلسان معًا لا أحد يرا الآخر بغرفة مُظلمه فقط مثل الذئاب وميض عينيهم الأبيض هو ما يظهر بالغرفه... 
كان الحديث آمرًا: 
رامز ورقه إنكشفت وآن الآوان قبل ما يبوح بالأسرار اللى يعرفها تتحرق الورقه دى، رامز مش لازم تطلع عليه شمس بكره.



تفوه الآخر قائلًا:
المستشفي دى خاصه وفيها كاميرات فى كل رُكن،كمان فى حراسه من الشُرطه على الأوضه اللى هو موجود فيها.



-مش أول مره تحصل، دبر أمرك، وزي ما قولت رامز لازم حياته تنتهي قبل ما يفوق وقبل شمس بكره، هستني خبر رامز. 



وافق الآخر قائلًا: 
فعلًا مش أول مره تحصل وتأكد إن رامز فى عِداد الأموات. 
ــــــــــــــــــــــــــــــــ 
بالمشفى 
خرج الطبيب من غرفة العنايه،وتوجه الى آصف الذى وقف هو وهويدا بلهفه سائله: 
من فضلك يا دكتور 
أنا عاوزه أدخل أطمن على أسعد. 




        
          
                
نظر لها الطبيب  قائلًا: 
الزياره لسه ممنوعه، بس أحب أطمنكم
حالة المريض أصبحت أفضل رغم إنه لسه تحت تآثير المُخدر، واول ما يفوق هيتنقل لغرفة عاديه مسألة ساعات مش أكتر،بس مرحلة الخطر إنتهت، والزيارة وقتها هيبقر مسموح بيها. 



قال هذا الطبيب وغادر، بينما هويدا شعرت بغضب، عقلها يكاد يشت رغم حديث الطبيب  المُطمئن. 
ــــــــــــــــــــــــــــــــ 
مساءً
خرج كل من آصف وآيسر خلف الطبيب... الذى قال لهم: 
عدم وعي المريض من تآثير المُخدر، إحنا عطينا له مُخدر بنحاول تخفيف الآلم قبل ما يستعيد وعييه، بحيث  جسمه يكون إسترد جزء من المقاومه، وكمان في شئ مهم لازم تعرفوه وده توقع مش مؤكد، الرصاصه كانت فى العمود الفقري، وأكيد  وارد يكون ليها تآثير على وظايف العمود الفقري. 



تسائل آيسر: 
مش فاهم  قصدك يا دكتور، ياريت توضح. 



أجابه الطبيب  بعمليه: 
يعنى إحتمال وارد تآثير الرصاصه على جسم المريض ممكن يآدي لشل حركته، لحد دلوقتي  مش واصخ مدي التأثير ده، بعد ما يتعافى المريض هنعرف مدى التأثير بالظبط. 



إنذهل آيسر وآصف، بينما غادر الطبيب، نظر  آيسر الى آصف قائلًا: 
إنت هنا من إمبارح ولازم ترتاح خُد مراتك وأنا هبات مع بابا. 



وافق آصف على ذلك، ودلف الى الغرفه مره أخرى رمق والده الذى مازال نائمًا، يشعر بشفقه لا ليست شفقه بل لوعة قلب الى ما وصل له لو صدق توقع الطبيب، نظر نحو سهيله  قائلًا: 
فين هويدا؟. 



ردا سهيله  بتبرير: 
هويدا بتتعب من المستشفيات، مانعتها ضعيفه وسهل تُلقط أى عدوى، قولت ليها بلاش تفضل  بالمستشفى  وبصعوبه وافقت. 



تهكم آصف بداخله لو كانت والدته مكانها لما غادرت حتى لو مكثت مريضه جواره على الفراش. 
تبسم بأماءه قائلًا: 
تمام يلا بينا إحنا كمان الدكتور سمح بمرافق واحد وآيسر هو اللى هيبات مع بابا. 



واقفت سهيله وغادرت مع آصف. 
ــــــــــــــــــــــــــــــــ 
بـ شقة آصف
دخلت سهيله  أولًا، ثم آصف خلفها... 
آتت شُكران بلهفه بعد أن سمعت فتح باب الشقه كى تطمئن علي آصف، كذالك صفوانه
وقفن الإثنين للحظه ثم تبسمن لـ سهيله 
التى تشعر بخزي، من نظراتهن، لكن شُكران  فتحت يديها بترحيب قائله  بعتاب: 
وحشتيني... وزعلانه منك كده متتصليش تطمني عليا الفتره اللى فاتت. 



تبسمت سهيله  بخزي وتوجهت إليها وحضنتها قائله: 
حقك عليا، أنا.... 



قاطعتها صفوانه قائله: 
بلاش العتاب، يا شُكران المهم إن سهيله رجعت تاني تنور الشقه. 



اومات شُكران  ببسمه وضمتها وهى تنظر نحو آصف الذى رغم سأم ملامحه لكن يبدوا هادئًا ومرتاح، نظرت له قائله بحنو: 
يلا غيروا هدومكم على ما انا وصفوانه نحضر العشا. 




        
          
                
تبسم آصف  قائلًا: 
فعلًا إحنا جعانين جدًا. 



تبسمت لهم صفوانه  قائله: 
على ما تغير هدومك إنت وسهيله هيكون العشا جاهز، زى ما يكون شُكران  قلبها كان حاسس برجوع سهيله وقالتلى نطبخ الطبيخ اللى سهيله  كانت بتحبه. 



نظرت سهيله  الى شُكران  وتبسمت دون حديث... ذهبت نحو غرفتها، كذالك  آصف. 



نظرتا لهما شُكران وصفوانه التى قالت: 
كل واحد فيهم راح أوضته. 



تبسمت  لها شُكران  قائله  بيقين: 
قبل آخر الليل الإتنين هيناموا مع بعض فى أوضة واحده. 



تبسمت  صفوانه قائله: 
انا كمان حاسه بكده. 
ــــــــــــــــــــــــــــــــ 
بـ سرايا شُعيب 
دخلت هويدا التى امرت ذاك السائق أن يأتي بها الى هنا لغرضٍ برأسها طوال الطريق ينحر بها عقلها، بعد ان تسمعت على حديث آصف  وآيسر مع الطبيب وعلمت ان أسعد قد يُصبح مشلولًا.... تشعر بخسارة، غامرت كثيراً وحين وصلت هل تصل الى سراب، كذالك حديث شهيره الشامت بها  لا، لن تخسر يكفي ما إفتعلته الى الآن لنيل الزواج من أسعد... وحين تزوجته لن تعيش السراب... أخرجت تلك السلسله الخاصه بمفاتيح أسعد توجهت الى غرفة المكتب مباشرةً نظرت نحو تلك الخزنه لابد ان بها كل مُستندات واوراق ما يمتلكه  أسعد،عليها العِلم بكل شئ...نظرت الى تلك المفاتيح رات مُفتاحً يُشبه مفاتيح الخِزن،قامت بوضعه وفتحت تلك الخزنه بسهوله...جذبت تلك الاوراق وضعتها على المكتب،لفت نظرها ملفًا يبدوا قديمً موضوع أسفل تلك الملفات جذبته هو الآخر وكادت تضعه على المكتب لكن سقط سهوًا من يدها على الارض وتبعثرت منه بعض الأوراق...إنحنت وجمعتها وإستقامت لكن لفت نظرها تلك الصوره التى بين تلك الاوراق،نظرت لها بتمعن هامسه:
الصوره دى انا شوفتها قبل كده عند بابا فى ألبوم الصور،وقالولى دى صورتي انا مع عمتي "إبتهال" أيه اللى جابها هنا.. 



نظرت خلف الصوره وذُهلت حين قرأت تلك الكلمه المكتوبه بوضوح
"صورتي مع بنتنا يا حبيبي " 



ذُهل عقل هويدا... وبحثت بين بقية الملف، عثرت على تلك الورقه وقرأت نصها الذى كان لها بمثابة فقدان للعقل، هذا إعتراف ببنوة
هويدا الى أحد أفراد عائلة شُعيب، ليس هذا فقط هنالك إعتراف بزواجهُ عرفيًا من 
عمتها
"إبتهال فكري شُعيب" 
ـــــــــــــــــــــــــــــــ 
بالمشفى ليلًا
فجأة إنقطع الضوء للحظات قبل أن يعود على الفور... 
كان مثل الصقر يراقب
إستغل هدوء المكان 
وقام بوضع قلنصوة تخفي معظم وجهه لا يظهر منها سوا عينيه، وقف أمام تلك الغرفه،إعترضهُ ذاك الشُرطي الذى يقف على باب الغرفه...رفع تلك الأدويه التى بيديه قائلًا:
ميعاد العلاج بتاع المريض.



قال له الشرطي بأمر:
شيل الكمامه اللى على وشك دي  عاوز أشوف وشك كمان  هاويتك الطبيه. 



واقفه قائلًا: 
تمام ثوانى. 




        
          
                
بنفس اللحظه قبل ان يُزيخ القلنصوة عن وجهه وضع يدهُ بجيبه إعتقد الشرطي انه سيُخرج هاويته، لكن أخرج قتينه صغيره للغايه، وقام برفعها بوجه الشه وقام بنثر رذاذًا عليه جعله مثل المُغيب رغم انها يفتح عينيه... تبسم حين توجه الى باب الغرفه ولم يجد إعتراضً من الشرطي... 
دلف الى الغرفه، نظر بجميع جوانبها لا يوجد كاميرات مُراقبه، تنهد بإرتياح، وذهب الى ذاك الفراش نظر نحو رامز المُمدد، ملامحه يبدوا عليها أثار عِراك... لم يهتم، وذهب نحو تلك القنينه البلاستيكيه المُعلقه على حامل خاص، وضع ذاك العلاج على منضده جوار الفراش، ثم أخرج سرنجه كبيره  من جيبه وقام بوضعها بذاك المحلول سحب جزء قليل منه، جذب السرنجه ثم ملئ باقى السرنجه بالهواء وقام بخلطها بقنينة المحلول المُعلقه، وظل للحظه حتى تأكد أن الهواء إختلط بالمحلول الطبي... غادر،كما دخل دون إعتراض الشرطي... ما هي الا لحظات حتى سمع صوت صفيرًا عاليًا لتلك الأجهزه الطبيه الموصوله بجسد رامز يُعلن أن نهايته بلحظات ويُصبح ميتًا... دون إثارة شك بأنه موته مُفتعل
ــــــــــــــــــــــــــــ 
بأول الليل
بـ شقة آصف 
شعر بضجر وهو مُمدد على الفراش بغرفته
نهض حاسمً امره دون تفكير، ذهب الى غرفة سهيله، التى هى الآخرى رغم إرهاقها لكن لم تستطيع النوم تُفكر فى آصف، الذى ازاح باب الغرفه، ونظر إليها، تبسمت له... وهو يقوم بمواربة الباب مره أخرى خلفه ويتجه نحو الفراش... بتلقائيه منها، أزاحت جسدها قليلًا وافسحت مكان تمدد به آصف وهو يبتسم... وأقترب منها وضع رأسه على صدرها قائلًا: 
محتاج أنام فى حضنك يا سهيله. 



تبسمت وبتلقائيه منها لفت يديها حول ظهره إحتوته على صدرها بقبول،إنشرح قلب آصف وضمها... وساد الصمت حتى شعرت بإنتظام انفاسه علمت انه إستسلم للنوم، إستسلمت هى الاخري للنوم 
حتى الصباح، فتحت عينيها وشعرت بقيد يدي آصف لها كآنه يحتمي بها تبسمت وضمته تشعر بهدوء،أحتوته بيديها  وتنفست براحه حتى
شعرت ببداية إستيقاظ آصف  برأسه على صدرها، نظرت الى وجهه متبسمه حين فتح عينيه، ثم أغمضهما مره أخري شعرت بيديه تحتضتن جسدها... تبسمت له قائله: 
صباح الخير. 



فتح عينيه وإبتعد عن جسدها قليلًا يقول: 
صباح النور، أكيد كنت تقيل على صدرك ومعرفتيش تنامي. 



رفعت إحد يديها وضعتها على وجنتهُ قائله برومانسيه: 
بالعكس أنا نمت كويس وإنت مكنتش تقيل على صدري. 



رفع هو الآخر يدهُ تلمس شِفاها التى إنصبت عليها عيناه وإقترب كثيرًا وكاد يُقبلها، لكن إنتبهت سهيله قائله: 
آصف باب الأوضه موارب. 



زفر نفسه قائلًا: 
لازم نشوف حل لـ باب الأوضه الموارب أعتقد آن الآوان يتقفل علينا. 



اومأت برأسها مُبتسمه  بدلال تقول: 
بس أنا عندي فوبيا الأماكن المُغلقه. 



إبتسم آصف قائلًا: 
تعرفى إن دى الحاجه الوحيده اللى معرفش سببها. 



تبسمت سهيله بدلال قائله: 
وإنت تعرف عنى كل حاجه. 



أومأ رأسه موافقًا وإقترب من شِفاها وكاد يُقبلها، لكن سهيله وضعت يدها على فمه بتحذير: 
آصف. 



تبسم آصف قائلًا: 
إطمنى مُتاكد لا ماما ولا صفوانه هيقربوا من ناحية الأوضه دى،أنا هكلم مهندس ديكور آن الآوان فتح الأوضتين على بعض. 



تبسمت سهيله بحياء... تجرأ آصف وضع يده خلف عُنقها ولثم وجنتيها، ثم شِفاها بقُبلات ناعمه، ترك شِفاها  ونظر الى وجهها تبسم حين رأى الخجل وهروب عينيها من عينيه، وضع قُبله على جانب شِفاها هامسًا: 
سهيله أيه رأيك نسافر كام يوم نغير جو. 



-هنروح فين؟. 



عاد برأسه للخلف يُفكر ثم تبسم... نظرت الى بسمته بسؤال: 
بتضحك على أيه،مش لازم أعرف هنروح فين،كمان لازم أقدم على  أجازه   من شُغلى فى المستشفى. 

ضحك قائلًا: 
أجازة المستشفى  سهله بمكالمة تليفون، 
بكره الصبح نروح المستشفى نطمن على بابا، وبعدها هقولك هنروح فين. 



تنهدت سهيله بإستسلام قائله: 
تمام... بصراحه بعد اللى مرينا بيه الفتره اللى فاتت محتاجه أجازه كم يوم أفصل بيها. 



تبسم آصف وهو يضم وجهها بين يديه وقبلها ثم ترك شِفاها قائلًا بتلميح: 
إنتِ فعلًا محتاجه فترة نقاهه لآن الإجهاد ليكِ مش كويس. 



لم تفهم سهيله تلميح آصف وقالت: 
آصف فى حاجه كنت عاوزه أقولك عليها، ومش عارفه هتصدقني ولا لاء. 
ــــــــــــــــــــــــــــــــ 
«يتبع»  
شعر آيسر بالآسف فهذه كانت حقيقة مشاعر آصف إتجاه والده قبل أيام، أو بالأصح قبل ذاك الحادث، لكن بعد ذاك الحادث شعر بآن مشاعر آصف تبدلت ناحية أسعد وقد تعود لمسارها الطبيعي فى القريب العاجل. 



تبسم آيسر قائلًا: 
الكلام خدنا ونسيت أتصل على آصف أقوله إنك فوقت... هتصل عليه متأكد أنه هيفرح أوي. 
ــــــــــــــــــــــــــــ 
بـ شقة آصف
قبل قليل 
قطع وصل حديث سهيله مع آصف صوت رنين هاتفها، جذبته ونظرت الى الشاشه، شعرت بالقلق والتوجُس حين رأت  إسم آيسر،ثم نظرت الى آصف الذى نظر الى شاشة الهاتف بفضول،شعر هو الآخر بتوجس،لكن سهيله سُرعان ما قامت بالرد وسمعت إعتذار آيسر قائلًا: 
آسف إنى أزعجتك بدري كده، بس أنا بتصل على آصف موبايله بيرن ومش بيرد يمكن عامله صامت. 



ردت سهيله بذوق: 
لاء مفيش إزعاج ولا حاجه أنا كنت صاحيه. 



إبتسم آيسر  قائلًا  بفرحه: 
أنا كنت بتصل على آصف عشان أقوله إن بابا فاق ورجع للوعي وطلب يشوفه. 



تبسمت سهيله قائله: 
الحمد لله، ربنا يتم شفاه على خير معاك آصف. 



إنشرح قلب آصف وهو ينظر الى ملامح سهيله بترقُب أخذ من يدها الهاتف وقام بالرد على آيسر بينما سهيله شعرت بغثيان فجأة، نهضت من فوق الفراش وتوجهت نحو الحمام، 
خرجت بعد قليل تبسمت حين رأت آصف مازال يتمدد فوق الفراش ينظر ناحية باب الحمام تبسم حين خرجت سهيله لكن لاحظ  على  ملامح وجهها الوهن  نهض  من فوق الفراش وإقترب منها بلهفه قائلًا: 
مالك يا سهيله كنت كويسه وفجأة قومتِ من عالسرير دخلتِ الحمام، ودلوقتي  وشك أصفر،إنت تعبانه؟.



أومأت سهيله برأسها قائله بتطمين:
أنا كويسه،هو بس الإرهاق وعدم النوم.



رغم يقين آصف أن هذا ليس السبب لكن تبسم قائلًا:
تمام بعد ما نزور بابا فى المستشفى ونطمن عليه،هنسافر كم يوم نغير جو كمان هُدنه من الإرهاق.



تبسمت سهيله سائله بفضول:
مش هتقولى هنسافر فين؟.



تبسم وهو يقترب من أذنها بوجهه يُبعثر مشاعرها بأنفاسه الدافئه:
كلها كم ساعه وتعرفِ...هروح الأوضه التانيه أغير هدومي عشان منضيعش وقت.



لمعت عينيها ببسمه...كذالك آصف.



بعدقليل
على طاولة الفطور،شعرت شُكران بإنشراج فى قلبها وهى تتبادل النظر بين سهيله وآصف اللذان يبدوا على ملامحهم السعادة،رغم ملامح وجه سهيله الشاحبه،لكن تعلم أن سبب هذا الشحوب فى "الحمل"،التى لا تعلم أن كانت باحت به لـ آصف أم لا،لكن تبسمت وقامت بتقريب كوب اللبن من سهيله قائله:
وشك أصفر يا سهيله إشربي اللبن يغذيكِ.



تبسم آصف قائلًا:
والله ياماما لسه قايل ليها،قالت إرهاق من السهر.



تبسمت صفوانه التى آتت ببعض الأغراض ونظرت الى شُكران بتوافق قائله:
لاء المفروض تاخدي بالك من صحتك،الأرهاق مش كويس عشان صحتك،وكمان لازم تتغذى كويس،أنا عالغدا هعملك شوربه مخصوص فيها كل الغذا.




        
          
                
شعرت سهيله بإستغراب من افعالهن،لكن ظنت أنه مجرد إهتمام زائد،كذالك تبسم آصف،على سهيله التى لا تعلم أن امر حملها معلومً لدى الجميع،لكن رد على صفوانه:
لاء متعملوش حسابنا عالغدا،إحنا مسافرين كم يوم إستجمام.



تبسمت شُكران سائله:
مسافرين فين؟.



تبسم آصف ولم يُجيب نظرت له سهيله قائله:
والله يا طنط انا نفسي معرفش،آصف قالى إننا هنزور عمو أسعد فى المستشفى وبعدها هنسافر....



شعرت شُكران بخضه قائله:
هو أسعد فى المستشفى ليه؟.



نظرت سهيله الى آصف ظنت أنه أخبرها لكن آصف نظر الى شُكران بداخله لم يسخر من مشاعر والدته التى يعلمها جيدًا لديها قلب حنون، حتى لو علمت أنه تزوج عليها بـ أخت سهيله لكن قال بهدوء:
بابا كان تعبان شويه وآيسر إتصل عليا من شويه وقالي حالته إتحسنت.



نهضت قائله:
كمان آيسر يعرف ومقاليش، على ما تكملوا فطوركم هكون غيرت هدومي،وهاجي معاكم أزور أسعد.



تبسمت سهيله سُرعان ما أخفضت وجهها  تشعر بالخزي بسبب زواج  هويدا "أختها" من أسعد...لاحظ آصف تفهم ذلك وقام بوضع يده على يد سهيله  قائلًا: 
كملي أكلك يا سهيله.



تبسمت سهيله له.



بعد قليل دلف آصف الى غُرفة شُكران،التى تبسمت له قائله:
أنا خلاص خلصت لبس.



تبسم آصف قائلًا:
ماما،الدكتور مانع الزيارات عن بابا منعًا للارهاق. 



نظرت شُكران  له بإستفسار قائله: 
وأنا لما أزوره هرهقه فى أيه؟..
أنا يادوب هزوره وأطمن على صحته.



إقترب منها آصف وأمسك يدها قائلًا برجاء:
بابا كويس، هما شوية إرهاق والدكتور قال ممنوع الزيارات عشان كده، لو مش مصدقاني إتصلِ على آيسر أسأليه، بكره يكون الدكتور سمح بالزيارات وأبقى روحي إطمني عليه. 



رغم عدم إقتناعها لكن وافقت شُكران  قائله: 
تمام، هبقى أتصل على آيسر يطمني عليه، وإنت كمان متقفلش موبايلك عشان لما أتصل أطمن عليك إنت وسهيله ومتخافيش مش هتصل غير مره واحده فى اليوم. 



ضحك آصف قائلًا: 
مش هقفل موبايلي يا ماما وإتصلِ أى وقت. 



تبسمت له بحنان قائله: 
ربنا يهنيك ويفرح قلبك دايمًا. 



تبسم وهو ينحني على يدها يُقبلها، بنفس الوقت جاءت سهيله  وتبسمت قائله: 
أنا جاهزه وكمان شنطة الهدوم أهى جهزتها. 



إستقام آصف  مُبتسمً، بينما قالت شُكران: 
مقولتليش هتروحوا فين؟. 



صمت آصف للحظات يُفكر لو أخبر شُكران  بالمكان الذي سيذهبان إليه ستقلق، كذالك  سهيله،ربما  أكثر من والدته، تبسم بخُبث قائلًا: 
لو مش سهيله واقفه معانا كنت قولت لك عالمكان، بس بكده مش هيبقى مفاجأة  ليها، أنا هتصل عليكِ لما نوصل وأقولك إحنا فين. 




        
          
                
تبسمت  له قائله: 
توصلوا بالسلامه، يلا بلاش رغي كتير. 



تبسم  آصف وتوجه ناحية سهيله حمل منها الحقيبه وغادرا تصحبهم بسمة ودعاء قلب شُكران التى ذهبت خلفهم الى ان غادرا الشقه، تبسمت  لها صفوانه قائله: 
كويس إنك سمعتِ لكلام آصف... 



قاطعتها شُكران  قائله: 
أنا بس هاودت آصف، وبعد العصر هروح أزور أسعد، قلبي حاسس إن فى حاجه آصف مخبيها ومش عاوزني أعرفها وأكيد محذر آيسر هو كمان،من أمتي أسعد بيحب يدخل المستشفيات حتى عشان يزور حد مش هو المريض...حاولت صفوانه إقناعها عن العدول عن الذهاب الى المشفى لكن فشلت أمام إصرارها. 
ــــــــــــــــــــــــــــــــ 
منزل أيمن
بالمطبخ 
بسبب شرودها كادت سحر ان تجرح إصبعها بالسكين لولا نبهتها آسميه بتحذير: 
حاسبي يا سحر  السكينه هتقطع صابعك، مش تاخدي بالك أيه اللى شاغل عقلك كده عالصبح وسرحانه. 



إنتبهت سحر... بينما آسميه عاودت السؤال: 
مالك شارده فى أيه كده عالصبح..  بقولك العيال فين؟ 



تنهدت سحر ببؤس قائله: 
رحيم نايم واصل الفجر، وطاهر سافر القاهرة مش عارفه أوراق أيه خاصه بسفره هيخلصها   وقال هيروح يزور  أسعد، وأيمن خد حسام يوديه الحضانه وزمانه راجع... 
وقولى أيه اللى مش واخد عقلى، إن كان هويدا ولا سهيله الإتنين شاغلين تفكيرى. 



طغي حُبها لـ سهيله  قائله: 
مالها سهيله، أنا مكلماها إمبارح بالليل وقالتلى إنها بخير الحمدلله... أيه اللى قلقك من ناحيتها،صحيح أنا  وآصف مفيش بينا إستلطاف بس بعد اللى شوفته منه الفترة اللى فاتت مستحيل يأذيها تاني إدعي ربنا يقومها بالسلامه وتجيب لك حفيد تانى. 



تدمعت عين سحر قائله: 
لما يجي أسعد هنا ويترجاها تروح معاه وبعدها بكام ساعه نعرف إنه إتصاب بالرصاص ومش عاوزني أقلق عليها، ولا بخت التانيه هويدا اللى راحت إتجوزت من أسعد رغم عدم رضانا وأهو ملحقتش تفرح معاه ليله ويا ترا هيقوم ولا الله أعلم.



تهكمت آسميه قائله: 
هويدا زى أمها زمان ما إطمعت وجريت وسراب عيلة "شعيب" ولما جينا نحذرها عملت زي هويدا ما سمعتش غير لتطلُعات عقلها وإطمعت قال أيه، أنا من عيلة شعيب و"زُهير"زي إبن عمي وعمره ما هيأذيني، سابها حِبله ولا سأل فيها، حتى لما ولدت وطلبت منه يعترف ببنتها رفض وربنا كان له بالمرصاد مات وهو شايل ذنب إبتهال وبنتها....



-مين بنت إبتهال؟
هكذا سألت هويدا بإستخبار مُلِح..ونظرة عين مُراقبه لملامحهن... 



نهضت سحر تشعر برجفة قلب من ملامح هويدا وحاولت تغيير الحديث وتعلثمت قائله بتتويه:
هويدا  إنتِ هنا من أمتى.



نظرت هويدا ناحية آسميه تشعر ببُغض قائله:
طول عُمرك بتكرهيني ودايمًا تقولى على سهيله حفيدتك الوحيدة.



ذُهلت آسميه قائله بتبرير:
وهكرهك ليه،إنتِ اللى طول عمرك واخده جنب ومبتفكريش غير فى مصلحة نفسك... أنا بكره فيك الطمع والغطرسه على أخواتك اللى المفروض كُنت إنتِ اللى تحتويهم، حتى إبنك اللى لو كنتِ جيباه من الحرام كان قلبك هيبقى أحن عليه من كده، ربنا عطيكِ من نِعمه كتير، بس إنت البطر طول عمرك مالي قلبك... عاوزه كل حاجه، رغم ربنا عطاكى أفضل من سهيله اللى معرفش سبب الحقد فى قلبك من ناحيتها من وأنتم صغيرين، أبسط شئ االلبس كان عندك بدل الفستان خمسه وهى بترضى بفستان واحد، حتى لما حاولتِ تسميميها  بجرعة علاج زايده وكمان غلط وكلنا سكتنا وقولنا عقل عيال صغيره... طول عمرك عاوزه تبقى محور الكون، ربنا عطاكِ زوج كان هوين معاكِ وإتعامل معاك برحمه مش وصلك للموت، وطفل كلنا عارفين سهيله فضلت تتعالج لفتره هى نفسها مكنش عندها أمل أنها تحبل وتبقى أُم، حياتك إنتِ اللى كنتِ بتختاريها مش بتتفرض عليكِ زى سهيله اللى عاشت عتمة سِجن بين اسوء أنواع النسوان، دايمًا كنتِ بتحضي من سهيله مع إن لو فكرتِ للحظه كنتِ هتعرفي إنك أفضل منها، وكنتِ المُميزه عنها، مش بس ورثتِ شكل إبتهال كمان ورثتِ أطباعها، كآنه سلسال بيوصل لبعضه فى البدايه كان مرات أخويا جدتك اللى بعد ما إترملت راحت إتجوزت ومعبرتش إن عندها طفل محتاج ليها ومحتاج اللى تحطحط عليه وتهتم بشؤونه،قبلت إبنها يتشرد، وياريت بس كده كمان جوزها كان عاوز يموته عشان مسبب له إزعاج مش عارف يتهنى معاها... سلسال فقد الإحساس بلذة وطعم الحياة، مش فى المال والجاه، لذة الحياة فى الرضا بعطايا ربنا لينا. 




        
          
                
صفقت هويدا بيديها بإستهزاء من حديث آسميه  قائله بإستنفار: 
لاء حلوة وصلة المُعايره دى، أنا عارفه ده كله طبعًا أنا الشيطان والملاك هى حبيبتك سهيله، بس ميهمنيش اللى يهمنى أعرف حقيقة الصوره دى كمان الورقتين دول؟. 



-ورقتين أيه يا سهيله؟. 
نظرت سهيله خلفها الى أيمن 



-مصلحة نفسى!. 
قالتها وعينيها تشع ببؤس ثم أكملت وهى ترفع يدها بتلك الصوره والقتها على المنضده أمامهن، الصوره والورقتين دول أيه تفسيرهم، ومين البنت المقصودة بالنسب؟. 



بيد مُرتجفه جذبت سحر تلك الأوراق، نحت الصوره، ثم قرأت، إعترافً من زُهير بنسب طفلة إبتهال، ذُهلت ونهضت واقفه، ثم قرأت الورقه الثالته كانت ورقة زواج عُرفي بين زُهير وإبتهال... بذهول أعطت الأوراق لـ أيمن الذى قرأها بذهول هو الآخر ثم نظر الى هويدا سائلًا: 
جبتِ الأوراق دى منين ياهويدا. 



نظرت له هويدا بجبروت تقول: 
مش مهم جبت الاوراق دى منين، قولى مين البنت المقصوده بالنسب، الصوره دى فى نسخه تانيه منها  فى هنا ألبوم الصور. 



صمت أيمن غير مُصدق للحظات ثم نظر الى سحر وآسميه، نظراتهم الثلاث كانت مذهوله، تنقلت عيني هويدا بينهم تستشف منهم الحقيقه، بنفس الوقت دخل رحيم الى المطبخ يتثائب غير مُنتبه قائلًا:
ماما أنا جعان.



نظرت له هويدا بإستحقار،ثم قالت بعصبيه:
اللى أعرفه إن فى الصوره دى المفروض عمتي
"إبتهال وماتت بعد ولادتى تقريبًا بسنه وشهور،أيه اللى وصل الصوره دى لـ أسعد شُعيب،كمان الإعتراف قريبه ده ببنت إبتهال،كمان عقد الجواز العُرفي،فهموني قبل عقلي ما يشت و....



قاطعها أيمن قائلًا:
عقلك يشت ليه ده موضوع  ميخصكيش ميفرقش مع حد.



إستهزات هويدا بضحكة سخريه ملوعه لقلبها وعقلها:
أيه اللى ميخصنيش بالظبط،الصوره اللى مكتوب فى ضهرها أنا وبنتك يا"زُهير"
الشبه الكبير اللى بيني وبين إبتهال...نسخه طبق الأصل تقريبًا رغم إنها صحيح أختك من الام بس بتشبه  أبوها،او بمعنى أصح أبوها اللى من عيله شُعيب، طبعًا دى صُدف مش مستحيله، كُره تيتا ليا طول عُمرها تقول سهيله أول أحفادي، صحيح ماما كانت جابت طفل بس إتوفي قبل ماتشوفه، قولى يا بابا حقيقة الصوره دى، وكمان الاعتراف وورقة الجواز العُرفي، سبق وقولتوا لينا ان عمتي ماتت قبل ما تتجوز، طب والعقد العُرفي ده، كمان إعتراف ببنوة بنتها، أيه الحقيقه قولولى، عقلي هيشيت مني خلاص. 



تحدثت آسميه: 
انا مش بكرهك يا هويدا، أنا بكره أطباعك السيئه وزى وسحر بدعي ليكِ بالهداية، وليه عقلك يشت، وضحي قصدك أيه عايزه توصلي لأيه، هدفك أيه عاوزه تنكري إن سحر وأيمن هما ابوكِ وامك، نفسك تتلزقي لعيلة شُعيب، مش إتجوزتي أسعد خلاص. 



نظرت هويدا لـ آسميه بغضب قائله بإستهجان: 
انا بكلم بابا وماما ليه إنتِ بتردي بدالهم، قولولى ايه الحقيقه  وأيه الكذب. 




        
          
                
رد أيمن: 
الحقيقه إنك بنتنا يا هويدا، حتى لو... 



قاطعته هويدا بإستعجال ودموع تترغرغ بعينيها سائله برجاء أن يكون هذا كذب: 
لو أيه يا بابا، قول الحقيقه، أنا البنت اللى فى الصورة دى...أرجوك قول الحقيقه وإنى مش بنت إبتهال وزُهير شُعيب. 



صمت الجميع حتى رحيم لا يبدوا مصدومً من قول هويدا، بل مصدومً من رجائها أن يكون هذا كذب، لم يتوقع ذلك منها كان لديه يقين أنه لو علمت ستُرحب بالأمر بل ستسعد كثيرًا 
كذالك سحر التى سالت دموع عينيها وإقتربت من هويدا وضمتها قائله: 
إنتِ بنتِ اللى بدعى ليها بالهدايه.



سالت دموع هويدا، قائله بلوعه: 
أنا كذبه ياماما... 
أنا... 



-إنتِ بنتِ اللى ضمتها لحضني وأنا فى لحظة آسى كنت إنتِ الدوا اللى رجع النبض لقلبي. 



سكتت هويدا تضم هويد تسيل دموعها تعلم أنها تحاول الا تجعلها تشعر بالدُونيه...
إقترب أيمن هو الآخر وضع يدهُ يُربت على كتف هويدا،عادت للخلف تنظر لهما بداخلها تشعُر بآسى وبؤس من ذاك الذى تبرأ منها ولم يُعطيها هى وأمها حقهما،لم تكن تريد ماله،لأول مره تعلم أن السعادة ليست بالمال والجاه التى كانت تبحث عنهما دائمًا،مجرد إعتراف علني بها ربما كان لها أفضل،حكايه قديمه لا تعرفها،لكن وصمه لها،طفله لا تعلم من أين منبتها،لما لم يتزوج بوالدتها أمام الناس ويعترف بها علانيه فقط اعطهما كنيتهُ...
لما وماذا حدث ولما بقي الأمر سرًا،اسئله تعلم أن إجابتها لن تجعلها تشعر بالراحه لكن 
الأهم الآن هو لما أخفى أسعد هذه الأوراق،إبتعدت هويدا عن سحر وادارات وجهها تقابلت عينيها مع رحيم ثواني ثم غادرت بصمت يزداد بقلبها آسى وإحتقار لكُل عائلة "شُعيب" لم تهتم بنداء سحر ولا أيمن الذى لحقها حتى خرجت من باب المنزل، كانت تهرول مثل الشارد سريعًا صعدت الى تلك السياره التى كانت تنتظرها أمام المنزل، سريعًا  أمرن السائق أن يسير بأقصى سرعه ممكنه، تاركه خلفها غُبارًا طرف عيني أيمن. ـــــــــــــــــــــــــــــ
بالمشفى 
تبسم أسعد على مُزاح بيجاد... كذالك آيسر  الذى قال: 
خُد بالك آصف زمان جاي، وهو بيضايق من هزارك  ده. 



نهض بيجاد  قائلًا: 
بص يا عمي أسعد انا مش عارف إنت إزاي متحمل غلاسة آصف، إيده سابقه تفكيره... أنا بقول زيارة المريض لازم تكون خفيفه. 



تبسم  آيسر قائلًا: 
أكيد طبعًا كانت غلطة إني رديت على إتصالك، وقولتلك إن بابا فى المستشفى. 



ضحك بيجاد  قائلًا: 
تصدق إنى غلطان قولت إنى فى القاهرة جاي مؤتمر فى جامعة القاهره قولت أتقابل معاك... من زمان متقبلناش ولا غلسنا على آصف إحنا الإتنين. 



ضحك  أسعد بخفوت قائلًا: 
طول عُمرك سُهن وأعصابك بارده يا بيجاد...وبتستغل عصبية آصف. 



ضحك آيسر  كذالك  بيجاد الذى وضع يديه على وجهه قائلًا: 
هتقولي، آصف معندوش تفاهم ومالوش فى الهزار... عكس الواد آيسر كنا وِفق بعض فى المدرسه، آصف يعمل المُصيبه ونلبس معاه فيها ونتعاقب بسببهُ. 




        
          
                
بنفس الوقت 
فتح آصف باب الغرفه وتجنب لـ سهيله التى دخلت أولًا إستغربت وجود بيجاد بالغرفه سُرعان ما تسألت: 
بيجاد  إنت أيه اللى جابك هنا، إنت تعرف عمو أسعد. 



نظر بيجاد الى آصف الذى دخل خلف سهيله ونظر الى بيجاد بترقُب ينتظر رده: 
أيوه عمو أسعد ناسيه إنى من محافظة كفر الشيخ، كمان كنت أنا وآصف زمايل فى المدرسه العسكريه، أنا كنت المُخ وهو العضلات. 



-نعم! 
قالتها سهيله بعدم فهم، تبسم بيجاد على ملامح آصف التى تبدلت من ترقُب الى غيظ وقال: 
قصدى يعنى كنا أصدقاء من بعيد لبعيد، أنا كنت بستخدم مخي وآصف كان بتعصب ويضرب زمايلنا ونتعاقب سوا، مع إنى مكنتش بغلط أساسًا بس هو رفيق السوء كده دايمًا مبجيش من وراه غير المصايب. 



تبسمت سهيله، بينما إغتاظ آصف قائلًا بإستجهان: 
مش الدكتور مانع الزيارات على بابا... مين اللى سمح للـ . 



صمت آصف للحظات وكز على أسنانه عاود بإستهزاء مُبطن: 
الدكتور.... بيجاد. 



تبسم  كل من آيسر وبيجاد، الذى مد يده لمُصافحة سهيله،لكن شعر بيد آصف تضغط على كفه بقوه حتى أنه سمع صوت طرقعة أصابعه كذالك آيسر الذى ضحك،بينما تآلم بيجاد وسحب يده بصعوبه من يد آصف قائلًا:
على فكره سهيله كنت عاوز....



سهيله!
إسمها دكتورة سهيله.  
هكذا قاطعه آصف بنظرات ناريه،بينما إستمر بيجاد بيغظه قائلًا:
على فكره سهيله كانت تلميذتي،ومفيش أستاذ بينادي تلميذه بلقب سابق.



برقت عين آصف غيظًا بينما تبسمت سهيله وهى تشعر بغِيرة آصف من بيجاد،لكن ذهبت نحو فراش أسعد سائله:
حمدالله على سلامتك يا عمى... طنط شُكران كانت عاوزه تجي لحضرتك بصعوبه  أقنعناها إنها تأجل الزيارة لبكره. 



تنهد أسعد آسف وتبسم بخفوت قائلًا: 
ده الأفضل عشان صحتها... ومُتشكر ليكِ. 



تبسمت سهيله قائله: 
أنا معملتش حاجه  أستاهل عليها الشُكر وإن شاء الله،تقوم بالسلامه. 



لاحظت سهيله همس بين بيجاد وآصف كذالك  آيسر، تذكرت أنه سبق أن تقابل آصف وبيجاد وكل منهم إدعي عدم معرفة الآخر، لم يدخل أى شك لرأسها فربما كما رأت قبل قليل هم أصدقاء وبينهم مُزاح جاف.



إبتسم آصف حين لاحظ نظر سهيله له،وتبسم لها حين رأى الفضول بعينيها،لكن بيجاد نظر لها قائلًا برجاء:
بصى يا سهيله...
قصدي يا دكتورة سهيله
أنا بيني وبين سكرتيرة آصف إستلطاف وبقوله فاتحها أنى عاوز أتجوزها وهو مش عاوز يوفق راسين فى الحلال.



-راسين فى الحلال.. 
دى ألفاظ دكتور محترم،سبق وقولتلك منك ليها...بس نصيحه بلاش تحرج نفسك لأنى شايف إنها معندهاش أى إستلطاف ناحيتك،بالعكس دى بتستغلسك،بس مُحبرة تضحك فى وشك ذوقيًا يعني.  



ضحكت  سهيله قائله: 
وليه مش يجرب وأكيد فى أمل، وأعتقد مساعدة آصف مش هتنفعك لازم تجازف بنفسك وتقدم لها عرض الجواز يا دكتور.




        
          
                
أومأ بيجاد مُبتسمً بتوافق...إغتاظ آصف لتلك البسمه،وتوجه ناحية سهيله قائلًا:
مش يلا بينا، إطمنا على بابا، هو تقريبًا نام بسبب المُسكنات
وكمان كفايه كده عشان نلحق نوصل قبل الضلمه. 



واقفت سهيله وذهبت مع آصف نحو باب الغرفه خرجا سويًا،لكن الغيظ مُتملك من آصف من بيجاد...توقف قائلًا:
نسيت أقول لـ آيسر يبقى يطمن ماما،ثواني وراجع... إسبقيني إنتِ للجراچ بتاع المستشفى. 



ذهبت سهيله بينما آصف فتح باب غرفة والده دون إستئذان تفاجئ بـ بيجاد أمامه يبتسم إبتسامته السخيفه فى نظره قبل أن يتحدث كان آصف يلكمه بقوه قائلًا:
أهو بعد البوكس ده لو روحت للسكرتيره يمكن ترآف بيك وتثبت لها إنك دكتور مجانين مُهزأ.
ــــــــــــــــــــــــــــــــ
بعد الظهر 
بالمشفى 
دخل آيسر يحمل صنيه عليها كوبان من القهوه قائلًا: 
بابا لسه نايم. 



تنهدت له يارا بآسى قائله: 
كان صحي ورجع نام تانى، الدكتور قال إن المسكنات مش مخلياه حاسس بالآلم وهي اللى بتنيمه. 



تبسم  آيسر قائلًا: 
أنا جبتلك قهوه معايا طالما بابا نايم تعالى نقعد  عالكنبه ندردش سوا. 



تبسمت  له يارا بموافقه وذهبت تجلس جواره على آريكه بالغرفه بعيده قليلًا عن فراش أسعد، تحدثا بود أخوي ليس غريب عليهم، يارا قريبه من شُكران وأخويها... 
بعد وقت قليل سمعا صوت طرق على باب الغرفه، نهض آيسر قائلًا: 
يمكن الممرضه... فتح آيسر الباب، سُرعان ما تبسم بترحيب قائلًا: 
أهلًا يا طاهر. 



طاهر! 
حين سمعت الاسم خفق قلبها بشده... بينما طاهر دلف الى الغرفه قائلًا: 
ألف سلامه على عمي أسعد. 



خفق قلبه هو الآخر حين رأي يارا  تنهض واقفه، تلاقت عينيهم كانت النظرات كفيله بلفت إنتباه آيسر، لكن تغاضي عن ذلك حين لم تتحمل يارا البقاء وتحججت قائله: 
شيرويت كانت قالتلى أتصل عليها عشان أطمنها على بابا. 



إستغرب آيسر قائلًا  بلا إنتباه: 
شيرويت كانت هنا ومشيت عشان عندها محاضره. 



نظرت له يارا قائله بتبرير: 
ماهي كانت قلقانه وهتصل عليها أطمنها.



خرجت يارا سريعًا،شعر طاهر بغصه يعلم أن يارا تتهرب منه...وقف قليلًا مع آيسر يتحدثان ثم إستأذن منه،كاد يخرج من المشفى لكن وقع بصره على يارا التى تجلس على أحد المقاعد بالحديقه،بلا تفكير ذهب نحو ذاك المقعد وجلس جوارها قائلًا:
هتفضلِ تهربي مني لحد أمتي يا يارا،ليه تعذبيني وتعذبي نفسك.



نظرت له يارا بذهول قائله بإستهزاء مرير:
أنا بعذبك،ليه،إنت مش كنت معجب بزميلتك فى الجامعه،إنت بنفسك إعترف لى بكده،فاكر ولا السنين نستك.



تنهد طاهر بندم قائلًا:
أنا عمري ما كنت معجب بزميله ليا أيام الدراسه،وقتها كنت مشوش بسبب اللى حصل لـ سهيله مكنش سهل عليا.




        
          
                
تهكمت يارا قائله:
وكان سهل عليا اللى قولته وقتها،ليه راجع وعاوز توصل الماضي تانى،عشان سهيله قبلت ترجع لـ آصف،يعني غيرك بيتحكم فى حياتك.



تنهد طاهر قائلًا:
لاء يا يارا محدش بيتحكم فى حياتى غيري ومن فضلك إفهميني،أنا أجازتي محدوده وخلاص قربت تنتهي اقل من شهر.



نهضت يارا بعناد قائله:
ترجع بالسلامه با بشمهندس.



قالت هذا ولم تنتظر هرولت من امامه يخفق قلبها لكن الغريب انها تشعر بإنشراح،بينما زفر طاهر نفسه بآسف وندم ونهض يذهب خلفها.



بنفس الوقت 
بعد خروج طاهر تفاجئ آيسر بفتح باب الغرفه دون إستئذان لكن قبل أن يتحدث دلفت هويدا بغضب وصفعت الباب خلفها بقوه أصدر صوتً عاليًا جعل أسعد يفتح عينيه،نظر الى هويدا ظن أنها آتيه من أجل واجبها كزوجه له لكن تفاجئ حين قالت له بإستهجان:
كويس إنك لسه عايش مموتش،رغم إني كنت أفضل موتك،بس ربنا هو اللى أراد يكشفك.



إستغرب أسعد كذالك آيسر الذى قال:
مدام هويدا....



قاطعته هويدا بإستهجان قائله:
كنت مفكره إن مفيش أخبث مني،بس إنتِ فوقتني بمراحل،إزاي ضميرك قدر يتحمل كل الظلم اللى ظلمته ليا.



لم يفهم اسعد حديثها،لكن هويدا أقتربت منه ووضعت امامه تلك الاوراق،وقالت بتجهم تشعر بمرارة:
حقيقتي،أيوه انا البنت اللى فى الصوره مع عمتها،لاء قصدي مامتها،انا البنت اللى أعترف بيها إبن عمك على آخر عُمره يمكن كان عاوز يبرأ ذمته قدام ربنا وفكر بكده بيرد لـ امى كرامتها،بس إنت خفيت الاعتراف وورقة الجواز العرفى طبعًا طمع فى قلبك،رغم كُل اللى عندك ده محبتش حد يشاركك فيه،بس تعرف يا أسعد أنت غبي،كان لازم تتخلص من الاعتراف وورقة الجواز العرفي،مكنش لازم تحتفظ بيهم،عشان ميقعوش فى ايد الشخص الغلط،او بالاصح صاحبة الحق،مجهولة النسب،او بنت الحرام،بس أنا مش بنت حرام يا أسعد 
انا بنت "أيمن الدسوقي"
فاكر اول مره اتقابلنا سألتني اسمي أيه وقولتلك إسمي بالكامل ملامحك وقتها إتغيرت،مفهمتش وقتها  قولت يمكن ميعرفش إن عمتي تبقى من عيلة "شُعيب"
العيله اللى إتبرت مني أنا وهى...



توقفت هويدا تلتقط نفسها ثم عاودت الحديث قائله بإستهزاء مرير:
أنا اللى كنت مفكره أنى بتلاعب بيك طلعت غبيه وانت اللى بتلعب بيا وعارف إن ليا حق عندك يا أسعد،طلعت مخادع كبير وانا الساذجه،كنت أستاذ فى التمثيل بس ده مش جديد عليك انا اللى كنت مفكره نفسى ذكيه،بس سيادة النائب لعبته السياسه والخداع،تعرف يا أسعد أنا كنت بكذب دايمًا وبحاول اتجمل قدامك عكس حقيقة شخصيتي الوصوليه،كان كل هدفى هو 
إسم ونفوذ واموال أسعد شُعيب،اللى طلع ليا فيها نصيب وهو اللى مسيطر عليه،او بالاصح إستحل حق غيره وطمع فيه،تعرف إنى بتمنالك الموت...لاء الموت هيريحك بتمني يطلع توقع الدكتور صح،وإنك تكمل الباقى من حياتك مشلول وتشوف العطف والشفقه من كل اللى حواليك،بس انا عمري ما هشفق عليك لأنى بكرهك يا أسعد.




        
          
                
شعرت هويدا ببعض الإرتياح حين قالت هذا،ورات إستنفار أسعد الذى ئن بآلم وحاول ان ينهض لكن إزداد شعور الآلم والعجز،إقترب منه آيسر سريعًا وكاد ينظر الى هويدا،لكن هى ضحكت بتشفى وغادرت الغرفه تصفع خلفها الباب مره أخري...ذهبت نحو مصعد المشفى الكهربائى وقفت تنتظر المصعد،بنفس الوقت جاء طاهر خلف يارا 
لكن يارا سبقت ودخلت الى الغرفه بينما رأي طاهر هويدا تتوجه نحو المصعد ذهب نحوها وحين إقترب منها قام بالنداء عليها،نظرت له لكن لم تهتم وتقدمت الى الامام ظنًا منها أن المصعد قد وصل،فتحت الباب وتقدمت بإحد قدميها،سُرعان ما صرخت وهى تشعُر بهاويه،بينما هرول طاهر نحوها ينطق إسمها بفزع.     
ـــــــــــــــــــــــــــــــ
إستطاع آصف إلهاء سهيله معه بالحديث طوال الطريق الى أن توقف بالسياره،قائلًا:
وصلنا.



نظرت  سهيله من شباك السياره الى الطريق لم تستطيع معرفة المكان الا حين ترجل آصف من السياره وهى خلفه، وجدت نفسها أمام ذاك الممشي علمت المكان بسهوله قائله: 
إحنا هنروح البُحيره، إبتسم آصف  قائلًا: 
أيوا المكان اللى كان دايمًا بيضمنا. 



خفق قلب سهيله  قائله: 
خلينا  نروح مكان تاني يا آصف. 



تبسم آصف وإقترب منها وامسك يدها جذبها للسير معه قائلًا: 
خلاص يا سهيله  الخوف إنتهي خلينا نبدأ من المكان اللى شهد على قصتنا من أولها. 



بصعوبه وافقت سهيله  وصعدت الى ذاك القارب، الذى سار يقطع مياة البُحيره... جلست سهيله على اريكه قريبه من سياج القارب، ومعها ذاك العيش الذى بدأت تُطعه قطعًا صغيره وتُلقيها على مياه البحيره تبتسم وهى ترا تلك الطيور تلتقط تلك القطع، جلس جوارها آصف يضمها لصدره، لم ترهب منه بل تبسمت له، جلس مثلها يُقطع العيش ويُلقيه فى المياه يستنشق هواء الربيع المُنسم بنسمه بارده ضم سهيله  لحضنه شعر بالدفئ كذالك هى، لكن قطع الإنسجام بينهم رنين هاتف آصف، أخرجه من جيبه ونظر الى شاشة الهاتف، ثم نظر  لـ سهيله  قائلًا: 
ده آيسر أكيد عاوز يسخف أنا مش هرد عليه. 



نهته سهيله  قائله: 
لاء رُد عليه ناسى إن باباك فى المستشفى. 



وافق آصف وقام بالرد لكن طلب آيسر منه الحديث بعيدًا عن سهيله.. شعر بأن هنالك خطبً ما، نهض بعيدً عن سهيله قائلًا: 
هكلم آيسر وأجيب عيش عشان الطيور الموجود خلص. 



تبسمت  له... 
بينما لم يغيب آصف كثيًرا وعاد لكن تفاجئ بـ سهيله التى تضجع برأسها على مسند رأس المقعد ويبدوا أن صفاء الطقس جعلها تغفوا،ذهب وآتى بدثار وقام بوضعه على سهيله الى أن وصلا الى البُحيره ومازالت سهيله نائمه،لم يرد إيقاظها حملها وترجل من القارب نحو تلك السياره التى كانت قريبه من الشاطئ تنتظرهما.




        
          
                
بعد وقت    
صحوت سهيله من النوم رغم أنها مازالت تشعر بخمول، لكن حاولت نفض ذلك عنها وتمطئت بيدها فى البدايه إستغربت أنها نائمه فوق فراش، سألت نفسها: 
آخر حاجه فكراها إنى كنت فى قاعده فى المركب،برمي فتافيت العيش للطيور فوق ماية البُحيرة، يظهر نمت من غير ما أحس، بس إزاى وصلت لهنا، وفين آصف. 



فجأة تذكرت جزءً من ما حدث هنا فى المره السابقه
إرتجف قلبها عليه وخشيت  أن يكون سوء أصابه. 



سريعًا أزاحت الدثار عنها ونهضت
لم تدرى أنها بمنامه نسائيه صيفيه ولا أنها دون وشاح فوق رأسها، خرجت من الغرفه كان المنزل يسودهُ الضوء، شعرت بالراحه قليلًا 
توجهت نحو دَرج المنزل الداخلى وبدأت فى النزول الى أن وصلت الى الدرجه قبل النهائيه توقفت بخضه حين فجأة وجدت آصف أمامها مباشرةً ،إرتخى جسدها لكن وقوف آصف أمامها منعها من السقوط أصبح مُستقر جسدها بحُضنهُ وهى غير واعيه للحظات حتى شعرت بيديه تحتض ظهرها، لم تشعر بالرهبه من قُربه منها كما بالسابق ، تنهدت براحه سائله: 
آصف إنت كنت فين؟. 



شعر آصف بتنهيدها على عُنقه، انفاسها كآنها نسيم ربيعي دافئ، ضمها بيديه وأجابها ببساطه: 
روحت السوبر ماركت إشتريت شوية مُعلبات البيت مكنش فيه أى حاجه  تتاكل. 



وعت على حالها، شعرت بخجل ورفعت وجهها تنظر لـ وجه آصف بحياء وسألته: 
أنا وصلت لهنا إزاى آخر حاجه  فكراها إننا كنا عالمركب. 



إبتسم آصف وإنحنى يحمل جسدها بين يديه بتلقائيه قائلًا: 
يظهر هوا البُحيره سطلك ونمتِ، ولما وصلنا محستيش وأنا شيلتك زى كده بالظبط. 



للحظه شعرت بخضه ورجفه فى جسدها، لكن حاولت أن تُسيطر على ذلك الرُهاب من إقتراب آصف منها، أو ربما  بالحقيقه هدأ هذا الرُهاب،بل ربما زال نهائيًا ، لم تُعطى ردة فعل، الأ حين بدأ يصعد بها الدرج، لا تعلم لم ظلت صامته تنظر له فقط 
تواصل بين الأعُين سيطر عليهما وهو يصعد بها الى أن وصلا الى غرفة النوم، إقترب من الفراش وضع جسدها عليه رغم أنه مازال يآسر جسدها بين يديه،لكن إنزاحت نظرة عينيه عن عينياها وتمركزت على شفاها 
اللتان ضمتهما، للحظه تشوق لتذوقهما لكن بداخله يخشى أن يفعل ما يُريد وترفضه أو ترهبه كما كان قبل أقل من شهر، لكن تملك الشوق منه 
إنحنى برأسه ولثم طرف شفاها بقُبله ناعمه، إزدات بشوق حين إستكانت للحظه حقًا لم ترفضه أو تُظهر الرهبه، جعله هذا يتعمق بقُبلته ويضم كامل شفاها بقُبله تزداد إشتياق وهى تشعر بعدم الرهبه منه، لم تُعطى ردة فعل الإ حين ترك شِفاها، لكن مازالت تشعر بأنفاسهُ قريبه من شفاها، رفعت عينيها تنظر لعيناه سُرعان ما أخفضتهما بحياء تضم شفاها، للحظه تملك منه اليأس، لكن حركة يدها التى وضعتها فوق معصم يده جعلته يترك النظر لعينيها ونظر الى يدها الموضوعه حول مِعصمه كآنها تتمسك به، عاد بنظره لوجهها رأى بسمه على وجهها، تبسم لها بتلقائيه 
عاد يشعر بالشوق لشفاها 
لكن هذه المره بداخله  شعور يؤكد له أنها لن ترفض مشاعره،او تتحجج بأي شئ، بالفعل إنحنى وقبلها، لكن تفاجئ حين شعر بيدها فوق عُنقه، لم تكُن تدفعه للإبتعاد عنها كذالك لم تكن تضمه، فقط وضعتها بإراده منها، رفع وجهه عن شفاها ونظر لوجهها بالكامل، تبسم حين أخفضت وجهها بحياء 
بينما هى تشعر كآن بجسدها مغناطيس تود إنجذاب آصف لها 
لم تتمنع ولا تُظهر الرهبه 
فقط أرادت خوض تلك المشاعر معه دون أن تدع تلك الليله تتحكم بعقلها، ودت نسيان تلك الليله  
بليله أخرى، ربما تنتهى تلك الرهبه نهائيًا 
رسمت بسمه ولمعت عينيها وهى تنظر بحياء لآصف الذى مثل التائه بين أمواج التردُد فى الإنجراف بتلك المشاعر المُسيطره عليه يود أن يغرق وهو هائمً بها 
إستسلم لرغبته الذى قاومها ولم يتغلب عليها حتى إن رفضته سهيله يكفى أن ينال بضع قُبلات 
بالفعل هبط بجسده فوق جسدها يضم شفاها بين شِفاه يُقبلها بوله وشغف 
تفاجئ حين شعر بقبول سهيله لتلك القُبلات، لكن للحظه كاد يشعر بيآس حين رفعت إحدى يديها  وضعتها على كتفه، ظن أنها تدفعه كى ينهض عنها، لكن ارادة المزيد من القُبلات لديه  جعلته لا يستسلم وخلل صوابع يدهُ بين أصابعها 
شعر بإنقباض أصابعها مع أصابعه شعر بنتاغُمها معه، توغل بلمساته وهمساته، يدفس وجهه بحنايا عُنقها ينتشى من عبقها للحظات قبل أن يرفع رأسه وينظر لعينيها التى كانت تُغمضهما للحظه قبل أن تفتحهما وتتلاقى أعينهم، بتلقائيه تبسمت له، رفع يده وأزاح تلك الخُصله عن جبيبها، وهمس بعشق: 
أنا بعشقك يا سهيله 
عشقك ساكن فيا مع روحي مستحيل ينتهي أو حتى يقل غير بطلوع روحى  من جسمي. 



نظرة عين سهيله لم تكُن متفاجئه إعترف مرات كثيره بحبه لها حتى تلك الليله اللعينه إعترف أنه يعشقها 
تلك الليله التى إنهزم فيها قلب الإثنين... 



لاحظ آصف صمت سهيله ونظرة عينيها  التى للحظه تبدلت 
تسرع وعاود يُقبلها لا يود أن تنتهى هذه اللحظات الصافيه 
نحت سهيله التفكير بتلك الليله وعاودت الإنسجام مع قُبلات ولمسات آصف، بداخلها  توهان 
له أكثر من تفسير لديها 
ربما ما تشعر به هو لخبطة هرمونات جسديه لديها  بسبب "الحمل" 
أو ربما إستسلامها من قلبها الذى مازال يكن  لـ آصف بمكانه خاصه 



حسم القلب التوهان، أيً كان السبب 
لتستمتع بصفو تلك اللحظات... تقبلت غرامه وهيامه همساته ولمساته الحنونه عكس تلك الليله 



إستسلم الإثنان لتلك اللحظات بداخل كل منهما يود الخروج من شرنقة بؤس تلك الليله اللعينه 
العشق تحكم بهم يغزوا العقل والقلب معًا 
إندمجت أوردتهم ببعض كل منهم يشعر أنه للآخر... 
"عاشق ومعشوق"     
ضمها آيسر مُربتً على ظهرها بأخوه قائلًا  بآسف: 
هويدا كانت هنا وصدمته بحقيقة أنه ممكن يبقى مشلول. 



إستغربت يارا ذلك قائله: 
وليه عملت كده، المفروض كانت تعمل  العكس، ده يادوب ممرش على جوازهم يومين. 



زفر آيسر نفسه بغضب وقبل أن  تنهى يارا حديثها كانت دخلت شُكران الى الغرفه دون طرق على الباب، وسمعت نهاية حديث يارا، نظرت نحو أسعد المُمدد شفق قلبها على رقدته، لكن للغرابه كآنه شخص عادي ليس زوجها الذى عاشت معه لحوالي ثلاث عقود من الزمن، ثم نظرت نحو آيسر ويارا قائله: 
أنا شايفه الدكتور لسه خارج من الأوضه. 



تحدث آيسر بلوم قائلًا:. 
مكنش لازم تتعبِ نفسك يا ماما عشان صحتك، آصف مش قالك إن الزيارات ممنوعه. 



نظرت شُكران الى أسعد  قائله: 
فعلًا قالى بس دى عِشرة عُمر، قولى 
هو أيه اللى حصل لـ أسعد،مش شكل شوية إرهاق زي ما آصف قالي؟. 



علم آيسر أن شُكران لن تقتنع بأي إجابه غير منطقيه لما تراه أمامها، سرد لها فقط أنه تعرض لإصابة طلق ناري. 



فزعت شُكران  سائله: 
ومين اللى ضرب عليه رصاص، يكون حد من المنافسين له فى عضوية مجلس الشعب. 



نظر آيسر الى يارا ثم أجابها بإختصار ثم رجاء: 
يمكن.... 
الدكتور محرج الزيارات، وكفايه كده عشان صحتك ياماما. 



تغاضت شُكران عن الرد على رجاء آيسر ونظرت  الى يارا سائله بفضول: 
وأنا داخله سمعت يارا بتقول " ممرش على جوازهم يومين" مين دول وأيه علاقتهم بـ أسعد. 



إرتبكت يارا  كذالك  آيسر، لم يستطع المراوغه كذالك يارا التى أخبرت شُكران بتردُد  تشعر بآسى وآسف فى نفس الوقت: 
كنا بنتكلم  على هويدا  وبابا، إتجوزوا من يومين.



غرت شُكران  شِفاها، ليست مصدومه ولكن غير مُصدقه وسألت: 
هويدا مين... قصدك هويدا أخت سهيله  ولا واحده غيرها.



بآسف أكدت يارا،تهكمت شُكران بداخلها وهي تنظر لـ أسعد وسأل عقلها
ما سبب هذه الزيجه...هل كان يود إستمرار الشعور بأن قلبهُ مازال شابً  ليتزوج إمرأة بمنتصف عُمرهُ، بل أصغر من بعض أبناؤه، لكن لم تستغرب ذلك فهذه طبيعة أسعد اللهث خلف المنظره... نظرت نحو آيسر وتغاضت عن الأمر سائله: 
أنا شوفت طاهر وأنا طالعه من الأسانسير كان داخل للأسانسير التانى وهدومه عليها دم كتير، والأسانسير نزل بسرعه، ملحقتش أسأله. 



خفق قلب يارا بتوجس بينما إستغرب آيسر  قائلًا: 
هو كان هنا بيزور بابا وكان مشي وكان كويس معرفش. 



بينما نظرت شُكران  الى يارا التى تبدلت ملامحها وحاولت غض فِكرها عن فرض السوء قائله: 
يمكن أنا مركزتش ومش هو، عالعموم زيارة المريض لازم تبقى قصيره...واضح أن أسعد مش هيفوق دلوقتي،هبقى أتصل عليك يا آيسر أطمن عليه.




        
          
                
تنهد آيسر قائلًا:
تمام ياماما،ده الأفضل عشان صحتك.



تبسمت وهى تضع يدها على كتفه ثم غادرت،بينما القلق مازال مُسيطر على عقل وقلب يارا،نظرت نحو والدها بغصه ثم تحججت قائله:
هطلع أكلم شيرويت،أقول لها أن الدكتور منع الزيارات عن بابا وهحاول أطمنها عشان متقلقش.



أومأ لها آيسر موافقًا،بنفس الوقت صدح رنين هاتفه،أخرجه من جيبهُ  علم أن روميساء هى من تتصل تنهد بإشتياق وكاد أن يرد لكن فُتح باب الغرفه بعد أن سمح للطارق بالدخول، إستغرب ذاك الذى دخل وأغلق رنين الهاتف بعد أن قال له: 
ياريت تقفل الإتصال... أنا وكيل النيابه المُكلف بالتحقيق فى القضيه، وكنت لسه مع الدكتور وعرفت حالة المريض بالظبط،وكمان هنضطر هنحط فرد أمن على غرفة المريض لحد ما ناخد أقواله هو كمان، لآن للآسف، الشخص التانى توفى بنوبة هبوط فى القلب. 



ذُهل آيسر  سائلًا: 
رامز مات!. 



رد وكيل النيابه: 
للآسف قلبه إتوقف ومقدروش ينعشوه، بكدا ناقص أقوال السيد/أسعد عشان نقفل القضيه بعد أقوال آصف والشخص التالت، كمان آصف قدم بلاغ بإعادة فتح قضية "سامر شُعيب" وكان إتهم رامز بقتله وقدم أدله تثبت ده، بس للآسف بموت رامز القضيه إنتهت. 



تسائل آيسر: 
والنيابه معندهاش شك إن ممكن يكون موت رامز مُتعمد؟. 



رد عليه: 
حتى لو عندنا شك فالنهايه التقرير الطبي هو المستند الثابت لينا، مره تانيه بتمني الشفا للسيد /أسعد، وهكون على تواصل مع الدكتور،وفرد الأمن إجراء روتيني فقط للتحفُظ عالسيد أسعد لحد ما ناخد أقواله ونطابقها ببقية أقوال الشهود.



أومأ له آيسر بتفهم،وهو مذهول بعد مغادرته.



بحديقة المشفى 
بلا تردُد من يارا هاتفت طاهر،الذى قام بالرد عليه تسمع صوته شبه مُختنق،وسألته:
طنط شُكران بتقول أنها شافتك وإنت داخل الاسانسير،وهدومها كانت ملوثه بالدم.



تنهد بآسى قائلًا:
هويدا....



توقف عن بقية حديثه يشعر بآلم يضيق بصدره،شعرت يارا بذلك وسألته:
إنت لسه فى المستشفى قولى  إنت فين بالظبط.



أجابها بالمكان الموجود به،قالت له:
تمام أنا جايه لك.  



بعد دقائق أمام إحد غُرف العمليات، رغم بؤس طاهر على ما أصاب هويدا لكن شعر بهدوء نسبي وتبسم بخفوت حين راى يارا تقترب منه، حين نظرت له إرتجف قلبها من ذاك الدم الذى يلوث معظم ثيابه... بسرعه قالت بلهفه: 
إنت بخير؟ 
أيه سبب الدم اللى مغرق هدومك ده. 



تنهد طاهر بأسى: 
انا بخير، بس هويدا للآسف... 



صمت قليلًا، ثم سرد لـ يارا ما حدث مع هويدا... شعرت بآسف عليها قائله: 
أنا كنت سمعت أن فى مشكله حصلت قدام واحد من الاسانسيرات اللى فى المستشفى، بس حلوها بسرعه، ومحدش طلع من الاوضه. 




        
          
                
رد بنفي: 
لاء، بس صعبان عليا هويدا أوي، هويدا صحيح ليها أخطاء، بس.... 



توقف عن بقية الحديث يشعر بالأسى والحُزن على ما أصابها ومازال صُراخها يطن فى أذنيه وهى ترى بتر إحد ساقيها... لكن نظر الى يارا قائلًا: 
متشكر يا يارا إنك جيتِ حسيت إنى هديت نفسيًا. 



إرتبكت يارا، وقالت بتوتر حتى لا تكشف لهفتها عليه: 
ناسي إن هويدا تبقى مرات بابا. 



تبسم بغصه يعلم أنها تتحجج، أيقن فداحة خطأوه بالماضى حين أخذها بذنب آصف، 
آصف الذى ذهب إليه قبل عِدة أيام يطلب منه أن يساعده بإقناع يارا بقبول الزواج منه ووافق على مساعدته وبالفعل تحدث مع يارا موضحًا لها أن أحيانًا يؤخد البعض بذنوب الآخرين،وعليها إعطاء نفسها فرصه مع طاهر،إن لديها مشاعر نحوه،لا داعي لإضاعة العُمر والندم لاحقًا،كما حدث معه،إقتنعت بذلك،لن تضيع الفرصه،لكن قبلها لابد من مراوغة طاهر كذالك ردًا لكبريائها، ما كانت عاشت تلك المراره. 
ــــــــــــــــــــــــــــــــ 
مساءً 
بالنيابه العامه. 
دلفت شهيره الى غرفة وكيل النيابه الذى نظر لها يبدوا من ملامحها الهادئه أنها مازالت لا تعلم بوفاة شقيقها، تنحنح قائلًا: 
إتفضلِ اقعدي يا مدام شهيره، معرفش المستشفى بلغوا حضرتك أو لاء، بس واضح من هدوء حضرتك أنك لسه متعرفيش. 



إستغربت شهيره وإستفهمت سائله: 
مش فاهمه، أيه اللى المستشفى  مبلغتهوش ليا. 



نظر لها بآسف قائلًا: 
للآسف السيد/رامز  البقاء لله توفي بعد فجر اليوم. 



صُدمت شهيره قائله بتسرُع: 
مستحيل الدكتور كان قالى إن حالته صحيح خطيرة بس فى امل، بالتأكيد
أسعد هو اللى قتله، هو  غرصه ينتقم مني.



إستغرب وكيل النيابه قائلًا: 
وهيقتله إزاي وهو كان فى غيبوبه. 



ردت شهيره  بتسرُع وغِل: 
آصف
آصف ممكن يكون هو اللى قتله، آصف كان بيكرهه. 



رد عليها: 
آصف غادر المستشفى. 



-يبقى آيسر. 
ذُهل وكيل النيابه من إتهامتها الغير منطقيه كآنها تود إلصاق تهمة القتل لأي أحد، حتى ان ملامحها لم تتغير الى الحُزن او تصرُخ، حتى تبكي على أخيها، أو تطلب رؤيته للمره الأخيره قبل التصريح بدفنه،لكن ما وصل له من أدله عن القتيل انه كان شخصًا سيئ ربما  كان كذالك معها أيضًا. 
ــــــــــــــــــــــــــــــــ 
بالعوده الى منزل البُحيرة. 
بغمرة تلك القُبلات ولمسات آصف لها
فاق عقلها من تلك الغفوه غصبًا بعد شعورها ببعض التقلُصات بمعدتها، تنفست بعُمق قائله: 
أنا جعانه يا آصف. 



بوسط زخم تلك المشاعر والإشتياق المُتمكنه من قلبهُ الذى يُترجمها بقُبلات ولمسات حنونه، شعر بيدها على كتفه تدفعه برفق للحظه غص قلبه أن تكون عادت لرفض إقترابه لكن قولها أدهشه، توقف عن تقبيل عُنقها ورفع وجهه ونظر لوجهها بإستفهام، شعرت سهيله بحياء وعادت قولها: 
أنا جعانه، على فطوري من الصبح يادوب أكلت شوية فتافيت عيش من اللى كنا بنرميها للطيور فى البُحيره. 




        
          
                
تبسم غامزًا يقول: 
يعني طمعتِ فى أكل الطيور. 



تذمرت بخجل قائله: 
لاء مش طمع، بس انا كنت جعانه ويظهر لما نمت نسيت الجوع. 



ضحك آصف ونهض عنها وقبل أن تستقيم على الفراش تفاجئت به يحملها قائلًا بمرح: 
خليني أشيلك لا تدوخي ويُغمي عليكِ من الجوع.



وكزته فى كتفه بيدها قائله:.
بطل أسلوب السخافه ده،عادى لما أجوع،إنت مش بتجوع زي بقية البشر،ولا عشان ضخم،ولا "آصف شُعيب" طبعًا لو.....



قاطعها بتقبيل شفاها...نسيت تذمُرها وقامت بلف يديها حول عُنقه تستقبل قُبلاته بقبول...حتى ترك شِفاها ليتنفسا من أنفاسهم المُختلطه،حتى هدأت،تبسم بإنشراح سائلًا بمرح:
لسه جعانه.



زفرت نفسها قائله بغيظ ووعيد:
آصف.



ضحك بإستمتاع قائلًا بإيحاء
خلاص بلاش عصبيه،خلينا ننزل المطبخ،شكلك جعانه أوى...ولا يمكن فى سبب تاني بيخليكِ بتحسي بالجوع بسرعه. 



لم تنتبه لإيحاء آصف وتذمرت قائله:
هو كمان الجوع لازم يكون له سبب،ولا طبعًا عشان ضخم وكمان تضخمت أكتر بعد ما بطلت شُرب سجاير ونفسك إتفتحت عالأكل  أكتر.



ضحك آصف قائلًا:
إنتِ هتقري عليا،عالعموم وصلنا للمطبخ.



تنهدت سهيله قائله:
طب نزلني بقى عشان أشوف هاكل أيه.



ضح آصف وهو يضعها على الأرض قائلًا:
معظم الأكل مُعلبات وسريع التحضير.



نظرت له بإستهجان قائله:
لاء كتر خيرك،ممكن تسيبنى بقى أشوف أيه اللى فى المعلبات دى ينفع نجهزه بسرعه.



تبسم وهو يضع يدهُ على خصرها قائلًا:
على فكره انا عندي خلفيه كويسه فى الطبيخ خليني أساعده أهو نخلص بسرعه.



شعرت بكهرباء فى جسدها لو نظرت لوجه آصف ستنسى الجوع وتُلقى بنفسها بين يديه كي يضمُها وتستمتع بقُبلاته ولمساته لكن عادت خطوه للخلف قائله بتهرُب: 
فى مكرونه وكمان صلصه... 
نعمل مكرونه بالصلصه ونسلق بيض ونحمره وكمان سلطه. 



تبسم آصف قائلًا بإعتراض 
بس أنا مش بحب البيض المسلوق. 



وضعت يديها  على خصرها قائله: 
مش بتحب البيض مسلوق لكن بتحبه ني  تفقش يجي خمسين بيضه فى شوب اللبن وتحط عليهم عسل وتشربه عالريق،معرفش بتستطعمه إزاي.



ضحك آصف قائلًا:
ده وجبه مُغذيه وبتشبع، وكمان اللبن مع العسل بيغيروا طعم البيض،بالأصح بيختفي وسطهم،فمبحسش بطعمه، لكن أنا مش بحب البيض،بس ممكن أكل مكرونه وسلطه. 



تنهدت بصبر قائله بتوتر:
تمام ممكن تطلع بقى من المطبخ وتسيني أجهز الأكل.



ضحك على توترها قائلًا:
المطبخ واسع،كمان ممكن أساعدك،وأعمل انا السلطه.




        
          
                
وافقت سهيله قائله:
تمام عندك الخُضار،أعمل السلطه بس بلاش تكتر لأن ماليش مزاج للسلطه،هاكل مكرونه وبيض محمر.



ضحك آصف،وقام بالجلوس على أحد المقاعد يُراقب سهيله وهى تتحرك بالمطبخ  وتأفُفها للحظات بسبب بعض اللسعات كذالك تذوقها المُبالغ فيه للطعام أثناء تحضيره  تبدوا جائعه للغايه،  ظلت هكذا حتى إنتهت وقامت بوضع تلك الأطباق على الطاوله أمامه،نظر آصف الى المكرونه سائلًا:.
هى دي مكرونه بصلصة الطماطم،ولا بالوايت صوص.



نظرت سهيله الى المكرونه قائله:
مكرونه بالصلصه،مش شايفها حمره.



نظر آصف الى المكرونه قائلًا:
دى مش حمره دى بينك واضح إن الصلصه مكنتش كفايه.



تنهدت سهيله بضيق قائله بإستهزاء:
بينك... 
لاء الصلصه كده كفايه أنا مش بحبها حمره أوي، ومن فصلك ياريت بلاش تريقه ومش عاوزه أعرف رأيك فى المكرونه. 



قطب بين حاجبيه وشرع فى تناول الطعام، إمتعض قليلًا بوضوح قائلًا: 
أنا مش بحب المُعجنات. 



تبسمت  سهيله قائله: 
عارفه إن المكرونه طعمها مش كويس ومعجنه شويه بس ممكن تتاكل عادي، أنا أهو باكلها، إنت عندك عِلم سابق إني مش أوي فى الطبيخ، يادوب بعرف امشى نفسي بالموجود،تيتا آسميه حاولت كتير  فى أنها تديني خبرتها،بس على رأي بابا دي مسألة نفس،هِبه ربانيه يعني.



على سيرة آسميه إمتعض آصف،لاحظت سهيله ذلك وتبسمت تعلم أن هنالك عدم إستلطاف متبادل بينهم.



تنهد آصف قائلًا:
تمام أنا هاكل سلطه بعيش،تبسمت سهيله قائله:
براحتك،بس انا إتعودت إن أى أكل يتحط قدامي أكله وأحمد ربنا.



للحظات سأم وجه سهيله وتذكرت فترة مكوثها بالسجن،لاحظ آصف سأم ملامحها،غص قلبه لكن قال بمرح:
لو كنتِ سيبتني انا أحضر العشا كنت أثبتلك إنى بعرف أطبخ كويس.



تبسمت له قائله:
تمام قدامك فطور بكره تثبت فيه براحتك،دلوقتي لو مش هتاكل طبق المكرونه بتاعك هاته وانا أكله.



تبسم وهو يمد يده بطبق الطعام لها قائلًا:
واضح إنك جعانه أوي.



تبسمت وهى تلتهم الطعام قائله:
فعلًا.



ضحك آصف وظل بينهم حديث هادي بشتي المواضيع،كما كان فى السابق قبل ليلة زواجهم الأولى،لكن إختلف قليلًا سابقًا لم تكُن تسمح له حتى بلمس يدها،اليوم عكس ذلك....
إنتهي الطعام 
تبسم آصف وهو ينظر الى الاطباق الشبه خاويه قائلًا بمزح:
متهيألي فى لسه شوية مكرونه فى الحله وممكن نسلق بيض تاني لو لسه جعانه.



نظرت سهيله له قائله:
لاء خلاص أنا حاسه إنى أتنفخت من كُتر الأكل. 
ضحك آصف، بينما تذمرت سهيله  قائله: 
إنت بتتريق عليا صح. 



ضحك  آصف قائلًا: 
أبدًا، أنا كنت هقولك تحبِ أعملك شاي أو عصير. 



تنفست سهيله  ثم تثائبت قائله: 
عارفه إنك بتتريق عليا، بس أنا معدتى خلاص إتملت،وكمان كبس عليا النوم، ومبقتش قادره ومش عارفه هقوم  أمشي على رجليا إزاي حاسه إنى تقيلت جدًا .




        
          
                
ضحك  آصف وهو ينهض واقفًا وإنحني لجوارها وحملها قائلًا بمزح: 
فعلًا تقلتِ شويه.



وكزته فى كتفه ثم لفت يديها حول عُنقه تميل براسها على صدره،تشعر براحه أصبحت ليست غريبه عليها،صعد آصف بها الى غرفة النوم  حتى وضعها على الفراش وإنضم جوارها يجذبها لصدره  شعرت سهيله بتوتر وإرتباك وهي تقوم بجذب خصلات شعرها خلف أذنيها  وأخفضت عينيها، تخشى النظر لوجهه خوفً أن لا يُصدقها قائله بتردُد:
آصف فى شئ مهم لازم تعرف بيه.



تبسم آصف على ذاك الخجل الواضح على وجهها،فى نفس الوقت غص قلبه للحظات سهيله مازالت تشعر بعدم ثقته بها،لكن لن يدع الماضى حائلًا أكثر من ذلك،وضع يده على بطنها وإقترب من أذنها هامسًا: 
سبق وقلت لكِ إنى  كنت واعى، وحاسس بكل 
نفس... همسه... لمسه.. منك وعندي إستعداد أعيد كل اللى حسيت بيه فى الليله دي. 



رفعت عينيها ونظرت الى وجهه بتفاجؤ سائله بخجل: 
قصدك أيه... إنت كُنت... 



قاطعها بتأكيد: 
كُنت واعى 
لكل حركه،.. همسه... لمسه... 
مع كل كلمه كان يُعيد لها جزء مما شعر به تلك الليله ويبث مشاعر ناعمه بعثرت كيانها تستسلم لطوفان هادر من مشاعر طغت عليهم تجذبهم نحو مُنحدر من بدايته الى نهايته هادئًا مُفعم بنسائم عشق آخاذ لأنفاسهم ونبضات قلبيهم....ليعودا بأنفاس مُنعشه لقلب كل منهم، علاقة عاطفيه كامله والإثنين يشعران بكامل السكينه والهدوء النفسي اللذان كانا يحتاجان إليه، علاقه أظهر كل منهم مدى عشقه للآخر وصلا الى كمال العشق فى قلبيهم... وضع آصف قُبلة عشق على جبين سهيله  ونظر الى وجهها، تبسم حين رأها تُخفض وجهها بخجل، وضع إبهامه أسفل ذقنها ورفعه قليلًا ونظر الى عينيها اللتان تلاقت مع عينيه، تمركزت النظرات بينهم، للحظات كانت مثل قراءة الأعين بالنسبه لكل منهم 
قرأت سهيله  عين آصف الصافيه التى عشقتها، منذ البدايه كان سهل عليها قراءة صدق مشاعرهُ من عيناه... تبسمت بحياء وعادت تُخفض عينيها تنفض تلك الذكرى لن تدعها  تُفسد نشوة قلبها... 
بينما آصف كان يقرأ من عينيها خجلًا كان قديمًا أحيانًا يضجر منه، الآن يزداد عِشقه لهذا الخجل الذى إرتسم بعينيها، ومازال يندم على ذكرى تلك الليله البائسه، لكن هو الآخر نفض عن رأسه لا يود تعكير صفو قلبه... تنحي بجسدهُ عنها وإستلقى على الفراش وجذبها لتبقى بحُضنه وقبل وجنتها قائلًا  بصدق: 
بحبك يا سهيله. 



تبسمت بدلال وهى تدس رأسها فى صدره قائله:
قولتها كتير قبل كده.



رفع وجهها قليلًا ونظر لها بهيام قائلًا:
وهفضل أقولها طول عُمري،ومش بس هقولها كمان أوعدك هيفضل قلبي مفيش فيه أغلي منك. 



تبسمت ووضعت راسها على صدره وتثابت ثم غفوت دون شعور منه كذالك آصف هو الآخر غفى هو يشعر بهدوء كان يفتقده، عودة  سهيله له كان  هدوءً بعد الصخب الذى كاد أن يصم قلبهُ.




        
          
                
بعد وقت صحوت سهيله بسبب شعورها ببعض التقلُصات بمعدتها، وجدت نفسها مُحاطه بيدي آصف تبسمت وهى تنظر الى وجهه وهو نائم، على ذاك الضوء الخافت، حاولت سحب جسدها من بين يديه ذهبت الى الحمام وخرجت بعد قليل، تشعر ببعض الوهن... عادت تندس الى جوار آصف، تنظر لوجهه تشعُر كآنها تعود بالزمن الى الخلف تبسمت حين تذكرت أنها كانت تخجل من النظر الى وجهه، شريط ذكريات يمُر أمام عينيها منذ أن تعرفت على آصف قبل أن تُكمل التاسعه عشر من عمرها الآن هى بالثلاثون حوالى إثني عشر عام يمروا أمام عينيها، بين إخفقات وإمتيازات حصلت عليها، هنالك خمس سنوات بعمرها لم تلتقي بـ آصف مباشرةً، لكن كانت تقرأ عبر المنصات الاليكترونيه عن نجاحه فى تلك القضايا،أحيانًا كانت تكره ذاك الصيت،وأحيانًا كانت تشعر بالغبطه، كان هنالك شئ بداخلها لم يبغض آصف رغم ما مرت به حاولت إلهاء نفسها بالحصول على إمتيازات وتقدُم أعلى لتُثبت أنها لم تنكسر لكن كان داخلها بالفعل مُهشمً،تحصل على إمتياز أعلى وتسمع الإشادات بذكائها العلمي ممن حولها وهى تتقدم لكن بداخلها كان هدفً واحد أرادت إثباته لـ آصف أنها الطبيبه إبنة الموظف البسيط الذى سخر منه تلك الليله،بداخلها فقدت مذاق اللذه، فقط كانت تبتسم للمديح التى تناله ويعلوا شآنها، بآخر الليل كانت ترثي نفسها بذاك المديح التى لم يكن سوا لحظات وتعود تنكفي على فراشها تفصل عن عالم لا تشعر فيه بالحياه، قلبها مثل الآله بداخلها،تنهدت وهى تنظر الى آصف، تبسمت كآنه كان لها مذاق الحياه التى كانت ومازالت تود العيش بها، حلمت يومً أن تكون أسره صغيره معه حين كان يُخجلها بكلماته وهى تتهرب منها، كانت تشتاق لتلك الكلمات الصادقه والنابعه من قلبه، آصف كان لها مُتنفسًا للحياة.... بغمرة أفكارها شعرت بيدي آصف  تجذبها لصدره، إمتثلت لذلك وغفت. 



مع شروق الشمس 
إستيقظ آصف، تنهد بشعور الصفاء والسعاده وهو يضم سهيله بين يديه هذا ما تمناه أن يصحو على وجه سهيله وهى بين يديه. 
ــــــــــــــــــــــــــــــــ 
بالمشفى 
إستقبل طاهر كل من سحر وأيمن اللذان أخبرهم بجزء مما حدث لـ هويدا دون إخبارهم ببتر إحد ساقيها، لكن بمجرد ان دخلا الغرفه إنصعق قلبيهم، وتدمعت عين أيمن كذالك سحر التى إقتربت من ذاك الفراش النائمه عليه هويدا وإنحنت تُقبل وجنتيها تسيل دموعها  بحسرة قلب... 
كذالك  أيمن الذى سأل طاهر  قائلًا: 
هويدا هتفوق أمتى...وايه اللى حصل لها. 



سرد لهم طاهر ماحدث ثم أخبرهم: 
الدكتور قال محتاجه وقت عقلها يفصل قبل ما تفوق عشان الصدمه اللى عاشتها. 



تحدثت سحر بحسرة قلب:
قلبي إتنفض من وقت ما إتصلت علينا من إمبارح وقولت هتبات هنا عشان مخلصتش بقية أوراقك،والفجر لما أتصلت إتأكد إحساس قلبي،يا حسرة قلبي عليها لما تفوق.
ــــــــــــــــــــــــــــــــ
بالمشفى مساءً
أمام غرفة أسعد 
وقف آيسر ينظر يمينًا ويسارًا، قبل ان يخطف قُبله من روميساء التى تذمرت من فعلته وقالت بغضب: 
وقح، ما بتعرف إننا بممر المشفى، 
يكون بعلمك يا آيسر لو بصيت بعيونك لواحده من الممرضات والله بخلعلك عينيك وبيعشك أعور.




        
          
                
ضحك آيسر قائلًا:
لاء خلاص...توبنا الى الله.



نظرت له روميساء بعين تشع غضب قائله:
كمل "وندمنا على ما فعلنا".



ضحك آيسر غامزًا بوقاحه:
ندمنا شدت الندم كمان يا جميلتي.



تبسمت له قائله:
وهديك الممرضه اللى كانت عم تتمرقع وتتمايص... والله لو عطيتها وش بسكر عيونك للأبد. 



ضحك  آيسر قائلًا: 
لاء وعلى أيه اقول للدكتور يغيرها أنا مش مستغني عن عينيا، عشان  اشوفك بيهم يا جميلتي. 



تبسمت  روميساء  بخفاء قائله: 
تمام، هلأ برجع للشقه مره تانيه، وبكره راح إجي المسا ومعاي غيار نظيف إلك. 



غمز لها قائلًا: 
طب أيه رأيك ناخد أوضه هنا جنب بابا نبات فيها سوا، دا أنا حاسس إن عضم جسمي مخشب ومحتاج مساچ من إيدين ناعمين. 



نظرت له بإستهجان قائله: 
إتحشم، وبلاه هالحكى بيكفي، راح إمشي السواق وبابا ناطريني بالسياره، بس انا حبيت احذرك. 



ضحك  لها قائلًا: 
طب هاتي بوسه تصبيره. 



نظرت حولها وإطمئنت أن الممر خالى قامت بتقبيله على وجنته.. بينما هو جذبها وقام بتقبيل شفاها، دفعته عنها بعضب بينما هو تبسم قائلًا: 
البوسه تبقى كده يا جميلتي. 
ــــــــــــــــــــــــــــــــ 
بالآتلييه الخاص بـ شهيره 
كانت تجلس تقوم بمراجعة بعض التصميمات الخاصه ببعض مصممي  الآتلييه، تركت التصميمات وشعرت بضجر حين  صدح رنين هاتفها... نظرت الى الشاشه وقامت بالرد، سمعت الى من يُخبرها: 
إحنا من المستشفى المحجوز فيها جُثمان السيد/رامز، والطب الشرعي خلاص صرح بدفن المتوفي، وبنتصل على حضرتك عشان تجي تستلمي الجُثمان. 



تأففت قائله: 
تمام، بكره هاجي أستلم الجُثمان. 



أغلقت الهاتف وقامت بوضعه أمامها عدة مشاعر تضغي عليها، بين الحُزن والكُره والغضب، لكن للكُره كان النصيب الاكبر، ضحكت وهى تتذكر أسعد الذى سيبقى قعيدًا جزءًا بغدره بها... لكن لم تستمر ضحكتها حين سمعت صوت طرقعه عاليه تُشبه الإنفجار... 
خرجت من مكتبها الى الخارج تفاجئت  بنيران مُشتعله تلتهم الآتلييه بضراوه، صرخت بهلع 
تستنجد بالعمال اللذين يهرعون للخارج هربً من النيران، ومنهم ما إلتهمته النيران  بالفعل... 
فصل عقلها للحظات، فأصعب إحساس هو ضياع كيان قضيت وقتً ومجهودًا وضعيت بسببه ملذات أخري فى الحياة 
صرخت بهستريا تريد إطفاء تلك النيران  قبل ان تُنهي مشوار عمر قضته من أجل أن يُصبح هذا المكان وجهة أشهر مصممي الازياء وأغني الزبائن لم تنتبه الى النيران الا حين إشتبكت بملابسها وتسربت الى جسدها صرخت وهى تهرع الى الخارج قبل أن تحترق هى الأخرى 
    ــــــــــــــــــــــــــــــــ 
بمنزل البحيره 
على آريكه بغرفة المعيشه 
كانت سهيله نائمه رأسها على صدر آصف، لكن رفعت رأسها ونظرت لوجهه تبسمت حين وجدته مُستيقظ، كذالك هو تبسم لها، نهضت جالسه تتكئ بإحدي يديها على الآريكه... إستغرب آصف ذالك ورجف قلبه أن يكون فعل شئ أزعجها بدون قصد منه، إعتدل جالسًا هو الآخر يسألها: 
أنا عملت حاجه أزعجتك. 



أومأت رأسها  بـ لا



تنهد براحه قائلًا بإستخبار: 
طب ليه بعدتى عن حُضني. 



تبسمت بحياء قائله: 
قبل كده قولت لى إن كل حقيقه ليها واجهين، يعنى أيه؟. 



تبسم قائلًا بتوضيح ونبرة ندم: 
يعنى أنا عمري ما دافعت عن شخص ظالم،بغض النظر عن عيوبهم،بس أنا فى حياتي مظلمتش حد غيرك يا سهيله. 



لمعت عينيها ببسمه قائله: 
طب ليه معتذرتش وطلبت السماح مني؟. 



للحظه أخفض وجهه بخزي  وندم ثم رفع رأسه ونظر لها قائلًا بندم: 
عشان أنا مستحقش السماح. 



تبسمت سهيله قائله: 
ده كِبر وغرور آصف شُعيب. 



تركزت عينيه بعيني سهيله، إقترب منها جذب يديها بين يديه وأحنى رأسه وقبل كف يديها قائلًا:
معاكِ بنسى إنى آصف شُعيب
إنتِ عارفه إنك الوحيده اللى مش بقدر أتكبر أو أتغر عليها... بالعكس  لو مستعده تسامحيني، أنا هطلب السماح ألف مره. 



تبسمت بدلال قائله بغنج: 
ألف مره بس؟. 



إقترب منها وضمها بين يديه وقَبل إحد وجنتيها قائلًا: 
قد ما تطلبِ، أنا بحبك يا سهيله وهفضل طول عمري ندمان ومش هسامح نفسي أبدًا إنى فى لحظه كُنت جلاد غاضب. 



ضمته هى الأخرى بيديها، عاد برأسه  للخلف ونظر لعينيها ولبسمة شفتيها، إقترب من شِفاها مُقبلًا بلا إنتظار، تزداد قُبلاته شوقً وشغف 
حين لم يجد منها  رهبه أو تمنُع، حتى أنها عادت تتسطح على الأريكه وهو يُقبلها، حتى ترك شِفاها ينظر لعينيها اللتان عاد بريقهم، رفع يديه يُملس على وجنتيها بآنامله قائلًا بندم: 
أنا عارف إنك كرهتيني. 



وضعت يديها على كتفيه وأومأت رأسها بـ لا ثم قالت: 
حاولت كتير أغصب قلبي يكرهك، بس للآسف قلبي خذلني، مقدرش يكمل ويكرهك يا آصف،بس ده مش معناه إنى سامحتك.



شعر بإنشراح فى قلبه ثم سأم وجهه للحظه،لكن وعاود يُقبلها، يكفيه أنها تقبلت قُبلاتهُ، يشعر بلمسات يديها على كتفه وظهره، هذا ما أراده دائمًا أن يشعر بلمساتها على جسده، أخطأ حين قيد يديها تلك الليله ربما لو كان شعر بلمسات يديها على جسده كان تهاون وما وصل الى تلك الدرجه من الغضب الذى أعماه، وإغتصبها بحقاره، بالتأكيد ما كان عاش وسيظل يعيش بمرارة الندم.
«يتبع» 
الفصل الجاي والاخير يوم الجمعه وهيبقوا اتنين مش واحد 
للحكايه بقيه.  
ردت سحر: 
متخفيش عليه أمي هتعرف تهتم بيه أنا هفضل جنب هويدا 



تنحنح رحيم قائلًا بآسف: 
أنا أجازتي خلصت ولازم ارجع للكليه هبقى أتصل عليك يا بابا أطمن على هويدا. 



أومأ له أيمن يشعر بالبأس، بينما قال طاهر: 
خدني معاك اوصلك وبالمره أروح السفاره أشوف الأوراق خلصت ولا لسه. 



غادر الإثنين 
بعد قليل إنتبه أيمن كذالك سحر التى إنتفضت وإقتربت من ذاك الفراش بعد أن سمعا صوت هويدا
التى بدأت تهزى قبل أن تعود الى الوعي، نظرا الاثنين لبعضهما مُتأثران بحال هويدا بعد أن تعود للوعى. 



بالفعل عادت هويدا  للوعى تنظر عينيها زائغه بداخل عقلها أن ما حدث مجرد كابوس وبفتح عينيها إنتهى، لكن حين حركت يديها شعرت بوخز آلم، نظرت نحو يدها رأت تلك الإبر الطبيه المغروسه بيدها، كذالك وقوف كل من سحر وأيمن جوار الفراش،سمعوا همسها لاول مره تسأل:
حسام!.



تعجب الإثنين من سؤالها،حاولا إخفاء دمعة أعينهم،لكن كآن هويدا كانت بسكره حين صرخت بعد أن حاولت رفع ساقها،صرخة مؤلمه لفؤادها...حين حاولت رفع قدمها لم تشعر بآلم بالتاكيد بسبب المُسكنات لكن كان الآلم الأقوى هو ذاك الفراغ التى شعرت به بدأ عقلها يعود للوعي،كل ما حدث لم يكُن كابوسً بل حقيقه،بدايتًا من حقيقتها انها بلا نسب عاشت حياتها بكذبة ان لها والدين،بالحقيقه هى لم تكُن سوا إبنة رجل...ماذا تنعته
بالخسيس اصبح بقبره لن تشفع له كلمتها،حقيقة مُره بأبشع من العلقم...فقط تود الصراخ كى تنفض ذاك الآلم،إستجابت لرغبتها...صرخت،بعزمها الواهن...جلست جوارها سحر سريعًا تضمها تحاول تهدئتها كذالك أيمن هاتف الطبيب سريعًا...ثم جلس لجوارها يضع يدهُ فوق كتفها قائلًا برجاء:
هويدا إهدي وإحمدي ربنا،إن ربنا نجاكِ كُل شئ يتعوض. 



-أيه اللى يتعوض. 
صرخت بها هويدا بحسرة ثم أكملت: 
رجلِ ولا نسبِ... أيه فيهم يا بابا... 



توقفت تقول: 
المفروض إنت خالي... أنا... 



كان لفظًا نابيًا، صُعق الإثنين ضمتها سحر قائله: 
لاء يا هويدا، إنت شوفتي إعتراف زهير بنسبك له، كمان أنتِ بنتنا...
أكدتها سحر: 
بنتنا... من أول لحظه فى عمرك كنتِ بين إيديا... كفايه متوجعيش قلبي أكتر من كده، ربنا كان له هدف يخفي الحقيقه عشان تبقى العوض ليا أنا وأيمن، وقت ما كُنا يآسين كنتِ الأمل. 



نظرت لهما هويدا بآسف... بنفس الوقت دلف الطبيب، ورأي حالة هويدا وضم سحر لها، فهم انها بحالة هيستريا لصعوبة تقبُل ما حدث، قام بإعطائها مُسكن جعلها تغفوا مره أخري... ربما تهدأ فيما بعد، بينما سحر وأيمن قلبيهما يآن بالحُزن على حالها ورد فعلها الغير متوقع. 



بأثناء سير طاهر مع رحيم بممر المشفى تقابلا صُدفه مع يارا وشيرويت توقف طاهر مُبتسمً ينظر الى يارا التى توقفت هى الاخري تبتسم بخجل... سائلًا: 
حالة باباكِ أيه  دلوقتى. 




        
          
                
شعرت يارا بغصه قائله: 
الحمد لله  فاق وبدأ يتقبل الوضع بعد ما الدكتور قال إن فى أمل إن يكون ده وضع مؤقت... وهويدا أخبارها أيه؟. 



رد طاهر بآسف: 
لسه مفاقتش من المخدر الدكتور كان اداها حُقنه مخدره عشان متوقع حالة إنهيار قال  يتجنب رد الفعل شويه. 



رغم أنها زوجة أبيها لكن قالت بصدق: 
ربنا... 



قطبت يارا على بقية حديثها حين صدح رنين هاتفها، أخرجته من حقيبة يدها، للحظه إرتجف قلبها وهى تنظر الى شاشة الهاتف... لاحظ طاهر ذلك، كذالك شيرويت التى تأففت من الوقوف قائله: 
مش بتردي ليه؟. 



نظرت لها يارا قائله: 
الرقم  ده معرفوش. 



-وفيها أيه ردي عليه. 
هكذا حثتها شيرويت على الرد... أومأت يارا وقامت بفتح الخط وقامت بالرد لتتغير ملامح وجهها الى عبوس حين سمعت: 
حضرتك إحنا من إدارة المستشفى وبنبلغ حضرتك إن مدام/شهيره محجوزة عندنا هنا فى قسم الحريق. 



لا تعرف كيف خرج الحديث من فمها قائله: 
تمام أنا جايه فورًا. 



أغلقت يارا الهاتف نظرت الى شيرويت التى سألت بإستفسار بعد ان لاحظت هى الاخري عبوس ملامح يارا: 
مين اللى كان بيتصل. 



ردت يارا بصوت مُرتجف: 
دى إدارة مستشفى بيقول إن ماما محجوزه عندهم فى قسم الحريق. 



إرتجفت شيرويت  هى الاخري قائله برعشة صوت: 
وقالك أيه تاني، مامي جرالها أيه، خلينا نروح لها بسرعه. 



إستغرب رحيم وطاهر الذى قال: 
خليني أجي معاكم. 



بينما  قال رحيم: 
للآسف انا هتأخر على الكليه، ولو إتأخرت هتعاقب، هبقى أتصل عليك يا طاهر. 



إنصرف رحيم التى إغتاظت منه شيرويت  دون تفسير لسبب، بينما ذهب طاهر معهن الى المشفى. 
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ 
بمنزل البُحيره 
ضم آصف جسد سهيله على صدره وقبل جبينها...شعرت بخجل وظلت تضع راسها فوق صدره شعور هادئ فى القلب رغم أنفاسهم الصاخبه..مشاعر خاصه أعطاها كل منهم للآخر،مشاعر تأخرت،وكادت تُطمس بنزيف البعاد،لكن الفرصه الثانيه أعادت لها البريق لتشُع مره أخرى وتسري بين الأورده تضُخ عشقًا يكتسب مناعة من سقم الماضي...فرصه أخري تستحقها القلوب،
بعد لحظات هدأت أنفاسهم أيضًا،بسبب حياء  سهيله من النظر الى آصف بعد  ذاك اللقاء الحميمي، تبسم آصف على ذاك الحياء الذى يمنعها من النظر له أو حتى الحديت وهمس جوار أذنها: 
سهيله إنتِ نمتِ. 



رفعت سهيله رأسها عن صدرهُ نظرت لعيناه بحياء للحظات،ثم تهربت  سائله: 
مفسرتش يعنى أيه عمرك ما دافعت عن متهم مش واثق من برائته. 



تبسم آصف وهو يُزيح تلك الخُصلات الثائره عن وجهها قائلًا: 
يعني قبل ما كنت بقبل القضيه اللى هترافع فيها كنت لازم أتأكد إن الشخص ده مُذنب أو لاء. 




        
          
                
لم تفهم وسألته: 
مش فاهمه، يعنى كنت بتعمل عليهم تحريات قبل ما تقبل القضيه.



أومأ برأسه مُبتسمً وأجابها:
يمكن شُغلي فى القضاء ساب عندي خبرة أقدر بها أعرف وأو عالاقل أستشف حقيقة الشخص اللى قدامي.



-غرور 
ومنين جالك إن مش بيمثل البراءة. 



أجابها بإبتسامه: 
مش غرور، وفعلًا سهل تمثيل البراءة، لكن فى شواهد بتأكد الحدث بتاعي، وبالتالى بقبل القضيه اللى هترافع فيها وأنا واثق إن الشخص ده يستحق دفاعي عنه. 



نظرت له سهيله سائله: 
طيب فى كذا قضيه لفتوا نظري وكان عليهم ضجة إعلامية كمان. 



تبسم آصف قائلًا: 
أيه هما؟. 



نظرت الى عين آصف قائله: 
قضية راجل الاعمال والرشوة اللى قدمها لموظف الحكومه مثلًا. 



ضحك آصف مجاوبً: 
عارف إن فيه إشاعات كتير على راجل الاعمال ده أن له أساليب ملتويه فى تيسير مصلحته، وهو فعلًا قالى إنه فكر يعرض عالموظف ده رشوة بعد ما سمع من كذا شخص أنه بيقبل الروشاوي، او بمفهوم آخر على إنها هدايا مقابل مصالح بيقدمها لهم، بس فى هو كان له غريم وإتفق مع الموظف ده، والموظف وافق غريمهُ وبمجرد ما راجل الاعمال راح له المصلحه هو إدعى النزاهه وأتهمه بتقديم رشوه،وده اللى للآسف مكنش حصل،يعنى القصه كانت من البدايه تصفية خلافات وهو وقع بالفخ.



إقتنعت سهيله سائله:
طب والأرض اللى أخدتها من الدوله ورجعتها لـ للى إستولوا عليها بدون وجه حق.



أجابهاببساطة:
إنتِ قولتيها رجعتها،بس رجعتها لأصحابها مش للى إستولوا عليها بدون وجه حق،الارض دى كانت لمجموعة شباب أخدوها من الدوله بغرض الإستصلاح  وحطوا فيها تعبهم وخبرتهم غير كمان الاموال اللى كانت معاهم، هوب موظف فى الدوله بالصدفه شاف الارض طبعًا إخضرت زاغت فى نظرهُ عرض عليهم  يشاركهم فيها، وطبعًا ده تعبهم لسنين هو جاي عاوز يبقى شريك عالجاهز، رفضوا قام إستغل منصبه فى الحكومه وقدم شكوى إنهم إستولوا على الارض، بس للآسف مكنش يعرف إن معاهم مستندات تثبت أحقيتهم فى الارض دى، وكسبت القضيه بسهوله لما قدمت المستندات دى، القضيه كانت سهله بس الإعلام كده دايمًا بيحب يكبر الصغيره، وبالذات لو كانت القضيه الحكومه طرف  فيها بيبقى لها صدى واسع.



لمعت عين سهيله بنظرة إعجاب وثقه وتبسمت، تبسم آصف هو الآخر مستفسرًا:
والبسمه دى سببها أيه. 



إبتسمت سهيله مراوغه بالرد: 
بدون سبب أى عاوزه أبتسم. 



ضحك  آصف وهو يرفع يده يتلمس بها وجنتها قائلًا: 
أنا بعشق بسمة عينيك يا سهيله، بحسها بتديني أمل وسعاده فى قلبي. 



تبسمت سهيله وهى تعود تضع رأسها على صدر آصف الذى ضمها بين يديه يشعر بانفاسها الدافئه فوق صدره، بينما هى همست: 
 طنط شُكران كان عندها حق لما قالت لى إنى باخد الحقيقه  من جانب واحد، دلوقتي فهمت الحقيقه من كل الجوانب.. بحبك يا آصف. 




        
          
                
إنشرح قلبه وإزدادت خفقاته ورفع وجهها بيده ينظر لوجهها قائلًا: 
طب ليه بتخفى وشك وإنتِ بتقوليها. 



شعرت سهيله بالخجل وأخفضت عينيها، تبسم آصف وهو يرفع ذقنها لترفع عينيها  تنظر الى عيناه، تلاقت العيون بحوار صامت للحظات، قبل ان تخجل عين سهيله، التى أخفضتها تنظر نحو شفاه آصف الذى تبسم وهو يجذبها عليه قبل وجنتها هامسً بعشق: 
بحبك ياسهيله... ومش بخجل أقولها قدام العالم كله، قلبي مش بينبض غير وإنتِ قريبه مني. 



تبسمت لكن سُرعان ما إنخضت وتنهدت بقوه وهى تجد جسدها أسفل جسد آصف، تبسمت للمعة عينيه، تلك اللمعه القديمه الصافيه لكن إمتزجت بلمعة شغف وهو يُقبل شِفاها يأخذها معه تتناغم أنفاسهم معًا برحلة غرام خاصه بعلم الوصول الى القلب. 
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ 
بعد مرور ثلاث أيام
قبل الفجر 
بمنزل أيمن  بالبلده 
تبسمت سحر لـ آسميه التى دلفت عليها  بالمطبخ...تسائلت: 
أيه اللى صحاكِ  بدري كده يا أمى، الفجر لسه عليه أكتر من ساعه. 



تنهدت آسميه بحزن: 
قلبي حزين على اللى حصل لـ هويدا، ربنا يصبرها. 



تآلمت سحر قائله: 
انا كمان قلبي حزين أوي، حاسه إن نفسها إنكسرت مبقتش هى،  بس تعرفي الصدمه دى غيرتها حتى بقت تسأل على حسام إبنها. 



تنهدت آسميه قائله: 
مش مستغربه فى نوعيه كده  وتعرف قيمة نعم ربنا عليهم غير لما يتصدموا، هويدا خدت بدل الصدمه إتنين، ربنا كان رايد لها تعترف بنعمهُ عليها وده اللى حصل لها، لما شوفتها إمبارح قلبي وجعني أوى، لما بكت قلبي إتقطع. 



تبسمت  سحر بآلم وهى تتذكر بكاء هويدا حين رات آسميه، كذالك آسميه التى بكت هى الاخرى وسُرعان ما ضمتها لصدرها، كان هذا تعبيرًا عن خبايا القلوب، آسميه كانت تكره فقط افعال هويدا الهوجاء، لكن لم تكرهها أبدًا. 
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ 
بالقاهرة 
بشقة آصف
كان نداء الفجر الأول يصدح على المآذن 
تبسمت صفوانه وهى تدلف الى المطبخ وجدت شُكران تقوم بالطهي... قالت لها: 
صباح الخير صحيتِ النهارده قبلي. 



تبسمت لها بموده قائله: 
انا نمت من بعد ما صلينا العشا محستش غير من شويه قومت صليت ركعتين ولقيت نفسي  نشيطه قولت أحضر لينا الفطور وكمان كم آكله أبعتهم لـ آيسر فى المستشفى.



تبسمت صفوانه قائله:
تعالى إقعدي إرتاحي شويه وبعدين نبقى نكمل تجهيز بقية الاكل.



وافقتها شُكران وجلسن خلف تلك المنضده بالمطبخ.



نظرت صفوانه الى شُكران سائلة:
تعرفي أنا لما آصف قالى أحاول اقنعك بلاش تروحي المستشفى لـ أسعد،وقالى عالسبب إضايقت وزعلت أوى،وإفتكرت مقابلتك له من فترة بعد فرح آيسر،وقولت كويس إنك موافقتيش ترجعي له. 




        
          
                
تنهدت شُكران  ببسمة آلم قائله: 
تعرفي يا صفوانه، فى شئ غريب انا حاسه بيه. 



إستفهمت صفوانه قائله: 
أيه هو الإحساس ده،ليه حاسه إنه مش فارق معاكِ.



ردت ببساطه:
فعلًا مش فارق معايا،بالعكس يمكن حسيت بهدوء فى حياتى، هقولك زمان لما أسعد جالى وقالى انه هبتجوز شهيره قلبي إتكسر، وسألت نفسي أيه اللى ناقصني عشان يتجوز عليا، بس قولت ليه بفكر فى اللى ناقصنى، وانا عملت كده وإتجوزت أسعد وهو كان له زوجه أولى، مش ذنبها إن غلطة دكتور خلتها بقت عاجزه ومحتاجه اللى يرعاها ومش هتقدر على رعاية جوزها، رغم إنى كنت بشفق عليها أوي وإنتِ شوفتِ معاملتي معاها،بس انا كنت مصدومه مكنش فيا شئ ناقص،بالعكس يمكن المفروض كان ليا إمتياز عنده،إنى خلفت له تلات ولاد،بس ده مكنش كفايه بالنسبه له،دور عالوجاهه اللى كانت نفصاني،فاكره لما أمى عرفت إنه اتجوز عليا،جت لى وقالتلى أقوله له أو بمعني اصح أساومه،وأقوله،لو مطلقش مراته التانيه هاخد ولادي وأسيب السرايا...فكرت وقتها بعقلي،صحيح انا من عيله ميسوره بس دول تلات ولاد ومصاريفهم وحياتهم إترتبت على نظام معين،دفنت مشاعري وقولت أسعد بالنسبه لى مجرد أب ل، ولادي والسلام...بس النهارده بندم إنى مسمعتش لعقلى وقتها وكنت خدت ولادي وضمتهم لحضني وبعدت عن أسعد، يمكن كنت قدرت أتجنب حرقة قلبي على سامر اللى راح مني شاب، ولا شوفت لوعة قلب آصف بعنيا وهو بينه وبين سعادة قلبه باب أوضه وياريته مقفول بالعكس كنت بشوف آصف وهو بيتسحب إنصاص الليالى يدخل أوضة مراته،اللى بتخاف من قُربه منها،كمان توهان آيسر اللى كان بيخفيه ورا هزاره دايمًا،بس كان بيدور على شئ ناقص فى حياته،هو الإنتماء لشخص يحس معاه بالحب الحقيقى وده اللى لقاه مع روميساء،كان بيهرب بسفره الدايم كان نادر الاجازات،اللى دلوقتي بقى مش عاوز يشتغل عشان يبقى قريب من روميساء اللى حس معاها بالإنتماء،يمكن لو كنت ضميت ولادي فى حضني مكنش قلبي إتكوي بلهيب سامر وبشاعة موته،لو الماضي يرجع كنت بعدت عن أسعد وسيبته لنزواته،اللى آخرها يتجوز أصغر من بناته.



وضعت صفوانه يدها على يد شُكران بمواساة ومؤازره قائله:
الماضى مش بيرجع يا شُكران،بس ربنا بيعوض وأهو زى ما قولتي،آصف سهيله معاه وإنت بتقولى أنه صوته وهو بيكلمك إنه سعيد وفرحان،كمان آيسر مع روميساء،اللى بحس إنها بتعيد تربيته.



جففت شُكران دموعها واومات رأسها ببسمه مؤلمه:
فعلًا،روميساء بتعيد تربية آيسر،تعرفى كنت خايفه آيسر يورث أسعد فى حكاية ميله للنسوان دى،لما كان يحكي عن البنات اللى بيقابلها فى رحلاته، بس قلبه كان نضيف ووقع فى روميساء صحيح مسترجله شويه، بس دى اللى تنفع مع آيسر. 



ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ 
بمنزل البحيره 
فتح آصف عيناه نظر نحو سهيله التى تسكن بين يديه، ضمها  للحظات، فى ذاك سمع أصوات تلك الطيور التى تبدوا جائعه وخرجت باكرًا بحثً عن قوتها،نهض من جوارها وجذب مِعطفً وقام بإرتداؤه وتوجه الى تلك الشرفه  
تعمد ترك باب الشُرفة مفتوح وقف يستنشق تلك النسمات الشبه بارده المُخطتلة بأريچ زهور الربيع، نظر أمامه رأى بزوغ الشمس من بعيد بدأ يلمع ضي شُعاعها الخافت فوق مياة البحيره...إلتفت الى نحو أحد الأماكن وتنهد يتذكُر وهو يبتسم على 
شاب يافع يسير ببدايات طريق العشق يشعُر بالبرد وهو ينتظر تلك البريئه الرقيقه التى كانت تأخر دائمًا تأتي بعد أن يضجر من طول الإنتظار،. لكن كان مع رؤيتها يتبدد البرد الى دفئ منبعه القلب..حتى وقت رحيلها كان يشعر ببرودة قلبه كان ومازال يتمنى بقائها معه دائمًا. كانت ومازالت مثل شمس الربيع الدافئه سنوات مضت تغيرت ملامح المكان،لكن لم يتغير العشق مازال ساري وممزوج بالوتين. 




        
          
                
شعرت بنسمة هواء باردة تلفح صفحة وجهها،كذالك إخترق اريچ الزهور انعش فؤادها، تمطئت تستنشق ذاك الهواء بعُمق، فتحت عينيها نظرت لجوارها بالفراش كان مكانهُ خاويًا ، نظرت نحو باب الشرفة، رأت ظل آصف من خلف تلك الستائر التى تتطاير ، نحت ذاك الدثار ونهضت من فوق الفراش جذبت ذاك المئزر الشبه ثقيل وقامت بإرتداؤه ذهبت نحو الشُرفه نحت تلك الستائر قائله: 
صباح الخير. 



إستدار ينظر لها بغرام قائلًا: 
صباح النور. 



تبسمت وهى تقترب منه قائله: 
أيه اللى مصحيك بدري كده. 



ضمها بين يديه برومانسيه تبسم وهى ترفع يديها تزم طرفي مُعطفه قائله: 
إقفل الروب على صدرك
الجو لسه فيه نسمة برد، وانا خلاص رصيد أجازاتي إنتهى، اليوم اللى باخده أجازه بيتخصم من مرتبي. 



ضحك قائلًا: 
بتقبضي كام. 



نظرت له بزغر... أثار ضحكه وأزداد حين قالت: 
يعني بتراقبني طول الوقت وبتعرف عني كل حاجه ومش عارف مرتبي كام. 



-تصدقي دى الحاجه الوحيده اللى مفكرتش أعرفها لآنى عندي خلفيه سابقه عن مرتبات الحكومه، ناسيه إنى كنت موظف حكومي. 



ردت بتسرُع: 
مش كل المرتبات يا سيادة المحامي، القضاء من أعلى المرتبات، إنما الدكاتره لو مش العيادات كانوا مدوا إيديهم وطلبوا ماعونات. 



ضحك وهو يضمها ثم همس جوار أذنها: 
عشقك مدفي قلبي يا سهيله. 



نُطقه إسمها بتلك النبره الناعمه تغلغل الى قلبها، عادت برأسها للخلف تنظر له،تسلطت عيناه على شِفاها مُشتاقًا، إنساق خلف قلبهُ المُشتاق دائمًا وجذبها يُقبلها، تجاوبت مع قُبلته ورفعت يديها تُعانقهُ، ترك شِفاها لكن لم يبعد وجهه مازال قريب من وجهها للغايه شبه مُلتصق بوجنتها تشعر بأنفاسه فوق عينيها كذالك هو يشعر بأنفاسها على وجنته، هتف هامسًا: 
فاكره فى يوم قولتلك هجيبك هنا هحضنك وهبوسك مش هتقدرى تمنعينى.



تبسمت وهى تُزيد فى عِناقه ثم عادت برأسها للخلف تبسمت عينيها وهى تنظر الى شِفاه وبلا تردُد كانت تقترب منهما وضعت قُبلة عشق، إنشرح قلب آصف وهو يُعانقها بقوه وهمس بإحتياج.ورجاء: 
إنتِ الشمس فى حياتى يا سهيله متغبيش تاني. 



كان جوابها تنهدت بعشق وهى تشد من عِناقه... تضع قُبلة على جانب عُنقهُ... تُدفئ قلبه تُخبرهُ أنها قد عادت تشرُق به ومن أجله. 



عادت برأسها للخلف ونظرت لـ آصف قائله بدلال: 
هو مش المفروض نرجع للناس اللى هناك نطمن عليهم، موبايلى معرفش هو فين، وإنت اللى بتتصل على آيسر وأنا نايمه. 



تبسم وهو يضمها  قائلًا: 
زهقتِ بسرعه. 



تبسمت  وامأوت راسها بـ لا  قائله: 
بالعكس انا نفسى نفضل هنا طول الوقت، بس كمان عاوزه أطمن على بابا وماما واخواتي... وطنط شكران وخالتى صفوانه وتيتا آسميه. 




        
          
                
بمجرد ذكر إسم آسميه يسأم وجه آصف، تبسمت سهيله بينما تذكر آصف إخبار آيسر له عن ما حدث لـ هويدا، بالتأكيد لو علمت سهيله  ستحزن كثيرًا، لكن تبسم قائلًا: 
موبايلك فى العربيه عالشط التاني. 



تبسمت  قائله: 
تمام خلينا نرجع للشط التاني.



-وهنا. 
هكذا سأل آصف وتبسمت سهيله قائله: 
هنرجع تانى.

-تمام... بس قبل ما نرجع فى سر عاوز أقوله ليكِ. 



نظرت له بإستخبار لكن قبل أن تستفهم كان يحملها بين يديه وهى تبتسم من الخضه تلف يديها حول عُنقه بدلال قائله: 
خضيتني. 



تبسم وهو يضعها فوق الفراش قائلًا بنظرات عشق: 
طالما هنرجع للشط التانى، يبقى نتنفس شوية هوا نضيف قبل ما نرجع للزحام مره  تانيه. 



إستقبلت قُبلاته ولمساته وهامت معه بين نسائم مُنعشه للقلب والروح. 
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ 
بالمشفى الموجوده بها شهيره 
شعرت بالضجر من تلك الضمادات الموضوعه فوق يديها تصل الى منتصفها، كذالك ساقيها، والضجر الاكبر هو ذاك الضماد الذى يخفي نصف وجهها الأيسر، يتآكل قلبها أن يترك آثرًا فيما بعد، نهضت تشعر بآلم فى ساقيها وهي  تبحث عن مرأة ترى بها وجهها لكن لا يوجد سوا زجاج شباك الغرفه، ذهبت نحوه،نظرت لإنعكاسها،لكن إرتجفت يدها وهى تضعها فوق ذاك الضماد الموضوع فوق نصف وجهها وكادت تنزعه تطمئن على وجهها،لكن بنفس اللحظة أنقذها من فعل ذلك،صوت طرق على باب الغرفه،عادت نحو الفراش وتمددت عليه، وسمحت للطارق بالدخول. 



نظرت نحوه  وهو يُعرف نفسه انه أحد رجال الشرطه، ثم سألها: 
الدكتور قال إن حالة حضرتك تسمح بسؤالك عن الحادث. 



قاطعته سريعًا تقول بإتهام صريح: 
أسعد 
أسعد شُعيب هو اللى ورا حريق الآتلييه هو عاوز يدمرني. 



تسأل الشرطي: 
ومين أسعد  شعيب ده... وليه يحرق الآتلييه، كمان البحث الجنائي قال فى تقريره إن الحريق مكنش مُتعمد،ده كان  بسبب شرارة من ديزل الكهربا المساعد.



ردت شهيره بتسرع:
لاء هو أسعد
أسعد يبقى طليقى وبينتقم مني.



سألها الضابط:
حضرتك ده إتهام صريح،وممكن ينفى ده ووقتها ممكن يقدم فيكِ بلاغ إنك بتتجني عليه..إتهام بالباطل.



اكدت شهيره بعصبيه وإستهزأت قائله:
إتهام بالباطل 
أسعد هو اللى غرضه يدنرنى وهو اللى خرق الآتلييه...زى ما قتل رامز أخويا.



إندهش الضابط،ونظر نحو وجهها ورأي ذاك الضماد الموضوع فوق وجهها ثم نهض قائلًا: 
تمام أنا هطلب السيد /أسعد للتحقيق معاه فى إتهامك له، بس أعتقد من الأفضل تتواصلي مع شركة التأمين، الخاصه بسيادتك. 



غادر الضابط بينما نفخت شهيره  بغيظ وتلمع عينيها بهزيان ووعيد قائله: 
أكيد أسعد هو السبب فى الحريق ولازم يدفع التمن... مفكرنى هبله وغبيه زى شُكران، مش هسيبه يتهني مع العروسه الجديده. 
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ 
بالمشفى الموجود بها أسعد
بعد إلحاح أسعد إمتثل آيسر له، بعد أن سمح له الطبيب بالنهوض من فوق الفراش والبقاء على مقعد  مُتحرك لوقت قليل،  طلب منه الذهاب الى غرفة هويدا بالمشفى، بعد دقائق
دخلا الى غرفتها بعد ان سُمح لهما، نظر أسعد نحو هويدا الراقدة فوق الفراش نصف جالسه والتى تمسكت بيد أيمن الذى كان يقف جوارها، وقالت بإستهجان: 
 لو جاي تشمت أو تتشفى فيا فيا تبقى غلطان. 



تهكم أسعد ببسمة مرارة فمن يشمت أو يتشفى  بمن،لكن إمتثل بالهدوء قائلًا: 
لاء يا هويدا...مش جاي أشمت ولا أتشفى فيكِ... أنا جاي أرجعلك حقك. 
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ 
بشقة آصف 
وجع القلب له ترياق مُسكن قوي المفعول، قبل ساعات كانت تبكي على صغيرها الذى توفي شابً، الآن تبتسم وتشعر بإنشراح وهى ترا تلك البسمه الصافيه على وجهي آصف وسهيله اللذان عادا للتو، بملامح تُشع حياة... نتبدل قلبها المسؤوم الى مُنشرح، ببسمة آصف وسهيله وهي ترا يديهم تحتضن بعضهما بملامح تُشع صفاءً وعشق تداوى نزيفة. 
«يتبع»  
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ 
بالمشفى الموجود بها أسعد 
كان طاهر يسير عبر الرواق،متوجهًا الى غرفة هويدا، لكن تقابل مع يارا الذى لاحظ على ملامحها التوتر والوجوم، توقف امامها، نظرت له للحظه ثم أخفضت وجهها بسبب رنين ذاك الهاتف الذى بيدها، إرتجفت يدها وهي تنظر للهاتف وكاد يسقط من يدها، لاحظ طاهر ذلك، شعر بفضول سائلًا: 
فى أيه، وشك شكلك متوترة. 



رفعت نظرها له قائله  بإرتباك: 
ده إتصال من هنا فى المستشفى عشان... 



توقفت تشعر بغصه وحرج أيضًا.  



حرضها طاهر على مواصلة الحديث: 
عشان أيه كملي. 



تجمعت الدموع بعينيها وهى تشعر بخزي: 
أكيد عشان أكمل بقية إجراءات أخد جُثمان خالي رامز من المشرحه. 



رغم شعورهُ بالبُغض من رامز لكن عذر مشاعرها قائلًا:
البقاء لله... بس ليه حاسس إن فى شئ محيرك



أومأت برأسها قائله:
شكرًا...أنا بصراحه معرفش أيه الإجراءات دى كمان المفروض لما أخد جثمان خالو يندفن،كمان الإجراءات دى معرفهاش،المفروض مامي هى اللى كانت تستلم جُثمانه،بسهى كمان فى المستشفى...ومكسوفه أطلب من آيسر يجي معايا وهو مرافق لـ بابا،وآصف هو كمان مش هنا،وشيرويت فى جامعتها وبعدها هتروح لـ مامي المستشفى. 



تفهم طاهر ذلك قائلًا: 
تمام خليني أساعدك فى إنهاء الإجراءات هنا وبعدها ندفن خالك فى المقابر.



رفعت يارا رأسها ونظرت لـ طاهر بتفاجؤ،تبسم رغمً عنه،قائلًا:
خلينا نخلص الإجراءات.



رغم حُزن قلبها على خالها،حقًا لم يكُن ذو أهميه ولا مكانه بحياتها هى وأختها لكن تبقى صلة الرحم واقفت طاهر الذى ذهب معها وأنهي جميع الإجراءات،كما وقف معها أثناء تورية جسد رامز بالقبر...
تهكم بداخله على هذا المتوفي،الذى لا يحضر احد دفنه كآنه معدوم الهاويه،حتى العزاء لم ينال هذا أيضًا ربما كان إنتقع ببعض الادعيه والرحمات...كذالك يارا،كانت ترا إلتفاف كبير حوله وهو حي الآن لا أحد غيرها هى وطاهر الذى هنا فقط من اجل مساعدتها لا أكثر من ذلك.



غادر الإثنين المقابر،وذهبا الى المشفى الآخر،دلفت يارا الى حجرة شهيره،رأتها تجلس تضجع بظهرها على خلفية الفراش،تحملق بسقف الغرفه مثل الشارده،تفوهت بهدوء :
مساء الخير يامامي.



إلتفت شهيره ونظرت لها بغضب قائله:
على ما افتكرتِ تجي لى،طبعًا قاعده جنب باباكِ طول الوقت،هتفكري فيا ليه.



سُرعان ما زاد غضب شهيره حين رأت طاهر يدخل خلف يارا إعتدلت فى جلستها ونظرت له بإستهجان قائله بعصبيه:
ومين اللى جيباه معاكِ ده كمان،إستني الشكل ده مش غريب عليا،بس مش متذكرة شوفته فين.  

 
                
إرتبكت يارا، بينما فكرت شهيره للحظات وهى تتمعن النظر له، لم تتذكر،الإ حين أخبرتها يارا:
ده طاهر،يبقى أخو سهيلة مرات آصغ.



نهضت شهيره من فوق الفراش بغضب تتجه نحوه وكادت تشتبك معه لولا منعتها يارا حتى  حاولت تهدئة غضبها، لكن وقفت تلهث قائله بإستحقتار: 
كمان يبقى  أخو الحقيره  اللى إتجوزها أسعد وبسببها طلقني، أوعى من قدامى، جيباه معاكِ لهنا ليه، أيه اللى بينكم، ما أهو مبقاش ناقص غيرك... طبعًا عشان يسيطروا على أموال أسعد.



شعرت يارا بالخزي من حديث والدتها التى إنكمشت وضعت كف يدها فوق وجنتها المُصابه...ثم تراجعت نحو الفراش،تُعطي ظهرها لهما قائله بغضب:
إطلع بره أكيد جاي تشوفنى عشان تقول لأختك تشمت وتتشفى،بس أنا بخير شوية حروق وهرجع تاني أجمل مما كنت،أنا 
"شهيره"
وهفضل طول عمري أيقونه من أيقونات الموضه.



شفق طاهر عليها كذالك على هويدا وما أصابها
يبدوا أن طمعهن للثراء كان له ضريبه فادحة.  



ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ 
بالمشفى الموجود بها أسعد 
بغرفة هويدا 
إسترسل أسعد قائلًا: 
هويدا أنا يمكن قبل كده كان مستحيل أعترف بغلط انا عملته، بس بعترف جوازى منك كان غلطة دفعنا تكنها إحنا الإتنين، انا مكنش فارق معايا شبابك، بالعكس انا صورتك، او بمعنى أصح صورة الماضى"تهاني"
أمك الحقيقه، زمان لما المستندات دى جاتلى، بصراحه كنت مُغرم او يمكن مُعجب بـ إبتهال شوفتها كم مره لفتت نظري،وإتفاجئت بإعتراف زهير،أنها كانت مراته فى السر،وكنت إتصلت عليها وطلبت منها نتقابل، مش هنكر كنت هساومها قصاد إنها تتجوزني، رغم إنى كنت متجوز من شُكران، بس ده مكنش عيب فى نظرى وقتها، واقفت تقابلنى وحددنا ميعاد نتقابل فيه وكان المكان مقر بتاعي هناك فى البلد، فضلت مُنتظرها، وهى مجتش، قولت أكيد مش عاوزه تبين إنها ملهوفه وعاوزه حقها هى وبنتها اللى مجهولة النسب، بس للآسف تانى يوم إتصدمت لما عرفت إنها ماتت  بعد ما صدمتها عربيه، فكرت أتواصل مع أيمن، بس إتراجعت وقولت مش يمكن البنت دى كانت مع مامتها، معرفش شئ منعني او حسيت إنه شئ مالوش لازمه بالذات لما دورت فى سجل المواليد عن بنت بإسم إبتهال ملقتش، عارف هتقوليلى كانت هتسجلك إزاي، بس يمكن غباء منى، لكن مكنش طمع يا هويدا 
لأن الحقيقه زهير إبن عمى مكنش يمتلك غير كِنيته العسكريه، عمى الله يرحمه،كان غاوي رهنات عالخيول فى السبق وخِسر كذا مره وكان هيبيع نصيبه اللى ورثه من جدي،أبويا عِرف وإشترى الاراضى دى عشان هيبتنا فى البلد،محدش غريب يأخد أرض "شعيب"
وعندي المستندات  اللى تثبت كلامى بسجلات  رسميه كمان، زهير كان يمتلك جزء بسيط من السرايا، هو ده اللى إتبقى من أملاك عمي، والجزء ده أنا تمنته ومستعد أدفعه ليكِ، كمان المستند اللى معاكِ فيه إعتراف بنسبك تقدري تقدميه وتثبتِ إنك بنت "زهير شُعيب". 



تهكمت هويدا قائله: 
انا كِنية شُعيب  مبقتش تلزمني، حتى الميراث والحكايه اللى حكيتها كنت اتمني معرفهاش وأفضل طول عمري بنت" أيمن الدسوقى"الموظف البسيط اللى ضمني وعطاني من حنانه محستش معاه إنى مش بنته للحظه واحده، يمكن قبل كده كنت بطرانه على مستوي المعيشه وكان نفسى أبقى فى طبقه تانيه،كنت مفكره وقتها أنى مش هحس بالنقص،بس للآسف كنت غلطانه أوقات كتير بيبقى على عنينا غشاوة الطمع بتزين لينا حياتنا،أنا مستغننيه عن كِنية"شُعيب"ومش عاوزاها لا زوج ولا حتي نسب،أنا هفضل بنت 
الموظف البسيط"أيمن الدسوقى "...أعتقد حوازنا كان مبني على طمع من الطرفين،كل طرف كان له هدف يوصله وللآسف وصلنا للـ لا شئ إحنا الأتنين. 




        
          
                
تفهم أسعد فحوي حديثها قائلًا: 
تمام يا هويدا... ورقة طلاقك هتوصلك كمان قيمة الجزء بتاع زهير اللى فى السرايا هحولهم بإسمك عالبنك. 



أومأت برأسها قائله: 
شكرًا مش محتاجه للأموال دي، مش عاوزه حاجه تفكرني إنى كنت بلا نسب. 



إنتهى اللقاء وغادر أسعد برفقة آيسر، ضمت سحر هويدا الباكيه فى حضنها، طمعت وطمعت وبالآخر لم تجني شئ سوا الخساره. 
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ 
بشقة آصف 
على طاولة الغداء، شعرت سهيله بالخجل من نظرة آصف لها لا تعرف السبب، رغم انها مجرد نظرات عاديه وإبتسامات، كذالك بسمة شُكران لها، تشعر كآن شئ غريب، أو جديد عليها. 



نظف آصف بقايا الطعام عن فمه بإحد المحارم ثم نهض قائلًا: 
الحمد لله. 



نظرت له شُكران  قائله: 
إقعد كمل أكلك إنت مأكلتش. 



نظر آصف نحو سهيله وتبسم قائلًا: 
أنا مكنتش جعان بس أكلت عشان خاطرك، إحنا كنا فوتنا عالحجه آسميه واصرت إننا ناكل عندها. 



نظرت شُكران نحو سهيله وتبسمت قائله: 
طبعًا طبيخ الحجه آسميه مفيش زيهُ، بالهنا يا حبيبي. 



تبسم آصف قائلًا: 
هدخل آخد شاور واروح لـ بابا المستشفى.



نهضت سهيله قائله: 
أنا كمان لازم أروح عشان أطمن على هويدا، معرفتش اللى حصلها غير من تيتا، وزمانها زعلانه مني. 



تبسمت شُكران  قائله: 
إنتِ المفروض بلاش تجهدي نفسك كتير. 



لم تفهم سهيله مغزى شُكران  لكن قالت: 
فين الإجهاد ده يا طنط انا بقيت باخد أجازت أكتر ما بشتغل. 



تبسمت شُكران لـ آصف الذى تبسم هو الآخر، فهمت سهيله  او خمنت السبب وقالت بسؤال: 
إنتِ كمان كنتِ عارفه يا طنط، واضح  إن كل اللى حواليا كانوا عارفين وأنا اللى مش واخده بالى. 



إستغرقت شُكران سائله: 
عارفين  أيه. 



نظرت لها سهيله قائله بتلقائيه: 
إنى حامل. 



اومأت شُكران  ببسمه وحضنت سهيله  قائله: 
ربنا يكملك على خير إنتِ وروميساء. 



تبسمت سهيله لها بود... وذهبت مع آصف، تنهدت بإنشراح... بينما قبل أن تدلف سهيله الى غرفتها القديمه جذبها آصف من يدها قائلًا: 
لاء خلاص كفايه، صفوانه نفلت كل اغراضك فى الاوضة بتاعتِ. 



تبسمت له بقبول وتوجهت نحو غرفته، إستغربت تبسم  قائلًا: 
المهندس خلص تعديل الاوضه فى وقت قياسي، ضم اوضة المكتب مع أوضة النوم وبقى بينهم باب مفتوح عشان يتقفل علينا باب منعًا للإحراج. 



ضحكت سهيله قائله: 
واضح إن الفلوس لها مفعول سحري، كم يوم إتغير ديكور الاوضين، بس بقى المكتب بتاعك هتراجع القضايا فين. 




        
          
                
إقترب منها وضم خصرها بين يديه  قائلًا: 
أوضتك القديمه بقت هى المكتب، يعنى مبقاش فى بينا أبواب تانى بعد كده. 



تبسمت بدلال قائله: 
بس الباب مكنش مقفول يا آصف كان متوارب، ودلوقتى إتفتح عالآخر. 



ضحك آصف وهو يحني رأسه قليلًا يُقبل سهيله التى أصبحت تُرحب بقُبلاته... ترك شِفاها ليتنفسا همست سهيله: 
كفايه كده خلينا نجهز عشان نروح المستشفى. 



بصعوبه وافقها آصف، وهو يُقبلها مره أخرى قائلًا: 
كان نفسى نفضل فى بيت البُحيره هناك مكنش فى أى هموم... كنا لوحدنا. 



تبسمت عينيها قائله: 
بسيطة بس نطمن على اللى هنا ونبقى نرجع تانى، بس إعمل حسابك يا حضرة الأڤوكاتو إن إنت اللى هتدفع المرتبِ اللى إتخصم كله بسبب الأجازات. 



ضحك قائلًا: 
ده مش إستغلال يا دكتورة. 



ضحكت سهيله بدلال: 
لاء ده تعويض يا حضرة الأڤوكاتو  وكفايه رغي قربنا عالمسا. 



شعر آصف بإنشراح فى قلبه وهو يضحك، سهيله عادت معه كما كان يريد بلا تحفُظات. 



... 
بالمشفى
بعرفة هويدا، دخلت سهيله  ونظرت نحو الفراش، تدمعت عينها وغص قلبها،حين تلاقت عينيها مع هويدا التى نظرت لها وتدمعت هى الاخرى،إقتربت سهيله وجلست جوارها،نظرت سحر نحو أيمن نظره فهمها،فنهض قائلًا:. 
هروح أنا ماما نصلي المغرب قرب.



أومأن لهما،سالت دموع الإثنتين إحتضنت سهيله هويدا،قائله:
الطب إتقدم يا سهيله والطرف الصناعي بقى طبق الأصل من طرف الجسم.



بكت هويدا قائله:
سامحيني يا سهيله،عارفه إن طول عمري كنت آنانيه معاكِ وإنتِ كنت بتسامحيني دايمًا.



تذكرت هويدا تلك المره التى أعطت فيها لـ سهيله الدواء،وقالت:
لما إديتك جُرعة الدوا والله ما كان غرضى أئذيكِ أنا كنت مفكره إنك لما تاخدي جرعه كبيره هتخفي بسرعه...عشان كنت بكره آنينك بالآلم اللى كنت بضايق منه... بسبب ده كنت هتسبب ليكِ فى شلل لو مكنوش لحقوكِ بسرعه فى المستشفى. 



رغم الدموع التى تسيل من أعينهن لكن ضمتها  سهيله قائله:.
هويدا إنسى الماضى وكل اللى حصل، من شويه كلمت  طاهر وقالى عاللى حصلك، ربنا كتب ليكِ عمر جديد، وكل شئ ممكن يتصلح عندك نعمه كبيره تستحق تتمسكِ بالأمل عشانها"حسام". 



أومأت هويدا  قائله: 
فعلًا، أنا غلطت كتير فى حق حسام، كنت بحسه  عقبه فى حياتي،بس فوقت ويمكن ربنا نجاني عشانه.



تبسمت سهيله قائله:
بس خدى بالك مش هيفضل دلوع كده كتير كلها كم شهر ويجى اللى يشاركه أو تشاركه الدلع.



تبسمت هويدا ووضعت يدها فوق بطن سهيله قائله وغمرت بمرح:
ماما قالت لى إنك حامل،وصدقينى فرحت أوى،كمان فرحت إن الحياة بينك وبين آصف إتعدلت،بس قوليلى راجعه كده وشك منور،آصف اكيد كان مش بيطلعك من أوضة النوم.




        
          
                
تبسمت سهيله بخجل،ضحكت هويدا وضمتها لأول مره تفعل ذلك تمزح معها وتتحدث بهدوء،شعرن بمعنى كلمة أخوات...كما كان المفروض أن يكُن اقرب لبعضهن،لكن هنالك فرص أخري للأخوات.    



...... 
ليلًا 
بغرفة أسعد 
تنهد بآلم ونظر ناحية آصف الذى كان يجلس على أحد المقاعد شاردًا ينظر الى ذاك الخاتم الخاص بالزواج فى يده، ويبتسم...رأي السعاده عادت لوجهه، شعر بالآسف ربما كان ضلعً أساسيًا فى لوعة قلبه، وفُراقه عن سهيله  لو كان إستمع لحديثها وإحتوي القضيه وترك آصف وما ضغط عليه وقتها، ندم سهيله لم تتردد للحظه ولم تفرض السوء منه خينطلب مرافقتها كى تضغط على آصف، حتى وهو مُصاب تعاملت معه دون النظر الى الماضى. 



تعمد التأوه بآلم كى يلفت إنتباة آصف، الذى كان شارد الفكر  ينظر الى ذاك الخاتم بإصبعه يشعر بإشتياق من مجرد ساعات، ربما بسبب بقائهم الأيام الماضيه وحدهما طول الوقت، لا ليس هذا هو التفسير لذلك بل الشوق الدائم لها، تمعن ذاك الخاتم الذى لم يخلعه من إصبعه منذ ان وضعته سهيله ببنصره ببداية  ليلة زواجهم الأولى التعيسه،لم يُغادر بنصره، يتذكر دائمًا ذاك الموقف ويد سهيله المُرتعشه وقتها كذالك خجلها الذى يهيم به.... 



أخرجه من ذاك الشرود والإشتياق صوت تأوه أسعد إنتفض من مكانه وإقترب من الفراش سائلًا:
بابا حاسس بأى آلم،أتصل على الدكتور.



تبسم اسعد من إهتمام آصف قائلًا:
لاء أنا بس كنت بتحرك وحسيت بشوية آلم بس إنتهي،فين آيسر.



تبسم آصف قائلًا:
آيسر ما صدق إنى رجعت وقالى إستلم إنت بقى مكاني ورجع لشقته.



تبسم أسعد قائلًا:
فعلاً آيسر كان مرافق ليا ومحتاج راحه.



تبسم آصف قائلًا:
فعلًا من يوم ما إتجوز وهو مقضيها مرافق فى المستشفيات،من حقه ياخد راحه.



تبسم أسعد بغصه...وشعر بندم حرم نفسه من عائله دافئه بالمحبه التى كانت بقلب شُكران وضعتها بقلب أبنائها حتى سامر رغم الخطأ الذى سقط فيه لكن كان يمتلك قلبً رقيق،ربما هو ما جعله فريسه لـ رامز الذى إستغل فجوة ودخل الى عقل سامر أفسد عقله بتخاريف ومُحرمات...آيسر كذالك رغم مرحه،تذكر فى الماضى حين عارضة حين أراد دراسة الطيران المعدنى،لا يهوا المُقاتلات يكره الحروب،وقتها ظن أنه يود الرفاهيه،لكن ربما هذا كان القدر الذى رسم له اللقاء بـ روميساء،بإحد رحلاته...أبناؤه لم يرثوا صفة التعدد منه،كل منهم سقط بعشق إمرأة واحدة أسرت قلبه...
تنهد أسعد وهو يضع يده فوق يد آصف قائلًا:
سامحني يا آصف.



نظر له آصف بإستغراب قائلًا:
بابا مبقاش له لازمه الماضى انا خلاص مبقتش بفكر فيه،انا شوفتك وإنت بتقف ورا سهيله،لو مكنتش إنت منعت الرصاصه توصل ليها،يمكن كان زمانها أقل شئ فقدت الجنين اللى فى بطنها، كمان لو مكنتش جبتها معاك للهنجر عشان تمنعني يمكن كنت قتلت رامز ودمرت مستقبلي. 



شعر أسعد بالسعاده قائلًا: 
يعنى أنا هبقى جِد قريب. 



تبسم آصف قائلًا: 
إنت فعلاً  جِد يا بابا. 



تبسم أسعد  قائلًا: 
بس ولاد الابن غير ولاد البنت يا آصف... ولاد البنت صحيح ليهم فرحتهم بس ولاد الولد بتبقى فرحتهم شئ تانى، لان دول هما اللى بيكونوا إمتداد الشخص.



تبسم آصف قائلًا:
خلاص إفرح بزياده
آيسر كمان مراته حامل وهتبقى جِد يمكن روميساء تولد قبل سهيله...أو يمكن فى وقت واحد.



تبسم أسعد وهو يتجاذب الحديث مع آصف بود يمزحان،يشعران بمشاعر خاصه كما كان لابد أن تكون من البدايه،ما كان عليه إبعاد 
آصف وآيسر الى تلك المدارس التى ظن إنها ستشكل منهما رجالً أقوياء،بل الدفئ العائلى الحقيقى هو ما يُشكل رجالً. 
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بشقة آيسر 
تمدد على الفراش يتنهد قائلًا:
كويس آصف هو اللى هيبات مع بابا الليله فى المستشفى...وحشتيني يا جميلتِ.



تبسمت روميساء وهى تتمدد جواره،ثم إقتربت منه،قامت بوضع رأسها على صدره وظل الصمت للحظات قبل أن تتنهد تشعر بدفئ صدر آيسر قائله: 
الحرب شئ بشع كتير، مازال محفور بذاكرتى ماما وهى عم تحتضر والمشفى محاصر، بعد وفاة ماما  بابا متحملش يعيش بـ لبنان بدون ماما خدنى وسافرنا عـ ألمانيا هناك مجتمع مفتوح ومع ذلك عُنصرى الحريه عندهم كذب، مجتمع آفاق وكاذب بلا مشاعر، يمكن كنت أنا وبابا محتاجين لمجتمع زي هيك،يمكن  مشان كنا بنريد حياتنا مغلقة، كانوا  زملائى بالدراسه والعمل بيعتبروني شاذه عنهم او بمعنى أصح مُنغلقه، فيها أيه لما أصاحب شاب، بس أنا كنت بتذكر تحذيرات ماما الي وانا صغيره، ماما وبابا من ديانتين مختلفتين ومع ذلك عمري ما حسيت إنى متشتته بينهم بالعكس بابا كان بيوصل ماما لقداس الاحد وهى كانت تشغل القُرآن بالبيت... ألمانيا مجتمع نازي على حق، يوم ما قابلتك ما كنت بدي إحضر الحفل
مشان ما إتحرج من زملائى، بس بابا أصر علي. 



رفعت رأسها عن صدر آيسر ونظرت له قائله: 
بتعرف يا آيسر انا كمان أعجبت بيك من أول لقاء بالذات لما عاكستني بالعربي، فهمتك وما رضيت عرفك  إنى فهماك، صرت عم إستني بوكيه الورد كل يوم، وجوايا شغف إعرف مين اللى عم يبعته، لحد ما دخلت علينا وعرفت إن إنت اللى بتبعته، قلبي إتحرك، فى رحلة القاهره كنت عاوزه أقولك ما بدي إرجع عألمانيا خليني هون بالدفا بقلبك. 



تبسم آيسر وهو يرا إصبع روميساء  التى وضعته فوق قلبه، جذبها  عليه وقبلها بشغف قائلًا: 
إنتِ جميلتِ، اللى وقعت فى غرامها من نظرة عين... جميلتِ اللى فتحت دماغي مرتين. 



تبسمت ووكزته بكتفه قائله: 
بتستحق، أنا طنشت حديثك مع الممرضه المايصه اللى كانت بالمشفى. 



ضحك آيسر قائلًا: 
بسرعه كده يارا فتنت لك، والله انا كنت بتحمل  سخافتها غصب عنى، بس عشان تهتم بـ بابا، لكن القلب خلاص يا جميلتِ إستكفي.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ 
بعد  مرور عِدة ايام
بـ المشفى 
إنتهى آصف من هندمة ملابس أسعد الذى تبسم له رغم شعور العجز الذى يبتأس منه لكن كان سعيدًا باهتمام آصف، رفع آصف وجهه ونظر له تبسم هو الآخر، بنفس الوقت 
دلف آيسر قائلًا: 
أنا خلصت إجراءات المستشفى، إن كان بابا جهز خلينا نمشى من هنا، عشان يارا متقلقش وهى مستنيانا فى الڤيلا. 



رد أسعد: 
تمام إحنا جاهزين خلينا نخرج من هنا مبقتش قادر أتحمل، فى الڤيلا هحس براحه أكتر. 



تبسم آيسر قائلًا: 
أنا إتفقت مع الدكتور وقالى إنه هيبعت ممرضه مُتخصصه تبقى ترعاك، بس أوعى يا بابا تتجوز الممرضه دى.



ضحك آصف بينما نظر له أسعد لوهله غص قلبه لكن تقبل مزحه قائلًا: 
لاء خلاص كفايه كده، وبطل تريقه ورغي. 



بعد قليل بـ ڤيلا خاصه بأحد المناطق الراقيه... دلف آيسر يدفع مقعد آسعد بينما آصف تبقى بحديقة الڤيلا يقوم بالرد على هاتفه...
تبسمت يارا بفرحه قائله:
حمدالله عالسلامه يا بابي. 



بداخله تهكم أسعد على قول يارا،فعن أى سلامه تتحدث وهو مازال قعيدًا، ولم يؤكد الطبيب له عن إمكانية سيرهُ على قدميه بالمستقبل، رغم ذلك تبسم لها كجبر خاطر على رِقتها، كذالك تلك المفاجأه التى كانت بإنتظارهُ، جميع أبناؤهُ من زوجاته الثلاث رحبوا بعودته... تبسم وهو يعلم من التى فعلت ذلك، إنها تلك التى تُشبه معنى إسمها يارا(أول زهرة بعد الشتاء) 
حقًا كانت كذالك... وجمعت أخواتها بدفئ. 



بعد قليل 
أثناء قيادة آصف للسيارة بالطريق كان معه آيسر الذى، تبسم حين صدح رنين هاتف آصف، الذى تبدلت ملامحه الى شكل آخر أكثر بشاشه حين نظر الى شاشة هاتفه وقام بالرد سريعًا: 
وصلتِ الشقه ولا لسه. 



تبسمت قائله بدلال: 
لاء للآسف لسه فى كفر الشيخ، وبفكر أبات هنا لبكره على ما أخلص إجراءات طلب إنتداب للمستشفى اللى كنت بشتغل فيها قبل كده، شكل الواسطة المره دى منفعتش، ومش هيقبلوا طلب الإنتداب. 



كان أكثر منها حِنكه وتبسم قائلًا: 
تمام عندي واسطة تانيه، إنتِ تاخدي أجازة لحد ما تولدي، وبعدها نبقى نشوف واسطه تانيه أكتر فاعليه. 



-مراوغ يا حضرة المحامي.
هكذا وصفته سهيله ضحك آصف قائلًا: 
بس مش عليكِ للآسف... بلاش تتأخري عندك، وكمان بلاش تروحي بيت الحجه آسميه... لو روحتى عندها هتمسك فيكِ غصب. 



ضحكت سهيله قائله: 
أنا بكلمك وأنا عند تيتا فى البيت... وخد بالك الإسبيكر مفتوح وهى قريبه مني. 



ضحك آصف قائلًا: 
وعلى أيه سلمِ لى عليها، وبلاش تتأخرى عندك، المسا أرجع الأقيكي فى الشقه. 



تبسمت بدلال قائله: 
ماشى، هرجع عشان خاطر طنط شُكران وصفوانه وحشونى. 



ضحك قائلًا: 
هما بس اللى وحشوكي، مفيش حد تانى  آصف  إبن طنط شُكران مثلًا. 


 
                
ضحكت قائله بدلالها : 
لاء... 



قُطع حديثها حين أخذت آسميه من يد سهيله الهاتف وقامت هى بالرد بغِلظه: 
مش كفايه رغي عالموبايل وتسيب حفيدتى تقعد معايا شويه،  مش راجعالك المسا أبقى إرغى معاه براحتك وسيبني أشبع من حفيدتى شويه، يلا بالسلامه وسلم لى على شُكران وصفوانه. 



لم تنتظر، وأغلقت الهاتف بوجهه، زفر آصف بعبوس وهو يضع الهاتف أمامه، لاحظ آيسر ذلك فسأله بفضول: 
فى أيه. 



زفر آصف مره أخرى مجاوبً: 
مفيش دى الحجه آسميه قفلت فى وشى السكه.



قهقة آيسر قائلًا:
ربنا رزقك بحما ست طيبه،بس جابلك الحجه آسميه تكفير ذنوب.



ضحك آصف موافقًا يقول: 
طبعًا إنت هايص معندكش الحجه آسميه. 



ضحك آيسر قائلًا: 
لاء عندي الحج مدحت هو وروميساء مرتبطين جدًا ببعض وطبعًا روميساء مبتصدق يدخل الشقه ناقص تقول بات معانا يا بابا، بس أخوك مش سهل برضوا عرفت إنه هاوي شعر وادب وشوفت له صالون ثقافى قريب مننا واهو بتصرف. 
ضحك آصف مازحًا:
طبعًا الحج مدحت يروح الصالون الادبي وإنت تكمل مع روميساء شرح الأدب.



مثل آيسر البؤس بإصطناع وإستصعاب ومزح قائلًا: 
لا والله ولا مره كملت درس الادب للآخر،بسبب الظروف اللى  معانده معايا مفيش أجازة  باخدها غير بقضي نصها فى المستشفيات قربت أتشائم من الاجازات... ده غير الرحلات اللى بدلتها مع زمايلى فى شركة الطيران وكل ده هيجي على دماغي الفترة الجايه.



ضحك آصف بنفس الوقت عاود رنين هاتف آصف، لوهله خفق قلبه ان تكون سهيله، كذالك آيسر الذى نظر الى شاشة الهاتف بفضول، ثم نظر لـ آصف الذى قال له: 
ده رقم وكيل النيابه اللى ماسك قضية بابا، هرد عليه. 



أومأ آيسر بموافقه، وإستمع لـ آصف وهو يتحدث مع وكيل النيابة، الى أن أنهي المكالمه، نظر له سائلًا: 
خير؟. 



زفر آصف نفسه بحقد قائلًا: 
بيكلمني بخصوص قضيه رامز،عاوزني افوت عليه عشان تقفيل القضيه بناءً عالادله،كمان قالى على قضية سامر،إن طالما رامز إتقتل هيبقى صعب فتحها من تاني لآن الجاني مبقاش موجود على قيد الحياة،يعنى الإتهام زى عدمهُ.



تسآل آيسر:
وده مضايقك فى أيه...هو كده كده أخد جزاؤه،إنت مصدق أن موته دى طبيعيه أنا عندي يقين إنه إتقتل واكيد اللى قتله شخص محترف طبعًا كان عنده معلومات كتير عن الطقوس الماسونيه دى وكمان يمكن كان يعرف بعض الأشخاص،وطبعًا هو ورقة إتكشفت ولازم تتحرق فورًا،تعرف أنا بستغرب إزاي قدر بجذب سامر للطريق ده،سامر كان إنسان نقي



-وساذج فى نفس الوقت.
قالها آصف بمرارة، وافقة آيسر قائلًا:
أنا شوفت من النوعيات دى كتير بحُكم سفري لبلدان كتير،بيتظاهروا بالافعال الشاذة دى كآنها روشنه أو إفتكاسات وطبعًا الأجندات الدوليه فى منها بيدعم الممارسات دى تحت بند "حُريات" بس فى رأيي مش حكاية مبدأ حريات،حكاية مصالح الدول، بسبب سطوة رأس المال اللى هدفه دايمًا واضح وهو "السيطرة"على عقول الشعوب تحت مُسمى المصالح بتحُكم،رغم إنهم فئه قليله بس ليها تآثير وبدأ يتوغل،وعلى رأي بيجاد"اللجوء للدين القويم هو اللى بيقاوم وبيضعف وبيمحي النزعات القذرة دى" .




        
          
                
وافق آصف على حديثه ثم مزح قائلًا: 
بلاش تجيب لى سيرة زفت بيجاد، قارفني إتصالات. 



ضحك  آيسر قائلًا: 
برضوا عشان حكاية السكرتيرة ما تساعده ووفق راسين فى الحلال ولا لسه فى قلبك له حقد عشان كان رايح يخطب سهيله.. 



نظر له آصف بسخط ووكزه فى صدره بغضب قائلًا: 
أنا بقول تتمسى بدل ما ترجع لمراتك متخرشم ولا تشوفلك إنت مُرافق فى مستشفى، كمان بيجاد غبي السكرتيرة مياله له،أنا لمحت لها وهى عندها قبول  بس بتلعب بمشاعره عشان أهبل، وقال دكتور نفسانى قال، ده آخره ينفس من جِنابهُ.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ 
بمنزل أيمن
ذهبت سحر كى تفتح باب المنزل بعد أن سمعت قرع الجرس، تفاجئت حين فتحت الباب بـ عادل أمامها، تبدلت ملامحها الى بسمه طفيفه قائله بترحيب عادى: 
عادل! 
أهلًا وسهلًا، إتفضل. 



إنزاحت على جنب حتى دلف عادل الذى وقف قائلًا: 
عارف إنى كان لازم قبل ما أجي أتصل واستأذن الاول. 



أجابته بلباقه: 
لاء يا عادل، البيت بيتك إتفضل . 



دلف عادل الى داخل المنزل وتوقف الى ان جائت خلفه سحر، وتنحنح قائلًا: 
أنا جاي أشوف حسام. 



تبسمت له قائله: 
حسام بيلعب فى الجنينه ومعاه هويدا، إنت مش غريب روح لهم. 



بالفعل بحرج من عادل ذهب نحو ذاك الباب الذى يطل على تلك الحديقه الصغيره وترجل تلك الدرجات وهو ينظر الى حسام الذى يلهو بتلك الطابه الصغيره يقذفها نحو هويدا ويعود لأخذها مره أخري وهويدا تبتسم له بقبول، إستعجب منه عادل، لكن تنحنح كى يلفت إنتباه هويدا، التى نظرت نحوه سُرعان ما عبس وجهها، لكن إنتظرت حتى أصبح عادل أمامها قائلًا: 
مساء الخير  يا هويدا، أنا كنت جاي عشان أشوف حسام. 



للحظه شعرت بوخز فى قلبها، وهى يراها جالسه هكذا فوق تلك الاؤرجوحه الصغيره تضع شرشفً فوق ساقيها، كذالك ذلك العصا الطبيه،بالتأكيد لم تكُن تريد أن يراها هكذا،كذالك تسأل عقلها لماذا آتى اليوم أحقًا كما قال...أم هنالك سبب آخر 
كالتشفي بها مثلًا،لكن خاب ظنها حين ذهب عادل نحو طفله وقام بحمله وقبله،لكن حسام كان يود اللهو بالطابه...أعاده للأرض توجه نحو الطابة مباشرةً وقام بقذفها على هويدا كما كان يفعل،بينما عادل جلس جوار هويدا فوق تلك الاؤرجوحه،للحظات كان صامتًا قبل أن يتنحنح قائلًا:
عارف إنك مستغربه إنى جيت هنا،إحنا منفصلين وتقريبًا كل السكك بينا إتقطعت مبقاش غير حسام
حسام اللى ظلمناه إحنا الإتنين،كأنهُ شئ مالوش قيمه... هويدا أنا عرفت اللى حصلك،ومش جاي عشان شمتان فيكِ،بالعكس أنا كمان،ربنا آبتلانى فى أعز شئ فى حياتي
"أمي"فجأة إكتشفت إنها عندها سرطان فى المخ وللآسف فى مرحله متأخرة كمان...وللآسف الدكتور قال إن ممكن تأثير العلاج الورم  مع الوقت يخليها تنسي،بقيت بخاف أسيبها فى البيت لوحدها...كمان للآسف الحمد لله إنى مكنتش قدمت إستقالتي من البنك واخدت اجازه بدون مرتب،مدير البنك اللى كنت بشتغل فيه فى القاهرة،إتلكك لى على غلطه وكمان معملتاش وقام بالإستغناء عنى بدون سبب معقول.




        
          
                
نظرت له هويدا،ربما لديها خلفيه عن سبب الإستغناء عنه بالتأكيد أسعد إستخدم نفوذهُ من أجل إبعاده عن شهيره،كم كانت مغفله حين ظنت أن ذكائها واسع المدى،لكنها كانت مجرد طامعه،وأرادت مزيدًا من السطوة والنفوذ،حين حصلت عليهما فقدت ليس فقط جزءً من ساقيها،ظهرت معها حقيقة كانت مخفيه وليتها ظلت كذالك...جلس الإثنين يتحدثان معًا حديثً غير مسبوق بينهم كل.منهما إعترف أنه أخطأ بتطلُعاته واماله،الذى كان محورها الثراء،ولم يصلا إليه وخسرا الإثنين،لكن ضحكة ذاك الصغير الذى يلهو أمامهم كانت بنثابة فرصه أخرى مستقبلًا تُبني بوضوح وبلا أطماع. 
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بـ شقة آصف ليلًا
بغرفة النوم 
كان يجلس على الفراش يضع الحاسوب الخاص به فوق ساقيه الممدوده، يراجع إحد القضايا، سمع صوت فتح باب حمام الغرفه تطلع نحوه وتبسم لكن سُرعان ما إنخض حين رأى وجه سهيله الواضح عليه الإرهاق كذالك بيدها منشفه صغيره تجفف بها فمها وضع الحاسوب جانبًا ونهض نحوها بلهفه قائلًا: 
سهيله وشك أصفر وشكلك هبطانه... غيرى هدومك ونروح للدكتوره. 



ضحكت سهيله رغم شعورها بالوهن قائله: 
أنا كويسه هو يمكن إرهاق السفر وكمان عشان إطمعت. 



تبسم آصف سائلًا: 
إطمعتِ فى أيه. 



أجابته: 
إطمعت فى الكيكه اللى تيتا آسميه كانت بعتاها معايا لطنط شكران وخالتى صفوانه وأكلت منها معاهم، رغم إنى كنت واكلة كميه كبيره وأنا عند تيتا بس كان طفاسه مني وشاركتهم وكلت كتير أوي هو ده اللى سبب وجع فى بطني. 



ضحك آصف وهو ينحني يحملها قائلًا: 
يعني إنتِ طمعتِ من منابي. 



أومأت برأسها مُبتسمه وهى تلف يديها حول عُنقهُ. 



توجه بها نحو الفراش وضعها عليه سُرعان ما أزاح حاسوبه وضعه على طاوله جوار الفراش من ثم إنضم إليها جالسًا يضجع بظهره على خلفية الفراش وجذبها عليه يضمها، تبسمت وهى تضع رأسها فوق صدرهُ سائله: 
إنت خلصت شُغلك. 



رد وهو يزيد فى ضمها: 
دي قضية بسيطه. 



-طبعًا محامي مُحنك أي قضية بالنسبه له سهله. 
هكذا قالت سهيله  بإطراء
تبسم وهو يُقبل رأسها، حل الصمت لدقائق قبل أن ترفع سهله وجهها وتنظر الى عينيه سائلة: 
هقول طنط شُكران وصفوانه عرفوا إنى حامل بسبب الاعراض اللى كانت ظاهره عليا، عشان مروا بها قبل كده إنما إنت
أمتى وإزاي عرفت إنى حامل. 



تبسم وهو يتلمس خُصلات شعرها قائلًا: 
عرفت بالصدفه قريت تحليل الدم اللى كان فى درج الكمودينو.



أخفضت وجهها للحظه ثم عاودت النظر الى عينيه قائله بإستفهام:
ومدخلش لعقلك شك....



قاطع بقية حديثها حين جذبها وقبلها قُبلة ثقه ثم ترك شِفاها قائلًا:
قولتلك قبل كده عمري ما شكيت فى أخلاقك يا سهيله،يمكن كانت غشاوة أو غفلة عقل مذهول من اللى حصل وقتها...كنت مشوش،أنا كنت راجع من أسيوط وقتها واخد قرار جوازنا بأقرب وقت،إتصدمت بقتل سامر...




        
          
                
وضعت سهيله يدها على فم آصف قائله:
بلاش نفتكر الماضي يا آصف كفايه كده، أنا تعبت منه أوي، عاوزه أعيش الحاضر والمستقبل بدون أى أضغان. 



قبل يدها وضمها لجسده مُتنهدًا بعشق وتمدد فوق الفراش ويضمها بين يديه ينظر الى ملامح وجهها تتقابل عيناهم تحكي بوميض عشق. 
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بعد مرور عشر أيام 
بـ ڤيلا  شهيره
بسبب آثار  ذاك التشوه الظاهر على وجهها وقفت أمام المرآة تنظر لإنعاكسها بتقزوز، تحاول وضع بعض خصلات شعرها على وجهها
تُخفي ذلك التشوه، لكن هنالك أيضًا تشوهات آخرى بيديها الإثنين  ظاهره،أزاحت ملابسها قليلًا عن مقدمة صدرها هنالك آثار تشوهات،لكن كل هذا تستطيع إخفاره لكن وجهها كيف تستطيع ذلك...بخضم غضبها سمعت طرقً على باب غرفتها بغضب وإستهجان سمحت للطارق بالدخول...دخلت إحد الخادمات وقالت لها:
مدام شهيره المحامى بتاع حضرتك وصل تحت فى الصالون. 



اشارت بديها لها بغضب قائله بإستهجان: 
تمام إنزلى وانا نازله بعد خمس دقايق. 



وقفت تحاول إخفاء تلك التشوهات الظاهره أخفت تشوه يديها بتلك القفازات، بينما حاولت جذب خصلات شعرها على جانب وجهها بصعوبه أخفت ذاك التشوه بوجهها، مؤقتًا، وأخذت قرار عليها تجميل ذاك التشوه بأقرب وقت قبل ان يترك آثرًا. 



بعد دقائق بغرفة الصالون وقف المحامي الخاص بها يستقبلها، إستقبلته بعنجهيه وغرور، قائله: 
خير خلصت الإجراءات اللى قولتلك عليها. 



أخفض المحامي وجهه للحظات ثم نظر لها قائلًا: 
أيوا،خلصتها بس فى مفاجأة ظهرت. 



إستخفت بقوله سائله: 
وأيه هى المفاجأة دي؟. 



بتردد أجابها المحامي: 
فى مستندات بتثبت إن المرحوم رامز كان إتنازل عن كل أملاكه بعد وفاته لبعض الجمعيات... 



قبل أن يسترسل حديثه  نهضت شهيره  بغضب تقول: 
إنت بتخرف تقول أيه جبت المعلومه دى منين وجمعيات أيه دى كمان اللى إتنازل بأملاكه لها.



وقف المحامي هو الآخر قائلًا:
مش بخرف دى حقيقه للآسف السيد رامز تنازل عن كل أملاكه بعد وفاته لجمعيات مشبوهه،معروف إنها بتدعم إتجاهات غير سويه. 



إستغربت شهيره  سائله: 
أكيد إنت بتكذب 
وبتدعم ايه  الجمعيات دي بقى. 



بحرج أجابها المحامى: 
بتدعم جهات مشبوهه، زى الشواذ والتحولات البيولوچيه للبشر . 



ضيقت عينيها بإستفهام قائله: 
قصدك أيه باللى بتقوله ده، ورامز كان يعرف الجمعيات دى منين، إنت أكيد كداب وموالس، كلكم اندال وحقيرين... وبعض الالفاظ النابيه. 



ذُهل المحامي من أمامه إمراة أخري غير راقيه، لكن إنفجع ونظر الى نصف وجهها المشوه الذى إنزاح عنه خصلات شعرها، شعرت بمهانه من نظرة عيناها لها فسرتها على انها شماته وتشفى بينهما هى بالحقيقه كانت شفقه، أخذت تصرخ عليه وكادت تتهجم عليه بالضرب وتنعته بألفاظ نابيه دون المستوى، بنفس الوقت سمع صُراخها الخادمه، كذالك شيرويت التى للتو عادت الى المنزل ودلفت الى غرفة الصالون ورأت الخادمه تحاول تهدئة شهيره، إنفزعت وذهبت نحوها مباشرةً،حاولت تهدئتها لكن لم تستطيع طلبت من الخادمه طلب طبيب خاص.




        
          
                
بالفعل بعد وقت قليل،نهضت شيرويت مع جوار شهيره للتى استسلمت للنوم بعد أعطاء الطبيب لها إبره مُهدئه...ذهبت مع الطبيب الى الخارج،وقف معها يُحذرها عن سوء حالة شهيره وعليها اللجوء لطبيب نفسي.



أومأت براسها بتفهم،بينما وقفت تنظر الى مغادرة الطبيب،وذهبت الى غرفة شهيره مره أخرى،نظرت إلى رقدتها بالفراش هكذا،وتلك التشوهات الظاهره،شعرت أن  
هنالك فى الحياة لحظات فارقه، إما أن تجعلك تسموا وتترفع بالأخلاق أو تنحدر الى هاويه قد تسحقك ببريق زائف...وهذا ما حدث مع والدتها وهى لن تكون مثلها.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
فى ڤيلا أسعد 
كانت يارا تقف بغرفة أسعد  تُعطيه تلك الادويه، بنفس الوقت صدح رنين هاتفها، أعطت تلك البرشامه الى أسعد وناولته كوب المياه، ثم أخرجت هاتفها من جيب بنطالها، نظرت الى هوية المُتصل، ثم نظرت الى أسعد بإرتباك، لاحظ أسعد ذاك، بسبب عدم رد يارا، سألها: 
مين اللى بيتصل عليكِ وليه مش بتردِ،. 



توترت يارا قائله: 
ده إتصال مش مهم با بابي، خليني أجيب لك بقية الأدويه. 



تبسم أسعد على تلك الرقيقه، هل تعلم أنها لا يعلم او ربما لديه  يقين بهوية الذى يتصل عليها، تبسم وهو يأخذ منها باقى الادويه كذالك ربكتها، تذكر ببسمه قبل يومين من خروجه من المشفى، ورؤيته لها عبر زجاج شُرفة غرفته بالمشفى وهى تدلف الى المشفى ومعها ذاك الشاب "طاهر" كذالك لاحظ نظرات عينيها له فى إحد زياراته له،لو كان بالماضى لكان له قرارًا آخر،وكان هدر تلك القصه قبل أن تبدأ لكن ما مر به مؤخرًا كفيل بتغير أفكارهُ وإتجاهاته الموازيه لها.



بعد قليل بغرفة يارا قامت بمهاتفة طاهر الذى سُرعان ما رد عليها وسمع إعتذارها:
آسفه يا طاهر بس كنت بعطي لـ بابي العلاج والفون كان بعيد عنى.



تبسم مُتفهمً يقول:
ربنا يكمل شفاها على خير.



آمنت يارا على ذلك بينما زفر طاهر قائلًا:
يارا أنا كنت متصل عليكِ عشان آمر هام.



تسائلت يارا بإستفهام:
وأيه هو الامر ده؟.



رد طاهر:
أمر إرتباطنا أنا خلاص أجازتى قربت تنتهى أسبوع بالكتير،وكنت عاوز قبل ما أسافر يكون فى بينا إرتباط رسمى.



خجلت يارا من قول طاهر لكن هنالك شعور آخر مع الخجل هو الخوف من رفض والدها لهذا الإرتباط تعرف طريقة تفكير ليس فقط والدها كذالك والدتها،طاهر أبعد ما يكون عن تفكيرهما،توترت قائله بحِجه:
إنت عارف ظروف بابي ومامي مش...



قاطعها طاهر بتصميم قائلًا:
يارا،أنا مقدر ظروفهم كويس بس اللى يهمنى هو  ردك إنتِ لو عندك قبول انا مستعد أجيب بابا ونجي بكره لولدك ونفاتحه فى الموضوع وهتحمل مهما كان قراره،لكن لو إنتِ معترضه أنا...



قاطعته يارا بتسرع:
إنت عارف إنى مش معترضه پالعكس يا طاهر،بس ليا عندك رجاء إتكلم مع آصف الأول وخليه يمهد الامر مع بابي،آصف له مكانه كبيره عند بابي وكمان له تآثير عليه.




        
          
                
تبسم طاهر قائلًا:
تمام أنا هتكلم مع آصف دلوقتي وهو مش هيرفض يساعدنى زى ما عمل قبل كده وأقنعك.



خجلت يارا،تمني طاهر لو كانت أمامه ورأى ملامح وجهها،ربما يكفى الآن نبرة صوتها الناعمه الخجوله.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ 
باليوم التالى 
بـ ڤيلا أسعد 
عصرًا 
إستقبل آصف كل من طاهر ومعه أيمن، كذالك كان أسعد ينتظرهم بغرفة الضيوف. 



بينما بغرفة يارا كانت معها شُكران، كانت يارا تشعر بتوتر وخفقان زائد بقلبها، لاحظت ذلك شُكران تبسمت لها قائله: 
خيلتينى، رايحه جايه فى الاوضه، إهدى وبلاش التوتر ده وتعالى أقعدي جانبي ومتخافيش معتقدش أسعد هيرفض طاهر، كمان أنا كنت مع آصف وهو بيتكلم معاه، ولاحظت أنه مش معترض، إهدي وتعالى أقعدى. 



جلست يارا جوار شكران قائله: 
أنا خايفه بابي يهين طاهر وباباه و... 



وضعت شكران يدها على كتف يارا قائله: 
ده كان ممكن يحصل زمان، الحادثه الأخيرة اللى حصلت لـ أسعد غيرت تفكيره، كمان متنسيش أن طاهر وأيمن نسايب آصف مستحيل يسمح أن أسعد يهينهم، عشان خاطر مراته، وهو لو مش واثق من قرار أسعد مكنش طلب طاهر وقاله يجي هو وباباه، إهدى وسلمي أمرك لله وهو هيجبر بخاطرك إنتِ وطاهر، انتم الإثنين تستحقوا بعض. 



تبسمت يارا بداخلها رجفه وخوف يزداد مع الترقُب. 



بينما بغرفة الصالون 
رحب أسعد بـ أيمن وطاهر، جلس الاربع يتداولون حديثً ببعض الأمور العامه، الى أن تنحنح أيمن الذى يترقب رد فعل أسعد أو ربما يتوقع رفضً لعر:
طاهر كان كلم آصف فى موضوع خاص وطلب منه يمهد لك الموضوع، وآصف إتصل على طاهر وقاله إنك موافق عالمقابلة، وإننا نتكلم فى موضوع إرتباط بين يارا وطاهر. 



نظر أسعد نحو طاهر، رسم ملامح مُبهمه وهو ينظر له، طاهر ليس مثل زوجي بنتاه الأخريات شاب بسيط ليس من عائلة لها سطوتها أونفوذها، كذالك هو كل ما يملكه هو شهادته الدراسيه التى منحته فرصة سفر الى الأمارات من أجل العمل، لكن هذا سابقًا كان بالنسبه له عيبً كبير، كان الرفض عليه سهلًا، لكن اليوم بعد ما مر به كذالك وساطة آصف الذى لن يخذله أمام أهل زوجته الذى يعشقها،وكذالك  من أجل الا يجرح قلب يارا الرقيق تغاضى عن ذلك وبدل نظرته الى بسمة ترحيب دون التخلي عن بعض من غرورهُ قائلًا:
وأنا موافق على إرتباط يارا وطاهر. 



نظرا كل من طاهر وأيمن  لبعضهما مذهولين، رغم وساطة آصف، وإخباره لهم أن لديه يقين بموافقة أسعد، لكن كان هنالك بعضًا من الشك والترقُب، لكن أسعد أخلف ظنهم، كذالك  آصف تبسم وهو ينظر الى أسعد بإمتنان أنه لم يخذله أمامهم.... إنتهى اللقاء بإتفاق على عقد قران طاهر ويارا بعد أن طلب طاهر ذلك يود إرتباطً رسميًا وشرعيًا... فى غضون أسبوع. 
ـــــــــــــــــــــ
بالمساء 
بشقة آصف فرحتها كانت ليست عاديه نظرت الى آصف بفخر وإقتربت منه وقامت بحضنه قائله: 
إنت السبب فى لم شمل طاهر ويارا، أنا بحبك أوي يا آصف.  



تبسم آصف وضمها أكثر وضع قُبله على عُنقها  هامسًا: 
وأنا بعشقك يا سهيله لو كنت أعرف إن موافقة بابا على طاهر هاخد بسببها الحضن ده كمان كلمة بحبك يا آصف كنت خليته وافق من سنين. 



عادت برأسها للخلف تبتسم ونظرت لوجهه سائله: 
أيه اللى خلاك تستني خمس سنين يا آصف، والمفروض إنى كنت مازالت على ذمتك مخوفتش أرتبط بشخص تانى وأنا معرفش إنى لسه على ذمتك... وده اللى حصل فعلا. 



عبس وجه آصف قائلًا: 
بلاش تفكرينى بالغبي بيجاد لو بأيدى كنت قتلته بس حلال عليه اللى السكرتيرة بتعمله فيه يمكن يعقل، بصراحه كان جوايا إحساس قوى إن ده مش هيحصل وإنك هترجعى لى تانى. 



تبسمت سهيلة قائله: 
بس إنت كنت بعيد عني... 



قاطعها: 
لاء عمرك ما كنتِ بعيده عنى يا سهيله، أنا سيبتك عشان ترجعي سهيله اللى حبيتها وهى دايمًا بتعارضني وتفتخر إنها الدكتورة بنت الموظف البسيط. 



تبسمت سهيله وهى تضم آصف قائله: 
أنا رجعت يا آصف سهيله اللى كانت بتتعمد تتأخر على ميعادها عشان تشوف الشوق فى عيونك. 
...... ❈-❈-❈
ـــــــــــــــــــــــــــــــ 
بعد مرور اربع أيام بـ ڤيلا أسعد
بغرفة يارا كان معها كل من سهيله كذالك روميساء بدأن بوضع بعض لمسات التجميل لها كانت تشعر بتوتر،لاحظت نظرات كل من سهيله وروميساء لها وتبسمهن...نظرت لهن بضجر قائله:
مالكم بتبصوا لبعض كده ليه...أكيد بتتريقوا عليا،إنتم مكنتوش فى نفس موقفي طبعًا.



تبسمن الإثنين،قالت روميساء:
أنا إتزوجت آيسر تحت التهديد.



ضحكت سهيله كذالك يارا التى قالت:
يبقى بلاش تضحكِ على توتري،وإفتكري أنى انا اللى قولتلك على مياصة الممرضه على آيسر وخلينا الدكتور يغيرها.. وإنتِ كمان يا سهيله إفتكري إن طاهر يبقى أخوكِ. 



ضحكن على توترها، بينما قالت روميساء: 
وهلأ صار بيناتكن صهر من الجهتين. 



تبسمن حين دلفت عليهن شيرويت بوجهه عابس بسبب ما حدث لولدتها وتخفيه عن يارا حتى لا تحزن يكفى عليها تحمل والدهما  قليلًا لكن سرعان ماقامت بالتصفير بإعجاب قائله بمزح: 
أيه الجمال ده كله يا يارا، إنت كده هتجنني طاهر وبدل ما يبقى كتب كتاب بس لاء هيقول كتب كتاب ودخله. 



ضحكن بينما خجلت يارا قائله بتهرب: 
على فكره أنتم رخمين، مش عارفه أيه اللى آخر طنط شكران، أنا هروح البلكونه أتصل عليها أستعجلها. 



ضحكن أكثر وهي تتهرب من أمامهن. 



بعد وقت 
بغرفة الصالون جلس  كل من آيسر وطاهر، كذالك أيمن وأسعد، بأحاديث جانبيه الى أن دخل آصف الذى تأخر بعض الوقت إعتذر وإنضم لهما ماهى سوا دقائق ووصل المأذون 
جلس يفتح دفتره سائلًا: 
مين ولى العروس؟ 



-آصف آسعد شُعيب. 
قالها أسعد وهو يبتسم على نظرة آصف له الواضح على ملامحه الإستغراب والإندهاش ظنًا أنه يستقل من طاهر، كذالك طاهر إندهش فى البدايه لكن فهم مقصد أسعد الحقيقي انه لا يفعل ذلك إستقلال بنسبه بل تكبيرًا من شآن آصف.



بعد وقت تم عقد القران 
كان هنالك حفلًا صغيرًا مختصر على عائلة أسعد وكذالك أيمن فقط حضر 
"سحر، آسميه، رحيم" لم تحضر هويدا منعًا للحرج أو بمعني أصح لم تود الإقتراب من أسعد ولا رؤيته. 



كانت البساطة فى كل شئ، لكن لم تخلو من المشاغبات بين كل من رحيم وشيرويت اللذان يشعران بالنفور من بعضهما، لكن تشاجرا لأحد الاسباب التافهه 
نعت رحيم شيروبت بـ"البغبغانه المنفوشه"
كذالك نعتت شيرويت رحيم"بالسخيف الغبي"
وإنتهت ليله لا يوجد فيها مقامات، فقط يسود مقام واحد فقط وهو الحب والمودة. 
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ 
بعد مرور شهر ونصف تقريبًا
بعيادة إحد طبيبات النساء 
كانت شكران برفقة سهيله وروميساء بالعيادة الى أن 
إنتهت الطبيبه  أولًا من معاينة روميساء التى تبسمت وهى تُخبرها أنها حامل بـ ولد ضحكت بتلقائيه، أمنية آيسر لم تتحقق
ثم عاينت سهيله لكن توقفت قليلًا تتمعن بتلك الشاشه التى تعكس ما بأحشاء سهيله، وسألت سهيله: 
إنتِ آخر متابعه ليكِ كان فى شئ غريب ظاهر فى السونار والنهاردة إتأكدت منه. 
 
                
لوهله إرتعبت شكران  كذالك سهيله التى بتلقائيه نظرت نحو تلك الشاشه،من خبرتها كطبيبه فهمت مغزى قول الطبيبه وإنشرح قلبها
حتى تبسمت الطبيبه قائله: 
قدامي عالشاشه ظاهر بوضوح كيسين حمل، يعنى المدام حامل فى توأم، وكمان ظاهر النوع بوضوح ولد وبنت. 



ماذا قالت الطبيبه، إنشرح قلب شكران التى فرحتها الآن لا توصف وقالت بدمعة فرحه: 
يعنى أنا  هيجلي تلات أحفاد ولدين وبنت مره واحدة. 
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ 
بعد مرور عِدة شهور
ليلًا 
تبسم آصف حين دلف الى الغرفه ورأي سهيله نائمه فوق الفراش على أحد جانبيها وضع تلك الحقيبه التى كانت معه كذالك ذاك المِعطف فوق أحد المقاعد وتوجه الى الفراش وجلس على طرفه ينظر لـ سهيله بخفقان، ثم تبسم وأنحني قليلًا وضع قُبله فوق إحد وجنتيها... 
فتحت عينيها وتبسمت ثم أغمضت عينيها وتحدثت بدلال: 
كنت متأكده إنك هترجع الليله ومش هتبات فى إسكندريه. 



تبسم وهو يتلمس ملامحها بآنامله قائلًا بشوق: 
مبقتش بقدر أنام بعيد عن حضنك. 



تبسم وهي مازالت تُغمض عينيها وتنهدت قائله:
أكيد جاي هلكان من الطريق. 



تنهد بإرهاق قائلًا: 
فعلًا هقوم أخد شاور عالسريع وأرجع أخدك فى حضني. 



تبسمت وهى تشعُر بُقبله على وجنتها... 
بعد قليل شعرت بهبوط الفراش جوارها، تبسمت وإقتربت بجسدها من آصف الذى ضمها الى صدره مُقبلًا جبينها... 
تنهدت على صدره وقامت بوضع قُبله صدره ثم دفست رأسها به، تبسم وهو يشعر بانفاسها على صدره ضمها قائلًا: 
ليه مش عاوزه تفتحي عينيك، ده وخم الحمل بس جايلك متأخر أوي فى العاده الوخم بيبقى فى بداية الحمل مش فى آخره. 



ضمت نفسها له تستنشق نفسها قائله: 
ده مش وخم ده إرهاق، ومش عارفه سببه، رغم آنى مش بجهد نفسي بالعكس انا حتى النبطشيات بطلتها، بقيت زى موظفين الحكومه اللى بيداموا  الصبح وينصرفوا بعد الضهر. 



تبسم قائلًا: 
بسيطه طالما حاسه بإرهاق خدي الفتره اللى باقيه من الحمل أجازة بدون مرتب لحد ما تولدي. 



تبسمت تقول له بتوافق: 
فعلًا بفكر فى كده. 



تبسم آصف وأبعدها عن صدره قليلًا 
فتحت عينيها ونظرت له، تلاقت عينيهم تبسمت له، وهو يقُبل وجنتيها قائلًا: 
طالما فتحتِ عينيكِ يبقى... 



قاطعته ببسمة دلال قائله بمغزي: 
مش عاوزه أولد قبل ميعادي. 



تبسم لها بشوق وتفهم مغزى تلميحها قائلًا: 
وأنا نفسي أشوف ولادنا بأسرع وقت. 
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ 
بعد مرور يومين 
ظهرًا بإحد المشافى كانت شُكران تسجد شُكرًا لله بعد ولادة سهيله التى كانت شبه مُتعثرة ولجأ الاطباء الى الولادة القيصريه... ربما كان من لُطفً من حظ  آصف سفره الى الأسكندريه من أجل إحد القضايا، وأخفت عليه سهيله تآلمها، لكن كان هذا الافضل له فهو لم يكن يستطيع تحمُل رؤيتها تتآلم هكذا 
كان معها بالمشفى أيضًا آسميه وسحر
حتى وصل آصف مساءً... كانت سهيله شبه إستعادت القليل من رونقها... وإختفى ذاك الآلم وحل محله سعادة وهى ترا طفليها اللذان كان جوارها على الفراش، دلف آصف بلهفه دون طرق باب الغرفه قائلًا:. سهيله. 




        
          
                
نهضت آسميه التى كانت بالغرفه قائله بحِده:. مش تخبط عالباب قبل ما تدخل. 



تبسمت شكران قائله  بتلطيف: 
معليش يا حجه آسميه، ملهوف على مراته وعياله. 



سخرت آسميه قائله: 
ملهوف ما هو السبب فى ولادتها قبل ميعادها مسمعتيش الدكتورة قالت أيه. 



-قالت أيه؟. 
قالها آصف بتلقائيه... بينما إستهزأت آسميه بغضب وضحكن سحر وشكران، بينما خجلت سهيله وحين فهم آصف قصدها لم يُبالى وذهب نحو فراش سهيله ينظر لها ولوجهها الذى مازال  واهنً،تبسم حين أخفضت بصرها نخو طفليهم ونظر لهما هو الآخر،وكاد يحمل أحدهما لكن تحذير آسميه منعه من ذلك بحجة انهما نائمان لاداعي لإيقاظما...رغم تذمر آصف لكن تقبل ذلك يكفيه رؤيتهما بخير هما وسهيله. 
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ 
بشقة آيسر 
شاغب روميساء التى تشعر ببوادر آلم فى ظهرها كانت تتذمر من مشاغبته لها، لكن ليس كالعادة على سبيل الدلال الآن على سبيل الآلم 
فجأة إزداد الآلم وصرخت بوجهه، بل قامت بجذبه من كتفه وقامت بقضم كتفه بقوه، صرخ هو منها، قائلًا: 
يا مصعوره بتعضيني عشان عاوز بوسه. 



كزت على اسنانها بغضب قائله: 
راح أكلك يا غبي، انا عم بولد. 



توتر قائلًا ببلاهه: 
عم مين اللى بيولد. 



صرخت بوجهه تئن بآلم قائله: 
عيط لى على بابا. 



بنفس البلاهه قائلًا: 
واعيط على باباكِ ليه هو مات وأنا معرفش. 



كزت على اسنانها وحاوطت بيديها عُنق آيسر تضغط بقوه قائله: 
انا اللى راح موتك وأرتاح من غبائك، انا بولد. 



-طب مش تقولى كده، لازمتها ايه اللف والدوران. 
قالها آيسر  ببساطة انهت كل طاقة تحمُل روميساء  التى صرخت بصوت جهور... جعله ينصرع وهو يضع يدهُ فوق فمها قائلًا: 
طب بس بلاش صريخ هتفضحينا هتصل على ماما هى تعرف تتصرف فى الموضوع ده. 



نظرت له بغضب شبه أنساها قسوة الآلم. 



بعد قليل  بالمشفى 
خرجت الطبيبه وخلفها شكران تبتسمان، باركت الطبيبه  وتحدثت شكران: 
تعالى يا آيسر عشان تشوف إبنك كمان روميساء  بقت بخير. 



تبسم آيسر قائلًا: 
متأكدة يا ماما أنها مش هتعضني تانى. 



ضحكت الطبيبه  كذالك  شكران  التى اكدت له أنها  أصبحت  بخير وأهدأ. 



دخل آيسر ومعه مدحت الذى تدمعت عيناه من إهتمام شكران بـ روميساء كذالك حين وقع بصره على ذاك الصغير القابع جوارها على الفراش، كانت عيناها مُسلطه عليه، بينما آيسر حين نظر الى صغيره شعر بمشاعر جديده،لا وصف لها، مشاعر أن ترى نبته منك تُزهر، لكن لابد ان يمزح حين نظر الى روميساء  الواهنه قائلًا: 
هو الحته الصغيره  اللى جنبك عالسرير دى اللى بسببها أكلت دراعي، دا أنتِ أكلت من دراعي حته أكبر منه، بوظتى عضلات كتفي. 




        
          
                
تبسمت على مزح هذا المعتوه الذى قبل قليل كانت تود قتله بسبب برودة اعصابه... لكن كان هذا مفيدًا لها، جعلها تلد طبيعيًا، وإنتهي او تقلص الآلم بعد ولادتها لطفلهما عكس سهيله التى مازالت تتآلم. 
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ 
بعد مرور عِدة أيام بشقة آيسر 
وقف آيسر يتحدث مع آصف  قائلًا: 
مش هينفع النظام ده، ماما كده هتشتت بين هنا وعندك بقولك ايه ما تشتري لينا ڤيلا صغيره تضمنا فى مكان واحد حتى عشان راحت ماما. 



تبسم بمكر قائلًا: 
وماله إدفع نص تمن الڤيلا دى. 



-منين، أنا  كل اللى املكه هى الشقه دى وبس، أقولك هعرضها للبيع ولما تتباع إبقى خد تمنها. 



ضحك آصف قائلًا بمزح:
عيب عليك إنت إبن أسعد شُعيب مش معاك تدفع نص تمن ڤيلا.



بنفس اللحظة قبل رد آيسر  دلفت عليهما شكران  التى
جلست على الأريكه، تتنهد بإرهاق قائله: 
أنا وصفوانه كبرنا مش قد البهدله بين سهيله وروميساء، عالأقل سحر والحجه آسميه كتر خيرهم مع سهيله لكن روميساء وحيدة ومحتاجه اللى يرعاها. 



جلس آيسر جوارها ونظر الى آصف الواقف قائلًا: 
والله يا ماما كنت لسه بتكلم مع آصف فى الموضوع ده وقولت له يشوف لينا ڤيلا صغيرة ونتلم فيها كلنا، بس هو مش موافق. 



ضحك آصف وجلس على الناحيه الاخرى لـ شكران قائلًا بإعتراض: 
انا مقولتش مش موافق انا قولت تدفع نص تمن الڤيلا. 



ضحك آيسر قائلًا: 
منين، أنا يادوب حتة طيار، مش محامي باخد فى القضيه الشئ الفلانى إعتبرنى ضيف وجاي أعيش معاك. 



ضحكت شُكران ونظرت الى آصف، فهم آصف نظرتها قائلًا: 
عشان خاطرك إنتِ بس يا ماما الڤيلا هتكون جاهزة عالسبوع، بس مش هستقبل فيها ضيف غير مرغوب فيه. 



ضحك آيسر قائلا بعناد مرح: 
ماما حبيبتي هتستقبلني. 



أنهي قوله وقبل يد شُكران التى تبسمت تشعر بإنشراح فى قلبها، بينما تبسم آصف قائلًا: 
طبعًا ماما قلبها حنين، وإنت شخص مُستغل. 



أنهي آصف قوله هو الآخر وقبل يد شُكران الاخري... التى تشعر بسعاده. 
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ 
بيوم السبوع
بـ ڤيلا خاصه 
كان حفل سبوع مع عقيقه من أجل الثلاث أطفال،كان حفلًا مُبهجًا،إجتمع الجميع يرحب بالنسل الجديد،حتى أسعد الذى أصبح يسير على عكازين طبيين...بعد أن شبه تعافي قليلًا...



لكن كعادة هذان حين يرا كل منهما الآخر لابد من   
شجار بين رحيم وشيرويت التى تحمل إحد طفلي آصف ذهب نحوها  ومد يديه يأخذه منها، لكن هى تمسكت بالطفله  ونظرت له بغضب سائله: 
إنت عاوز أيه. 



رد ببرود: 
مش بنت أختى عاوز اشيلها واعرفها عليا. 



نظرت له بسخط قائله  بتعقيب: 
تعرفها عليك، الافضل ليها متتعرفش عليك.




        
          
                
نظر لها بضيق قائلًا:
ليه إن شاء الله كنت صايع،دا أنا مستقبلًا هبقى ظابط وليا هيبه.



إستهزات شيرويت قائله:
قصدك خيبه،إبعد إيدك عن البنت،إيديك ملوثه.



نظر رحيم الى يديه بتمعن هما نظيفتان،نظر نحو شيرويت بغضب وحاول أخذ الفتاه منها قائلًا:
هاتى بنت أختي لا تفتح عينيها وتشوف شعر البغبغانات وتنصرع منك.



نظرت له بغيظ قائله:
سخيف غبي.



-بغبغانه منفوشه مُتعاليه.
لاحظت سحر إحتداد النظر بين الإثنين فنهضت وقالت بتلطيف:
هاتي البنت يا شيرويت عشان ميعاد رضاعتها.



تبسمت شيرويت لها بقبول اعطتها الطفله،اخذتها سحر ونظرت نحو رحيم بتحذير ،الا يتهور ويُفسد الحفل بالإحتداد مع شيرويت...تفهم رحيم،ونظر الى شيرويت بفتور وإبتعد بعد ان رمقته شيرويت بتعالى.



حفلًا بسيطً لكن حُفر فى ذاكرة العُمر بفرحه غامرة. 
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ 



بعد مرور أربع سنوات
صباحً
بمنزل أيمن
دخل حسام الى غرفة هويدا وجدها تضع وشاح رأسها  نظر لها بإستعجال قائلًا: 
يلا بسرعه يا ماما هتأخر عالمدرسه النهارده أول يوم في  الدراسه، وعاوز أحضر الطابور. 



تبسمت له بود قائله: 
لسه نص ساعه على ميعاد الطابور وانا تقريبًا خلصت لبس مبقاش فاضل  غير الكوتشى. 



ذهب حسام نحو ذاك المكان الموضوع  به حذاء هويدا وجذبه وتوجه نحوها وضعه أمام قدميها قائلًا: 
جبت لك الكوتشى أهو يا ماما يلا بقى بسرعه. 



تبسمت بلمعة عين حين وضعت قدميها بالحذاء وإنحنى حسام يقوم بربط طرفى رباط الحذاء، حتى إستقام واقفً يقول: 
كده بقيتِ جاهزه يا ماما بسرعه بقى عشان مش نتأخر. 



لمعت عينيها  بوميض دمعه.. دمعة ندم كيف يومً ظنت أن هذا الطفل كان عقبه فى حياتها،كان أكبر خطأ،ها هو أصبح كل دنيتها وجدت معه صفاءً نفسيًا بعيد عن أطماع عقلها  الذى كان يصور لها أن السعادة فى سطوة المال والنفوذ،تعلمت الدرس جيدًا أن السعادة فى سطوة الرضا والقبول. 



تبسمت له وهو يمد يدهُ لها كي تسير معه، رغم ذاك الطرف الصناعي التى قامت بوضعه مكان ما فقدته لكن مازالت تسير بعرج، حاولت مُجراة لهفة حسام وهو يجذبها للسير سريعًا، تبسم لهما كل من ايمن وسحر، وهما يودعانهم بسعاده من تلك الشُرفه، سُرعان ما نظرا لبعضهما حين رأيا عادل الذى وقف امامهم يبتسم بلهفه قائلًا: 
الحمد لله لحقتكم، إتاخرت  لو مكنتش ظابط منبه الموبايل كانت جت عليا نومه. 



تبسم حسام ومد يده الاخري وامسك يد عادل الذى سار لجوارهم، يتسامرون بمرح وهم يسيرون معه ذهابًا الى المدرسه بأول يوم له فى الدراسة... ترك الإثنين خلفهم أطماع الماضى وتقبلا"حسام" تلك النفحه التى اعطاها لهما الله هديه.. 
بينما تبسم كل من النبوي وسحر وبداخلهما أمنية الفرصه الثانيه لـ هويدا وعادل ومعهم طفلهم ببيت واحد. 
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ 
بڤيلا شهيرة
بغرفة شيرويت كانت تمزح عبر الهاتف مع يارا قائله: 
والنونو اللى بطنك بقى تاعبك وبتتوحمي على أيه، رنجه ولا فسيخ زى ما بنشوف فى الافلام. 




        
          
                
ضحكت يارا قائله: 
والله زى ما قولتى أفلام، انا طبيعي جدًا، بس بصراحه كانت نفسى هفتني على الكيكه بتاع تيتا آسميه اللى بالفراوله وكلمتها وطلبت منها طريقتها بس مش نفس الطعم،بس هى وعدتني هتشوف حد مسافر الامارات قريب من هناك وتبعتلى معاه...رغم انها ممكن تفسد بس بصراحه نفسى فيها أوي.



تبسمت شيرويت قائله:
النونو هيطلع له فراولايه فى وشه.



ضحكت يارا قائله: 
قوليلى إنتِ عامله ايه يا سيادة وكيلة النيابه. 



تبسمت شيرويت بفخر: 
انا الحمد لله لغاية دلوقتي معظم شغلى مكتبِ مش فى قضايا لازم أروح واعاين موقع الجريمه. 



ضحكت يارا  ثم شعرت بغصه قائله:
طب كويس،قوليلى ماما أخبارها أيه.



تنهدت شيرويت بآسف:
ماما حالتها النفسيه سيئه ومع الوقت بتسوء أكتر رغم إن تشوهات وشها تقريبا إختفت،بس حاسه انها عصبيه طول الوقت عكس بابا حسيت إنه إتغير بالذات بعد ما قدر يوقف على رجله من تانى،كمان معاه فى الفيلا بنت أختك الكبيرة جت القاهره تكمل دراسه وعاشت معاه.



تنهدت يارا بآسف قائله:
كان نفسى اللى حصل يغير شخصية ماما.زى بابا،بس بدعى ليها.



بينما بغرفة  شهيره 
اصبحت تمقت النظر الى المرآة وترا ذاك الآثر الذى شبه إختفى بنسبه كبيرة من وجهها فقط آثرًا غير واضح سوا لمن يُدقق، بعد إجرائها لأكثر من عملية تحميل لكن بداخل رأسها أصبح هنالك هوسً يُسيطر عليها أنها أصبحت قبيحه جعلها كثيرًا ما تتواري عن الناس،لكن هى  ليست فقط قبيحة الوجه لكن مازالت قبيحة القلب الذى لم يتعظ مما مرت به، خرجت من غرفتها ذهبت نحو غرفة شيرويت فتحت باب الغرفه دون إستئذان 
وسمعت جزءًا من حديثها المرح مع يارا عبر الهاتف، نظرت بحُنق نحو شيرويت التى كانت تتحدث  مع يارا عبر الهاتف، قائله بإستهتار: 
أكيد بتكلمي الغبيه أختك...هاتى اما أكلمها.



أخذت الهاتف من يد شيرويت بتعسف وتفوهت بغضب:
طبعًا ولا كآنى مامتك،والجربوع اللى إتجوزتيه ساحب عقلك وراه زى الحماره. 



تنهدت يارا بآسف قائله بدفاع:
لاء يا ماما أنا منستكيس والدليل كل يوم بتصل عليكِ الصبح ومش بتردي عليا وبرجع برضوا أتصل عليكِ،طاهر بالعكس عمرهُ ما قال كلمه مش كويسه عليكِ رغم كُرهك ليه.



إغتاظت شهيره قائله بغضب:
وكنت عاوزه الجربوع ده يقول عليا كلمه مش كويسه،كفايه ضحك على عقلك وخلاكِ تسيبِ شغلك هنا وسافرتى له فى الامارات تخدميه.



تنهدت يارا قائله:
اولًا من فضلك يا مامي إتكلمي عن طاهر بطريقة أفضل متنسيش أنه جوزي،كمان طاهر مضحكش عليا وانا اخدت أجازه من شغلى فى مصر وهنا بشتغل فى مكان أفضل وبمرتب أكبر،كمان مع جوزي وقريبًا هيبقى والد إبني.



تضايقت شهيره وألقت الهاتف نحو شيرويت قائله:
خدي كلميها دى مبتفهمش.



إلتقطت شيرويت الهاتف قبل ان يسقط ارضًا وأومات راسها بآسف من طباع والدتها،عاودت الحديث بمرح ومزح مع يارا الى ان إنتهين.




        
          
                
أغلقت يارا الهاتف وقفت تنظر امامها تشعر بغصة قويه فى قلبها تمنت لو تغيرت طباع  والدتها،بخضم تفكيرها،لاحظ طاهر شرودها إقترب منها ووضع قُبلاته على وجنتيها قائلًا:
حبيبتي سرحانه فى أيه أوعى تقولى فى شئ تانى غيري أزعل.



تبسمت له قائله:
مش سرحانه،انا كنت بفكر.



تبسم سائلًا:
وكنتِ بتفكري فى أيه بقى.



تبسمت يارا قائله:
بفكر فى حال ماما مش عاوزه تتغير.



تسائل طاهر:
برضوا مش بترد على إتصالاتك عليها.



ردت يارا:
بالعكس دى كلمتني من فون شيرويت،بس بقت تصعب عليا أوى،حاسه إنها بقت شخصيه تانيه،عكس مامى اللى كانت شخصيه لبقه بقت عصبيه.



شعر طاهر بنبرة الآسى فى صوت يارا ضمها له قائلًا:
بكره تهدا،إدعى ليها وبعدين يا مدام انا مش عاوز اشوفك حزينه،عشان اللى بتحسى بيه بيحس بيه إبننا ولازم يحس بالسعاده،ده مجاش لينا بالساهل،إحنا بقالنا حوالى تلات سنين ونص متجوزين وإنت حامل فى اربع شهور يعنى مصدقنا على رأي تيتا آسميه.



تبدل حزن قلبها الى سعادة،لم تندم على تخليها عن بلدها وذهابها للعيش مع طاهر ببلد آخر،هو أحسن إليها ولم يجعلها تشعر بغُربه بل شعرت معه بدفئ عائلى كان مفقودًا بحياتها عوضه طاهر بمشاعر جياشه ومعطأة...من حزنها يرسم لها بسمة تشرح قلبها. 
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ 
ظهرًا بالنيابة العامة 



جلس رحيم بزهو وهو ينظر الى شيرويت التى تقرأ ذاك الملف الذى أعطاه لها، لكن سُرعان ما وضعت الملف على المكتب أمامها قائله بهدوء: 
الأدله دى ناقصه يا حضرة الظابط. 



-نعم
قالها بإستنكار ثم اكمل بإستفسار: 
أدلة أيه اللى ناقصه قدامك دلائل كافيه ووافيه مقدمها للنيابه عشان تصدر أمر القبض على المجرم ده. 



أغلقت الملف وعاودت القول بتصميم: 
قولتلك الادله ناقصه، عاوزنى أصدر أمر بالقبض على مواطن بناءً على فيديو مصور عالموبايل، وكمان بدون إذن نيابي سابق بالتسجيل، إتفضل يا حضرة الظابط خد الملف والفلاشه وكمل تحريات كويس وقدم أدله وافيه وصادقه. 



إغتاظ بغضب قائلًا: 
صادقه! وافيه! 
بِت بلاش طريقتك دى.... 



تضايقت من نعته لها بلفظ"بِت"
وإنتفضت واقفه تقول بتعسُف: 
أيه بِت! 
دى يا رحيم، إنت مفكر إنى واحده صاحبتك وقاعدين عالكافيه بنشرب نسكافيه، انا هنا 
"شيرويت أسعد شُعيب" وكيلة النيابه وإنت مجرد ظابط، وإحمد ربنا إنى هتغاضي عن غلطك ده ومش هقدم فيك محضر. 



نظر لها بغيظ ونهض يسير نحوها الى أن إقترب منها ولمس أطراف خُصلات شعرها قائلًا بإستبياع: 
لاء قدمي محضر، بس يا ترا هتقولى فيها أيه. 



نظرت له بغيظ وإبتعدت لخطوه للخلف قائله: 
بسيطه هقول ظابط غير كُفا وكمان معندوش إحترام للمناصب،وقالى يا "بِت" غير كمان بيتحرش بيا. 




        
          
                
إستغرب رحيم قائلًا  بإستهزاء: 
بتحرش بيكِ عشان لمست أطراف شعر البغبغان، امال لو بوستك هتعملي لى محضر إغتصاب بقى.   



نظرت له بغضب من قلة ذوقك ورفعت يدها وأشارت نحو باب الغرفه قائله بأمر: 
بره المكتبِ يا حضرة الظابط ، ويا تجيب أدله وافيه  وكافيه يأما مشوفش وشك...عشان لو شوفت وشك بدون سبب أنا هقدم فيك شكوه إنك بتسخدم سُلطتك كـ ضابط سرطه وبتتجنى المواطنين الأبرياء بالكذب. 



ذُهل رحيم من غضبها لكن نظر لها ببرود هامسًا  لنفسه: 
مواطنين أبرياء، وكمان بتطرديني يا شيرى، عاوزه تقدمى فيا شكوى،تمام ، أنا هعرف أخليكِ تمضى على الأمر برضاكِ...طالما الذوق مش نافع معاك،نطبق الدرس الأول اللى أخدته فى كلية الشرطه  ... واللى ميجيش بالذوق يجي بلسعهُ. 



بينما قال ببرود: 
أنا خارج أساسًا المكتب حر، هى النيابه فلست ومش قادرين يحكوا تكييف، أنا مكتبِ فى الداخليه فيه تكييف ومروحة سقف ومروحة مكتب بحطها قدامى ترطب. 



نظرت له بسُحق قائله: 
بره بدل ما أخليهم ينقلوك لأقاصي نجوع  الصعيد. 



اومأ ببرود قائلًا: 
تمام أنا ماشى، بس إفتكري إنك ساعدتى فى وقف القبض على مجرم خطير. 



-بره! 
قالتها بشبه صُراخ... ضحك رحيم وهو يغادر، بينما هى زفرت نفسها بغضب  حين أغلق خلفه باب المكتب قائله: 
سخيف غبي. 



تفاجئت بفتح باب المكتب وطل براسه قائلًا: 
بغبغانه نفوشه ومُتعاليه. 



سُرعان ما أغلق باب المكتب  مره أخرى يبتسم على ملامح وجهها الغاضبه التى لو ظل أمامها لثانيه  واحدة قد تقوم بإستخراج أمر بسجنه خلف القُضبان مدى الحياة، لكنه يفضل سجن آخر معها، ويستلذ بتعصيبها. 
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
مساءًا



بـ غرفة آيسر 
وضع آيسر ذاك الدواء بفم طفله البالغ عِدة أشهر ثم حمله من فوق الفراش  قائلًا بمزح: 
أنا عارف إن طعم دوا الكحه مش حلو عشان كده جبت لك دوا المغص بداله إنت تاخد المعلقه دى هتناملك ساعتين تفصل زن على الرومس وتريح دماغي، أدلع أنا فيهم ويمكن ربنا يكرمنا والرومس تحمل مره تالته وتقعد إنت على دِكة الإحتياطي جنبِ  وأشمت فيك يا حلو وأقولك الدنيا دوارة بسبب إنك عيل رزل،إنت لا بتنام لا ليل ولا نهار،وانا أجازتى محدوده ومش عارف اتلم على جميلتِ بسببك،  أخوك الكببر كان محترم عنك إنما إنت عامل زي العازول لما أقرب من جميلتِ إنت مركب قرون إستشعار وبتقطع علينا سحر اللحظه، أنا بقى أرخم منك. 



إبتلع الطفل الدواء بعد دقائق قليله سُرعان ما شعر بنُعاس فعلًا، بذاك الوقت دلفت روميساء تحمل طبق صغير لكن إستغربت حين رأت آيسر يحمل الصغير الذى يستسلم لذاك النُعاس، إقتربت منها مُستغربة تقول: 
أنا ما أتأخرت  بتحضر البيبرونة ،كيف عم بنعس بها السرعه هو صاحى من النوم ما بقاله ساعة . 




        
          
                
تبسم آيسر وهو يضعه بالمهد الصغير الخاص به قائلًا: 
يمكن مكنش شبع نوم وقال يكمل نوم.



إستغربت روميساء وهى تنظر نحو زجاجة الحليب الذى بيدها قائله:
هلأ وقت ما بيفيق راح إرجع دفى له البيبرونه،ما بعرف ليش رفض الرضاعه الطبيعي من البدايه والله الرضاعه الطبيعي راحه للأم.



همس آيسر قائلًا:
واد غتت كويس أن تأثير الدوا إشتغل ونام،اهو ياخد وقت مستقطع من الزن واخد أنا شوية حنان.



بينما تبسم آيسر ووضع يديه حول خصر روميساء قائلًا:
أهو بنومه عمل طيب خليكِ معايا يا جميلتِ وحشتيني،وبعدين إنت ليه كل ما تكبري بتحلوي أكتر،كمان الخِلفه سابت آثر حلو اوى على جسمك،ظهرت حاجات كده...



قاطعته بآسف:
ايوا أنا سِمنت كم كيلو بفكر الفتره الجايه داوم فى الچيم.



سريعًا أخذ من يدها زحاجة الحليب ووضعها على طاوله بالغرفه قائلًا:
جيم أيه،إنتِ تثبتِ على كده يا جميلتِ لم يُعطيها فرصه للإعتراض وجذبها قائلًا بهمس:
بحبك يا جميلتِ،ودى فرصه قدمنا نفسى فى بنوته زى بُسبِس بنت آصف هو أحسن منى فى أيه وهو يجيب بنت وانا لاء.



ضحكت روميساء بدلال قائله:
هدا قسمه ونصيب.



وافقها قائلًا:
وماله بس ربنا قال ناخد بالاسباب،يمكن المره التالته تجي شُكران.



تبسمت له بتوافق ودلال فُتن به،يقبلها يسحبها معه يتنعم بجنة جميلتهُ المفعمه بأرقى المشاعر.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بغرفة شكران...
إنتهت من تصفيف شعر تلك الصغيره التى ذهبت نحو مرآة الزينه ونظرت لنفسها بتقيم ثم قالت:
شكرًا يا ناناه.



تبسمت لها شكران التى نهضت وذهبت نحوها وقالت:
بُسبُس الجميله شبه القطة الكيوت،بشعرها الاسود الناعم الطويل. 



تبسمت لها بُسبُس قائله بمشاعر طفوليه: 
أنا بحبك يا ناناه أوي،وكمان بحب جدو أسعد عشان كل يوم بيجي يلعب معانا طول اليوم،بيجيب لينا معاه لعب وشيكوليت وبونبوني.



تبسمت لها شكران قائله:
بُسبُس الجميله  رقيقه زى إسمها "بثينه" 
كان إسمك من إختياري وكمان لايق عليكِ إنت قطتِ الجميله... ربنا يبارك فيكِ وفى بقية أحفادي. 
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ 
بـ منزل البُحيره



كان وقت الغروب، الشمس ترحل من بعيد تترك مكانها لقمر يبزُغ، كآنهما عاشقان على موعد باللقاء للحظات قبل أن يفترقا على موعد بلقاء آخر
كانت تُشاهد سهيله هذا اللقاء الخاطف من خلف زجاج شُرفة الغرفه وهى تتحدث مع شكران تطمئن على طفليها  الى أن إنتهى حديثهما بدخول آصف الى الغرفه  دون إنتباة سهيله التى كانت تُعطيه ظهرها، لكن سرعان ما شهقت بخضه ضاحكه. 



تبسم آصف وهو يُقبل عُنقها قائلًا: 
كنتِ بتكلمِ مين عالموبايل. 



ردت ببسمه: 
كنت بطمن من طنط شكران عالولاد، كان الأفضل جيبناهم معانا. 



ضمها آصف بعشق قائلًا: 
كنتِ هتنشغلى فيهم وتنسيني وبعدين هو يوم واحد وهنرجع لهم من تانى بكره، يوم فكري فيا أنا وبس. 



تبسمت سهيله  وهى تستدير، وقامت برفع يديها وضعتهم حول عُنقه بدلال قائله: 
وإنت دايمًا بتفكر فيا. 



أومأ  برأسه  وقبلها قُبله ناعمه ثم ترك شِفاها قائلًا: 
أنا مش بفكر  غير فيكِ طول الوقت. 



تبسمت بنعومه تتمايل عليه بدلال داعب قلب آصف الذى قبلها مره ومرات يستنشق من انفاسها، ثم ترك شفاها وضع جبينه فوق جبينها 
-إنت يا سهيله نسمة الحياة فى وسط زحمة الحياة  المكان هنا دايمًا له جاذبية  ومكانه خاصه  فى قلبي، وإنت؟. 



هكذا تسأل آصف واجابته سهيله بهدوء وعشق: 
المكان هنا دايمًا فيه اروع وأجمل ذكرياتنا، بُحيرة فى سط الميه،عليها بنعيش زى الطيور اللى هناك دى اللى بتتصارع مع  ضوء الشمس عشان ترجع لأعشاشها ،هنا البساطه فى كل شئ هنا بدايتنا دايمًا يا آصف. 



تنهد آصف بعشق قائلًا: 
إنتِ شمسى وقمري، ونوري وظلامى 
عشقك إمتزج بوتيني مقدرش أعيش من غيرك. 



تبسمت بدلال وهو يضمها يُقبلها يستمتع بقبولها ولهفتها للمزيد من عشقه الذى يغدقها به يتنعمان بعشق  هادر كصوت هدير مياة تلك البُحيرة التى كانت ملاذًا يحتوى بين ضفافها عشقًا يهدر عذوبة عشق ربما بوقت كان  مهدورًا،لكن  قاوم وتعافى وأصبح كـ هديرًا عذب بالقلب سَكن وإستوطن مكانه وضخ بوتين القلب أوردة تسري تُعطي حياةً.. وجف نزيف... 
"عشق مهدور" 
   ......{تمت بحمد الله}....  
تعليقات